روايات

رواية ألف ليلة وليلة الفصل الثالث 3 بقلم فهد حسن

رواية ألف ليلة وليلة الفصل الثالث 3 بقلم فهد حسن

رواية ألف ليلة وليلة الجزء الثالث

رواية ألف ليلة وليلة البارت الثالث

رواية ألف ليلة وليلة الحلقة الثالثة

بلغني – أيها الملك السعيد – أن فتى من فتيان بغداد اسمه علاء الدين تاه في الصحراء، بعد ما ترك الديار وسافر يبحث عن مهر محبوبته بنت ملك العراق، طلب منه الملك وزن قصره ذهب حتى يأذن إتمام الزواج، حزن علاء الدين حزنًا شديدًا، وجاب الصحراء وحيدًا، يدعو ربه طالبًا حلًا رشيدًا.
فلما قضى يومين، بينما هو نائم ليله، أيقظه صوتًا ووكزًا، ففتح عينيه ببطء، ثم قفز من الخوف، إذ وجد أمامه رجل عملاق، يفوق حجمه ثلاث مرات، ويحمل سيفًا كبيرًا، فارتعب علاء الدين وقال له: “أرجوك لا تق..تلني، أنا لا أملك مال ولا أنا ابن نسب تنتفع منه بشيء، إنما أنا شاب أشقاه الحب، وذهبت أبحث عن سبيل أسدد به مهر حبيبتي”.
فقال له الرجل: ” سنرى، فإن كنتَ كما تدعي فستأنيني بالكنز، وإن لم تكن، والويل لك”.
اختار علاء الدين في أمره، ولعن حظه، وساقه الرجل العملاق أمامه دون قصد يفهمه علاء الدين، ورأى في نفسه أن العملاق يقوده إلى نهايته لا محالة .. فلما مضى الليل وأشرق كوكب الصباح، أوقف العملاق الفتى، فبصر علاء الدين جبلًا شاهق الارتفاع من الصخر، فارتعدت فرائصه، وارتعشت أطرافه، واصطكت أسنانه من الرعب والخوف، فقال له الرجل العملاق: “هنا يوجد كنز عظيم، لا يخرجه إلا فتى بريء، حمله الحب إلى طريقه، فيدخل إلى الكهف، ويحرر بقلبه الكنز من مارده الحارس (سرسبيس ابن تبيس)”.
ابتلع علاء الدين ريقه بصعوبة، وقال باستغراب وتعجب: “أنا؟”
وكزه العملاق في ظهره، فترجل علاء الدين إلى أمام الجبل مباشرة، ولقنه الرجل كلامًا يقوله، فردده خلفه، ولما انتهيا، انشق الصخر انشقاقًا بسيطًا أمام علاء الدين، فنتج عنه بابًا ضيقًا بحجم الفتى ولا يتسع للرجل العملاق، فدخل علاء الدين بعد أمر العملاق له بالدخول، وبمجرد دخوله أُغلق الباب، بل أنه اختفى وكإنما لم يكن هناك باب من الأصل.
وجد علاء الدين نفسه في كهف تملأه المشاعل، فأخذ واحدة وخطى خطوات حذرة يبحث عن الكنز، وفات من الوقت الكثير، حتى أدركه صوت العملاق من الخارج: “وجدته؟”
لم يرد علاء الدين، فهو لا يعرف ماذا عليه أن يجد، وما هو الكنز، الكهف فارغ تمامًا إلا من المشاعل، وبينما كان ينوي الرد، إذ تعثرت قدماه بشيء فوقع، ولما أبصر ما أوقعه، وجد مصباحًا وخاتم، فأخفاهما داخل ملابسه، وقال في نفسه أن يساوم الرجل على ما وجد، لأنه لا يضمن إذا أعطاه المصباح والخاتم أن يتركه إلى حال سبيله، فأقبل إلى النقطة التي دخل عندها إلى الكهف وقال: “نعم يا سيدي وجدته، ولكن اعطني وعدًا وعهدًا أن تتركني دون أذى”.
فقال الرجل: “اخرج حالًا”
وسعر علاء الدين في نبرة الرجل بالغدر، فقال: “لن اخرج”.
فقال الرجل في غضب: “ردد الكلمات مرة أخرى واخرج وإلا هلكت”.
فلم يستجب علاء الدين، وظل الرجل يأمره ويتوعده مدة طويلة، حتى انقطع صوته وغاب عنه، فلام علاء الدين نفسه، وندم على فعله، وأنه الهلاك لا غيره.
مر يومان على علاء الدين وهو في حالة يرثى لها، لا ماء ولا طعام، ونهايته مسألة وقت لا أكثر، حاول كثيرًا تذكر الكلمات، لكنها مُحيت من ذاكرته تمامًا، وحاول أن يجد مخرجًا، فخاب سعيه، فجلس يؤنب نفسه، وينظر إلى المصباح والخاتم ساخرًا من سوء حظه، وبينما هو يفعل ذلك، حك الخاتم دون قصد منه، فخرج من الخاتم دخان كثيف، ففزع علاء الدين ورمى الخاتم، ومكث يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وتكون الدخان في هيئة جني رومادي، برأس مطرقة وأذني فيل وذراعي وملامح إنسان، فغشي على الفتى كدة، ولما استرد وعيه، رأى الجني أمامه، فعرف أنه لا يحلم، إنما ما يحدث حقيقة، فقال الجني: “شبيك، لبيك، اطلب وعلي التنفيذ”.
فقال علاء الدين: “أرجوك انقذني”.
وحكى للجني ما حدث له، وليس في الإعادة إفادة، وطلبه منه يعيده إلى بيته، فقال الجني: “سمعًا وطاعةً”.
واقترب من علاء الدين وأدخل الخاتم في إصبعه، ثم حمله، وأخذ يلتف حول نفسه كالدوامة، وبعد لحظة، وجد علاء الدين نفسه في بيته، وفوق سريره، والجني أمامه وقال: “أسأل .. تجد ما سألت”.
فقال علاء الدين: “أريد طعامًا”
فقال الجني: سمعًا وطاعة”.
وغاب ثانيتين وعاد ومعه أطباق فضية وذهبية كبيرة، فوقها صنوف وألوان مختلفة من الطعام”.
فأكل علاء الدين، وأخذ الأطباق وباعها في السوق، وعاد يحمل نقودًا كثيرة، فحك الخاتم، وخرج له الجني، فطلب منه علاء الدين ذهبًا كوزن قصر الملك، فقال الجني: “هذا أعظم من قدراتي، لا أستطيع”.
فحزن علاء الدين يومًا، ثم تذكر المصباح،. قد خبأه تحت سريره بعد ما عاد من الكهف، فحك المصباح، فإذا هو يخرج منه نارًا، ثم تشكلت في هيئة مارد أزرق، جسمه كقشر السمك، ورأسه كالقلعة، وقال: “شبيك لبيك، اطلب انفذ لك”.
فطلب علاء الدين ما طلب من جني الخاتم، فقال المارد: “فهو لك، انظر حولك”
فوجد علاء الدين نفسه داخل قصر معيب، عظيم البنيان، شُيد من ذهب، وكل ما فيه من الذهب الأبيض، ورأى خدم وحشم، ونظر من نافذة، فرأى قصره يقع في الوادي مواجهًا لقصر السلطان، فبلغه السرور، وهلل يقول، سأتزوج بدر البدور.
فلما راح للملك وأطلعه على ما أحضر لابنته، أعجب به الملك إعجاباً كبيرًا، وأتم الزواج، وعاشا الزوجان حياة جميلة هادئة سنة كاملة.
وعاد الرجل العملاق إلى الكهف، فوجد الباب مكسوررًا، فعلم أن الفتى وحد الكنز، وكان العملاق ساحرًا هنديًا، يبحث عن فتى يستطيع بالحب وبقلب نقي إيجاد الكنز، فتوعد علاء الدين وعيدًا مريرًا، وفكر في حيلة يستطيع بها أخذ المصباح من علاء الدين..
وهنا أدبر الليل، وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح، وقال الملك: “يا لها من قصة مدهشة شيقة” فقالت شهرزاد: “هذا لا يقارن بما سأرويه عليك غدًا يا مولاي إذا تركتني على قيد الحياة للغد”.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ألف ليلة وليلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى