رواية آسر الحياة الفصل السابع عشر 17 بقلم آية صبري
رواية آسر الحياة الجزء السابع عشر
رواية آسر الحياة البارت السابع عشر
رواية آسر الحياة الحلقة السابعة عشر
استيقظت مهرة صباحاً وهي تشعر بتشنج في عضلات جسدها فبعد ان خرجت من المرحاض ليلة البارحة وجدت صالح يغط ف نوم عميق ولم يترك لها شبر واحد فقط بالفراش لتنام عليه هتنهدت بغيظ وقامت بسحب وسادة ونامت علي الارض والان هي استيقظت وتنظر له بغيظ شديد فقررت الا تتركه يهنأ بالفراش ونومه نهضت من علي الارض وهي تأن من الالم اقتربت من الفراش وهي تنظر له بغيظ ثم قالت وهي تجز علي اسنانها قائلة :- اخ منك اخ بجا اني مهرة تنيمني ع الارض وانت واخد السرير كله ليك .
ثم رفعت صوتها قليلاً وهي تيقظه قائلة :- صالح .. انت ياصالح .
لم يستيقظ صالح فأدركت ان نومه ثقيل فخطرت علي بالها فكرة فأبتسمت بخبث وشيطنة وهي تقترب منه ثم جلست بجانبه برفق واقتربت من اذنه كثيراً وفجأة هتفت قائلة بصوت مرتفع :- صااااااالح .
انتفض صالح فزعاً من قوة الصوت وظل يهتف بفزع وخوف وهو غير مدرك لما يحدث :- ااااييييههه ف اااايييههه مين مات ؟ مين مات ؟
ثم صمت قليلاً وهو يحاول ان يستوعب ما الذي يحدث فأدرك انه بغرفة نومه وعلي فراشه ولكن مهلاً هناك من قام بمناداته بصوت عالي هل كان يحلم نظر حوله فوجدها واقفة بأخر ركن ف الغرفة تنظر له بنسبة نوم ضئيلة ولكنها لم تستطع ان تكتم ضحكتها نهض من الفراش ببطء وهو يقول بصدمة :- انتي اللي فزعتيني اكديه .
انفجرت مهرة ضاحكة وهي تقول بضحك شديد :- مش جادرة انسي منظرك وانت جايم مفزوع اكديه .
اقترب منها صالح وهو يقول بغل :- طب اني هواريكي يابنت الرفدي .
نظرت له مهرة بفزع وهي تدرك انه ان امسك بها لن يرحمها بالتأكيد فركضت في اركان الغرفة جميعاً وهو خلفها لايستطيع اللحاق بها وبعد عدة محاولات لامساكها وجميعها باءت بالفشل توقف صالح وهو يلهث قائلاً :- الله يجطع نفسك يابعيدة زي ماجطعتي نفسي .
ثم وضع يده علي قلبه وهو يقول بتعب شديد :- اااااةة جلبي مش جادر الحجوني ياخلج .
توقفت مهرة عن الضحك وهي تنظر له بتوجس قائلة :- مالك فيك ايه ؟
جلس صالح علي طرف الفراش بتعب قائلاً :- مش جادر اخد نفسي هموت ياناس .
ارتعبت مهرة من منظره واعتقدت انه يعاني من مرض ما فاقتربت منه سريعاً وهي تقول بخوف :- مالك ياصالح فيك ايه حاسس ب ايه طيب !
لاتعلم ماحدث بعد ذلك بالتحديد كل ماتعلمه انها وجدت نفسها مستلقية علي ظهرها علي الفراش وهو فوقها يحاوطها بذراعيه ويبتسم بخبث قائلاً :- بجا حتت بت زيك تعمل فيا اني اكديه ومفكرة اني هسيبك واسكت .
مهرة بصدمة وعدم فهم :- يعني انت مش تعبان .
نظر لها صالح وهو يبتسم ابتسامة عريضة قائلاً :- تعبان مين ! اني بعون الله فيا صحة تهد چبل .
ثم نظر لها بنظرات متفحصة جريئة وهو ينتبه الان لما ترتديه حيث كانت ترتدي منامة طويلة من اللون الاحمر ولكن ذراعيها مكشوفان فهتف بخبث قائلاً :- بس الچبل يرضي واني اهدوا .
توردت وجنتاها بلون وردي جميل اعطاها جاذبية وجمالاً ولم تعرف بماذا يمكنها ان ترد عليه وعندما لاحظ سكونها اقترب منها ببطء وحذر وهي تنظر له بترقب وعندما اقترب من شفتيها واوشك علي تقبيلها ابتسم بخبث ونهض سريعاً وهو يضحك قائلاً :- اكديه نبجا خالصين واحد _ واحد يامرتي .
ثم تركها وترجل خارج الغرفة قبل ان تنطق بحرف اخر .
بينما هي نهضت ببطء وصدمة وهي تحاول ان تستوعب ماذا حدث وعندما ادركت الموقف جزت علي اسنانها وهي تقول بغيظ وتوعد :- ماشي ياصالح ماشي .
************************************************
علي الطرف الاخر من المنزل :-
استيقظ علي مبكراً وهو يشعر بضيق في صدره فقرر ان يهاتف حياة حتي يطمئن عليها امسك بالهاتف وضغط علي عدة ارقام ثم وضع الهاتف علي اذنه وانتظر ان يأتيه الرد لم تجيبه حياة فتعجب وقرر الاتصال مرة اخري فهو يعلم انها الان بالجامعة وان كانت بمحاضرة فسوف ترفض الاتصال وسيعلم انها رأت الهاتف ولا تستطيع الرد الان اذا ماذا حدث لكي لا تجيب علي هاتفها شعر علي بقلقه ستزايد عليها ظل يكرر الاتصال عدة مرات ولم تجيب حياة علي الهاتف ايضاً تنهد علي بعصبية شديدة وهو يلقي بالهاتف علي الفراش بغضب قائلاً :- مش بترودي ليه ياحياة كام مرة قولتلك متسبيش الموبايل من ايديك .
انت بتجول ايه انت تعرف مكان حياة ؟!
التفت علي فور ان استمع لتلك الكلمات وعيناه متسعتان برعب وصدمة ثم نظر الي الشخص الواقف امامه وهو ينظر له بصدمة هو الاخر وبعد اقل من ثانية تحولت نظراته الي شر ينطق من عيناه وتحولت حدقتيه للون الاحمر القاني من الغضب وظل ينظر ل علي بنظرات شرسة بينما علي ينظر له برعب وعندما التقط نظراته ادرك انها النهاية ..
************************************************
ف منزل جاسم :-
ذهب اسر الي حياة في منزل جاسم وحاول الاعتداء عليها ظل يقبلها بعنف شديد ولم يرحم ضعفها او التفت الي مقاومتها فتلك المقاومة لم تؤثر به اطلاقاً بينما هي ظلت تقاومه بشراسة ولكن اخيراً قد غلبها ارهاقها وتعبها وشعرت بكل شئ يدور حولها والظلام يحيطها من كل مكان فاستسلمت وهي تبكي وفقدت الوعي بين يديه ف البداية لم ينتبه اسر لفقدانها الوعي ولكن بعد عدة دقائق قليلة انتبه الي سكونها بين ذراعيه فتعجب وابتعد عنها قليلاً لينظر لها فوجدها فاقدة للوعي تماماً بين ذراعيه بينما وجهها شاحب كالاموات بسبب انسحاب الدم من وجهها نظر لها بصدمة وبعض الخوف وهو يقول :- حياة .. حياة رودي عليا .
لم تجيبه فهزها قليلاً وهو يقول :- حياة انتي بتهزري متفكريش اني هرحمك واسيبك بالطريقة دي .
لم تجيبه ايضاً فارتعب عليها فمنظرها مخيف حقاً وكأنها ماتت …. حملها بين يديه وكانت كالعصفورة بين احضانه وتوجه ناحية باب المنزل وقرر ان يذهب بها الي المشفي ولكن قبل ان يصل بها الي الباب انتبه الي ماترتديه حيث كانت ترتدي منامة منزلية رقيقة ذات بنطال ضيق وقصير بعض الشئ وحمالات رفيعة ف عاد للداخل مجددا ودلف الي غرفتها ووضعها علي الفراش وظل ينظر حوله بتوتر وهو يبحث عن شئ ليلبسها اياه حتي وجد عباءة سوداء وعلي مايبدو انها تخصها فأحضرها علي الفور والبسها اياها ثم حملها مجددا وفي دقائق قليلة كان اسر يقود سيارته وحياة علي الكرسي بجانبه وهي فاقدة الوعي لا يعلم كيف وصل الي المشفي بسلام فقد كاد ان يصطدم بعدة سيارات وهو ف الطريق حملها بين يديه وهو يركض بها في اتجاه مدخل المشفي الي ان وصل وهو يهتف قائلا بصوت جهوري :- دكتوووورر .. دكتتوورر بسرررعة .
ركض نحوه طبيب ومعه عدة ممرضين ثم وضعوها علي السرير النقال وتوجهوا بها الي غرفة الطوارئ كاد ان يدلف معها الي الداخل ولكن اوقفه ممرض وهو يقول :- ممنوع الدخول حضرتك .
نظر له اسر بشر ثم امسكه من ياقة قميصه وهو يقول بعنف :- لو مبعدتش عن وشي دلوقتي هقفلك المخروبة دي انا ميتقاليش ممنوع انت فاهم .
نظر له الممرض برعب وهو يشعر ان حياته اوشكت علي الانتهاء ثم قال بتلجلج :- ياباشا م م …
وقبل ان ينطق بحرف اخر ازاحه اسر من امامه واقتحم الغرفة فتفاجئ الطبيب به وهتف قائلاً :- ممنوع تدخل هنا اتفضل استني برة .
اسر بهدوء مخيف ونبرة مرعبة تبث الرعب ف قلوب اعتي الرجال :- انا هفضل هنا معاها ومش هطلع عشان لو طلعت مش هيكون ف مصلحتك .
نظر له الطبيب ببعض الخوف ثم نظر الي الرتبة المعلقة علي كتفيه فأدرك انه سيعبث مع الشخص الخطأ فالتزم الصمت ولم ينطق بحرف اخر وعاود الكشف علي حياة بينما اسر ظل ينظر لها وبداخله صوت يخبره انه اخطأ بحقها نظر لها ببعض الندم وتألم قليلاً وهو ينظر لها وهي ساكنة تذكر عندما كانت تقاومه منذ قليل وهو لم يرحم ضعفها ولكن وعلي فجأة تحدث صوت شيطاني بداخله وهو يخبره انه لم يخطئ وانها كغيرها ولا تختلف عن باقي الفتيات بشئ وليس ذنبه ان كانت مريضة قبل ان يتهجم عليها افاق من شروده علي صوت الطبيب وهو يقول :- حضرتك تقربلها ايه !
نظر له اسر مدعياً الثبات عكس مابداخله وهو يقول :- قريبها هي مالها يادكتور .
تنهد الطبيب قائلاً :- واضح ان هي بقالها فترة مش بتاكل كويس او يمكن مش بتاكل خالص لان جسمها ضعيف جدا ومستحملتش قلة الاكل دي دة غير انها باين عليها بتعمل مجهود جسمها مستحملوش دة غير ان الانيميا عندها عالية جدا فطبعاً كل دة تراكم عليها ومع ضعف جسمها دة مقدرتش تستحمل اي مجهود اضافي واغمي عليها كدة .
اسر بلهفة :- طب وايه الحل اكيد في علاج ؟
الطبيب :- ايوة انا هكتبلها علي شوية ڤيتامينات وادوية للانيميا بس لازم تاكل كويس جدا لان علاج من غير اكل جسمها مش هيستحمل والواقعة الجاية هتبقي اصعب .
اسر بتساؤل :- طب هي هتفوق امتي ؟
الطبيب نص ساعة او اقل ان شاءالله وهتفوق استأذنك اروح اكتبلك العلاج وياريت تنزل الحسابات .
ثم تركه الطبيب وتحرك خارج الغرفة يتبعه الممرضين فأصبح اسر بمفرده معها نظر لها قليلاً ثم تحرك بأتجاهها وجلس بجانبها علي الفراش وهو يتطلع اليها ثم قرب يده من شعرها وظل يتلمس خصلات شعرها السوداء الناعمة ثم اقترب منها قليلاً وهمس قائلاً :- مش عارف انتي ليه عنيدة كدة ومش عاوزة تقتنعي اني لما بعوز حاجة باخدها بس انا اعند منك وانتي عجباني وقريب اوي ياحياة هتبقي بتاعتي وواريني بقا هتفلتي مني ازاي .
ثم اقترب منها اكثر وطبع قبلة رقيقة وناعمة علي شفتيها وابتعد عنها وخرج مم الغرفة متجهاً الي الحسابات واثناء ذلك دق هاتفه وكان المتصل جاسم تردد اسر في الرد عليه ولكنه قرر ان يجيبه حتي لايشك جاسم او يقلق فتح الخط قائلاً بثبات مزيف :- الو ، ايوة ياجاسم .
جاسم بتساؤل :- ايه يابني انت فين جيت الشغل ملقتكش وسألت عليك قالولي خرجت بقالي كتير مستنيك انت فين ؟
اسر بجدية وهو يحاول ان لا يظهر شئ علي نبرة صوته :- انا ف مشوار كدة وشوية وراجع .
جاسم باستغراب :- مشوار ايه دة !
اسر :- مشوار عادي لما اجي هقولك .
جاسم بتوجس :- مشاويرك كترت اليومين دول انت بترتب لايه ؟
توتر اسر قليلاً ولكنه تدارك نفسه وهو يقول بثبات :- هكون برتب لايه يعني ولا حاجة بلاش الحس البوليسي دة تستخدمه معايا .
جاسم بضحك :- ماشي ياصاحبي هستناك .
اغلق اسر الهاتف مع جاسم وتوجه الي الحسابات وانهي اجراءات خروج حياة من المشفي ثم توجه الي الطبيب واخد منه روشتة العلاج وذهب الي الصيدلية التابعة للمشفي واحضر العلاج ثم توجه الي غرفة حياة وجدها مستيقظة وتجلس علي الفراش نصف جلسة وتنظر امامها وبمجرد ان وقعت عيناها عليه ظلت تنظر له بكره وخوف قرأ تلك النظرات في عيناها وشعر ببعض الضيق بسبب تلك النظرات ولكنه تجاهلها علي الفور واقترب منها الي ان وصل اليها ووقف امامها وكاد ان يتحدث معها برفق ويعتذر لها عما بدر منه ولكنه استمع الي صوت شيطانه مجدداً وقرر ان يمضي ف طريقه معها فهتف قائلاً ببعض البرود :- حمدالله علي سلامتك كدة تخضيني عليكي .
نظرت له بكره وحقد دفين ولم تنطق بحرف فحقاً نظراتها كانت معبرة جداً عما بداخلها بينما هو ظل ينظر لها ببرود واستفزاز فرآها تنهض بتعب من مكانها فاقترب منها خطوة ووضع يده علي كتفها وهو يقول :- رايحة فين ! انتي مش قادرة تتحركي.
لاتعلم من اين اتتها القوة لكي تزيح يده بعيداً عنها بنفور ثم صرخت ف وجهه قائلة :- ابعد ايدك دي عني انا مش بطيق اشوفك قدامي حتي خلي عندك دم وحس شوية اني مش بطيق وجودك جمبي انا حياتي مش ناقصة مشاكل عشان يظهرلي واحد فاكر نفسه محور الكون وان كل البنات هتموت عليه ومفيش واحدة تقدر تقوله لا عشان حضرتك تظهرلي وتقرفني ابعد عني وارحمني بقا يااخي .
اسر ببعض الذهول ف هو لم يتوقع انفجارها هذا مطلقاً :- انتي بتعلي صوتك عليا انا كدة وبتكلميني انا بالطريقة دي !
حياة بعنف وعصبية :- ايوة بعلي صوتي وبكلمك انت كدة انت فاكر نفسك مين ولا عشان ساكتة فاكرني ضعيفة لا مش ضعف سبق وقولتلك قبل كدة اني عاملة حساب للناس اللي انا ف بيتهم مش اكتر وعمالة اقول بكرة يزهق ويبعد بكرة يعمل حساب صاحبه اللي مش عامل حساب لحرمة بيته دة بكرة يحس اني مش بطيقه واني مش من النوع اللي بيفكر فيه دة لكن مفيش فايدة بس قسماً بالله لهكون قايلة لجاسم النهاردة علي كل حاجة عشان انت عاوز حد يوقفلك وفاكر نفسك ان محدش يقدر يوقف قصادك وانت اصلاً ولا حاجة .
اقترب منها سريعاً وقبض علي فكها بقوة وعنف وهو يعتصره بين كفيه قائلاً بنبرة مخيفة :- كام مرة قولتلك متطوليش لسانك اقسم بالله ياحياة كلمة كمان وهتشوفي مني رد فعل مش هيعجبك واللي انا عملته قبل كدة حاجة واللي هعمله حاجة تانية خالص فهماني .
نظرت له بقوة وشجاعة لاتعلم من اين حصلت عليهم ولكنها حقاً قد استكفت من تصرفاته ولم تعد تحتمل المزيد فازاحت يده وهي تقول بعنف :- انا مبخافش منك اظاهر ان سكوتي بينلك اني خايفة بس جيه الوقت اللي تفهم فيه اني خايفة انا احترمتك كتير بالرغم م اللي كنت بتعمله بس انت مفيش فايدة فيك .
قرر اسر ان يتجاهلها الان ولكنه لن يصمت علي حديثها هذا بالطبع فقال :- هنشوف بعدين اللي بتقوليه دة يلاا عشان ارواحك .
نظرت له بحقد ونفور وكل تلك المشاعر السيئة التي تحملها في قلبها تجاهه وقالت دون ان تنظر له :- شكراً هرواح لوحدي .
تحدث بجمود قائلاً :- انا مش بتحايل عليكي ولا باخد رأيك انا بقول يلا عشان اوصلك وبتكلم براحة اهو عشان مترجعيش تقولي معرفش ايه .
نظرت له ببرود شديد اغاظه منها ثم تحاملت علي نفسها ونهضت من الفراش اقترب منها حتي يحملها او حتي يسندها لتستعيد توازونها فرأته علي وشك اسنادها ف ابتعدت قليلاً عنه ورفعت اصبعها ف وجهه وهي تقول ببرود :- ايدك دي تبقا بعيد عني لو سمحت انا بعرف اسند نفسي كويس مش مستنية حد يسندني ثم فتحت باب الغرفة وخرجت منها وهو خلفها ينظر لها بغيظ شديد ويتوعد داخله لها اشد الوعيد علي وقاحتها معه ….
************************************************
في مبني ادارة امن الدولة :-
كان جاسم يجلس ف مكتب اسر ينتظر قدومه ولكنه شعر ببعض الملل فقرر ان يذهب الي مكتبه ليراجع بعض من اعماله دلف الي المكتب واخرج عدة ملفات وجلس ليراجعهم وبينما هت مندمج في عمله دق هاتفه برقم اية اخته فرد عليها قائلاً :- ايوة يايويو .
اية بمرح :- ايه ياجاسومتي انت فين !
جاسم باستغراب :- جاسومتي ! وانت فين ! يبقا عاوزة حاجة .
ضحكت اية بمرح قائلة :- هههههه اكتر حاجة عجباني فيك انك دايماً فاهمني .
جاسم بمزاح :- اخلصي يابت عايزة ايه مش فاضيلك .
اية بزعل طفولي :- مش فاضيلي انا ياجاسومتي اخس عليك .
جاسم :- هقفل ف وشك .
اية بلهفة :- لالا استني كنت عايزاك تيجي تاخدنا من الجامعة بس .
جاسم باستغراب :- اخد مين هي حياة جات الجامعة ولا ايه !
اية بتوضيح :- لا مجاتش دي ندي صاحبتي انا وحياة كانت عاوزة تيجي معايا تشوف حياة ف انا قولت بالمرة كمان نقضي يوم مع بعض عشان حياة تفك كدة شوية ها هتيجي ولا لا .
تهللت اسارير جاسم عندما عرف ان تلك القصيرة ذات اللسان الطويل ستأتي اليوم الي منزله وسيراها مجدداً وسيشاكسها بالتأكيد افاق من شروده علي صوت اية وهي تقول :- جاسم ايه يابني روحت فين !
جاسم بانتباه :- هاا لالا معاكي اهو طيب ماشي هاجي بس ساعة كدة عشان في ايدي شغل هخلصه واجي .
اية بفرح :- تمام هسنستناك .
ثم اغلق معها الهاتف وهو يفكر في ندي هو لم يقابلها سوي مرتين ولكن بها شئ يجذبه لها لايعلم بالتحديد ماهية مشاعره تجاهها ولكنه يحب شراستها ولسانها السليط ووجهها الاحمر في لحظات غضبها منه و… اوقف التفكير في هذا الامر الان ثم شرع في انهاء عمله حتي يذهب لهم وبعد مرور بعض الوقت انهي جاسم عمله ثم توجه الي الجامعة ووصل اليهم ثم دق علي هاتف اية حتي يخبرها بوصوله فأخبرته انها ستكون امامه بعد دقائق ترجل من سيارته واستند عليها ووقف ينتظرهم وبعد عدة دقائق اتت اية وبجانبها ندي تعلقت نظراته بها وسرح في جمالها الهادئ الرقيق ابتسم ابتسامة واسعة وهو يراهم يقتربون منه وظلت نظراته متعلقة بها بينما هي فور رؤيته تذكرت ماحدث بينهم في لقائهم الاخير وتذكرت مظهره وبنطاله القصير وصدره العاري توردت وجنتاها فور تذكرها هذا المنظر واشاحت بنظراتها بعيداً عنه بينما هو لاحظ تورد وجنتيها وانها ابتعدت عنه بنظراتها فعلم علي الفور بماذا تفكر وكم اسعده ان يكون له تأثير عليها وصلوا اليه وتحدثت اية بغيظ :- هو دة اللي شوية وهاجي صح ؟
انتبه لها جاسم ونظر لها قائلاً بمرح :- مش المهم اني جيت ونورت كمان عايزة ايه تاني .
اية بمزاح :- عايزة سلامتك ياخوية يلا عشان منتأخرش .
جاسم وهو ينظر لندي بابتسامة لئيمة :- طب مش تعرفينا الاول .
اية بتساؤل :- ايه دة انت مشوفتهاش لما جات عندنا البيت ثم تذكرت قائلة :- اة صح انت كنت ف اوضتك ومخرجتش برة شوفتها .
جاسم بخبث :- ايوة فعلاً مشوفتهاش بس اديني شوفتها اهو .
نظرت له ندي بغيظ من حديثه ولكنه تجاهل نظراتها فقالت اية :- دي ندي مع حياة ف الكلية وصاحبتنا الوحيدة ف الجامعة دي .
جاسم بابتسامة بريئة وهو يمد يده لها :- اهلاً وسهلاً ياانسة ندي تشرفنا .
ندي بغيظ وهي تصافحه :- اهلاً وسهلاً .
اية وهي تلتفت لتركب بجانب جاسم في السيارة :- طب يلا بينا ونكمل باقي التعارف ف الطريق .
جاسم وهو يفتح باب السيارة الخلفي لندي ويهس بصوت لم يسمعه سواهم :- العربية نورت عليا النعمة .
ندي بغيظ :- بنورك ياخفيف .
جاسم باستفزاز ومرح :- لا مش خفيف العضلات بتوزن برضه عيب عليكي .
دلفت ندي السيارة ثم قامت بغلق الباب بقوة فقال لها محاولاً استفزازها اكثر :- براحة دي عليها اقساط .
ثم تولي القيادة بجانب اية وهو يختلس النظرات لها كل فترة توترت قليلاً من نظراته ولكنها تجاهلته بعد ذلك وهي تنظر من النافذة بجانبها وهي تراقب الطريق ….
************************************************
عودة الي اسر وحياة :-
في السيارة التزمت حياة الصمت طوال الطريق ولم تنطق بحرف او حتي تنظر باتجاهه مما ضايقه اكثر هذا التجاهل وكاد ان يستفزها باي كلمة ولكنه تذكر حديث الطبيب عن صحتها ف أثر الصمت تنهدت حياة تنهيدة عميقة لاحظها اسر فاعتقد انها متعبة فسألها بالامبالاة مصطنعة :- مالك ؟ تعبانة ولا ايه ؟
لم ترد عليه او تنظر له حتي مما اغاظه اكثر فهتف قائلاً :- انا سألت سؤال وانتي مجاوبتيش ثم نظر لها وهتف بخبث :- لو عاوزاني اسألك بطريقة تانية انا معنديش مانع ممكن اركن واسألك عادي .
ثم وجه انظاره الي الطريق وكأنه لم يقل شيئاً فنظرت له بكر شديد فكل دقيقة تمر عليها بجانبه تكرهه اكثر فهتفت قائلة :- مش تعبانة ولو سمحت متوجهليش كلام لاني مش هرود عليك .
تجاهل اسر حديثها قائلاً ببرود :- امال ايه سبب التنهيدة دي وبرضه لو مش عاوزة ترودي براحتك .
رفعت حياة رأسها الي السماء بنفاذ صبر قائلة :- استغفر الله العظيم يارب .
ثم نظرت له بقوة وهي تقول :- قولتلك مش تعبانة واتنهدت عادي مش لسبب واسفة لو ضايقت حضرت يعني ممكن بقا تخليك ف حالك وبعيد عني .
اسر باهتمام :- انتي عندك ضيق تنفس ؟
استغربت حياة من تغيره مجري الحديث وسؤاله هذا السؤال فهتفت قائلة باستغراب :- لا معنديش ليه !
اسر بخبث واستفزاز :- اصل المرتين اللي بوستك فيهم لاحظت انك ش بتقدري تتنفسي بعدها .
نظرت له حياة بصدمة من جراءته في الحديث وشعرت بالقهر من حديثه والغيظ منه فهو كل مرة يقبلها عنوة وانتهك حرمة شفتيها دون وجه حق بينما اسر نظر لها وصدمه كل هذا القهر الموجود بعيناها ولكنه لم يظهر اياً من شعوره بالصدمة علي وجهه ونظر الي الطريق بينما هي عاودت النظر الي النافذة ولم تتحدث وبعد قليل وصلوا الي اسفل البناية الموجود بها منزل جاسم كادت حياة ان تترجل من السيارة عندما وجدته يترجل هو الاخر فسألته قائلة بتعجب :- انت رايح فين ؟
اسر بتلقائية :- طالع معاكي عشان اوصلك .
حياة بصدمة :- نعم !! طالع معايا فين ؟ شكراً انا عارفة الطريق .
اسر بملامح بريئة للغاية :- طب وفيها ايه لما اطلع معاكي واوصلك انا مش هاكلك يعني .
بينما نظراته تقول عكس ذلك تماماً تنهدت حياة بضيق قائلة :- لو سمحت ياريت كفاية لحد كدة يعني ايه توصلني لحد فوق افرض حد شافك يقول ايه .
اسر ببرود :- خلصتي كلامك ؟
نظرت له بغضب ووجه محمر من الغيظ ولم تجيبه فأكمل بنفس البرود :- يلا عشان اوصلك لحد فوق .
وقبل ان تنطق بحرف اعتراض واحد ترجل خارح السيارة وتركها وحيدة بالداخل ووقف ينتظرها بالخارج تنهدت حياة بضيق وحاولت ان تسيطر علي اعصابها ف بعد قليل سيأتي جاسم وستقص له كل شئ حتي ينجدها من هذا الكائن وترجلت هي الاخري من السيارة وتقدمت الي مدخل البناية فلحق بخطواتها سريعاً حتي اصبح بجانبها وقبل ان تصل الي مدخل البناية استمعت الي صوت جهوري ينادي عليها قائلاً :- حييياااااةة …..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)