روايات

رواية آسر الحياة الفصل الثلاثون 30 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل الثلاثون 30 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء الثلاثون

رواية آسر الحياة البارت الثلاثون

رواية آسر الحياة
رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة الثلاثون

في منزل اسر :-
مر يومان بعد ان خرجت حياة من المشفي وعادت مع اسر الي منزلهم دلفت الي المنزل ووجدت كل شئ مرتب لامع ونظيف وكأنهم لم يتركاه كل تلك الفترة حتي الغرفة التي حطمها اسر تلك الليلة تغيير بها كل شئ حتي الاثاث كادت ان تصاب بأنهيار عصبي وهي علي وشك تذكر ماحدث ولكن افتعل معها اسر مشادة تافهة وعابرة حتي يخرجها من حالة شرودها بالماضي والان هي مستلقية علي فراشها بغرفة نومهما او بمعني اصح غرفة نومها فهي منذ ان عادت الي المشفي لاتنام معه بغرفة واحدة تذكرت ذلك اليوم بعد ان عادت ومالذي فعلته به حينها ….
<< FlasH BacK >>
وصل اسر وحياة الي منزلهم بعد ان رفضت حياة رفض تام ان تعود معه مجدداً ولكن بالطبع اسر لم يتركها تفعل ماتريد وامام اصراره وقوة حديثه رضخت حياة للامر الواقع ولكنها قررت ان تذيقه المرار حتي يمل منها ويوافق علي الانفصال دلفت الي المنزل وهو يقوم بأسنادها رغماً عنها اغلق الباب فهتفت قائلة بضيق من اقترابه منها ولمسه لها :- ابعد ايدك بقا عني لو سمحت خلاص وصلنا البيت .
اسر بحب وهو يقربها منه اكثر :- سبيني اسندك يايويو يعني لو انا مسندتكيش مين هيسندك .
نظرت له حياة بوجع وحزن قائلة :- انت اخر واحد تتكلم عن السند لاني يوم ماهفكر اتسند علي حد بجد مش هيكون انت .
شعر اسر بغضب شديد يجتاحه من حديثها فزوجته تخبره انها لن تستند عليه اذن من الذي يجب ان يقوم بأسنادها غيره لا فحياة ملكه وهو الوحيد المسئول عنها عن كل مايخصها وليس سواه وفي زحمة افكاره كان يضغط بيده علي خصرها فتأوهت حياة بآلم انتبه اسر لها وهتف بلهفة وخوف وهو يخفف قبضته :- حياة حبيبتي انا اسف سرحت ف حاجة ومأخدتش بالي معلش ياحياة وجعتك .
نظرت حياة بعينيه وهي تري لهفته وخوفه عليها وكيف نطق كلمة ” حبيبتي ” بهذا الحب كما ان انفاسه الدافئة تلفح وجهها واقترابه منها بهذا الشكل كل هذا يوترها ويجعل ضربات قلبها تتقافز بين اضلعها وتشعر انها ضعيفة امامه لذلك وقبل ان يتسرب اليها شعورها بالاشتياق اليه هتفت قائلة بسخرية :- انت واجعتني اكتر قبل كدة جات ع المرة دي يعني .
اسر بندم حزين :- والله ماكنت اقصد ياحياة بجد سرحت ومنتبهتش انا اسف .
حياة بضيق :- طب ابعد عني عشان عايزة ادخل الاوضة وانام شوية .
وبأقل من الثانية كانت حياة بين ذراعيه وبداخل احضانه فشهقت بخضة قائلة :- انت بتعمل ايه نزلني .
اسر بحنو وهت يتجه بها نحو الغرفة :- بريحك ياحبيبتي من المشي .
وصل بها الي الغرفة وفتح الباب وبمجرد ان دلف بها الي داخل الغرفة حتي نظرت حياة بذهول الي كل شئ حولها وهي تري ان الغرفة قد تبدلت تماماً الاثاث .. لون الحائط .. الستائر .. الوان المفروشات .. وبالرغم من كل هذا الا انها تذكرت بعض مشاهد مما حدث كادت الدموع ان تتجمع بعيناها ولكن لاحظها اسر واراد ان يخرجها من تلك الحالة التي اوشكت ان تتلبسها فهتف بضيق مصطنع :- انتي لحقتي ياحياة تتخني من الحمل بالسرعة دي دراعتي واجعتني ياساتر كل دة .
وبلحظة واحدة نظرت له بشراسة وحقاً يد تناست انها كانت علي وشك البكاء منذ لحظات وهتفت بغيظ غاضب :- انا ملحقتش اتخن من الحمل عشان حضرتك تقولي كدة وياريت طالما مش عجباك تحس وتطلقني .
نظر لها اسر بحب وعشق دفين فحياة حقاً طفلة فهي بمنتهي البساطة تناست تلك الذكري في هذه اللحظة لمجرد كلمة عابرة تفوه بها حتي يخرجها من شرودها هي كالاطفال تماماً تستطيع تشتيت انتباهها بأقل فعل يصدر منك هتف بنبرة عاشقة عشق سرمدي ارسل بها رعشة لقلبها :- علي جثتي .. علي جثتي ياحياة انك تبعدي عني خطوة واحدة انا اناني جداً فيكي وهفضل اناني فيكي طول مانا فيا نفس والحالة الوحيدة اللي ممكن اسمحلك فيها تبعدي عني هي موتي ياحياة غير كدة انسي .
شعرت حياة بأن انفاسها تتسارع وضربات قلبها تتقافز بين اضلعها من هذا الحديث الرومانسي الذي لم تعتاد علي سماعه منه هي تريد ان تقسوا عليه حتي يتركها ويوافق علي انفصالهم سريعاً ولكن بهذا الشكل وهذا الحديث المهلك لاعصابها لاتعلم ماالذي سيحدث بينهم في الايام القادمة افاقت من شرودها وهو يضعها برفق شديد علي الفراش وكأنها قطعة زجاج يخشي عليها من الكسر ثم طبع قبلة حنونة علي وجنتها فنظرت له بغضب وعيناها الرمادية تشتعل غيظاً وهتفت قائلة :- حسك عينك تقربلي كدة تاني انت فاهم .
حاول اسر ان يتجاهل حديثها ولا يلقي له بالاً فهو بالطبع لن ينفذه وهتف بهدوء :- انا هدخل اعملك اكل عشان تاخدي العلاج وتنامي شوية .
رحل وتركها دون ان ينتظر ردها وعاد بعد قليل بالطعام وظل طوال اليوم يعاملها برفق وحنو وهي ترد له معاملته بضيق وقسوة حتي لا تضعف امامه اتي المساء وحان موعد نومهما دلف اسر الي الغرفة وجدها مستلقية علي ظهرها بالفراش وترتدي منامة قصيرة باللون الاحمر نع بشرتها البيضاء اعطاها جاذبية وانوثة مهلكة لاعصابه وتذكر كيف كان يريد ان يساعدها بتبديل ملابسها ولكنها رفضت هذا الامر وبشدة حاول ان يقنعها بهدوء ولكنها ثارت عليه فخشي ان تصيبها تلك الحالة الهيستيرية مجدداً فوافقها وخرج من الغرفة وعندما عاد وجدها بهذا المظهر المهلك بالنسبة له كاد ان يتوجه الي الفراش حتي ينام يجانبها ولكنها هتفت بصرامة :- انت رايح فين !
اسر باستغراب :- هكون رايح فين جاي انام ياحياة .
حياة بضيق شديد :- انا مش هنام جمبك لو انت عاوز تنام هنا اتفضل وانا هروح انام غ اوضة تانية .
اسر بهدوء :- مش هقربلك ولا هضايقك متخافيش .
حياة بصرامة شديدة :- انت اصلاً متقدرش تقربلي او تضايقني ومين اللي قالك اني خايفة منك انا قرفانة منك بس .
اسر بصدمة :- قرفانة مني !!
حياة بغل :- ايوة ومش طايقة حتي نفسك اللي بشمه حواليا فلو سمحت ابعد عني وسيبني ف حالي .
نظر لها اسر بوجع اصاب قلبها فكلمتها اصابت رجولته وكرامته كرجل شعر اسر بالقهر امامها فالتفت خارجاً من الغرفة تاركاً حياة تشعر ببعض الندم علي تلك الكلمة ولكنها رآت بعد ذلك ان هذا افضل فآسر يجب ان ييأس منها حتي يوافق علي انفصالهم يآلهي فمجرد ذكر الكلمة بمخيلتها يؤلم قلبها الذي يعشقه حاولت ان تنفض تلك الافكار عن رأسها حتي تغفو قليلاً ولكنها لم تستطيع ظلت تتحرك علي الفراش لبعض الوقت حتي اغمضت عيناها حتي تنام فأستعمت الي صوت باب الغرفة ينفتح وخطوات اسر تقترب منها حتي شعرت به يجلس بجانبها علي الفراش ويحتضن كفها بين كفيه كما كان يفعل بالمشفي قائلاً بوجع :- انا مكنش قصدي اوجعك الصبح والله ومش عارف اعمل ايه عشان متبقيش قرفانة مني انا مش قادر ابعد عنك ثانية نفسي تسامحيني دة ربنا بيغفر وبيسامح اشد الذنوب .. قرب كفها من شفتيه وطبع قبلة شغوفة قائلاً بعشق :- مش زعلان منك ياحياة انا عارف ان اللي عملته مش سهل ابداً واستاهل كل اللي تعمليه فيا وانا هسيبك تعاقبيني براحتك بس وعد مني ياحياة بعد كدة هخليكي تسامحيني وتعشقيني زي مانا بتنفسك كدة .
توقف عن الحديث واقترب منها بهدوء مقبلاً جبهتها بحنو وهي متصنعة النوم كل هذا الوقت ثم تحرك خارج الغرفة ففتحت حياة عيناها بعد ان شعرت به انه خرج وهي تفكر في حديثه هو لن ييأس حتي تسامحه وهي لن تسامحه ابداً تنهدت حياة بتعب وحيرة وظلت علي هذا الوضع عدة ساعات حتي غفت من فرط تعبها وارهاقها وهي تتمني ان تحدث معجزة ما تجعلها تنسي كل ماحدث لها ….
<<BaCk>>
افاقت حياة من شرودها علي صوت باب غرفتها يفتح واسر يدلف وهو يحمل بيده صينية عليها انواع عديدة من الاطعمة فهو منذ ان خرجت من المشفي يهتم بطعامها وعلاجها ونومها ولا يجعلها تتحرك مطلقاً من الفراش سوي الي المرحاض ويقوم هو بكل شئ يخصها فهو يهتم بكل تفاصيلها الي ابعد حد وصل اسر اليها وهتف بابتسامة حنونة وهو يضع الطعام امامها :- عملتلك الاكل اللي بتحبيه يايويو يلا بقا ياحبيبتي عشان تاكلي وتاخدي علاجك .
لم تجيبه حياة وانما انقضت علي الطعام تفترسه بجوع شديد فهي اصبحت تأكل كثيراً تلك الايام وقد لاحظ اسر هذا الامر لذلك كل مايقارب الساعتان يضع امامها صينية طعام كهذه وهي تتناولها بنهم شديد كأنها لم تأكل منذ قرن كان ينظر اليها بحب شديد وهو يراها تأكل بهذا النهم ويعلم ان السبب طفله الذي ينمو بأحشائها الان انتقلت نظراته الي بطنها الذي لم يظهر عليه الحمل حتي الان وشعر برغبة ملحة في ان يتحسس بطنها وبالفعل قرب يده منها دون ان تنتبه حياة ولكنها ارتعشت بمجرد ان لمسها بهذا الحنان البالغ وظلت تنظر له بترقب وهي تراه ينظر الي بطنها وكأنه يري طفلهما امامه حيث هتف اسر بشوق بالغ :- مستني اللحظة اللي هيتولد فيها بفارغ الصبر مستني اللحظة اللي هيكونلي فيها ابن من صلبي ومنك انتي بالذات مكنتش اعرف ان ربنا بيحبني للدرجادي عشان يرزقني بكل النعم دي .
شعرت حياة بأنها ستضعف امامه تلك المرة فنبرته هزت قلبها المتيم بعشقه لذلك هتفت بضيق حتي تصرف عنها هذا الشعور :- انا مش عايزة اكل تاني خلاص .
اسر بلهفة :- ليه الاكل مش عجبك طب اعملك حاجة تانية او اطلبلك اكل من برة .
حياة بحزن علي حاله وحالها :- لا بس انا بقالي كزا يوم باكل كتير اوي .
اسر بخفوت وهو ينظر لها بعشق شديد :- كلي كتير .
حياة بخفوت وهي تبادله النظر :- هتخن .
اسر بخفوت اشد :- اتخني .
حياة بخفوت شديد :- مش هقدر اتحرك وهيبقا شكلي وحش .
اسر بعشق شديد واشتياق :- هتفضلي في عيوني اجمل واحدة في العالم واجمل واحدة شافتها عينيا ومش هتشوف غيرها .
نظرت له حياة بحزن شديد بينما هو يبادلها النظرات بعشق اشد وحنان بالغ حتي شعرت بدموعها تسيل علي وجنتيها بصمت وتنظر له نظرة وجع ادمت قلبه فقرب يده من وجهها ومسح دموعها بأصابعه برفق شديد وهتف بنبرة خافتة حنونة :- دموعك دي غالية عندي اوي ياحياة ياحياة مش هسمح ف يوم انك تنزلي دمعة واحدة من عيونك .
حياة بدموع وحزن :- اسر اقتنع اننا مش هينفع نكمل مع بعض صدقني مستحيل نكمل سوا .
اسر بحزن وخوف من فقدانها :- متقوليش كدة ياحياة انا يستحيل اسيبك اديني انتي بس فرصة واحدة وانا هثبتلك اني بحبك واتغييرت عشانك .
ظل ينظر لها لعدة قائق واصابعه تعرف طريقها جيداً لتتحسس وجنتها بحنو شديد وشوق بينما هي تفاجأت من صمتها امامه هكذا وماصدمها اكثر هذا الشعور بالاشتياق الجارف له لا فلا بد من ان هذا بسبب هرمونات الحمل لا اكثر شعر اسر بسكونها بين يديه ولم يعد يستطيع ان يسيطر علي نفسه اكثر من هذا فأقترب منها ببطء وتوجش من ردة فعلها بينما هي تنظر له ببلاهة وذهول وصل اسر اليها والتقط شفتيها بشفتيه وبمجرد ان لمسها هكذا حتي فزعت حياة وارتعشت حاولت ان تبعده عنها فابتعد علي الفور ونهض من مكانه وهو ينظر اليها بخوف وهتف بفزع :- حياة انا اسف انا ااا ….
صرخت حياة قائلة :- متلمسنيش تاني انا مش طايقاك كل مابتقرب ناحيتي بفتكر اللي عملته فيا متحطش ايدك عليا تاني .
اسر بندم :- حاضر مش هقربلك تاني بس انتي اهدي .
نظرت له حياة بغضب وكادت ان تتحدث حتي صدح صوت رنين جرس الباب فتحرك اسر خارج الغرفة حتي يفتح الباب وبعد ان قام بفتحه هتف قائلاً بابتسامة بسيطة :- ماما اهلاً وسهلاً اتفضلي .
دلفت السيدة رجاء الي المنزل قائلة بجفاء :- حياة صاحية ولا نايمة .
اسر بحزن لمعاملة والدته له :- صاحية جوة ف اوضتها .
تحركت السيدة رجاء الي داخل الغرفة ثم طرقت الباب فسمحت حياة لها بالدخول فدلفت السيدة رجاء قائلة بحب :- عاملة ايه النهاردة يايويو .
حياة بابتسامة بسيطة :- الحمدالله حضرتك عاملة ايه ياطنط رجاء .
رجاء بحنو :- الحمدالله .. حبيب تيتة عامل ايه النهاردة .
حياة بابتسامة حب :- الحمدالله كويس .. بس انا نفسي ف بنت جداً .
رجاء بهدوء :- كل اللي يجيبوا ربنا كويس .. المهم انا اخدتلك معاد مع دكتور نسا وتوليد شاطر اوي بنت واحدة صاحبتي كانت بتابع عنده ف حملها .
دلف اسر الي الغرفة في تلك اللحظة واستمع الي جملة والدته الاخيرة فهتف قائلاً بغيرة :- حياة مش هتابع مع دكتور راجل احنا هنشوف دكتورة ست تكون شاطرة عشان تتابع معاها .
نظرت له حياة بغضب وهتفت بعند قائلة :- انا هتابع مع الدكتور اللي طنط رجاء قالت عليه مش مهم راجل ولا ست .
اسر بجدية وعيناه تشتعلان غيرة :- مهم بالنسبالي ان مراتي متتكشفش علي راجل غريب مهم بالنسبالي ان مراتي متتكشفش علي راجل غيري اصلاً .
نظرت له حياة بغضب من طريقته بينما السيدة رجاء نقلت نظرها بينهم وشعرت ان اسر يحبها حقاً كما ان الحب ظاهر بأعين حياة ولكنها تعاند معه حتي تضايقه بسبب فعلته بها اتت في عقل السيدة رجاء فكرة وقررت تنفيذها فأسر يجب ان يتعلم الدرس جيداً حتي لا يكرر فعلته مع زوجته مجدداً فهتفت ببرود :- دة دكتور شاطر اوي وبعدين امال لو اتطلقتوا بسبب عملتك السودة فاكر انها هتترهبن ولا ايه حياة الف واحد يتمناها .
نظرت لها حياة بصدمة من حديثها ونظرت الي اسر الذي اشتعلت عيناه بغضب عاصف قائلاً بشراسة :- حياة هتفضل مراتي لحد مااموت والالف واحد دول لو حد فكر يقربلها هاكله بسناني وهيبقا اخر يوم ف عمره .
تفوه بهذا الحديث ثم توجه الي خارج الغرفة بغضب وبعد ان خرج نظرت السيدة رجاء الي حياة بابتسامة قائلة بتساؤل :- بتحبيه .
نظرت لها حياة بصدمة وتوتر ولم تعرف بما تجيبها ولكن كررت السيدة رجاء سؤالها مجدداً فنظرت لها حياو بحزن قائلة بخفوت :- ايوة بحبه بس مش هينفع نكمل مع بعض .
تنهدت السيدة رجاء بعمق قائلة بهدوء :- وانا المرادي مش هقولك كملي معاه زي المرة اللي فاتت بس هقولك حاجة يمكن تخليكي تغييري رأيك وتدي لعلاقتكم فرصة تانية .
نظرت لها حياة بتوجس فهتفت السيدة رجاء قائلة :- اللي عايزة اقولهولك انك تاخدي بالك من تصرفات اسر معاكي ابني اتغيير علي ايديكي انتي مفيش واحدة قدرت تغيير تفكيره غيرك ياحياة ابني بيحبك بجد صحيح انه مقدرش يسيطر علي وجعه من اللي حصله قبل كدة وانتي اللي كنتي هتروحي فيها بس كلنا بنغلط يابنتي وربنا بيسامح ياحياة وبعيداً عن اسر انتي مش شايفة ابنك اللي جاي ف السكة دة يستاهل يتربي بينكم في جو اسري نضيف بين باباه ومامته .
نظرت لها حياة بضياع وحيرة وهي لاتعلم ما الصواب وما الخطأ كيف ستسامحه كيف ستعيش معه بعد ان فقدت احساسها بالامان معه وهل اذا وافقت واستطاعت العيش معه كيف سيستطيع هو ان ينسي ماضيه ويعيد اليها احساسها بالامان معه مجدداً افاقت من شرودها علي صوت السيدة رجاء قائلة بخبث :- بس لو وافقتي هخليكي تربيه يايويو عشان يبقا يفكر 100 مرة قبل مايضايقك .
حياة بعدم تصديق :- بجد !! ازاي !!
رجاء بفرحة :- اعتبر انك موافقة يعني ياحياة .
ابتسمت لها حياة فقامت السيدة رجاء بقص الخطة التالية حتي يندم اسر ويتعلم درساً قاسياً ولا يعيد تكرار فعلته احتضنت حياة السيدة رجاء بعد ان انهت حديثها وهتفت بحب :- ربنا يخليكي ليا ياطنط رجاء والله حضرتك اللي مصبراني ع اسر .
ضحكت السيدة رجاء علي تلقائية حياة الشديدة وهتفت بحنو :- ربنا يباركلكم ف حياتكم يارب .
ثم نهضت من مكانها قائلة بهدوء :- انا لازم امشي دلوقتي عشان ورايا مشوار مهم وهعدي عليكي بكرة عشان نروح للدكتور .
رحلت السيدة رجاء وخرجت خارج الغرفة وجدت اسر يجلس علي الاريكة بالخارج وملامحه يعتليها غضب شديد ولكن بمجرد ان رآي والدته حتي نهض من مكانه قائلاً بتساؤل :- رايحة فين ؟
رجاء بهدوء :- ماشية عندي مشوار مهم .
اسر باستغراب :- مشوار ايه دة .
رجاء بهدوء :- چيرمين لحد دلوقتي مظهرتش وعمتك بلغت ومفيش اي اثر ليها .
اسر بضيق :- تلاقيها مختفية مع الشيطان دة بس وغلاوة مراتي وابني لهنتقم منهم وادفعهم تمن اللي عملوا فيا غالي اوي .
رجاء بجدية شديدة :- خلي بالك من مراتك عشان متخسرهاش وتضيع من ايدك وتبقا خسرت ابنك معاها .
اسر بندم :- والله العظيم هحافظ عليهم بعمري كله انا بحبها ويستحيل اضيعها من ايدي .
اومأت له السيدة رجاء ورحلت وهي تدعو الله ان يوفقهم ويصلح لهم حياتهم ……
******************************************
في البلد :-
كانت مهرة تجلس بجانب السيدة حسنية في غرفة الصالون يشاهدان احدي الافلام المصرية القديمة بتأثر شديد ولم تنتبه واحدة منهم للحاج علوان وصالح وعبدالرحمن هتف الحاج علوان قائلاً بجدية :- السلام عليكم عاملين ايه .
السيدة حسنية بانتباه :- وعليكم السلام نورتوا نحضرلكم الواكل .
صالح وهو يجلس بجانب مهرة :- ياريت ياامي واجع من الچوع .
ثم همس في اذن مهرة بحب :- اتوحشتك جوي يامهرتي .
نظرت له مهرة بخجل قائلة بخفوت :- تسلم من كل شر اني هجوم احضرلك الواكل .
صالح بجدية :- لا متجوميش انتي خلي حد من البنتة اللي ف الدار تحضره .
حسنية بحنو :- جولها ياصالح ياولدي تريح نفسيها شوي ديه مبتجعدش علي حيلها طول اليوم .
صالح بعتاب :- اكديه يامهرة هو ديه اللي اتفجنا عليه مش جولنا ترتاحي عشان الحمل يثبت .
مهرة بابتسامة رقيقة :- ماانت عارف ياصالح اني مبعرفش اجعد اكديه لازم اعمل حاچة .
علوان بجدية :- بس ديه صحتك يامرت ولدي وصحة حفيدي ربنا يجومك بالسلامة ان شاالله .
نهضت السيدة حسنية حتي تخبر الخدم بتحضير الطعام ثم عادت بعد قليل وبعد ان جلست بعدة دقائق لاحظت شرود عبدالرحمن وعدم اشتراكه معهم في الحديث فهتفت باستغراب :- مالك ياعبدالرحمن ياولدي ساكت اكديه ليه .
عبدالرحمن بانتباه :- ها سلامتك ياامي مااني معاكم اها .
صالح بتفحص :- اهو ع الحال ديه ياامي من بدري حتي واحنا بالارض بيسرح اكديه .
عبدالرحمن بابتسامة مصطنعة :- مفيش حاجة ياصالح هكون بسرح ف ايه يعني اكيد ف الشغل .
علوان بجدية :- اني كان في حاچة عاوز اجولكم عليها .. نظروا له جميعاً بتوجس فهو منذ زمن لم يلقي بقرارات صارمة فأكمل الحاج علوان حديثه :- ان شاءالله النهاردة بالليل هنروح نخطب لعبدالرحمن .
احتلت الصدمة وجوههم جميعاً وهتف عبدالرحمن :- تخطبولي !! كيف يعني اني مش عايز اتچوز ياابوي .
علوان بجدية :- كيف يعني ياولدي ديه سنة الحياة هتعيش اكديه من غير چواز ولا ايه .
عبدالرحمن بضيق وحزن وهو يتخيل حياته بدون شمس :- مش رايد اتچوز دلوك ياابوي .
علوان بخبث :- طيب ياولدي اللي يريحك اني هبلغ عبد المجيد ابو شمس اننا صرفنا نظر عن الچوازة ديه بكيفك ياولدي .
اتسعت اعين عبدالرحمن بفرحة وعدم تصديق وهتف :- شمس !! صوح ياابوي هتچوزني شمس .
علوان بابتسامة حكيمة :- ايوة ياولدي مش انت رايدها واني اتعلمت من غلطي زمان ومش هاخد جرار بالنيابة عن حد فيكم واصل .
نهض عبدالرحمن من مكانه مقبلاً رأس والده قائلاً بحب :- ربنا يخليك لينا ياابوي ولا يحرمنا منيك .
تعالت الزغاريط بأرجاء المنزل معلنة عن زيجة اخري وقصة حب جديدة ستبدأ بهذا المنزل هتفت السيدة حسنية بفرحة غامرة :- ربنا يسعدكم ياولادي ويجومك بالسلامة ياحياة انتي ومهرة ويفرحني بيك ياعلي عن جريب .
******************************************
علي الطرف الاخر في منزل بسيط للغاية مكون من عدة قطع اثاث مستهلك منذ سنوات ويبدوا علي هذا المنزل ضيق الحال نظراً لظروف المعيشة الخاصة بساكنيه هتف صوت رجولي غليظ :- كيف يعني مش رايدة تتچوزي هو بمزاچك اياك .
شمس ببؤس :- ياابوي انت كل عريس يتجدملي بتجول لا عشان بيكون علي جد حاله اشمعنا ديه اللي وافجت عليه انت اكديه بتبيعني ياابوي .
عبدالمجيد بغضب مستعر :- اني ببيعك بتسمي الچوازة ديه بيعة دة انتي هتعيشي ف العز كله وكل الخير اللي هيطولك هيطولنا معاكي .
شمس بحزن :- طب مااني بشتغل ياابوي وبصرف ع البيت وبچيبلك كل الفلوس اللي انت عاوزها .
عبدالمجيد بضيق :- وهو الكام ملطوش دول بتسميهم فلوس اياك ياحزينة اما انك وش فجر ” فقر ” زي امك اللي ماتت وسابتلي عيلة ناجصة رباية زيك .
شمس بغضب :- متجولش علي امي اكديه اني امي احسن واحدة في الدنيا .
صفعها عبدالمجيد بقوة علي وجهها وهتف قائلاً بغيظ وغل :- بتعلي صوتك عليا يافاچرة طب ايه جولك بجا انك هتتچوزيه ياشمس غصب عنيكي كمان .
ثم رحل وتركها تبكي علي حالها وعلي هذا الاب عديم الرحمة وكل مايهمه هو المال فقط وليس ابنته ….
آتي المساء سريعاً وعند الساعة السابعة مساءً دق جرس باب عبدالمجيد معلناً عن وصول عائلة الحاج علوان لخطبة شمس رحب بهم عبد المجيد بحفاوة بينما شمس كانت تجلس بسطح المنزل وهي تعلم مايدور بالاسفل وتبكي حزناً علي حالها وعلي مايحدث لها بينما عبدالرحمن كان يشعر انه طائراً من السعادة وكأنه ليس علي الارض وينظر حوله بلهفة وترقب وينتظر حتي يراها ولكنه يعلم ان العروس عندهم لا تظهر سوي ليلة الزفاف واثناء حديثهم صدح رنين هاتف عبدالرحمن فهتف عبدالمجيد بسعادة :- اطلع ياولدي علي السطوح واتحدت براحتك الشبكة فوج زينة .
صعد عبدالرحمن الي أعلي وانتظر حتي يلتقط هاتفه شبكة جيدة فهذه مكالمة عمل هامة ولكنه وجد شمس تجلس علي اريكة بسيطو ودموعها تسيل بصمت فاقترب منها بهدوء قائلاً بأستغراب :- انتي بتبكي ليه !!
نظرت له شمس بخضة سرعان ماتحولت الي ضيق بالغ قائلة :- چاي ليه طبعاً عشان تتفرچ علي البيعة جبل ماتشتريني مش اكديه .
عبدالرحمن بصدمة :- اشتريكي !! اشتريكي كيف يعني وهو انتي بهيمة عشان اشتريكي .
شمس بسخرية :- زي زي البهيمة تمام ابويا باعني وانت اشتريت .
عبدالرحمن بصرامة :- اني چاي اتچوزك مش اشتريكي ديه حاچة وديه حاچة تانية خالص .
شمس بقهر :- ابويا باعني ليك عشان فلوسك فاكر اني هكبش منك واديلو .
عبدالرحمن بجدية :- عارف .
شمس بذهول :- عارف وساكت وموافج تكمل ف الچوازة ديه برضك .
نظر لها عبدالرحمن بقوة قائلاً بحنو :- بصي يابنت الناس اني مش هجولك اني بحبك وبعشجك والحديت ديه بس اني مهنكرش ان من اول ماشوفتك وانتي داخلة دماغي چدعنتك ووجفتي جدامي وجفة رچالة حتي طولة لسانك عچبتني بس اني هجولك اني هحافظ عليكي واراعي ربنا فيكي واحطك چوة عنيا وطول ماانتي صاينة اسمي وعرضي هتبجي فوج راسي وان كان علي ابوكي فملكيش صالح باللي بيدور في دماغه اني هعرف اتعامل معاه كيف وبرضك هكون مراعي انه والد مرتي ..
ارتعشت شمس بداخلها وخجلت من كلمة ” مرتي ” التي خصها به وتعجبت من فصاحة حديثه وجديته فهو لم يبدوا لها هكذا عندما رآته من قبل وشعرت ببعض الراحة تغمرها بعد ان تحدث معها افاقت من شرودها علي صوته قائلاً بجدية :- ها جولتي ايه موافجة ولا اخد اهلي ونمشي من اهني ومتخافيش هجول ان اني اللي غيرت رأي ها !
تفوه بهذا الحديث وقلبه ينزف دماً خوفاً من رفضها لتلك الزيجة بينما هي نظرت له بحيرة ولكنها قررت ان تترك الامور تسير كما هي فهو ليس سئ كما تتصور علي مايبدوا اومأت برأسها بخجل قائلة بخفوت :- اني موافجة .
تهللت اسارير عبدالرحمن وهتف بحنو :- وعد مني ياشمس هحطك چوة عنيا التنين ومش هحرمك من حاچة واصل اني هنزل اجرأ ” اقرأ ” فتحتك دلوك ياغالية .
ثم تركها ورحل وبداخلها بصيص من الامل يخبرها ان حياتها ستتغيير اخيراً وانها ستجد الحنان الذي فقدته بمنزلها بينما بالاسفل تم الاتفاق علي ان الزفاف بعد ثلاث اسابيع من الان وبالطبع سيتكفل عبدالرحمن بكل شئ وهذا الامر مااسعد عبدالمجيد كثيراً فتلك الزيجة مربحة بشدة بالنسبة له …..
******************************************
عودة الي منزل اسر :-
استيقظ اسر علي صوت رنين جرس المنزل نظر الي ساعته وجدها تشير الي الواحدة ظهراً تعجب اسر كيف نام كل هذا الوقت نهض سريعاً من مكانه واتجه الي الخارج وفتح باب المنزل ثم هتف بابتسامة بسيطة :- علي اتفضل نورت .
علي ببعض الجمود :- السلام عليكم .. حياة صاحية .
اسر بهدوء :- ثواني هبلغها انك هنا .
اومئ له علي بصمت وتوجه جالساً علي الاريكة بينما اسر توجه الي غرفة حياة ودلف اليها وجدها تجلس علي الفراش نصف جلسة وتنظر امامها بشرود فهتف بهدوء :- صباح الخير .
حياة بخفوت :- صباح النور .
اسر بهدوء :- علي جيه برة عشان يتطمن عليكي زي كل يوم .
حياة بفرحة :- بجد طب خليه يدخل .
اسر وهو ينظر لها بتفحص من اعلاها الي اسفلها :- يدخل وانتي كدة ازاي يعني .
حياة بعدم فهم :- كدة ازاي يعني مش فاهمة .
اسر بصرامة :- ايه اللي كدة ازاي انتي عايزاه يدخل كدة وانتي قاعدة بقميص النوم .
حياة بصدمة :- قميص نوم .. انت قليل الادب دة مش قميص نوم .. ثم نظرت له بغيظ قائلة :- دي جلابية بيتي بناتي وعادية جداً ثم ان دة اخويا وعادي اقعد قدامه بيها لانها مش اوڤر بالطريقة اللي بتتكلم بيها دي .
اسر بغيرة شديدة :- مبينة نص رجلك ونص دراعاتك وانتي متبانيش قدام راجل غيري حتي لو كان اخوكي .
احضر لها اسدال الصلاة وساعدها في ارتدائه وهي تنظر له بغيظ وبعد عدة دقائق دلف علي الي الغرفة بعد ان سمح له اسر وهتف بابتسامة واسعة :- عاملة ايه النهاردة يايويو .
حياة بحنو :- الحمدالله ياحبيبي انت عامل ايه .
علي بحنو :- الحمدالله .. ثم نظر لها بتفحص قائلاً :- اسر بيعملك حاجة بيأذيكي ياحياة .
حياة بابتسامة :- كل يوم بتسألني نفس السؤال دة بس اتطمن هو مش بيضايقني خالص بالعكس دة مهتم بيا جداً .
علي بتساؤل :- انا ليه حاسس انك منحازة ليه حتي بعد اللي عمله فيكي .. نظر لها بتفحص قائلاً :- انتي بتحبيه ياحياة .
حياة بخفوت حزين :- ايوة بحبه .
علي بذهول :- بتحبيه حتي بعد اللي عمله ياحياة !!
حياة بهدوء جادي :- ايوة بحبه اسر مش الشخصية الوحشة اللي كلكم شايفينها محدش غيري يعرف يعرف هو شاف ايه او حصله ايه عارفة ان دة مش مبرر للي عمله فيا بس يهمني انكم تعرفوا انه مش وحش زي ماانتو شايفينوا .
علي بتساؤل :- وايه بقا اللي حصله ؟
حياة بحزن :- اسفة ياعلي بس دي حاجة خاصة بأسر سر بيني وبينه ومش هينفع احكي فيا لحد .
اومئ لها علي بصمت وتحدث بشئ اخر وبعد عدة دقائق صدح رنين جرس المنزل ولم تمر دقيقة حتي دلفت اية الي الغرفة قائلة بمرح :- صباح الفل يايويو .
نظرت بصدمة الي علي ولم تكن منتبهة لوجوده من البداية وهتفت بحرج :- اسفة مكنتش اعرف ان في حد موجود واسر مقاليش لما فتحلي الباب .
حياة بابتسامة :- تعالي يابنتي واقفة كدة ليه مفيش حد غريب يعني .
فكرت اية بالرحيل وان تأتي بوقت اخر ولكن ناداتها حياة مرة اخري فلم تريد ان تظهر شئ لها فتوجهت نحوها وقررت انها سترحل بعد قليل متحججة بأي شئ اخر جلست بجانب حياة وقبلتها بهدوء قائلة :- عاملة ايه النهاردة ياحياة .
حياة بابتسامة :- الحمدالله تمام .. امال ندي مجاتش معاكي ليه .
اية بهدوء :- راحت مع جاسم تزور قبر باباها .
اومأت لها حياة بحزن علي حال صديقتهم فهي الي الان تعاني بسبب موت والدها وبعد مرور مايقارب الساعة نهضت اية قائلة بهدوء :- انا همشي بقا يايويو .
حياة بزعل :- ايه يااية انتي لحقتي .
اية بابتسامة :- هبقا اجيلك تاني اكيد .
نهض علي في تلك اللحظة وقد كان يتابعها من لحظة دخولها ولا يستطيع ان يحيد بعيناه عنها وبداخله يشعر بالندم لانه اخبرها بهذا الحديث المؤلم من قبل فهو لم يستطيع ان يلتزم به ويمنع شوقه اليها فهتف بهدوء :- انا كمان لازم امشي عشان الحق شغلي .
حياة بحزن :- حتي انت هتمشي طب هتيجوا تاني .
علي بحب :- ايوة هجيلك تاني زي كل يوم .
حياة بحنو :- ماشي ياحبيبي هستناك بس خد اية معاك ووصلها لو سمحت .
اية بجدية شديدة :- لا ياحياة انا همشي لوحدي مفيش داعي .
ثم ودعتها ورحلت قبل ان تنتظر ردها او تترك لحياة فرصة ان تستوعب ردة فعلها رحلت اية وبعد دقيقة واحدة هتف علي باستعجال :- انا همشي بقا يايويو عشان متأخرش سلام .
ثم رحل تاركاً حياة تنظر له بصدمة خرج من المنزل سريعاً حتي يلحق بها وبعد ان ترجل خارج البناية حتي وجدها تقف مع شاب وتبتسم له ثم رحل الشاب ورحلت اية من اتجاه اخر سار علي خلفها وعيناه تشتعل اشتعالاً من الغيرة امسكها من ذراعها وبمجرد ان التفتت له حتي هتفت بخضة :- علي ف ايه وازاي تمسكني كدة .
علي بهدوء مريب :- مين اللي كنتي واقفة معاه دة .
اية بصدمة :- نعم !! وانت مالك .
علي وهو يجز علي اسنانه :- لا ليا يااية ليا مين اللي كنتي واقفة معاه دة وتعرفيه منين .
اية ببرود :- لا ملكش ولا يخص حضرتك .
علي بعنف :- لا يخصني انتي كلك علي بعضك كدة تخصيني ومش هسمح لحد يقربلك غيري انتي فاهمة .
نظرت له بصدمة ماهذا الجنون الذي يتفوه به هو اخبرها من قبل انه لا يريدها ولكن بطريقة غير مباشرة ولكن حديثه الان لا يعني ذلك بجمود قائلة :- انا مش لعبة ف ايدك ياعلي وقت ماتبقا عايز تكلمني تكلمني ولما تبقا مش عاوزني تقولي مش هينفع نتكلم تاني ودلوقتي جاي تقولي محدش يقربلك غيري وتخصيني انا مش تحت امرك ع فكرة .
علي بندم :- انا اسف يااية غصب عني اللي قولته وقتها كنت مقهور ع اللي حصل لاختي واني كمان ليا يد ف اللي حصل واني سلمتها لواحد مش قد الامانة مكنتش عارف انا بقول ايه او بعمل ايه حطي نفسك مكاني يااية وانتي اكيد هتسامحيني .
نظرت له اية بحزن وشفقة علي حاله فقلبها الضعيف الذي يحبه لم يستطيع سوي ان يسامحه فهتفت قائلة :- بس انت وجعتني اوي ياعلي بكلامك وانا مكنش ليا ذنب ف حاجة وانت عارف كدة .
علي بحب :- غصب عني انا اسف يستحيل اقولك علي حاجة زي كدة تاني انا ندمان واتعلمت من غلطي اية انا .. انا بحبك .
اية بصدمة :- بتحبني !!
علي بحب :- ايوة بحبك وبحبك اوي كمان وعايز اتجوزك .
خجلت اية من حديثه وابتسمت وهي تشعر بدقات قلبها تتقافز بداخل اضلعها فأدرك علي من خجلها وابتسامتها انها ايضاً تحبه ولكنها تخجل من قولها صريحة ابتسم بحب قائلاً :- خلاص انا وصلتني الاجابة وهكتفي بيها مؤقتاً يلا عشان اوصلك دلوقتي وهبقي اكلم جاسم واتفاهم معاه ع كل حاجة .
اوصلها علي الي منزلها ثم رحل الي عمله وهو يشعر بالسعادة لانه حصل علي حب حياته …..
بينما عند اسر وحياة مر النهار سريعاً واتت السيدة رجاء اليهم ثم ذهبوا متوجهين الي هذا الطبيب بعد محاولات لاقناع اسر بالامر وصل الي العيادة واتي الدور علي حياة فدلف اسر ومعه حياة والسيدة رجاء الي غرفة الكشف واتسعت اعين اسر بصدمة وهو يري هذا الطبيب الشاب الوسيم للغاية وهو لم يكن يتوقع هذا اطلاقاً وقرر بداخله ان حياة لن تتابع معه الا علي جثته بعد ان جلسوا هتف الطبيب موجهاً حديثه الي حياة بابتسامة بشوشة :- حضرتك مدام حياة .
كادت حياة ان تجيبه ولكن قاطعها اسر قائلاً بجدية شديدة وتملك :- ايوة مدام حياة .
تنحنح الطبيب قائلاً :- حضرتك عندك كام سنة !
اسر بنفس نبرته :- 21 سنة .
تعجب الطبيب من هذا الزوج شديد الغيرة وحاول ان يوجه حديثه مرة اخري الي حياة قائلاً :- حضرتك بتعاني من اي امراض او بتاخدي اي علاج .
اسر بجدية :- لا معندهاش اي حاجة من دي .
تنهد الطبيب بضيق ونظرت حياة الي اسر بغضب من طريقته فهتف الطبيب قائلاً :- طب اتفضلي معايا علي سرير الكشف .
نهضت حياة من مكانها ونهض اسر معها وهتفت قائلة وهي تجز علي اسنانها :- اسر مينفعش اللي انت بتعمله دة .
اسر بغيظ :- اخرسي انتي خالص وحسابنا لما نرواح .
توجهت حياة الي سرير الكشف وبعد ان جعلها اسر تستلقي علي الفراش دثرها بالملاءة البيضاء الخاصة بسرير الكشف كاد الطبيب ان يزيح تلك الملاءة عن حياة فأمسك اسر بقبضته قبل ان تصل اليها قائلاً بصرامة :- انت بتعمل ايه .
الطبيب بتفاجئ من تصرفه :- بشيل الملاية عشان اكشف عليها حضرتك .
اسر بعنف :- وتشيلها ليه ماتكشف كدة مش لازم تشيلها .
الطبيب بذهول :- ازاي اكشف عليها كدة مش هينفع طبعاً .
اسر بأنفعال :- طب اقولك انت مش هينفع تكشف عليها خالص اصلا .. قومي ياحياة .
سحب اسر حياة ووالدته التي كانت تتابع كل شئ بخبث وفرح من ردة فعل اسر وخرج بهم خارج العيادة بأكملها وقام بأيصال والدته الي منزلها ثم توجه الي منزلهم وهو يشعر بغضب شديد يحتاجه لذلك التزم الصمت حتي يستطيع السيطرة علي اعصابه دلف الي المنزل وهو يقوم بأسناد حياة التي هتفت قائلة بغضب :- ايه اللي انت عملته عند الدكتور دة .
اسر بهدوء مصطنع محاولاً السيطرة علي اعصابه :- يلا ياحياة ادخلي نامي او غيري هدومك علي مااجيبلك اكل .
حياة بعصبية :- متتجاهلش كلامي يااسر ايه اللي انت عملته دة .
اسر ببرود رغم نيران الغيرة المشتعلة بصدره :- عملت ايه يعني عملت اللي المفروض يتعمل انا مش عايز مراتي تتابع عند دكتور راجل .
حياة بنبرة مرتفعة وعصبية :- مش بمزاجك يااسر قولتلك قبل كدة متدخلش ف حاجة تخصني انا كدة كدة هتطلق منك .
استشاط اسر غضباً من ذكر كلمة طلاق وصوتها المرتفع وعصبيتها المبالغ بها ولم يستطيع ان يتحكم بغضبه اكثر من ذلك كانت بجانبه مزهرية صغيرة قام بألقائها ارضاً وتحطيمها شر تحطيم وهتف بصوت جهوري غاضب :- مفيش طلاق ياحياة مفيش وهتدخل ف كل تفصيلة تخصك انتي ليا وهتفضلي ليا لحد مااموت محدش ليه حق فيكي غيري ياحياة .
صرخت حياة بخوف وهي تري مظهره الغاضب ومرت بمخيلتها بعض لقطات من تلك الليلة المشئومة فظلت تصرخ برعب وخوف وهي تبكي وترتعش خوفاً افاق اسر من نوبة غضبه علي مظهرها هذا فأقترب منها سريعاً وهتف قائلاً بقلق :- حياة حبيبتي انا اسف مكنش قصدي اتعصب كدة .
ازاحت حياة يده بعنف واشمئزاز وهتفت ببكاء شديد :- ابعد ايدك دي عني انا بكرهك يااسر بكرهك اوي .
ثم توجهت الي غرفتها تاركة اياه ينظر لآثرها بصدمة ووجع شديد فهي ليست المرة الاولي الي تتفوه بها حياة بتلك الكلمة علي مايبدوا ان حياة تكرهه حقاً …..
******************************************
في صباح اليوم التالي وصل المدعو چوزيف الي مصر وتوجه الي ڤيلا عابدين الذي فتح له الباب قائلاً بصدمة :- چوزيف !! مالذي اتي بك الي هنا !!
چوزيف بابتسامة صفراء :- قل مرحباً اولاً يارجل .
دلف چوزيف الي المنزل وجلس علي الاريكة فهتف عابدين بتوجس :- حسناً مرحباً هل يمكنك ان تخبرني مالذي اتي بك الي هنا .
چوزيف بابتسامة ثعلبية :- اتيت لانه تم تحديد موعد العملية وسيكون بعد اسبوعاً من الان .
نظر له عابدين وعيناه تلتمع من الفرحة وشر غريب وتحولت ملامحه بلحظة الي ملامح شيطانية خبيثة فالنهاية اقتربت كثيراً ……
******************************************
مرت عدة ايام واسر يعامل حياة باهتمام شديد كعادته ولكن بصمت تام لا يحادثها مطلقاً يعاملها بتهذيب صامت فهو بعد ان تفوهت بتلك الكلمة لم يستطيع ان يفرض نفسه عليها اكثر من ذلك بتلك الفترة حتي لايضايقها اما حياة يؤلمها صمته كثيراً وهي تعلم انه يعاني بشدة في داخله تعلم انها اوجعته بكلمتها ولكنها ايضاً موجوعة منه فهو جعلها ترتعب ذلك اليوم وهو يصرخ بوجهها فتفوهت بتلك الكلمة بتلقائية شديدة وهي تتذكر تفاصيل من تلك الليلة الحزينة ولكنها الان تشعر بالحزن لصمته هذا حتي انه لم يعد يأتي كل ليلة الي غرفتها ليتحدث مع طفلهما وهي نائمة ولكن بأحدي الايام كانت حياة بغرفتها تحاول ان تنام ولم تستطع وفجأة استمعت الي صوت بالخارج فأدركت ان اسر قد اتي من عمله وشعرت بباب الغرفة ينفتح فأغمضت عيناها علي الفور وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع وهي تشعر بخطواته تقترب منها حتي شعرت به يجلس بجانبها ظل اسر يتأمل ملامح وجهها الرقيق ثم نظر الي بطنها التي تضم طفله وسار بأصابعه عليها يتحسسها برفق وحنان بالغ جعل القشعريرة تسير بجسد حياة ثم اقترب من بطنها بهدوء وطبع قبلة حنونة عليها وهمس قائلاً بحب :- عمري ماحبيت واحدة زي مامتك وهي بتكرهني مش بتحبني عندي استعداد اضحي بعمري كله عشان بس تسامحني بس هانت اليوم اللي هاخد فيه حقي وحقها جيه وبكرة هنتقم اخيراً .. عارف اني لو مت بكرة ومرجعتش هتعرف هي تربيك وتاخد بالها منك انا عارف انها قوية .. اقولها اني بحبها وبعشقها ومعشقتش غيرها ..
ثم طبع قبلة اخري علي بطنها ونهض متوجهاً خارج غرفته تاركاً حياة خلفه تشعر بالخوف الشديد من حديثه ولا تعلم ما الذي سيحدث غداً بالتحديد ….
******************************************
في منزل جاسم :-
في صباح اليوم التالي استيقظ جاسم وهو يعلم ان اليوم هو موعد العملية لذلك قرر انه لن يذهب الي عمله كنوع من التمويه والاحتياط لانه بالتأكيد هو واسر مراقبان من قبل رجال عابدين وبينما هو جالس بغرفته يفكر في هذا اليوم العصيب وهو يعلم انه سيكون ملئ بالاحداث شعر بكف رقيقة علي كتفه نظر الي صاحبة الكف والتي لم تكن سوي ندي وهتف بخفوت :- معلش كنت سرحان مخدتش بالي انك دخلتي الاوضة .
جلست ندي بجانبه قائلة بتفحص :- سرحان ف ايه .
جاسم بهدوء :- عادي مش حاجة معينة يعني .
ندي بوضوح :- انت عندك عملية النهاردة .
توتر جاسم قليلاً ولكنه هتف بثبات مصطنع :- عملية ايه مانا قاعد معاكم من الصبح اهو مروحتش ف مكان .
ندي بغيظ ودموع :- جاسم متكدبش عليا انا سمعتك بتتكلم ف الفون مع اسر وبتقوله انك قاعد لحد معاد العملية عشان دة تمويه صح .
اقترب اسر منها سريعاً وحاوط وجهها بكفيه ومسح دموعها بحنو قائلاً :- بتعيطي ليه دلوقتي طب مش دة شغلي ودي طبيعة شغلي وانا موجود دلوقتي معاكي اهو .
ندي ببكاء :- متروحش عشان خاطري .
جاسم بهدوء :- مقدرش مروحش القضية دي شغال عليها بقالي سنين مع اسر واهي قربت تخلص خلاص هانت ياحبيبتي .
ندي بخوف ولهفة :- هموت ياجاسم لو حصلك حاجة وحشة بعد الشر .
جاسم بحنو :- العمر واحد والرب واحد ياحبيبتي ادعيلي بس ارجعلك بالسلامة .
ندي بحب :- هدعيلك ياجاسم ربنا يديم نعمة وجودك بحياتي .
طبع جاسم قبلة حنونة علي جبهتها قائلاً بحب :- ويديمك ملكة علي عرش قلبي يابنوتي .
قضت ندي معه الساعات المتبقية حاول جاسم ان يطمئنها قدر المستطاع وقد هدأت ندي بعض الشئ ولكن لازال احساس الخوف عليه بداخلها حتي ودعها جاسم قائلاً بعشق :- وعد مني ياندي اول ماهرجع ان شاءالله هتجوزك ومش هتطلعي من حضني ابداً ..
ثم رحل تاركاً اياها تحترق خوفاً عليه وتدعو الله ان يعود اليها سالماً ……….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى