رواية أصفاد الصعيد الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ندى عادل
رواية أصفاد الصعيد الجزء الرابع والعشرون
رواية أصفاد الصعيد البارت الرابع والعشرون
رواية أصفاد الصعيد الحلقة الرابعة والعشرون
في الجناح الخاص ب “رحيم”
انتهت فيروز من حزم حقيبتها لتغلقها وتضعها بجانب الفراش.. بينما تُراقبها عيون رحيم في صمتِ لم يتحدث معاها مُنذ أمس وحديثها عن الطلاق يتردد بعقله ليجعله كالثور الهائج ولكن مازال يحتفظ بالاسباب التي أجبرته علي الحديث معاها بتلك الطريقة، ولكن حديثها عن الطلاق جعله في حاله غضبِ يحاول تخبئته حتي ظهور كافة الحقائق بعد قليل..
بينما فيروز مازالت تتجول في الغرفة.. تحاول جاهداً أن لا تبكي ولومه ،فهي تشعر بنظراته لها وغضبه ولكنها لن تسامحه بسهولة وإذا ما حدث كان مُضطر أن يفعله إذا ما الذي يمنعه من قول حقيقية الأمر !..
قام من مكانه وهو يلتقط عبائته ليرتديها فوق جلبابة وعيناه مازالت مُثبته علي المرآه أمامه في صمتِ..
انتبه لكلمات فيروز خلفه مُرددة: أنا هاجي معاك ..
_لا
انطلقت كلماته بدون النظر إليها ليجعلها في حالة غضب أكثر ..
كادت أن تحرقه بنظراتها المليئة باللومِ الخفي ولكنه قرأ حديثها بسهولة أخرقت فؤاده..
لتُردد بنبرآت خافتة قائلة: ازاى بقي لا .. مش الحكم اللي بعد شوية دا هيكون من نصيبي أنا ! مش أنا المجرمة اللي عاوزة العقاب من وجهه نظرك يا أستاذ رحيم !..
اغمض عينيه في محاولة فاشلة للسيطرة علي غضبه من تلك الواقفة أمامه وتتحدث بكلماتِ تعلم بأنها تجعله في غضبِ من نفسة ومنها ..
اقترب رحيم عده خطوات منها ليقف أمامها قائلاً: عاوزة تعرفي لا ليه !؟.. عشان أنتِ غبيه يا فيروز ، وبالنسبة لقرارى هتعرفيه مش شرط تروحي معايا والحقيقة اللي أنتِ عاوزة تعرفيها هتعرفيها في الوقت المناسب بعد ما احميكي من اللي عاوزين ياذوكي..
انطلقت كلماته ليجعلها في حيرة من أمرها ومن أفعاله الغير مفهومة لها كادت أن تتحدث ولكنه لم يقبل سمعها بل تركها وذهب لوجهته ولحمايتها كما يقول ..
جلست علي الفراش ومازالت كلماته تتردد بداخل عقلها .. من مَن يحميها ومن يريد أذيتها لتلك الدرجة التي تجعله يقتل شخص برئ ليضعها في محل القاتل الهارب من عقوبة!؟..
بينما علي الجانب الآخر..
التقط رحيم هاتفه ليحاور شخصاً ما ..
_ هاتها معاك وانت جاي .. انا بعد شوية هكون هناك
لتتحول معالم وجهه للجمود مُستكملاً حديثه قائلاً: خلي بالك لحد يشوفك !.. انا هروح بدرى قبل ما حد يجئ هشوفك و هشوفها هناك ..
اغلق الهاتف وهو يضعه في جيبه ليتمتم لنفسه قائلاً: أنا وأنت والزمن طويل يا .. صدقني هندمك علي اليوم اللي فكرت تإذيها فيه !؟
******************************
تنهدت بضيق وهي تنتظره ما يقرب الساعتين فمُنذ اتصاله وإخبارها بأنه سيتأخر لساعة أخرى لكثرة العمل المُطالب به..
تلمست الشريط القاطن بين يديها لتعود بسمتها من جديد وهي ترى تلك الخطوط الحُمر المُعلنة عن قدوم فرد آخر سينير حياتها كما أنارها كرم من قبل ..
قفز لعلقها فكرة لتخبره بذلك الخبر .. شمرت عن ساعديها وهي تهم لدخول المطبخ لصنع الكيك الذي يحبه ، فهو يعشق كيك الشيكولاتة عكسها هي التي تحب الكريمة أكثر ولكن مُنذ زواجها وهي تحب ما يحب تلقائياً..
بعد مدة قصيرة..
وضعت الكيك علي الطاولة لتُزينه بشموع حمراء لم تُشعلها بعد وبجانبه اكواب العصير الذي يحبها أيضاً وبجانبهم طاجن المحاشي الذي لم تستغني عنه في تلك اللحظة .. فهو يحب المحاشي خصوصًا ورق العنب مع الدجاج المشوي..
انطلقت ضحكاتها وهي تتذكر حديثة في إحدى الأيام قائلاً: انا يا ستي اقرب طريق لقلبي المحشي والأكل عموما .. عارفه لو إنتِ عامله مُصيبة انا هسامحك بطاجن محشي ورق عنب ..
أفاقت من شرودها وهي تتلمس بطنها قائلة: ربنا رزقني ورزقك باحسن أب في الدنيا يا روحي ..
ابتعدت للخلف وهي تهم لوضع موسيقي خاصة بتلك الليلة المُميزة لها ..
صدح أصوات الأغنية المُحببة لفؤادها مُنذ زواجها
” حين التقيتك صار قلبي نبضًا ”
حين التقيتك عاد قلبي نابضاً..
وجرى هواكَ بداخلي مجرى دمي
وشعرتُ حضنك دافئاً ورأيتني
رغم الحياﺀ أذوب فيه وأرتمي ..
قل لي أيا رجلاً لأي قبيلةٍ ..
ولأي عصرٍ أو لجنسٍ تنتمي
ولمن تعود أصول عينيك التي..
أضحت قناديل الضياﺀ بعالمي
قفز لذهنها مُعامله والدها وشقيقها لها لتتسارع دموعها للسقوط علي وجنتيها وكيف كان كرم فراسها المُنتظر ليحقق أحلامها ويعطيها حُبًا كانت تظنه متواجد في إحدى الروايات فقد ولم يمد للواقع ..
ازالت دموعها سريعًا وهي تنظر للساعة المُعلنة عن قرب وصوله.. بدلت ملابسها لثوب اسمر اللون يصل لاعلي ركبتيها بقليل يتناسب مع بشرتها الخمرية وجسدها النحيل ، و صبغت شفتيها باللون الاحمر الناري وزينت عينيها بكحلِ أظهر جمال مُقلتيها العسلية اللون.. وحررت شعرها من ربطته ليتدلي علي ظهرها وكتفيها فهي تمتلك شعراً ناعم وما يُميزة لونه الاسود اللامع وطوله الذي يصل لأسفل ظهرها الذي طُالما حُسدت عليه..
نظرت للمرآة برضا تام عن شكلها فهي ولأول مرة تتزين بتلك الطريقة..
شعرت به ينادي عليها بصوتِ عالِ فهي أغلقت جميع الانوار بالخارج ..
علي الجانب الآخر انقبض فؤاد كرم عليها وهو يري الظلام في في كل مكانِ من حوله.. أضات الانوار من حوله ليتفاجا بتلك للطاولة التي تحتوي علي كافة الأصناف الذي يُحبها وصوت الموسيقي الذي يعلو تدريجيًا..
وتلك الآتية علية في دلالِ مُغري .. لم يعد قادراً علي إبعاد أنظاره عنها وهي في ذلك الثوب الاسمر الذي برز جمالها الذي طالما عشقه.. اقترب منها وهو يُربت علي شعرها الامع المُحبب له أيضًا ، ضمها لصدره وكأنه يريد إلتحامها مع فؤاده لعلها تشعر بتلك الضجة المُنبعثة بداخله الآن و ضربات فؤاده التي تعلو بإسمها هي فقط.. ملئ رئتيه من عطرها الهادئ المتدفق لعقله، ابتعد عنها وهو يشعر بحجاتها للهواء ..لينظر بداخل مُقلتيها وقد آتاه الشك قائلاً: إنتِ سخنة يا وداد ولا اي !.. ولا إمتحان الانجليزى اثر عليكي ولا دا أنتِ ولا انا اللي بتخيل .. يكش يكون انا نايم ولا حاجة !..
انطلقت ضحكاتها الرنانة وهي تستمع لحديثه فهي أيضا في حالة تعجب من أفعالها الآن..
اقتربت في دلال أكثر مُرددة : تؤ تؤ مش سخنة والامتحان كان جميل ومتاكدة اني قفلته وانت مش بتحلم ولا حاجه دا حقيقي وأنت قدامي اهو ..
_ بجد يعني إنتِ دلوقتي حقيقية واللي قدامي دا حقيقي !.. إنتِ عملتي مُصيبة يا وداد وعاوزة اسامحك صح !..
استكملت حديثها بنفسِ الدلال السابق مُرددة بنبرآت خافتة: يعني عشان ادلع جوزى حبيبي يبقي عملت مُصيبة .. تصدق انت هادم للحظات الرومانسية..
ضاق ما بين جبينه وهو يردد كلماتها الأخيرة قائلاً: هادم اللحظات الرومانسية وجوزى وحبيبي !.. لا كدا إنتِ اكيد في حاجة مخبيها عليا .. اعترفي!
مسكت كفيه وهي تشير له ليجلس علي المقعد أمام الطاولة وتضع في صحنه المحاشي الذي يُحبها قائلة: أنا فعلا عندى خبر عاوزة أقولهولك بس كل الاول وقولي رايك وانا اقولك اللي عندى ..
نظر لها لتظهر إبتسامته التي تأثرها قائلاً: اكل الاكل ولا أقوم أكلك إنتِ يا جميل حددي معلش !..
نظرت له بصدمه مُرددة : بطل قله ادب يا كرم وكل وانت ساكت ..
رفع كفيه وهو يدعو ربه مازحاً: الحمدلله وداد هادمه الرومانسية رجعت واتاكدت ان اللي كانت بتدلع عليا من شوية عفريت اللهم احفظنا..
ضاق ما بين جبينها وهي تلقي المنديل القاطن في كفيها عليه في قسوة ..
التقط كرم المنديل المُلقي بقوة بالنسبة لها في سعادة لتنطلق ضحكاته مُردد : و افرضي المنديل عورني دلوقت!..
نظرت للجهه الأخري بتذمر ارتسم علي معالم وجهها المُحبب لفؤاده.. ليقترب منها وهو يُربت علي كفيها قائلاً: انا بهزر معاك متتضايقش ..
ليغير أنظاره ناحية الاكل الموضوع علي الطاولة ليشمر عن ساعديه قائلاً: انا هاكل المحشي دا كله لوحدى ومش هسيبلك ولا حته..
احتلت البسمة ثغرها وهي تُردد قائلة: مش عاوزة آكل كفاية عليا اشوفك مبسوط كدا ..
كادت مُقلتيه أن تخرج للخارج اثر صدمته من حديثها لتتوقف اللقيمات أثناء نُزولها لمعدته .. ليسعل حتي احمرت وجنتيه وعينيه ..
قفزت وداد من محلها وهي تعطيه كأس المياه الموضوع أمامها وتُربت علي ظهره لعله يهدأ،فهي أيضا لم تتوقع ما تفوهت به تواً .. هل أصبحت هرمونات الحمل تغزو عقلها وفوادها الآن!؟..
نظر لها بقلق قائلاً: بقولك اي ربنا يجازيكي خير بلاش كلام حلو علي الاكل بدل ما افرفر منك دلوقتي ، اديني حذرتك اهو يا بنت الحلال انا مش حمل كل اللي عملاه دا ..
نظرت وداد لعينيه قائلة بإستغراب: هو أنا عملت اي ؟!..
نظر لها بطرف عينيه مُردد: دا كله وعملتي اي .. وتبصيلي بالبراءة دى كمان .. قوليلي أنتِ معملتيش اي !؟ بس اقولك حاجه أنتِ شبه روبانزول اوى بشعرك دا ..
مازالت في حالة تعجب لتجيبه بنبرآت خافتة يكسوها البراءه: مين روبانزول!..
_وه وه متعرفيش مين روبانزول! لا دا انا النهاردة لازم اوريكي الفيلم بتاعها هي و اويچين..
اؤمت رأسها بالايجاب وهي تجهل ما يتحدث عنه وما تلك روبانزول الذي يتحدث عنها..
انتهبت له وهو يُفصص لها قطع اللحم ليضعها في فمها مع أصابع المحشي.. مُردد : تسلم ايدك الاكل طعمه روعه بس لما بتاكلي معايا بيبقي اطعم واحلي ..
“بعد مدة قصيرة ”
انتهي كرم من طعامه واطعامها ليهم بالذهاب للداخل لغسل يديه وتغير بدلته التي إتسخت من الطعام والشيكولاتة التي إنزلقت من يديه لتستلقي علي قميصه الابيض ليصبح بُني داكن ..
بينما وداد تحركت من مكانها وهي تهم لإدخال الأطباق مكانها وترويق تلك الفوضى من حولها ..
انتهي كرم من الدش الخاص به ليبحث عنها في الغرفة ولكنه لم يجدها..
كانت تجلس تنتظر قدومه علي مقعد الطاولة بعد انتهائها لأعمال المطبخ لإخباره بخبر حملها .. لم تعرف سبب عدم قدرتها علي الحديث فعند رؤيته تخجل فتصمت ..
انتبهت ليديه المُحتضنه وجهها ناظراً لمُقلتيها الشاردة قائلاً: مين واخد عقلك يا قمر ..
ابتسمت وداد علي مزحه كالعادة ولكن تلك المرة بدأت دموعها لتتلألا ب مُقلتيها العسلية..
اقترب كرم منها في قلقِ بادى علي وجهه قائلاً: مالك يا وداد حصل اي مخبياه عليا .. لو يا ستي علي الامتحان وانك حليتي حاجه غلط فدا كله فداكي يا وداد ..
احتضن كفيها ليستكمل حديثه قائلاً: انا مش هقدر اشوف دموعك دى ابدا ولو انا عملت اي حاجه قوليلي وزعقي واتعصبي بس متسكتيش كدا وتقلقيني عليكي !..
لم تمنع دموعها بالسقوط لتتمرد علي وجنتيها فلم ترى حد يحبها لتلك الدرجة التي لمستها بعينيه التي تُحدثها..
ولكن الصدمة كانت من نصيبه وهي تُردد قائلة: أنا حامل يا كرم .. انا حامل
ابتعد عدة خطوات للخلف محاولاً إستعاب حديثها ولسانه يردد كلماتها: أنا حامل يا كرم ..
تلك الكلمات كانت كفيلة بتقلب مشاعره لعده مشاعر لم يعد قادراً علي تحديد ماهيتها ولكن الشعور المُسيطر عليه الآن هي السعادة المُفرطة ..
كانت تتابعه بعيون دامعة عندما وجدته يبتعد بعد إخباره بالأمر وتلك المعالم المتغيرة علي وجهه ..
انطلقت منها شهقة عالية وهي ترى نفسها تُحمل عليا فكان يُضمها ويلف بها في سعادة مُردد : انا هبقي أب يا وداد وأنتِ هتبقي احلي ماما في الدنيا ..
انزلها برفقِ وهو يزيل دموعها قائلاً: دموعك دى مشوفهاش تاني يا وداد ..
ليضمها إليه بقوة مُردد: ألف مبروك لينا يا ام برعي ..
انطلقت ضحكاتها وهي تُزيل دموعها بأصابعها ، لتستكين بين أحضانه الدافئة ليطفو شعورها بالأمان التي لم تجده إلا معه هو فقط ..
******************
يجلس قاسم أمام ذلك الإطار الذي يضم صورة والده مُردد بنبرآت حزنِ ممزوج مع غضبِ كامن بفؤاده وعينيه التي تشبه الجحيم في تلك اللحظة قائلاً: بعد شويه هخلي قلب رحيم يتوجع من اللي هيحصل فيه زى ما قلبك وجعك زمان ومت من حزنك .. هما السبب يا ولدى انك تبعد عني وافضل طول عمرى حزين عليك ..
ليستكمل حديثه بحقدِ اكبر قائلاً: بس انا مش هسيب حقك مش هسيب حد فيهم عايش ودا وقت أن رحيم يدفع التمن هو وفيروز ..
ليُربت علي الإطار ودموعه تتسارع للسقوط علي وجنتيه قائلاً: حقك راجع يا ولدى ..
آفاق من عويله ليهم بالذهاب للساحة لسماع حُكم رحيم اتجاه زوجته العزيزة ..
رُسمت البسمة الساخرة علي ثغره وهو يضرب بعُكازه علي أرضية الغرفة لتُزلزل من أسفله..
*****************
تجلس علي المقعد أمام الفراش في إرتجاف غزا معالم وجهها وجسدها لا تعلم من هو ولا أين هي الآن.. لا تتحدث معه ولا يتحدث معاها فمُنذ أن آتي بها إلي ذلك المكان وهي تجلس علي المقعد في خوفِ وهو يجلس بالخارج ..
انتبهت لدخوله وحمله لتلك الاكياس البلاستيكية بيديه..
وضع أمامها أكياس الطعام وأكياس أخرى قائلاً بصوتِ رخيم : دا اكل كلي كويس والكيس التاني في هدوم غيري هدومك المقطعة دى عشان كمان شويه وهنتحرك من هنا .. وأنا هستني برا لما تخلصي ابقي اطلعي ..
أرتجف جسدها مع كلماته لتُجاهد لخروج كلماتها مُرددة بنبرآت خافتة: هنخرج نروح فين !؟ لو سمحت قولى انا فين وأنت مين ..
ارتسمت ابتسامه علي ثغره قائلاً بجدية: أنتِ دلوقتي في حماية الكبير يعني متقلقيش من اي حاجة والمكان اللي هنروحه عشان تثبتي انك لسة عايشة عكس اللي اتقال وكمان عشان تاخدي حقك وحق اللي حصل فيكي بسببهم!..
تذكرت ملامح المُسمي زوجها وذلك الشخص الغامض الذي آتي لرؤيتها في ذلك اليوم المشؤوم ليقص عليهم ما يجب فعله معاها لانتشار خبر وفاتها لم تعرف ما فعلت له ليفعل معاها كل ذلك !؟..
تحدثت وقد تمردت دموعها قائلة: بس هما هيقتلوني مش هيخلوني عايشة..
اقترب منها ليجلس علي المقعد أمامها قائلاً بهدوء : قولتلك متقلقيش أنتِ من دلوقتي هتكوني في حمايتي يا منة..
**************************
يجلس بهيبته المعتادة وأمامة زوجها الباكي بشكلِ مضحك فكل من يراه يتأكد بأنه كاذب وحوله يقف حشد من الناس في انتظار قرار كبير بلدتهم لإعادة حق تلك الفتاة المتوفاة بسبب زوجته كما يعتقدون..
شق الصمت صوت أمها الباكي وعويلها هي وبعض النساء حولها ..ولكن اسرعوا بالصمت عندما بدأ رحيم بالتحدث قائلاً: النهاردة مش أنا اللي هحكم .. اللي هيحكم هي نفس البنت اللي في نظركوا ميته ..
نظر خلفه لتأتي منة من ذلك الباب وخلفها يقف حسام بجسده الصلب يُحثها علي التقدم وأخذ حقوقها منهم جميعاً..
انتشر الهرج والمرج في أرجاء الساحة وعمت الفوضي بينما مازالت الصدمة مُسيطرة علي زوجها جلال الذي مازال مُحتفظ بجلسته وكل ما يدور بعقله قرار رحيم وماذا سيفعل به بسبب كذبه!..
بينما علي الجانب الآخر..
يقف بعيداً يتابع ماذا يحدث هناك في صمتِ وقد شقت الابتسامة ثغرة وهو يري تحقيق العدل لتلك الفتاة الصغيرة ..
+
*************
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)
