روايات

رواية آسر الحياة الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء الثالث عشر

رواية آسر الحياة البارت الثالث عشر

رواية آسر الحياة
رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة الثالثة عشر

****************نبدأ الحلقة الثالثة عشر*************
ف مبني ادارة امن الدولة :-
دخل جاسم الي المكتب عند آسر فوجده شارداً في ذكرياته ولكن الواقع انه كان شارداً في شئ اخر تنحنح جاسم قليلاً ليلفت انتباه ف نظر له آسر نظرة متفحصة لملامح وجهه فوجدها طبيعية للغاية ف ابتسم بخبث داخلي وقد ادرك ان حياة لم تخبره بشئ مما حدث فقرر شئ ف نفسه ….
جاسم بتساؤل :- ايه الابتسامة اللي علي وشك دي شكلك فرحان ماتفرحني معاك .
افاق من شروده علي صوت جاسم ف نظر له بانتباه وهو يقول :- هاا لا ابدا عادي افتكرت حاجة ضحكتني المهم انت عامل ايه !
جاسم بنبرة عادية :- الحمدالله المهم قولي انت ايه الموضوع اللي اتصلت بيا ونزلتني بسرعة كدة عشانه ؟!
آسر وهو يعود لطبيعته وبجدية :- ف معلومات جديدة وصلتني بخصوص قضية الانفجارات اللي حصلت من فترة ف المنتزه والكنيسة .
جاسم بجدية :- كان المفروض توصل النهاردة تحريات عن القنابل المستخدمة في العملية صح .
آسر بعملية :- ايوة صح وبعد التحريات والبحث في اماكن الانفجارات اكتشفنا ان القنابل دي مش بتصنع غير ولا بتستخدم غير ف المافيا الروسي والمافيا الامريكي .
جاسم بانتباه :- وطبعاً المافيا الامريكي اللي عابدين بيشتغل معاها من سنين السنين ثم صمت قليلاً ليكمل آسر كلامه قائلاً بتأكيد :- معني كدة ان عابدين في مصر وهو اللي ورا الانفجارات دي .
جاسم ببعض الذهول :- طب ودخل مصر ازاي اكيد بشخصية غير شخصيته والا كنا مسكناه من اول مانزل المطار .
آسر بجدية :- بالظبط كدة وهو اكيد مش غبي يعني عشان ينزل مصر بشخصيته حاجة زي دي كانت متوقعة .
جاسم بتساؤل :- طب وهنعمل ايه دلوقتي ؟!
آسر بشرود :- لازم نوصله ونعرف شخصيته اللي دخل بيها مصر او حتي اي معلومة توصلنا ليه .
جاسم :- متقلقش اكيد هنوصله المرادي ومش هيطلع من مصر خالص .
نهض اسر وهو يلملم اغراضه الشخصية فاستغرب جاسم قليلاً وسأله :- انت رايح فين ؟!
آسر باستعجال :- رايح مشوار وهخلص واجي .
جاسم باستغراب :- مشوار !! مشوار ايه دة اللي عندك وقت الشغل ؟!
آسر بخبث خفي :- مشوار ضروري ولازم اعمله .
ورحل قبل ان يترك فرصة لجاسم لكي يسأله في شئ اخر ..
************************************************
ف الجامعة :-
بعدذلك الوقت بساعة دلفت حياة الي المرحاض ووجدته فارغ كما قالت لها ندي وقبل ان تلتفت لكي تغلق الباب وجدت يد من حديد تفتح عليها الباب وتكمم فمها ظلت تعافر مع تلك اليد ولكن الشخص حاوطها من خصرها لكي يعيق حركتها لتصبح سجينة بين ذراعيه واخيراً افلتها قليلاً لكي تستطيع ان تلتفت وبمجرد ان التفتت له ورآت وجهه حتي شهقت برعب وهي تتخيل افظع السيناريوهات التي ممكن ان تحدث الان وظلت تنظر له بصدمة حتي سمعته يهمس ف اذنها بهمس كالافاعي :- هشيل ايدي من علي بوقك بس لو صوتك طلع وعملتي حاجة متلوميش الا نفسك .
لم تستوعب ماقاله فأعاد عليها الكلام مرة اخري بلهجة مرعبة اكثر فهزت رأسها بموافقة فازال يده من علي فمها فشهقت وهي تحاول ان تلتقط انفاسها الضائعة بينما هو ظل ينظر اليها بأستمتاع وهو يراها تجاهد لتلتقط انفاسها نظرت له بشراسة وعي تقول :- انت ازاي تعمل كدة ! وازاي دخلت هنا اصلاً ؟
آسر ببرود :- انا ادخل ف اي مكان عايزه براحتي ثم نظر لها بتفحص وجراءة قائلاً :- وبعدين عملت ايه انا لسة معملتش حاجة خالص .
ارتعشت من نظراته فهي حقاً تبغضها .. تبغض طريقته المخيفة معها .. هي ف الاساس تبغض وجوده بجانبها .. ظلت تنظر له بذهول حتي اخرجها من شرودها صوته وهو يقول ببطء متعمد حتي يرعبها :- عاملة ايه النهاردة ؟
التقطت انفاسها ثم حاولت السيطرة علي رعبها منه وهي تقول ببرود مصطنع :- اظن حضرتك مش جاي لحد هنا عشان تسألني السؤال دة ؟
آسر بأستفزاز :- حضرتك !! حلو الدور دة ؟
حياة بعدم فهم :- دور ايه بالظبط ؟
آسر بنفس الطريقة المستفزة :- دور ايه ! دور المحترمة .
اتسعت عيناها علي اخرها وهي تقول بصدمة :- انت تقصد ايه بكلامك دة ؟!
تجاهل اسر حديثها تماما وهو يقول ببرود :- مقولتيش يعني لجاسم اني ليكي عند الجامعة ايه عجبك الموضوع !
حياة بصدمة اكبر :- هو انت فاكر اني عشان مقولتش لجاسم علي اللي انت عملته معايا يبقا عاجبني الموضوع صمتت برهة ثم اكملت كلامها بعنف قائلة :- لا انا مقولتلوش عشان بس معملش مشاكل بين اتنين صحاب المفروض انهم عشرة عمر واكتر من الاخوات ومقولتلوش عشان انا ضيفة ف البيت دة والمفروض اني ضيفة خفيفة ومجبلهومش مشاكل ف حين ان حضرتك مش مراعي اني ضيفة ف بيت صاحبك ومش مراعي حرمة البيت دة كمان وبتعمل تصرفات سخيفة متليقش بواحد في سنك .
انهت كلامها وهي تحاول التقاط انفاسها بصعوبة بينما هو نظر لها نظرة اعجاب سريعة ولكنه اخفاها ببراعة وسرعة وتحولت نظراته الي شراسة خالصة وهو يقترب منها ببطء متعمد حتي يثير اعصابها بينما هي رأته يقترب منها فقالت برعب وهي تبتعد خطوة للخلف :- انت بتقرب ليه كدة ؟
ظل يتقدم منها وهي تتراجع الي الخلف حتي اصطدمت بالحائط خلفها وعندما رأها هكذا ابتسم بخبث وتقدم منها اكثر ولم يعد بينهم اي مسافة وضع ذراعيه حولها من الجهتين حتي يحاوطها فأصبحت بين ذراعيه تماماً بينما هي ارتعبت مما يحدث فرفعت ذراعيها لتضعها علي صدره لتبعده عنها ارتعش قليلاً عندما لامست يدها صدره ولكنه سيطر علي ارتعاشته بقوة بينما هي صدمت من فعلتها ولكن ماباليد حيلة فهي عليها ان تبعده عنها وهو لم يترك بينهما اي مسافة فقالت بارتباك وارتعاشة :- ابعد عني لو سمحت مينفعش تقرب مني كدة .
آسر متجاهلاً حديثها وهو يهمس ف اذنها بنبرة مرعبة :- صوتك العالي دة مسمعوش عالي كدة قدامي مرة تانية وطريقتك دي مشوفكيش بتكلمي معايا بيها خالص مفهوم ؟
نظرت له برعب من حديثه وطريقته بينما اقترابه منها بهذا الشكل رعب اخر فهمست ببعض الضعف :- انت عاوز مني ايه ؟
نظر لها من رأسها الي قدميها بنظرات جريئة وشهوانية وهو يقول :- انتي الظاهر كدة التلميحات مش نافعة معاكي طيب هقولهالك بصراحة انا عاوزك .
صدمة نزلت عليها كالصاعقة من حديثه وهو لم يرحم صدمتها وضعفها بل اكمل كلامه بنفس النبرة قائلاً :- وهديكي اللي انتي عاوزاه ها قولتي ايه ؟
صدمة .. ذهول .. رعب .. اشمئزاز ظلت تنظر له بكل تلك المشاعر المختلطة ولا تعلم من اين اتتها القوة لكي تدفعه بعيداً عنها بكلتا يديها ثم رفعت يدها وهوت بها علي وجهه بصفعة مدوية سمعت في ارجاء المكان وصرخت في وجهه قائلة ببكاء :- انت حيوان وزبالة ومعندكش ضمير منك لله ياشيخ .
وركضت الي باب المرخاض لتفتحه وهرولت الي الخارج بل خارج الجامعة بأكملها وهي تبكي وتشهق بينما هو ظل ينظر الي أثرها المختفي امامه نظرات غامضة مخيفة خالية من الرحمة ثم اتجه الي الخارج بخطوات ثابتة واثقة وهو يخطط ماعليه فعله الخطوة القادمة ….
************************************************
في فيلا عابدين :-
كان عابدين يجلس في حديقة الفيلا الخلفية حيث مكانه المفضل وهو يفكر ويخطط ماعليه فعله مع آسر فهو يجب عليه ان ينتقم منه ويحرق قلبه كاد ان يتذكر ماحدث سابقاً ولكن قطع عليه حبل افكاره احدي الخدم وهو يخبره بوجود رجل يدعي مسعد ف امره عابدين ان يدخله علي الفور دلف مسعد الي الداخل وهو يقول :- جبتلك المعلومات الجديدة ياباشا .
عابدين بخبث :- المهم تكون معلومات تستاهل يامسعد .
مسعد بنفس الخبث :- تستاهل ياباشا اكيد دة انا مسعد .
عابدين :- طب قول يامسعد .
مسعد بتركيز :- الظابط اللي سعادتك مكلفني اراقبه مرحش ف حتة النهاردة غير الشغل عادي بس عيونا اللي في الادارة عنده بلغتني ان هو جاله النهاردة تقرير التحريات عن انواع القنابل اللي حصل بيها الانفجارات الاخيرة لكن محدش عرف ايه اللي في التحريات دي لان محدش فتح التقرير وشافه غيره ياباشا .
عابدين بتفكير :- مممم كمل يامسعد .
مسعد مكملاً كلامه :- بس النهاردة ياباشا ف بداية اليوم كدة خرج من شغله وراح عند الجامعة بتاعت البت اللي قابلها قبل كدة هناك بس المرادي دخل جوة ومعرفتش ايه اللي حصل بينهم .
عابدين بانتباه :- وعرفت حاجة عن البنت دي ؟
مسعد :- طبعاً ياباشا البت اسمها حياة علوان المهدي ولما دوارنا وراها عرفنا انها من الصعيد وهربانة من اهلها ليلة فرحها .
عابدين بصدمة خفيفة :- هربانة من اهلها ليلة فرحها .
مسعد مكملاً :- ايوة ياباشا وهي دلوقتي عايشة ف بيت الظابط اللي اسمه جاسم مع اخته لانه صاحب اخوها .
عابدين :- وبعدين
مسعد :- دة اللي عرفته عنها ياباشا . واللي عرفته عن بنت عمته اللي سعادتك امرتني اراقبها ان هي عايزة تتجوزه عشان فلوسه ومركزه بس هو مش مديها وش خالص ودلوقتي انا فضلت وراه لحد مرواح بيته ومراحش ف اي حتة تانية وسيبت واحد من رجالتي تحت بيته عشان لو حصل اي جديد تؤمرني بحاجة تانية سعادتك .
عابدين بشرود :- لا يامسعد روح انت .
شرد قليلاً بعد رحيل مسعد وهو يقول :- حياة .. چيرمين
ثم ابتسم ابتسامث خبيثة وهو يعلم ماهي الخطوة القادمة ..
************************************************
ف منزل جاسم :-
دلفت اية الي المنزل وهي تتسائل ماذا حدث لكي تذهب من الجامعة بمفردها وبتلك الطريقة دلفت الي الغرفة وجدت حياة متكورة علي نفسها في فراشها لترتعب اية من منظرها اقتربت منها علي الفور واسندتها حتس تعتدل من نومتها فوجدتها تبكي ففزعت اكثر من منظرها هذا وهتفت برعب :- ف ايه ياحياة مالك ؟!
ظلت حياة تشهق وتبكي بصوت عالي ونحيب ولم تجيبها فأخذتها اية بين احضانها حتي تهدأها قليلاً لكي تستطيع ان تستوعب ماالذي حدث لها ظلت تقرأ لها بعض الآيات القرآنية حتي هدأت واستكانت وبالفعل نامت حياة بين احضان اية ووجهها يغرقه الدموع تركتها اية نائمة ثم نهضت لكي تبدل ملابسها ثم خرجت خارج الغرفة لكي تجهز الغذاء فوجدت جاسم يفتح باب المنزل ليدلف الي الداخل القي السلام عليها ولاحظ تغيير ملامحها فسألها قائلاً :- مالك يااية شكلك مضايقة من حاجة ؟!
اية بحزن طفولي :- ايوة زعلانة ع حياة .
جاسم بتوجس يشوبه القلق :- مالها حياة ؟
اية بحزن :- مش عارفة كانت معانا ف الجامعة وقالت رايحة الحمام وبعدين اتأخرت ف اتصلت بيها وقالتلي انا مشيت وكانت بتعيط ولما جيت البيت كانت منهارة فعلا من العياط فضلت اهدي فيها شوية واقريلها قرآن لحد مانامت .
جاسم باستغراب :- طب مايمكن حاجة حصلت ف الجامعة وانتو قاعدين ضايقتها .
اية بتفكير :- لا ابدا محصلش حاجة خالص دة احنا كنا بنهزر ونضحك عادي والله .
جاسم بحنان وهو يربت علي رأسها :- طيب ياحبيبتي شوية كدة وهتصحي وهنعرف مالها وان شاءالله مفيش حاجة وحشة .
اية باابتسامة خفيفة :- ان شاءالله ياحبيبي . هحضر الغدا بسرعة عشان اكيد جعان .
ثم ذهبت لكي تحضر له الغذاء بينما هو دلف الي غرفته لكي يغير ملابسه وهو يفكر ف سبب بكاء حياة ومالذي حدث معها …..
************************************************
ب البلد :-
اسدال الليل ستائره واظلمت الشوارع في البلدة وفي بيت علوان المهدي كانت حسنية والدة حياة تنتحب وتبكي بعد ماحدث لزوجها ليربت عليها علي وهو يقول بحزن :- اهدي ياامي الله يخليكي انتي صحتك مش هتستحمل كل دة .
حسنية ببكاء وحزن :- شوفت ياولدي اللي حوصل لابوك كان هيروح من وسطينا .
علي بحزن :- بعد الشر عليه ياامي متقوليش كدة .
حسنية بنحيب :- كان مستخبيلنا فين دة كله بس ياربي ليه ياحياة يابتي تعملي فينا اكديه .
صالح متدخلاً في الحوار عندما استمع لاسم حياة فاستشاط غضباً قائلاً :- متجبيش سيرة الفاچرة ديه تاني ياامي بكفايانا اللي چانا من ورا عملتها .
بكت امه اكثر فتحدث علي بحنق :- مش وقته الكلام دة ياجماعة خالص احنا ف ايه ولا ف ايه .
صمتوا جميعاً لعدة دقائق ثم استمعوا الي صوت علوان وهو يقول بتعب ووهن :- صالح ياولدي .
لبي صالح نداء والده وذهب ناحيته وهو يقول بقلق :- نعم يابوي اؤمرني .
علوان بضعف :- هتتمم الچوازة ياولدي وترفع راسي جدام الناس .
نظر له صالح بعجز وقهر وهو يفكر لو لم تهرب حياة لم يكن سيحدث كل هذا هو يريد ان يقتلها حقاً فلقد تحولت حياته الي جحيم هو واهله بسببها نظر لوالده نظرة تحمل كل معاني العجز والقهر وقال :- حاضر يابوي امرك ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى