روايات

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أية محمد

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم أية محمد

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الجزء الثالث والعشرون

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) البارت الثالث والعشرون

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الحلقة الثالثة والعشرون

#بعنوان……ضربة مميتة!……
شعرت بأن قدماها قد شُلت عن الحركة ،أرتجف جسدها ومعه أنخفق ضربات القلب بأنها اللحظات الأخيرة ،شعرت بقوة تسحبها من محلها لتخرجها من الهلاك الطاغي التي كادت أن تغمس ذاتها به! ، فتحت “آية” عيناها بخوف من رؤية الموت مجدداً ولكنها كانت نظرات مختلفة من نوعها ،لقاءٍ مميز بين عينان يغمدها الحزن والحيرة والعتاب لتنهيها هي بضعف فسقطت مغشي عليها من أثر الخوف المزعوم …
حال بينها وبين الأرض سريعاً ليحتضن وجهها بين يديه الدافئة قائلاٍ بهلع_ “آية”…..
أغلقت عيناها غير عابئة بصوته المنادي لها فكيف تستمد الطاقة بعد ما فعلته كادت بأن تخسر ربها بعد فعلتها الشنيعة التى كادت بفعلها ،حملها “ياسين” بين يديه ليسرع بها لسيارته ،أسرع الحارس بفتح باب السيارة فوضعها “ياسين” برفق ،أغلق باب سيارته ووقف بطالة سحبت النور من أمامهم ليضع كلاٍ منهما عيناه أرضاً بخوف شديد مما سيفعله بهما ..
خرج صوته الثابت على عكس المتوقع _تعليماتي ليكم كانت أيه ؟ ..
إبتلع “عثمان” (كبير حرس القصر) ريقه بصعوبة ليخرج بكلمات متقطعة_ حماية ومراقبة “آية” هانم ….
لمجرد سماع أسمها يتردد على لسان رجلاٍ غيره تملكه النيران لتحطم ثباته ليهوى بلكمة قوية أطاحت بهذا الجسد العملاق ليظن من حوله بأنه غاضب لما حدث ….
طاح صوته الرعدي المكان _ومفيش حاجه من دي حصلت ..
لأنكم ببساطة متنفعوش لأي شيء غير للمظاهر والغرور بنفسكم ..
ورمقهم بنظرة مرعبة ثم صعد لسيارته بعدما أشار للسائق الذي هب بالصعود للقيادة ليقود بذاته عائداً للقصر ….
****************
بغرفة “مروج” ..
قالت وهى تتوسط صدره العاري لتكمل حديثها عن ما حدث بالمشفى_ بصراحة فكرة الواد “حازم” كانت جميلة وكل واحدة أكلت أخواها والنفوس اتصلحت ..
أستكملت حديثها بحماس دون أن تشعر بقسمات وجهه الحزينة وشروده المريب _ بس معتقدش الخلافات اللي بيني وبين “معتز” تنتهي بقطعة شوكلا وحلويات أحنا بينا أ….
وأستكملت كلماتها دون توقف لم ترى من سبح بشواطئ الماضي المتأجج بمياة مغمورة بآنينٍ خافت ..
##
_حرام عليك يا أخي أنت معندكش أخوات بنات ؟ ..
تفوهت بها بغضبٍ جامح ليبتسم ببرود وهو يتابع تناول طعامه _عندي واحدة بعد عنك أرزل ما يكون …
توسطت خصرها بيدها _كدا يا “مازن” ..أنا رزلة ؟؟.
أكمل تناول طعامه دون أكتثار_جداً يا روحي ..
سحبت الطبق من أمامه_أوكي مفيش أكل بقى شوفلك ست تعملهولك أنا مش هعملك بعد النهاردة..
نهض عن مقعده فضيق عيناه بتفكير _دا تهديد بالأرتباط ولا أيه ؟..
رفعت كتفيها بدلال_ سميه زي ما تحب …
أخفى بسمته بنجاح _أنجزي وقوليلي عايزة كام ؟ ..
صرخت بفرحة ثم طبعت قبلة على وجهه_أنت أفضل أخ بالعالم كله .
أشار بيديه بسخرية_أدخلي بالتقيل بلاش تمهيدات …
أجابته بأحتراماً يطوف بها عن تعمد_20ألف بس …
_بس!! وجاية على نفسك ليه كدا؟ ..
قالها بأسلوب ساخر فقالت بهدوء_يدوب يا “مازن” والله دا أول عيد ميلاد “لمصطفي” بعد ما بقيت خطيبته وأنا عايزة أعمله حاجة مميزة كدا …
ضيق فمه بسخط_مميزة تكون ب20ألف!! ..
أجابته بغرور_طبعاً لأني أتفقت مع طايرة خاصة هتنقلنا لمكان مثالي رتبت فيه كل حاجه الجاتو وال….
قطعها بحدة_بسسسس بسسس هكتبلك شيك بالمبلغ وأنزلي أسحبيه…
أحتضنته بفرحة فرفع يديه يمسد على شعرها بحنان وسعادة لفرحتها لم يكن يعلم بأنه سيظل ذكرى جميلة فقط!!..
عبثت عيناه أنشودة حزن طافت بكيانه،رفعت “مروج” عيناها لتجد هالة من الاحزان تغمره لتذكر شقيقته ،نهض من فراشه سريعاً قبل رؤيته بهذة الحالة فجذب قميصه الموضوع على احد المقاعد ثم خرج للتراس لشعوره بأنه بحاجة للتنفس! ، نهضت خلفه مسرعة لتقف جواره بصمت قطعته بعد دقائق بندم لما تفوهت به _ أنا أسفة يا “مازن” مقصدتش أني أفكرك بيها ..
أستدار ليكون مقابلها فأبتسم بألم_مين قالك أني نسيتها ؟ …
هوت دمعة من عيناها على ما يخفيه من آلام فجففها بيديه ثم قربها منه ليحتضنها بقوة ….
*****************
بغرفة “آية” ..
ألتزمت الصمت بعدما أستردت وعيها ، بماذا ستتحدث بعد الذي فعله بها ؟ ..
جلس على طرف الفراش وهى توليه ظهرها ،بقى صامتٍ للحظات ثم قال بصوتٍ هادئ_ هتفضلي كدا كتير ؟ ..
لم تجيبه وظلت كما هي فأعتدل بجلسته ليكون بجانبها _طب مش عايزة تسأليني عملت كدا ليه ؟..
عشقت الصمت فألتزمت به ودموعها كالسيل ،أزدادت معاناتها معه فكلما أخبرته أنه عالمها يتعمد جرحها من جديد ، نهض “ياسين” ليقترب منها ،أنحنى ليكون مقابل وجهها ،اليأس يحاوطها ،الصمت يغلفها …
شعر بالألم لما حل عليها فكان يتوقع بان تشاجره ،تصرخ بوجهه ولكنها بحالة رضا تام بما تمر به ! ..
مرر يديه على وجهها بحنان _”آية” !..
أخرجها صوته من الحالة التى أستحوذت عليها ؛ فرفعت عيناها الممتلأة بالدموع إليه ،كانت نظرة أشبه بالخناجر الممتدة لأعناق قلبه …..طال صمتها ونظراتها إليه لتقطعها بصوتٍ مبحوح _أخرج برة …
صعق ببدأ الأمر مما قالته فتطلع لها قليلاٍ ، جذبها لتجلس أمام عيناه قائلاٍ بثبات_ قولي اللي جواكِ….
رفعت عيناها إليه ببسمة ألم _مش هتعاقبني لو مكنش كلامي فى صفك …
مرر يديه يزيح دموعها ببسمة هادئة_عمري ما قسيت عليكِ بعقابي ..
كلمات بعثت بها بالماضي لترى ذكرياتٍ حفرت بالورود ولكن أي حياة كهذة التى تمنع الزوجة من معرفة مكنونات زوجها !! …
أغلقت عيناها ليبتل وجهها بالدموع مجدداً ولكن تلك المرة كانت أقوى من ذي قبل ،لأول مرة يراها هكذا ،جسدها ينتفض من كثرة البكاء ليجذبها لأحضانه قائلاٍ بخوف_”آية” أهدي …
حاولت الأسترخاء بداخل أحضانه كالمعتاد ولكنها لم تستطيع فدفعته عنها بلطف قائلاٍ برجاء وبكاءاً مستمر _أخرج يا “ياسين” …أخرج من فضلك …
وأزدادت بالبكاء لينصاع لها فخطي أول خطواته ليستدير قائلاٍ بثبات _ لو بتبعدي عني خطوة فأنا هقربك ألف يا “آية” …أن هخرج عشان خوفي عليكي متفكريش هروب من مواجهتك …
وتركها وغادر لتنفطر من البكاء على ما يفعله بها …فأخذت تفكر فيما فعلته منذ قليل لو لم تكن فعلته لكان يستمر الآن بخدعته القاتلة لها !…….
*****************
بغرفة “مليكة” ..
ظلت “ملك” جوارها لعلمها بما تمر به شقيقتها لذا قامت بواجب الأم على أكمل وجه ، تطلعت لها لتجدها قد غفلت فأقتربت من “ياسين” الذي يحتضن صغيره بين يديه مستنداً برأسه على الطاولة في سبات عميق ،ربتت على يديه بخفة قائلة بهدوء _”ياسين” ..
تمتم بخفوت _ أممم..
مسدت بيدها على خصلات شعره الطويل _قوم يا حبيبي نام جنب “مليكة” …
فتح عيناه بصعوبة ليجد زوجته قد غلبها النوم بعد عودتهم من المشفى فجذبت “ملك” الصغير من بين يديه ثم وضعته بتخته الصغير ، توجهت للخروج ببسمة هادئة _يالا يا حبيبي تصبح على خير …
قال ببسمته الهادئة _وحضرتك بخير ..
غادرت “ملك” لغرفتها بينما تمدد هو لجوارها ليجذبها برفق لأحضانه ثم لحق بها بنوماً عميق بعد تعب طال لساعات معها …
************
ولجت “ملك” للداخل بخطوات بطيئة حتى لا تيقظ “يحيى” كما كانت تظن ،أنغمس الضوء بالغرفة بأكملها بعدما ضغط على المفتاح لجوار فراشه لتصرخ قائلة بفزع_خضتني يا “يحيى” ..
بقى يتأملها بنظرات محفزة بالغموض ليقول بتذمر_ محدش قدر ياخدك مني ولا حتى إبنك وهو صغير يجي يعملها وهو كبير! ..
فشلت بكبت ضحكاتها لتعلو الغرفة بعدم تصديق _أنت غيران من إبنك يا “يحيى”؟! ..
رمقها بنظرة غضب لتعلو ضحكاتها شيئاً فشيء على نظراته الغاضبة ،أقتربت منه لتحاول القول بثبات _طيب متزعلش حقك عليا ..
ولاها ظهره لتقترب رغماً عنها فصرخت بفزع حينما خطفها بين ذراعيه لتظل جواره على الفراش حاولت الصراخ على حركاته المفاجئة ولكنها تحلت بصمتٍ يطوفه عالم لا يسوده الحديث ! …
*****************
تطلعت للساعة الموضوعة على الحائط بغضب من تاخره بالصعود ،النهار على وشك الأنتصار وهو بالخارج! ..
خرجت “رحمة” للبحث عنه لتجد القصر يغلفه الهدوء ، طاف عقلها صالته الرياضية فصعدت لأخر طابق بأستخدام المصعد ، لأول مرة ترى المكان المشترك لممارسة الرياضة الجماعية بين الشباب ، كانت عبارة عن طرقة طويلة للغاية عبارة عن عدد لا بأس به من الغرف …
كل غرفة حاملة لأسم احدهما ، أول غرفتين كانوا لأحمد وياسين ….وغيرهم بالأسماء حتى جذب أنتباهها ضوء مشع من أخر غرفة تحمل أسم معشوقها …
خففت بخطاها لتقف أمام الغرفة دون أصدار أي صوت ، أستمالت بجسدها لتري بعيناها ما يحدث دون أن يرأها من بالداخل !….فهى لا تنكر حبها لرؤيته يتدرب ويواجه المصاعب بسهولة ! …
لمحته يقف أمام كيس مغلف ضخم لونه أبيض شفاف ممتلئ بالثلج ،كان يلكمه فينفجر بالمياه التى تعبئ المكان فتندثر على صدره العاري وشعره المتساقط على عيناه ليخفي جزء كبير من وجهه ، ركلة هنا وهناك كانت تفتك بالأكياس المقيدة بأحكام ، طافت عيناها بنظرات أعجاب وهى تراقب حركاته المدبرة بأحكام كأنه لاعب محترف …
بحثت عنه بأستغراب حينما أختفى من الغرفة فأنحنت أكثر بجسدها للبحث عنه وحينما لم تجده ولجت للداخل لتفتش عنه بصدمة ،صرخت بفزع حينما حاوطتها يد ترتدى قفازات سوداء خاصة بالتدريب لتعلم بأنه خلفها ،أزدردت ريقها بأرتباك من أفتضاح أمر مراقبته ..
أدارها لتقف أمام عيناه ليشير لها بثبات _بتعملي أيه هنا ؟
إبتلعت أرتباكها لتحل ذاتها بقوة مصطنعة _ أنت عارف أني مش بعرف أنام غير لما بتكون موجود ودا أساساً مش وقت تدريب ..
جذب المياه يرتشف منها بثبات لترمقه بخجل وضع المياه ليستند بجسده على الطاولة بهدوء _ بقالي فترة مدربتش أغلب وقتي بالمقر …
أشارت إليه بأقتناع ليقربها إليه بخبث _وبعدين ليه كنتِ بترقبيني من هناك ..
إبتلعت ريقها بأرتباك فقالت بتوتر _ وأنا هرقبك ليه …..
لمعت نظراته بالخبث فقالت بأرتباك _الحكاية وما فيها أني كنت بتعلم حركتين أدفع فيهم عن نفسي بدل جبني دا ..
كبت ضحكاته ليكمل بذات الثبات _وأتعلمتي ؟ ..
أجابته بغرور _أيوا طبعاً تحب أوريلك ؟ ..
أشار إليها بهدوء وهى بكبت ضحكاته بالكد ، أقتربت من الكيس المغلف ثم تطلعت له بغرور فأقترب ليهمس لها قبل أن تفعل ما كانت تفعله _بلاش ..
أشارت إليه بتكبر _دي سهلة جداً ..
رمقها بنظرة شك_والله ..
أشارت له بتأكيد فأبتسم وهو يرمقها بنظرات التوفيق لترفع يدها لتضرب الكيس ببسمة واسعة لم تستمر طويلا لتجلس أرضاً قائلة بأستسلام _ ألحقني يا “عدي” أيدي اااه ..
تعالت ضحكاته الرجولية بعدما تصديق لما فعلته هذة العنيدة ليجلس جوارها أرضاً ثم خلع القفازات لتجذب يديه سريعاً فى محاولات بائسة لتدفئة يدها بعدما أندثر الثلج عليها قائلة بصراخ _دفيني …
علت ضحكاته قائلاٍ بسخرية _ما كنتِ جون سينا من شوية أيه اللي حصلك ؟
رمقته بغضب_ أنت بتتريق عليا الحق عليا أني طلعت أدور عليك ..
حك يدها لتصل إليها التدفئة سريعاً فأكملت بغضب _وبعدين فى حد يتدرب بالتلج فى الوقت دا ..
رفع عيناه المذهبة إليها بغرور_شوفتيني يبقى في ..
تطلعت له قليلاٍ ثم تركته يدفئ يدها لتخطف نظرات بالغرفة الغامضة التى تحوى عدد مهول من الميداليات وصور له عديدة بالمهارات الرياضية فأستدار إليه بخفة ودلال _”عدي” ..
_نعم ..
_هو مفيش تمرينات خفيفة ليا كدا بعيد عن التلج …
تعالت ضحكاته ليجذبها لتقف أمام عيناه ثم أرتدى ملابسه العلوية ،أغلق الأنوار وجذبها للهبوط وهى بأحضانه قائلاٍ بمكر _عيوني يا روحي أدربك زي ما تحبي بس أخلص فترة المقر دي علي خير ..
صعدت معه للمصعد فبدا عليها الأرتباك فقال بتفحص_ مخبيه حاجة عني ؟ ..
أشارت له عدة مرات بالتأكيد فقال ببسمة زادت وسامته _ ومالك متحمسة اوي كدليه …
ثم جذبها اليه _أعترفي ..
أشارت له بحزن _للأسف سر بيني وبين أنكل “ياسين” مش هقدر أبوح بيه غير بالوقت المناسب …بس بقولك اهو عشان تهيئ نفسك ..
بقى ثابتٍ أمامها فتسلل الرعب لها لتسرع بالحديث_ هو مش أنا ….
قربها إليه بخبث_ نشوف الموضوع دا بعدين …
بقيت بأحضانه ليتوقف المصعد فشهقت بصدمة ،أستدار “عدي” بأستغراب لما تتطلع له فوجد “ياسين الجارحي ” أمام عيناه ..
تركته وتوجهت لتقف أمام عين “ياسين” قائلة بأرتباك _متقلقش يا عمي السر فى بير ومستحيل يخرج ..
بقي ثابتٍ كما هو رغم بسمته الخفيفة على حديثها ليشير إليها بالمغادرة فأنصاعت على الفور ، راقب “عدي” ما يحدث بينهما بذهول ثم خرج من المصعد ليقف أمام والده بثبات مثله_حضرتك بتصنع حاجز بيني أنا ومراتي .
تحل بالصمت لفترة طويلة والثبات تاجها ليخرج عنه قائلاٍ بثقة _ متفكرش بالحواجز لأنها ملهاش عدد …
وتركه وتوجه للمغادرة ولكنه أستدار مشيراً له بأعجاب _ أستخدام مهنتك مع شغلك الخارجي فى الوقت الصح بذكاء تستحق التحية ..
وتركه وغادر ليصعق “عدي” حينما صرح له “ياسين” بعلمه بمخططاته فى التخلص من “جون” الاحمق ليستقر فكره بأنه من المحال التغلب أو معرفة مكنونات عقل “ياسين الجارحي” ….
****************
سطعت الشمس بأشعتها الصفراء المتوجة ، تسللت لتغمر مكتبه الصغير بفيض من خيوطها ففتح عيناه بنوم بعدما غفل على الملف الخاص بها …
توجه للحمام المجاور لمكتبه فغسل وجهه ثم توجه إليها سريعاً بقلبٍ يطرب طرباً غريب ….
جلس أمامها بنظرات شفقة بعدما قرأ عن حادثتها التي فقدت خطيبها بها وأيضاً الوعى لخمسة سنوات متتالية ، إبتسم وهو يتأملها فقال بصوته العذب الذي يتخلل لعالمها بدفئه الصادق رغم مجهودات الأطباء من قبل
_صباح الخير يا “نهى” …ها أحسن النهاردة ولا أيه ؟ …
ثم مال بعيناه على الغرفة ليكمل ببسمة صغيرة _تعرفي أني منمتش أمبارح فضلت أقرأ ملفك طول الليل …فلو مش هتنزعجي ممكن أمدد هنا شوية فى أوضتك الجميلة دي ..
قالها بأسلوب مرح ليتمدد على الاريكة المجاورة لها بصمت طال لساعة كاملة قضاها بالتطلع لها ، خرج بفكرة واضحة بأن غرفتها الخاصة تطوفه لأنها تمتلك عائلة ثرية للغاية ، راقب حركاتها فكم كانت ساكنة للغاية ، نهض عن مقعده ليقترب منها بهدوء
_تعرفي أن ملامحك بريئة أوى …
ثم إبتسم قائلاٍ بصدق_ أنا حابب أعرف كل حاجة عنك يا “نهى” …
نهض قائلاٍ بوعد _هرجعلك تاني مس هتأخر ..
وتركها وتوجه لمكتب صديقه الذي عانى مع المدير لتعينه بالمشفي الخاص بعدما اتنشر عنه ما فعله من قبل …ولج لمكتبه ليخبره بحاجته بالتحدث للطبيب المعالج لها قبل أن يتركها فأخذه لمكتبه وبالفعل جلس معه على الفور ليخبره بعدم الفائدة من علاجها ..
قال بهدوء_من حوالى خمس سنين في حادث مؤلم شافت فيه خطيبها بيموت ادام عيونها وهى وقعت على حجر كبير جداً عملالها أصابة خطيرة بالرأس وأتنقلت هنا على طول..
ثم قال بتعجب_ معلوماتها بالملف اللي سبته حضرتك مقرأتوش؟
“آسلام” بفضول_أيوا قراته بس أنا عايز أعرف عنها أكتر من كدا …
أجابه بتفهم _بص يا دكتور “آسلام” اللي أعرفه عنها أنها يتيمة الأب والأم معندهاش غير أخ واحد ظابط شرطة …ثري جدااً وعنده نفوذ ملهاش أول من أخر وخاصة أنه مناسب عيلة من أكبر عائلات البلد . …
ضيق عيناه فلمس سؤاله ليكمل من تلقاء نفسه_ عيلة “الجارحي”..أخد بنت “عز” بيه …
وأستكمل حديثه مجدداً_أخوها بيحبها جداً ودا الواضح من طريقته ..عمل المستحيل عشان يرجعلها وعيها لدرجة أنه أقترح يسافرها برة مصر بس الدكاترة قالوا أنه مش هتفرق كتير …
أستمع له بحرص ولكن صدمته مريبة …كلما حاول الأبتعاد عن تلك العائلة يوصمه بهم روابط وأن كانت بعيدة المدي ….
****************
بالمقر الرئيسي لشركات ” الجارحي” …
كان الشباب يجتمعوا بمكتب “عدي” فولج “رائد” قائلاٍ ببسمة تصل لأخر وجهه_ المناقصة رست علينا …
تخل “أحمد” عن مقعده بصدمة _أزاي؟!
أجابه بفرحة_زي ما بقولك كدا ..
أقترب منه “معتز” بذهول_مش خسرناها ورست على “جون” الكلب ..
إبتسم “رائد” على كلماته الاخيرة ثم قال _أتقبض عليه بتهم ملهاش عدد وبالتالي مفيش أكفئ منا بعده ودا اللي الشركات قالوه …
“عمر” بذهول _ثواني ثواني ..قولت أتقبض عليه ؟؟..
أشار إليه بتأكيد لتصل له ما يود “عمر” التلميح إليه فأستدروا جميعاً ليجدوا “عدي” يجلس بثبات متناهي …يتابع عمله ببرود وكأنه على علماً مسبق بما حدث …أقتربوا منه جميعاً فأنحنى “جاسم” على مكتبه مشيراً إليه بفرحة _أنت السبب ورا القبض عليه صح ..
لم يجيبه وأكتفى بنظراته الثابتة فأبتسم “عمر” قائلاٍ بفخر _كدا عرفت كنت بتخطط لأيه أنت والزفت “مازن” ضربة معلم صحيح …
أكتفى ببسمة صغيرة فتركه عمر وانضم للشباب ليقول “حازم” بفرحة وهو يخرج من البراد الصغير العصائر_لا لازم نحتفل ..
أيده الجميع وأرتشفوا العصائر فأستغل “ياسين” لهوهم بالحديث وأقترب من “عدي” ببسمة هادئة _مبروك عليك أول هدف ضد “ياسين الجارحي” ..
رمقه بنظرة مطولة ثم أغلق حاسوبه قائلاٍ بثبات مميت _كان عارف من قبل ما يتقبض عليه ..
“ياسين” بصدمة _أييه؟ ..
أكتفى بهزة بسيطة من رأسه ليتملك “ياسين” الدهشة من هذا الرجل الغامض حقاً …
قطع الحديث والصمت ولوج احد المؤظفين ليخبرهم بأن هناك من يود رؤيتهم بالقاعة الرئسية للأجتماعات ….
خرجوا جميعاً ليتفاجئوا “بياسين الجارحي” و”يحيى ورعد ” أمام أعيناهم ….
تطلع لهم بثبات قطعه بصوته المتزن_وجودي هنا مش معناه رجوعي للأدارة..
تأمله الشباب بأستغراب فأكمل حديثه_ فكرت كتير وأتوصلت أني مش ببساطة هسلمكم الأملاك وأنا مش ضامن هتقدروا تحافظوا عليها ولا لا عشان كدا بعت عدد كبير من الأسهم لأشخاص جديرين بالثقة ..
وقع الخبر على مسمع الجميع بصدمات تكاد تفتك بهم فأقترب منه “يحيى” بصدمة_أيه اللي بتقوله دا يا “ياسين” أنت فقدت عقلك؟ ..
أستدار بطرف عيناه إليه_مفيش داعي للكلام خلاص أنا وثقت العقود ..
“أحمد” بهدوء_ بس كدا غلط يا عمي ..
“ياسين” بذهول_معقول يا عمي تدخل ناس غريبة بثروة “الجارحي”!! ..
“عمر” _بجد مش مصدق اللي بسمعه دااا ..
“رائد” _ الأسهم اللي اتباعت دي ممكن تضر الشركات جداً ..
“جاسم”_ أكيد وبالأخص المقر ..
“حازم” _ويا ترى بقا اللي اشتروا الاسهم دول أجانب ولا عرب ؟! …
قالها بصوت مرتجف أما “ياسين الجارحي” فكان يتطلع لعدي يتراقب رد فعل ولكنه وجد عيناه تغمرها الثقة والثبات كأنه خمن ماذا هناك؟ ..
أشار اليهم “ياسين” بأن يتابعوه قائلا بثبات _أكيد لازم تتعرفوا على شراكائكم …
اتبعوه بالطرق المتتابعة حتى نهاية الباب الموصود لتظهر من أمامهم أكتر من مكتب متجدد بألواناً ذهية كانوا يعتقدون بأنه يعد المكاتب لعمر وعدي ولأجلهم ولكن باتت المفاجآة واقعية ….وصلوا معه لغرفة بنهاية الطرقة ففتحها ليجدوها مجهزة بعناية للأجتماعات لتكون الصدمة تاجهم والذهول نصيبهم حينما وجد كلاٍ منهما حوريته تجلس بثقة على مقاعد العملاء ليعلموا الآن مخطط “ياسين الجارحي” الذي إبتسم بمكر وعين تلمع بمجهول الجميع …..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى