روايات

رواية أصبحت خادمة لزوجي الفصل الرابع و العشرون 24 بقلم هبة الفقي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الفصل الرابع و العشرون 24 بقلم هبة الفقي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الجزء الرابع و العشرون

رواية أصبحت خادمة لزوجي البارت الرابع و العشرون

أصبحت خادمة لزوجي
أصبحت خادمة لزوجي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الحلقة الرابعة والعشرون

——–<<<<< بعد مرور أربع سنوات >>>>>——–
———————————————————
في ساعه متأخره من الليل نجد سياره فارهه تسير متجهه نحو أحد المجمعات السكنيه الراقيه إلي أن تصل أمام بوابة قصر كبير فيوقفها السائق وينزل سريعاً ليفتح الباب لتلك الشابه الانيقه التي تجلس في الخلف ويقول : إتفضلي ي هانم .
فتنزل تلك السيده وتقول بحده طفيفه : انا مش هانم ي مسلم….انا حسناء وبس….مفهوم .
فيبتسم الاخر ويقول بخجل : مفهوم ي ح….فتقاطعه وتقول : يا إيه بقي .
مسلم : ي حسناء .
حسناء بلطف : شوفت سهله ازاي….بلاش الالقاب دي عشان مابحبهاش….ثم صمتت لبرهه وتحدثت ثانية وهي تنظر لساعتها وتقول بقلق : هما اتأخروا ليه مش كانوا سابقينا .
مسلم : مش عارف والله….هتصل علي سامي كده وأسأله .
وبمجرد أن امسك بهاتفه وجد سياره فارهه لا تقل فخامه عن التي جاءت منذ قليل تسير بإتجاههم ومن ثم تقف خلفها وينزل منها شاب طويل القامه وسيم لدرجه كبيره ويرتدي ملابس رسميه أنيقه ويحمل علي زراعيه طفلاً نائماً لم يتجاوز الثالثه من عمره ويسير صوب حسناء فتقول وهي تلتقط ذلك النائم بإحتواء : إتأخرتوا ليه كده .
أنس : نعمل ايه بقي لاستاذ ياسين طقت ف دماغه يشتري عربيه وقعد يعيط وماسكتش غير لما لفينا ع المحلات كلها وشاف انهم قافلين .
حسناء بمشاكسه : والله تستاهل….لان انت اللي عودته علي كده….مش دا استاذ ياسين حبيب القلب….استحمل بقي .
أنس بإبتسامه واسعه : دا احنا بنغير بقي .
حسناء بعبوس : لأ مابغيرش….ويلا خليهم يفتحوا البوابه عشان عايزه انام .
أنس بمشاكسه : حاضر ي قموصه هانم….ومن ثم يقوم بإخراج المفاتيح ويفتحها ليدخلوا وتلحق بهم تلك السيارتان .
في صباح اليوم التالي نجد حسناء تستقيظ مذعوره علي صوت بكاء ذلك الصغير النائم بجانبها فتنتفض من نومتها ومن ثم تحتضنه وتحاول تهدئته لتكتشف أن حرارته مرتفعه لدرجه مقلقه فتحمله وتخرج به سريعاً متجهه إلي الغرفه المجاوره فتفتح بابها وتقول بصوت باكيٍ : إلحقني ي أنس ياسين حرارته عاليه وبيعيط….ومن ثم إنفجرت في البكاء….ليقوم الآخر من مقعده ويحتضنها بإحتواء ويقول بحنان : اهدي ي حسناء ماتعيطيش ان شاء الله هيبقي كويس….هوا اكيد اخد برد امبارح….أنا هتصل بالدكتور يجي يشوفه .
حسناء برفض : لأ الدكتور هيتأخر علي ما يوصل هنا….انا هاخده المستشفي .
أنس : ي ستي اسمعي كلامي مره واحده بس….الدكتور مش هيتأخر لانه ساكن جنبنا….يعني بالكتير ربع ساعه وهيبقي هنا….فإقتنعت الاخري وهدأت وأخذته إلي غرفتها ثانية وإرتدت إسدالها وجلست بجانبه في انتظار حضور ذلك الطبيب….وبعد مايقرب من نصف الساعه يأتي لتتفاجأ بهويته….يا الله انه الطبيب ذاته….لما هذا؟!…لما كلما اقتربت من نسيان تلك الذكريات السيئه يحدث ما يذكرني بها….لقد تعبت اما يكفي هذا….لعنك الله ايها الحقير فأنت حتي وان غادرت حياتي لم تغادر ذاكرتي اللعينه تلك….ظلت حسناء شارده طوال مدة الفحص….ولم تفق الا علي صوت انس وهو يقول : ايه ي حسناء سرحانه ف ايه .
حسناء بإرتباك : لا ولا حاجه .
أنس بحزن : ولا حاجه ازاي ي حسناء….انتي بقالك فتره ع الحال دا….علي طول سرحانه ومكتئبه ومابقتيش تتكلمي معايا زي الاول ورافضه تقوليلي السبب اللي غيرك بالشكل دا .
ّ
امتلأت عيناها بالدموع وارتمت بأحضانه وقالت : أنا مش عايزه افتكر الايام دي….ليه كل حاجه بتحصل بتفكرني بيه….انا مش عايزه اقعد ف البلد دي انا عايزه اسافر تاني….انا كنت ناسياه هناك .
شدد أنس من احتضانها وقال بحنان : خلاص اهدي ي حسناء….وانا هعملك اللي انتي عايزاه….بس قوليلي مين دا اللي بتتكلمي عنه .
زاد بكاؤها وعلي صوت شهقاتها وقالت بطريقه هيستيريه : لا لا مش عايزه اتكلم عنه….مش عايزه افتكر الايام دي .
أنس بحزن : طيب خلاص مش عايز اعرف….بس عشان خاطري ماتعيطيش….واخذ يربت علي كتفها حتي هدأت وقالت بصوت مهزوز : أنا عايزه اقعد لوحدي .
أنس وهو يقبلها من جبينها : حاضر ي ستي….انا همشي دلوقتي عشان عندي مشوار مهم وهعدي عليكي عشان نتغدي برا يمكن مودك يتحسن .
أومات له الاخري واحتضنته وقالت : متتأخرش عشان ياسين .
قبلها انس من جبينها ثانيةً وقال : حاضر مش هتأخر….ومن ثم خرج من الغرفه مغقلاً بابها خلفه ليترك الاخري لأحزانها وذكرياتها المؤلمه….جلست حسناء بجانب ذلك الصغير وظلت تتأمل ملامحه….ولا شعورياً بدأت دموعها في السقوط….وتركت العنان لذاكرتها في استرجاع تلك الايام البائسه….كم تمنيت لو انك لم تولد….فأنت الشئ الوحيد الذي كلما رأيته تذكرت ذلك القاسي….كانت غربتي علي اهون من الرجوع الي هذا البلد….كم حاولت ان اتناسي أمره والا افكر به….ولكن لم استطع….فرأيتك ايها الصغير تذكرني بكل تفصيله به….فأنت لا تشبهه في شكله فقط بل في تصرفاته ايضاً….حتي أصبحت نسخة مصغره منه….وبعد حديث طويل دار بخاطرها تذكرت امر شئ مهم….ماذا ان علم حمزة بشأن ابنه….ماذا ان أخذه….لا لا لن يأخذه….حتماً سأغادر هذا المنزل واعود حيث جئت….فأنا لن ادع ذلك الوغد يعرف بشأن ابنه….ومن ثم احتضنته بتملك وظلت تنتحب خوفاً من فقدانه إلي ان غفت بجانبه .
وبعد فتره ليست بالكبيره استيقظت وبدأت في البكاء ثانية والتقطت هاتفها واتصلت بأنس….وبمجرد ان سمعت صوته زاد بكاؤها وانهارت تماما ولم تعد قادره علي الحديث….كان الاخر يكاد يموت قلقاً عليها….حاول تهدئتها ولكن لا فائده….لذا قرر الذهاب لرؤيتها….لم يمض الكثير من الوقت وأتي….ليجدها تجلس القرفساء علي سريرها وتنتحب بقهر….وبمجرد أن سمعت صوته جرت نحوه واحتضتنه وظلت تقول بهستيريا : لو عرف هياخده ي أنس….انا عارفاه قاسي ومابيحبنيش وهياخده مني….خلينا نمشي من هنا قبل مايعرف….مشيني من هنا ي أنس عشان خاطري .
أنس بعدم استيعاب : يعرف ايه؟!….وياخد مين؟!….انتي بتتكلمي عن مين ي حسناء .
حسناء من بين شهقاتها : هقولك بس اوعدني انك مش هتخليه ياخد ياسين مني .
أنس وهو يشدد من احتضانها : حاضر….بس اهدي عشان تعرفي تتكلمي….وتعالي نخرج عشان ياسين .
وبعدما خرجا من الغرفه وهدأت تماماً قالت بحسم : انا عايزه امشي من هنا .
أنس : ماشي موافق….بس ممكن اعرف السبب .
حسناء بإرتباك : ع عشان….مش عايزه ابو ياسين يشوفه .
أنس بعدم استيعاب : ايه دا….يعني هوا ماكنش يعرف انك حامل .
حسناء وهو منكسة الراس : ايوه .
أنس بعصبيه : انتي ازاي تعملي حاجه زي دي ي حسناء….حرام عليكي….انتي ازاي انانيه كده….مش قادر اصدق بجد اللي انتي عايزه تعمليه….مش مكفيكي انه قعد كل السنين دي ومايعرفش ان عنده ابن .
حسناء بدموع : انا لما اطلقت ماكنتش اعرف اني حامل اصلا….وبعدين يستاهل….هوا ماعملش فيا قليل .
أنس : مهما عمل كان من حقه انه يعرف حتي لو بعد الطلاق….مش يمكن لو كان عرف كنتوا رجعتوا لبعض وابنك ماتحرمش من ابوه كل السنين دي .
حسناء : لا انا مش عايزه ارجعله ومش عايزاه يعرف حاجه عن ابنه….انا هاخده وهنسافر .
أنس بعصبيه : ازاي يعني عايزه تسافري….ياسين لازم يعرف ان ابوه عايش….بذمتك ابنك مش صعبان عليكي وهوا بيقول لواحد مايقربلوش حاجه ي بابا….لا وانا اللي كنت فاكر ان ابوه مش عايز يعترف بيه….اللي انتي عايزه تعمليه دا غلط وانا مش ممكن اقبل بيه….ابوه لازم يعرف….وانا بنفسي اللي هدور عليه .
حسناء ببكاء : لا عشان خاطري ي انس….حمزة لو عرف مش هيسيبهولي .
أنس بصوت عالٍ : اكيد ودي اقل حاجه هيعملها….وهيبقي حقه….انا مش عارف ازاي جالك قلب تعملي كده .
حسناء بدموع : يعني اعمل ايه دلوقتي !!؟
أنس بقلة حيله : مافيش قدامك حل غير انك تقوليله وهوا ليه حرية الاختيار ي اما الموضوع يتحل ودي ويسيبهولك ويبقي يشوفه من وقت للتاني ي اما بقي هيرفع قضيه ويطالب بحضانته .
حسناء : اكيد هيرفع قضيه عشان ياخده مني….انا مستحيل اقوله .
أنس بصوت جهوري : برضو عايزه تعملي اللي ف دماغك….انا مش هسكت ي حسناء وهدور علي ابوه .
حسناء بتوسل : لا عشان خاطري ماتعملش كده….انا قولتيلك عشان تساعدني مش عشان تعمل كده .
انس باستنكار : اساعدك ف ايه….انتي اتجننتي….انا لا يمكن اقبل بحاجه زي دي….وفري علي نفسك الكلام ي حسناء عشان مش هرجع ف كلامي ولو تعرفي عنوانه او اي حاجه عنه اتفضلي قوليها .
حسناء بهستيريا : لا لا لا مش عايزه افتكر حاجه عنه….مش هسيبله ابني….انا بكره البني آدم دا ومستحيل ارجعله تاني….ومن ثم خارت قواها وسقطت مغشي عليها ليُفزع الاخر ويتجه صوبها ويحملها ومن ثم يضعها علي الاريكه ويحاول افاقتها….وما هي الا لحظات واستعادت وعيها….وبمجرد انا فتحت عيناها ظلت تتحدث بصوت خافت : عشان خاطري ماتقولوش….فيحتضنها بحنان ويقول : هش….خلاص ي حبيبتي مش هقوله .
حسناء : اوعدني ي أنس .
أنس بإيجاز : انا قولت مش هقوله….وكمحاولة منه لتغيير الموضوع اكمل : وبعدين فكك بقي من الكآبه اللي انتي فيها دي والبسي يلا عشان نتغدي برا .
حسناء : لا انا مش عايزه اخرج….خلينا هنا انهارده حتي عشان ياسين .
أنس : خلاص ي حبيبتي اللي انتي عايزاه .
وينقضي النهار سريعاً حتي اتي المساء….كانت حسناء ملازمه لابنها لا تفارقه….فقد بدأت مخاوفها تتحكم بها لدرجه جعلتها تقرر عدم الخروج….فالحل الوحيد لتجنب حدوث مصادفه تجمع بين الاب وابنه هو المكوث في هذا البيت الي ان يحين وقت الرجوع حيث اتوا….وتتابع الايام دون وقوع احداث تُذكر….فحسناء كانت ترافق ابنها منذ الصباح حتي ينام….وفي احدي الايام اضطرت حسناء للذهاب مع أنس لأمر عاجل وتركت ياسين .
———-<<<<< في قصر أنس مُراد >>>>>———-
———————————————————
نجد ياسين يلعب في حديقة القصر بصحبة تلك المربيه الشابه التي اتت حديثا الي ان يأتيها اتصال فتتركه وتذهب بعيداً….اما هو فقد دفعه الفضول لاستكشاف ما يوجد خلف تلك الاسوار….لذلك نجده يسير بخطي أشبه للركض إلي أن اصبح في الخارج….وبمجرد خروجه ظل يجري لهواً وكأنه قد تحرر من السجن لتوه حتي اتت سياره وكانت علي وشك الاصطدام به….ولكن السائق استطاع تفاديه ومر الامر بسلام….كان الطفل يبكي مذعوراً مما كاد ان يحدث له فينزل ذلك الشاب المنشغل بحاسوبه في الخلف الذي ازعجه بكاؤه….وكلما سار ذلك الشاب بإتجاهه تراجع ياسين وزاد نحيبه….وبعد محاولات عده من ذلك الشاب استطاع أخيراً ان يسكته واقنعه بالذهاب معه….لم يكن يدري ذلك الشاب ماذا يفعل بهذا الطفل لذا قرر ان يصطحبه معه إلي منزله .
———-<<<<< في قصر ذلك الشاب >>>>>———
———————————————————
بمجرد ان صف السائق السياره نزل ذلك الشاب حاملاً ياسين وذهب به الي الداخل….وعندما وجد والدته اعطاها الطفل وقص لها بإيجاز مع حدث معه وصعد سريعاً لغرفته….بمجرد ان صعد وتنبهت لملامحه جيداً دُهشت كثيراً من الشبه الكبير بينه وبين ابنها….لذلك حملته ذاهبه به إلي زوجها الذي دُهش هو الاخر….وتوالي شعور الدهشه علي كل من رآه….مرت ثلاثة ساعات قضاها كل من في القصر لعباً ومرحاً مع ذلك الطفل اللطيف المشاكس….إلي ان نزل ذلك الشاب الذي صعد غرفته منذ مده….وبمجرد أن رآهم مستمتعون بصحبته قال بدهشه : هوا خد عليكوا بالسرعه دي؟!…دا انا كنت فاكر اني هصحي علي صوت عييطه .
جواد بحيره : انا مش قادر استوعب الشبه اللي بينكوا ي حمزة….دا زي ما يكون انت بالظبط .
حمزة : شبهي؟!….شبهي ازاي يعني ؟!
ليلي وهي توجه ياسين بإتجاهه : معقول ما أخدتش بالك انه نسخه منك .
حمزة وهو يقترب من الطفل : ماهوا زي ما انتوا شايفين كده انا تقريباً ماعدتش بشوف من غير النضاره وبعدين ساعتها كنت هموت وانام….وعندما اصبح قُبالته اخرج نظارته وارتداها لتتضح له الرؤية كثيراً….ظل ينظر له لفتره ثم تحدث بدهشة كبيره : ايه دا ؟!….انا حقيقي مش مصدق…معقول يكون في حد شبهي اوي كده….ثم احس برغبه مُلحه لإحتضانه….فجتذبه بحركه فجائيه لأحضانه….كان يشعر بإحساس غريب تجاهه….فهناك شيئاً مُريب في هذا الطفل….لا اعرف ما يجذبني له لهذه الدرجه….وبعد مرور لحظات افلته من احضانه وحمله وجلس بجانب والده ووضعه علي قدمه….وظل يتحدث معه كما لو كان طفلاً .
———<<<<< في قصر أنس مُراد >>>>>———–
———————————————————
نجد حسناء تبكي بشده وأنس يحتضنها محاولاً تهدئتها ولكنها لا تستجيب فهي أصبحت كالمغيبه لا تري ولا تسمع….وبعد فتره ليست بالكبيره تتذكر أمر الكاميرات فتقول بدموع : الكاميرات ي أنس….تعالي نشوفهم يمكن نعرف نوصل لحاجه .
أنس : ما انا عايز اقولك كده م الاول بس انتي اللي مش راضيه تسمعي….ثم امسك يدها بحنان وذهبا لغرفة الأمن….قضيا هناك قرابة نصف الساعه ولكن لم يتوصلوا لشئ مفيد بل زاد خوفهم اكثر….فالكاميرات اظهرت انه ذهب في سياره مع شخص غريب لم يتعرفا عليه لبعد المسافه حتي انهم لم يعرفا أين ذهب….لذا حاول أنس التواصل مع اصحاب القصور القريبه من تلك الواقعه….وبعد مرور اكثر من ساعتان استطاعوا تحديد هوية ذلك الشخص ومعرفة مكان قصره….ولكم ان تتخيلوا حالة حسناء بعدما عرفت ان الشخص الذي وجد ابنها وهو الشخص ذاته التي كانت تسعي الا يراه….فقد اصابها الدوار والتصقت قدماها بالارض من هول الصدمه….يا الله لما هذا؟!….لما الحظ السئ يرافقني دوماً….كيف سأذهب الآن….فبالتأكيد سيراني ذلك الأحمق….يا اللهي لقد قلت حيلتي….فماذا انا بفاعله….مهلاً….مهلاً….ماذا تقولي يا حسناء….أماذلتي تهابي رؤيته….ألم يغيرك مرور كل تلك السنين….فحتماً كان سيأتي موعد اللقاء….وحتماً كان سيعرف بأمر ابنه….لذا فلتتشجعي وتستعيدي هدوئك وامضي وكأن شئ لم يحدث….هيا….اذهبي ي حسناء .
وسريعاً ما نجد ان حالتها قد تغيرت ولحقت بأنس الذي ابتعد عنها….لتركب السياره وهي عازمه علي تلقين ذلك الغبي درساً لن ينساه اذا حاول منعها من أخذ طفلها….هل حديثك مع ذاتك كان له كل ذلك الأثر….اذاً فلتتحدثي اليها دوماً…..فلقد حان وقت المواجهه ولينتهي معه الخوف والضعف….وبعد دقائق معدوده كانت السياره تقف أمام القصر….لتنزل هي اولا وتتقدم للامام ليلحقها الأخر ويدخلوا القصر سريعاً….وبمجرد دخولهم وجدت ياسين يلعب مع حمزة في الحديقه….لتتبدل ملامحها وجهها الجامده إلي الخوف والقلق….ولكن حاولت إخفاء شعورها وتجاهل نغزات قلبها التي أصبحت تزعجها….فهي لا تردي ماذا أصابه ذاك….وتتقدم أكثر وأكثر حتي أصبحت علي بُعد مسافه لابأس بها منهم….وهنا يلمحها ياسين ويجري نحوها ويحتضنها ليتبعه حمزة ويقوم مصافحة أنس محاولاً توضيح ما حدث….وكان يحاول تجنب النظر لتلك التي تقف جانبه رغم أن الفضول كان سيقتله ويعرف من والدته….ولكن العهد الذي قعطه علي نفسه بألا ينظر لغير صغيرته التي هجرته….منعه….أما حسناء فقد فقدت صوابها وأصبحت غير متزنه….إضافه إلي تسارع دقات قلبها بطريقه جنونيه وعدم مقدرتها علي تحريك نظرها بعيداً عنه….كانت نظراتها له واضحه لدرجه لفتت إنتباه زوجها الذي تعجب من فعلتها تلك….وبالطبع أيضاً حمزة الذي أصبح خجلاً جداً من تلك النظرات المصوبه تجاهه….وهنا قرر أن يوجه نظره لتلك المتجبحه كما نعتها في نفسه….ليتفاجأ بما رآه….أحقاً هي حسناء أم انني اتخيل كعادتي….يا الله كم اشتقت لرؤياها….كم توحشت لذلك الوجه البرئ…كم كبرتي ي صغيرتي واصبحت شابه حسناء كإسمك….وكأنه ما لبس ان رآها حتي إلتصقت عيناه بها….لا أعرف صراحةً كم من الوقت استمر حديث العيون هذا….ولكن أستطيع ان اخمن بانه كان طويلا….ليغار أنس ويحمر وجهه من الغضب ويقول بحده : متشكر جداً ي استاذ حمزة….ثم امسك بيد حسناء بقوه واكمل : بعد اذنك….ومن ثم سار بها إلي الخارج تحت نظرات ذلك المتيم بعشق تلك الصغيره….وعندما أصبحا في الخارج تحدثت حسناء بغضب : إيه ي أنس انت ماسكني كده ليه .
أنس بعصبيه : بجد مش عارفه عملتي ايه .
لم ترد حسناء وانما تركته وذهبت….اما هو فقال بصوت مرتفع : كلامنا ماخلصش ي حسناء….ثم ركب السياره .
داخل قصر السيوفي نجد حمزة لا يزال في مكانه يطالع البوابه بشرود ليقطع شروده صوت جواد وهو يقول : مين دول اللي كانوا هنا ي حمزة ؟!
حمزة بهيام : شوفتها ي جواد….كبرت وبقيت جميله اوي .
جواد بتعجب : مين دي حمزة؟!….ومالك بتتكلم ليه كده ؟!
حمزة بحزن : حسناء رجعت ي جواد ؟!
جواد بضيق : يعني هي اللي كانت هنا ؟!….ثم تذكر امر ياسين وقال بلهفه : معني كده ان ياسين ابنك ي حمزه .
حمزة ببرود ولا مبالاه : ايوه للاسف .
جواد باستغراب : للاسف ليه….انت زعلان عشان طلع ليك ابن ؟!
حمزة بحزن مكنون : تفتكر يعني هكون سعيد بإن عندي ابن مايعرفنيش….وبيقول بابا لحد تاني….ثم تغيرت نبرة صوته الي نبره مهزوزه : انا اه مانسيتهاش وعمرها ماغابت عن تفكيري بس كنت اتعودت علي غيابها خلاص….ليه رجعت دلوقتي….ليه….انا عارف ان ربنا بيعاقبني ع اللي عملته فيها….بس انا والله تعبت….وما عدتش عندي طاقه اكمل….انا اذيتها كتير اوي….فا دلوقتي مش هرجع أأزيها بإني آخد ابنها….انا عايز ابقي اشوفه علي طول ومش هضايقها خالص بوجودي….قولها كده ي جواد….روحلها بيتها قولها….انا مش عايز ابقي لوحدي تاني .
جواد بحزن علي حالة أخيه : حاضر ي حمزة….بس عشان خاطري ماتقولش كده….انت مش لوحدك….احنا كلنا معاك وحواليك….وهنفضل جنبك .
حمزة بقهر : ماهو للأسف برغم وجدكوا الا اني حاسس اني لوحدي….حسناء لما مشيت خدت مني كل حاجه حلوه ف حياتي…..وانا عارف ان عمرها ماهترجعلي….ثم تركه وذهب .
كان جواد يكاد يبكي علي حالة أخيه تلك….فهو يشعر بالألم والانكسار في كل كلمه ينطقها….وارتجف قلبه خوفاً من أن يعود له ذلك المرض اللعين….فقد حذرهم الطبيب من دخوله في نوبة اكتئاب مرة أخري ومن الآثار السلبيه التي ستتبعها…..لذا قرر ان يعرف مكانها ويذهب للحديث معها غداً محاولاً ايجاد حل يُرضي جميع الاطراف .
———-<<<<< في قصر أنس مُراد >>>>>———-
———————————————————
نجد أنس وحسناء يجلسان في غرفة المكتب في صمت ليقطعه أنس قائلاً : حسناء….انا بكلمك بكل هدوء اهو ومن غير عصبيه….ممكن اعرف مين الراجل دا….وليه كنتي بتبصيله كده .
حسناء ببكاء : انا مش عارفه ليه ضعفت قدامه ونسيت كل اللي عمله….ليه كان رد فعلي كده….ليه كنت حاسه ان قلبي هيقف لما شوفته….وده مش معناه اني هرجعله….انا خايفه بس لياخد ابني مني….عشان خاطري ي أنس اتصرف ورجعنا مكان ماجينا….انا مش عايزاه ياخده مني .
أنس بهدوء : اهدي كده ي حسناء عشان نعرف نتكلم ثم اعطاها كاسة عصير لترتشف منها بضع قطرات ليكمل كلامه بنفس الهدوء : يعني حمزة اللي قابلناه هناك دا طليقك اللي كنتي رافضه تحكيلي عنه اي حاجه….بصي ي حسناء….فكرة انك ترجعي دبي تاني مش حل….هوا خلاص عرف بموضوع ابنه فا مافيش
فايده من هروبك….لازم تواجهيه وتتكلموا مع بعض وتعيدوا حسابتكوا….ابنكوا ذنبه ايه يعيش من غير اب….فكري بعقل شويه ي حسناء….وبعدين انتي فاكره لما تاخدي ياسين وتمشي انتي كده هتنهي الموضوع…..لا بالعكس دا انتي بتزوديه اكتر….لان ساعتها هوا مش هيسكت وهيرفع قضيه ويقلب الدنيا….فعشان كده حاولوا تحلوا الموضوع بينكوا عشان ابنكوا والمشاكل اللي هتعيشوه فيها .
حسناء بدموع : بس انا مش بحبه….مش عايزه ارجعله….مش عايزه اعيش معاه تاني .
أنس بمزاح : مابتحبهوش برضو….دا انتي ماشلتيش عينك من عليه ساعت ماشوفيه….دا انا كنت حاسس انك هتاخديه بالحضن….ي شيخه قولي كلام غير دا .
حسناء بإحراج : بجد ؟!….كان باين عليا للدرجادي ؟!
أنس بالإبتسامه : ايوه جداً….وهوا كمان شكله بيحبك اوي ي حسناء .
حسناء : بس انت ماتعرفوش ي أنس….حمزة مابيتفاهمش….ومش هيرضي يسيبهولي .
أنس : هنحاول ي ستي مش هنخسر حاجه….وبعدين انا حاسك ظلماه….لان شكله مايديش خلاص انه واحد بتاع مشاكل .
حسناء باستنكار : ظلماه؟!….ومش بتاع مشاكل؟!….دا انا ماحدش ظلمني وعملي مشاكل قده….اسكت ي أنس عشان خاطري ماتفكرنيش بأيام مش عايزه افتكرها….دا انا شوفت معاه اسود ايام حياتي….شخص قاسي ومتحكم وطباعه صعبه….وحقيقي فعلاً مايتعاشرش….وسكتت قليلاً لتطلق تنهيده معبره بها عن ألمها واكملت : بس برغم كل دا حبيته للاسف….ولسه بخاف منه لحد دلوقتي….كل السنين اللي فاتت دي ماقدرتش تغير فيا حاجه….وف اللحظه اللي عرفت فيها انه لقي ياسين حاولت ابقي قويه….بس للاسف اول ماشوفته….رجعت حسناء بتاعت زمان تاني….لسه ذكريات الايام الوحشه دي مش عايزه تتنسي….حاولت كتير بس ماعرفتش….ولما جينا مصر زاد خوفي منه…..لان كل حاجه بقيت بتفكرني بيه وباللي عمله فيا….وبدات اخاف لياخد ياسين….ثم اجهشت بالبكاء وقالت : أنا والله بحبه بس مش عارفه عمل كده ليه….حتي ماسبليش حاجه كويسه تخليني اسامحه .
فيحتضنها أنس ويحاول تهدئتها ويقول : اهدي عشان خاطري ي حسناء….انا مابستحملش اشوفك بتعيطي….كل حاجه هتتحل بإذن الله….انا مش هسيبك

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصبحت خادمة لزوجي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى