رواية آسر الحياة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية صبري
رواية آسر الحياة الجزء الثالث والعشرون
رواية آسر الحياة البارت الثالث والعشرون
رواية آسر الحياة الحلقة الثالثة والعشرون
***********نبدأ الحلقة الثالثة وعشرون***********
في منزل جاسم :-
بعد ان رحل آسر وحياة الي منزلهم دلفت اية الي غرفتها حتي تنام وبالفعل بعد ان استلقت علي الفراش ذهبت في ثبات عميق علي الفور من شدة التعب والارهاق بينما جاسم ذهب الي غرفته حتي ينام وبعد ان اخذ حماماً بارداً يهدئ به اعصابه وعضلات جسده من الارهاق شعر بالعطش ف خرج من غرفته وتوجه الي المطبخ حتي يرتوي ببعض الماء ولكن بعد ان وصل الي هناك توقف قلبه عن النبض وهبط بين قدميه واتسعت عيناه برعب وهو يري هذا المنظر الذي امامه فقد كانت ندي تقف ف منتصف المطبخ وتمسك بأحدي السكاكين الصغيرة الخاص بتقطيع الطعام وتضعها علي شرايين يدها وتحاول الانتحار صرخ جاسم بفزع :- ندي اوعي تعملي كدة .
نظرت له ندي بأعين باكية وحمراء من كثرة بكائها ووجه شاحب وشعر مشعث لم تكن هذه الفتاة هي ندي التي عرفها فالاخري كانت مفعمة بالحياة اما تلك الفتاة اخري غيرها فهذه بائسة يائسة تريد ان تنهي حياتها قبل ان تبدأ وبعد ان نظرت له هتفت قائلة ببكاء عنيف :- ابعد عني متقربليش .
جاسم برعب :- حاضر مش هقرب بس سيبي اللي ف ايديك دي وخلينا نتكلم .
ندي بنفس بكائها :- لا انا هموت نفسي انا مش عايزة اعيش .
حاول ان يقترب منها فصرخت ف وجهه قائلة :- لو قربتلي هموت نفسي دلوقتي انا كدة كدة هموت ابعد عني .
توقف جاسم مكانه وهو يحاول ان يسيطر علي خوفه من الذي ممكن ان يفعله لذلك اخذ نفساً عميقاً وهو يراقب اقل حركة تقوم بها ثم هتف قائلاً بحنان يشوبه الجدية :- ماشي مش هقربلك ومتسبيش السكينة بس تقدري تقوليلي هتستفيدي ايه لما تموتي كافرة عشان انتحرني يعني هتخسري دنيتك واخرتك عشان ايه .
ندي ببكاء :- انا عاوزة اروح ل بابا مش عاوزة ابقا لوحدي انا مليش حد غيره انا بخاف اقعد في البيت لوحدي وهو عارف كدة وسابني ومشي وانا هروحله دلوقتي .
تمزق قلب جاسم عليها فها هي حبيبته طفلته تشعر بالخوف والوحدة في وجوده كيف ذلك اراد ان يحتضنها ويطمئنها قائلاً انه سيظل بجانبها ولن يتركها وستكون ملكه للابد ولكنه يخشي ان تؤذي نفسها لذلك التقط انفاسه الهاربة وهتف قائلاً بتروي وهدوء يحسد عليه :- وانتي تفتكري انك لما تنتحري هتروحي لباباكي وهتشوفيه ابداً مش هيحصل باباكي بأذن الله ف الجنة انما انتي لو انتحرتي دلوقتي هتدخلي جهنم ومش هتشوفي باباكي برضه هتفضلي كدة لوحدك .
شعرت ندي بعقلها يتشوش وعيناها تنغلق والرؤية امامها اصبحت مشوشة من كثرة البكاء بينما جاسم استغل هذه الفرصة وبحركة واحدة كان يحتضنها بين ذراعيه ويلقي بالسكين بعيداً بينما ندي تفاجأت من حركته تلك كثيراً وظلت تقاومه وتصرخ قائلة بعنف :- سيبني ملكش دعوة بيا ابعد عني بقا .
ظل جاسم يشدد من احتضانه لها وهمس بأذنها بهدوء :- ششششش اهدي انا معاكي متخافيش مش هسيبك والله .
هدأت ندي قليلاً علي آثر كلماته واحتضنته دون وعي قائلة ببكاء :- بابا انا عاوزة بابا .
ظل جاسم يربت علي شعرها وهو يقول بحنان :- انا بابا اعتبريني بابا ومش هسيبك متخافيش .
ظلت ندي تبكي وتتشبث به كأنها طفلة صغيرة تائهة من والديها وتبكي علي فقدانهم وظل جاسم يقرأ لها بعض الايات القرآنية حتي هدأت تماماً وابتعدت عنه ببطء وهي تنظر له بأعين دامعة فقرب جاسم يديه من وجهها واحاطه بكفيه ومسح دموعها برفق وابتسم لها وهو يقول بحنان يشوبه الحزم :- ندي اللي حصل دة حاجة بتاعت ربنا هو سايب امانة في الارض ودلوقتي اخد امانته تاني عارف ان الصدمة صعبة عليكي وفراقه وجعك بس افتكري ان عياطك وهروبك بالنوم وحالتك دي مخلياه حزين برضه وهو اكيد شايفك وزعلان عليكي لو انت يرضيكي زعله خليكي كدة انما لو بتحبيه هترجعي زي الاول مش دلوقتي اكيد بس هتحاولي وهتقدري انا عارفك قوية مش ضعيفة .
ندي ببكاء وصوت ضعيف :- موت بابا كسرني ياجاسم .
احتضنها جاسم بحنو قائلاً :- بعد الشر عليكي من الكسرة ياقلب جاسم انا جمبك ومش هسيبك .
ابتعدت عنه ندي بخجل من حديثه ولم تستطيع ان تنظر له وقد ادرك هو انه اخجلها فتنحنح قائلاً :- احم ايه رأيك اعمل كوبايتين عصير نشربهم مع بعض عشان تهدي قبل ماتنامي .
ندي بخجل وتوتر :- لا شكراً مش عاوزة اتعبك معايا .
جاسم بحب :- تعب ايه بس تعبك راحة والله ثم سحب كرسي من الطاولة الموجودة بالمطبخ وهتف قائلاً :- تعالي اتفضلي اقعدي .
جلست ندي بخجل شديد وهي تفرك بيدها بتوتر فهي تلك المرة الاولي التي تجلس فيها مع جاسم بمفردهم هذا بعيداً عن موافقهم سوياً التي حدثت من قبل بينما جاسم كان يجهز العصير وعيناه لم تغفل عنها فهو يعشق مراقبتها كثيراً وبعد ان انتهي مما يفعله قدم لها كوب العصير وجلس علي الكرسي الاخر وهتف بمرح :- احلي كوباية عصير مش هتشربي زيها ف اي حتة .
ندي بابتسامة بسيطة خجولة :- متشكرة
جاسم بابتسامة هائمة :- متشكرة علي ايه بس هو انا عملت حاجة .
ندي بخجل وحزن علي كل ماحدث :- متشكرة علي كل حاجة عملتوها معايا انا واية كفاية انكم مخليني معاكم ف بيتكم لحد دلوقتي .
جاسم بخبث ونظرات حانية بذات الوقت :- انتي منورة البيت والله متقوليش كدة .
ندي بابتسامة هادئة :- شكراً بس ان شاءالله انا هرجع بيتي بكرة كفاية كدة .
تفاجئ جاسم من حديثها كثيراً وهتف قائلاً بحدة غير مقصودة :- تمشي ايه انتي مش هتمشي .
ندي باستغراب :- مش همشي ازاي يعني !
اخذ جاسم نفساً عميقاً وهو يشعر انه علي وشك البدء بحرب معها حتي يقنعها بعدم الرحيل فهتف بجدية شديدة :- بصي ياندي انتي مش هينفع تعيشي ف الشقة دي لوحدك الناس مش هتسيبك ف حالك وهيتكلموا اكيد .
ندي بهدوء :- بس انا قعدتي هنا دي مش هتنفع وكدة الناس هتتكلم اكتر .
جاسم بهدوء :- لو كان عليت ملكيش دعوة مش هكون موجود اصلاً ومش هتحسي باي فرق بين هنا وبين بيت باباكي لكن انا مش هقدر اسيبك تقعدي لوحدك هناك وكمان مرات باباكي اللي اختفت فجأة دي لو كانت موجودة كنت قولت ماشي .
ندي ببكاء مفاجئ وصوت مرتفع بعض الشئ :- متجيبش سيرت الست دي تاني مش عايزة اسمع حاجة عنها دي واحدة خاينة .
صدمة اصابت جاسم من تلك الكلمة ولم يستطيع ان يفهم ماقصدها فهتف قائلاً بصدمة :- خاينة ازاي يعني قصدك ايه !!
نظرت له ندي بخجل وحزن شديد وهتفت قائلة ودموعة تسيل علي وجنتيها :- بابا مات بسببها شافها وهي بتخونه . صمتت لمدة دقيقة ثم هتفت ببكاء عنيف :- وانا كنت معاه وشوفتها .
دفنت وجهها بين كفيها وظلت تبكي وتشهق بعنف بينما جاسم اتسعت عيناه بصدمة وذهول واصابه الحزن كيف لحبيبته ان تري كل هذا كيف تحملت صعوبة الموقف الان فقط قد فهم لماذا كانت تبكي كلما اتت سيرتها فحبيبته تعاني حقاً وبشدة كيف لها ان تتحمل كل هذا وحدها استمع الي شهقات بكائها فنهض من مكانه وسحب كرسي بجانبها وجلس عليه ثم ابعد يدها عن وجهها وجعلها تنظر له فهتف قائلاً بحنان :- خلاص كفاية عياط متعيطيش ياندي مش هجيبلك سيرتها تاني انا اسف .
ندي ببكاء عنيف :- بابا مات بسببها مات وسابني ياجاسم .
جاسم بحب :- وغلاوتك عندي هجيبلك حقك منها ومش هسيبك لوحدك متخافيش .
ظلت ندي تبكي لبعض الوقت حتي هدأت قليلاً فهتف جاسم بابتسامة :- احسن دلوقتي !
ندي بهدوء :- الحمدالله . ثم نظرت له بخجل قائلة :- انا اسفة صدعتك وعملتلك قلق .
جاسم بحنو :- متقوليش كدة المهم انتي تبقي كويسة .
ابتسمت له ندي ابتسامة بسيطة يشوبها الحزن :- انا هدخل انام عاوز حاجة .
جاسم بحب :- لا شكراً انتي ادخلي نامي يلا تصبحي ع خير .
نهضت ندي من مكانها وذهبت متوجهة الي غرفتها حتي تنام بينما ظل جاسم بمكانه يفكر في كل مايحدث لقد فرح بشدة لوجود ندي معه بنفس المنزل والان لن يسمح لها بالرحيل سيتزوجها وسيجعلها بجانبه ظل يفكر لبعض الوقت حتي هاجمه النوم فنهض الي غرفته وغرق في نوماً عميق للغاية …
******************************************
في منزل اسر :-
وصل اسر وحياة الي منزلهم كادت حياة ان تدلف الي غرفتهم حتي امسكها اسر من معصمها وسحبها الي احضانه ودفن وجهه في رقبتها حتي يستنشق عبيرها وهتف قائلاً بهمس حنون :- وحشتيني .
ابتسمت حياة بحنان وحاوطته وظلت تربت علي ظهره وتعبث بشعره بأصابعها الرقيقة بينما شعر اسر بالراحة الشديدة والسكينة تغمره فأغمض عيناه وهو يستمتع بجمال تلك اللحظة ظلوا علي وضعهم هذا بعض الوقت حتي هتف اسر بخفوت :- حياة .
حياة بهدوء :- نعم .
اسر بتساؤل خافت :- انتي نمتي !
حياة بضحكة رقيقة :- لا صاحية افتكرتك انت اللي نمت .
ابتعد اسر عنها قليلاً ولكنه لم يفلتها من بين احضانه وهتف قائلاً بابتسامة :- لا منمتش يلا عشان ناكل لاني جعان جداً .
حياة برقة :- حاضر هغير هدومي وهعملك تاكل .
ثم تحركت باتجاه الغرفة وفور ان دلفت وجدته خلفها يسير كالطفل الذي يقوم بتتبع والدته اينما ذهبت خوفاً من ضياعها فتوقفت حياة قائلة باستغراب :- انت رايح فين !
اسر ببراءة :- داخل الاوضة .
حياة بهدوء :- اسر انا قولتلك اني هغير هدومي .
اسر بنفس البراءة :- طب ماتغيري هدومك انا مالي .
حياة برفعة حاجب وهي تتخصر امامه :- آسسسسررر .
اسر بابتسامة بريئة :- نعم .
حياة بضحكة :- خلاص ماشي انا هدخل اغير ف الحمام .
اسر بضيق :- طب ماتغيري هنا انا زي جوزك يعني .
ضحكت حياة ابتسامة جذابة ابتسم اسر علي اثرها فهتف قائلاً :- خلاص ماشي غيري ف الحمام وانا هغير هنا .
اخذت حياة ملابسها واتجهت نحو المرحاض فهتف اسر منادياً باسمها فالتفتت وهي تنظر له بتساؤل فهتف اسر بمنتهي البراءة وصوت هادئ وديع للغاية :- لو سمحتي ياحياة متطلعيش من الحمام لحد مااغير هدومي لاني بتكسف ممكن يعني .
نظرت له حياة بصدمة ثم انفجرت ضاحكة ودلفت الي المرحاض وهي تقول بضحك :- مجنون والله .
ضحك اسر هو الاخر وبعد قليل من الوقت خرجت حياة من المرحاض وهي ترتدي منامة من اللون الاحمر الغامق فوق الركبة بقليل ذات حمالات رفيعة للغاية مما اعطاها انوثة ورقة شديدة لم تجد اسر بالغرفة فادركت انه بالخارج ينتظرها توجهت الي الخارج فوجدته يجلس علي الاريكة ويشاهد التلفاز ولم ينتبه لها فتوجهت نحو المطبخ حتي تقوم بتحضير الطعام لهم وبعد مرور بعض الوقت انتهت حياة مما تفعله واحضرت الاطباق الي الخارج ثم ذهبت قائلة بنبرة مرتفعة بعض الشئ :- اسر يلا انا جهزت الاكل .
انتبه اسر الي ندائها عليه فنهض من مكانه وتوجه اليها ولكنه صدم مما رآه او بالاصح مما ترتديه حياة فهو منذ ان تزوجها لم يراها ترتدي شيئاً كهذا مطلقاً فهي دائماً ترتدي منامتها الكرتونية ولكنها الان لا تبدو له تلك الطفلة التي يراها عليها كلما نظر لها ووجدها ترتدي منامة برسومات كرتونية بل تبدو فتاة ناضجة انثي حقيقية مفعمة بالانوثة ظل ينظر لها بشغف واعجاب ولم يستطيع ان يحيد بعينه عنها فهي جميلة رقيقة ويريدها نعم يريدها بشدة ويسيطر علي نفسه بأعجوبة ولا يعلم الي متي سيظل يتحكم بسيطرته علي نفسه فهو يدعوا الله حتي يلهمه الصبر ليتحمل افاق من شروده علي صوتها الرقيق وهي تضع يدها علي وجنته وتهتف قائلة :- اسر سرحان في ايه .
نظر لها وانتفض علي اثر لمستها له ولكنه جاهد ان يسيطر علي نفسه ويعود لهدؤه فابتسم بصعوبة وهتف قائلاً بصوت متحشرج :- مفيش افتكرت بس حاجة ليها علاقة بالشغل .
ابتسمت له حياة وهتفت قائلة :- طب يلا ناكل قبل الاكل مايبرد .
جلسوا علي الطاولة حتي يتناولان طعامهم بصمت لم يحاول اياً منهم قطعه فكان اسر يحاول ان يسيطر علي اعصابه وبعد ان انتهوا من تناول الطعام دلفوا الي الغرفة واستلقت حياة علي الفراش بجانبه حتي سحبها اسر الي احضانه ولم تعترض حياة بل وضعت رأسها علي صدره فهي قد اعتادت علي تلك الحركة في الايام الماضية تحديداً منذ اليوم الذي استيقظ ولم يجدها به ومنذ ذلك اليوم وهو يجعلها تغفو كل ليلة بين احضانه وهي سعيدة بما يفعله فقد استشعرت هذا التغيير الذي طرأ عليه اصبح اكثر حناناً واكثر مرحاً كما انه لا يهملها ابداً بل اصبح ينتهي من عمله سريعاً حتي يأتي الي المنزل ليجلس معها وعندما وصل اليهم خبر وفاة والد ندي لم يذهب الي منزل جاسم مباشرة بل عاد من عمله اليها واخبرها بما حدث ولم ينتظر ان تطلب منه ان تذهب معه بل اخبرها ان ترتدي ملابسها سريعاً حتي يذهبوا اليهم وبالفعل لم يذهب بدونها ولو لمرة واحدة فهي تشعر انه قد بدأ التعلق بها وهذه هي الخطوة الاولي لتجعله يثق بها بعد ذلك …
وبعد لحظات عديدة من الصمت هتف اسر بصوت هامس حنون :- تعرفي جاسم طلب مني ايه النهاردة .
حياة بخفوت :- طلب ايه .
اسر بحنان يشوبه بعض الغيظ :- كان عاوزني اخليكي تباتي مع البنات النهاردة بس انا مرضتش .
سعادة غامرة احاطت بحياة لانه لم يتخلي عنها ولو ليوم واحدة ولكنها لم تظهر له ذلك وهتفت قائلة باستغراب مصطنع :- دة ليه !
شعر اسر بالضيق عندما استشعر رغبتها في الموافقة علي البقاء هناك فهتف قائلاً بضيق شديد :- عشان مبقتش اعرف انام بعيد عنك ووانتي ف حضني بس انتي شكلك كدة موافقة عادي انك تسبيني وتباتي هناك .
استشعرت حياة نبرة الضيق بصوته فهي ظاهرة بوضوع ولكنها لا تريد حقاً ان تضايقه او تشعره انها سهل ان ترحل عنه فهي كلما تذكرت جرحه ومعاناته تحزن لاجله وتفعل كل مابوسعها حتي تطمئنه انها لن ترحل وتتركه يوماً وتحاول ان تطمئنه قدر المستطاع لذلك ابتعدت عنه قليلاً ونهضت مستندة علي احدي ذراعيها ونظرت بعمق ثم وضعت كفها الاخر علي وجنته برفق وهتفت قائلة بصوت خافت حنون :- اسر انا كمان مبقتش اقدر انام بعيد عنك وعن حضنك ولو كنت وافقت انت انا مكنتش هوافق لاني مقدرش اسيبك يوم واحد بس بعيد عنك وعلي فكرة اية طلبت مني كدة برضه وانا رفصت وو…
لم تستطيع ان تكمل حديثها ففي تلك اللحظة فقد اسر كل ذرة سيطرة كان يمتلكها يوماً وسحبها الي احضانه فاستلقت حياة علي ظهرها وهجم هو عليها وهت يلتهن شفتاها بشفتاه ويحتضنها بقوة بينما حياة تفاجأت بهذا الهجوم الكاسح المدمر لمشاعرها ولم تعد تعرف ماذا تفعل ولكن بعد قليل وبعد ان تعمق اسر في قبلته اكثر وجدت نفسها ترفع ذراعيها وتحاوط رقبته وتحتضنه بشدة بل والادهي انها تبادله قبلته ايضاً تفاجئ اسر من حركتها كثيراً فرفع رأسه عنها ونظر لها بصدمة بينما هي تنظر له باستسلام جعله يفقد الجزء المتبقي من عقله وسيطرته فأخفض رأسه ثانية وعاد لالتهام شفتيها من جديد وبينما هما علي وشك الغرق في عالمهم الخاص صدح رنين هاتف اسر لم يجيب احداً منهح في البداية حتي انتهي صوت رنين الهاتف ولكن وبعد دقيقة عاد الرنين مجدداً فهتفت حياة بصعوبة من بين قبلاته وانفاسها الضائعة :- اسر .. ااسسر ش ش شوف تليفونك بيرن .
اسر بصوت هامس ولا يشعر باي شئ سوا انها بين يديه مستسلمة :- شششش سبيه يرن سبيه .
وعاد لالتهام شفتيها من جديد بينما حياة كادت ان تندمج معه من جديد حتي صدح رنين الهاتف مجدداً فلا تعلم من اين اتتها القوة حتي ازاحته بعيداً عنها واعتدلت في نومتها وهي تتحدث بصعوبة قائلة :- م م موبايلك بيررن ش ش شكلها م مصيبة .
انتفض اسر من نومته ونظر لها بغيظ شديد قائلاً :- والله ما في مصيبة ف حياتي غيرك ياحياة .
ثم مد يديه علي الكمودينو بجانبه واحضر الهاتف بينما حياة كانت تشعر بالخجل منه والصدمة من نفسها فهي قد بادلته التقبيل وكادت ان تستسلم له ياالهي تشعر بوجنتيها يحترقان كيف فعلت هذا افاقت من شرودها علي صوت اسر قائلاً بفزع :- دي امي ليكون في حاجة حصلت .
حياة بخوف وهي تحاول ان تتناسي ماحدث منذ قليل :- طب اتصل شوف ف ايه .
قام اسر بمهاتفة والدته حتي فتحت الاتصال فهتف قائلاً بقلق :- انتي كويسة في حاجة حصلتلك .
رجاء بحنان :- لا ياحبيبي انا كويسة انت اتخضيت انا اسفة بس قولت الوقت لسة بدري وافتكرتكم صاحين .
اسر وهو يتنفس براحة :- ياحبيبتي انتي تتصلي ف اي وقت واحنا فعلاً صاحين .
رجاء بحب :- طب انت ياحبيبي عامل ومراتك ايه اخبارها مبسوط يااسر .
نظر اسر الي حياة واحتضن كفها بكف يده بحنان ثم هتف قائلاً بابتسامة واسعة :- الحمدالله ياست الكل احنا كويسين جداً كمان .
رجاء بفرحة :- الحمدالله ياحبيبي باين علي صوتك الفرحة يااسر .
ابتسم اسر وهو ينظر الي حياة التي كانت تشتعل خجلاً بجانبه وهتف قائلاً وهو يرمقها بنظرات عابثة :- ايوة مبسوط الحمدالله دة حتي كنت انا وحياة بنهزر عشان كدة مخدتش بالي من التليفون لما رن اول مرة مش كدة يايويو .
نظرت له حياة بغيظ وخجل اشعل وجنتيها اكثر فهتفت رجاء قائلة بتساؤل :- ايه دة هي حياة جمبك لو جمبك اديهالي .
اعطاها اسر الهاتف فتناولته منه وهي ترمقه بنظرات صارمة ولكنها اصابته بالضحك الشديد فتلك النظرات غير لائقة بالمرة مع ملامح وجهها الرقيقة تناولت حياة منه الهاتف وهتفت قائلة بابتسامة :- الو ازاي حضرتك ياطنط .
رجاء بحب :- الحمدالله يايويو انتي عاملة ايه.
حياة بحب فهي تعشق تلك السيدة ولم تنسي ان لها الفضل في فهم شخصية اسر وعلي اثر كلامها استطاعت ان تتعامل مع بعد ذلك فهتفت قائلة :- الحمدالله بخير ياطنط .
رجاء بهدوء :- انا عاوزة اقولك علي حاجة ياحياة بس مش عاوزة اسر ينتبه لكلامي ومتقوليلوش غير لما اقفل .
توجست حياة خيفة من حديثها ولكنها ظلت محتفظة بابتسامتها قائلة :- اكيد ياحبيبتي .
في تلك اللحظة اقترب اسر منها وهو يعبث بخصلات شعرها السوداء الناعمة حتي يضايقها فأبعدت يده واشهرت اصبعها في وجهه كعلامة تحذير منها له ان تجرأ واقترب منها فضحك علي تلك الحركة فهتفت رجاء قائلة بجدية :- بصي ياحياة انتي عارفة ياحبيبتي ان اسر ليه قرايب هنا في القاهرة ومجوش الفرح في البلد واحنا مقولناش ليهم عشان كل حاجة جات بسرعة ودلوقتي ابتدوا يعرفوا ومتضايقين ان مقولناش لحد فيهم ف انا قولت هعمل حفلة بسيطة عندي ف الڤيلا نعزم فيها الناس القريبين مننا يعني وهتكون الاسبوع الجاي بس عاوزاكي متجبيش سيرة لاسر الا لما اقفل عشان هو مش بيحب الحفلات ف اقنعيه انتي بقا .
كانت حياة في تلك الاثناء تعاني من اسر فهو كان يعبث بخصلات شعرها ويمرر يده علي رقبتها فتسير القشعريرة بجسدها ويوترها بنظراته العابثة وفي تلك اللحظة هتفت دون وعي وبنبرة مرتفعة بعض الشئ :- بااااس .
رجاء بخضة :- ها بس ايه ياحياة .
صدمت حياة من نفسها وقد اغاظها نظرات اسر العابثة الضاحكة علي موقفها فهتفت بغيظ ولكنها تحاول ان تبدوا طبيعية :- لا ياطنط مش حضرتك دة في دبانة رخمة بس .
رجاء بطيبة :- اها ماشي ياحبيبتي انا هبقا اكلمك تاني عشان اعرف عملتي ايه سلام .
اغلقت معها الهاتف وهي تنظر لاسر بغيظ بينما اسر ينظر لها وهو يرفع احدي حاجبيه وهتف بخبث قائلاً :- بقا انا دبانة صح .
حياة بابتسامة مغتاظة :- دبانة احسن ولا اقولها عندي طفل صغير في البيت وتقولي جبتوا منين دة ياحبيبتي .
انفجر اسر ضاحكاً من ردها بينما حياة ابتسمت بوداعة وهتفت قائلة بنبرة رقيقة للغاية :- آسر .
اسر بتفحص :- ممم اسر بالصوت الرقيق والحنية دي وبقالك شوية بترغي مع امي يبقا في مصيبة اتحفيني .
حياة ببراءة :- اخس عليك يااسر بقا انا بتاعت مصايب .
اسر بضحك :- لا انا بتاع المصايب المهم ايه الحاجة اللي عاوزة تقوليها ومش عارفة .
اقتربت حياة منه فقام بمحاوطتها علي الفور واصبحت باحضانه فهتفت بابتسامة رقيقة :- هقول حاجة ومتقاطعنيش لحد مااخلص كلامي وبعدها قول رأيك .
اسر بانتباه :- تمام قولي .
ابتسمت حياة ثم هتفت قائلة بهدوء جاد :- بص ياسيدي طبعاً انت عارف ان جوازتنا جات بسرعة وكمان عارف جات ازاي .. نطقت تلك الجملة بخفوت شديد وحزن عندما تذكرت ماحدث من قبل بينما شعر اسر بحزنها من نبرتها الحزينة عند تلك الجملة فاحتضنها بشدة ثم طبع قبلة حنونة علي رأسها وهتف قائلاً :- كملي ياحياة كملي .
ابتسمت حياة بحنان ثم اكلمت حديثها قائلة :- المهم ان قرايبك كمان مجوش الفرح ومامتك دلوقتي هتعمل حفلة بسيطة تعزم فيها قرايبك عشان تعلن عن خبر جوازنا لان الناس اللي بتعرف الخبر دة بيزعلوا عشان معرفوش من الاول والحفلة هتكون الاسبوع الجاي .
شرد اسر في حديثها فهو ليس لديه اقارب سوي عمته مجيدة وچيرمين وهؤلاء الاقرب اليهم اما الباقية فهم لايتقابلون سوي كل عدة سنوات مرة في احدي المناسبات فوالدته ليس لها اقارب بالاساس اما عائلة والده فهو ليس قريب لهم الي هذه الدرجة التي تجعلهم يحزنون لخبر زواجه اذاً هناك امراً ما في هذا الموضوع افاق من شروده علي صوت حياة وهي تقول :- اسر سرحت ف ايه .
هتف اسر بانتباه ها لا مسرحتش معاكي اهو .
حياة بتحذير :- اسر لو بتفكر في اي حاجة تتهرب بيها من مامتك متحاولش لانها هتضايق .
اسر باستغراب :- ايه سر الحب اللي بينك وبين امي دة !
حياة بتساؤل :- ودي حاجة تضايقك يعني ؟
اسر بنفي :- لا طبعاً .
حياة بابتسامة طفولية :- خلاص يبقا انت موافق علي الحفلة عشان مامتك متزعلش .
اسر بضحكة بسيطة :- شكلك متحمسة اوي .
حياة بهدوء :- عشان عارفة ان مامتك اكيد نفسها تعملك فرح يعجبها ويليق بابنها .
اسر بهدوء :- بس الفرح ف البلد كان جميل ويليق بينا ويشرفنا .
حياة بهدوء :- حتي لو كدة بس مامتك اكيد نفسها تعملك فرح ع مزاجها وتعزم كل قرايبكم واصحابكم صح .
اسر بتنهيدة :- حاضر ياحياة هنروح الحفلة .
اعتدلت حياة بجلستها ثم هتفت قائلة بفرحة :- بجد .
اسر بحنو :- ايوة بجد .
وضعت حياة رأسها علي صدره مجدداً ثم حاوطته بذراعيها وهتفت قائلة بنعاس :- يلا ننام بقا عشان شغلك الصبح .
ولم تنتظر رده فهي فور ان انهت جملتها حتي ذهبت في ثبات عميق نظر لها اسر بحنان ثم هتف قائلاً :- دة انا لو برش علي هدومي منوم ياحياة مش هتنامي بالسرعة دي كل ماتبقي ف حضني .
تنهد اسر بصبر ثم شدد من احتضانه لها واغمض عيناه وذهب في ثبات عميق هو الاخر ….
******************************************
في البلد :-
استيقظ صالح علي صباحاً وقرر انه سيسافر الي القاهرة اليوم حتي يمد اجازته كما امره والده الحاج علوان نهض من فراشه ودلف الي الرحاض وبعد انتهي من ارتداء ملابسه نزل الي الاسفل فوجد والده علي الطاولة يتناول طعامه فهتف بهدوء :- صباح الخير .
علوان بجمود :- صباح النور .
جلس علي بمكانه علي السفرة ثم تنحنح وهو يقول بأدب :- بعد اذنك ياوالدي انا هسافر القاهرة النهاردة ان شاءالله .
علوان بصرامة :- تمد اچازتك وتاچي تاني مفيش جعاد هناك الايام دي .
علي بهدوء محاولاً اقناعه :- طب ياابويا ايه الاستفادة من قعدتي هنا .
هب علوان واقفاً وهتف بغضب :- مفيش استفادة وانت جولي ايه استفادتك من الفضيحة والعار اللي كان هيبجا ملازمنا باجي عمرنا لما هربت الفاچرة اختك .
علي وهو يتحاول ان يتحكن باعصابه فهو اولاً واخيراً والده :- حياة مش فاجرة .
لم يمهله علوان فرصة للحديث اكثر من ذلك فهتف بصرامة قائلاً :- انت هتناجشني ف كلمة بجولها ولا ايه الكلمة اللي اني اجولها هي اللي هتمشي هتسافر النهاردة وتعاود بنفس اليوم .
رحل علوان وترك علي يقف وحيداً بغرفة الطعام وهو يشعر بالقهر فوالده يتحكم بمصيره هو واخواته ولايترك لهم فرصة للمناقشة تنهد بتعب ثم صعد الي غرفته حتي يستعد للسفر فهو ليس لديه الوقت لكي يضيعه …..
******************************************
بينما في الطابق الاعلي استيقظ صالح ولم يجد مهرة بجانبه فادرك انها نزلت حتي تساعد والدته كعادتها في تجهيز الافطار دلف الي المرحاض حتي يأخذ حماماً لكي يبدأ يومه في تلك الاثناء كانت مهرة بالاسفل مع والدة صالح ثم تذكرت انها لم تجهز لصالح ملابسه فهي مؤخراً بدأت تهتم به كثيراً فهو ايضاً تغييرت معاملته لها نوعاً ما واصبح يعاملها بحنان ولكن ليس بجميع الاوقات ف يوجد احيان يبدأ بمضايقتها ثم يتوقف عما يفعله عندما يشعر بضيقها حقاً وصلت الي الغرفة وفتحت الباب لم تجد صالح بمكانه ولكن قد وصلها صوت الماء الجاري بالمرحاض فأدركت انه قد استيقظ توجهت نحو الخزانة وبدأت بتحضير ملابسه في ذلك الوقت انهي صالح حمامه وادرك انه لم يأخذ معه ملابس الي المرحاض فقام بلف المنشفة حول خصره وخرج من المرحاض استمعت مهرة الي صوت باب المرحاض يفتح فهتفت قائلة دون ان تنظر له :- ثواني ياصالح وهچهزلك خلجاتك .
نظر لها صالح من اسفلها الي اعلاها وهو يراقب خصلات شعرها الثائرة فهي قد قامت بخلع حجابها فور ام دلفت الي الغرفة اراد صالح ان يضايقها قليلاً فاقترب منها بهدوء ولم تنتبه هي انه حتي لم يجيبها ولكنها شعرت بذراع قوية تحيط خصرها النحيل فشهقت بخضة والتفتت له قائلة :- ايه ف ايه مالك !!
صالح ببراءة مصطنعة :- مالي مااني زين اها .
مهرة بتوتر وهي تحاول ازاحته :- طب انت واجف جريب مني اكديه ليه .
صالح بخبث :- واجف كيف يعني مااني واجف عادي يابت الناس .
مهرة بنظرات ونبرة صارمة تحاول ان تداري بها خجلها :- صالح بعد عني ميصحش اكديه .
قربها صالح منه بشدة حتي اصبحت متلاصقة به وبين احضانه تماماً فشهقت مهرة بخجل وهتفت قائلة :- صالح بجولك بعد عني ميصحش اكديه .
همس صالح بصوت ذو بحة رجولية عميقة :- ايه اللي ميصحش يامهرة انتي ناسية انك مرتي وفي حاچات كتير جوي تصح .
خجلت مهرة من حديثه كثيراً ومن اقترابه منها بهذا الشكل المدمر لاعصابها فهي تشعر بدقات قلبها تتقافز بين احضانه فوضعت يدها علي صدره حتي تحاول ابعاده وهتفت بتوتر شديد :- صالح بعد اا …..
لم يستطيع صالح السيطرة علي نفسه اكثر من ذلك فهو اصبح يريدها بشدة ولكنها لاتعطيه المجال لهذا الامر ولكن عندما تلامست بشرة يدها الرقيقة مع عضلات صدره القوية لم يسيطر علي نفسه وانخفض برأسه والتهم شفتيها بقبلة عنيفة تعبر عن مدي الكبت الذي بداخله فتآلمت مهرة بين يديه وعندمت شعر بتآلمها خفف من عنف قبلته واصبح يقبلها برقة بالغة ويحتضنها بحنان ولم تشعر مهرة بنفسها الا وهي علي الفراش وعندما اوشكت علي الاستسلام له صدح صوت طرق علي باب الغرفة تجاهله صالح ف البداية ولم تستطيع مهرة ان تنطق فهي تسحب انفاسها بصعوبة من هذا الهجوم الكاسح علي مشاعرها ازداد الطرق علي باب الغرفة فاعتدل صالح بمكانه ونظر لها بعيظ هاتفاً :- لو جومتي من مكانك يامهرة هجتلك .
نظرت له مهرة بصدمة من حديثه واعتدلت بجلستها بينمت توجه صالح وفتح باب الغرفة وجد احدي الخادمات تقف امامه فهتف بعصبية :- خير ف ايه .
الخادمة بخوف من عصبيته :- الحاج علوان رايدك تحت دلوك ياسي صالح .
صالح وهو يجز علي اسنانه :- جوليله نازلك .
ثم اغلق الباب بعنف وتوجه الي مهرة الجالسة علي الفراش وتكتم ضحكتها بصعوبة ولكنه لاحظها وهتف بغل :- اضحكي كاتمة ضحكتك ليه ياحزينة ماهي كل بتچيلك ع الطبطاب .
انفجرت مهرة ضاحكة علي حديثه فهتف صالح وهو يتوجه الي المرحاض بقهر :- اني زهجت .
وبعد مرور بعض الوقت كان صالح ومهرة بالاسفل مع العائلة وكان صالح يجلس مع والده لمناقشة بعض امور العمل ومهرة تجلس مع حسنية يتحدثان في امور عديدة توجه اليهم صالح بعد ان انهي حديثه مع والده قائلاً بهدوء :- احنا ماشين ياامي عاوزة حاچة .
حسنية بحب :- ربنا معاكم ياولدي ويجويك وافرح بذريتك عن جريب .
صالح بسخرية هامسة :- هياچوا منين ياحسرة .
علوان بعدم فهم :- بتجول حاچة ياولدي .
صالح بانتباه وبعض التوتر :- هاا لا ياابوي بجول ان شاءالله عن جريب .
ثم نظر الي مهرة بنظرات مغتاظة وهو يراها وجهها يتورد خجلاً ولكنها تحاول كتم ضحكتها ثم رحل مع الحاج علوان لمتابعة اعمالهم ……
*************************
عودة الي منزل اسر :-
مضت عدة ساعات وقد رحل اسر الي عمله ومن هذا الوقت وحياة تقوم بعدة اعمال بالمنزل قامت بتغيير لبعض اماكن الاثاث وتغيير الوان المفروشات احدثت تغييراً كبيراً بالمنزل وكانت سعيدة كثيراً لما فعلته لقد ارادت ان تغيير من مود اسر للاحسن عندما يري كل هذا التغيير من حوله لذلك فعلت كل هذا لاجله وبعد ذلك دلفت الي المطبخ واعدت له الطعام وهي تتمني ان ينال اعجابه وبعد ان مرت عدة ساعات استمعت الي صوت جرس الباب ارتدت اسدال الصلاة سريعاً وتوجهت نحو الباب لتفتحه فهتفت بفرحة قائلة :- اية مش معقول ايه المفاجأة الحلوة دي .
اية بابتسامة :- ايه رأيك ف المفاجأة دي .
حياة بسعادة :- حلوة جداً تعالي ادخلي .
دلفت اية الي منزل حياة وجلست بغرفة الصالون وهتفت قائلة بهدوء :- انا قولت انتي من يوم مااتجوزتي مجتش زورك ولا مرة ف حبيت اعملهالك مفاجأة واتصلت بجاسم وخليته جابلي العنوان من اسر .
حياة بابتسامة واسعة نورتي البيت علي فكرة بس ليه مجبتيش ندي معاكي .
اية بجدية :- ندي مش عاوزة تطلع من البيت وبصراحة صعبانة عليا اوي دي النهاردة الصبح صحيت وكانت عاوزة ترجع بيتها لولا انا وجاسم فضلنا نقنعها تفضل معانا ووافقت بعد طلوع الروح بس قالت عاوزة تروح تجيب حاجات من بيتها فجاسم وصلني لحد هنا وبعدين راح معاها لحد بيتها .
حياة بهدوء :- ان شاءالله ازمة وهتعدي وندي هترجع زي الاول واحسن .
اية بتمني :- يارب .
حياة بابتسامة :- هقوم اعملك حاجة تشربيها .
وتوجهت حياة الي المطبخ تاركة اية بمفردها حتي صدح رنين جرس المنزل فهتفت حياة من الداخل قائلة :- اية افتحي انتي لو سمحتي مش هعرف اجي .
نهضت اية من مكانها وتوجهت الي الباب لتفتحه وجدت امامها شاب ما نظرت الي ملامحه وتذكرته علي الفور بينما هتف الشاب قائلاً باستغراب :- هو مش دة بيت حضرة الظابط اسر .
اية بهدوء وهي تعرف من هو :- ايوة هو .
علي بتساؤل :- طب هي حياة موجودة ؟
اية بخجل :- ايوة موجودة جوة ثم تنحت قليلاً عن الباب وهي تقول :- اتفضل حضرتك .
علي بابتسامة :- طب مش تعرفي انا مين الاول عشان شكلك مش فكراني .
اية بخجل شديد :- لا علي فكرة فكراك انت علي اخو حياة .
علي بضحك :- ايوة صح وانتي اية اخت جاسم .
اية بابتسامة رقيقة :- ايوة اية اتفضل ادخل حياة جوة .
دلف علي الي الداخل في ذلك الوقت خرجت حياة من المطبخ فوجدته امامها فركضت نحوه بفرحة واحتضنته وهي تقول :- علي وحشتني اوي ياحبيبي .
احتضنها علي قائلاً بحب :- وانتي كمان ياحبيبتي وحشتيني ايه اخبارك .
حياة بسعادة شديدة :- الحمدالله بس ايه المفاجأة الحلوة دي .
علي بنظرة لاية بطرف عيناه هتف قائلاً بابتسامة حنونة :- الحمدالله انها عجبتك مبسوط اني شوفتك .
اية بخجل :- احم .. انا همشي انا بقا ياحياة .
حياة بذهول :- تمشي ايه دة انتي لسة جاية من 10 دقايق لا مش هتمشي .
اية بتوتر :- هبقا اجيلك يوم تاني صدقيني .
حياة بزعل طفولي :- اية هزعل منك لو مشيتي انتي ملحقتيش تقعدي معايا ولو ع علي دة اخويا يعني مش غريب .
اية بهدوء :- لا مش كدة بس …..
قاطعتها حياة بمرح :- مفيش بس اسكتي انا مبسوطة اوي انكم معايا واسر لسة بدري علي مايجي .
ابتسمت اية لها واضطرت ان تبقي قليلاً بينما علي كان يتابع حديثهم ولم يريد ان يتحدث حتي لايخجلها اكثر فهو قد استشعر ان هذا الخجل بسببه ….
******************************************
في مبني ادارة امن الدولة :-
كان اسر يجلس بمكتبه يتابع اعماله ولكنه لم يتوقف عن التفكير في عابدين ووجود مسعد بالبلد الان وهو كان الذراع الايمن لعابدين اذاً وجوده له سبباً ما خطير وهام وهو يشعر انه اذا استطاع ان يصل الي مسعد سيصل الي عابدين ايضاً وهذا هو مايريده فمسعد بداية الطريق الموجود بآخره عابدين تنهد بتعب فهو قد سئم هذه اللعبة ويريد ان ينهيها حتي يرتاح الي متي سيظل يركض خلف سراب فهو يحلم باليوم الذي سيلقي به القبض علي عابدين وهذا هو هدفه الوحيد بالحياة وسيحققه بكل تأكيد افاق من شروده علي صوت طرقات علي باب المكتب فسمح للطارق بالدخول دخل رجل يرتدي زي مدني وادي التحية العسكرية وكان هذا الرجل المكلف بالبحث عن مسعد فسأله اسر قائلاً :- ها ياعلاء وصلت لحاجة .
علاء بجدية :- مسعد ملوش اي اثر يافندم .
اسر بغيظ :- يعني ايه ملوش اثر امال انت كنت بتعمل ايه الايام اللي فاتت .
علاء بجدية :- يافندم انا كلفت ناس تانية ورا الموضوع وبرضه مقدرناش نوصله .
اسر بانفعال :- انا مش عايز اسمع الكلمة دي انا عايز شغل بجد والاقيك المرة الجاية حايبلي مكانه مفهوم .
علاء بجدية وهو يؤدي التحية العسكرية :- تمام يافندم اي اوامر تانية .
اذن له اسر بالرحيل فرحل علاء تاركاً اسر وحيداً يفكر في طريقة يصل بها الي مسعد فهتف قائلاً بغل شديد :- هوصلك لو كنت فين دة انت املي الوحيد دلوقتي ومش هسيبك .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)