رواية آسر الحياة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم آية صبري
رواية آسر الحياة الجزء الرابع والعشرون
رواية آسر الحياة البارت الرابع والعشرون
رواية آسر الحياة الحلقة الرابعة والعشرون
***********نبدأ الحلقة الرابعة والعشرون**********
في منزل اسر :-
كانت حياة واية وعلي يتحدثون بعدة امور وقد قضوا وقت ممتع سوياً فرحت حياة كثيراً بهذا الجو الرائع بينما اية كانت تشعر بالخجل الشديد من وجود علي معهم حاولت ان تستأذن كثيراً لترحل ولكن حياة كانت تتمسك بها لتبقي قليلاً اما علي قد اعجب كثيراً بخجلها وحديثها فقد تناقش معها بعدة اشياء وقد اعجبه طريقة تفكيرها كثيراً كما انه قد لاحظ انها شخصية مرحة شعر علي بالانجذاب نحوها وقد تمني ان يعرفها اكثر من ذلك ولكن كيف هذا ووالده قد صدر حكمه ان يظل لفترة لا يعرف مداها بالبلد حتي يعاقبه علي فعلته مع حياة ولا يريد ان يخبر حياة بهذا الامر حتي لاتنزعج وتحزن لاجله لهذا قرر ان يصمت ولا يخبرها شئ خصيصاً وهو قد رآها سعيدة فهو لاحظ ان اخته تشعر بالسعادة حقاً وحياة لم تكن يوماً هكذا فهي دائماً وحيدة ومنطوية ولم يكن لها اصدقاء يوماً فقد كان والدها صارم بشأن مصداقتها مع اي فتاة معها بالمدرسة وقد امر بعدم التعرف علي اي فتاة وبالطبع حياة قد نفذت الامر بالحرف ولم يكن من حقها الاعتراض فوالدها قد اصدر حكمه وهي يتوجب عليها التنفيذ ليس اكثر لذلك علي قد تقرب منها كثيراً واصبح صديقها قبل ان يكون اخاً لها وكانت حياة دائماً ما تلجأ له في كل شئ وبعد ان انتقل الي المدينة لاجل عمله وترك البلد اصبح يأخذ حياة معه لكي تقضي بضعة ايام بالمدينة هذا بالطبع بعد اذن والده فهي مع اخيها اولاً واخيراً وهكذا تعلمت حياة اللهجة المصرية وهذا لايمنع انها ايضاً متقنة للهجتها الصعيدية وتتحدثها بعض الاحيان افاق علي من شروده علي صوت اية وهي تنهض قائلة بابتسامة :- انا لازم امشي ياحياة عشان اتأخرت وهبقا اجيلك يوم تاني .
حياة وهي تنهض قائلة بحزن طفولي :- كدة يايويو هتمشي خليكي كمان شوية .
اية بضحة صافية :- يابنتي قاعدة بقالي كتير اوي وفعلاً اتأخرت هجيلك يوم تاني صدقيني .
حياة بتساؤل :- انتي هتمشي لوحدك ولا جاسم جالك تحت .
اية بهدوء :- لا لوحدي جاسم لسة ف شغله ومش هيعرف يجي ياخدني .
كادت حياة ان تنطق ولكن قاطعها علي وهو ينهض قائلاً بجدية :- انا ممكن اوصلها في طريقي انا كدة كدة ماشي انا كمان .
حياة بذهول :- ماشي رايح فين انت كمان انت هتبات هنا النهاردة .
علي بحنو :- والله مش هينفع ياحبيبتي انا لازم اكون في البلد النهاردة .
حياة بصدمة :- بلد !! هو انت مش رجعت القاهرة عشان شغلك ولا ايه .
علي بابتسامة لم تصل الي عيناه :- لا انا كنت جاي امد اجازتي وراجع تاني ورايا شوية حاجات هناك هخلصها .
حياة باستغراب :- حاجات ايه دي اللي ليك ف البلد .
علي بهدوء :- حاجات عادية ف الشغل مع ابوكي المهم انا دلوقتي هوصل اية وهمشي انا .
حياة بحزن :- كان نفسي تقعدوا معايا كتير .
اقترب منها علي واحتضنها بحنان اخوي قائلاً :- ياحبيبتي هخلص اللي ورايا بسرعة وهرجع هنا وهتلاقيني كل يوم عندك وهقرفك .
حياة بضحكة :- مش مهم اقرفني بس تعالي .
ابتسم علي بحب ثم نظر الي اية التي كانت تتابع مايحدث وابتسامة رقيقة ترتسم علي وجهها الجميل وهي تري حنانه علي حياة فمن الواضح انه غير والده واخويه افاقت من شرودها علي صوته قائلاً :- يلا عشان اوصلك .
اية بابتسامة خجولة :- لا متشكرة جداً مش عايزة اتعبك معايا .
علي بابتسامة جميلة :- تعبك راحة مفيش تعب خالص .
اية بخجل اشد :- متشكرة بس بجد انا بعرف ارواح لوحدي .
علي بهيام :- والله مااسيبك تمشي لوحدك ابداً .
كانت حياة تتابع حديثهم بابتسامة خبيثة فهتفت قائلة :- هيييييحح اجيب اتنين لمون .
افاقوا من غيبوبة حديثهم علي حديث حياة فنظرت اية ارضاً بخجل بينما هتف علي بغيظ :- شكراً ياختي ابقي اشربيه انتي .
ضحكت حياة ثم نظرت الي اية وهي تقول بحنان :- اية ياحبيبتي خلي علي يوصلك وبلاش تمشي لوحدك دلوقتي فعلاً .
اية بابتسامة هادئة :- حاضر ياحياة .
ودعتهم حياة علي باب المنزل واغلقت الباب بعد ان رحلوا وضبت المكان بعد ذلك من اثر جلستهم وبعد مرور بعض الوقت وبينما هي تشاهد احدي الافلام الكرتونية علي التلفاز سمعت صوت المفتاح يدور بباب المنزل فأدركت ان اسر قد اتي ابتسمت حياة عندما رآته يتقدم اليها ولكنها لاحظت هذا العبوس البادي علي وجهه كما انه مر من امامها وجلس علي الاريكة دون ان ينطق بحرف ومااثار استغرابها بشدة انه لم يطبع تلك القبلة علي جبهتها وقد اعتادت عليها منه كلما كان قادم من الخارج جلس اسر بجوارها ولم ينطق بحرف او يعيرها نظرة واحدة ولكنها لم تستسلم فهتفت قائلة بابتسامة هادئة :- حمدالله ع السلامة.
اسر بجمود دون ان ينظر اليها :- الله يسلمك .
استغربت حياة كثيراً من طريقته ولكنرجحت ان السبب انه من الممكن ان يكون ارهق من عمله فهتفت قائلة بنفس الابتسامة :- عملتلك النهاردة اكل حلو اوي هو انا مكنتش اعرف انت بتحب ايه ف خمنت يعني يارب بقا يعجبك ها احطلك تاكل دلوقتي .
اسر بنفس طريقته :- ياريت بسرعة عشان عاوز انام .
ثم نهض من مكانه متوجهاً الي غرفتهم دون ان يعيرها حتي نظرة واحدة تاركاً اياها تنظر لاثره بتعجب مالذي حدث له حتي يكون بمثل هذا الشكل او ماالذي فعلته هي حتي يتعامل معها بتلك الطريقة تنهدت حياة باستغراب وهي لاتعرف ماذا حدث ولكنها تدعو الله ان تمر تلك الليلة بسلام فهي لا تستبشر خيراً بمظهر اسر هذا نهضت من مكانها حتي تعد له الطعام سريعاً لكي ينام كما قال وبعد مرور بعض الوقت كان اسر وحياة علي مائدة الطعام لكي يتناولوا طعامهم بصمت وكانت حياة تنظر له بين الحين والاخر فهي تتسائل بداخلها باستغراب ماالذي خدث له بينما اسر كان ينظر بطعامه دون حديث وشرود وبداخله العديد من الافكار عن مسعد افاق من شروده علي صوت حياة تنادي عليه فنظر لها بانتباه وهتف قائلاً :- نعم .
حياة باستغراب :- مالك في حاجة حصلت معاك .
اسر ببرود :- لا مفيش حاجة بتسألي ليه .
حياة بتعجب :- شكلك غريب ساكت وسرحان كأن حاجة مضايقاك .
اسر بنفس بروده :- لا مفيش حاجة .
حاولت حياة ان تجعله يتحدث معها ويشاركها احزانه فهتفت بهدوء قائلة :- لو في حاجة مضايقاك انا ممكن اسمعك ومش هقولك لا انا مراتك وممكن تقولي علي اللي مضايقاك .
نظر لها اسر بنظرات مبهمة وقد اشعرته طريقتها بطريقة هايدي معه بالماضي عندما كانت تحاول سحب الحديث منه فلم يشعر بنفسه وهو يقول بنبرة باردة وبطيئة ومخيفة :- انا مشاركش واحدة زيك سري او حاجة مضايقاني خليكي ف حالك واعرفي حجمك كويس ومتدخليش ف اللي ميخصكيش ثم نظر لها بسخرية هاتفاً :- يامراتي .
ونهض من مكانه تاركاً اياها تنظر مكانه بصدمة وعينان متسعتان ولم تشعر بدموعها وهي تسيل علي وجهها فهي لم تتوقع حديثه هذا مطلقاً فهو منذ عدة ايام يعاملها بشكل جيد للغاية ولم يسئ لها حتي انها شعرت انه قد تعلق بها وهذا قد اسعدها كثيراً وشعرت انها علي الطريق الصحيح ولكن حديثه هذا الان يعني انها لاتعني له شيئاً اطلاقاً تنهدت حياة بتعب ونهضت من مكانها حتي تلملم الطعام وتعيد ترتيب المكان وهي دموعها لازالت تسيل علي وجهها دون صوت فهو قد اشعرها انها رخيصة للغاية وكم كرهت هذا الشعور في تلك اللحظة وبعد ان انتهت مماتفعله كادت ان تدلف الي غرفتهم حتي تنام ولكنها تراجعت وهي تشعر بالنفور من النوم بجانبه عندما تذكرت حديثه كما انها لاتريده ان يري دموعها ويستشعر ضعفها لذلك قررت ان تنام بغرفة اخري استلقت علي الفراش ودفنت وجهها بالوسادة وظلت تبكي دون صوت مر حوالي وهي علي هذا الوضع تبكي حتي شعرت بذراعين قويتين تحتضنها من الخلف وشفاه دافئة تطبع عدة قبلات علي رقبتها حاولت ان تبتعد ولكنه ضمها الي صدره بقوة اكبر ولم يفلتها تنهدت حياة لاستسلام فهي تعلم انه لافائدة من المقاومة معه فهو سينتصر عليها بالاخير ظلت حياة تتجاهل قبلاته واحتضانه لها بهذا المنظر بينما هو لم ييأس ظل يحتضنها هكذا حتي شعر بتجاهلها له فهتف بصوت خافت للغاية ومهزوز كأنه علي وشك البكاء :- احضنيني .
فتحت حياة عيناها بعدم استيعاب وهي تشعر انها تتوهم ولكنها شعرت بانها حقاً لاتتوهم عندما سمعته يقول بنفس نبرته ولكنها خافتة للغاية كأنه يبكي بالفعل :- احضنيني ياحياة ابوس ايديك .
التفتت له حياة علي الفور واتسعت عيناها بصدمة وشعرت بقلبها يتمزق وهي تري وجه اسر الغارق بالدموع فشهقت بخضة وهتفت قائلة بخافت للغاية :- اسر .
القي اسر بنفسه في تلك اللحظة بين احضانها وظل يبكي ويبكي ويشهق بقوة كأنه اراد هذا منذ زمن ولكنه لم يجد حضن يحتويه حتي يبكي بداخله احتضنته حياة بشدة وقوة وهي تحاول ان تزرعه بين اضلعها حتي تجعله يبكي ويفرغ كل الآلم الذي بداخله بين احضانها سمعت صوته يهتف بقهر ومادراكم ماقهر الرجال حقاً :- تعبت اوي .. اتغدر بيا ياحياة واتكسرت .. اتكسرت وبحاول ابين اني مش مكسور بس من جوايا بعاني بجد نفسي ارتاح .. نفسي انتقم عشان ارتاح .
صمت لثواني ثم هتف ببكاء اشد ولكن صوت ضعيف :- احضنيني ياحياة اوي برتاح وانتي قريبة مني ثم هتف بصوت بعيد جداً وكأنه علي وشك الغرق في النوم :- اوعي تسبيني ياحياة .
واغمض عينه وذهب في نوم عميق للغاية ونام بأحضانها كطفل صغير لم يستطيع ان ينام بعيداً عن احضان والدته بينما حياة عندما تأكدت انه قد ذهب في النوم سمحت لدموعها بالتحرر حزناً عليع وعلي حاله ياالهي هو يعاني حقاً كيف يتحمل كل هذا الوجع كيف له ان يتعايش مع كل هذه المعاناة وان يظهر امامها وامام الجميع بهذا بكل تلك الصلابة ولكنه لم يتحمل ان يمثل الصلابة امامها هي وبكي بين احضانها نظرت لوجهه وهو نائم ويلقي برأسه علي صدرها وغارق بنومة كم يبدو برئ بهذا المظهر يبدو كطفل نائم ومرهق من كثرة اللعب مع اصدقائه اقتربت منه بوجهها وطبعت قبلة رقيقة للغاية بجانب شفتاه ثم ابتعدت عنه وهتفت بهمس حنون للغاية :- نام .. نام وارتاح انا مش هسيبك .
ثم ذهبت في ثبات عميق وهي محتضناه بكل قوتها وحنانها وكأنها تخشي ان تفقده …….
******************************************
في سيارة علي وبعد ان رحل ومعه اية من عند حياة حتي يقوم بأيصالها الي منزلها كان علي يتولي القيادة اية بجانبه تشعر بالخجل الشديد من تواجدها معه بمفردها شعر علي بخجلها فأراد ان يخرجها من تلك الحالة وهتف بهدوء :- ايه اخبارك ف الدراسة !
انتبهت له وهتفت قائلة بهمس خجول :- الحمدالله تمام .
علي بتساؤل :- انتي ف كلية السن صح ؟
اية :- ايوة صح .
علي بتساؤل :- ناوية تشتغلي ف مجال ايه بعد ماتخلصي ؟
اية بهدوء :- سياحة ان شاءالله .
علي بأعجاب :- سياحة !! شكلك بتحبي السفر والشغل دة .
اية باندماج وقد تناست خجلها منه فهو قد تحدث بأكثر شئ تعشقه دراستها لذلك هتفت بابتسامة طفولية :- جداً بحب السفر والمغامرات ونفسي جداً اتخرج واشتغل ف المجال دة اوي .
ابتسم علي لطفولتها وقد اعجب بطموحها هذا فهو يقدر ويحترم المرأة الطموحة التي تسعي لبناء كيان لها ويعرف اهمية المرأة جيداً بالمجتمع وانها تستطيع ان تقوم بالعديد من الاعمال وليس الاعمال المنزلية فقط فهي اذا تولت امراً ما تبرع به لذلك ابتسم بأعجاب وهو ينظر لها قائلاً :- عجبني تفكيرك اوي ربنا يوفقك ان شاءالله واول ماتحبي تشتغلي بهذا التخرج قوليلي وانا ليا علاقات كتير هقدر اساعدك .
نظرت له بامتنان وهتفت بهدوء :- متشكرة اوي ليك بس انا مبحبش الوسايط بحب اوصل لكل حاجة بمجهودي .
اعجب علي بتفكيرها وردها عليه كثيراً فهتف قائلاً بأعجاب اشد :- تمام عمتاً انا موجود ف اي وقت لو احتاجتي اي حاجة بلغيني .
اية بابتسامة :- متشكرة اوي ياعلي .
ابتسم علي وهو يسمع اسمه من بين شفتيها بصوتها الرقيق الخجول وصل الي البناية التي تقطن بها فنظر لها علي بابتسامة هادئة قائلاً :- مش عارف وصلنا بسرعة كدة ليه .
خجلت اية كثيراً ولم تعرف ماذا تجيب فابتسم علي قائلاً بابتسامة :- هو انا ينفع اطلب منك طلب .
انتبهت له اية وهتفت قائلة بهدوء :- اكيد طبعاً اتفضل .
علي ببعض التوتر ولكنه اخفاه بثبات :- احم .. كنت عاوز رقم موبايلك اصل بصراحة انتي بتشوفي حياة وهي دلوقتي مش معاها موبايل ف حابب اتطمن عليها عن طريقك يعني بس لو انتي مش موافقة او في اي مشاكل كأني مقولتش حاجة .
في الواقع هو يستطيع مهاتفة اسر حتي يطمئن علي حياة في اي وقت ولكنه اراد ان يحصل علي رقم هاتف اية تحديداً فبداخله شعور يحثه علي الاقتراب منها بينما اية شعرت بالخجل والتوتر الشديد من طلبه ولكنه بالنهاية اخيها لحياة كما انه صديق جاسم هي تعلم ان هذا ليس مبرر لتعطيه رقمها ولكنها تحاول ان تبرر لنفسها بهذا الحديث فهي ايضاً تشعر بانجذاب نحوه وتوتر رهيب يجتاحها بوجوده لم تشعر به من قبل في تلك الثواني التي كانت تفكر بها كان علي بجانبها يشتعل خوفاً وقلقاً من صمتها ولكنه تنفس الصعداء عندما هتفت بابتسامة هادئة :- لا طبعاً مفيش مانع يعني .
تبادلا ارقام الهواتف ثم ترجلت من السيارة بعد ان ودعته وانتظارها هو حتي استقلت المصعد وتوجه عائداً الي البلد وهو سعيد بما حدث …..
******************************************
قبل ذلك الوقت بقليل في منزل جاسم كاد جاسم ان يقتلع شعره من جذوره بسبب ندي فهو قد قام بأيصالها صباحاً الي منزلها وانتظرها حتي احضرت اغراضها وظل يقنعها بالذهاب الي حياة لتجلس مع اية وحياة هناك ولكنها رفضت بشدة ولم يريد ان يضايقها فأعادها الي المنزل وهو يشعر بالخوف عليها من الجلوس بمفردها حتي لا تكرر فعلتها مجدداً ظل يلقي عليها العديد من التعليمات مراراً وتكراراً حتي سئمت منه وهتفت قائلة بغيظ :- جاسم انا لو هنتحر هيبقا السبب انت وتعليماتك اسكت بقا .
صمت جاسم ولم ينبه عليها بأي شئ مجدداً وذهب الي عمله ولكنه عاد منذ قليل ولم يجد اية وعندما قام بهاتفتها عرف منها انها في طريقها للعودة الي المنزل وعلي سيقوم بتوصيلها ولكنه منذ ان وصل الي المنزل وقد وجد ندي تقوم بتنظيف المكان النظيف بالاساس ولم تترك قطعة به حتي نظفتها والان يراها تقوم بالطبخ ايضاً بعد ان انتهت من التنظيف فهتف قائلاً بغيظ شديد وهو بجانبها :- يابنتي سيبي اللي انتي بتعمليه دة كفاية اللي انتي عملتيه النهاردة في الشقة وانا مش عارف سببه ايه .
ندي بجدية :- ماقولتلك ياجاسم بعد مارجعت زهقت من القاعدة قومت منضفة البيت .
جاسم بتنهيدة :- ياحبيبتي لما لقيتي نفسك زهقتي من القاعدة كنتي اتصلتي بيا اجي اواديكي عن اية وحياة مش تفضلي تنضفي البيت اللي هو اساساً متنضف .
لم تستمع ندي الي باقية حديثه فهي قد شعرت بالصدمة من كلمة ” حبيبتي ” التي تفوه بها الان لذلك نظرت له بذهول وهتفت بمنتهي التلقائية دون ان تحاول السيطرة علي لسانها :- حبيبتك !!
نظر لها جاسم بتوتر وقد استشعر انها تضايقت من تلك الكلمة ولكن ماذا يفعل هو لن يستطيع ان يداري مشاعره اكثر من ذلك لم يعد بيده السيطرة علي نفسه كثيراً وهو يريد ان يعرف اذا كانت تحبه ام لا او حتي تبادله مشاعر الاعجاب حتي لا ينجرف بحبها اكثر من ذلك فاقترب منها واحتضن وجهها بكفيه بحنان وهتف قائلاً بحب شديد :- ايوة حبيبتي .
نظرت له ندي بصدمة وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع وتتقافز بشدة ووجنتيها يشتعلان من الخجل والاحمرار فهي لم تتوقع هذا الحديث منه مطلقاً هي لاتنكر انها تشعر بالراحة والاعجاب تجاهه خصيصاً في تلك الفترة الاخيرة فهو اشعرها بالحنان والامان ولم يتركها منذ وفاة والدها وهذا ماجعلها تتخطي تلك الازمة قليلاً فان كانت بمفردها لم تكن تعلم ماذا ستفعل بنفسها ولكنها تشعر انه سندها شعرت بوجود سند بجوارها بعد وفاة والدها بوجود جاسم فهو قام بسد تلك الخانة عندها فبالرغم من ان غياب الاب لايعوضه احداً ولكن جاسم يحاول بقدر استطاعته ان يعوضها عن هذا الشعور بفقدان سندها بالحياة وهي تري هذا بوضوح وقد شعرت بالامتنان له معتقدة ان كل هذا مجرد احساس بالشفقة ولكنها لم تتوقع مطلقاً ان يكون كل مايفعله بدافع الحب عند هذه النقطة شعرت برأسها يدور وقدماها لم تعد تحملها كادت ان تترنح ولكنه عندما وجدها تترنح حاوطها بذراعيه من خصرها فأصبحت بين احضانه فهتف جاسم قائلاً بقلق :- ندي حبيبتي انا اسف انتي زعلتي ولا ايه .
نظرت له ندي بصدمة اكبر هل حقاً كرر تلك الجملة مجدداً كما انه يخشي عليها من الحزن هتفت والدموع بدأت تتجمع في مقلتيها :- جاسم .
جاسم بحنان :- عيون جاسم .
حاولت ان تتحدث ولكن كل هذا الحب والحنان بعيناه قد الجم لسانها عن الحديث وعندما شعر بها جاسم فربت علي شعرها بحنان وهتف قائلاً بحب :- شششش متقوليش حاجة مش لازم تتكلمي دلوقتي انا هفضل مستنيكي لحد ماتحسيها وتنطقيها العمر كله المهم اهدي دلوقتي وكفاية انك جمبي .
شعرت ندي برغبتها في البكاء علي صدره وحقاً بدأت في البكاء وجاسم يهدهدها كطفلة صغيرة حتي هدأت وتوقفت عن البكاء وابتعدت عنه قليلاً فمسح دموعها بأصابعه برفق وابتسم بحنان ثم هتف بمرح حتي يخرجها من تلك الحالة :- بصي بقا ياستي انا هتبرع واتنازل واقف معاكي اساعدك ويارب يطمر يعني .
ابتسمت ندي وحاولت ان تخرج من احضانه ولكنه كان متشبث بها بشدة فهتفت قائلة بخجل :- جاسم ابعد .
جاسم بخبث :- ابعد ازاي يعني !
ندي بخجل اشد :- ابعد عني مينفعش كدة .
جاسم بخبث اشد :- مينفعش ايه بالظبط !
ندي بغيظ :- مينفعش تفضل حاضني كدة .
ثم استجمعت كل قوتها وازاحته بعيداً عنها ولكنه تحرك بأرادته فهتف قائلاً بغمزة :- والنبي عسل وانتي مستقوية كدة .
ابتسمت ندي بخجل وبدأوا سوياً في اعداد الطعام حتي صدح صوت من علي باب المطبخ قائلاً بمرح السلام عليكم يااهل الدار .
نظروا لها وكانت اية بالطبع فركضت نحوها ندي وقبلتها قائلة :- حمدالله ع السلامة يايويو قوليلي حياة عاملة ايه .
اية بسعادة وهي تري وضع ندي يتحسن :- الحمدالله تمام وزعلت اوي انك مجتيش معايا علي فكرة .
ندي بابتسامة هادئة :- ان شاءالله المرة الجاية نروحلها سوا .
اتجه اليهم جاسم واحتضن اية قائلاً :- اتبسطتي عند حياة .
اية بهدوء :- ايوة الحمدالله . ثم هتفت قائلة :- طب انا هدخل اغير هدومي واجي اساعدكم .
كادت ان تتحرك ولكن امسكها جاسم من ياقة قميصها وكأنه ممسك بمتهم لديه وهتف قائلاً بمرح ولكن مبطن الحديث جادي :- بعد كدة لو موقف زي ان علي دة يوصلك اتكرر من غير مااعرف قبلها هشعلقك يااوزعة .
اية بخوف :- والله العظيم ياجاسم اتحرجت ومعرفتش اعمل ايه وقولت دة صاحبك واخو حياة كمان مكنتش اعرف انك هتزعل انا اسفة .
جاسم بعد ان تركها هتف بهدوء وحنو :- من غير ماتتأسفي انا بثق فيكي وواثق ف علي كمان بس انا اخوكي ولازم اواعيكي وانبهك للموقف دة عشان ميتكررش بعد كدة مع اي حد منعرفوش فهماني .
ابتسمت له اية بحب وهتفت قائلة :- حاضر ياحبيبي فهمت .
طبع جاسم قبلة حنونة علي جبهتها وهتف قائلاً بحنان :- ربنا يباركلي فيكي يايويا .
ابتسمت له اية ورحلت وتركته حتي تبدل ملابسها بينما جاسم نظر الي ندي وكانت تنظر لهم بابتسامة جميلة ولكن عيناها تتجمع بها الدموع فمن الواضح انها لم تعيش كل تلك الاجواء مطلقاً فهي وحيدة والديها وهو عليه تعويض كل تلك المشاعر لديها فاقترب منها جاسم ووضع ذراعه حول كتفيها وهمس بأذنها بحنو :- ويباركلي فيكي يامجنونتي .
ابتسمت له ندي بخجل ثم ذهبت حتي تكمل ماكانت تفعله وهي تشعر بالسعادة والخوف معاً …..
******************************************
عودة الي منزل اسر :-
اشرقت اشعة الشمس صباحاً استيقظ اسر ووجد نفسه نائم بأحضان حياة رأسه علي صدرها وذراعيه محاوطين لخصرها وقدماه علي قدميها كأنه يخشي عليها من الهرب ويخشي فقدانها ظل ينظر اليها بنظرات حنونة وهو يتأمل نومتها شعرها المبعثر حول وجهها ذو الملامح الهادئة كانت تبدو ناعمة للغاية وهي بأحضانه هكذا كل يوم يشعر بأزدياد تعلقه بها وحاجته اليها وكم يشعر بالراحة وهي بجانبه هكذا تذكر ماحدث ليلة امس بعد ان هتف بذلك الحديث الجارح لها دون مراعاة لشعورها وقد كان غارقاً في ذكريات ماضيه المؤلم ولم يشعر بنفسه حين تفوه بهذا الحديث ظل ينتظر قدومها الي الغرفة حتي تأتي وتنام بأحضانه ككل ليلة ولكنها لم تأتي مرت دقيقة والاخري حتي اصبح عدد الدقائق ساعة كاملة ولم تأتي حياة شعر بشعور مؤلم ينهش صدره وكأنه بطريقته تلك قد اوشك علي خسارتها حقاً وتذكر طريقة حديثها معه بالخارك وكيف كانت تريد ان تشاركه احزانه وكم كانت حنونة معه ولكنه وبمنتهي الغباء سيضيعها من بين يديه بتلك الطريقة ولكن ماذا بيده ان يفعل هو ايضاً مجروح موجوع يعاني بحق يريد ان يرتاح حتي تنمحي من ذاكرته تلك السنوات الاخيرة حتي يستطيع ان يبدأ من جديد شعر برغبة ملحة في البكاء ولكنه حاول ان يسيطر علي نفسه وعندما ادرك انها لن تأتي نهض من مكانه حتي يبحث عنها فهو لن يستطيع النوم بعيداً عن احضانها ودفء انفاسها بحث عنها حتي وجدها بغرفة اخري تدفن وجهها بالوسادة وتبكي دون صوت ولكن مع اهتزاز جسدها ادرك انها تبكي وقد مزق مظهرها هذا قلبه حزناً عليها فهي بالفعل رقيقة للغاية وهشة ولا تحتمل كلمة جارحة منه ظل يلعن نفسه بسره فماضيه هو السبب الان في كل مايعيشه اقترب منها وحاوطها بذراعيه وضمها الي صدره وظل يطبع العديد من القبلات الحنونة علي رقبتها وشعرها وعندما شعر بها تحاول الابتعاد عنه ضمها الي صدره بقوة اكبر حتي سكنت تماماً بين احضانه ولكنها ظلت متجاهلة اياه وكأنه غير مرئ شعر بالحزن والمرارة وهو يراها تتجاهلة هكذا انتظر عدة دقائق حتي تلتفت له وتحتضنه كالمرة الماضية ولكنها لم تفعل فهتف قائلاً بصوت مهزوز :- احضنيني .
شعر بارتعاشتها بين احضانه ولكنها لم تلتفت له لم يشعر بدموعه وهي تسيل وهو يتذكر كل ماحدث معه قد اوجعه ولكن ليس الان كوجعه من تجاهل حياة له بهذا الشكل لذلك توسل اليها ان تلتفت له ورآي النظرات المصدومة من بكاؤه علي ملامحها وصوتها الخافت الرقيق بأسمه ولم يستطيع ان يسيطر علي نفسه اكثر من ذلك والقي بنفسه بين احضانها وبكي بكي وكأنه لم يبكي طوال حياته يوماً بكي علي احساسه بالغدر والخيانة بكي علي كسرته كرجل امام الجميع وقبلها امام نفسه ولا يعلم كيف تفوه بهذا الحديث وهو يبكي ولكنه لم يشعر بشئ بين احضانها سوي براحة غريبة تغمره وهو علي هذا الوضع يبكي بين احضانها وبعد ان انتهي طلب منها الا ترحل وتتركه وشعر بالنعاس يهاجمه وهو بين احضانها فجأة وكأنه قد سئم قسوة الحياة لسنوات والان وجد ملجأه واخر شئ شعر به وهو ضمة حياة له بقوة وبعدها سقط في دوامة النوم مطالباً بالراحة ولكنه الان استيقظ ووجد نفسه بين احضانها وهي غارقة بالنوم اقترب منها وطبع قبلة رقيقة وحنونة علي شفتيها ظل يقبلها حتي ابتعد عنها عندما شعر بها تتململ في جلستها ثم تذكر شئ ما فنهض من جانبها وتوجه الي المرحاض ثم خرج منه وخرج خارج الغرفة بل الشقة بأكملها وبعد مايقارب العشر دقائق عاد مجدداً وبيده شئ ما دلف الي الغرفة وجدها مازالت علي وضعها كما هي فأدرك انها حقاً تعشق النوم بشدة استلقي بجانبها علي الفراش فتململت في نومتها حتي اصبحت وجهها مقابلاً لوجهه فاقترب بيده من خصلات شعرها الرقيقة وظل يعبث بها برفق وهو يهتف برقة :- حياة .. حياة اصحي .
لم تستيقظ ولكنها هتفت بنوم ولا وعي :- ششش بس بقا .
ضحك اسر عليها بشدة فهي تبدو كالاطفال حقاً فأعاد حديثه قائلاً :- حياة النهاردة اول يوم في الجامعة انتي مش ناوية ترجعي تروحي ولا ايه .
حياة بنوم عميق :- شوية .
لم يتحمل اسر اكثر من ذلك وظل يضحك بشدة علي مظهرها وطريقتها فنظر لها وهتف بخبث :- يعني مش هتقومي برضه .
لم تجيبه حياة وظلت نائمة فهجم عليها اسر مقبلاً شفتاها فصرخت حياة وحاولت ان تبتعد فأحبط اسر محاولاتها وظل يقبلها بقوة حتي تحولت قبلته الي قبلة رقيقة عميقة وهو يحتضنها بشدة شعرت حياة برغبتها في احتضانه ولم تلبث حتي احتضنته هي الاخري وبشدة ظلوا علي هذا الوضع عدة دقائق حتي ابتعد اسر عنها وهو يشعر بحاجتهم للهواء فشهقت حياة وحاولت ان تلتقط انفاسها الضائعة فظل ينظر اليها ثم هتف قائلاً بخفوت :- انا اسف .
نظرت له حياة بعدم فهم علي ماذا يتأسف علي قبلته لماذا فتلك ليست اول مرة فهتفت قائلة :- علي ايه !
اسر بندم :- علي الكلام اللي قولته امبارح واحنا بناكل معرفش قولت كدة ازاي بس صدقيني مش دي الحقيقة خالص .
حياة بهدوء :- حصل خير .
اسر بنظرات متفحصة :- حياة انتي لسة زعلانة مش عايزة تعرفي انا كنت مضايق ليه امبارح .
حياة بتنهيدة :- لو حابب تحكي احكي براحتك بس انا مش هسألك تاني علي حاجة عشان انا عرفت حجمي كويس .
اسر بندم اشد وزعل اكبر :- حياة بلاش طريقتك دي كنت مضايق ومش قصدي اي حاجة م اللي قولتها سامحيني بقا .
نظرت له حياة لثواني ثم ابتسمت برقة وهي تقول :- خلاص مش زعلانة منك .
ضمها اسر بقوة ثم همس بأذنها قائلاً :- عاوز اطلب منك طلب .
حياة بخفوت وهي تحتضنه :- هممم اطلب .
اسر بهمس خافت رقيق :- حسك عينيك ياحياة نزعل من بعض وتسيبي اوضتنا وتنامي بعيد عني لو ولعنا ف بعض ماتسبيش اوضتنا ممكن ياحياة ممكن يعني .
ابتسمت حياة بشدة وشددت من احتضانه ثم هتفت بهمس حنون :- ممكن طبعاً مش هتتكرر تاني خلاص .
ابعدها اسر عنه قليلاً ثم هتف بابتسامة :- طب يلا عشان تلحقي جامعتك .
حياة بصدمة :- يااالللهههوووي الجامعة نسيت .
اسر بضحك :- طب اديني فكرتك اهو يلا بقا عشان تلحقي .
نهض اسر ونهضت حياة هي الاخري فناداها اسر قبل ان تتوجه الي المرحاض فنظرت له بتساؤل فأخرج من تلك الحقيبة بجانبه شئ ما وقد كان هاتف محمول علي احدث موديل واعطاه لها وهو يقول بهدوء :- امسكي التليفون دة خليه معاكي .
حياة بتساؤل :- الموبايل دة عشاني انا !
اسر بجدية :- ايوة انا عارف ان بقالك فترة مش معاكي موبايل وانتي هتنزلي الجامعة النهاردة وهتحتاجيه وكمان عشان اتطمن عليكي كل شوية وفي خط عليه رقمي وسجلي انتي بقا ارقام صحابك .
حياة بابتسامة سعيدة :- انا متشكرة اوي يااسر تعبتك معايا .
اقترب اسر منها واحتضنها قائلاً :- تعبك راحة المهم تخلي بالك من نفسك .
ثم ابتعد عنها وكاد ان يتحرك خارج الغرفة فهتفت حياة قائلة :- اسر .
نظر لها اسر فهتفت بتردد :- امبارح لما ك ك كنت نايم هنا قولت ااا …
قاطعها اسر قائلاً بهدوء :- انا عارف قولت ايه امبارح .
حياة بتوتر :- طب هو انت قولت كدة ليه !
اقترب منها اسر وعاد اليها من جديد محتضناً وجهها بكفيه وهمس بحنو :- هقولك كل حاجة ياحياة صدقيني بس قريب هانت ياحياة وكل حاجة هتبقا ف وقتها حلوة .
نظرت له حياة بخوف وهي تشعر بان الايام القادمة ستكون الاسوء ولكنها علي اي حال ابتسمت له حتي تطمئنه فطبع قبلة علي جبهتها قائلاً :- يلا البسي بسرعة عشان اوصلك ف طريقي .
******************************************
عودة الي منزل جاسم :-
استيقظت اية وايقظت ندي حتي يذهبوا الي الجامعة سوياً ف انتهت ندي من ارتداء ملابسها وخرجت خارج الغرفة حتي تقوم بتحضير الافطار كانت ندي بالمطبخ حتي شعرت بذراعين قويتين تحاوط خصرها فشهقت والتفتت علي الفور لتري جاسم بالطبع ومن سيكون سواه فهتف بحب وهو محتضناً اياها :- صباح الفل ياقلبي .
ندي بتوتر شديد :- جاسم ابعد كدة انت بتعمل ايه .
جاسم بهيام :- هكون بعمل ايه يعني بصبح علي حبيبتي .
ندي بنفس نبرتها :- ابعد طيب لاحسن اية تشوفنا .
جاسم بمشاكسة :- ماتشوفنا فيها ايه يعني .
ندي وهي علي وشك البكاء وبدأت دموعها تتجمع بالفعل :- ابعد لو سمحت .
جاسم بخضة :- انتي بتعيطي ليه انتي خوفتي مني ياندي .
لم تجيبه ندي فابتعد عنها في تلك اللحظة وهتف قائلاً بذهول :- انتي خوفتي مني وفاكرة اني بستغلك صح .
نظرت له ندي باعين باكية ولم تستطيع ان تنطق بحرف فهي بالرغم من كل مافعله لاجلها الا انهل تخشي ان تخوض تلك العلاقة فتخرج خاسرة وهي لا تريد المجازفة ظلت تنظر له ولا تعرف بما تجيبه بينما جاسم ظل ينظر لها غير مصدق انها حقاً تخشاه هي ببيته منذ ايام ولم يقترب منها بسوء وكانت في اغلب ايامها غائبة عن الوعي فأذا كان يريد اذيتها لكان اذاها منذ زمن تنهد ثم نظر لها بجدية شديدة وهتف قائلاً :- تمام انا اسف جداً ومش هقربلك تاني ياانسة ندي .
ثم تركها وخرج خارج المكان وندي ظلت تبكي علي ماحدث وهي لا تعرف ماذا تفعل وبعد مرور بعض الوقت وصل جاسم ومعه ندي واية الي الجامعة وعند وصولهم وجدوا سيارة اسر تصف علي احدي الجوانب امام باب الجامعة فهتف جاسم بتعجب :- اسر !
اية بعدم تصديق :- اسر جاب حياة الجامعة !
ترجلوا جميعاً من السيارة واقتربت ندي من حياة واحتضنتها وسلمت علي اية وجاسم ايضاً فنظر جاسم الي اسر وهتف قائلاً بخفوت :- هتجيبها الجامعة كل يوم !
اسر بتنهيدة وهو ينظر لها ويراها مندمجة بحديثها مع الفتيات وتضحك معهم :- ايوة هي عايزة تكمل دراسة وانا مش همنعها .
جاسم بابتسامة :- عين العقل ياصاحبي .
ابتسم له اسر فهتف جاسم قائلاً :- طب يلا بقا السلامات دي جوة الجامعة عشان نمشي احنا .
كادت الفتيات ان تتحرك داخل الجامعة فنادي اسر علي حياة فذهبت اليه فهتف قائلاً بتحذير ولكن به حنو :- تاخدي بالك من موبايلك ومتكلميش حد غير اية وندي ولو حد عملك حاجة او حتي بصلك بس تتصلي بيا في ساعتها ولو اتصلت بيكي ومردتيش عليا مش هيحصلك طيب مفهوم كلامي .
تحولت ابتسامة حياة الي غيظ وهتفت قائلة :- حاضر يااسر حاضر اي اوامر تانية .
اقترب منها اسر وطبع قبلة سريعة علي وجنتها وهتف قائلاً بخبث :- لا مفيش حاجة تانية خلاص .
ركضت حياة مبتعدة عنه وهي تقول بخجل شديد :- انت قليل الادب .
دلفت حياة الي الجامعة بينما نظر اسر الي جاسم الذي هتف قائلاً بخبث :- سبحان مغير الاحوال يااخي .
اسر بضحك :- الله اكبر .
ضحك جاسم ثم استقلوا سيارتهم متوجهين الي عملهم وكلاً منهم يفكر بفتاته ….
******************************************
بداخل الجامعة كانت حياة وندي واية بالكافيتيريا الخاصة بالجامعة حتي رن هاتف حياة برقم غريب ففتحت الاتصال وهتفت قائلة بفرحة :- طنط رجاء وحشتيني عاملة ايه .
رجاء بحنان :- الحمدالله يايويو انا اتصلت عشان اقولك ان الحفلة اخر الاسبوع دة ان شاءالله يوم الخميس يعني اعزمي كل صحابك بقا .
حياة بحب :- حاضر ياطنط رجاء متشكرة اوي ع الحفلة وع التعب دة .
رجاء بحنو :- تعب ايه بس ياعروسة متقوليش كدة .
اغلقت حياة معها الهاتف ثم قصت عليهم المكالمة وقد فرحوا كثيراً لاجلها وبدأوا في التفكير من اجل تحضيرات الحفلة ……….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)