رواية أطياف الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل
رواية أطياف الجزء الخامس
رواية أطياف البارت الخامس
رواية أطياف الحلقة الخامسة
كان الكلام اللى بيني وبين حمايا ده بيتقال بصوت اشبه للهمس، خرجت اطياف من الاوضة بعد ما كانت قاعدة معانا وكأنها مش قاعدة اصلا، لدرجة انها تقريبا مسمعتش كل اللى اتقال، لكن حمايا كمل كلام وقاللي:
– كمان علشان تكون عارف يا وائل، اطياف كانت اوقات تختفي من البيت فجأة برغم انها فى اوضتها، ولما نسألها تقول ان هالة اخدتها معاها مشوار، حتى لما كنا نلاقي عندها هدوم ولا حاجات غريبة جديدة ونسألها برضو تقول انها من هالة، عايز اقولك انها بتتضايق جدا لما بنتكلم فى الموضوع ده، ولما بتجيلها الحالة اوقات كتير بتكون اسواء من اللى انت شوفته ده بكتير، قرارك ليك فيه كل الحرية، لكن ياريت الكلام ده ميطلعش لأي حد سواء هتكمل او لاء، ولا حتى لأطياف، لأن الموضوع لما بيتفتح معاها مش بتتحمل…ومتقلقش كل المصاريف اللي….
قاطعته وانا مُحرج الحقيقة من الموقف اللى انا فيه وقولتله:
– مصاريف ايه بس يا عمي؟ ايه اللى انت بتقوله ده كله، انا بس كان يهمني اني اعرف وافهم ايه الحكاية، لكن اطياف خطيبتي، وانا عايزها مراتي، يعني لو احنا متجوزين وحصل اللى حضرتك بتحكيه ده ولا انا اللى مكانها، كنا هننفصل يعني؟ لاء خالص، انا عايزها مراتي وام ولادي، ولو حضرتك تسمحلي بأننا نعجل بميعاد الجواز يبقى كتر الف خيرك، نستنى بس لحد ما فترة الحداد على ضياء صاحبي تعدي ونتمم كل حاجة، لو حضرتك موافق اجيب اهلي ونأكد الكلام، مش لازم يعني نستنى المهلة اللى احنا اتفقنا عليها من البداية، انا كده كده جاهز.
من غير ما يرد حمايا لقيته قام من مكانه وهو متأثر جدا وحسيت ان عينه لمعت وكأنه هيعيط، اخدني فى حضنه وفضل ضاممني فى صدره، لقيت نفسي بقوله:
– ايه يا عمي بس الدموع دي؟ ده خبر يفرح مش يخلي دموعك تلمع كده.
ابتسم حمايا وطلعني من حضنه وهو بيقولي:
– اصبر، اصبر بس اروح ابلغهم بالخبر الحلو ده واندهلك.
فعلا دخل حمايا على أطياف ومامتها وقاله:
– انا فهمت وائل كل حاجة، وهو عايز البنت وباقي عليها، وعايز كمان الفرح يكون بعد
شهور مش سنة.
ام اطياف:
– قولتله الحقيقة يا عماد، قولتله….
قاطعها بأنفعال وهو بيقول:
– حقيقة ايه يا ولية يا خرفانة انتي؟ عايزاني اروح اقول للراجل بنتي ملبوسة بالعفاريت علشان يهرب، بطلي جنان واعقلي، ولا عايزاها تعنس وتقعد فى ارابيزنا؟
أطياف بحزن:
– لاء، مستحيل يابابا ابني حياتي معاه على غش، وائل لازم يعرف الحقيقة، لازم يبقى فاهم الوضع واللى هو داخل عليه.
عماد بأنفعال وتحذير:
– بت انتي، انتي عايزة تطفشي ده كمان؟ مش كفايا العشرة اللى قبله طفشوا بسبب اللى عرفوه؟ شوفي بقى يا اطياف يابت مودة، عليا الطلاق من امك لو نطقتي بحرف واحد فى الموضوع ده لوائل لاتكون امك طالق مني بالتلاتة، وانتي وهي هتترموا فى الشارع…تعالي معايا يا ام العروسة علشان تباركي لعريس بنتك، وحسك عينك يبان عليكي حاجة.
اضطرت تخرج معاه وطلعوا من الاوضة راسمين الضحكة على وشوشهم:
– تقدر تدخل تتكلم معاها يا وائل، هي كويسة.
دخلت فعلا اتكلم مع اطياف اللى بتحاول تبتسم من غير نفس، اول ما شوفتها علشان اشيل منها الكسوف قولتلها:
– طمنيني يا حبيبتي، عاملة ايه دلوقتي؟
حطيت عنيها فى الارض وقالتلي بخجل:
– بقيت احسن، انا اسفة…
قاطعتها وانا ببتسم:
– عمي قالك اننا هنقدم ميعاد الجواز؟ مش هقدر استنى اكتر من شهور الحقيقة.
أطياف بأبتسامة باهتة:
– اه بلغنا بابا.
قولتلها:
– اومال مالك؟ شكلك مش مبسوطة؟
لقيتها رديت علطول وقالتلي:
– لاء ازاي؟ اكيد مبسوطة طبعا، تسلملي، مش عارفة اقول ايه بصراحة فى الموقف ده.
مكنتش عارف انا صح ولا غلط؟ لكن خدت القرار ومش هرجع فيه، وفعلا بلغت اهلي وراحوا معايا لأهل اطياف واتفقنا على كل حاجة، وابتدينا تجهيزات الجواز، وجه اليوم اللى نزلنا نشوف فيه الشقة اللى هنتجوز فيها، دخلنا الشقة وقبل ما نلف فيها لقيت اطياف بتتنفس بالعافية، فجأة ابتديت تعرق ووشها بقى احمر جامد وابتديت تتلفت يمين وشمال وفجأة صرخت وقالت:
– وائل، قطة…قطة سودة، طلعها برة، طلعها…
قاطعتها وانا بلتفت فى المكان كله وبقولها:
– مالك بس يا اطياف؟ فى ايه يا حبيبتي.
لقيتها بتشاور على مكان وبتقولي:
– القطة السودة دي، طلعها برة، طلعها من هنا.
ركزت وانا بقولها:
– اهدي يا اطياف، مفيش قطط يا حبيبتي، مفيش حاجة.
انفعلت وحاولت متعليش صوتها اوي علشان محدش ياخد باله، ونفسها مش قادرة تاخده:
– مفيش قطط؟! طيب يا وائل، خلينا نمشي من هنا.
قولتلها وانا بحاول اكون هادي:
– فى ايه بس يا اطياف؟ بلاش تقفلي اليوم، خلينا نكمل فرحتنا بقى.
قالتلي بضيق وغضب:
– طيب يا وائل، انا تعبانة والشقة مكتومة جدا، يمكن علشان بقالها كتير مقفولة، خلينا نمشي، انا تعبانة.
مشينا فعلا وحاولت الم الموضوع علشان محدش من اهلي يحس بحاجة، وفعلا قدرت اعمل ده، رجعت اطياف البيت ولما قابلت ابوها وامها واول ما اتقفل عليهم الباب قالتلهم:
– رجع…رجع تاني.
ردت امها وقالت:
– مين اللى رجع يا اطياف.
ردت اطياف:
– انتم عارفين اقصد مين، انا من اول ما اتجدد الاتفاق وانا عارفة انه هيرجع، هو حواليا ومش سايبني ولا هيسيبني، الموضوع لسه منتهاش، الموضوع مالهوش نهاية، احنا بس اللى كدبنا نفسنا.
رد عماد بأنفعال:
– الموضوع انتهى يا اطياف، انتهى وبلاش تنكشي ع الشر بمنكاش، بلاش تجلبي المصايب لينا من تاني يا بت مودة.
اتكلمت اطياف وقالت:
– انا شوفته، كان قطة سودة فى الشقة، محدش شافه غيري، رجع يابابا، والله ما بكدب، والله ما بطفّش وائل، انا عايزة الموضوع يكمل، لكن هو مش هيسيبني.
مودة:
– اطياف، ايه اللى رجع السيرة دي تاني يابنتي بس؟ مش كنا قفلنا على الموضوع ده وارتحنا؟
اطياف بحزن:
– يعني يا ماما انا اللى روحت قولتله تعالى.
عماد بعصبية:
– بقولك ايه يابت انتي، مش علشان شوفتي قطة سودة قصادك يبقى هو اللى رجع….
قاطعته نظرات أطياف وتركيزها وراه وابتسامتها الغريبة، فجأة اتكلمت وقالت:
– اهلا اهلا، كنت حاسة انك موجود، عارفة من فترة انك حواليا.
ابتسمت ابتسامة خبيثة ونظرتها كانت غريبة وفجأة عنيها ابتديت تنزف دم..وفجأة اتكلمت وقالت:
– اتأخرت كتير عليا يا قذاف، كان ناقصني كتير من غيرك.
فجأة سكتت وكأنها مركزة فى حاجة، ورجعت اتكلمت تاني وكلامها كان عبارة عن رد على كلام اتقال لها، هي بس اللى سمعته:
– مستحيل..مستحيل اكون لحد غيرك يا قذاف.
وسكتت وفجأة بصيت للسقف وبتتحرك يمين وشمال وبرقت عنيها اللى بتنزف دم، ورقبتها ووشها كلها ابتدا يظهر عليه علامات الصليب، كل جسمها ابتديت تظهر فيه علامات صليب، وابتديت بأيديها تعمل حركات فى الفراغ وكأنها بترسم الصليب، بصيت لعماد ومودة وهي بتبرق وفجأة رميت نفسها على الارض وابتديت تمرمغ نفسها فى الارض، وتزحف على بطنها، وترجع تلف تاني على ضهرها وتحفر فى الارض بضوافرها بطريقة مرعبة، وتكرر الرسم اللى بترسمه على الارض وفجأة بصيت لمودة وعماد وبرقت جامد وعنيها اختفى منها البياض واتحولت كلها لسواد مخيف مش مجرد سواد عين بني ادم طبيعي…مودة وعماد كانوا عارفين ينهوا اللى بيحصل ده ازاي، لكن مقدروش يعملوا حاجة، مقدروش حتى يذكروا اسم(الله) خوفا من اللى بيحصل فى كل مرة بيحاولوا، مرة تتجبس، ومرة تحاول تنتحر بمجرد ما يحاولوا يذكروا اسمه او يقروا ولو اية صغيرة، مقدروش يتحملوا انها تعمل فى نفسها حاجة جديدة، لأن القرأن واسم الله بيأذيه…ولما بيتأذي بيأذيها وهما مش مطاوعهم قلبهم لده، وخوفهم ده هو اللى مخليها مش قادرة تخلص من اللى هي فيه، محدش قادر يجمد قلبه ويحاول يساعدها بالطريقة الصح…حالة بتحصل لدقايق وبتنتهي، لكن هما عارفين ان قذاف حقيقة موجودة فى حياة بنتهم لازم يدوروا على حل علشان يقدروا يتعاملوا معاه على انه حقيقة مش مجرد نوبة بتيجي…مجرد ما بتخلص اطياف من سيطرته عليها بتبدأ تقول كلام مش مفهوم:
– فذق طسم سد مد دم طق حق قذ فذ قر فق قذاااااااف
حالة ظهرت على أطياف من كام سنة، واول مرة حصلت كانت بعد خطوبتها على ابن عمتها، كان هو اول عريس يتقدملها ولما حصل اللى حصل ده قدامه فركش علطول، وكانت الحكاية دي فضيحة فضلت العيلة كلها تتكلم فيها، راحوا بيها لدكاترة كتير، وشيوخ ودجالين كمان، وكلهم تقريبا اثبتوا ان اللى بيظهر على اطياف، واللى بتردده، واللى بيحصل في عنيها والدم وكل اللى بيحصل خلال النوبة ده مس…مس شيطاني لعين، واللغة اللى بتتكلم بيها دي طلاسم للتحضير وللتعامل مع الجن والتواصل معاهم، محدش عارف هي عرفتها ازاي؟ هما اللى قالوها لها ولا هي اللى جلبت الشر ده؟ حد اذاها ولا هي اللى مسها جن؟ حالتها صعبة وامها وابوها واقفين متكتفين خايفين عليها، مش لاقيين حل، قذاف مش هيسيبها تتجوز، حياتها صعبة بكل معنى الكلمة، عذاب فى عذاب، مع كل عريس بيحصل كده واسواء من كده كمان، وكل مرة مش بيخلصوا من الحالة دي غير لما تتفركش خطوبتها، من بعدها ترجع تهدا شوية، واقفين ابوها وامها يتفرجوا عليها ومربوطين خايفين يأذوها لو حاولوا… سكتت وبطلت اللى بتقوله وغمضت عنيها، قربت منها مودة بدموع وقهرة وحطيت ايديها على رأسها ولسه هتنطق، اتكلم عماد وقال بدموع:
– بس يا مودة، بس اوعي تعملي كده، انا من صباحة ربنا هاخدها عند شيخ بيقولوا عليه تقي وبيعمل كده لوجه الله، اكيد هنلاقي حل يا مودة، بلاش مش هستحمل يجرالها حاجة…خليها ترتاح، سيبيها دلوقتي والصباح رباح، يحلها الحلال.
مسك مودة من ايديها وطلع بيها لأوضتهم وكل واحد فى قلبه قهرة وحزن ما يعلم بيه غير ربنا…هالة ماتت فعلا زى ما عماد قال لوائل، لكن الحكاية مكانتش زى ما قالها، اه كانت فى الملاهي ووقعت من اللعبة، لكن مكانتش اطياف معاها من الاساس، اضطر عماد يألف الحكاية دي علشان يلاقي حاجة يقولها لوائل على الاقل لما الحالة تجيلها يكون عنده تفسير يقوله، فاتت الليلة وطلع النهار وصحيت اطياف، هي عارفة الحالة اللى عندها، لكن مش كل التفاصيل بتكون فاكراها، فى الوقت اللى قذاف بيحضر عليها بيسيطر على عقلها تماما وبيخليها مش فى و عيها، وعلشان كده بيلغي عندها الادراك والاحساس، محدش عارف ايه حكايته ولا حقيقته، ولا اي تفاصيل غير انه لما بيحضر مش بتقول غير:
– قذاف…قذ…فذ…فق…حق…طق.
دخل ابوها عليها الاوضة وقالها بأبتسامة:
– صباح الفل على تيفا حبيبة قلبي.
ردت اطياف بأستياء:
– بابا، من فضلك مش بحب الدلع ده، وبعدين تيفا ده اسم ولد.
قال عماد:
– حقك عليا يا حبيبة بابا، ماتزعليش مني انتي ست البنات كلهم…ممكن بقى تجهزي؟ عايزك معايا فى مشوار.
اطياف:
– مشوار ايه يا….
عماد بمقاطعة:
– هاخدك معايا كفر الدوار علشان….
قاطعته اطياف وقالتله:
– انت عايز توديني للشيخ جابر يا بابا؟
عماد برق وقالها:
– اه هو، انتي عرفتي منين؟
برقت وابتسمت وبصيت وراها وهي بتقول:
– قذاف حكالي يا بابا..
بص عماد وراه بخوف عايز يشوف بنبته بتبص على ايه، لكن ملقاش حاجة، رجع بص ليها من تاني لقاها مركزة شوية وراه فى حاجة معينة، اتكلم ابوها وقالها:
– اطياف، ساعديني يابنتي، ساعدي نفسك، ابوس ايدك، خلينا نحاول يابنتي كفايا اللى بتشوفيه وبيحصل فيكي…اوعى تستسلمي يا اطياف.
ابتسمت اطياف ابتسامة خبيثة وقالت:
– مش هستسلم…اكيد.
مكانش يعرف عماد ان بنته تقصد انها مش هتستسلم لرغبتهم هما مش لقذاف، جهزت ونزلت مع ابوها وراحوا للشيخ جابر، رموا السلام ودخلوا وبعد شوية ترحييب ابتدا الشيخ جابر يحس انها عليها حد منهم، بدأ يسألها:
– قوليلي يا اطياف يابنتي، بتحسي وانتي نايمة بحاجة غريبة بتحصل؟
اطياف:
– ازاي يعني؟
الشيخ جابر:
– يعني بتحسي ان حد بيلمسك؟
أطياف:
– لاء.
الشيخ جابر:
– بتحسي فيه حد معاكي فى الاوضة؟
اطياف:
– لاء برضو.
الشيخ جابر:
– طيب مش بتحلمي بحيوانات مخيفة، مش بتحلمي بكلاب بتاكل فيكي؟
اطياف:
– ايه ده؟ لاء طبعا.
الشيخ جابر:
– ولا بتحسي بنفس قريب منك وانتي لواحدك؟ او حتى حد نايم جنبك على السرير؟
اطياف بضيق:
– لاء..لاء يا عم الشيخ، لاء.
الشيخ استغرب ردود ونفي أطياف، محدش كان عارف ان اللى بيحصل اكتر بكتير من اللى سأله الشيخ ليها، كله بيحصل واكتر بمراحل، محدش عارف اذا كانت هي اللى انكرت بمزاجها او هو اللى اجبرها، لكن كل اللى تعرفه ان علاقة قذاف بيها علاقة الراجل بمراته، علاقة كاملة، وهو قالها قبل كده:
– انتي مراتي، ومس هسمح لبشري يمسك.
ووثقت على ميثاق محفور على حجر اسود بطلاسم انتهت بأسمها واسمه، أطياف متجوزة من قذاف…الجني…ومش هيسمح لبشر يلمسها، وكدبت علشان محدش يقدر للطريق اللى المفروض يتمشي فيه، ومحدش عارف برضو بأرادته ولا بأرادتها؟ وده اللى خلى الشيخ يحس ان فيه حاجة مش صح وابتدا يقرأ القرأن.
لو عرفتوا تناموا بعد الطلاسم دي، يبقى انتم محتاجين شيخ زي اطياف.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أطياف)