روايات

رواية ضحايا الماضي الفصل الثاني 2 بقلم شهد الشورى

رواية ضحايا الماضي الفصل الثاني 2 بقلم شهد الشورى

رواية ضحايا الماضي الجزء الثاني

رواية ضحايا الماضي البارت الثاني

رواية ضحايا الماضي الحلقة الثانية

في صباح اليوم التالي
بفيلا الأدم استيقظ الخمسة و كعادتهم كل صباح يمارسون الرياضة و بعدها يؤدي كلاً منهم فرضه و يستعدوا للذهاب لأعمالهم لكن اليوم غير !!!
تعالى رنين جرس المنزل ذهبت فرح لكي تفتح و ما ان فتحت تفاجأت بعد كبير من الناس ليقول رجل يبدوا انه بأواخر الخمسين من عمره :
عايزين نقابل أدم او أي حد من اخواته لو موجودين
اومأت له قائلة :
كلهم موجودين مين حضراتكم
– قوليلهم جمال العمري !!
اومأت له قائلة بتهذيب :
حاضر اتفضلوا
ادخلتهم الصالون الذي يوجد أمام الدرج الذي يصل للطابق الثاني و عندما جاءت لتصعد فرح حتى تخبرهم بالضيوف وجدت حياة تنزل الدرج تعبث بهاتفها و خلفها ينزل أمير الذي كان مشغول بطي أكمام قميصه لكن ما ان وقعت أعين الاثنان عليهم تصنم كلاهما بمكانه !!!!!
فرح بهدوء :
حضراتهم كانوا بيسألوا عليكم

 

 

لم يجيب عليها أحد لتستشعر هي حرب النظرات بين الجميع غادرت الغرفة بهدوء دون حديث اقتربت سعاد من حياة التي كانت تقف أمام أمير لكي تحتضنها بسعادة و دموع لكن الأخرى ابتعدت للخلف عدة خطوات ما ان اقتربت منها و كأنها وباء سيصيبها قائلة بهدوء يسبق العاصفة :
بـره !!!
ما قالته لم يستغرب منه أحد فهو شيء متوقع لكن نظراتها المشمئزة التي تصوبها على الجميع أثارت غضب البعض و كان هو أكثرهم
ليأتي من الخلف صوت أدم و هو ينزل الدرج و خلفه أوس و ريان قائلاً بسخرية :
تؤ تؤ….كان نفسي اقولكم نورتوا البيت بس اللي زيكم يضلموا اي مكان يدخلوه بإستثناء البعض طبعًا لأني مش باخد حد بذنب حد
قال الأخيرة و هو يصوب نظرات سخرية حيث يوسف الذي بادله نظرات سخرية مماثلة
سعاد بدموع و حزن :
يا بني انا بس كنت حابة اشوفكم انا حاولت زمان اشوفكم بس…….
قاطعها أوس قائلاً بسخرية و قسوة :
بس زهقتي…مليتي….انتي اصلا محاولتيش زمان انتي اللي عملتيه زمان انك قولتي اعمل اللي عليا كأنك مصدقتي و اتخلصتي منا يا سعاد هانم
تدخلت ثريا بالحديث قائلة و بسخرية :
عندها حق لما تصدق تتخلص منكم كفاية العار اللي امكم ماتت بيه ده كفيل يخلي أي حد يتكسف يقرب من اي شئ يخصها و لا ايه
حياة بسخرية و لولا يد شقيقها ريان التي منعتها من ان تذهب و تزهق روحها في الحال :
والله هو لو هيبقى فيه عار بجد يخلي اي حد يتكسف يقرب منه فعيلة العمري تبقى اكبر عار
تدخل محسن بالحديث قائلاً بسخرية :

 

 

اظن مفيش عار اكتر من ان الزوجة تبقى خاينة و مقضياها مع كل واحد شوية ما…
لم يكد يكمل حديثه لتخترق تلك الرصاصة التي خرجت من سلاح أوس الذي فقد اعصابه بعد استماعه لكلمات ذلك الحقير عن والدته لتصيب كتف الأخر قائلاً بغضب :
ورحمة امي ما هرحمك يا…..

بينما أمير لم يتمالك نفسه هو الاخر ليقترب من الاخر يلكمه بقوة اوقعته ارضًا يصرخ من الألم تدخل ادم و ريان كلاهما يبعد اوس الذي انضم لأمير منهالين على الآخر بالكدمات بينما حياة توقفت مكانها تنظر لثريا التي استطاعت ان ترى حياة الخوف بعيناها بكل سهولة
يوسف بغضب و حدة :
ايه شغل الهمج ده…صحيح متربتوش
أمير بسخرية و قسوة :
مش جايبينه من بره ده حتى في مثل بيقول اللي بيته من ازاز يا يوسف باشا
تبادل يوسف النظرات الغاضبة مع أبنائه بينما إلياس و مازن شقيقه الأصغر قاموا بأسعاف محسن الذي فقد وعيه على الفور اقتربت سعاد منهم قائلة برجاء و دموع :
عشان خاطري كفاية….سامحوني
ادم بقسوة تعلمها هو و اخوانها منهم :
ملكيش خاطر يا سعاد هانم و الباب دخلتوا منه ياريت تخرجوا منه ولاد ليلى الجارحي مش بيرحبوا بأي حد من اللي قتلوا أمهم
ريان بهدوء :
ياريت تتفضلوا تمشوا انتوا مش مرحب بيكم هنا
بينما ادم تابع بسخرية :
نصيحة مني الحقوا استمتعوا بشوية هدوء الايام دي لان بعد كده مش هتلاقوه
غادر الجميع خلف مازن و إلياس و الغضب يسيطر على بعضهم و الحزن على البعض الاخر بينما تلك الجميلة كانت تقف بجانبهم و عيناها لم تفارق النظر لذلك الذي خطف قلبها منذ سنوات طوال
حبيب طفولتها و مراهقتها تتساءل هل لازال يتذكرها ام نساها و الأسوأ هل أصبح يكرهها مثلما يكره عائلتها بأكملها !!!
بعد أن غادر الجميع أوس بجدية و الخمسة يتبادلون النظرات بغموض :
اظن لازم ناخد الخطوة التانية بسرعة !!!
……….

 

 

كان الخمسة مجتمعين على مائدة الطعام مساءًا يتناولون طعام العشاء سويًا كما اعتادوا في صمت قطعته رحمة المربية الخاصة لهم منذ الصغر :
ادم يا بني كنت عاوزة اطلب منك طلب
ادم بجدية و احترام :
اتفضلي تحت امرك
رحمة بحزن :
اختي زي ما انت عارف اتوفت و كان عايش معاها بنتي نوران و بنت اختي الله يرحمها كمان انا خايفة عليهم من العيشة لوحدهم في شقة بعيد عني كنت عاوزة اجيبهم يعيشوا معايا هنا….مش هنعمل اي ازعاج خالص و…..
عاتبتها حياة قائلة بعتاب :
ايه اللي بتقوليه ده بس يا داده ازعاج ايه دول ينورا البيت….ده بيتك زي ما هو بيتنا بالظبط تجيبي فيه اللي انت عوزاه
أمير و هو يقبل يدها قائلاً بمرح و غزل :
انتي صاحبة البيت يا قمر و احنا ضيوف عندك يا جميل انت
ضحكت رحمة بسعادة قائلة :
متحرمش منكم يا ولاد تعيشوا يا ولاد الأصول
ادم بابتسامة :
شوفي اليوم اللي هيجوا فيه و انا ابعت السواق يجيبهم لحد هنا
ابتسمت بسعادة مربتة على كتفه قائلة :
تسلم يا غالي يا بن الغالية
ابتسم الخمسة بحزن عند ذكر والدتهم الحبيبة لتخبره رحمة بإنهم سيأتوا بعد غد
اومأ لها ادم بصمت قبل أن تغادر بينما بنفس اللحظة وصلت رسالة لهاتف أوس ما ان فتحها ابتسم لهم قائلاً بمكر :
حصل
ابتسم الجميع بمكر كلاً منهم يتخيل ردة فعل الجميع على ما سيحدث غدًا !!!!

 

 

……….
مر يومان دون أحداث تذكر سوى خروج محسن من المستشفى و تراجع عن رغبته بتقديم بلاغ ضد أوس لمحاولة قتله بأمر من سعاد و جمال
اما يوسف فهو منذ أن عاد ذلك اليوم و هو دائم الشرود يشعر بالذنب تجاههم و بنفس الوقت يشعر بالغضب من ذاته لشعوره هذا
كان الجميع يجلسون ببهو القصر فاليوم هو عطلة للجميع ليتفاجأ كلاً منهم بدخول ادم المفاجأ للقصر بينما يسير خلفه إخوانه و عدد من الحراس يسير خلفهم انتفض يوسف قائلاً بغضب :
مين دخلكم هنا….اطلعوا بره
ادم ببرود و سخرية :
والله لو حد المفروض يطرد التاني فيبقى انا يا يوسف يا عمري
إلياس بغضب :
انت بتقول ايه اتلكم عدل و وضح كلامك يا أما تتفضل تطلع بره
ادم بسخرية :
هقولك بردو نفس الكلام اللي قولته لعمك محدش من حقه يقول مين اللي يفضل و مين اللي يمشي في البيت ده غير شخص واحد بس انا…ادم الجارحي
قال الأخيرة و هو يشدد على اسم عائلة والدته ليوضح للجميع و بالأخص ذلك الذي تخلى عنهم قديمًا انه يشعر بالنفور من اسمه و اسم عائلته
تابع أمير بسخرية :
قصر عيلة العمري مالكه واحد بس ادم !!
تدخل محسن قائلاً بغضب :
انت اتجننت قصر عيلة العمري متسجل باسم الابن الأكبر لكمال العمري ازاي بقى اخوك بيملكه و لا انتوا جاين تنصبوا و مش مكفيكم اللي عملته….
قاطعه اوس قائلاً بغضب و قوة :
الرصاصة المرة الجاية كانت في دراعك المرة الجاية هتبقى في نص راسك لو ما حطتش لسانك جوه بوقك و فضلت قاعد زي الكرسي اللي قاعد عليه

 

 

ثريا بغضب و حدة :
ايه قلة الذوق دي انتوا فعلا ناقصين تربية زي اللي خلفتكم و اللي متستاهلش حتى اجيب سيرتها على لساني
اقتربت منها حياة بهدوء بث الرعب بداخلها حتى وقفت أمامها مباشرة قائلة :
في حاجة ليكي عندي من زمان و اظن جيه الوقت عشان تاخديها يا ثريا
ثريا بتوتر و خوف :
حاجة ايه !!!
بلحظة كانت ثريا تسقط على الاريكة من خلقها بعدما هوت حياة بكف يدها على صدغها بصفعة قوية قاسية تمنت ان تنهال بعدها عليها بالمزيد لكنها تحمت بذاتها قائلة بقوة :
القلم ده انا و انتي عارفين انا خدته منك امتى و اهو بيتردلك يا ثريا و لسه الباقي كله هيتردلك و قريب
يوسف بغضب مقتربًا منها يرفع يدها لكي يصفعها قائلاً بغضب :
انت قليلة الادب ازاي ترفعي ايدك عليها
لكن يد ادم كانت الأسبق و مسكت يده مانعًا اياه من صفع شقيقته قائلاً بقوة :
لسه متخلقش اللي يرفع ايده على حياة الجارحي طول ما أخواتها موجودين على وش الدنيا
قالها ثم ترك يد يوسف ببرود ليتابع ادم بقوة و هو يأخذ بعض الأوراق من يد احد رجاله :
ده ورق يثبت ملكيتي للقصر و مش مزور و الامضى اللي عليه مش مزورة و لا حاجة تقدر ترفع قضية و تتأكد و تعمل كل اللي انت عاوزه
اختطف يوسف الورق منه بعنف لتشتعل عيناه بغضب شديد و لا يعرف كيف وقع تلك الأوراق و كيف جاءت امضته عليها أوس بسخرية :
اتأكدت يا يوسف باشا
نظر يوسف لهم بغضب و إلياس كان يتابع بهدوء شديد و عيناه مصوبة على والده الذي لم يتفاجأ مثل الباقين و كان هو الوحيد الذي لاحظ هذا الشئ فهو حتى الآن لم يغضب لم يثور و لم يتكلم
ادم بسخرية :
يعني حضراتكم دلوقتي قاعدين في قصري
تدخل مازن قائلاً بغضب :
ده نصب و احتيال
ادم ببرود :
اه نصب و احتيال

 

 

مازن بغضب :
ايه البجاحة دي انا مشوفتش كده
جمال بصرامة مشيرًا لأبنه بأن يصمت :
مازن
زفر مازن بضيق و الغضب يتملكه من طريقة الخمسة التي تشعل الغضب بأي شخص
إلياس ببرود :
عايزين ايه من الاخر
ادم بسخرية :
الأكيد انه مش خير كل اللي هنعمله ان احنا الخمسة هنعصر على نفسنا لمونة و هنعيش هنا فترة صغيرة….بس طبعا بقواعد خاصة بينا
إلياس ببرود :
اللي هي ايه بقى ان شاء الله
أوس ببرود :
هتعرفها بعدين مش دلوقتي
أمير ببرود :
الأوض الفاضية اللي هنا فين
فرحة زوجة جمال بابتسامة :
فوق هوصلكم بنفسي
ابتسم لها الخمسة بصفاء و حب فهم لم ينسوا صداقتها بوالدتهم و علاقتها الطيبة معها بل و ايضًا دفاعها عنها و عدم تصديق لأي حديث ذكر بحق والدتهم الحبيبة بل و ايضًا لم تنساهم و ظلت تتسأل عنهم حتى سافر الخمسة للخارج و بعدها لم يعد يتواصلون معها
تعجب الجميع من تغير نظراتهم لفرحة و ابتسامتهم لها قبل أن يصعد ادم الدرج همس بصوت خفيض لمحسن و ثريا فكان الاثنان يقفان بجانب بعضهم :
We are back !!!
توسعت اعين الاثنان بصدمة و هنا علموا من قام بذلك الحريق و هنا علم الاثنان ان القادم سيكون أسوأ !!!!
………..

 

 

مساءًا نزلت حياة بهدوء لحديقة القصر الذي لم تدخله منذ خمسة عشر عامًا لم تتغير كثيرًا ببطئ اقتربت من تلك المنطقة تحديدًا و القريبة من باب القصر الداخلي ثم جلست ارضًا تتحس ذلك المكان بيدها و هي تبتسم هنا اخر مرة رأت والدتها و هي تبتسم اغمضت عيناها بحزن و هي تتذكر ما حدث هنا و بذلك اليوم الذي تغيرت حياتهم رأسًا على عقب
Flash Backp
كانت تجلس هي و والدتها بحديقة القصر و يحاوطها ألعابها الكثيرة التي دائمًا ما كان يغرقها بها والدها الحنون لاحظت والدتها التي تجلس شاردة حزينة اقتربت من والدتها قائلة ببراءة و قد كانت حينها في الخامسة و النصف من عمرها تقريبًا :
مالك يا مامي زعلانه ليه
ابتسمت ليلى لها مقبلة وحنتها قائلة بحنان :
مفيش يا حبيبتي
حياة بنفي و غضب طفولي :
لأ انتي زعلانة بسبب الست اللي بابي جابها تعيش معانا و كل شوية بتضايقك
كادت ان ترد عليها لكن قاطعها صوت بغيض تمقته و بشدة قائلاً :
ازيك يا مدام ليلى
ليلى لحياة بابتسامة حنونة :
روحي كملي لعب يا حبيبتي
اومأت حياة لها و هي تبعد يد محسن التي تداعب وجنتها بسماجة التفتت ليلى قائلة له بضيق :
خير يا استاذ محسن حضرتك محتاج حاجه
محسن بمكر قبل أن يخرج زجاجة صغيرة و بلحظة قام ينثر منها رزاز على وجهها لتسقط فاقدة للوعي بين يديه بينما الصغيرة كانت تعطيهم ظهرها و لم تنتبه لما يحدث :
عايزك انتي يا قمر
بعد أن تقدم بضع خطوات من باب القصر الداخلي انتبهت حياة له و هو يحمل والدتها الفاقدة للوعي لكن توقفت عندما شاهدت زوجة والدها البغيضة التي تمقتها بشدة تعجبت من وجودها فمن المفترض انه لا يوجد أحد بالقصر قبل أن تقترب منهم أستمعت لمحسن قائلاً بمكر و وقاحة و هو ينظر لجسد والدتها بنظرات غير بريئة بالمرة :
خدرتها يا ثريا هطلعها فوق و انتي تعالي ورايا انتي و الراجل اللي بره ده مع اني كان نفسي اتولى انا المهمة الرائعة دي
ثريا بضيق :

 

 

مش وقته أنجز بسرعة قبل ما يرجعوا
صعد بها محسن لأعلى لتقوم ثريا بتجريدها من ملابسها سريعًا ثم دثرتها بالفراش و هي فاقدة للوعي لا حول لها و لا قوة بينما تلك الصغيرة ما ان صعدت الدرج خلفهم و شاهدت ما يفعلوه بوالدتها صرخت قائلة بغضب طفولي هي لم تستوعب و لا تفهم ما يحدث خاصة بعمرها الصغير لكنها شعرت بأن ما يفعلوه بوالدتها ليست بجيد أبدًا :
انتوا بتعملوا ايه في مامي
انتفضت ثريا بخوف قائلة بغضب لمحسن :
انت مخدرتهاش
محسن بضيق :
نسيت خالص
أطلقت سباب لاذع من بين شفتيها قبل أن تجذب الصغيرة من يدها قائلة بحدة :
عارفة لو قولتي لحد ع اللي شوفتيه ده يا بت انتي وشرفي لأخليكي تحصلي امك
تحركت الصغيرة بعنف تحاول أبعاد يد تلك الحقيرة عنها لكنها صرخت بألم و انفجرت باكية عندما صفعتها تلك الحقيرة بقسوك لعلها تكف عن الحركة جذبها محسن من يدها بعنف و هو يكمم فمها قائلاً بسرعة :
نادي ع الراجل اللي تحت بسرعة خلينا نخلص
هما على وصول
بالفعل صعد الرجل و كما اتفق مع الاثنان استلقى على الفراش بجانب ليلى التي لازالت فاقدة للوعي
لتقول ثريا بمكر و شماتة :
كده يوسف هيصدق انها بتخونه واكيد هيقتلها
محسن بسخرية غير مبالي بتلك الصغيرة التي تستمع لكل شيء :
يوسف ده أكبر غبي شوفته في حياتي تفتكري هيعمل ايه لما يعرف ان الخاين اللي بجد هو انتي و اني مش اخوكي
ثريا بحدة :
اخرس خالص لحد يسمعك خلينا نمشي بسرعه زمانهم على وصول
حياة ببكاء بعد أن ابعد محسن يده عن فمها
حتى لا تصرخ :
انتوا بتعملوا ايه في مامي انا هقول لبابي عليكم
سمع محسن و ثريا أصوات تأتي من الأسفل ليركض الاثنان مختبئين بمكان يتيح لهم رؤية ما يحدث دون أن يراهم يوسف كان محسن يكمم فم حياة بقوة متحكم بها حتى لا تصدر اي صوت بينما ثريا تراقب بلهفة ما سيحدث خاصة بعدما رأت ليلى بدأت تستعيد وعيها قليلاً
دخل يوسف الغرفه و ترك أبنائه بالأسفل بعدما عادوا من زيارة قبر والده الراحل ثم صعد الى غرفته يبحث عن زوجته حتى يعتذر منها عما فعله
لكن تصنم جسده و صدم مما رأى زوجته برفقة رجل أخر و على فراشه لحظات و افيق من صدمته ثم انقض على الرجل الذي بجانبه ينهال عليه بالعديد و العديد من اللكمات لكن الاخر استطاع ان يخلص نفسه بصعوبة و فر هاربًا بينما هو توجه إلى ليلى يصفعها عدة. صفعات غير منتبه لحالة التيه التي هي بها بقى يصفعها بقوة و هو يسبها بأسوأ الألفاظ ركلات و لكمات لم يرحمها أبدًا اما تلك الصغيرة كانت ترتجف بخوف بين يدي ذلك الحقير الذي لا يزال يكبلها و هو ينظر لما يفعله يوسف بسخرية و كذلك ثريا التي كانت تنظر لما يفعله بسعادة و شماتة

 

 

يوسف بغضب و هو يجذبها من خصلات شعرها :
خونتيني ليه يا…..ده انا ما حبتش حد زيك بس انت…..متستاهليش الحب ده و ديني لاشرب من دمك يا خاينة يا……
بأهمال وضع ذلك الاسدال على جسدها العاري ثم قام بجرها على الدرج حتى الأسفل بدون شفقة ركض إليها أبنائها يتفحصون والدتهم التي كانت بحالة يرثى لها و الدماء تغرق جسدها و وجها بأكمله
كانت حياة تسمع كل ذلك لكنها لم تستطيع الصراخ او ان تركض لوالدتها بسبب ذلك الحقير الذي يكبلها بقوة و يكمم فمها تحركت بعنف و هي تركل بقدمها في الهواء ثم بحلظة فتحت فمها و قامت بدب أسنانها الصغيرة بكف يده الذي يضعه على شفتيها ليفلتها الأخر متالمًا لتركض الأخرى سريعًا قبل أن يلحق احد من الاثنان لها نزلت للأسفل حيث والدتها تبكي بقوة
يعاد بغضب و هي تنظر ليوسف :
في ايه ازاي تمد ايدك على مراتك كده انت
اتجننت يا يوسف
يوسف بغضب جحيمي :
بن….كانت مع عشيقها في اوضة نومي و على سريري ال….بتخون يوسف العمري
بوقت واحد صرخ شقيقه و زوجته و والدته :
مستحيل
يوسف بحدة و غضب و هو يركلها بجانبها :
انا لسه شايفها هنا وهي في حضن الزباله فوق بس اب…..هرب و رحمة ابويا لأجيبه لو في آخر الدنيا
ليلى ألم لا يحتمل و لازالت لا تفهم ما يحدث :
مظ..ل…ومة
يوسف بقسوة و هو يجذبها من خصلات شعرها لخارج القصر و أبنائها يركضون خلفها :
اخرسي يا…..هتكدبيني و انا شايفك بعيني
حاول الجميع تخليصها من بين يديه بكم دون فائدة توجه لباب القصر الخارجي المواجه للطريق السريع ثم دفعها ارضًا لتقف هي بصعوبة و جسدها يترنج يمينًا و يسارًا لتأتي سيارة مسرعة من الخلف لتصدمها بقوة لتقع غارقة في دمائها ركض الجميع بها سريعًا تحت نظرات سعيدة متشفية من ثريا و محسن و لكن الخوف ايضًا متملك منهم بسبب ما سمعته تلك الصغيرة
حملها جمال سريعًا للمستشفى بعدما قام بقياس نبضها ليجده ضعيف جدا اما عنه مصدوم هذا حاله الآن……علم الجميع ما يحدث و جاءت عائلتها للمستشفى بعد معرفتهم بأنها تعرضت لحادث
.
.
بعد وقت طويل
– احنا عملنا اللي علينا بس للأسف الحادثه كانت جامده مقدرناش ننقذها هي و الجنين…البقاء لله
قالها الطبيب بأسف ثم غادر تزامنًا مع صراخ والدتها الذي يمزق القلوب و بكاء أبنائها
الجميع خيم عليهم الحزن عداهم كلاهما استمع للخبر من هنا ثم تبادلوا النظرات بخبث و مكر لنجاح خطتهم نظرات التقطتها أعين تلك الصغيرة التي كانت تناظرهم بغل و غضب لا يتناسب مع عمرها
وقعت عيناها على والدها ايضًا….والدها الذي منذ ساعات كان لها الأب الشجاع الفارس الحنون اما الآن لا تراه سوا قاتل والدتها بغضب طفولي و دموع تغرق وجهها الصغير اقتربت منه صارخة عليه بغضب و هي تدفعه بيدها الصغيرة بقدمه :
انا بكرهك…انت وحش انت اللي خليت ماما تبعد عني انا بكرهك
رغم ان وفاتها زلزلته من الداخل و احزنته و بشدة و لولا أن يقف بينهم و خوفه على رجولته و كرامته بعد ما فعلت لكان بكى و ركض مهرولاً حيث توجد هي و بكى و احتضنها لآخر مرة الا ان غضبه و غيرتها تحكمت به غضبه منها و تسرعه جعله قال و فعل ما سيندم عليه طوال حياته دفع الصغيرة بعيدًا عنه حتى سقطت ارضًا و انجرحت يدها صارخة بألم ليركض اخوانها إليها كل منهم يتفحصها بقلق مصدومين بكل ما يحدث حياتهم أصبحت رأس على عقب بيوم و ليلة

 

 

لكن ما حطم قلوبهم ايضًا و جعلها تنشطر لنصفين كلمات والدهم الغاضبة التي لم يكن احدًا منهم يتوقعها خاصة بهكذا موقف رغم صغر سنهم الا ان تلك الكلمات حفرت بقلوبهم لن و لم ينساها الخمسة أبدًا :
دول مش ولادي انا مش عاوز اشوفهم كفايه اني كل ما هشوفهم هيفكروني بخيانتها انا مش عايزهم اي يضمني ان هما ولادي ما هي خاينة و اكيد مدوراها مع اكتر من واحد
نظرة خذلان و حزن رمقها به ادم اكبر ابنائه و البالغ من العمر خمسة عشر عامًا كاد قاسم ان يهجم على يوسف لكن اوقفه ادم ممسكًا بمعصمه و عيناه لازالت مثبته على والده الذي لوهلة شعر بالحزن و الندم لما قال لكن غضبه منها و من ما فعلته كان أكبر أراد أن يؤلمها حتى بعد وفاتها حتى لو كل ما سيفعله سيطول أبنائه
اقترب منه ادم قائلاً بقوة لا تناسب سنه لكنها من الآن تحديدًا اقسم ان يتحلى بها طوال حياته ليحمي اخوته بعد تخلي والدهم الصريح عنهم :
ورحمة امي اللي لسه ميتة لبكره يجي و تندم
حق امي مش هيروح هدر و لا هتنازل عنه ابدا و السنين بينا ان ما كنش دلوقتي فهيكون بعدين
اقترب منه أوس ابنه الثاني متابعًا حديث شقيقه بقوة مماثلة تعكس ما يشعر به الآن :
اللي حصل انهاردة و اللي قولته هيفضل بينا و بينك العمر كله انت اتنازلت عنا دلوقتي و طول عمرك تقولنا اللي يبيعك بيعه و احنا مش بنشتري اللي يبعنا….احنا اللي مش عاوزينك يا…يا يوسف باشا
ضم آدم أخوته لصدره بينما تلك الصغيرة دموعها تنزل بصمت و لازالت تصوب نظرات حاقدة غاضبة تجاه من كانوا سبب بمقتل والدتها نظرة لا تناسب طفلة بعمرها نظرة تعني انها ستعود يومًا و
لكن أقوى !!!
من هنا و بتلك اللحظة تحولت حياة الخمسة
مئة و ثمانون درجة بتلك اللحظة بداخل كلاً منهم كسر جزء بأعماقهم لن يعود كما كان بالسابق
Back
افيقت من شرودها بذلك الماضي الأليم و تلك الأيام التي قضتها كيف دخلت المدرسة لأول مرة بمفردها دون والديها كيف كانت تستمع لكلمات سامة بحق والدتها من الجيران او الأقارب بسبب ثريا التي اذيعت بين الجميع أن والدتها كانت تخون والدها اغمضت عيناها و فتحتها عدة مرات حتى لا تسمح لدموعها بالسقوط كم تكره ذلك القصر و كل من بداخله ليس بهين أبدًا عليها ان تعيش بنفس المكان التي طردت منه هي و الدتها و اخوانها منذ سنوات بل و قتلت والدتها فيه كانت شاردة و لم تنتبه لذلك الذي يقف بشرفة غرفته يراقبها بشرود فضول حزن اشياء كثير يشعر بها نحوها
……….
في صباح يوم جديد كان الجميع مجتمعين على طاولة الطعام كلاً منهم يتناول الإفطار بذهن شارد نزل الخمسة للأسفل بهيبة و وقار بث الرعب بداخل ثريا و محسن الذين رغم القوة التي يظهرونها إلا أن بداخلهم يرتعد من الخوف من القادم
سعاد بلهفة و هي تشاهد الخمسة متجهين للخروج فقد كانت السفرة متصلة ببهو القصر و تطل على الصالون الكبير :
استنوا يا ولاد تعالوا افطروا
نظرت لها حياة بسخرية و بداخلها مندهشة مما تقول كيف لها أن تتعامل هكذا بكل بساطة و كأنها لم تتخلى عنهم مثل ابنها منذ سنوات تجاهل الخمسة الرد عليها ليقول ادم بقوة :
الخدامين فضوا أوضتين من اوض الخدم قبل المغرب تكون ثريا هانم و اخوها ناقلين حاجتهم هناك
محسن بغضب :
انت اكيد اتجننت
ثريا بغضب مماثل :
اوض خدم ايه اللي عايزني انقل حاجتي فيها جرا لعقلك حاجة

 

 

يوسف بغضب و هو يقف أمامهم :
انا صبري بيه حدود بلاش اوريكم الوش التاني و اللعب هيبقى بقسوة فعلا و هتكووا خسرانين
خرج ريان عن هدوءه و اتخاذه دور المستمع لوقت طويل قائلاً بسخرية مريرة :
كل وشوش يوسف العمري شوفناها من زمان و عارفينها و خافظينها صم اما القسوة فاحنا اتعلمناها منك يا يوسف باشا و انت كنت استاذ فيها
نظر له يوسف للحظات بصمت قبل أن
يقول بغضب :
مراتي مش هتنزل اوض الخدامين و اخبطوا راسكم في الحيط
أوس بتحدي :
مراتك هتنزل اوض الخدامين و لو عندك اعتراض تقدر تنزل معاها مش هنقولك لأ
سارة بغضب :
مامي مش هتعمل اللي بتقوله عليه و لو ع القصر اشبعوا بيه احنا هنسيبه و نمشي مش كده يا بابا
قالتها و هي تنظر ليوسف الذي
قال بتحدي و حنان :
صح يا روح بابا
ذلك الحوار الصغير الذي دار بين الأثنان للحظات و بكلمات بسيطة شق قلب الخمسة لنصفين سبب لهم جرح غائر أخر حنون على تلك الغريبة و قاسي بلا قلب معهم
ابتسم أمير بسخرية
قائلاً بثقة و هو ينظر لثريا و محسن :
مطنش زوجتك المصون موافقة على كلامك يا يوسف باشا
نظر يوسف لثريا التي صرخت قائلة :
مش هسيب بيتي ليكم و هفضل في اوضتي و ابقى وروني هتعملوا ايه يا ولاد ليلى
أدم بقوة :
يا اوض الخدم يا تطلعوا بره القصر خالص قدامكم لحد المغرب يا تطلعوا يا تفضلوا بقواعدي

 

 

سارة بغضب :
ما تقول حاجة يا خالو انت و ماما ساكتين ليه هتفضلوا قاعدين هنا فعلا ردوا عليا
محسن بغضب :
انزلي من على وداني دلوقتي يا سارة مش فايقلك
حياة بسخرية و هي تنظر لمحسن و ثريا :
براحة عليها يا محسن دي حتى بنتك !!!
…………

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحايا الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى