روايات

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أية محمد

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أية محمد

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الجزء السابع والعشرون

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) البارت السابع والعشرون

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الحلقة السابعة والعشرون

#بعنوان…….#عاصفة_كبرياء!…..
أبعده عن أحضانه بنظرة تفحص يسودها القلق مما فعله فقال بثبات _فى أيه يا “عدي”؟ …
رفع عيناه المذهبة ببسمة تكمنها الفخر_عرفت معدن “ياسين الجارحي” ..
إبتسم “ياسين” قائلاٍ بسخرية بعدما أستقام بوقفته_يعني مفيش تحديات بينا تاني؟ ..
أجابه بعد تفكير _مش عارف بصراحة …
أزدادت بسمة “ياسين” فقال “عدي” بجدية_أنت أعظم أب فى الدنيا كلها ..
رفع يديه على كتفيه بحنان _أعظم أب عشان عندي ولد زيك يا “عدي” …
ثم قال ببسمة هادئة تسودها الراحة_دلوقتي أنا أتطمنت على العيلة أكتر من الأول …
وتركه وتوجه لمكتبه بفرحة ترفرف بعيناه التى تشبه النبع الصافي المنبث بالذهب الخالص ، ترقبه “عدي” بأهتمام ثم أكمل طريقه للأعلى بحزن على عدم فهمه “لياسين” من قبل ..خطى الدرج ليجدها تقف والبسمة تزين وجهها رغم الدمعات التى تسكن عيناها وهى تراقب مع يحدث أمامها ، أقتربت منه لتحيط وجهه بين يدها ببكاء_أخيراً يا “عدي” ..
أحتضنها “عدي” بندم قائلاٍ بحزن_متزعليش مني أنا أ…
قاطعته “آية” قائلة بفرحة _متعتذرش يا حبيبي الحمد لله أن المسافات اللي كانت بينك وبين “ياسين” أتقطعت دي فرحة عمري بجد …
قبل رأسها ويدها بوقار فمررت يدها على خصلات شعره البني ببسمة هادئة ثم توجهت للهبوط فأوقفها بأستغراب وخاصة حينما رأى بيدها ملف غريب باللون الأسود_حضرتك خارجة ؟ ..
أجابته وهى تتفحص الطريق ببسمتها الرقيقة _لا هقطع المسافات أنا كمان .
وكانت تتحدث وهى تشير بيدها على غرفة مكتب “ياسين الجارحي” فأشار إليها عدي بيديه لترفع فستانها بيديها وتنحنى بقدماها قليلاٍ كأنها ملكة التى تقبل تحيته ليبتسموا معاً والفرحة تسكن بالقلوب قبل الوجه ،هبطت متوجهة للأسفل وهى تتصنع الحزن والجدية بينما صعد “عدي” لغرفته …
**************
وضع قالب الكعك على الطاولة قائلاٍ ببسمة هادئة _عرفت أن النهاردة عيد ميلادك ….تسمحيلي أحتفل معاكِ …
ثم أغلق الضوء ليشعل الشمعات قائلاٍ بصوته الهادئ الذي يحمل دفات العشق بين طياته_ Happy birthday Nona…
وأطفئ الشموع ثم قسم الكيك بالسكين ليضع قطعتان بالأطباق ، شعل الضوء وأقترب ليجلس جوارها قائلاٍ ببسمة هادئة _ جبت التورته بالكريمة زي ما بتحبيها …
ثم أخرج علبة حمراء من جيبه ليقربها منها ،فتحها ليظهر السلاسل الفضي الذي يحمل حروف أسمها بلمعة جميلة …..خرج صوته ببسمة بسيطة_أتمنى هديتي تعجبك …
ووضعها حول عنقها برفق ليجذب يديه سريعاً بصدمة حينما رأها تفتح عيناها ببطء لتستقر نظراتها عليه ، تخشبت قدماه محله فأصبح غير قادر على الحركة ، نقلت عيناها على السلسال الذي يحيط برقبتها ببسمة رقيقة جعلته حائر أن كان ما به حقيقة أم هو مجرد خيال ذائف! …
جلس مجدداً جوارها فأغلق عيناه بقوة ثم فتحها على مهلاٍ زيادة تأكد فصرخ بعدم تصديق_مش بحلم لا ..
إبتسمت بخجل وهى تشيح بعيناها عنه فقال بفرحة_أنا مش مصدق نفسي ….
ورفع يديه يحاوط وجهها بيديه بسعادة_كل اللي حواليا كانوا مخليني فاقد الأمل أنك ترجعي …
تأملها بفرحة وعيناه تشع سعادة ،ترقب عيناها …تعبيرات وجهها بتركيز ، أفاق من رحلة عيناه المثيرة لأستكشاف أدق ملامحها فأبعد يديه سريعاً عنها قائلاٍ ببسمة صغيرة _أعذريني أتحمست ونسيت نفسي ..
ثم قال بصدراً رحب_بس قريب هتكوني ملكي أوعدك أني هطلب أيدك من “مازن” بأقرب وقت ..
ثم أسرع للجاتو وقربه منها بحماس_تقدري تأكلي؟ ..
تطلعت له بثبات فغرس الملعقة بقطعة صغيرة ليقربها من فمها فتناولت ما بيديه بخفة ليتابعها بهيام قائلاٍ بهمس يسوده الأرتباك_أكيد بحلم …
*************
بمكتب القصر …
كان يتابع بعضاً من أعماله على جهاز الحاسوب الخاص به فأذا بها تدلف للداخل بنظراتها الغامضة ،تطلع لها “ياسين” بذهول _ “آية”!! …
رمقته بنظرة مطولة ثم أقتربت لتجلس أمامه ببرود جعله بدهشة من أمرها ،رفعت يدها لتضع أمامه ملف داكن اللون يحوى عدداً من الأوراق ،
فتحه ليقرأ محتوياته بأستغراب_أيه دا؟ ..
أجابته بحدة وعيناها تتركز عليه_زي ما حضرتك شايف …غرامة مالية بمليون جنية لو خلفت بند من البنود دي ..
تطلع لها بهدوء وهو يكبت بسماته بصعوبة فوضعه على الطاولة ليعقد يديه ببعضهما بثقة _وأيه اللي هيجبرني أنفذ البنود ؟ ..
رفعت قدماها فوق الأخرى بثقة تضاهيه_حضرتك عايز تصالحني يبقي أكيد هتمضي على كل أوراق الملف دا وساعتها أفكر ..
فشل بكبت بسمته الفتاكة_أفكر …أمممم …طيب والبنود دي أيه بقى؟ ..
صفعت المكتب بيديها كأنها تخرج ما كبت لأعوام من الصمت_أول بند أن اللي حصل دا ميتكررش تاني أبداً ..تاني بند أنك تكون ليا كتاب مفتوح والتالت أنك ما ت…
قطعها بسخرية وهو يحرك الملف أمام عيناها _ودا اللي هيمنعني من كل دا! ..
أجابته ببسمة ثقة _الغرامة هى اللي هتمنعك ..
تعالت ضحكاته بعدم تصديق ليهدأ بصعوبة قائلاٍ بثبات وهو يلتقط أحد الأقلام_رصيدي كافي أني أغلط مليون مرة ..
أنكمشت ملامحها بضيق فجذبت الملف قبل أن يوقعه لتغير المبلغ لعشرون مليون جنيهاً ثم وضعته أمامه بثقة فأبتسم وأزال ما كتبته ليعدله لمليار جنيهاً ثم وقع الملف بهدوء ليضعه أمامها ببسمته المعهودة بالثقة والكبرياء ، أحتل الغضب ملامح وجهها لتلقي بالملف أرضاً مربعة ذراعيها أمام صدرها بغضب _مفيش فايدة هفضل أعاني معاك كدا لحد ما أموت وأخلص ..
نهض عن مقعده ليجذبها إليه بغضب _متكرريش الكلمة دي تاني …
رفعت عيناها لتجده قريب منها للغاية ،خفق قلبها سريعاً فشعرت بأنها ستفقد السيطرة على قلبها اللعين لتخسر معركتها كالمعتاد ولكن ليس تلك المرة ،تراجعت للخلف خطوة وعيناها تتحاشي النظر إليه فأبتسم بتسلية ، وضع يديه بجيب سرواله وعيناه تتفحصها بعشق جعل قلبها يخفق بجنون ، سرقت النظر لعيناه ذات اللون البني الساحر…..رموشه الكثيفة التى تلامس حاجبيه عن تعمد ……بسمته الصغير التى تزيد وسامته بشكل مهلك للغاية …نظراته التى تتفحصها بجنون …
أنحنى ليجذب الملف الموضوع أرضاً ببسمة سخرية _معقول ملف موقع من “ياسين الجارحي” مكانه بالأرض كدا ! …
رمقته بنظرة غاضبة فأقترب منها ببسمة مرح لا تزوره الا أمام معشوقته _على حد علمي دا عهود مهمة ولازم تحتفظي بيها يمكن لما أرجع بكلامي لو حبيت أخبي حاجة عنك ..
جذبته من بجنون لتمزقه وتلقي به أرضاً تحت أقدمه ثم جلست على الأريكة بيأس _مفيش فايدة فيك يا “ياسين” هتفضل زي مأنت …
أقترب منها ليقف أمامها ، كادت بالتباعد مجدداً ولكنه فجأها بحركة سريعة جعلها كالمقيدة بين ذراعيه ،أستند بجبينه على جبينها هامساً بعينان مغلقتان تستمدان لهفة الشوق بجنون _وحشتيني …
كبتت بسمتها بصعوبة لتقول بضيق مصطنع_بس أنت لا ..
ضيق عيناه بشك_متأكدة؟ ..
أجابته بسخرية _هى الأشباح بتوحش البني أدمين!! ..
تعالت ضحكاته الرجولية بعدم تصديق ،تأملته بعشق وضحكاته تتعالي دون توقف ، قال بصعوبة بالحديث _عندك حق ….
وضعت عيناها أرضاً بحزن فحاوط وجهها بيديه بلمسة رقيقة نقلت لها عشقٍ هزم أجيال_صدقيني مش هتكرر تاني …
تطلعت له بشك فقال بأستسلام_أسف ..
أكتفت بنظرة مبسطة له ثم أختبأت بأحضانه بأشتياق فشدد على أحتضانها بشوق طاف بهم لعالم خصص لهم ……”لياسين الجارحي” ومن ملكت أسوار قلبه!…..
**************
أسدل الليل الكحيل عباءته السوداء ليملأ العالم بظلامه الدامس …..
كانت عرضة لنظرات الجميع ،لم يشفق عليها أحد حتى وهي فى تلك الظروف القاسية ،بكائها على فراق أعز ما تملك لم يكن الشفيع لها أمام أحداً ….وضعت يدها فى محاولات فاشلة لحجب النظرات عن بطنها المنتفخة ولكنها فشلت فشل ذريع ، تنقلت الكلمات بين النساء لتقتلها بنظراتها القاتلة والتهم البشعة فصارت كلا منهن تهمس للأخرى وعيناهم متسلطة عليها ….
أنقضت ساعات العزاء كأنها أعوام مطولة ليصبح المكان خالي بها ،جلست “سارة”ً تبكي بصوتٍ مبحوح من شدة البكاء ،أنكمشت على ذاتها قائلة ببكاءٍ حارق_أنا أسفة يا ماماااا أنا أسفة يا حبيبتي ….
بكت بصوتٍ يمزق الأبدان إلي أن قررت أنهاء حياتها بذاتها ، حماسها تذكرها لنظرات النساء لها بأستقزاز فجذبت عدد من الحبوب الموجودة بعلبة من الدواء لترتشفها ببعض المياه ثم ألقت بذاتها أرضاً تبكي بقهر وأنكسار لتحتضن جنينها قائلة بصوتٍ مذبوح_أنا أسفة ….
وتركت العنان لدموعها بأنتظار موتها المحتوم لفعل ما تناولته! ….
***************
بغرفة “نور” …
قالت ببسمة تشع شر _الملف دا في أهم الصفقات اللي عمالوها …
“نسرين” بفخر_عشان تعرفي بس أني كفاءة …
“رحمة” بقلق_ما بلاش يا نور أحنا مش ناقصين بلاوي المرة اللي فاتت ربنا ستر ومتكشفناش …
“أسيل” بضيق _هتفضلي طول عمرك جبانه يا رحمة …
“رانيا” بتفكير_ أحنا نحرق الملف ونخلص…
“نسرين” بفرحة_فكرة برضو ..
“نور” بتفكير _لاا أحنا نحتفظ بيه بمكان أمين وأهو اللي منحتجهوش النهاردة نحتاجه بكرا ولا أيه يا شوشو ..
“شروق” بألم_أعملوا اللي تحبوه أنا هروح أريح شوية تعبانه أوي ..
“مليكة” بأهتمام_مالك يا شروق؟ .
أجابتها ببسمة هادئة_متقلقيش يا روحي حاجة بسيطة أنا بكرا بأذن الله هروح للدكتورة أطمن ومعايا “أسيل” عشان نشوف موضوع الحقن دا..
“أسيل” بقلق_أدعويلي يا بنات ..
رفعت “رحمة” يديها على كتفيها ببسمتها الرقيقة_ربنا هيرضيكي بأذن الله يا روحي …
أشارت لها بأمل يسرى بعيناها ، غادرت “شروق” لغرفتها لتستريح قليلاٍ فقالت نسرين بضيق _يعني هنخبيه فيين ؟ ..
“رانيا” _نور تحطه فى الخزنة بتاعتها وخلاص ..
لوت فمها بسخط_خزنة أيه يا غباااء مش بقولكم أغبية فييينك يا موجة أنتِ اللي بتفهميني معرفش رجعت بيتها ليه فى أكتر وقت محتاجها فيه …
مليكة ببسمة خبث_كلك نظر عيد ميلادها بقا وعايزة شوية خصوصية ..
تعالت ضحكاتهم لتصفق نور بيدها _ لقيتهااا ..
تطلعوا لها بأهتمام فأشارت لهم بأن يتابعوها فهبط للباب السفلي للقصر …
*************
فتح”عدي” عيناه بصعوبة فجذب قميصه ليرتديه بأهمال ،هبط للأسفل سريعاً ليجد “ياسين” يتجه للأسفل هو الأخر ..
قال بنوم وعيناه تنفتح بصعوبة_أيه الدوشة دي؟ ..
أجابه “عدي” بحدة_حضرتك بتسألني أنا ولا هتجاوبني ؟!..
كبت ضحكاته بصعوبة ليقول بثبات مصطنع_طيب أوكي تعال ننزل نشوف فى أيه ؟ ..
لم ينتظر رد فعل لسؤاله الأحمق فهبط للأسفل على الفور ….
بالأسفل …
تسللت معهن للطابق الأرضي أسفل القصر فهمست “مليكة” بخوف_الله يخربيتك يا “نور” على بيت أفكارك يعني القصر كله مفيش فيه مكان أمان نخبي فيه الملف غير المكان المخيف دا ؟؟؟…
أجابتها بغرور_لانه مش هيخطر على بالهم يا ذكاء الملف دا لو وصلهم هنروح فى داهية ..
“داليا” برعب _البت دي ناوية تموتنا بسكتة قلبية .
نسرين بصوت مرتجف_حد سمع الصوت دا؟؟
“أسيل” برعب_صوت أيه؟؟؟..
“رانيا” بصوت مرتجف_أغلب أفلام الرعب بتكون فى قبر تحت قصر أو فيلا وبيكون مسكون وبينتهي بموت الأبطال …
“رحمة” بخوف وهى تبحث عن باب الخروج_لا أنا خايفه …خرجوني من هنااا …
“نور” بسخرية_رعب ايه وافلام أيه بلاش هبل منك لها ! أنا كنت أ…
بترت كلماتها حينما انطفئ الضوء وعلى صوتٍ غريب المكان لتسرع بالصراخ_شبح ….القصر مسكوووووون شبح ….
ركضت الفتيات باكملهم للبحث عن الباب الذي دلفوا منه منذ قليل ولكن يصعب ذلك فالمكان واسع للغاية والظلام يطوف بهما ،أقترب الصوت منهما أكثر فأكثر ومعه تزداد الصراخ والعويل ….
أنفتح الضوء على مصرعيه وساد الهدوء الغرفة ففتحت الفتيات أعيناهم ببطء فى أستعداد لرؤية دمية مسكونة أو شبح يترقص أمام أعينهم ولكن كان هناك الأصعب من ذلك عين الوحش الثائر الهائمة بالغضب ولجواره ياسين وعمر وأحمد يتأملون ما يحدث بصدمة وذهول …
أسرعت إليه “أسيل” برعب _شبح يا “أحمد” ..
كيت ضحكاته بوجهه الجدي_يا راجل فين؟ ..
أشارت بعدة أتجاهات مختلفة ،أختبأت “مليكة” بأحضان “ياسين” قائلة بصعوبة بالحديث _القصر مسكون أنا سمعتهم بنفسي …
“جاسم” بسخرية _وأنا بقول كل يوم بقوم وشي كله روج ليه أتاري العفريتة بتقبلني وأنا نايم …
سلط عدي نظراته عليه ليبتلع كلماته ويقف بصمت ، هرولت “نور” إليه لتقدم له الملف بيد مرتعشة _خد مش عايزة حاجة انا عايزة أعيش …
جذب “عدي” الملف بصدمة بينما راقبها “عمر” بذهول وهى تهرول للاعلى بصراخ وكلمات غير مفهومة ….
أنطفئ الضوء مجدداً وعلى الصوت المكان فتطلع جاسم لأحمد ومن ثم لياسين ومعتز ليهمس برعب _عيب نخاف أحنا رجالة …
“جاسم” بصوتٍ خافت وهو يشدد على أحتضان “داليا” التى تناست كل ما حدث وتشبثت به به _المكان دا مقفول من أمته ؟ …
“رائد” بلهجة مرتعبة وهى يتراجع بزوجته للخلف _القصر من أيام أجداد “عتمان الجارحي” فتخيل أي حاجة
“أحمد “برعب _أنا بقول نخرج من هنا وحالا ..
كان “عدي” يقف بالمقدمة ثابت كالجبال وبالخلف يطوفونه برجفة تسري الاعين! …
تتابع الصوت بثبات فحاول “ياسين” جذبه قائلاٍ بسخرية _دول مش بشر هتهزمهم بقوتك دول أشباح ! ..
تطلع ليديه الممدودة على معصمه بغضب فجذبها “ياسين” سريعاً ليمضي بطريقه ،وقف أمام خزانة سوداء تغلفها الأتربة من الجوانب ، رفع يديه ليفتحها فتعالت الأصوات من الخلف بالا يفعلها فمنهم من خمن بوجود شبح بداخلها ومنهم من قال بأن بالداخل صندوق به سحر أسود او دمية قاتلة مثل أفلام الرعب ولكن أسوء توقعتهم ما حدث !! ..
تفاجئ بأنفتاح الخزانة فتطلع ليجد “عدي” أمام عيناه بنظرات توشك على قتله حياً جذبه خارج الخزانة ليظهر للجميع وهو يحمل بين يديه مسجل صوت به تسجيل لشبح مخيف فكان يصدر الاصوات من داخل الخزانة …
رفع حازم يديه ببسمة مصطنعه وقلبٍ يرتجف_مساء الخير يا شباب أتمنى تكونوا أستمتعوا معنا …
تطلعوا لبعضهم البعض ثم هجموا عليه باللكمات القاتلة وشاركتهن الفتيات بغضب …
************
على التراس الخارجي للقصر …
كانت تستند برأسها على كتفيه ببسمة يتشاركونها سوياً وعيناهم تتأمل محفور الذكريات بيدها ….
كانت “يارا” تحمل ألبوم من الصور التى جمعتهم منذ خطبتها حتى اليوم لتبتسم تارة وتنغمس بأحضانه تارات أخرى ، قالت ببسمة يشوبها الدلال _فاكر يا “عز” لما كنت بتعاملني وحش وكنت بتجبرني أقولك يا أبيه …
إبتسم بتذكر قائلاٍ بتذمر مصطنع_كنت مغفل أوي ..
تعالت ضحكاتها مشيرة له بتأكيد فتطلع لها بغصب _ومالك فرحانه أوي كدليه؟! ..
أجابته بعدما تركت مكانها _مكنت متصالح مع نفسك من شوية سبت دا كله وعلقت على ضحكتي ؟!…وبعدين أنت مكنتش مغفل بس كنت رخم موووت وحاجة أخر أ…
بترت باقي كلماتها حينما وضع الصور جانباً ونهض ليقترب منها ، أشار لها بسخرية وخطاه تلاحقها _وأيه؟ ..كملي ..
أشارت له بتحذير _كبرنا على فكرة الجري وكدا فأعقل يا “عز” ..
ضيق عيناه بغضب _مين اللي كبر !! ..أنتِ مبتشفيش ؟ ..أنا لسه شباب يا حبيبتي لو شايفة نفسك كدا أوكي ..
أقتربت منه بغضب فأبتسم برضا حينما أسترد جزء من حقه _مين اللي كبرت !…
تطلع لها ببسمة مكر_أنتِ ..
تملكها الغضب فتمسكت بقميصه بعصبية _أنت شايفني كدا يعني؟ ..
تاه بعيناها لدقائق فجذبها برفق لتقف أمامه ، حرر حجابها بخفة ليبعثر الهواء خصلات شعرها البني بحرية ، دفن رأسه بخصلاته الطويلة ليتسلل رائخة عبيرها إليه ، أغلقت عيناها ببسمة هادئة فرفع يديه للسماء قائلاٍ بهمس_أنا شايفك كدا …
رفعت عيناها لما يشير إليه لتجد القمر من أمامها ، لفت ذراعيها على كتفيه قائلة بأستسلام _وأنت لسه زي مأنت على فكرة بتقدر تغلبني بكلامك وأسلوبك ..
تعالت ضحكاته مشيراً لها بمرح فأبتسمت بخفة على طريقته المضحكة وتتابعته للداخل على أستحياء ..
**************
بقصر “الجارحي” …
تمدد على الفراش بملل ، تململ يميناً ويساراً بضيق فنهض والغضب يعترى ملامح وجهه ، جذب قميصه الملقي على الأريكة ثم خرج من غرفته متوجهاً لغرفتها ، صفق الباب بصوتٍ أفزعها فنهضت من نومها برعب حينما رأته يدنو منها حتى أصبح مقابل عيناها ، إبتلعت ريقها بقلق _”جاسم”! ..بتعمل أيه هنا ؟ ..
تمسك بهدوئه بصعوبة _أرجعي معايا لأوضتنا …
تمددت على فراشها بعدم مبالة به _قولتلك مش هرجع ….
حملها بين ذراعيه بسخرية_هنشوف مين هيمشي كلامه على التاني يا “داليا” ..
لكمته بغضب _نزلني ..
إبتسم وهو يتطلع ليدها التى تلكمه بصدره فتطلعت له بأستغراب من سر بسمته الغامضة فقال بلهجة ساخرة _لا وجعتيني بجد ..
وخرج من الغرفة بثبات غير عابئ بصراخها المتواصل ليضعها على فراشه ومن ثم أغلق الضوء وتمدد جوارها ليجذبها بين ذراعيه ببرود ، تطلعت له بصدمة فحاولت تحرير ذاتها من بين أحضانه ولكنها لم تستطيع فصاحت بغضب _أنت أيه معندكش دم …سبني بقولك …
أستند على جذعه ليكون مقابل لها قائلاٍ بلهجة بثت لها رعباً قابض_مشاكلنا متخرجش من الأوضة دي يا “داليا ” ودا ميمنعش أنك تزعلي وتعملي اللي تحبيه لكن متفكريش تخرجي بره الباب دا ولا بره حضني ….فاهماني ….
قالها بحدة فأشارت له كالبلهاء فتمدد وجذبها لأحضانه ليداثرها بالغطاء وهى تحاول أبعاده بلطف بعدما أستمعت للهجته ، ظل كما هو عيناه مغلقة قائلاٍ بهمس والنوم يستحوذ عليه شيئاً فشيء_نامي يا “داليا” أفضلك من اللي بفكر فيه ..
رمقته بنظرة محتقنه_أنت قليل الأدب على فكرة ..
إبتسم على كلماتها المعتادة قائلاٍ ببرود_أوكي …
إبتسمت رغماً عنها وأنصاعت للنوم بأحضانه كالمعتاد إليهم ، أغلقت عيناهت بأستسلام فقال بصوتٍ منخفض _”داليا” …
فتحت عيناها قائلة بتذمر مصطنع_أممم …
أجابها بتفحص _لسه زعلانه مني ؟ .
تطلعت له بغضب _على أساس أني كنت أتصفيت يعني ..
تأمل عيناها ببسمة مكر_مأنتِ فى حضني أهو عايزة أيه تاني ؟! ..
رمقته بغضب _بالغصب يا حبيبي ….تفرق ..
تعالت ضحكاته وهو يتأمل تعبيرات وجهها فقربها إليه قائلاٍ بخبث_بسيطة أصالحك من أول وجديد ..
******************
بغرفة “أحمد” …
بحثت عنه جوارها فلم تجده لتنهض مفزوعة من نومها ، جذبت مأزرها لترتديه على قميصها القطني القصير لتبحث عنه بالحمام الملحق بالغرفة فلم تجده ، رفعت “أسيل” هاتفها بقلق ليأتيها صوت “أحمد” على الفور قائلاٍ بهدوء _أيوا يا حبيبتي .
=أنت فين يا “أحمد” ؟ ..
أجابها بأرتباك _على الطريق مامت صديق ليا توفت النهاردة وأنا لسه عارف من شوية هروح أعزيه …
تطلعت للساعة الموضوعه جوارها بأستغراب _فى الوقت دا! .
قال بهدوء_معلش يا روحي مهو ملوش حد غيري لازم أكون جانبه ..
أجابته بحزن _ربنا يرحمها ويصبره ..
=يارب يا حبيبتي …متقلقيش مش هتأخر عليكِ …
_خلي بالك من نفسك ..
=حاضر ..مع السلامة …
وأغلق “أحمد” الهاتف ليكمل قيادة سيارته متوجهاً لمنزل “سارة” سريعاً فكأن الله أراد أن يمنحها الحياة فبعثه بهذا الوقت المتأخر من الليل لينقذها! ..
وبالفعل وصل “أحمد” لمنزلها ، طرق الباب ولكن لم يجد رداً ، رفع ساعة يديه ليرى أن الوقت متأخر للغاية فظن بأنها خالدة للنوم فهو لم يكن يعلم بوفاتها الا منذ قليل حينما تحدث إليه صديقه “طارق” وترجاه أن يكون جوار شقيقته فهي وحدة لا أقارب لها سوى والدتها المتوفه …..كاد بالرحيل بعدما يأس من أجابتها ولكنه أستمع لصوتٍ خافت يخرج بصعوبة ، أنصت أحمد جيداً ليجد صوت يحفوه الرجاء بأنقاذها ، حطم الباب سريعاً وولج للداخل يبحث عنها ليجدها تفترش الأرض ..متكورة تحتضن بطنها بألم ، أنحنى ليكون على مستواها فوجد جوارها علبة من الدواء الفارغة ، تأملها بصدمة ليصيح بغضب _ ليييه يا “سارة” لييه؟ ..
فهمست بضعف ودموع لأنقاذها_أنقذ بنتي يا “أحمد” أرجوك …
حملها وأسرع لسيارته ليخرج هاتفه على عجل ليقص ما حدث بأحترام يليق بمن يتحدث معه ….وصل للمشفي بعد عدة دقائق ليحملها للداخل مجدداً فألتقتطها منه الممرضة بسرير متحرك لغرفة العمليات فتبقي بالخارج بخوف وأرتباك …
******************
تخفى الليل خلف الستار وطلت الشمس بأشعتها المذهبة لتعلن عن يوماً محتوم ! …
بغرفة “ياسين” …
نهض عن فراشه بقلق فجذب ساعة يديه الموضوعه على الكوماد ، أسرع لخزانته ليخرج ملابسه أستعداداً للذهاب للمقر ، وقف أمام المرآة ليصفف شعره الغزير بنظرات لا تخلوها الثقة ، تأمل المرآة بذهول حينما وجد طيفها يأتي من خلف الستار …
أستدار يتأملها بنظرات ذهول قائلاٍ بهدوء_”مليكة” ..
رفعت الستار لتكون فى مقابله ليلمح نظرات الخوف بعيناها ، ما أن رأته حتى تخبأت خلفه مجدداً فأزاحه بأستغراب_واقفة عندك كدليه ؟ ..
أشارت له على الكوماد بصمت فنقل نظراته بأستغراب مما يحدث لها ليجد حاسوبه محطم وموضوع على الكوماد الذي تشير له ، أستدار بوجهه مجدداً ليجدها جذبت الستار وتخبأت خلفه مجدداً بخوف ، كبت بسمته بخرافية ليشيح الستار عنها فقالت بخوف _وقع غصب عني والله ……
جذبها برفق لتقف أمامه قائلاٍ بهدوء_طب وخايفة ليه مدام دي الحقيقة؟ ..
زمت فمها بسخط _مأنا قولت بقى عشان العدواة اللي بينا بالمكتب عقلك هيفكر حاجة تانية مثلا ..
إبتسم مشيراً لها بعدم تصديق _مفيش فايدة فيكِ هتفضلي زي مأنتِ …
رفعت يدها بغضب _على فكرة نفسي اللي مش عجباك دي بفتخر بيها أكتر من مرة..
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث _والسبب؟ ..
أجابته بغرور _الأول أني زوجة” ياسين يحيي الجارحي” والتاني ودا الاهم أني بنت “ياسين الجارحي”….يعني خاف مني ..
جذب حقيبته وهو يتأمل ساعة يديه ليغمز لها بعشق وهو يتوجه للخروج _أوعدك أفكر ..
وغادر على الفور فأبتسمت وهى تلمح طيفه يغادر الغرفة ….
****************
بالمشفى ….
كشفت الطبيبة على “شروق” فوجدت بأن حالتها تستدعى للولادة فى الحال فدخلت للجراحة على الفور ، بلغت “أسيل” الجميع عن طريق هاتفها وتوجهت للأسفل لأحضار بعض الأدوية المطلوبة كما أخبرتها الطبيبة ، فتشت عن الطريق لأقرب عيادة حتى جلبت الدواء وتوجهت به لقسم النساء والتوليد ….صعدت الطابق الأول وكادت بأن تستكمل الدرج فتوقفت حينما لمحت طيف زوجها بأخر المبني فقالت بأستغراب _”أحمد” هو أتلغبط بالدور ولا أيه ؟ ..
توجهت إليه بغضب وخاصة بعد أن قضى ليله خارج القصر ، لحقته ليزداد أندهشها حينما ولج لداخل أحد الغرف ، لحقت به لتجد بابها مفتوح بعض الشيء لتجده يجلس على الفراش ولجواره تجلس فتاة تبدو لها بالشهر الأخير من الحمل …
تسلل الأستغراب لملامحها وهى تراه يقدم لها الدواء ويعاونها على أرتشافه ، نبض قلبها بالخوف وعينها تراقب كل حركة يفتعلها بتركيز ورعب وغيرة وصدمة لا تعلم ماذا يحدث معها ولكنها تصبر ذاتها بأن هناك شيئاً خاطئ ولكن لما كذب عليها وأخبرها بأنه عند أحد أصدقائه! ..
بالداخل …
ناولها الدواء فأرتشفته بتعباً بادي على ملامحها ، أستكانت قليلاٍ على الوسادة فداثرها بالفراش بغضب_كدا يا “سارة” كنتِ عايزة تغضبي ربنا وتموتي كافرة! ..
أجابته بدموع وصوتٍ يخرج بصعوبة كأنها على حافة الموت _غصب عني يا “أحمد” أنت مشفتش الستات كانوا بيبصولي أزاي فى العزي … وماما أنا مش هسامح نفسي أبداً ..
وعادت للبكاء مجدداً فوضع كوب المياه من يديه مشيراً لها بهدوء_طيب أهدي عشان اللي فى بطنك الدكتورة قالتلي أن ممكن تدخلي العمليات النهاردة بليل أو بكرا …
أشارت له ببسمة سخرية للحياة _عارفة …سمعتها وهى بتتكلم مع الدكتور عن حالتي الخطيرة عشان كدا هتولدني قبل ما أ..
قطعها بهدوء_ما تفكريش فى حاجة غير أنك هتقومي أنتِ وبنتك بخير بأذن الله …
أشارت له ببسمة هادئة فقال بتوتر _عمي لسه قافل معايا من شوية ..
تطلعت له بأهتمام فأسترسل حديثه بغموض_جاهزة ..
كبتت شيء بداخلها قائلة بشجاعة _قول لياسين بيه أني جاهزة ..
إبتسم قائلاٍ بأستغراب _أيه الثقة دي ؟ ..أنتِ كنتِ رافضة فى البداية
أجابته ببسمة هادئة _بس ياسين الجارحي صح …
ثم قالت بأمتنان _مش عارفة أشكرك أزاي يا أحمد أنت وياسين بيه أنا أخويا اللي من لحمى ودمي معملش معايا زي مأنت بتعمل ..
أشار لها بهدوء_ما تقوليش كدا يا سارة …يلا أرتاحي أنتِ وأنا هخرج أرتب كل حاجة وأجيب المأذون ..
مسكت يديه برجاء_مش عايزة أشوف وشه يا أحمد عشان خاطري هات الورقة أوقعها هنا بدون ما أشوفه …
أشار لها بتفهم لتكمل حديثها بدموع _”ياسين” بيه وعدني أنه هيطلقني منه بعد ما يسجل البنت …وأنا خايفة أموت وأنا على ذمته ..
عنفها بغضب _مش قولنا أتفائلي خير يا سارة ..أرتاحي أفضل من كلامك اللي كله توتر دا …
أنصاعت له بهدوء بحاجة إليه فكانها تشعر بشيء ما لا يشعره الا من أوشك على مشارفه .
بالخارج …تخشب جسدها وتحول لكتلة من الجمر حينما رأتها تتعلق به وبيديه! ..هوت الدموع دون أن تشعر بها على وجهها ، أنتبهت للممرضة التى خرجت من داخل غرفتها فجففت دموعها وأسرعت إليها بتماسك مازالت تتشبث به _لو سمحتي هو مين اللي معاها دا …
أجابتها بأستغراب_ليه؟ ..
قالت بأرتباك_لا أبداً أصل دي صديقتي من أيام الدراسة وكنت عايزة أدخل اسلم عليها بس محروجه من الشخص اللي معاها دا أنا أعرف عيلتها …
أجابتها الممرضة بأيجاز_دا جوزها جابها نص الليل هنا امبارح كانت تعبانه جداً …..
هوت كلماتها على مسمع “أسيل” كالنيران التى ألهبت مشاعرها لم تشعر بقدماها الا وهى تجتاز ذلك الحاجز القصير لتكون بداخل الغرفة ، أستدار “أحمد” ليغادر فتحاولت ملامحه لصدمة حينما راها تقف أمامه فقال بدهشة _”أسيل” …
أنتبهت لها “سارة” فتطلعت لهم بأستغراب ، ولجت الممرضة للداخل قائلة بهدوء_معاد دواكي يا مدام “سارة” …
وقع أسمها على مسمع أسيل كالصاعقة فتذكرتها على الفور …تذكرت حديث أحمد عنها منذ أيام الجامعة لتعلم الآن أن ما يحدث أمامها حقيقة مؤلمة ، أقترب أحمد منها فجذب يديها _ممكن تهدي وتسمعيني ..
جذبت يدها لتهوى على وجهه بصفعة قوية جعلت من بالغرفة بحالة من الصمت والسكون فقد حانت الآن عاصفة لن يتمكن من إيقافها أحداً ولكن ماذا لو كانت علمها من البداية بيد “ياسين الجارحي” …
ما نقطة التحول الذي قلبه أحمد وما دخل “ياسين الجارحي” …
هالة من الهلاك جذبها أحمد لحياتها ولكن بمعاونة ياسين أصبحت أكثر أماناً فأتت أسيل لتنهي كل شيء ولكن هناك اخطاء نسيانها محال فماذا لو كانت تتعلق بالثقة؟!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى