روايات

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة البارت الرابع والعشرون

رواية أقدار بلا رحمة الجزء الرابع والعشرون

رواية أقدار بلا رحمة
رواية أقدار بلا رحمة

رواية أقدار بلا رحمة الحلقة الرابعة والعشرون

الخاتمة..
نظرت براء إلى حنين وقالت:
– انا كنت بقول عليكِ أختي معقول تخدعيني كده!! هي دي الحقيقة
وفي تلك اللحظة قال أحدهم:
– لا دي مش الحقيقة!!
جاء الصوت من باب الشقة فالتفتوا جميعاً نحو مصدر الصوت لينصعقوا عندما يروه أمامهم! كانت صدمتهم كبيرة جداً لدرجة أنهم قد فقدوا كلماتهم وخصوصاً يامن، نهض من مكانه ونظر للواقف أمامه بعيون متسعة وقال:
– كريم؟!!
لا يعرف إذا ما كان هذا حقيقة أم أنه مجرد حلم، دخل كريم إلى الشقة واقترب من يامن ليبتعد عنه برعب وكذلك براء التي كانت تنظر له بصدمة، قال يامن:
– أنت بجد!! انت عايش يا كريم!!
قال كريم:
– أنا عايش .. أقعد وأنا هفهمك كل حاجه
مازال يامن في حالة صدمته تلك ولكنه جلس مكانه وظل ينظر له بعيون متسعة وصمت وكذلك براء حتى قال كريم:
– اللي ياسر قاله ده نص الحقيقة بس
قالت براء بصدمة:
– أنا مش فاهمه أي حاجه! أنت أزاي قدامنا وبتتكلم كده

 

 

قال يامن:
– يعني كل ده كدب!! أنت مموتش يومها؟! حتى وصيتك كدب كل ده كدب!!
تنهد كريم ثم قال:
– يومها أنا اتصابت بس مموتش
– أنت كدبت عليا! هان عليك دموعي اللي نزلت عليك وحالتي اللي كنت فيها .. هان عليك تخليني أحس بكل ده؟!
– ممكن تخليني أتكلم بس
صمت يامن وظل ينظر له فقال كريم:
– قبل الحادثة أنا وصلت لمكانك يا براء .. بس مقدرتش أقول ليامن غير لما اظبط كل حاجه واللي كان في نيتي أعمله أني أكتب لك نسبتي في شركتنا أنا ويامن عشان أحط والدة يامن قدام الأمر الواقع وشوية شوية توافق بيكي .. بس كل ده أتغير يوم الحادثة
قال ياسر:
– لما عرفت أن يامن وكريم عملوا حادثة روحت المستشفى بسرعه .. حالة يامن كانت صعبة جداً لكن كريم كان عنده إصابة بسيطة وكسر في ذراعه بس .. وبعد فتره فاق واتكلم معايا ولما والدة كريم سألت الدكتور عن حالته غيرت الموضوع بسرعه عشان هو مكنش ميت .. كان عايش
قال كريم:
– لما فوقت يومها كنت أنت لسه في العمليات وياسر جالي .. وساعتها جاتلي فكره تانيه عشان اجمعك ببراء وهي .. أني أموت
فلاش باك..
استيقظ كريم بعد ساعات من الحادثة وكان لديه جرح في رأسه وكسر في ذراعه وبعد فتره استعاد بعضاً من قوته وجلس مكانه بتعب، غرق في أفكاره وحاول أن يتذكر أي شيء عن الحادثة ولكنه لم يصل لشيء، دلف ياسر واتجه اليه بقلق وقال:
– كريم! أنت كويس
– الحمدالله .. يامن فين؟
– يامن حالته صعبه أوي يا كريم
قال كريم بخوف:
– إيه؟!! أنا لازم أروح أشوفه
– أنت لازم ترتاح يا كريم
– أمي عرفت أني هنا؟
– لسه محدش يعرف أي حاجه عنك كل التركيز مع يامن دلوقتي

 

 

– بلاش حد يعرف
نظر له ياسر بتعجب وقال:
– محدش يعرف؟ مش فاهمك
– كل حاجه هتتغير .. ألغي موضوع الأوراق والتمليك اللي كنت هعمله لبراء .. دلوقتي هنعمل وصيه!
– أنا مش فاهم منك أي حاجه! وصية إيه
– مش عايز أي حد يعرف أني لسه عايش .. إلا أمي عشان عارفها هتتعب جداً .. لكن غير كده أوعى تبلغ حد بما فيهم حنين .. قولهم أني اتوفيت من ساعة ما وصلت للمستشفى
– وليه كل ده!
– لازم أمثل أني ميت دلوقتي .. ده الحل الوحيد اللي ممكن يجمع براء ويامن تاني
صاح به ياسر:
– بقولك يامن بيموووت!! أنت بتفكر في إيه دلوقتي
– يامن مش هيموت .. هو قوي وهيرجعلنا من تاني أنا متأكد بس لازم اجهزله كل حاجه لما يفوق عشان هو وبراء يرجعوا تاني .. هو هيتعب شوية بسبب خبر موتي أه بس بعدها هيفرح جداً
– أنت متأكد من اللي بتقوله ده؟
– أيوه حالياً لازم نبدأ في الوصية .. والوصية بتاعتي هتكون أن براء ويامن يتجوزوا وهما اللي يربوا بنتي! وعشان هي وصية لازم تتحقق .. مين اللي موجود هنا؟
– مدام عاليا ووالدتك
– تمام هتروح تبلغهم دلوقتي أني ميت .. لكن أمي هاتها معاك تشوفني
خرج ياسر من غرفة كريم واتجه إلى عاليا وهبه والدة كريم وعندما وقع بصرها عليه قالت:
– ياسر .. أنت مخبي عني حاجه صح أبني فين
صمت ياسر لتكرر هبه كلامها:
– أبني فين يا ياسر رد عليا
نظر لها ياسر وقال بحزن:
– البقاء لله ..
صرخت هبه بقهرة وسقطت مكانها وجاءت عاليا على صوتها وعندما وجدتها بتلك الحالة قالت لياسر:
– هو في أيه؟! حصل أيه
قالت هبه ببكاء:
– كريم مات يا عاليا .. أبني مات!
شهقت عاليا بفزع ونظرت إلى ياسر بدموع، قال ياسر:
– كريم أتوفى من وقت ما وصل للمستشفى بس أنا مرضيتش أتكلم عشان حالة يامن .. أرجوكم بلاش حد يعرفه لما يفوق ..

 

 

قالت هبه:
– طيب عايزه أشوفه لأخر مرة هو فين
تنهد ياسر بحزن وقال:
– تعالي معايا .. هو موجود في المشرحة شوفيه قبل ما يدفن
ثم أخذها وذهب من أمام عاليا ولكنه بدلاً من المشرحة أخذها إلى غرفة كريم وقبل أن تدخل إلى الغرفة قالت:
– أنت بتضحك عليا يا ياسر أنت مش هتخليني أشوفه صح .. دي اوضة عاديه
أبتسم ياسر وقال:
– ادخلي بس ومتقلقيش والله هتشوفي كريم
دلفت هبه إلى الغرفة لتجد كريم نائم على سريره وعندما شعر بها حاول أن ينهض من مكانه وساعده ياسر في الجلوس، انتفضت هبه بفرحة وركضت نحوه بسرعه وقالت بلهفه:
– حبيبي أنت عايش؟!! انت كويس صح
قال كريم:
– أنا كويس متخافيش
– أخس عليك يا ياسر ليه تقولي أن كريم جراله حاجه .. وجعت قلبي الله يسامحك
أمسك كريم هبه من يدها وقال لها:
– أنا مهانش عليا اخبي عليكِ عشان كده هفهمك كل حاجه
وقال لها كل ما سيفعله خلال الفترة القادمة وقد عارضته هي في البداية ولكنه أقنعها أن كل هذا لمصلحة براء ويامن، كما أنها سوف تساعدهم في إقناع براء إذا جاءت لترى ملك..
باك..
قال كريم:
– ده كل اللي حصل يومها .. ولما عرفت أن براء جت ليامن المستشفى أتأكدت أن خطتي هتنجح وأن ربنا معايا في كل خطوة فيها
قالت حنين:
– أنا مكنتش أعرف أن كريم عايش .. لحد يوم كتب كتابك على خالد .. لو تفتكري يومها وأنا راجعه من برا وشي مكنش يتفسر .. وقتها أنا شوفت كريم..
فلاش باك..
خرجت حنين من البيت حتى تشتري لها بعض الأغراض وفي طريقها لمحت شخصاً ما يتتبعها بسيارته، سرعت من خطواتها أكثر وفجأة شعرت بيد توضع على كتفها، ألتفتت بخوف وقبل أن تتكلم تغيرت نظراتها إلى الصدمة!! قالت:
– كريم!!
قالت أسمه ثم وقعت مكانها مغشياً عليها، حملها كريم بسرعه ووضعها في سيارته ثم تحرك بها ووقف في إحدى الأماكن الهادئة، ضرب وجنتها بخفة وحاول أن يوقظها وبعد لحظات استجابت له وعندما فتحت عيونها ووقع بصرها عليه صرخت بخوف فقال هو:
– أهدي مفيش حاجه والله
قالت حنين برعب:
– أنت عايش ولا أنا اللي ميته ولا إيه؟!
– أنا اللي عايش يا حنين
– أزاي!! بس هما قالوا إنك..
– كل دي خطة أنا عاملها .. بس واضح أن براء مصممة أنها تبوظ كل حاجه .. النهاردة كتب كتابها على خالد صح؟
– أيوه للأسف .. بس أنت عرفت منين؟
– أنا عارف كل حاجه يا حنين .. المهم أنتِ دورك في البداية كان أنك تقنعي براء بيامن دورك هيفضل زي ما هو برضو
– طب وكتب الكتاب!!

 

 

– مش هيكمل .. يامن وياسر جايين بليل!
قالت حنين بفرحة:
– بجد! طب الحمدالله
– حنين أنا معتمد عليكِ
– متقلقش وراك رجاله
أبتسم كريم وبعد لحظات نزلت حنين من السيارة وعادت الصدمة الي معالم وجهها وكلما تتذكر أن كريم مازال على قيد الحياة تتسع عيونها بعدم تصديق، ثم عادت إلى بيتها وكانت على أتصال بكريم طوال تلك الفترة وفي يوم كتب كتاب براء ويامن أرسلت له صورهم التي التقطتها كما أنها كانت ترسل له صور لملك حتى يطمئن عليها..
باك..
قال كريم:
– هي دي كل الحكاية .. أنا عارف أنك هتزعل مني بس والله أنا كل اللي كان يهمني أنكم تبقوا سوا .. أنا ضحيت بحياتي وبنتي لفترة عشانكم
نهض يامن من مكانه واتجه إلى كريم وظل ينظر له للحظات ثم قال:
– أنا عمري ما هنسى اليومين اللي عيشتهم بعد ما عرفت إنك مبقتش موجود في الدنيا .. عمري ما ننسى دموعي عليك وأنا حابس نفسي في الاوضة بتاعتي .. أنت وجعت قلبي يا كريم حتى الوصيه والرسالة أنت دوست على وتر حساس أوي جوايا .. ليه كده كان ممكن أنا وبراء نرجع لبعض بطريقة غير دي .. ليه أخترت أن الألم هو اللي يجمعنا
– عشان أغير فكرتك عن الألم .. في لحظات وقرارات بتوجعنا أوي بس بعدها بتلاقي سعادة وراحة كبيرة .. مش دايما الألم بيجيب ألم في أوقات كتير بسببه الواحد بيرجع يضحك تاني
اتجهت إليهم براء وقالت:
– لما وعدتني قبل سنين أنك هتجمعنا أنا ويامن مكنتش متخيلة أنها ممكن توصل بيك لكده..
ظل يامن ينظر إليه ثم أتجه إلى غرفته بدون أن يقول أي شيء وذهبت براء خلفه بسرعه، كانت عاليا تقف عند باب الغرفة تطالع كريم بصدمة كبيرة وبيدها ملك التي ركضت بسرعه نحو أبيها وارتمت في أحضانه، أحاطها كريم بيديه بسرعه وظل يقبلها باشتياق كبير وكذلك الطفلة الصغيرة، قالت عاليا:
– معقول تعمل كل ده يا كريم!
قال كريم بمزاح:
– ما لو حضرتك كنتِ موافقة من الأول مكنش الواحد عمل كل ده بس اقول إيه بقى
في غرفة يامن..
جلست براء بجانبه بصمت وظهرت بعض الدموع في عينيه، أمسكت براء يده وقالت:
– أنا عارفه أنها حاجه صعبه .. وأنا كمان زعلانه من اللي هما عملوه حاسه أنهم ضحكوا عليا .. بس بص لنص الموضوع الحلو يا يامن .. كريم عايش لسه!
– مبسوط أنه عايش .. أنتِ مش متخيله أنا حسيت بأيه وقت ما شوفته حسيت أن روحي رجعتلي تاني حسيت إني بقيت مركز للي بيحصل حواليا .. بس اللي عمله صعب يا براء
– بس هو عمل كده عشاننا يا يامن .. بص للموضوع من وجهة نظره هو عنده حق لولا الوصية أنا مكنتش هوافق .. كريم صاحب بجد أنت متخيل هو حرم نفسه من بنته كام شهر عشانك! فكر صح يا يامن وكفاية وجع وفراق بقى
طرق أحدهم على الباب ثم دخل كريم عندما سمع صوت يامن، لمعت عيون يامن ونهض من مكانه فقال كريم:
– حقك عليا .. اعتبره مقلب يا سيدي فاكر زمان لما كنت برخم عليك كتير .. بس المقلب المره دي رجعلك حياتك
– المره دي أنا اللي هقتلك بنفسي!
ثم هجم عليه وضربه بقوة ولم يدافع كريم عن نفسه بل تركه يخرج كل غضبه به، ظل يوبخه بشدة وكان كريم يبتسم بفرحه وعندما هدأ يامن قليلا قال الآخر:
– أتصدق بالله كان واحشني خناقنا كده

 

 

– أنت معندكش دم!! أنت مش عارف أنا عيشت أيه الشهور دي
– خلاص بقى متبقاش قماص مكنش حوار عملته عليك يعني .. تعيش وتاخد غيرها
ضحكت براء بشدة ودخلت حنين إليهم وهي تنظر إلى الأرض واختبأت خلف كريم ونظرت إلى براء بخوف، نظرت لها براء بعتاب فقالت حنين:
– والله هو اللي قالي أنا مليش دعوة
أبتعد عنها كريم وقال:
– لا والله! هي مش براء أختك وحبيبتك برضو
– لا أنت هتوقعني في مشكله أنا مليش دعوة
قالت براء:
– خلاص المره دي هسامحك عشان كريم .. لكن لو كدبتي عليا تاني مش هسامحك
– لا خلاص والله
قالت تلك الجملة ثم ركضت نحوها بسرعه واحتضنتها وبعد لحظات أبتسمت براء وقالت:
– طيب بالمناسبة دي .. أنا كنت عايزه أقول خبر كده
نظروا لها بتساؤل وقال يامن:
– خبر إيه؟
نظرت له براء بعيون تشع بالحب واحمرت وجنتيها قليلاً وقالت:
– هات إيدك
أمسكت براء يده ووضعتها على بطنها ونظرت له بترقب، لم يفهم يامن في بداية الأمر ما تحاول أن تقوله حتى استوعب على الفور لينظر لها بعيون متسعه فقالت براء بفرحه:
– أنا حامل
نظر لها يامن بعدم تصديق والفرحة تشع من عينيه وبدون أي مقدمات حملها بين ذراعيه والتف بها بفرحه كبيره ثم أنزلها بخوف وقال:
– ده بجد! لا أنا قلبي مش حِمل الخبرين دول في يوم واحد .. حبيبتي
ثم عانقها بحب مرة أخرى وقد أدمعت عيون براء لردة فعله تلك، وجاءوا جميعهم على صوتهم عاليا وجمال وفاطمة وملك معها وعندما عرفوا الخبر فرحوا كثيراً واحتضنوها بفرحة، وفي تلك اللحظة انتبهت فاطمة لوجود كريم فقالت بابتسامة:
– ألا صحيح مين ده؟
أتجه إليها كريم وقال بابتسامه:
– أنا كريم الخطيب

 

 

ضربت فاطمة صدرها وقالت بفزع:
– المرحوم!!
ضحكوا جميعا وبالأخص حنين الذي ضحكت بصوت عالي، نظر لها كريم بابتسامة ومن الواضح أن قصة حب جديدة سوف تبدأ، احتضنت عاليا زوجة أبنها بحب كبير وكذلك أبنها وانسحب ياسر بعد لحظات، نظر يامن إلى براء فقالت هي:
– لو بنت هنسميها رحمة .. ولو ولد رحيم
– قومي بالسلامة بس ونشوف الموضوع ده
تنهدت براء فقال هو:
– أنا بحبك .. تعبنا وطلع عينينا كتير بس في الأخر انتصرت وخطفتك من الدنيا
– وأنا كمان .. أنت حب طفولتي وحياتي .. مفيش فراق تاني
نظر لها يامن و تكونت بعض الدموع في عينيه ثم احتضنها بحب..
« هفضل عند وعدي و أنتوا الاتنين هتتجمعوا في يوم بسببي»
وفي النهاية لقد حقق كريم وعده وأثبت أن الصداقة الحقيقة لازالت على قيد الحياة..
وأخيراً هل تصالحت الدنيا مع تلك العيون البريئة..
هل أصبح قدر براء رحيم معها..
أقدارهم كانت بلا رحمه .. ولكن في النهاية هداهم الله بما كانت تتمناه قلوبهم
فصبر جميل..
تمت بحمد الله
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى