روايات

رواية أميرة القصر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء الثالث والثلاثون

رواية أميرة القصر البارت الثالث والثلاثون

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الثالثة والثلاثون

يوسف : مش هقدر .
أبتعد عنها بعنف وخرج من الفراش وهو يلعن نفسه , ضمت أيمان جسدها بذراعيها تشعر بالأذلال ودموعها تسيل على وجنتيها بصمت وراقبته وهو يخرج من الغرفه مسرعا بغضب , لن تلومه فهى من فرضت نفسها عليه , هى من قبلت على نفسها هذا الوضع البائس المذل .. والديها كانا على حق .. وتذكرت كلماتها .. (( مش هيشوفك ولا يسمعك .. هتفضلى طول عمرك ملعونه بلعنتى )) .
******
سيكون ملعونا لو فكر فى أستبدال ذكراها بذكرى أمرأة أخرى , هذه الذكرى هى ما تجعله حيا حتى الأن .
نام على فراشها يضم وسادتها .. يعيد الى خياشيمه رائحة عطرها , فان كان هذا ذنبا فالله رحيم وسيغفره له .
******
جلست ليليان فى حجرة الانتظار فى المشفى وجلس خالد بجوارها يمسك بيديها الباردتين وينظر بقلق الى وجهها الشاحب
خالد : جمدى أعصابك … بنتك محتاجالك دلوقتى أكتر من الأول .. وما راح تفديها بشي لو تعبتى .
هزت رأسها
ليليان : عندك حق .. بنتى محتاجالى .
ثم قالت باكيه
ليليان : هيه لسه فى الشهر السابع وضعيفه .. الولاده هتكون صعبه .
خالد : أدعيلها تقوم بالسلامه .
ليليان : يا رب .
مر وقت ظنت ليليان أن ليس له نهايه وخرج الطبيب أخيرا من غرفة العمليات فأسرعت ليليان وخالد اليه وبسؤاله عن حالة جينا والطفل أجاب
الطبيب : الأم والطفل كلاهما بخير .. واجهتنا بعض الصعاب وعانت الأم من نزيف حاد أستطعنا السيطرة عليه وستبقى فى غرفة العنايه الفائقه يوم أو يومين على الأكثر لضبط ضغط الدم والتأكد من عدم حدوث أى مضاعفات .
ليليان : والطفل ماذا عنه ؟
أبتسم الطبيب
الطبيب : كنا نشك فى أنه سوف ينجو أو سيولد بصحه ضعيفه .. ولكنه أثبت أنه مقاتل حقيقى وصحته أفضل كثيرا من صحة أمه وملأ الغرفه بصراخه .. سيدخل الى حجرة العنايه الخاصه بالأطفال حديثى الولاده لأسبوعين على الأقل وهذا أمر طبيعى لظروف ولادته.
******
ضحكت ليليان وبكت وهى تنظر الى حفيدها من وراء الزجاج , كانت قد أطمئنت على جينا أولا وقد أفاقت من التخدير وأول ما سألت سألت عن أبنها وطمئنتها بأنه بخير فطلبت أن تراه ولكن الطبيب أخبرها أنه الأن فى الحضانه وعندما تستطيع الوقوف على قدميها سوف تذهب لتراه بنفسها .
أتصل خالد بصهيب فى الأمارات وأخبره أن جينا وضعت طفلها وهما بخير ثم عاد الى ليليان التى لم تشأ أن تتحرك من أمام الطفل الصغير جدا , أحاط كتفها بذراعه ينظر الى الصغير مبتسما , كان يتمنى لو رزق منها بأولاد ولكن المشكله كانت عنده هو , فمن زواجه الأول أستطاع بعد رحله من العلاج أنجاب أبنه الوحيد صهيب وبعد موت زوجته وعزوفه عن الزواج من بعدها أهمل علاجه وعندما قابل ليليان ووقع فى حبها أراد أن ينجب منها المزيد من الأولاد ولكن فرصته فى العلاج أصبحت مستحيله وهو يتمنى الأن أن يتزوج صهيب ويأتى له بالكثير من الأحفاد .
******
فى اليوم التالى غابت أيمان عن مائدة الأفطار على غير عادتها , وعبرت كريمان عن دهشتها بخبث
كريمان : هيه كانت نموسيتها كحلى والا أيه ؟
رمق عمر زوجته بنظرة حاده وتأففت ليلى بضيق ونظرت الى يوسف من طرف عينيها , كان يتناول طعامه بهدؤ غير مبالى بالحديث الدائر بجواره
ليلى : ياريت ترجع البيت بدرى انهارده .. محتاجه أتكلم معاك فى موضوع مهم .
يوسف : مش عارف ظروفى أيه .
ضغطت على أسنانها غيظا من طريقته البارده فى الحديث معها وقالت بعصبيه
ليلى : أيه خلاص هتدرويش .. هتلبس الجلبيه وتقعد فى حلقات الذكر كل ليله زى المجاذيب .
لم يرد ولم ينظر اليها ووقف عن مقعده وقال لعمر
يوسف : مش يلا بينا أتأخرنا .
وقف عمر وقد أرتاح لأن يوسف قرر المغادرة فأعصابه لم تعد تحتمل التراشق بالعبارات المهينه من هنا وهناك ونظر الى كريمان
عمر : الجو قلق انهارده … ما ينفعش تأجزى
كريمان : مستحيل .. وزارة الصحه أعلنت حالة الأستنفار القصوى بدايه من النهارده.
سأل يوسف
يوسف : أيه السبب ؟
قالت ليلى ساخرة
ليلى : آه مانت مش فى الدنيا .
قال حسام بحماس
حسام : فى مظاهرات طالعه النهارده فى عيد الشرطه ضد الممارسات القمعيه .
عمر : بيقولوا أنها هتكون مظاهرات كبيرة .
قالت ليلى
ليلى : ولا هتبقى كبيرة ولا حاجه .
كريمان : التعليمات اللى وصلت لنا بتقول غير كده .. الوزير نفسه كان قلقان .
عمر : خايفين اللى حصل فى تونس يسمع هنا .
هتف حسام
حسام : أن شاءالله هيحصل .
أستدار عمر وكريمان اليه بحده وقالت كريمان
كريمان : أياك تتحرك من البيت .. فاهم .
عمر : ماتقلقنيش عليك .
زفر حسام بضيق
حسام : حاضر .
******
بعد أنصراف يوسف وزوج عمته قلقت ليلى على أيمان فقد كان عليها أن تطلعها على نتيجة ما أتفقا عليه بالأمس ولكن غيابها ولامبالاة يوسف هذا الصباح لم يطمئناها . وجدتها فى حجرتها وجهها مرهق وأثار البكاء ظاهرة عليه وعرفت منها ما حدث
ليلى : معلش يا حبيبتى .. أحنا أتفقنا أن يوسف بيمر بفترة صعبه فى حياته .. اللى حصل معاه مش شويه .. لو بتحبيه أستحمليه .. أكيد مش هيفضل كده طول عمره .
قالت أيمان بمرارة تردد كلمات جينا اليها
أيمان : أنا حاسه أن هيخلص عمرى قبل ما ييجى اليوم ده .
زفرت ليلى بأسى .
وتوالت الايام وصارت شهورا وصدق حدث أيمان وقول جينا فقد ظل يوسف على حاله .. لا يراها ولا يسمعها , أنقلبت البلاد وتشتت العباد وأصبحت السياسه الشغل الشاغل للقاصى والدانى والعالم والجاهل وهو لا يبالى , مرت أعماله بنكسات ونكبات متتاليه فيتعامل معها ببرود لا متناهى , لم يعد للحياه معنى لديه , يعيش لمجرد العيش , يأكل ويشرب وينام ويصلى .. متبلد الأحساس لا حزن ولا غضب .. لم يعد يكترس لأحد أو لشئ.
******
أتم اليوم شهره السادس , حملته جينا بين ذراعيها وهى تمطر وجهه بالقبلات فيضحك
, أنها تدين له بحياتها لقد كادت أن تفقد عقلها لولاه .. هو من أنقذها من الجنون , فقد عانت من أنهيار تام بعد تخلى يوسف عنها بتلك الطريقه القاسيه .. لا تأكل ولا تنام وعندما أنهار جسدها فى أخر الأمر ودخلت الى المستشفى أكتشفوا بعد أجراء التحاليل أنها حامل فى ثمان أسابيع ذهلت للخبر وكان طوق النجاة الذى تعلقت به بكل قوتها ليخرجها من تعاستها , قاومت من أجله المرض والأكتئاب وعادت تلملم شتاتها بقدر ما أستطاعت , لم يكن الأمر سهلا ولكن من أجله حاربت لتعطيه الحياة ويعطيها هو الأمل فيها وبعد ولادته جعله شبهه بوالده تعشقه أكثر .
دخلت ليليان الى حجرة الجلوس تحمل بيدها زجاجة الحليب .
ليليان : يلا هاتى أكرم عشان أاكله .
قالت جينا ضاحكه
جينا : هوه أبنى والا أبنك ؟
دفع الصغير بنفسه تجاه ليليان فحملته وقالت تغيظ جينا
ليليان : أسأليه ؟
قالت جينا ضاحكه
جينا : ده بس عشان معاكى الأكل بتاعه .
ضحكت ليليان وهى تجلس على الأريكه وتفتح الرضاعه التى سحبها الصغير بلهفه الى فمه المفتوح فضحكت جينا
جينا : شفتى بقى .
أبتسمت له ليليان بحب
ليليان : مهما قولتى .. أنا واثقه أنه بيحبنى .
أبتسمت جينا .. لا يمكن لأحد أن يصدق أن ليليان جدة
جينا : وأنتى بقى هتسيبى شغلك وتقعديلوه .
ليليان : أنا بصمم فى البيت وايزابيل مسؤؤله عن الأدارة .. وخالد مبسوط بقعدتى فى البيت .
رن جرس هاتف جينا وردت
جينا : هالو صهيب .
جاء صوته غاضبا من الطرف الأخر
صهيب : أيه اللى هببتيه ده .
زفرت بضيق وقالت دون مواربه
جينا : تقصد المقاله .
صهيب : يعنى أنتى فعلا اللى ورا الخبر .
جينا : آه أنا .
قال بغيظ وقد أنقلبت لهجته الى اللهجه الخليجى
صهيب : وأيش تقصدين من وراه ؟
جينا : بحصن نفسى .
صهيب : يا الله .. وأنا ما فكرتى فينى .
جينا : وأيه اللى هيضرك من وراه .. اللى يسألك أبقى كدبه .
صهيب : نجلا غضبانه .
ضحكت جينا
جينا : آه .. قول كده بقى … يا عم طيب خاطرها بكلمتين .. قولها كلام جرايد وماتفلقنيش بقى .. وأياك تكدب الخبر فى نفس المجله .
أستسلم صهيب وأنهى المكالمه , سألتها ليليان
ليليان : أيه اللى حصل .. ماله صهيب .
سربت جينا الى أحدى المجلات البريطانيه الشهيرة خبر زواجها من صهيب ومعه صور لهما معا على متن يختهم فى الخليج وهى تعلم جيدا أن هدير تعشق هذه المجله لما تحويه من أخبار الفنانين وفضائح المشاهير أكثر من أهتمامها بالسياسه وأخبار المظاهرات وبالطبع سوف تنقل الخبر الى أمها التى سوف تسارع بنشرة فى العائله وهذا ما تريده .
سألتها ليليان بعد أن أطلعتها عما فعلت
ليليان : وأنتى عملتى كده ليه .. هتستفيدى أيه من أنهم يعرفوا أنك أتجوزتى صهيب .. بتنتقمى من يوسف .. والا عشان لما يعرفوا عن أكرم تقولى أنه أبن صهيب ؟
قالت بحده
جينا : مستحيل أخلى يوسف يعرف حاجه عن أكرم .. ده أبنى أنا لوحدى .. ثانيا أنا عملت كده عشان لما أظهر فى حياتهم تانى مايفتكروش أنى لسه ضعيفه .
صرخت ليليان فيها بغضب
ليليان : تظهرى فى حياتهم تانى ؟.. أيه الجنان اللى بتقوليه ده .
بكى الصغير مفزوعا من صراخ ليليان فأخذته جينا تهدهده على كتفيها
جينا : وأنتى فاكره أيه ؟.. هسيبهم يعدوا باللى عملوه فيا بسهوله .. يعيشوا مبسوطين بعد ما حطمونى … مستحيل .
******
أشترت كريمان المجله التى أخبرتها عنها هدير والتى تحتوى على خبر زواج جينا وصهيب وصورهما معا على يخت زوج أمها .
أنساها هذا الخبر المشاكل التى قابلتها اليوم فى العمل , الوضع الأمنى مازال سيئا وكل يوم تقريبا يتعرض الأطباء والعاملين فى المشفى الى الأعتداء فكلما قامت مظاهرات وحدثت مصادمات تأتى الأسعاف محمله بالمصابين يتبعهم زويهم وتحدث المشاحنات حتى بدأ الأطباء يدخلون فى أعتصامات يطالبون فيها بتوفير الحمايه لهم أولا والا لن يعملوا فى ظل هذه الفوضى فلا شئ يحميهم من البلطجيه ورقم الشرطه أصبح خارج الخدمه.
******
جلست أيمان بجوار ليلى فى حجرة الجلوس ولأول مرة تلاحظ سارة الشبه الكبير بينهما .. شبه لا دخل له بالملامح ولكن بالظروف , فأيمان تتحول مع مرور الأيام الى ليلى أخرى .. زوجه أهملها زوجها .. طعنها فى أنوثتها وهمش وجودها فى حياته وقتل بهذا روحها .. فرفعت رأسها بكبرياء وغرور لتدارى به ذلها , وحيرها سؤال .. ما الذى يصبرها على كل هذا وما الذى صبر أمها من قبلها؟
سألتها أيمان بأبتسامه لم تصل الى عينيها
أيمان : أنتى بقيتى حامل فى الشهر الكام يا سارة .
شعرت سارة بأن أيمان تكن بداخلها مشاعر غيرة
سارة : أنا تميت السادس من يومين .
أيمان : وعرفتى نوع البيبى ؟
سارة : لأ لسه .
سألت ليلى أبنتها
ليلى : ومفيش أخبار عن هدير اذا كان فى حمل والا لأ ؟
سارة : هدير وعبدالرحمن مأجلين الخلفه شويه .. عبدالرحمن بيحضر الدكتوراه ومش عايز يشغل دماغه بالأولاد دلوقتى .
علقت أيمان ساخرة
أيمان : ربنا يوفقهم .. لو كان أتجوز جينا .. ماكنش عرف ياخد حاجه خالص .
تضايقت سارة لدسها أسم جينا فى الموضوع وتضايقت لأنها لم تعتاد أن ترى أيمان لئيمه هكذا .
******
عمر : البنوك وافقت على تأجيل سداد أقساط القروض .
مشاكل العمل بعد الثورة أجبرته على العوده , كل شئ ينهار ومشروع حسن كامل توقف بعد تجميد أرصدته وهروبه خارج البلاد وهناك قروض وفوائد للبنوك أقترب موعد سداد أقساطها , هذا غير الشريك الألمانى الذى سوف يضطر لطلب الشرط الجزائى ان لم يتم تنفيذ التعاقد المبرم بينهما .
شريف : والشركه الألمانيه ردها كان أيه ؟
يوسف : وافقوا على تمديد المهله لكن مش كتير .. همه عارفين الوضع عندنا بقى عامل أزاى وشبه متأكدين أننا مش هنقدر نكمل الديل .. وفى الأخر هيطالبوا بالشرط الجزائى.
شريف : أحنا كده نبقى محتاجين شريك أو ممول .
قال يوسف وهو يفرك وجهه من الأرهاق
يوسف : قرض جديد ؟.. صعب .
وقف عمر
عمر : كفايه كده كلام فى الشغل .. محتاجين نروح ناكل ونرتاح .
وافق يوسف ووقف يرتدى سترته وسأل شريف
يوسف : جاى معانا طبعا .. مراتك هناك .
أبتسم شريف
شريف : وأنا أقدر أقول لأ .. ليلى هانم أتصلت بيا بنفسها تعزمنى على العشا .
عمر : دا أيه الرضى ده كله .
قال يوسف ساخرا
يوسف : لاجل الورد ينسقى العليق .
عنفه شريف مازحا
شريف : عيب لما تقول على أختك عليق .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى