روايات

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو

رواية أجنبية بقبضة صعيدي البارت العشرون

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الجزء العشرون

رواية أجنبية بقبضة صعيدي
رواية أجنبية بقبضة صعيدي

رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة العشرون

دلف “عاصم” إلى الغرفة مساءًا قلقان خصيصًا بعد أختفاء زوجته طيلة اليوم بعد حضور والدتها، رأها جالسة على الفراش صامتة فجلس جوارها وهو يقول بخفة:-
-مساء الخير
لم تجيب عليه بل ظلت صامتة وهادئة تمامًا كأنها لم تشعر بوجوده ولم تستمع لكلمته، دُهش “عاصم” من صمتها فهز كتفها بلطف وهو يقول:-
-حلا
نظرت “حلا” له بأندهاش وكأنها فاقت من شرودها اخيرًا لتراه جالسًا بقربها سأل “عاصم” بقلق شديد:-
-مالك!؟
هزت رأسها بلا بضيق شديد وترجلت من الفراش بتعب وهى تقول:-

 

-مفيش حاجة
خرجت من الغرفة هاربة من أسئلته الكثيرة وفضوله، بنفس اللحظة خائفة من ضعفها وأحتوائه له وعقلها لم يكفى عن التفكير نهائيًا فما قالته والدتها، كونها ليست ابنه لهذه العائلةوأبتزازها بهذا الطفل الموجود فى أحشائها، لم يستوعب عقلها كل هذه الأحداث التى سقطت عليه اليوم لتقف بشرفة الغرفة وهى لا تملك مخرجًا لهذا الأمر نهائيًا ……
_____________________________
أستيقظت “مُفيدة” من نومها على صوت “سارة” ابنتها تقول:-
-يا ماما الفطار جاهزة
ظلت محلها لم تتحرك وقالت بضيق شديد:-
-مش واكلة
ربتت “سارة” على كتف والدتها بضيق شديد ثم قالت:-
-وبعدين يا أمى بجالك يومين حابسة نفسك أكدة فى الأوضة
صاحت بنبرة مُنفعلة جدًا وهى تقول:-
-هو مش عاصم بيه جعدها ويايا أهنا فى نفس الدار، مهموش كسرتى وجهرتى وكل اللى فكر فيه هو مرته وتفضل أمها جارها أهنا متفارجش، مش كفاية عليا انى متحملة مرته بنت جوزى لا كمان جعدلي ضرتى أهنا…
ربتت “سارة” على كتفها بحنان وهى تقول:-
-متهتميش بها ولا كأنها موجودة أهنا، شوية تراب فى البيت وخلاص، أنا لو مكانك وخلاص الراجل اللى بتتخانجوا عليه راح ، أجوم البس وأتزوج أكدة وأبجى هانم وأخرج اكيدها وأفرسها
نظرت “مفيدة” إلى ابنتها بصمت لتشير “سارة” لها بنعم بخبث شديد…..
كانت “جوليا” جالسة فى على الوسادة بالأرض فى القاعدة العربية وتضع أمامها طبق من الفاكهة وفى يدها سكينًا للفاكهة صغير، فسمعت صوت “مُفيدة” تقول:-
-يا ناجية، أعمليلي فنجان جهوة يظبط دماغي

 

رفعت “جوليا” نظرها إلى “مفيدة” فرأتها تسير نحو الصالون المقابل لها مُرتدية عباءة استقبال زرقاء اللون ، غالية الثمن من جمالها وكأنها عباءة صُنعت للملوك والأثرياء فضفاضة وتشبه بأكمامها أجنحة الفراشات، مظرزة من منطقة الصدر بفصوص فضية وخيوطًا بيضاء،وأصوات الأساور الذهبية التى تحتضن معصميها يخترق أذن “جوليا”، رفعت “جوليا” حاجبيها بغرور وهى تتحاشي النظر لها من الضيق، دق باب المنزل لتفتح “ناحية” وكانت مرأة من الغجر فور رؤيتها لـ “مفيدة” هرعت نحوها بحماس حتى وصلت إليها تقبل يدها وجلست بالأرض قرب قدميها وهى تقول:-
-والله كل مرة بشوفك يا ست الناس بلاجيكي صغرت 20 سنة
تبسمت “مُفيدة” بعفوية بينما قهقهت “جوليا” ضاحكة بقوة لتنظر “مُفيدة” لها هى وهذه المرأة بأغتياظ شديد، تمتمت المرأة قائلة:-
-وا مالها دى
تأففت “مُفيدة” بضيق شديد قائلة:-
-مجنونة مالنا صالح بيها، جولي
بدأت المرأة بضرب الحجارة معًا على الأرض وهى تحول قراءة الطالع لـ “مُفيدة” وقالت:-
-عقربة ….لا دى حرباية … حرباية سامة واجفة فى طريجك يا ست الناس
نظرت “مُفيدة” بسخرية نحو “جوليا” وقالت:-
-دى عارفاها من جبل ما تجوليها أصلى شوفتها حرباية مش بس سامة …
كزت على اسمها وهى ترمق “جوليا” بغضب كامن بداخلها:-

 

-دى نجسة بنت كلاب … كلمي يمكن تلاجي شعرها أصفر وعينيها خضراء
نظرت المرأة على “جوليا” بسخرية وتبسمت مما أثار غضب “جوليا” وتركت طبق الفاكهة من يدها وظلت تحدق بها، تابعت المرأة بنبرة مُخيفة حزينة قائلة:-
-مهمتلكيش فى حالك يا ست الناس، أحذري منها ومتأمنلهاش، أوعاكِ تدخليها دارك لأحسن تحرجه بسمها
رفعت “مفيدة” نظرها عن هذه المرأة وقالت بضيق بينما ترمق “جوليا”:-
-متخافيش هى بس تفكر تجرب منى ومهلاجيش عندي غير الشبشب نازل على دماغها
جاءت “ناجية” بفنجان القهوة وقبل أن تتابع هذه المرأة حديثها أتاها صوت “جوليا” من الخلف وهى تقول:-
-أحترمي حالك يا مفيدة أنا ساكتة بس نظرًا لسنك
وقفت “مفيدة” من مكانها غيظًا من كلمات هذه المرأة وقالت:-
-سن مين يا سن، دا أنا أصغر منك يا عرة النسوة، أنا طبيعي وربًا يا عينى مش كل شهر عند دكتور أنفخ وأشوفت، ما تبصي يا بت زين جبل ما تتكلمى، دا أنا ستك وست ناسك وبلدك كلتها
قهقهت “جوليا” ضاحكة بطريقة مستفزة وساخرة بعد أن وقفت الغجرية من مكانها ووضعت “ناجية” الفنجان من يدها ثم قالت:-
-ست مين يا مفيدة؟ لو كنتِ ستى صحيح مكنش تركك وأختارنى

 

حاولت “مفيدة” أن تنقض عليها تبرحها ضربًا لكن مسكتها الغجرية و”ناجية” لتنفعل بضيق شديد قائلة:-
-لا هو تركنى لأن حب يجرب النوع الرخيص، لما لعب الجمار وبعد عن ربه، ما هو على رأي المثل الطيور على أشكال تجع، كان ويايا شيخ البلد رجل محترم يتحلف بأسمه لكن أول ما لفتي عليه كيف الحية بجى بتاع جمار وحشاش، كيفك بالظبط، عديمة الأخلاج والتربية، واللى زيك كتير أنزل أتفرج عليهم فى الكباريهات، نسوة رخيصة تبوعه نفسكوا عشان ليلة، لكن أنا هانم طرف عبايتى ميلمحهوش رجل يا رخيصة
لم تبالي “جوليا” لحديثها عن الأخلاق والقيم فهى لم تنكر نهائيًا حقيقتها لتقول بسخرية ولهجة باردة:-
-الرخيصة دى قدرت تأخده منك وتتركك هنا تموتي من غيظ، اليوم يمر عليكى سنة لحد ما كبرتي وعجزتى حتى لو سنك صغير، الرخيصة دى قدرت تحرق قلبك يا ست الهوانم، بس لو عايزة الحق، تستاهلي لأن الست اللى ما تحافظ على جوزها تستاهل يخونها، وأنا ست تعجب الكل، عمرى ما قابلت رجل وما عجبته أصلًا أمكانيات يا طنط، أصل الست الى ما تعرف تعجب جوزها ما تبقي… لا مؤاخذة ست
لم تتمالك “مُفيدة” أعصابها أكثر من ذلك ودفعت الغجرية بعيدًا وصعدت الخمس درجات نحو القاعدة العربية وأنقضت على “جوليا” تمسكها من شعرها حتى اسقطتها أرضًا وجلست فوقها وهى تقول:-
-ودينى لأربكي
بدأت الغجرية و”ناجية” فى الصراخ بهلع وهم يحاوله أبعاد “مُفيدة” عنها لتدفع “مثلإيدة” الغجرية مما جعل “جوليا” تنتهز الفرصة وتمسك شعرها لتقلب الوضعية وتبقي “مفيدة” أسفلها…
فتح “حلا” عينيها على صوت الصراخ وبعد أن تأكدت من أنه بالخارج ترجلت من الفراش وهى تأخذ الروب فى يدها وترتديه ثم خرجت من باب الغرفة وهلعت عندما رأت والدتها فوق “مُفيدة” ويتعاركون، لم تُصدق ما تراه وأسرعت نحوهما لتحاول أبعاد والدتها عن “مفيدة” وهى تصرخ بخوف قائلة:-
-جوليا… أبعد عنها يا جوليا
دفعتها “جوليا” بقوة بعيدًا لتسقط عن الدرجات للأسفل، ومع صرختها توقف الجميع عن الصرخ وهرعت “جوليا” للأسفل نحو “حلا” بخوف من أن يكن أصابها شيء هى أو طفلها، أسرعت “مُفيدة” نحوها خوفًا من “عاصم” وغضبه إذا أصاب ابنه شيئًا.
حاولت “جوليا” مُساعدة “حلا” لكنها كرهت وأشمئزت أن تلمسها “جوليا” خصيصًا بعد أن أدركت أن كل هذا الخوف ليس عليها بل على طفلها الذي بمثابة ثمرة جنى المال لها، تشبثت بيدي “ناجية” بألم شديد وأخذوها إلى الأريكة جلست “مُفيدة” جوارها بقلق وهى تقول:-
-أنتِ زينة؟… حاسة بحاجة
تنفست “حلا” بهدوء وهى تتألم وتعابير وجهها الشاحب من الألم واضحة، أومأت إليها بنعم وهى تعود بظهرها للخلف، مسحت “مٌفيدة” على جبينها بلطف وهى تقول:-

 

-أتنفسي براحة؟
لمست “جوليا” يدها بلطف لتسحب “حلا” يدها سريعًا منها وهى تصرخ بضيق لم تتحمله:-
-ما تلمسنى إياكِ
نظرت “مُفيدة” لها بأندهاش ثم إلى “جوليا” ثم قالت:-
-أهدئي يا حلا، بلاش العصبية
أغمضت عينيها بأرهاق وبدأت تنظم أنفاسها بلطف، وقفت “جوليا” من مكانها بعد أن شعرت بالأحراج وغادرت من أمامهم…..
_________________________________
أستعارت “هيام” بعض الكتب من المكتبة وبدأت تسجلهم مع الأمينة لتضع أمينة المكتبة كتابًا أخر فقالت “هيام” بهدوء:-
-أنا مختارتش دا
تبسمت الأمينة وهى تسجله دون أن تعرى أهتمام لرأيها وتقول:-
-دكتور أدهم همله ليكي
تنحنحت “هيام” بخجل من هذه الفتاة وأخذت الكتب ثم خرجت، جلست على مقعد خشبية بحماس وحدها قبل أن تذهب أن لأصدقائها ووضعت حقيبة ظهرها جوارها ثم فتحتها سريعًا وأخرجت الكتاب وهى تمرر صفحاته سريعًا باحثة عن الورقة التى تحتوى رسالته لكنها لم تجد فأغلقت الكتاب بضيق شديد وهى تقول:-
-أنا حتى مبجرأش أنجليزى وهو …..
توقفت عن الحديث وفتحت الكتاب مرة أخرى ومررت الصفحات ببطيء أكثر وبعد أن أنتبهت لدوائر المحاطة ببعض الحروف الأنجليزية بطريقة عشوائية وأخرجت ورقة صغيرة من حقيبتها وثم بدأت تدون الحروف بالترتيب مع ترتيب صفحاتها ثم أغلقت الكتاب بأندهاش وهى تنظر للورقة بضربات قلب مُتسارعة وهو لا يتوقف عن الخفقان بداخل ضلوعها الصلبة بعد أن رأت رسالته
(I love you, will you marry me? )
أزدردت لعابها بتوتر شديد وهى تنظر لهذه الورقة ولم تشعر بشيء حولها كأن العالم توقف الآن وتجمد الوقت بها للتو…
شعرت بأرتباك شديد ولم تستطيع التفكير جيدًا ثم ذهبت للمكتبة وأنتهزت فرصة أنشغال الأمينة مع طالب أخر وألقت بالكتاب جوراها ثم أسرعت للخارج لتستوقفها الأمينة قائلة:-
-هيام

 

ألتفت إليها بتوتر شديد ثم قالت:-
-نعم
سألتها عن سبب عودتها لتشير لها بالهاتف وهى تهرب من أمامها كأنها عادت لجلب هاتفها، غادرت “هيام” مُسرعة، جلست الأمينة على مكتبها لترى الكتاب أرضًا فتمتمت بخفوت:-
-أنا مدتهاش الكتاب… لما تيجى المرة الجاية
بنهاية اليوم الدراسي مر “أدهم” إلى المكتبة مُبتسمة ثم قدم عبوة من المشروب الغازي للأمينة لتنظر الأمينة لعبوة المشروب ثم قالت بعفوية:-
-أنا هأخدها مع أنى معملتش اللى طلبته منى
عقد حاجبيه بأندهاش لتقول :-
-والله طلعته عشان أدهولها بس نسيت هى تحطه فى الشنطة والمكتبة النهار دا كانت زحمة جدًا
رأت اليأس والحزن على وجه “أدهم” بعد أن علم بأن رسالته لم تصل لها بعد لتقول بحماس شديد:-
-متجلجش يا دكتور أول ما تيجى أخر الأسبوع ترجع الكتب هديهولها
تأفف بضيق شديد من أنتظاره لأسبوع كاملًا وغادر بضيق شديد….
_____________________________
كان “عاصم” جالسًا مع “مازن” وأمامهم “فايق الصديق” غاضبًا جدًا من موافقتهم على زواج “فريدة” من ابنه الأكبر “مصطفى” ثم سحبه كلمتهم وتزوجها “مازن” الآن ليقول “فايق” بضيق شديد:-
-إحنا مش جليلين فى البلد عشان تلعبوا بينا أكدة
تأفف “عاصم” بضيق من طريقة حديثه ليقول بأغتياظ:-
-يا حج فايج البنت مريدهوش وبتحب هتجوز ولد لواحدة جلبها وياه غيره، دا بجى اللى يدوس على كرامتكم
تأفف “فايق” بضيق شديد هو ينظر إلى “مصطفى” ولده ثم قال:-
-إحنا معندناش حاجة اسمها حب وكلام فارغ، واه كنت هجوزها له
كاد “مازن” أن يفقد أعصابه وهو يتحدث عن زوجته ليقول بضيق:-
-أنت عاوز ايه دلوجت يا حج فايج، فريدة بجت مرتى على سنة الله ورسوله والفرح أول الشهر أبجى هات ولدك وتعال أنا بعزمك
رفع “فايق” رأسه بغرور شديد وهو لا يهب هذا الرجل ثم قال:-
-الفرح دا مهتمش يا ولد الشرجاوى
ضرب “عاصم” نبوته بالأرض بضيق شديد ثم قال بأنفعال:-

 

-فوج أكدة يا فايج بيه أنا عاصم الشرجاوى، أختر كلام زين وأنت بتتحدد ويايا وكلمة كمان مهتعجبنيش ولدك دا اللى عاوز تجوزه هخليك تأخد جنازته، والفرح هيتم
كز “فايق” على أسنانه بضيق شديد ثم قال:-
-عشان يتم وتصف الجلوب، أنا جيت النهار دا
نظر “مازن” إلى “عاصم” بحيرة وهو لا يفهم كلماته ليتابع “فايق” بجدية حازمة:-
-أنا طالب يد بنتكم هُيام لولدى مصطفى
وقف “مازن” بضيق شديد وهويقول بصراخ:-
-جنت انت لتطلب يد أختى، أيه هى اي واحدة وخلاص
وقف “فايق” من مكانه مع ابنه بضيق شديد ثم قال بنبرة تهديد واضح:-
-أنا مهسمعش منكم رأى دلوجت، فكروا زين بس خدوا بالكم هُيام هتكون لولدى دا لمصلحتنا كلنا وإلا هتفتحوا بحور دم بينا ومهيكونش بينا تجارة ولا مصالح من بعدها
غادر “فايق” غاضبًا من هذا الرفض الذي لحق به وبدأت الآن البلد كلتها تتحدث عنه خصيصًا بعد أنتشر خبر أقترب موعد زفاف “فريدة” و”مازن”…..
نظر “مازن” إلى “عاصم” وقال بقلق علىأخته:-
-ناوى على ايه؟
وقف من مكانه وهو يهندم ملابسه ثم قال:-
-تعال نروح ولما أفكر هجولك

 

عادوا للمنزل وكانت “حلا” مُختفية لتسرع “ناجية” إلى “عاصم” وأخبرته بما حدث من شجار النساء صباحًا، سألها بقلق شديد على زوجته:-
-هى فين حلا؟
أبتلعت “ناحية” ريقها بخوف وقلق يلازمها من الصباح:-
-فى أوضة الست مُفيدة
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من مكانها وهرع إلى غرفة “مُفيدة” بقلق خصيصًا أن زوجته تركت جميع الغرف وبقت فى غرفة “مُفيدة” التى تكن لها كرهًا لا مثيل له يفيض من بحور العالم، فتح باب الغرفة ليرى “حلا” تبكى بأنهيار شديد و”مُفيدة” جالسة أمامها على الفراش وتضمها لأول مرة مُنذ أن جاءت لهنا، قال بتلعثم من الصدمة:-
-حلا
أبتعدت عن “مُفيدة” بخوف من ظهوره فجأة ونظرت إليه فقال:-
-أنتِ زينة؟
قالها وهو يسير نحوها فأومأت له بنعم وهى تجفف دموعها، قالت بصوت مبحوح:-
-كويسة ما تقلق
نظر إلى “مفيدة” لتقول ببرود شديد:-
-خد مرتك وهملونى دوشتنى من الصبح
أخذ “حلا” وهو يساندها بلطف وعينيه لا تفارق “مُفيدة” بأندهاش وهدوء “حلا” فكل مرة أجتمع هاتان الأثنين تشاجره وأصاب زوجته شيئًا، نظرت “حلا” بقلق إلى “مُفيدة” لتشير لها بنعم وهى تغمض عينيها بمعنى أن تذهب بأطمئنان لتغادر “حلا” مع زوجها، نظرت “مُفيدة” للمرأة بغضب شديد وهى تقول:-
-مكفكيش أنك لعبته الجمار كمان لبستى بنت مهيش بنته ودلوجت عاوزة تنهبي تعب وشج العائلة بجذرتك، وحياة ربي لأوريكى كيف هى الجذرة وكيد النسا هتتعلمى على يدى أنا ….

 

ساعدها “عاصم” فى الجلوس على الفراش ثم جلس جوارها وقال:-
-أنت زينة بجد؟
أومأت إليه بنعم فرفع يده إلى وجنتها يجفف دموعها التى بللت وجهها وقال بفضول:-
-أمال بتبكي ليه؟ جوليا!!
نظرت له بتوتر ثم قالت:-
-لا، عاصم ممكن أطلب طلب منك
أومأ إليها بنعم وهو ينزع عمامته ويقول:-
-أطلبي يا حلا، أنتِ هتستأذني
تنحنحت بتردد شديد فنظر إليها بقلق من ترددها فى الحديث لتقول:-
-ممكن تمشي جوليا من هنا؟
نظر لها بفضول شديد من طلبها ولم يستوعب لفظها لاسمها والدتها هكذا فرغم كل ما فعلته “جوليا” كانت تنعتها بأمها الآن تلفظ اسمها ولأول مرة ليقول:-
-عشان اللى حصل؟ أنا ممكن امشيها من البلد كلتها لو تحبي بس أفهم يا حلا نظرة الكره اللى فى عينيك دى وانتِ بتحددي عنها ليه؟ وأوعاكي تجولي أن السبب خناجة الصبح، لأن أنك تجعى غصب عنهم دى أبسط حاجة عملتها جوليا

 

فيكى من كل اللى حكيتى…. جربك من مرت عمي وكرهك اللى شايفه فى عينيك لأمك سببه حاجة أنتِ مخبية عليا يا حلا
هزت رأسها بلا بتوتر شديد وترجلت من الفراش ليمسك يدها بلطف قبل أن تهرب منه كعادتها فى أيامها الأخيرة وجذبها نحوه لتجلس على قدميه ويحيطها بذراعه والأخر يرفعه حتى يضع خصلات شعرها خلف أذنها بدلال وقال بنبرة دافئة:-
-أحكي ليا يا حلوتى،أيه اللى بيحصل وياكي؟ مالك وأيه اللى مبكيكي ومخليكى حزينة اكدة، ومكنش عاصم الشرقاوي ولد عمك وجوزك لو ما حلتك الموضوع
رفعت يدها إلى وجهه تلمس لحيته بحنان خائفة من فقده إذا علم بحقيقتها وكونهم لم تكن ابنة عمه وتجمعت الدموع فى عينيها وهى ترمقه بنظرها ثم قالت بتلعثم:-
-أنا عمرى ما حبت حاجة ولا حد فى حياتى كلها قد ما بحبك يا عاصم
أخذ يدها التى تلمس لحيته براحة يده ليضع قبلة فى قلب كفها بحنان ثم رفع رأسه لها وقال:-
-ولا أنا يا حلوتى، أصل ما عرفت الحب إلا وياكِ بس فهمنى مالك؟
رفعت ذراعيها بضعف شديد ولفتهم حول عنقه بخوف وجسدها ينتفض رعبًا من المستقبل المجهول وعانقته رغم أرتجافها وهى تُتمتم بحزن:-
-أنا حياتى كلها مشاكل، أصلًا أنا ولادتى كانت مشكلة، بس صدقنى أنا أضعف من أنى أعمل مشكلة ولا كنت أنا السبب والله القدر هو السبب يا عاصم، بعرف أن حياتى مستحيل تخلى من المصائب بس معلش خليك جنبي وما تتركنى، بعرف أن رب رزقك بزوجة ضعيفة بس أرحم ضعف قلبى وما تتركنى لحالي نهائيًا

 

أبعدها قليلًا حتى يري وجهها ودموعها المنهمرة بقلق شديد يزداد أكثر وأكثر ليقول:-
-جولتلك أنى مههملكيش يا حلا لكن قسمًا بربي لو ما جولتى اللى وصلك للمرحلة دى لهملك بجد
تطلعت له بصدمة من أجباره لها ولم يتوقف جسدها عن الأرتجاف، حدق بها بجدية صارمة عازمًا أمره على كشف ما تخفيه بالقوة إذا كانت ستلتزم الصمت……………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أجنبية بقبضة صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى