روايات

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة البارت الثامن عشر

رواية أقدار بلا رحمة الجزء الثامن عشر

رواية أقدار بلا رحمة
رواية أقدار بلا رحمة

رواية أقدار بلا رحمة الحلقة الثامنة عشر

وأثناء حديثهم هذا طرق أحدهم على الباب فنهض يامن من مكانه وترك هاتفه مفتوح، فتح الباب ليجد براء أمامه تطالعه بثبات!! قال يامن بصوت مسموع بالنسبة إلى عاليا:
– براء؟!
قالت براء:
– عايزه أشوف ياسر المحامي بتاع كريم بعد أذنك
جاء ياسر من خلفه وقال:
– أيوه أتفضلي
– أكيد مش هينفع نتكلم في البيت هنا وأنتم لوحدكم .. أنا هستناكم تحت
قال يامن:
– أنتِ مش واثقة فيا؟!
نظرت له براء ببرود وقالت:
– أيوه مش بثق فيك .. ياريت متتأخروش
قالت تلك الجملة ثم نزلت وخلفها حنين، تنهد يامن وتذكر هاتفه فأمسكه ليجد والدته مازالت على الخط فقال لها:
– نسيت أقفل معلش
– دي براء؟
– أيوه

 

 

صمتت عاليا ثم قالت:
– ماشي يا يامن مش عايزه أعطلك سلام
أنهت عاليا معه المكالمة وظلت تفكر بحيرة، لماذا تعامل براء أبنها بتلك الطريقة، كانت تظنها أنها سوف تستغل تلك الفرصة حتى تتقرب من يامن ولكنها لم تفعل ذلك! بل بالعكس أنها تبعده عنها، من الواضح أنها يجب أن تعيد حساباتها إتجاه براء..
نزل يامن ومعه ياسر ليجدوا براء أمامهم، طالعها يامن للحظات لقد تغيرت كثيراً عن براء خاصته، صارت أكثر قوة وجمود .. وقسوة، أتجه الإثنان إليهم وقالت براء:
– انا قريت رسالة كريم
قال ياسر:
– وقرارك؟
– عايزه أشوف ملك
نظر لها يامن وتجدد الأمل بداخله وقال ياسر:
– كويس .. أمتى عايزه تشوفيها؟
– النهاردة!
– عندك إستعداد نسافر صد رد يعني
– أيوه .. وياريت لو نتحرك دلوقتي
– تمام مفيش مشكله
ثم نظر إلي يامن وتحرك الأربعة إلى القاهرة..
وبعد فتره كبيرة وساعات مرت عليهم بصمت وكان يامن يختلس النظر عليها من وقت للثاني وصلوا الي المنزل، ترجل ياسر وبراء من السيارة وتركوا يامن مع حنين، دلفوا الي الداخل وطرق ياسر الباب ففتحت له والدة كريم و عندما وقعت عيونها علي براء عرفتها علي الفور، رغم تغير ملامحها عن صغرها، أبتسمت بحزن و قالت :
– اتفضلوا
دخل الإثنان و جلست براء بإحراج قليلا، نظرت إلي والدة كريم و قالت :
– البقاء لله
– البقاء لله وحده يا بنتي
صمت ياسر قليلا ثم قال :
– براء كانت حابه تشوف ملك وتطمن عليها .. أنتِ عارفه أن كريم وصاها عليها
– أكيد .. أتفضلي يا بنتي

 

 

نهضت براء معها و اتجهوا الي غرفة ملك التي كانت تلعب بدميتها ولم تكن تدرك أي شيء، تنفست براء بسرعه وكانت تشعر وكأن قلبها سوف يخرج من مكانه من كثرة التوتر، دخلوا الي غرفة ملك الذي و ما أن رأتهم حتى أبتسمت لهم ابتسامه جميلة كسرت تلك الحصون الذي وضعتها براء علي قلبها، ورثت أجمل شيء في والدها وهي ابتسامته الجميلة والتي كانت ترسل البهجة والطمأنينة لأي شخص، اتجهت إليها براء بتأثر حتي جلست أمامها، طالعتها الطفلة لوهله ثم نهضت من مكانها و احتضنتها لتنصدم براء من رد فعلها هذا، رفعت يدها ولفتها حول جسدها الصغير وأغلقت عيونها، شعرت براء وأخيراً أنها قد وجدت السكينة و الأمان التي كانت تبحث عنهم منذ سنوات في عناق تلك الطفلة، تشعر و كأنها قد لامست ذلك الشعور الهادئ التي طالما أرادت الوصول إليه و لكنها وصلت إليه متعبه و ممزقة القلب عله يعالج جراحها، تجمع كل هذا في عناق تلك الملاك الصغير، ابتعدت براء عنها قليلا و أثناء ابتعادها سحبت الطفلة تلك السلسلة المعلقة برقبة براء و التي قد دفنتها عن عيون الناس، كيف وصلت إليها تلك الطفلة!
– تاعتي
قالت الطفلة الصغيرة تلك الكلمة وهي تنظر لبراء بابتسامه، ضحكت براء وحملتها بين يديها بحب و نظرت إلي والدة كريم لتجدها تبتسم لها بحزن، اتجهت الي براء لتقول هي:
– وافقي يا بنتي .. عايزه أبني يبقي مبسوط
نظرت لها براء بدموع و قالت:
– مش عايزاكي تقلقي .. أنا بس كنت عايزه أتأكد من حاجه واتأكدت .. كل حاجه هتبقي كويسه
قالت تلك الجملة ثم أعادت ملك إلى مكانها وعانقت والدة كريم بحب وبعد لحظات انسحبت هي وياسر من البيت، ظل ينظر لها بتساؤل ففهمت هي نظراته وقالت:
– أنا محتاجه أرتب أفكاري .. هرد عليك بقراري في أقرب وقت
– تمام اللي يريحك
خبأت براء تلك السلسلة الذي أهداها لها يامن منذ سنوات بين ثنايا ملابسها حتى لا يراها ونزلت مع ياسر، وفي تلك الأثناء تحدث يامن مع حنين وقد فهم منها أشياء كثيرة عن براء وعن خالد وعن عائلتها عموماً، قالت له أيضاً عن لقاءها ببراء بعد كل تلك السنوات، استقلت براء السيارة بجانبهم وصمتت تماماً وذهب ياسر إلى أحد المطاعم وأشترى منه طعاماً لهم، أوقف السيارة وجلسوا يتناولوا بصمت، وفجأة سعلت براء بقوة ونظر لها يامن بقلق، ظلت تسعُل بقوة وحاولت أن تشرب ولكن بدون فائدة، نزلت من السيارة بسرعه وترجل هو خلفها وكذلك حنين وياسر، ضرب على ظهرها بخفة وبعد لحظات هدأت قليلا واعطاها مياه فشربت منها قليلاً وحاولت أن تنظم انفاسها، قال يامن بقلق:
– أنتِ كويسه؟!

 

 

أومأت براء برأسها وقبل أن تتحرك لاحظ تلك السلسلة التي قد خرجت للنور من بين ثنايا ثيابها! أبتسم يامن وتعجبت هي للحظات لماذا يبتسم هكذا، أردفت:
– في أيه؟
– السلسلة دي! لو أنا مبقاش ليا مكان جوه قلبك فعلاً ليه لابسه السلسلة اللي كنت من زمان
تحسست براء رقبتها بصدمه لتجد السلسلة ظاهرة اليه، خبأتها وجاءت لتتحرك بسرعه ولكنه أمسكها بسرعه وقال:
– براء أستني .. أنا عارف انك زعلانه مني ب..
قاطعته براء وقالت:
– زعلانه؟ أنت فاكر أن كل اللي أنا فيه منك ده زعل
– براء أنا كان كل ذنبي بس أني حبيتك
صمت للحظات ثم قال بسخرية:
– أنتِ متخيله أن طول السبع سنين دول كنت بتعاقب أن قلبي دق وحب المفروض أن دي حاجه مش بأيدي أتحكم بيها .. أنا اتعاقبت عليها بسبب معتقدات المجتمع اللي مرحمتناش .. أحنا الاتنين اتظلمنا أنا عيشت أسوء سبع سنين في عمري لما اختفيتي أنا وصلت بيا أني بس كنت عايز اعرف أنتِ كويسه ولا لا حتي لو أشوفك من بعيد
صمتت براء وترقرقت الدموع في عيونها وحاولت أن تتحلى ببعض الثبات لتقول:
– ليه وعدتني مادام ما أنت عارف أن والدتك مكنتش هتوافق .. ليه تحسسني إني مليش قيمه لمجرد اني من ملجأ ليه حسستني أني بني ادمة نكره أنت كنت عارف أن والدتك مش هتوافق ليه عشمتني بيك من الأول ليه وصلتني للمرحلة دي .. أنا كرهت نفسي
تحرك يامن من مكانه قليلا و قال بانفعال :
– صدقيني أنا كنت أد كل وعد قولته ليكي الظروف وقفت في وشي وهي اللي بعدتني عنك مقدرتش أحقق وعدي ليكي زمان بس على الأقل محدش أخد مكانك في قلبي طول السنين دي
– وأنت مبقاش ليك مكان في قلبي بعد كل السنين دي .. كل ما أشوفك هفتكر الماضي
– كفاية قساوة فات من عمرنا كتير غصب عننا .. بلاش تضيعي منه تاني بإرادتنا

 

 

– و حتي لو وافقت .. كابوس الماضي هيتعاد تاني و والدتك مش هتوافق بيا و هرجع اتعاير تاني اني يتيمه .. أنا عمري ما هعيد غلط الماضي تاني أنا عيشت سنيني اللي مرت من غيرك ومش مستعد أعيش سنيني اللي جايه في بعدك .. غير كده الموضوع مبقاش في أيدي .. أنا في شخص في حياتي
– يعني لولا خالد كان زمانك موافقة؟
صمتت براء للحظات ثم قالت:
– عايزه وقت أفكر
– تمام يا براء .. روحي دلوقتي البيت وياريت بكره تتصلي بخالد عشان يجي وانا هاجي ونحل الموضوع ده
– لا بلاش المواجهة دي
– اسمعي اللي بقولك عليه .. يلا يا براء أنا بكره هخلصك من كل الضغط ده
صمتت براء ثم ألتفتت وعادوا الإثنان إلى السيارة وانطلق بها ياسر حتى وصل إلى بيت براء، نزلت براء ومعها حنين بصمت وصعدت إلى بيتها..
وعندما دخلت إلى المنزل مع حنين هبت فاطمة من مكانها واتجهت إليها بقلق هي وجمال وصاحت بها:
– أنتِ فين طول النهار!
– كان عندي مشوار مهم
– طيب اللي يروح مش يبلغنا الاول! حرام عليكِ أفضل في القلق ده طول اليوم
– حقك عليا والله
قالت حنين:
– ابني عامل ايه .. تلاقيه تعبك صح
– لا يا حبيبتي مفيش تعب بالعكس ده أنا بلاقي حاجه أهتم بيها بدل الملل ده
– ربنا يخليكي
– طيب يا براء روحي نامي وبكره نتكلم
تنهدت براء بضيق ثم اتجهت إلى غرفتها مع حنين، وفي الطريق همست حنين إلى براء:
– بذمتك مش بقى شبه الراجل اللي في حب أعمى
ضحكت براء بخفة وقالت:
– يا ستي ارحميني بقى
– ماشي يا براء
ثم اتجه كلاً منهم إلى غرفهم ونامت براء من شدة ارهاقها ..

 

 

في اليوم التالي..
استيقظت براء من نومها واتصلت بخالد حتى يأتي بها كما أخبرها يامن، جلست في غرفتها تجهز نفسها حتى تخرج فصدع هاتفها رنيناً برقم غريب، ردت عليه بتساؤل وقالت:
– الو؟
– اخبارك ايه النهاردة؟
عرفت براء صوته فوراً فقالت:
– جبت رقمي منين؟
– من حنين
– تمام
– عملتي اللي قولتلك عليه؟
– أيوه خالد على وصول
– تمام جدا
– انت هتعمل ايه؟
– هثبتلك أن خالد ده كداب! من أول مره شوفته وأنا مش مرتاحه
– نعم؟! خالد أزاي يعني
– هتعرفي كل حاجه قريب .. خليكي عارفه أني مش هضيعك من أيدي تاني يا براء
صمتت براء وتنهدت بضيق ثم أنهت معه المكالمة وتعجبت من كلامه كثيراً، وبعد لحظات وصل خالد وجلس معها، قال:
– غريبة أول مره تطلبي اني اجيلك

 

 

– مش أنت كنت عايز تعرف اخرتها إيه .. النهاردة كل حاجه هتوضح
– ماشي يا براء
وفي تلك اللحظة صدع جرس المنزل وذهب جمال وفتح الباب ليامن وقد أخبرته براء أنه سوف يأتي لها في وجود خالد، ولكن يامن لم يكن بمفرده! دخل يامن وخلفه شخصاً ما وعندما دخل عليهم نظر خالد إلى الشخص الواقف خلف يامن بصدمة كبيرة!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى