روايات

رواية شظايا أنثى الفصل العشرون 20 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى الفصل العشرون 20 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى الجزء العشرون

رواية شظايا أنثى البارت العشرون

رواية شظايا أنثى
رواية شظايا أنثى

رواية شظايا أنثى الحلقة العشرون

 

ألم فظيع لا يمكن احتماله تمكن من نورا التي كانت تتسطح على سريرها وجعلها غير قادرة على الحركة وليس هذا فحسب وإنما أخذت تتلوى وتكز على أسنانها فالوجع الذي تشعر به قد فاق قدرتها على التحمل.

استطاعت نورا أن تخرج صوتها بصعوبة وأطلقت صرخة عالية تستنجد بها بأي شخص يخلصها من العذاب الذي تشعر به.

وصل صراخ نورا إلى سميرة التي حضرت بسرعة ورأتها بتلك الحالة فعلمت على الفور أنها تعاني من آلام المخاض.

اتصلت سميرة بمروان وأخبرته بما يجري فترك كل ما في يده وعاد بسرعة إلى المنزل ثم اصطحب نورا ووالدته إلى المستشفى وأبلغ الطبيبة المسؤولة أن زوجته وصلت إلى مرحلة المخاض ويجب أن تضع طفلها الآن.

دخلت نورا إلى غرفة العمليات وظلت بداخلها فترة طويلة جعلت مروان يشعر بالقلق على طفله الذي يستوطن أحشائها.

 

ربتت سميرة على كتف مروان بعدما لاحظت مدى خوفه وهمست له بحنو:

-“إن شاء الله الولد هيكون كويس ومش هيحصله أي حاجة بس أنت اهدى ومتخافش، كل حاجة هتكون كويسة”.

بمجرد إنهاء سميرة لجملتها خرجت الممرضة وهي تحمل الطفل في يدها فأطلقت سميرة أغرودة بعدما رأته واطمأنت عليه وشعر مروان بالسعادة لأنه لم يمس ابنه أي مكروه.

استغربت الممرضة من عدم سؤال كل من سميرة ومروان عن نورا فلوت شفتيها بامتغاض وتمتمت:

-“يا نهار أزرق يا ناس، شوف الراجل اللي مراته طلع عينيها جوة أوضة العمليات وهي بتولد ومهانش عليه يسأل عن أخبارها ويطمن عليها”.

شعرت الممرضة بالغضب والاشمئزاز من مروان ووالدته بسبب موقفهما من نورا وحملت الطفل وذهبت به إلى الحضانة وتمنت ألا تتعرض أي امرأة لهذا الموقف أبدا لأنه شعور قاسي يقـ…ـهر النساء اللواتي يحتملن كل أنواع الألم والمعاناة أثناء الحمل ويجدن في النهاية أنه لا يكترث أحد لأمرهن.

 

نظرت سميرة إلى مروان وسألته:

-“مقولتليش يا مروان قررت تسمي ابنك إيه؟”

ابتسم مروان وهو يجيب:

-“هسميه فارس على اسم أخويا اللي مات وهو عنده خمس سنين”.

دمعت عيني سميرة واحتضنت ابنها الذي لم يخالف رغبتها ولكن امتغضت ملامحها بعدما تذكرت أمر كادت تتناساه في غمرة سعادتها بقدوم حفيدها:

-“طيب ومين اللي هيربي فارس يا مروان؟ أكيد أنت مش هتسمح أن نورا هي اللي تربي ابنك وتهتم بيه”.

أكد مروان كلمات والدته بقوله:

-“مظبوط يا ماما، أنا فعلا مش هخلي نورا هي اللي تربي ابني لأنها هتورثه أنانيتها وحقـ…ـدها وطبعها المقـ..ـرف اللي ورثتهم عن أمها وعشان كده أنا هجيب لأبني ست تستاهل أنها تبقى أم فعلا وهبعد نورا عنه ومش هخليه يعرف أي حاجة عنها”.

شعرت سميرة بضيق في صدرها لأن ابنها يريد الانتظار لوقت أطول قبل أن يخرج نورا من حياتها فقد حقق انتقامه وألحق الذل والعـ…ـار بعائلة بهاء الذي تسبب في موت ابنتها الراحلة ولم يعد هناك داعٍ لوجود نورا في منزلها.

 

 

ظهرت أمارات عدم الرضا على وجه سميرة وهي توجه سؤالها بنبرة شبه حادة إلى ابنها الذي يطالعها بهدوء وكأنه لا يكره نورا ولا يريد أن يرتاح من وجودها:

-“وأنت ناوي إمتى تريحني منها؟ أنا خلاص فاض بيا ومبقاش عندي طاقة أشوف وشها لأن شوفتها قدامي بتخليني أفتكر اللي حصل زمان مع ضحى الله يرحمها”.

تأججت مرارة الحنق في قلب سميرة بعدما سمعت جواب مروان الذي لم يكن كافيا لإخماد نيـ..ـران الغيظ التي اشتـ..ــعلت بداخلها منذ بضع سنوات عندما رأت ابنتها جثة هامدة إثر تلك الحسرة التي تملكتها بسبب فضيـ…ــحة طالتها جزاء احترامها وحفاظها على المبادئ والقيم التي تربت عليها:

-“لازم يا ماما أصبر شوية قبل ما أنفذ اللي في دماغي لأن خطتي مينفعش تتنفذ في الوقت الحالي لأن نورا لسة والدة فارس”.

أمسكت سميرة بذراع مروان وهي تتساءل بصوت ظهر به مدى القهر الذي تشعر به:

-“بطل شغل ألغاز يا مروان وريحني وقولي أنت ناوي تعمل إيه بالظبط؟”

أجابها مروان بهدوء وهي يعقد ذراعيه:

-“هخلي نورا تشرب من نفس الكأس اللي بهاء شرَّبه لمراته”.

أخذ مروان يسرد على والدته تفاصيل الخطة التي يفكر بها واتسعت عينيها بشدة لأنها لم تكن تتخيل أن ابنها سوف يقدم على هذا الأمر.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

انتهت عدة مريم منذ فترة ولم يعد هناك ما يمنع شريف من الزواج بها ولهذا السبب صمم على موقفه وقرر أن يعجل موعد زواجهما فهو يحبها وهي أيضا تحبه ولا يوجد سبب منطقي يمنعهما من الزواج.

أقامت إحسان حفل بسيط للاحتفال بخطبة مريم وشريف الذي كان يريد أن يتزوج دون خطبة ولكن اشترطت عليه إحسان هذا الأمر وأخبرته بضرورة الانتظار حتى تستعد مريم وتشتري لنفسها الملابس والأغراض التي تحتاجها.

جن جنون عبد الستار بعدما رأى الحفل المقام في منزل إحسان وعلم أن ابنته سوف تتزوج دون أن تحصل على إذنه وموافقته بل إنها لم تفكر في إخباره وكأن وجوده لا يعنيها على الإطلاق.

دلف عبد الستار إلى منزل إحسان وهو غاضب وحاول أن يمسك مريم ويعنـ…ـفها ولكن تصدى له شريف الذي صاح في وجهه بنبرة تحذيرية:

 

 

-“إياك تفكر تمد إيدك على خطيبتي يا عبد الستار وإلا هتشوف مني اللي عمرك ما شوفته في حياتك واللي هعمله فيك مش هيكون نقطة في بحر من اللي بهاء بيعمله معاك”.

نظر عبد الستار شذرا إلى مريم التي تحتمي خلف شريف وهتف بصوت جهوري حمل في طياته الكثير من الوعيد:

-“هي حصلت أنك تتجوزي من غير إذني يا خلفة عـ…ــار؟! نسيتِ أن ليك أب وهو اللي المفروض يقرر تتجوزي ولا لا؟! مش كفاية روحتي اتطلقتي من جوزك اللي كان معيشك عيشة عمرك ما كنت بتحلمي بيها وكل ده عشان خاطر سواد عيون ابن عزيزة”.

أزاحت مريم شريف الذي كان يقف أمامها حتى يحميها ورمقت عبد الستار بازدراء وهي تهتف باشمئزاز لطالما شعرت به بسبب تصرفات والدها التي لا تمت بصلة إلى النخوة والرجولة:

-“أنا مش خلفة عــ..ـار أنت اللي راجل واطـ..ــي وناقـ..ـص، طول عمرك قـ..ـارفني في عيشتي وبتـ..ـشتم وبتـ..ـهين فيا وبتعاملني كأني عملت جـ..ـريمة، خليتني طول حياتي عايشة في رعب وخوف ولما ربنا كرمني وجيبت المجموع اللي يخليني أدخل الكلية اللي طول عمري نفسي أدخلها حرمتني من حلمي وجوزتني غصـ…ـب عني لواحد حيـ..ـوان زيك”.

استكملت مريم حديثها وهي تصيح بقهـ..ـر جعل دموعها تنهمر رغما عنها فقلبها لا يزال يتألم بسبب قسوة الحياة التي عاشتها:

-“لجأت ليك بدل المرة ألف عشان تطلقني من بهاء وياريتك وقفت جنبي، ده أنت كنت بتضـ…ـربني قدامه وبترميني ليه عشان يكمل عليا وبسببك أمي ماتت بحسرتها ودلوقتي جاي تعترض على جوازي من شريف، روح يا شيخ ربنا يـ..ـاخدك ويريحني منك”.

انهارت مريم وتعالى صوت شهقاتها مما أثار شفقة أقارب شريف الذي نظروا إلى عبد الستار بتقزز فأمثاله لا يستحقون أن يرزقوا بنعمة الأبوة:

-“أنت عايز مني إيه تاني يا عبد الستار، مش كفاية اللي عملته فيا ولا تكون بتفكر تبيعني لواحد تاني معاه فلوس؟! أنت عمرك ما كنت أب ليا ولا هتكون وأنا بقولها دلوقتي قدام الناس كلها، أنا واحدة يتيمة وأبويا مات قبل ما أتولد وأنت كنت بلاء والحمد لله ربنا عافاني منك وميشرفنيش أن واحد حقـ…ـير زيك يبقى أبويا ومش عايزة أشوف وشك تاني، اطلع برة بقى وإلا أنا هتصل بالبوليس”.

أمسـ…ـكها عبد الستار من شعرها بعدما مد يده أسفل حجابها وكز على أسنانه وهو يصيح بعصبية شديدة تملكت منه بعدما أهــ..ـانته ابنته أمام أقارب خطيبها:

 

 

-“هي حصلت تشتميني، وديني وما أعبد لهوريكِ النجوم في عز الظهر وهخليكِ عبرة و…..”

قاطع شريف حديثه بعدما دفـ..ـعه وأبعده عن مريم ثم

 أمسـ..ـكه من تلابيب قميصه قائلا بتوعد:

-“لو فكرت تمد إيدك المقــ…ـرفة دي على مريم مرة تانية فصدقني محدش غيرك هيشوف النجوم في عز الظهر، فهمت ولا أعيد كلامي تاني؟!”

هتفت مريم بتشفي بعدما هندمت حجابها وعدلت من وضعه:

-“بدل ما أنت جاي تتشطر عليا روح اتشطر على ابنك اللي بيضــ…..ـربك وبيــ…ـذلك وبيخليك تروح تتسوق وتجيب الطلبات لمراته”.

أيقن عبد الستار أنه لن يتمكن من إيـ….ــذائها بسبب وجود شريف ورانيا التي قررت أخيرا أن تتدخل في الحديث وتتخلى عن صمتها الذي التزمت به طوال الدقائق الماضية:

-“بنتك فعلا صدقت لما قالت عليك ناقـ…ــص وده لأنك فعلا تستاهل الكلمة دي يا عبد الستار، وإذا كانت مريم بتتعامل معاك بالشكل ده دلوقتي فده لأن عمرها ما شافت منك حب واهتمام بل على العكس داقت على إيديك كل أنواع

 القســ..ـوة والجبروت وجه الوقت اللي تحصد فيه نتيجة قسوتك”.

غادر عبد الستار وعاد إلى منزله والدماء تغـ…ــلي في عروقه وعندما رأته منار ابتسمت بشمــ…ـاتة فهي قد سمعت صوت الشجار الذي دار في منزل إحسان ووصل إليها كلمات

 الإهـ..ـانة التي ذاقها حماها على يد ابنته.

قررت منار في تلك اللحظة أن تستغل الموقف وتنفذ الخطة التي وضعتها في رأسها حتى تكــ…ـسر أنف عبد الستار

 وتنتـ…ــقم لكرامتها التي فهي لم تنسَ إهــ…ـانته لها أمام الناس.

سارت منار نحو المطبخ وقامت بإعداد عصير برتقال بارد ووضعت به بعض الأقراص ثم عادت إلى الصالة وقدمت كأس العصير إلى عبد الستار قائلة بشفقة مصطنعة:

-“اتفضل يا بابا اشرب العصير ده عشان أعصابك تهدى شوية، أنا مش مصدقة أن بنتك طلعت واطـ…ـية بالشكل ده ونسيت أنك أبوها وأن جـ…ــزمتك فوق رقبتها دايما مهما حصل”.

حالة الغضب التي سيطرت على عبد الستار جعلته يتناول العصير دون أن يفكر أن زوجة ابنه لا يمكنها أن تتحول إلى حمل وديع بين ليلة وضحاها وأن لديها أهداف تسعى إلى تحقيقها من وراء تلك الكلمات التي كانت تواسيه بها.

بدأ عبد الستار يشعر بالإعياء الشديد وأصبحت الرؤية مشوشة أمامه فذهبت منار بسرعة إلى غرفتها وأحضرت مجموعة من الأوراق وجعلت عبد الستار يوقع عليها.

 

 

ابتسمت منار بظفر لأنها سوف تقوم بإذ.لال عبد الستار الذي

 أهـ..ــانها عندما قدمت إلى منزله وعـ…ـايرها بماضيها.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

قام منصور بدعوة شريف ومريم وإحسان على العشاء في منزله احتفالا بالخطبة وتمنى لوالد حفيدته السعادة من كل قلبه فهو يدرك جيدا أن شريف يستحق تلك الفرحة التي يشعر بها في هذه اللحظة بسبب وجود مريم بجانبه.

أخذ شريف يتلفت حوله بحثا عن ابنته فابتسم منصور قائلا:

-“اطمن يا شريف، الدادة بتلبس مريم وهتجيبها هنا في خلال دقايق”.

انتظر شريف قدوم الدادة وبالفعل حضرت بعد بضع دقائق وأعطت مريم الصغيرة لشريف الذي احتضنها وقال:

-“حبيبة قلب أبوها عاملة إيه؟”

صفقت الصغيرة بعدما رأت والدها وابتسمت وهي تنظر إلى مريم التي كانت تطالعها بابتسامة وقالت:

-“ممكن أشيلها شوية يا شريف؟”

وكانت إجابة شريف أنه مد يده بابنته وأعطاها لمريم التي سألته وهي تلاعب الصغيرة:

-”هي عندها كام سنة يا شريف؟”

أجابها منصور نيابة عن شريف:

-“سنة وسبع شهور”.

ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغر مريم وهي تردد:

-“بسم الله ما شاء الله، ربنا يحميها”.

نظرت سلمى إلى الصغيرة بإعجاب وطلبت من شريف أن تحملها لبعض الوقت فوافق على طلبها ولكنه أخبرها أنه سيسمح لها بذلك بعدما يتناولون العشاء.

أحضرت الخادمة الأطباق ووضعتها أمامهم على المائدة فعم الصمت وبدأ كل منهم في تناول الطعام.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

انفرجت شفتي إيهاب بعدما سمع ما قالته منار ورأى وصولات الأمانة التي جعلت عبد الستار يوقع عليها أثناء غيابه عن الوعي.

أمسك إيهاب بالوصولات بين يديه ونظر لها متسائلا بحيرة فهي لم تخبره أنها تفكر في القيام بهذا الأمر:

-”أنا مش فاهم أنتِ خليتيه ليه يمضي على الوصولات دي وإحنا أصلا عرفنا ناخد البيت زي ما كنا عايزين؟”

ابتسمت منار وجلست بجواره ثم طوقته بذراعيها وهي تقول:

-“مش عيب يا إيهاب يا حبيبي تسأل سؤال زي ده، أنا وأنت عارفين كويس أن أبوك مكانش هيسكت على موضوع البيت وده السبب اللي خلاني عملت العصير وحطيت فيه مخدر وخليته يمضي على وصولات أمانة عشان لو فكر يعمل أي حاجة ضدنا أو يقـ…ـل أدبه عليا تاني زي ما عمل قبل كده نبقى ماسكينه من إيده اللي بتوجعه”.

راق هذا التصرف لإيهاب فهذا الأمر سيجعل عبد الستار ذ.ليلا أمامهما ولن يتجرأ على عصيانهما لأن السجن سوف يكون مصيره المحتوم إذا فعل ذلك.

همست منار بانكـ..ـسار مصطنع حتى تؤثر على زوجها وتجعله خاضعا لرغبتها دون أن يؤنبه ضميره:

-“أنا عملت ده كله يا إيهاب عشان خاطر مستقبل أولادنا لأن لو مش أمنت ليهم مستقبلهم من دلوقتي ساعتها ممكن عبد الستار ينـ…ــهش حقهم بأسنانه زي ما جوز أمي عمل كده معايا زمان”.

تطلع لها إيهاب بعدم استيعاب وضيق عينيه بتساؤل وقبل أن يستفسر منها ويتأكد مما يشك به أمسكت بيده ووضعتها على بطنها وهي تهتف بابتسامة:

-“أيوة يا حبيبي أنا حامل في شهرين والدكتورة قالتلي أنهم توأم”.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

علم بهاء بخطبة مريم وشريف وشعر بغيـ ــظ شديد ولكنه قرر ألا يسمح لهذا الغضـ..ــب أن يعطله عن تنفيذ الخطة التي ظل يعد لها طوال الفترة الماضية.

وجه بهاء حديثه إلى الرجل الذي يقف خلفه وسأله باهتمام وهو يتطلع أمامه بملامح واجمة:

-“إيه الأخبار يا سيد؟ كل حاجة جاهزة ولا محتاج وقت أطول؟”

أجابه سيد بجدية وهو يهز رأسه بإيجاب:

-“لا اطمن خالص، أنا جاهز أنفذ كل حاجة النهاردة لأن مفيش داعي نأجل زي ما أنت قولتلي امبارح، أنا خلاص اتصرفت في العربية اللي هنفذ بيها واتفقت مع الراجل اللي هيسوقها وكل الأمور تمام وهنكون قدام المدرسة الساعة واحدة الظهر”.

تحدث بهاء بغـ ـيظ وهو ينظر في شاشة هاتفه إلى صور خطبة مريم التي حصل عليها من حساب شريف الشخصي على الفيس بوك:

-“روح دلوقتي واستناها قدام المدرسة، أنا عايزها تكون قدامي قبل الساعة اتنين”.

مر بضع ساعات وانتهى وقت دوام سلمى عن الموعد المعتاد بخمس وأربعين دقيقة بسبب غياب المعلم الذي يقدم الحصة الأخيرة ولهذا السبب وقفت سلمى أمام المدرسة وانتظرت قدوم والدتها التي تأتي دائما لاصطحابها.

أخذت سلمى تحك جبهتها بتأفف فهي تعلم جيدا أنها ستنتظر لوقت ليس بالقليل وذلك لأن والدتها لا تعلم أنها خرجت من المدرسة مبكرا عن الموعد الطبيعي.

كان سيد يجلس داخل السيارة ويراقب الطريق جيدا وعندما قل عدد المارة استغل الفرصة وأمر السائق أن يتوجه نحو سلمى التي كانت تحتمي من أشعة الشمس الحارقة بالوقوف أسفل شجرة كبيرة.

توقفت السيارة أمام سلمى التي شعرت بالخــ ـوف وحاولت أن تهـ ـرب ولكن التقطتها يدي سيد الذي كـ ـمم فمها وأدخلها عنــ ـوة إلى السيارة ثم أشار للسائق أن يتحرك بسرعة ويغادر المنطقة قبل أن ينتبه أحد لما جرى.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شظايا أنثى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى