رواية ميراث الوعد الفصل التاسع 9 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز
رواية ميراث الوعد الجزء التاسع
رواية ميراث الوعد البارت التاسع
رواية ميراث الوعد الحلقة التاسعة
وقتها وقبل ما تكرر جملتها للمرة التالته
شوفت جنبي ع الرخامة دورق المياة بملح اللي رشيت بيه شباكي، ماجاش في دماغي غير اني مسكته وسميت ورميت من اللي باقي من مايته عليها
فسمعت صريخ
الغريب انه كان صريخ من فوق
اما طيفها تحت
فحسيت انه بيسيح وصوتها كإنه بقا بيخطرف
خلصت رمي المياة وماستنتش ان الطيف يسيح بالكامل
جريت على بره للنور
لكن لما طلعت للصالة لقيت سلفي محمود بيزعق بره وبيقول
_حريقة في المنور، مين اللي رما حاجه مولعة فيه
كان بيقولها وبيجري على شقة امه تحت
غطيت شعري وشيلت رؤى ونزلت جري أنا كمان، لقيته راح على مطبخ أمه اللي مفتوح منه باب ع المنور، بدأ يملى مياة ويرمي ع النار، فجريت حطيت رؤى في أوضة حماتي اللي كانت نايمة زي ماهي، قفلت عليهم الباب ورجعت جري ع المطبخ
بقيت أملى في جرادل واناول محمود وهو يرمي
مافيش ثواني ونزل أخوه طارق جري هو وسهير عشان يساعدونا وبعدها نزلت العقربة تتبختر وقفت عند باب المطبخ
كانت النار عاليه لإنها مسكت في شوية كراسي خشب مكسرة على شوية صناديق قديمة وشويه هدوم مرميين، والدخان ملى المنور والمطبخ وشقة حماتي…
بس انا كانت في حاجه قابضة قلبي
حاجة أكبر من منظر النار اللي كان باين فيها عيون أقزام صغيرين بقرون
حاجة أكبر من الدخان اللي كان بيتجمع ويتمايل في أشكال ليها رجول طويله وأيادي أطول
بس فضلنا شغالين لغاية ما طفيناها..
مجرد ما خلصنا ويدوب كان محمود وطارق بيلملموا الحاجات المحروقه وانا وسهير بنمسح المطبخ
لقيت العقربة بتقولي بعتاب قدامهم كلهم
_اما تولعي ورقه ابقي اطفيها بشوية مية قبل ما ترميها في أي حتة..
رديت بغيظ
=انا مارميتش حاجه في المسقط
_طب ليه مابتقوليش انك ماولعتيش أي ورق
اتلجلجت وماعرفتش أرد
فكملت وقالت
_انا بنصحك بس عشان الموقف مايتكررش تاني وانتي واخده كل كلامي إني بهاجمك وبس
=قلتلك مارميتش حاجه في المنور
ردت ببرود
_بس انا شفتك فتحتي شباك مطبخك وكنتي بتعملي حاجه وتقريبا كان في ايدك ورقة مولعة
=انتي ست كدابة
_طب تحلفي إنك ما ولّعتي ورقة
=ايوة ولعت ورقه عندي بس حطيتها في الطفاية
_حطيتيها وهي والعه
=وانتي مالك؟ هو انتي هتحققي معايا
اتدخل محمود في الحوار وقال
_لا ، لازم بقا تردي عليها عشان نعرف أصل الحكاية …
حسيت بغصة في صدري وكنت هعيط من القهر
لكن رديت وقلت
=انا كان معايا ورقة ولعتها وحطيتها في الطفاية عندي في المطبخ لغاية ما انطفت، بعدها بوقت دخلت المطبخ أعمل أكل لرؤى فشوفت الهانم ماسكة كوز نحاس بترمي منه مياه ريحتها وحشه على شباكي، فاستنيت اما خلصت ورميت مياة بملح على شباكي…
اتكلمت العقربة ساعتها بصوت ملاك وقالت
_انا بس بنصحها والله، اما تولع في ورقة تطفيها بشوية مياة لإن احيانا بيطير هبو نار مابيتشافش ممكن يعمل كارثة، كمان الأطياف والهوام واللهم احفظنا الجن لما بيشوفوا نار والعة ومتسابه والعه في مكان مسكون ممكن ينقلوها، فلازم أي نار بعد ما نخلص استخدامها نطفيها بشوية مياة
كنت لسه رايحة ارد بس سمعنا صوت حماتي بتكح جامد، طلعوا يجروا عليها في اوضتها لقوا وشها أزرق زي ما تكون روحها بتطلع وكانت ريحة الدخان عندها تقيلة يمكن أتقل من المطبخ نفسه، حتى رؤى كانت بتكح هي كمان وعماله تعيط
راح محمود وطارق شايلين امهم وجروا بيها على عربية محمود، خدوها وطلعوا جري ع المستشفى في بلينا وراحت معاهم العقربة وسابوني انا وسهير
كانت رؤى وقتها هديت على ايدي وكنت لسه واقفة قدام البيت وقت ما بدأ يدور في دماغي حاجه واحدة
إنهم أكيد هيقولوا ان الدخان هو اللي قتل حماتي لو ماتت ولا جرالها حاجه، وساعتها هيتهموني بإن انا اللي ولعت في النار, ويبقا أنا اللي فوّلت ع الواد أحمد ومات، وأنا اللي عملت الدخانه اللي موتت حماتي وانا اللي بهاجم فتنة وبعلي صوتي على محمود وانا الشيطانة اللي في البيت
بقيت واقفه تايهة ودموعي على خدي وحاسه إني عاجزة، وفي نفس الوقت حسيت ان سهير كانت بتلعب بيا هي كمان، هي اللي ادتني الورقة، وهي اللي قالتلي أولع فيها، وأكيد أمها هي اللي ولعت النار في المنور عشان تبليني ببلوة، ويمكن اللي تعب حماتي مش الدخان، يمكن السحر اللي فتنة راكباها بيه، سقيه وأكل وقول وفعل
مسحت دموعي ورجعت على شقة حماتي لقيت سهير قاعده في أوضة الضيافة بتعيط
روحت قعدت قصادها، اديت التليفون لرؤى تتلهي فيه وقلت
_بتعيطي ليه انتي كمان؟! مش انتي وأمك بتعملوا كل اللي انتوا عاوزينه؟!
اتلفتت حواليها كإنها بتشوف حاجه انا مش شايفاها بعدها قفلت ابواب المضيفة وشبابيكها
رجعت قعدت جنبي وقالت بصوت واطي مهزوز
=انا مابعملش أي حاجه، ولا ليا دعوة بأي حاجه، انا بكره الست دي، بكرهها
_لا يا شيخة، وعاوزاني أصدقك بعد ما لبستيني في توليع الورقة عشان امك تمسكها عليا
رجعت دموعها تنزل وقالت
=ورقة ايه اللي بتحكي عنها، وانا ايه عرفني انك مش هتولعيها وترميها في الحوض مثلا
سكتت واتنهدت بحرقة بعدها كملت
=انا كان نفسي أبقا واحدة عادية زي أي واحدة، ماكنتش عاوزه اتعلم أي حاجه من الحاجات اللي هي بتحاول تعلمهالي، لكن هي بقالها كام سنة من ساعة ما بلغت وهي بتعلم فيا غصب، بتسقيهولي زي دوا مر علقم، انا كان نفسي أكمل تعليم في المدارس، كان نفسي أبويا يعيش، كان نفسي اتجوز عادي وأحب جوزي وانا عارفه انه مكمل معايا، لكن كل دا ما حصلش، الست دي انا بخاف منها،، اللي معاها هو اللي مسيطر عليها وهي فاكرة انها هي اللي مسيطرة، الست دي كإنها مش أمي وانا خايفة ابقا زيها …
حسيت اني خايفه أصدقها، كنت متلغبطة، نفسي الاقي باب أمل وفي نفس الوقت حاسه انه مستحيل تكون صادقة في كلامها لكن رديت بجدية
_طب والحل ايه؟ ايه نقدر نعمله نفوّق الناس اللي حوالينا دي؟ ايه اللي ممكن نعمله ونفك اللعنة؟! او ايه اللي ممكن نعمله نخليها تسيبنا في حالنا
رجعت اتلفتت حواليها وقالت بصوت مهزوز
=ماعرفش، انا ماعرفش، والله ما اعرف
بصت لي وكملت
=لكن اللي انا واثقة منه كويس انها خايفة منك، السبب الوحيد اللي مخليها بتهاجمك انها خايفة منك، ويمكن دا اللي خلاني ألجألك
حطيت ايدي على صدري ورديت باستهزاء
_خايفة مني انا؟! أمال لو مستهفآني كانت عملت فيا ايه، كانت خلتني امسح لها شقتها مثلا
=اه خايفة منك، وعاوزه تحيدك لغاية ما تقدم الباقيين كلهم
عقدت حواجبي ورديت
_تقدم!! يعني ايه ؟
رجعت اتلفتت حواليها، وطت صوتها وقالت
=ما هي بتقدم أرواحهم قربى، قرابين يعني، عشان وليّها اللي مسخرلها الشياطين اللي معاها يوافق على نقل الولاية، طول عمرها بتفضل تقدم لكن مش أرواح بشر، لكن عند نقل الولاية، بيبدأ المنقول ليه يقدم أرواح أقرب الناس، اللي هم أهله، عشان يبقى الولي واثق من طاعته الكاملة، وعشان مايبقاش له غيره، وهي بتقدمهم بإسمي وبمعرفتي واستعداد للنقل لكن انا مغلوبه على أمري زي ما انتي شايفه
سكتت لحظة بلعت ريقها وكملت
_الحكاية كبيرة، أكبر مما تتخيلي، أمي دي طول عمرها قاادرة، قادرة وعندها بركات زي ما بيقولوا بس كل دا وراه سواد هي مقتنعة بيه، وراه سحر وأعمال ودم وربط وحل وعقد، وراه شياطين طول عمرها حوالينا، انا شفت بعيني حاجات مايصدقهاش عقل، انا مش عاوزه اعتاد ولا عاوزه أكمل ولا عاوزه ابقا لوحدي، الولي دا في نهاية الحكاية ومع نقل الولاية،، بيبقا زوج وولي وآمر ليا، وفي المقابل بيقدم شياطينة خدم ومتبوعين لأمري، يعني هو بعد ما كان مع أمي هيبقا معايا انا،،
بلعت ريقها تاني وكملت
_هو اكمنه مابيخلفش من البشر بيستنى ان الواحده تخلف بنت وبعدها تسحر جوزها سحر الموت ولما يموت جوزها تبقا هي حظيه للولي، امي كانت كدة وامها وام امها، يعني انا هينتظروا اني اخلف بنت وبعدها ينقلولي الولاية بعد ما أمي تكون خلصت تقديم كل القرابين باسمي واللي بدأت تقدمهم من وقت جوازي، وساعتها هي تتحرر منه ويبقا معايا انا…
ساعتها اتخضيت وحطيت ايدي على صدري وكنت هقول لفظ قبيح بس ماقلتوش لكن قلت
=بتتجوزوا شياطين
رجعت تبكي وشاورت براسها بمعنى الموافقة
_انا عمري ما شفته، امي بس اللي بتشوفه، كان بيبقا ليهم غرفه بييجي فيها مرة واحده كل شهر وقت غياب القمر ، بس على كلامها انه مابيظهرش بشكله الحقيقي، الكارثه انها فاكرة انها بكده صاحبة بركة وقدرة، معمية او مسحورة، انا خايفه ابقا زيها، انا عاوزه اهرب بس هي هتجبني تاني
=طب والشياطين اللي تحت ايدها، هم كمان بيروحوا الاوضة دي
_لا طبعا، دول خدمة، وعددهم كبير، ومش موجودين كلهم حواليها طول الوقت بس لما بتطلبهم بتلاقيهم، اللي ماشي وراها على طول واحد منهم ودا انا عادي بشوفه زي ما بشوف اللي ممشياهم حواليكي، بس تقريبا هي بتخطط لحاجه كبيرة بخصوص ام محمود فكلهم اختفوا لما هي راحت معاها …
يدوب خلصت كلامها وبرّقت عينيها وهي باصة ناحية الشباك كإنهم وصلوا ع السيرة، فضلت مبرقة ف روحت أنا موطيه صوتي ورايحة اقولها مالك، لقيتها قامت منفوضة وقالتلي بزعيق
_وانتي عاوزه مني انا ايه دلوقتي، انا ماليش كلام معاكي ولا هجاوبك على حاجه
جاريتها في زعيقها ورديت
=ان شالله عنك مارديتي لا انتي ولا أمك، عالم وش فقر ونحس
قلت جملتي وشيلت رؤى وسبتها هي ومشيت
لكن بقيت حاسه اني الاول كنت خايفه ودلوقتي بقيت مرعوبة، طلعت جري على شقتي شغلت التليفزيون على اذاعة القرآن الكريم لكن الغريب ان مامرش دقايق و
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الوعد)