رواية آسر الحياة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية صبري
رواية آسر الحياة الجزء السابع والعشرون
رواية آسر الحياة البارت السابع والعشرون
رواية آسر الحياة الحلقة السابعة والعشرون
في منزل اسر :-
تفاجئ اسر بكل تلك الدماء من حوله وبوجه حياة الممتلئ بالكدمات كما انه لا يوجد نبض بها او حتي صوت تنفس ظل يصرخ منادياً باسمها كالطفل الصغير وعلي فجأة نهض من مكانه بسرعة فائقة وارتدي ملابسه علي عجالة ثم البسها الاسدال الخاص بالصلاة وحملها بين ذراعيه متوجهاً بها خارج المنزل وهو يهتف قائلاً برعب واصرار :- مش هسيبك تموتي ياحياة .
وضعها اسر بالسيارة وتولي القيادة متوجهاً بها الي اقرب مشفي حتي يقوم بأنقاذها كان يقود السيارة بسرعة رهيبة حتي كاد ان يصطدم بأكثر من سيارة بطريقة وهو ينظر اليها كل حين وآخر ويهتف قائلاً بصراخ :- حياة فوقي بقا فوقي .
وصل الي المشفي بأعجوبة وترجل من السيارة وتوجه الي الناحية الاخري وهو يهتف قائلاً بأصرار :- انتي بتاعتي انا ومفيش قوة علي الارض هتاخدك مني حتي الموت .
دلف بها الي المشفي وهتف قائلاً بصوت جهوري :- حد يلحقني مراتي بتمووووت عاااايز دكتوووورررر .
اقترب منه طبيب ومعه عدة ممرضين وقاموا بفحصها علي الفور بعد ان وضعت علي السرير النقال فهتف احدي الممرضين :- مفيش نبض يادكتور شكلها خلصانة .
ارتعش اسر لمجرد طرح هذا الامر امامه وكاد ان يسقط ارضاً من فرط خوفه وقلقه وندمه ولكنه تماسك بصعوبة بعد ان وصله هتاف الدكتور قائلاً بنبرة متعجلة :- اوضة عمليات بسرعة عندها نزيف حاد ولازم يوقف فوراً .
توتر الجو حول اسر اكثر وهو يري تلك الحركة السريعة لانقاذها بينما هي علي الفراش امامه غائبة عن الوعي لاتدري ماذا يدور حولها مغمضة العين مستسلمة لقدرها وكأنها سئمت وارهقت من قسوة الحياة معها فأرادت ان ترتاح اخيراً من كل مايحدث معها ظل اسر ينظر لها بندم شديد وعيناه تتجمد بها الدموع ونظراته تشع خوفاً من فقدانها لن يسامح نفسه ان فقدها بل كيف سيكمل الحياة بدونها فهي اصبحت كل حياته لايستطيع ان يعيش دون ان ينظر لها او يري ضحكتها ويشعر بحنانها التي تغرقه به شعر بنغزة في قلبه عندما تخيل الحياة بدونها فهي اصبحت حياته اذاً كيف يمكنه العيش من غيرها ادرك اسر في تلك اللحظة انه يحب حياة بل عاشقاً لها حد النخاع ولا يتمني شئ في تلك اللحظة من الله سوي ان يردها له سالمة ويجعلها تفيق فهو لايتحمل حياته بدونها افاق من شروده علي صوت الطبيب يهتف :- علي العمليات بسرعة مفيش وقت .
تحرك الطبيب ومعه حياة والممرضين واسر بجانبهم لا يبتعد بعينيه عنها وهو يناجي ربه ان يحفظها له كاد ان يدلف معها الي غرفة العمليات فهتف الطبيب بوجهه قائلاً :- ممنوع يااستاذ .
واغلق الباب بوجهه دون ان ينتظر رده فهو ليس لديه وقت لذلك ظل اسر لبعض الوقت امام باب غرفة العمليات وهو يحاول ان يستوعب ان التي بالداخل زوجته هو وهو من دفعها بفعلته للمجئ الي هنا ثم توجه بعد قليل وجلس علي احدي المقاعد الموجودة بالردهة وهو يتذكر مافعله معها وهي تنظر له بغرابة وصدمة مما يفعله وكأنها غير مستوعبة لما يحدث والان هو علي وشك ان يفقدها ولكن لا والف لا هو لن يسمح بذلك ليس بعد ان عشقها الي هذا الحد يخسرها بتلك الطريقة هو لن يسمح بخسارتها بالاساس ظل يناجي ربه وهو يدعو الله ان يحفظها له وانه سيبدأ معها من جديد بعيداً عن كل هذا الجو الفاسد من حولهم مرت عدة ساعات واسر يكاد ان يجن ويموت قلقاً عليها امام غرفة العمليات فلا يخرج احد حتي يطمئنه ولو بكلمة وبعد مرور عدة ساعات اخري خرج الطبيب وهو يتصبب عرقاً توجه اسر اليه علي الفور وهو يخشي ان يتحدث فيستمع الي ما لايرضيه فهتف الطبيب متسائلاً :- حضرتك جوزها صح ؟
اومئ له اسر بصمت وخوف فهتف الطبيب بأسف :- انا اسف جداً مش عارف اقول لحضرتك ايه .
انقض عليه اسر وامسكه من تلابيب ملابسه دون وعي منه وهتف قائلاً بعضب وخوف :- حياة حصلها حاجة .
الطبيب باختناق من قبضة اسر العنيفة :- يااستاذ هتخنق اديني فرصة انطق .
ابتعد عنه اسر فهتف الطبيب وهو يلتقط انفاسه :- المدام وضعها صعب جداً دي حالة اغتصاب وحشي عملتلها نزيف حاد ووقفناه بصعوبة ومتوقع يرجع تاني ووقتها هيكون فيه خطورة دة غير ان في شرخ ف الجمجمة ودي ادت الي غيبوبة مش معروف هتفوق منها امتي وف كسور ف اكتر من مكان ف الجسم دة غير طبعاً الكدمات اللي وشها الوضع صعب ولو ال 24 ساعة الجاين مروا علي خير يبقا كدة عدينا مرحلة الخطر بس مش هتخرج من العناية لحد ماتفوق من الغيبوبة .
نظر له اسر بصدمة وبلاهة ماذا يقول هذا الرجل نزيف حاد وعن اي اغتصاب يتحدث هل نطق كلمة غيبوبة هل حياة لن تفيق الان وتخرج معه من هنا هو لم يكن بوعيه عندما فعل بها هذا لم يكن يريد ان يحدث هذا بالاساس نظر له الطبيب بشك قائلاً :- انا مضطر ابلغ البوليس عن الحالة عشان يقدروا يوصلو بسرعة عن اللي عمل كدة .
نظر له اسر بصدمة اكبر هو يعلم انه يستحق العقاب وبشدة ولكن ماذا عن حياة ماذا عن موقفها ووضعها امام الناس كيف سيفعل بها هذا ويجعل الجميع يتحدث عنها حتي لو لم تكن هي المذنبة هو لايهمه الان سوي حيان لهذا يجب الا يصل هذا الامر الي الشرطة اطلاقاً علي الاقل حتي تفيق حياة من غيبوبتها وتقرر هي كيف ستعاقبه نظر الي الطبيب بجدية وثبات عكس مابداخله :- لا مش هتبلغ .
الطبيب بجدية :- مينفعش يااستاذ انا لازم اخلي مسئوليتي .
اسر بنبرة مخيفة :- انا مش استاذ انا العقيد اسر امن وطني واللي جوة دي مراتي واكيد مش هسمحلك تبلغ عشان سيرتها تبقا علي كل لسان .
توتر الطبيب بسبب نبرة اسر ورتبته ولكنه حاول ان يقنعه فهتف ببعض التوتر :- ايوة بس ….
قاطعه اسر بحدة :- مبسش انت مش هتعرف مصلحة مراتي اكتر مني .
الطبيب باستسلام :- اللي تشوفه حضرتك .
اسر بلهفة :- هي هتطلع امتي !
الطبيب بجدية :- هي حالياً هتطلع من العمليات وهتدخل علي العناية المركزة .
اومئ له اسر بصمت وبداخله حزن وندم يتأكله بسبي فعلته مع تلك المسكينة فتح باب الغرفة وخرجت حياة وهي علي السرير النقال ووجهها ممتلئ بالكدمات بالاضافة الي معظم الاماكن المربطة بجسدها بسبب الجبيرة الطبية اوقف اسر السرير بيديه ونظر لها بندم .. لهفة .. عشق .. حزن عميق كاد ان يقترب منها ويلمس وجهها فهتف الطبيب بجدية :- لازم تدخل العناية وتتحط علي الاجهزة دلوقتي حالاً .
تحرك الممرضين بحياة واسر يتابعها بعيناه وهو يشعر بقلبه يتمزق عليها ويخشي ان يفقدها حقاً هو لا يتحمل تلك الفكرة مطلقاً تحرك اسر خلفها فأوقفه الطبيب قائلاً :- الزيارة ممنوع مش هينفع تدخلها .
اسر بشر :- مفيش حاجة عندي اسمها ممنوع لو خايف علي وظيفتك تلاشاني خالص .
ثم تحرك خلفها حتي يلحق بها تاركاً الطبيب ينظر له بذهول قائلاً :- مجنون دة ولا ايه .
وصل اسر الي غرفة العناية وانتظر بالخارج حتي خرج اخر ممرض كان لديها ثم دخل بعده واغلق الباب خلفه باحكام واتجه اليها وجلس علي المقعد الموجود بجانب الفراش قرب كفيه من كفيها واحتضنهم بحنان ونظر لها بأعين باكية تفيض منها الندم وهو يتأملها وهي شاحبة كالاموات لم يشعر بدموعه وهي تسيل علي وجنتيه من مظهرها اقترب بوجهه من كفيها وطبع قبلة دافئة عليهم ثم انفجر بالبكاء وظل يبكي حتي هدأ قليلاً وهتف بندم :- اسف .. اذيتك كتير اوي وانتي استحملتيني وعدتيلي اكتر وكنتي بتغفريلي كل مرة .. خلتيني احبك لا خلتيني اعشقك واحتوتيني كأني ابنك حسيت معاكي بحاجات عمري ماكنت اتخيل اني احسها مع حد وعمري ماحسيتها قبل مااعرفك .. رفع رأسه ووجهه الغارق في البكاء ونظر لها وهو يلتهم تفاصيل وجهها المتورم اثر لكماته وهتف بحزن عميق :- بس بس انا مقدرتش النعمة اللي ف ايدي بمنتهي الغباء كنت بطلع عليكي عقدتي ومرضي قسيت عليكي كتير وافتريت وانتي متستاهليش كدة ابداً .. صمت لبرهة ثم اخد نفساً عميقاً حتي يلتقط انفاسه الهاربة اثر البكاء علي حالها وهتف بنبرة اشد ندماً ولا تخلو من عشقه لها :- معرفش ايه اللي حصلي اول ماسمعتك بتكلمي كدة ف الموبايل حسيت بخنقة وقهر وافكار وحشة اوي ياحياة جات ف دماغي فكرتني بحاجات اوحش وابشع وانا بتخيل انك بتحبي حد تاني غيري وممكن تسبيني عشانه نار بقت تنهش ف صدري وسواد عمي علي عيوني وانا بتخيل انك بين ايدين حد غيري ومحستش باللي انا بعمله ياحياة .. نهض سريعاً من مقعده وجلس بجانبها علي الفراش ومال برأسه قليلاً الي الاسفل حتي اسند جبهته علي جبهتها فهو يعشق تلك الحركة ويعلم انها تعشقها ايضاً وهتف قائلاً بنبرة حنونة نادمة :- سامحيني ياحياة هعيش عمري كله اطلب سماحك ليا رفع رأسه عنها وبأقل من الثانية تحولت نظراته الي شراسة وتنبعث من عيناه نظرات حارقة كفيلة بأحراق العالم اجمع وهتف بنبرة نارية شرسة :- بس لازم اخد حقي وحقك الاول .. حياتي اللي اتدموت دي ولسة بتدمر لازم ادفعم تمنها غالي اوي .. نظر لها وقد رقت نظراته كثيراً وتحولت الي نظرات حنونة للغاية واقترب منها وطبع قبلة دافئة ورقيقة علي شفتيها خوفاً من ان يؤلمها ثم ابتعد عنها وهتف بحنو وتصميم :- هرجعلك تاني متخافيش مش هسيبك …
ثم نهض من جانبها وترك يديها علي مضض وتحرك باتجاه الباب ورحل تاركاً اياها غائبة عن الوعي لاتدرك شئ مما حولها ولكنه يدرك ان النهاية قد اقتربت ……
******************************************
في منزل چيرمين :-
استيقظت چيرمين علي صوت رنين هاتفها فنظرت الي الهاتف بنصف عين وهي شبه نائمة وفتحت الاتصال قائلة بنعاس :- الو ايوة ياراشد .
راشد بحب مصطنع :- صباح الفل علي عيونك ياچيچي انتي لسة نايمة ولا ايه .
چيرمين وهي تعتدل بنومتها :- لا خلاص صحيت اهو .
راشد بخبث خفي :- وحشتيني ياحبيبتي وعايز اشوفك .
چيرمين بميوعة :- هو انت مش بتشبع من شوفتي ابداً ياراشد .
راشد بجراءة :- هو انا لسة عملت حاجة عشانة اشبع .
ضحكت چيرمين ضحكة مائعة ثم هتفت بعتاب :- بس انا زعلانة منك ياراشد .
راشد بلهفة مصطنعة :- ليه كدة بس ياجميلة الجميلات .
چيرمين بغل :- عشان اللي قولتلي اعمليه وعملته بالحرف الواحد مجابش نتيجة مع الزفتة اللي اسمها حياة دي خالص .
راشد بخبث :- مممممم دي شكلها بتحبه وهو كمان بيحبها عشان كدة بتثق فيه ومصدقتش كلمة منك .
قال هذا الحديث حتي يجعل نار الانتقام تشتعل بداخلها فهتفت بغضب :- متقولش بيحبها دي اسر ليا انا وبس .
راشد بلؤم :- بيني وبينك البت مزة وتتحب .
چيرمين باستغراب :- وانت عرفت منين !
توتر راشد قليلاً ولكنه تماسك وهتف قائلاً بثبات مصطنع :- عيب عليكي هو انا في حاجة تخفي عليا برضه .
چيرمين بالامبالاة :- اهي عندك اشبع بيها .
راشد وهو يحاول تغيير مجري الحديث هتف بنبرة لينة :- بقولك ايه ماتيجي نتقابل عاوز اشوفك .
چيرمين بنبرة ناعمة فهي لاتريد ان تخسره تلك الفترة تحديداً :- اوكي ساعة ونتقابل في المكان بتاعنا .
اغلق معها الهاتف علي وعد باللقاء بعد ساعة نهضت چيرمين من فراشها واستعدت للذهاب وترجلت خارج الغرفة متجهة الي الاسفل حيث وجدت والدتها السيدة مجيدة مرتدية ملابسها وعلي وشك الذهاب فهتفت چيرمين بتساؤل :- رايحة فين يامامي ؟
مجيدة بجدية :- عندي ندوة في النادي .. ثم نظرت لها باستغراب قائلة :- وانتي رايحة فين بدري كدة .
چيرمين بالامبالاة :- خارجة مع واحدة صاحبتي .
مجيدة وهي تومئ لها برأسها بصمت وتتجه الي باب المنزل :- اوكي اشوفك بالليل .
فتحت باب المنزل وشهقت بخضة وهي تقول بفزع :- اسر .
نظرت له برعب وهي تري عيناه المتورمة الحمراء كأنه لم ينم منذ زمن وذقنه النامية بعض الشئ بينما شعره مشعت وملابسه غير مهندمة وهناك اثار لدماء علي قميصه الابيض فهتفت بخوف :- ايه الدم اللي علي قميصك دة ايه اللي حصل .
نظر اليها ثم انتقل بأنظاره خلفها حتي لمح جسد چيرمين وهي تنظر له بصدمة واستغراب فتخطي مجيدة دون ان يعيرها اهتمام وتحرك باتجاه چيرمين وكل مايتذكره فعلته بحياة ومنظر جسدها الموصل بالاسلاك في المشفي وصل اليها فهتفت چيرمين بصدمة :- ايه اللي عمل فيك كدة يااسر .
وبمجرد ان انهت جملتها صدح صوت صفعة مدوية علي وجهها شهقت مجيدة بصدمة بينما وضعت چيرمين يدها مكان الصفعة ونظرت له بعدم استيعاب امسكها اسر من شعرها بعنف وقربها منه وهتف قائلاً بنبرة اشبه بفحيح الافاعي :- انتي السبب ف اللي عملته فيها عارفة الضوفر اللي بتطيره برقبة مليون واحدة زيك بس انا هاخد حقي منك ومنه اشتدت قبضته علي شعرها حتي يشعرها بالآلم وهتف بنبرة مخيفة :- عرفتيه ازاي وامتي !
چيرمين بعدم استيعاب لما يحدث :- هو مين دة انا مش فاهمة حاجة .
اسر بصوت جهوري غاضب :- عابدين عرفتي مين دة عرفتيه منين .
چيرمين بآلم وعدم فهم :- عابدين مين انا معرفش حد بالاسم دة .
اسر يهزها بين يديه بعنف :- متعرفيش حد اسمه عابدين امال مين اللي كان بيوصلك للبيت امبارح دة .
چيرمين بصدمة :- قصدك راشد .
اسر بصدمة :- راشد !! هو قالك ان اسمه راشد عرفتيه ازاي ياچيرمين اخلصي .
چيرمين وهي تتآلم :- اتعرفت عليه من فترة في النادي وطلعنا مع بعض كزا مرة .
تركها اسر حتي سقطت ارضاً عند قدميه وهي تتألم وهتف باشمئزاز :- اللي انتي طلعتي معاه دة ارهابي كبير اوي واكبر تاجر سلاح ف منظمة ارهابية كبيرة برة مصر وحاجات تانية كتير اوي انتي متعرفيش عنها حاجة اما بالنسبة ليكي ف انتي طلعتي معاه عشان انتي واحدة رخيصة بس مش اكتر .
ثم انخفض الي مستواها سريعاً واطبق بكف علي شعرها بعنف وبالكف الاخر علي فكها بنفس العنف وهتف بنبرة بطيئة مرعبة :- عايزك تبلغيه ان لعبتنا بتخلص خلاص وان موته هيكون علي ايدي وقريب .
تركها ورحل عن المكان سريعاً دون ان يلقي نظرة واحدة علي احداً منهم بينما هتفت مجيدة بعد قليل بصدمة :- ايه الكلام اللي بيقولوا اسر دة مين الراجل دة ياچيرمين .
كانت چيرمين تنظر امامها بصدمة وعدم استيعاب افاقت من صدمتها علي صوت والدتها تهتف بصريخ :- انطقي فهميني ف ايه بالظبط .
نظرت لها چيرمين ثم نهضت من مكانها وركضت الي الخارج دون الاهتمام بنداء والدتها المتكرر وهي تري شياطين الارض تتراقص حولها من شدة غضبها ……
******************************************
عودة الي منزل اسر :-
وصل اسر الي منزله وهو يشعر انه بلا روح وكأن رجل آلي يسير علي قدميه دون شعور دلف الي منزله وفتح الاضاءة وظل ينظر حوله وهو ينتظر ان تأتي حياة وتستقبله علي باب المنزل فيقبلها كما اعتاد حتي تهرب منه الي المطبخ لتقوم بأعداد الطعام له فهو حتي الان لا يستوعب كل ماحدث او انها بالمشفي بين الحياة والموت شعر بدموعه تسيل علي وجهه وهو يدرك انها ليست بالمنزل ولكن عطرها يفوح بالمكان صوت ضحكاتها تتردد حوله ابتسامتها الرقيقة الجذابة لاتفارق مخيلته دلف الي غرفة النوم ونظر لها بصدمة وندم وهو يري الدمار الذي احدثه بالمكان ثم نظر الي الفراش وهاله منظر الدماء المطبوعة عليه كيف فعل بها هذا لقد ذبحها نعم ذبحها بسكين بارد انتقم فيها من من خانته اخرج عقدته عليها وافرغ شحنات غضبه وانتقامه بها بتلك المسكينة التي لم يكن لها ذنب سوي ان القدر القاها بطريقه الذي تفوح منه رائحة الخيانة والغدر والانتقام وها هو اخر طريق انتقامه علي وشك ان يفقد اكثر انسانة احبها علي وجه الارض ولم يدرك هذا العشق المكنون بقلبه تجاهها سوي الان وهو علي وشك خسارتها افاق من شروده علي صوت هاتفه يرن وكان قد نساه بالمنزل قبل ان يذهب بحياة الي المشفي اتجه نحو الهاتف وامسك به وكان المتصل جاسم فتح الخط ووضع الهاتف علي اذنه حتي أتاه صوت جاسم يهتف بغيظ :- انت فين بابني ادم من امبارح انت ومراتك علي قالب عليكم الدنيا وقلقان جداً علي حياة .
لم يجيبه اسر بل شعر وكأنه فقد القدرو علي النطق فهتف جاسم مجدداً :- الو اسر انت معايا .
اسر بنبرة فاقدة للحياة :- معاك .
جاسم بتوجس :- نبرة صوتك بتقول ان في مصيبة صح .
لم يجيبه اسر مجدداً لعدة دقائق فصرخ جاسم :- ماتنطق ف ايه انت عملت ايه يااسر .
اسر بهدوء ميت ولا شعور او وعي وكأنه يحكي قصة عن شخص اخر وليس هو قام بسرد كل ماحدث علي جاسم بالتفصيل بداية من حديث عبدالله عنها حتي ماحدث منذ عدة ساعات انتهي من السرد والتزم الصمت فساد صمت ثقيل مهيب بينهم لعدة دقائقة حتي هتف جاسم بصدمة شديدةة:- انت .. انت عملت فيها كدة .. ليه عملت ايه فيك .
لم يجيبه اسر بل ظلت دموع تسيل علي وجهه بصمت تام ولم يشعر به جاسم حتي هتف قائلاً بغضب عاصف :- عملت فيها كدة ليه يااخي طب من اول قلم مصعبتش عليك وهي بتنزف قدامك .
صمت لدقيقة حتي يسيطر علي انفاسه الغاضبة بينما اسر علي الطرف الاخر من الهاتف يتأكله الندم والحزن والخوف خصيصاً بعد حديث جاسم له فهتف الاخير قائلاً بنبرة صارمة :- انت ف اني زفت مستشفي دلوقتي !
اعطاه اسر اسم المشفي فأخبره جاسم انه سيقابله هناك في الحال وبالفعل بعد مرور ساعة كان جاسم يدلف الي المشفي وسأل عن غرفة حياة فأخبروا انها بالعناية المركزة فاتجه الي هناك علي الفور وعندما وصل وجد اسر يقف بالخارج امام زجاج العناية وهو يتابع حياة بأنظاره وعيناه لم تغفل عنها فشعر اسر بوجود شخص ما معه وبمجرد ان التفت حتي تلقي لكمة عنيفة من يد حديدية القته ارضاً من شدتها فهتف جاسم بغضب وهو ينظر له جالس علي الارض مستسلم باستسلام غير معهود :- كان نفسي اديك الضربة دي من اول ماعرفت انك دخلت حياتها بالغصب وكنت بتحوم حواليها عشان توقعها وتثبت لنفسك ان كلهم وسخين وخاينين بس لا محدش مريض غيرك مريض بالشك وبعدم الثقة ف اللي حواليك وف نفسك كمان واللي حصلك زمان دة مش مبرر اصلاً عشان تعمل فيها كدة او ف غيرها اخدتها بذنب واحدة تانية خاينة وغدارة دلوقتي مرتاح وانت هتخسرها خلاص .
نظر له اسر بلهفة وندم يريد ان يتوسله حتي لايتفوه بهذا الحديث فهو لايستوعب فكرة خسارتها وفقدانها فتلك ستكون النهاية بالنسبة له فأكمل جاسم قائلاً بقسوة :- ايوة خسرتها انت فكرك حتي لو فاقت هتسامحك تبقا غلطان عمرها ماهتسامحك ع اللي عملته فيها دة يااسر عمرها وانت تستاهل كل اللي هيجري فيك .
صدح صوت رنين هاتف جاسم وكان المتصل علي فهتف قائلاً :- دة علي .
نظر اسر وجاسم كلاً منهم الي بعضهم البعض بنظرة تعني انه لامفر من قول الحقيقة فبالاخير سيعلم الجميع بالامر وكلاهما مدركان لتلك الحقيقة جيداً لذلك فتح جاسم الخط قائلاً بهدوء قدر استطاعته :- الو ايوة ياعلي .
علي بلهفة وخوف :- جاسم انت مش بترود عليا ليه انت كمان ولا حتي اسر ولا حياة فتحت فونها مع ان دة معاد جامعتها هي حياة كويسة انا حاسس ان فيها حاجة .
لم يجيبه جاسم وظل صامتاً لا يعرف ماذا او كيف يخبره فالامر صعب وليس بالامر الهين فهذه اخته بالداخل محاطة بالعديد من الاجهزة بين الحياة والموت والسبب اقرب صديق له وهو امامه الان يبدوا منهزم بل منكسر لم يتحمل علي الصمت اكثر من هذا فهتف بغضب :- اختي حصلها ايه انطق .
هتف جاسم بهدوء ماقبل العاصفة :- انا هحكيلك كل حاجة من الاول .
قص عليه كل شئ من البداية منذ بداية معرفة اسر بحياة وكيف عرفها ثم اكتشاف اهل حياة لمكان هروبها واتهامهم بوجود علاقة بين اسر وحياة مما دفعها للهرب وهذا الامر الذي افاد اسر كثيراً ختي يتزوجها وبالفعل تزوجها ثم حياتهم سوياً بعد الزواج وحديث عبدالله لاسر عن حياة ليلة الزفاف واخيراً قام بقص كل ماحدث ليلة البارحة علي علي اخبره كل شئ بصورة مختصرة ثم هتف قائلاً :- هو دة كل اللي حصل .
وصله صوت اغلاق الخط بوجهه فنظر الي اسر قائلاً باستغراب :- قفل السكة ف وشي .
تحولت نظرات اسر الي الخوف وهو لايعلم ماذا ستكون ردة فعل اهل حياة ولكن ماجعله مطمئن هو انه لايوجد احد متقبلها بالعائلة بعد امر هروبها سوي علي ووالدتها وتلك السيدة لاخوف منها علي الاطلاق اما علي هو يستطيع مواجهته بالواقع هو يستطيع مواجهة جيش بأكمله او العالم اجمع حتي تظل حياة معه وبين احضانه تنهد بخوف وقلق وهو في انتظار ماسيحدث ولا يعلمه …
******************************************
وصلت چيرمين الي ڤيلا عابدين بعد ان هاتفته في الطريق وطلبت منه عنوان منزله لانها بحاجة للحديث معه بمكان هادئ وبالطبع بطريقتها المغوية وافقها عابدين واملاها عنوان ڤيلته استقبلها عابدين قائلاً بنظرات جريئة وابتسامة خبيثة :- وانا اقول المكان نور ليه اهلاً اهلاً ..
فور ان انهي جملته عالجته بصفعة قوية فنظر لها بصدمة بعد ان استوعب الامر :- انتي ايه اللي انتي عملتيه دة !!
چيرمين بغل :- دة حقي عشان مش انا اللي يضحك عليا ياا .. ياعابدين .
عابدين بصدمة اشد :- عابدين !!
چيرمين بسخرية :- ايه كنت فاكر اني مش هعرف ولا ايه اسم تاجر السلاح وزعيم العصابة .
عابدين بذهول :- انتي عرفتي كل دة منين .
چيرمين بحقد :- هو دة كل اللي همك مش همك وشك الحقيقي ووساختك اللي اتكشفوا قدامي .
تحولت نظرات عابدين الي نظرات شرسة ومخيفة واقترب منها بسرعة وامسكها بقبضتيه من ذراعيها بشدة المتها وهتف قائلاً بنبرة مخيفة :- وساختي !! هي مش وساختي دي برضه اللي كانت عجباكي وانا بترجمها علي هيئة كلام جرئ ولا مكنتش عجباكي وقتها .
ثم هزها بين يديه قائلاً بصوت جهوري :- انطقي مين غيرك يعرف كل دة وقالك عليه .
چيرمين بحقد دفين :- اسر هو اللي قالي علي حقيقتك وقالي ابلغك ان لعبتكم بتخلص خلاص وموتك قريب وعلي ايديه .
صدح بالاجواء صوت ضحكة شيطانية نابعة من هذا الشيطان الماثل امامها وهتف قائلاً بشر :- عارفة اسر دة بقاله كام سنة مش عارف يوصلي واراهنك انه مستعد يدفع عمره كله مقابل مكاني ودة اللي انا هعمله انا هاخد عمره كله .
ارتشعت چيرمين بين يديه وهب تري هذا الوجه منه كيف لم تنتبه له من قبل ولكن غرورها وتكبرها كانا يمنعان عنها رؤية الحقائق من حولها نظرت له بكره وهتف قائلة :- مش هتقدر تقربله ياعابدين .
ثم حاولت ان تبتعد عنه وهي تقول :- ابعد عني سيبني عاوزة امشي .
عابدين بخبث :- تمشي فين ياحلوة هو دخول الحمام زي خروجة ولا ايه .
ارتعبت چيرمين من نبرته ولكنها لم تظهر له فهتفت بثبات مصطنع :- ابعد كدة انت فاكرني هخاف ولا ايه انا هطلع يعني هطلع .
نظر لها بغموض ثم ابتعد عنها عدة خطوات للخلف فظلت تفرك ذراعيها مكان قبضته العنيفة فصدح صوته الجهوري وهو يهتف :- عدنااان .. عدنااااان .
وبعد مرور عدة دقائق ظهر المدعو عدنان ومعه ثلاث رجال اشداء بث مظهرهم الرعب في قلب چيرمين فهتف عابدين بغموض :- خلي رجالتك ياخدوها علي المكان بتاعنا .
عدنان بخبث :- اوامرك ياعابدين .
اقترب منها احدي الرجاا فصرخت برعب :- ابعد عني انت مجنون انا هطلع بقولك يعني هطلع .
ضحك عابدين وعدنان بقوة فاقترب منها الرجل واعاق حركتها وحملها بسهولة ثم انسحب هو والرجال وهي معهم تنفيذاً لاوامر عابدين فهتف عدنان بتساؤل :- ناوي تعمل ايه دلوقتي ؟
عابدين بحقد :- لازم امشي من هنا الاول لانه عرف اني ف مصر وبقا متأكد من كدة كمان ومش بعيد يكون قدر يوصل لمكاني عشان كدة لازم امشي لاني معرفش هو بيفكر ف ايه دلوقتي .
عدنان بجدية :- تمام هجهزلك المكان التاني واصلاً معاد العملية قرب وقربت تسيب مصر .
اومئ له عابدين بشرود وكاد ان يتحرك مبتعداً ولكنه توقف وهتف قائلاً بغموض :- مش هوصيك علي چيرمين .
عدنان بضحكة خبيثة :- دي ف عيوني .
رحل عابدين وهو يدرك ان النهاية اوشكت علي الاقتراب ولكنها بالتأكيد ليست نهايته …..
******************************************
وبأحدي المناطق الصحراوية القريبة من البلد نجد عدد لابأس به من الرجال وقد ظهروا من قبل فهذه هي العصابة التي تتاجر بتلك السموم البيضاء بأنحاء الصعيد يقف زعيم العصابة الاولي امام زعيم العصابة الثانية بينما يقوم رجالهم بنقل الصناديق المحملة بالاموال والبضاعة المطلوبة وقبل ان يوشك رجالهم علي الانتهاء من عملية النقل صدح صوت طلق ناري بالهواء وهتاف جهوري :- سلموا نفسكم احنا محاصرين المكان .
تفاجئ الطرفان بما يحدث واشهروا اسلحتهم وبدأت عمليه تبادل اطلاق النيران وبعد مرور وقت ليس بطويل سقط اطراف العصابات واحداً تلو الاخر وقد تم قتل زعيم العصابة الاولي بطلق ناري من قبل قوات الشرطة وبعد ان توقف اطلاق النار اقترب احدي رجال الامن لمعاينة الجثث والقتلي فاقترب من زعيم العصابة الاولي وكشف عن وجهه ثم قام بتفتيشه للبحث عن هويته وبعد ان اخرجها هتف قائلاً :- عبدالله جبران .
وبعد مرور ساعة من الزمن توقف عدد من افراد الامن امام منزل عائلة الحاج جبران فتحت الخادمة الباب وشهقت برعب من وجودهم فهتف احدي افراد الامن قائلاً بتساؤل :- الحاج جبران موجود ؟
الخادمة بتوتر :- ايوة موچود .
هتف الظابط قائلاً :- روحي ناديه .
اتي الحاج جبران في ذلك الوقت وهتف قائلاً بجدية :- خير ياحضرة الظابط ف ايه..
الظابط بجدية :- كنا عاوزين حضرتك ياحاج جبران عشان تستلم جثة ابنك .
جبران بصدمة وخوف :- ولدي مين !! كيف يعني !!
الظابط بجدية :- ابن حضرتك عبدالله جبران كان بيتاجر ف المخدرات والنهاردة اثناء الهجوم عليه هو ورجالته تم تبادل اطلاق النار بينا وبينهم واتقتل .
سليم بصدمة :- عبدالله اخوي تاچر مخدرات !!
القي الحاج جبران بجسده علي المقعد بجانبه وهو يقول بصدمة وحزن :- لله الامر من قبل ومن بعد .. اللهم اجرني ف مصيبتي واخلف لي خيراً منها .
انتشر الخبر بالمنزل وبدأت النساء بالبكاء والعويل علي المفقود وبعد مرور عدة ساعات كان الخبر قد انتشر بالبلد وقد عرف الجميع الامر …….
******************************************
في منزل الحاج علوان :-
كان علي بغرفته لايستطيع ان يفيق من صدمته بما حدث لحياة كيف حدث لها كل هذا وبالاصح كيف واجهت وحدها كل هذا اخته حياة الرقيقة الهشة واجهت كل هذا وحدها وهو هنا بالبلد يستمع الي كلمة ابيه واوامره الصارمة بدلاً من ان يكون بجوارها وسندها هو لم يهربها من هنا الا ليرحمها من تلك الزيجة وهذا القهر الذي تعيشه بهذا المنزل اخرجها من قهر والده حتي يلقيها بين براثن اسر الملقب بزوجها بدلاً من ان يحتويها بل بالعكس جعلها تعاني معه ولم يرحمها كيف قاموا بتزويجها له هكذا ببساطة وسهولة ولم يتحمل احد نتيجة تلك الزيجة سوي حياة نفسها وهي الان بين الحياة والموت ولا احد يعرف مصيرها بسبب فعلته الدنيئة معها ولكن لا والف لا لن يتركه ينعم بحياته دقيقة واحدة بعد تلك الفعلة سيذيقه الآلم بكافة الوانه وسيلقنه درساً لا ينساه ثم يأخذها منه ويبتعد بها عن وجه هذا الدنئ زوجها وهو يعلم ان الامر ليس بالهين ولكنه الان وبتلك اللحظة لن يهتم لاوامر والده بل سيلقيها عرض الحائط وسيذهب لانقاذ اخته مما هي فيه نهض علي من مكانه واستعد حتي يذهب الي القاهرة علي الفور …….
بينما في القاهرة كان علوان وصالح قد وصلا للتو الي المنزل فدلف كلاهما واستقبلتهم مهرة بابتسامة رقيقة وهي تقول :- حمدالله ع السلامة نورتوا .
علوان بجدية :- منور بيكي يامرت ولدي .
اقترب صالح بابتسامة عاشقة وهتف قائلاً :- منور بيكي ياغالية .
ابتسمت مهرة بخجل وهي ترمقه بنظرات تحذيرية حتي ينتبه لوجود والده وهتف بهدوء :- هروح احضرلكم الواكل .
ذهبت مهرة تتبعها نظرات صالح العاشقة الشغوفة وبعد ان رحلت دلف عبدالرحمن الي المنزل في تلك اللحظة وقد اتي حتي يحادث والده في امر زواجه من شمس مرة اخري لعل وعسي ان يقتنع والده تلك المرة هتف بهدوء :- السلام عليكم .. كيفك ياابوي .
علوان بصرامة :- چاي ليه بعد ماكسرت كلمتي .
عبدالرحمن بأدب :- ياابوي ماعاش ولا كان اللي يكسر كلمتك بس ربنا عرفوا بالعجل يرضي مين ديه ياابوي اني متچوزهاش عشان خاطر ابوها والبت زينة مفيهاش حاچة عفشة ماترد ياصالح .
كاد صالح ان يتحدث مؤيداً حديث اخيه ولكن قاطعه علوان بصرامة اشد :- هملت دارك واهلك وحالك عشان بنت السكري العاطل شوف ضاحكة عليك ب ايه عشان تخليك تكسر كلام ابوك اللي رباك وتعب عليك .
عبدالرحمن محاولاً التحكم بأعصابه :- ياابوي اني مش عيل صغير عشان واحدة تضحك عليا بكلمتين واني مكسرتش كلمتك واصل لو كنت عملت اكديه كان زماني متچوزها بس اني معملش اكديه من غير رضاك .
نظر له علوان بنظرات نارية وهتف ببرود عكس نظراته :- واني مش موافج علي الچوازة ديه ولا هوافج بيوم م الايام .
في تلك اللحظة انفلتت اعصاب عبدالرحمن وهو يشعر بالاختناق من تحكمات والده وهتف قائلاً بغضب شديد :- اني هتچوزها ياابوي يعني هتچوزها .
نظر له علوان بغضب وكاد ان يجيبه ولكنه تفاجئ ب علي يقف علي بعد عدة خطوات وينظر لهم بنظرات مبهمة وبجانبه حقيبة سفره فهتف صالح بتساؤل :- علي فين ياعلي ؟
علي بهدوء مريب :- مسافر القاهرة .
علوان بغضب :- اني مش جولت مفيش سفر دلوك خالص .
علي بنفس نبرته :- انا لازم اسافر القاهرة دلوقتي عشان حياة .
صالح بغل :- متچيبش سيرت الفاچرة ديه تاني ياعلي .
في تلك اللحظة لم يتحمل علي كلمة منهم عن حياة فهتف قائلاً بغضب شديد :- حياة مش فاجرة حياة معملتش حاجة عشان تبقا فاجرة اهي دلوقتي بين الحياة والموت في المستشفي بسبب جوزها واحنا السبب قبل منه .
عبدالرحمن بصدمة :- بتجول ايه حياة مالها !
صالح بعدم فهم :- كيف يعني حديتك ديه ماتجول ايه اللي حصل .
علي بسخرية :- اللي حصل ياسيدي انت وهو اننا مكناش اخوات رجالة بجد لحياة لحد ماجيه واحد حقير مايسواش باع واشتري فيها وهو فاكر ان ملهاش ضهر ولا سند واحنا اللي سلمناها ليه بأيدنا .
صمت لبرهة وهو يلهث من الغضب وينظر لهم بحقد حتي هتف بصوت جهوري غاضب :- لحد مااغتصبها .
احتلت الصدمة وجوههم جميعاً بلا استثناء ولم يستوعب حديث علي بينما تنهد علي بحزن وقام بقص كل شئ عليهم وكل ماأخبره به جاسم علي الهاتف انهي حديثه فهتف علوان بصرامة :- متلزمناش الفاچرة ديه ان شاالله حتي يجتلها مرته وهو حر فيها ديه هربت من عريسها ليلة الفرح وچابتلنا العار لو ستر ربنا وان عبدالله طلع وابن اصول ومفضحناش .
تفاجئ الثلاث رجال من قسوة والدهم حتي صالح تفاجئ من تلك القسوة النابعة منه فأي اب هذا الذي يتمني الموت لابنته حتي وان اخطأت ولكنها بحاجة اليه الان وتحتضر الم يرق قلبه لها اطلاقاً افاق من شروده علي صوت احدي الرجال وهو يهتف قائلاً :- سلام عليكم ياحاج علوان .. في حالة وفاة ف دار الحاچ چبران واني چيت ابلغكم .
علوان بصدمة :- ايه مين اللي مات ياعبدالبر انطوج .
عبدالبر بحزن :- عبدالله ولد الحاچ چبران .
علوان بصدمة اكبر :- لا حوال الله يارب امتي حوصل الكلام ديه ومات كيف !!
عبدالبر :- من ساعة اكديه بس .. بس بصراحة هو مات مضروب بالنار من الحكومة وهو بيهرب مخدرات .
نظروا له بصدمة شديدة وعدم استيعاب ولا احد منهم يصدق ماتفوه به هذا الرجل ورحل تاركاً اياهم لازالو بصدمتهم فأفاق من شروده اولهم علي وهتف قائلاً بسخرية :- اللهم لا شماتة .. بس هو دة العريس اللقطة اللي كنت عايز ترمي بنتك ليه تخيل لو كان اتجوزها دلوقتي كان ايه اللي هيحصل دة غير الكلام اللي قالوا لجوزها ليلة فرحهم ولعب ف دماغه عشان يشوه سمعتها قدامه .. اكمل حديثه بقهر وحزن :- حياة شافت كتير اوي وعانت اكتر في البيت دة طول عمرك بتتحكم فيها بطريقة بشعة اعملي دة ومتعمليش دة مفيش مرواح ف حتة مفيش خروج من باب البيت مفيش صحاب اسمعي الكلام ومتتكلميش وحياة تسمع الكلام حتي تعليمها خليتها تكمله بالعافية وطلوع الروح حتي اصحاب بنات في المدرسة برضه مفيش ومنعتها انها تختلط بيهم لغاية ماكانوا بيقولوا عليها انها مريضة نفسية بسبب بعدها عن الكل وخوفها من اي حد يقرب منها ويكلمها من البنات اللي معاها ف المدرسة وياريت استكفيت بكدة لا اول ماخلصت عاوز ترميها لواحد متعرفوش ولا عمرها شافته والبلد كلها عارفة طبعه صعب وقاسي وكل دة ليه عشان تخلص منها ومن عارها لانها بنت البنت عمرها ماكانت عار علي اهلها بالعكس ما ياما بنات رفعت راس اهلها في السما وبيفتخروا بيهم لحد دلوقتي البنات لو احسنا معاملتهم وتربيتهم هيبقوا فخر لكل اسرة فيها بنت احنا اللي بأيدينا نخليهم فخر لينا واحنا اللي بأيدينا نخليهم عار وقتها فعلاً من معاملتنا ليهم ومع ذلك حياة مكنتش عار لينا مهربتش عشان واحد دي هربت عشان تكمل دراستها هربت من الظلم والقهر اللي شافتهم هنا في بيتها وسط اهلها هربت يمكن تلاقي الحنان اللي مش ف بيتها برة وبرضه مكنتش عار لينا .. نظر الي صالح وهتف قائلاً بجدية :- انت ياصالح مراتك اللي بقيت بتعشقها دلوقتي وكلنا ملاحظين دة عار عليك انت شايفها كدة فعلا .. ثم نظر الي علوان واكمل حديثه قائلاً :- امنا اللي ولدتنا دي عار برضه علينا طب ليه مخرجنهاش من حياتنا لما هي عار .. انتقل بنظراته الي عبدالرحمن قائلاً :- شمس اللي انت متمسك بيها دي ياعبدالرحمن عار برضه ولما هي عار عشان بنت متمسك بيها وعايز تتجوزها ليه ..
صمت قليلاً ليلتقط انفاسه الهاربة الغاضبة وهتف قائلاً بنبرة اقل هدوءاً :- ربنا مخلقش حاجة وحشة ودول ارق واضعف كائنات ربنا خلقها علي وجه الارض ربنا خلقهم عشان يكملونا عشان نحتويهم ونراعيهم نكون رجالة ليهم مش عليهم يستقوي بينا مش نستقوي احنا عليهم .
نظر لهم بحزن شديد ثم احكم قبضته علي حقيبة سفره وهتف قائلاً باصرار وجدية :- انا هروح اشوف اختي ومش هتخلي عنها ابداً واول ماتفوق هطلقها من الكلب اللي عمل فيها كدة وهاخدها ونعيش انا وهي ف اي مكان لاني عارف اننا ملناش مكان هنا خلاص .
كاد ان يلتفت ويرحل فهتف عبدالرحمن بقوة :- استني ياعلي اني هاچي معاك ومش هسيبك انت وحياة واصل .
نظر له علي بابتسامة بسيطة بينما هتف صالح موجهاً حديثه الي علوان بجدية وحزن :- ابوي ديه مهما كان اختنا وفي كلب استجوي عليها هنسيبوها اكديه احنا هنروح نچيب اختنا ياابوي وندفع الكلب ديه تمن اللي عملوا ف اختنا .
نظر علي وعبدالرحمن الي صالح بعدم تصديق كيف تغيير الي تلك الدرجة ف علي مايبدوا ان العشق يغييرنا للافضل حقاً بادلهم صالح بنظرات جادة ومصرة علي استرجاع حياة والانتقام لها كاد ان ينطلق الاخوة الثلاثة من المنزل فهتف علوان قائلاً بصرامة :- استنوا التفت له علي وصالح وعبدالرحمن فنظر لهم علوان وهو يري ان اولاده الثلاث يضيعوا من بين يديه بعد ان ظل طوال حياته يجمع لهم تلك الاموال والاراضي وهذا المنزل الكبير الذي قام ببناؤه لهم حتي يجمعهم من بعده ولكنه تفاجئ الان ان كل هذا لم ينفعهم بشئ ولا ينفعه هو ايضاً وقد اوشك علي خسارتهم الان اما بالنسبة لحياة ابنته وحيدته لاول مرة يشعر حقاً كم هو ظالم ومذنب بحقها ولم يقم بدوره كأب صالح بحياتها فحديث علي قد اوجعه وجعله يفيق من تلك الدوامة وشعر بنغزة في قلبه الحجري الذي بدأ باللين قليلاً علي وحيدته وقرر ان يقوم بتعويضها عن كل مافعله بحقها ولكن بعد ان ينتقم لها اولاً من هذا الزوج نظر لهم وهتف قائلاً بجدية واصرار :- چيه اليوم ياولاد علوان اللي بتجرروا فيه كلمة غير كلمتي بس لاول مرة اعرف ان عنديكم حج ف حاچة احنا هنروح نچيب اختكم ونعرف الكلب چوزها ديه ان هي ليها رچالة بجد ..
نظروا له بفرحة وغير مصدقين حديثه ثم ودعوا النساء بالمنزل واتجهوا حيث وجهتهم الي القاهرة ولا احد يعلم مالذي سيحدث هناك …..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)