روايات

رواية الخياط الفصل الثالث 3 بقلم شروق عمرو

رواية الخياط الفصل الثالث 3 بقلم شروق عمرو

رواية الخياط الجزء الثالث

رواية الخياط البارت الثالث

الخياط
الخياط

رواية الخياط الحلقة الثالثة

تزين الهواء بنسمات باردة يحاور اصوات زقزقة العصافير … فى تلك اللى الصباح البارد نسبيا..
كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا، وهو قد صف سيارته امام احد البنايات فى القاهرة.
امسك الهاتف وهو يردف فى رسالة صوتية.. ” انزلى يا ليلى انا تحت.. ”
ارسل المقطع الصوتي وانتظر صامتا فى السيارة.. تارة ينظر على مدخل البناية واخرى ينظر فى الهاتف.
ظل هكذا لدقائق، حتى وجدها تهبط الدرج..
ازال نظارته الشمسية وهو ينظر لها بعيون حادة..
فتحت الباب الأمامي من السيارة بضيق وهى تستقله.. تقول ” اية يا يونس عايز اية؟! ”
اعطاها نظرة ضيقة وهو يضيف ” انتِ قاعدة هنا وسايبة بيت ابوكِ لية؟ ”
زفرت بعنف لتقول ” قول بقى انه اللى بعتك.. ”
جاء بكلماته جامدا ” محدش باعتنى يا ليلى، ومن امتى بنات العيلة يباتوا فى شقة لوحدهم.. هو انا مش كذا مرة منبه انك ما تجيش الشقة دى لوحدك ابدا.. ”
ابتلعت لعابها بخنق لتقول ” مخنوقة شوية وكنت جاية عشان اهدى، فى مشكله؟! ”
تسأل فى اصرار ” سايبة البيت لجابر لية يا ليلى ”
ازاحت رأسها نحو نافذة السيارة بضيق.. لم تجيب وهو مازال الاجابة على وضعه،.. لتلتفت له بهدوء ” جايبلى عريس ومصمم انى اوافق عشان ابو العريس هينجحه فى انتخابات مجلس الشعب الجاية.. رشوة يا يونس يعنى، او سلعة حاجه مكان حاجة.. فاسيبت البيت وجيت هنا.. ”
عقد انفه ساخرا وهو يعلق ” هقول اية يعنى ابوكِ هيفضل طول عمره و**”
نهرته بسخط ” اتلم يا يونس.. مهما كان ده بابا.. ”
2
زادت ملامحه سخرية لها وهو يقلد نبرتها ساخرا ” بابا!!!، ماشي يا اختى ”
انهى عباراته وهو يفعل محركات السيارة ينطلق لتقول ” هنروح فين..، انا مش عايزة اروح دلوقتي ”
اجاب ” لا مش هروحك لازم اربى ابوكِ الاول ”
لكزته بذراعه ” يا بنى اتلم.. اية انت لسانك ده عايز يتبتر! ”
ضحك مشاكسا ليقول ” اية ابنك دى، ابنك أزاي يعنى.. ”
تسألت مرة اخرى ” احنا رايحين فين ”
اجاب متهكما ” مش هخطفك يا ليلى مش هخطفك، هوديكِ عند أمي ”
لتقول ” محدش يقدر يخطفني اصلا ”
صمتت لوهلة ثم تحدثت مرة اخرى ” بس لو الخطف هيبقى زي مافيا الروايات انا معنديش مانع.. “

اغمض عينه يردف مقاطعا ” انا فتحت على نفسى.. بلاش رغى عن الروايات دلوقتي وحياة اهلك.. انا لسة هروح لصبحى ومش عايز اروح اضربه ”
تسألت ” صبحي مين؟ ”
اجاب باختصار ” المدير فى الشركة.. ”
لم تتفاجأ أبدا.. فهو محتمل ان يفعل شيء كهذا فكما يقول لها دائما ” أنا يونس ”
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
تذمرت بضيق وهى تقول بصوت ناعس ” يا مريم اقفلي النور.. عايزة انام ”
قالت مريم عباراتها وهى تقف امام المرآة تضع حجابها..” رايحة الدرس.. وبعدين انتِ نايمة متأخر لية امبارح؟ ”
لم تجيب اميرة لتضيف مريم متسائلة” انتِ عملتي اية مع العريس امبارح ”
اجابت اميرة بتضجر ” اقفلي النور يا مريم ولما ترجعي هبقى احكيلك ”
هدرت مريم انفاسها بضيق وهى تقذف الوسادة بها تغلق الإضاءة ” نامي يا اميرة نامي، انا بس اللى بنول دروس وانتِ مش بتعتبي الجامعة غير فى الامتحانات، يارب امتى اخلص ثانوي وادخل الجامعة عشان ارتاح بقى ”
قالت جملتها الاخيرة بعد ان جذبت حقيبتها لتغادر الغرفة فى ضيق..
خرجت تنادى عاليا ” ماما انا نازلة ”
قالت والدتها ” درس اية ده يا مريم ”
اجابتها فى ملل ” درس فيزيا مستر هيثم عندي من 11 ل 1 ”
أكدت عليها ” خلصي الدرس وتعالى على طول ومتتأخريش ”
أمأت لها سريعا وهى تغادر..
خرجت وقبل ان تغادر البناية أبطأت حركتها وهى تستمع الى خطوات ابن عمها ” يحيى ” فهما فى نفس المركز التعليمي..
وجدته يهبط الدرج بوجهه مفعم بالكسل والضيق لتقول ” صباح الخير يا يحيى ”
اعطاها ابتسامة ليقول ” صباح النور يا مريم، رايحة لمستر هيثم ”
أمأت سريعا لتتساءل ” مش انت رايح برضو ”
ضيق عينيه يتساءل ” سر ولا هتفتني؟ ”
لم تفهم مغزى سؤاله لتجيب على أي حال ” سر ”
قال بهدوء ” هزوغ، هروح افطر واروق على حالي وهقعد فى أي سايبر.. ”
1
حملقت به بصدمة ” انت بتتكلم بجد ”
نظر لها يحيي ببساطة ” اه عادي، مليش نفس اروح النهاردة الدرس فاهبسط نفسى شوية.. ”
حمحمت سريعا لتقول ” آه، طيب عن اذنك عشان الحق الدرس.. ”
عرض عليها ” اوصلك؟ ”
نفت قبل ان تسرع مغادرة.. نظر فى أثرها وهو يمسح وجهه قبل ان يترنخ مغادرا البناية..

..
وقف يونس بسيارته امام البناية ليقول ” انزلى يا ليلى انزلى.. ”
نظرت له بغرابة ” انت مش نازل ”
نفي ليضيف ” لا انا اتأخرت على الشركة.. انزلى انتِ وانا هبقى اجى لما اخلص ”
أمأت له بهدوء لتغادر السيارة .. بينما هو انطلق مغادرا ..
..
اخذ يطقطق عقلات اصابعه الامامية بغيظ.. الساعة الان تقترب من الثانية عشر ظهرا وهذا لم يأتي.. فعليه ان يراجع الحسابات للشركة حتى يتمكن من ارسالها للمالك.. هز قدمه بعنف وهو يركز بعينه على الباب الذى فُتح دون سبق انذار ..
ليترجل يونس يحمل على وجهه كل تعابير البرود.. ليتقدم يجلس فى الكرسي امام المكتب ليقول صبحى متسائلا بنبرة يحاول ان يتحكم بها.. ” انت اتأخرت لية يا يونس؟ ”
نظر له يونس ببرود ” مايخصكش، اتأخرت بمزاجي.. يا صبحي ”
فتح عينيه بصدمة ليقول ” صبحى.. صبحى حاف كدة ”
مط شفتيه بعدم اكتراث ” والله لو انت حابب تغمس مع حاجة انت حر. ”
نظر له صبحى والنيران تنبعث من عينيه ليقول ” حلو يا يونس ، انت مرفود ”
انشقت على شفتيه ابتسامة ليقول يونس ” جدع ”
أضاف وهو يشمر أكمام قميصه بهدوء ” مش انا قدمت استقالة من اسبوع وانت رفضتها يا صبحي.. ”
ابتسم صحبى باستفزاز ” ايوا، انا معنديش موظفين يستقيلوا.. انا اللى برفد.. ”
حك يونس ذقنه ليقول ” وانا يونس، واترفدت .. هعمل فيك اللى كان نفسى اعمله من ساعة ما اشتغلت فى المخروبة دى ”
تقدم يونس وهو يلكمه بوجهه بقوة بغل.. صاح صبحى بقوة مما جعل العاملين يتدخلوا سريعا لفض هذا النزاع..
1
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
كان ” يوسف ” يقف وهو يضع نظاراته الشمسية حتى يستطيع مراقبة العمال اللأى شرعوا فى بناء هذا المبنى الذى درس يوسف بناءه لمدة طويلة..
” يا باشمهندس يوسف، العمال عايزين يفطروا ”
2
زفر يوسف بإحباط من تكاسل العمال ليقول لذلك المقاول ” ماشي يا عم ابراهيم افطروا وبعدين نكمل.. ”
وضع يده فى جيب بنطاله وهو يجذب الهاتف الذى صدح بالرنين برقم ” يحيى ” اخيه..
اردف يوسف بهدوء ” ايوا يا يحيى .. ”
جائه صوت يحيى المتوتر ” يوسف تعالى بسرعة الحقنى انا فى قسم مصر الجديدة.. ”
صُعق يوسف من كلمات اخيه ليتساءل سريعا ” فى القسم بتعمل اية يا يحيى ؟”
اجاب مختصرا ” اكيد مش بقدم على وظيفة.. يا يوسف تعالى بس اضمني وطلعني وبعدين نتكلم ”
اغلق الخط ليسخر يوسف متوعدا ” و بيتريق! والله لهطلع عينك يا يحيى.. ”
هرول يوسف مستأذنا بسرعة ليغادر متوجهها الى ذلك القسم..
..
وصل الى القسم وهو يدخل ببطاقته ليضمن أخيه الصغير..
نظر له يوسف بغضب ” وانت ممسوك فى اية بقى ان شاء لله ”
ابتلع لعابه بضيق ليقول ” خلاص يا يوسف بقى.. الحمدلله انك طلعتني.. ”
نظر له يوسف مهددا ” لو ماقولتش دلوقتي اية اللى جابك هنا انا هدفنك مكانك يا يحيى ”
نظر له مستسلما ” واحده اتبلت عليا وقالت انى عاكستها.. و الناس اتلموا وجابوني هنا.. ”
اتسعت صدمته ليقول ” بتعاكس بنات يا يحيى!! ”
نفى يحيى كاذبا ” لا هي اتبلت عليا يا يونس.. انا معكستهاش، انا واقف قدام السنتر مستني ميعاد الدرس.. فى حالي هي.. ”
بتر حديثه ليقول ” انجر قدامى.. ”
لينظر له برجاء ” بلاش تحيب سيرة لماما.. يا يوسف وحياة امك.. ”
نظر له يوسف نظرة غاضبة
ليهمس بصوت غير مسموع ” ياريتنى كنت كلمت زكريا.. ”
فى ذلك الوقت سمع صوت ذلك المقيد بيد العسكري يصرخ ” والله ما هحلك يا حسام يا حرامي.. ياباشا خد فلوس الحجز ومرضيش يخلينا نلعب الساعتين بتوعنا.. ”
صمت وهو ينظر الى يوسف ويحيى بصدمة ثم توجهه نحوهم ” اية اللى جايبكم هنا.. ”
ليتحدث يوسف ” انت عملت اية انت كمان.. ”
تحدث زكريا بضيق ” حسام الحرامي نصب علينا فى ال200 حنية بتوع الحجز وقفل الملعب وقال ملكوش فلوس عندي.. قومت انا والرجالة وجبنا معاه بزيادة ”
ليقول يحيى ” يا زيكو انا قولتلك الراجل ده مش تمام اصلا.. ”
اعطاهم يوسف نظرة مليئة باليأس الغضب صمت يحيى ليسحب العسكري زكريا حين قال زكريا ” حن ياقاضى، مشيها بالتراضي وبلاش بالحكم تنادى دا انا جاي فى خناقة.. ”
1
هدر يوسف انفاسه بسخط وهو يفتح الهاتف ليتساءل يحيى ” بتعمل اية!؟ ”
1
ليقول يوسف بضيق وسخرية ” هرن على يونس عشان نراضى الراجل وميعملش محضر .. ”
لم يجد اى استجابة على خط يونس ليقول بإحباط ” مغلق.. ”
تحدث يحيى مصدوما مما يراه ” لازم يبقى مغلق.. هو مش دا يونس برضو ”
نظر يوسف الى ما يشير الية يحيى بذهول.. ليتقدم يونس بصحبة العسكري بجمود نحوه يقول ” بتعملوا اية هنا.. ”
سأله يحيى ” انت اية اللى جابك هنا.. ”
اجابه يونس بلامبالاة ” ضربت صبحى، مفكر نفسه هيرفدنى وانا هسكتله عادى كدة.. ده انا يونس ”
اغمض يوسف عينه بغضب عارم يهمس ” يخر بيت ابوكم.. ”
4
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
بعد مرور وقت انقضى فى محاولات الصلح اخيرا التي بأت بالنجاح..
ترجل اربعتهم الى البناية ليقول زكريا مازحا ” وحشنى البيت جدا ”
رد يحيى ساخرا ” انت هتظيط.. انت ما كملتش ساعتين فى القسم.. ”
نبه يونس ” على الله سيرة القسم تتجاب فوق قدام اى حد.. والحوارات بتاعة النهاردة هنتكلم فيها بعدين ”
سخر يوسف ” قول لنفسك.. ”
1
لينضم زكريا ” الحمدلله انك كنت معانا.. ”
اجاب يحيي ” يلا نطلع بس عشان امكم تقريبا هتموتنى النهاردة.. الساعة بقت 5 وانا مفروض اكون مروح من 1 ”
عقد يوسف انفه بسخرية ” انتوا عملتوا فيا اكتر من اخوات سيدنا يوسف فى سيدنا يوسف.. منكم لله ”
اعطاه يونس نظرة ثم صعد الدرج ليربت زكريا على كتفه قائلا ” استحمل ياسطا انت فى مقام الكبير.. ”
..
.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” انا مش مصدقة ولا كلمة من الكلام اللى انتوا بتقولوا ده.. انا عاوزه اعرف كنت فين يا يحيى، الساعة خمسة وانت مفروض مخلص درسك من واحدة.. ”
كاد يحيى ان يتحدث مخترعا اى كذبة حتى تدخل يونس يردف ” يحيى مارحش الدرس اصلا يا ماما. ”
صمت لثوان قبل ان يتابع بثبات ” وانا بوصل ليلى على هنا لقيته نازل، فأخدته معايا مشوار كدة.. ”
تحدثت والدته بضيق ” لية يا يونس، سيبه يشوف اللى وراه عشان امتحانات النص الاول قربت.. ”
1
نظرت لها ليلى تحاول تخفيف ضيقها ” خلاص يا عمتو بقى حصل خير ويحيى شاطر .. ربنا يوفقه ”
نظرت الى يحيى بغضب.. لينسحب من الجلسة سريعا.. بعد ان دخل يوسف و زكريا الى غرفهم
جلس يونس على احد المقاعد بجوار والدته.. تسأل وهو يزيل غلاف تلك الكعكة ” هي ليلى هتبات هنا أزاي؟! ”
قالت ليلى سريعا ” اكيد لا، ممكن اروح.. ”
قاطعتها سلوى ” تروحي فين لا، انتِ هتباتى هنا ”
جاءت لتعترض حين اردفت سلوى ضاحكة ” لو على الشُحطة دول هخرجهملك من الشقة..وتباتي جوا مع روهان ”
قضم يونس قطعة من الكعكة ساخرا ” هروح انا بقى ابات فى حضن جابر.. ”
امتعض حاجبي ليلى بضيق، ليبتسم لها باستفزاز لتردف سلوى “طب اية رايك تنزلي تباتي مع فيروز وعايدة، مفيش غيرهم فى الشقة عشان تكوني على راحتك ”
زفرت براحة لتقول سريعا ” ايوا يا عمتو.. خلينى مع فيروز.. ”
لتقول سلوى سريعا ” هي فين مطلعتش قعدت معايا لية النهاردة، استني هناديها.. ”
نهضت تاركة اياهم بمفردهما لتزفر ليلى ” انت بتآكل اية يا مستفز انت!؟ ”
توقف عن الهضم ليقول ببرأة ” هوهوز ميكس ”
1
نظرت له بغضب مردفه ” مستفز والله مستفز.. اخلص يا يونس شوف هتحل الحوار أزاي ؟ ”
_ خليكِ ياختي قاعدة هنا ، عاجبك وش ابوكِ اللي بتصطبحي بيه كل يوم ده ؟
1
نظرت له بشر ليبادلها بأخرى ضاحكة..
جاءت سلوى سريعا لتقول ” فيروز نازلة اهى، كانت على الروف.. ”
ليقول ” طيب انا خارج شوية ”
تساءلت سلوى ” رايح فين؟”
اجاب وهو يسحب معطفه ” رايح شوية عند معتز ”
أومأت له لتقول ” لما ترجع عايزاك.. ”
هز رأسه بإيجاب ليتجه نحو الباب ليجد فيروز التي كانت ستدق الجرس..
ما ان رأته حتى نظرت له من اعلاه الى اسفله.. ثم اعتطته نظرة جامدة ليقول ” اتفضلى يا فنانة البيت.. ”
لتنظر له شاعرة بسخافته لتقول ” فى مشكله ؟ ”
اجاب ” بمجد فيكِ يا فيرو، انا غلطان ؟! ”
نظرت له نظرة ضيقة ثم غادرت من امامه.. دالفه وهو الاخر غادر الشقة..
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
اطلق صفير وهو يكرر اسمها “مريم”
رفعت مريم رأسه للشرفة التي تعلوهم لتجد ” زكريا ” يقف..
ردت بتعجب ” نعم يا زكريا”
سألها ” اخبارك اية فى المذاكرة ”
ردت باختصار ” الحمدلله ”
حمحم قبل ان يردف بصوت مهزوز نسبيا ” كنت عرفت ان فى عريس كان موجود امبارح لأميرة تقريبا.. ! ”
تحدثت مريم “ايوا ”
سأل بنبرة متلهفة ” وأميرة رأيها اية؟! ”
أجابت “مريم” بعد أن فهمت المغزى من الاسئلة :
_ عادى ، هو مايترفضش بصراحة ده كابتن طيار ”
سخر :
_ طيار دليڤرى ولا اية؟
تشنج وجهها ثم ردت متهكمة
_ لا يا سخيف طيار بجد .
نظر نحوها ليقول بنبرة متضجرة ” أميرة وافقت؟! ”
اجابت مريم بنبرة ماكرة ” بص هي امبارح تقريبا معرفتش تنام من الفرحة.. فا مسألتهاش الصبح هسألها لما ادخل كدة.. ”
صمت زكريا، لتقول ” وانت عامل ايه ”
اطلق زفيرا وهو يتركها ويدخل دون الانتباه لحديثها لتعقب متذمرة ” ولاد طنط سلوى الاربعة ما شفوش تربية ”
دخل زكريا بهدوء وهو يستمع الى تذمر اخيه الصارخ ” كان في طبق مكرونة وحتة بانية فى التلاجة مين الطفس اللى خدهم.. ”
1
نظر له زكريا يقول ” انا مليش فيه ”
تحدث ” اومال الطبق كان فى اوضتنا كان بيعمل اية ”
ضيق زكريا عينه ليسأل ” هو الطبق كان لونه ابيض؟ ”
” أه ”
عاد زكريا يسأل ” كان فيه مكرونة وعليها سلطة صح؟! ”
اجاب يحيى من تحت اسنانه ” أيوه ”
ليردف زكريا بتلذذ ” والبانية كانت حتة كبيرة كدة والخلطة بتاعتها كانت حوار…. واللحمة كانت چوسي كدة ، لا ما شوفتهوش ”
امسكه يحيى من مقدمة ملايسه يقول ” هتستعبط ”
ضحك زكريا ” وانا هعرف منين انه طبقك يعنى ”
تحدث يحيى بغضب ” وانت بتفرز محتويات الطبق ، ماخدتش بالك من الورقة اللى كاتب فيها ان ده طبقي ومحدش يجي جنبه ”
2
ليقول زكريا ببلاهة ” ياراجل، ده انا فكرتها دعاء ما قبل الاكل.. ”
سخر يحيى ” لية هي مائدة الرحمان ”
1
تذمر زكريا ليقول ” خلاص ياسطا هدى نفسك بقى عشان ماخرجش اقول لماما انك بتزوغ من الدروس وبتقف على الناصية تعاكس بنات ”
نظر له يحيى بسخط ليتركه بضيق وهو يقول ” نعديها المرة دى يا زيكو بس المرة الجاية هنزعل سوآ.. ”
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
“أعرفُ آخر المشوار مُنْذُ الخطوة الأولى.”
– محمود درويش
.. ــــــــــــــ
ترجل داخل شقته وهو يجد يوسف يجلس بجوار والدته وهو بيعث بالهاتف..
القى التحية لتقول سلوى ” تعالي يا يونس عايزاك ”
نظر يونس ليوسف ليتساءل ” فى اية يا ماما؟ ”
نظر يوسف له قائلا بسخرية ” جايبالك عروسة ”
جلس يونس سريعا ليقول بحماس ” اوه.. مين بقى ”
تحدثت سلوى بنبرة متحمسة ” هند بنت خالة ابن عم جوز عمتك عايدة، قالتلي البنت محترمة وتعليمها عالي ”
نظر لها يونس يردف ” ده انا هتجوز ولا هحل المشاكل العائلية؟ ”
تحدثت سلوي ” انا بتكلم بجد، عايزاك تقرر عشان نروح زيارة ”
ضحك يونس ليقول ” زيارة!!، ماما انا لو اتجوزت هند دى تقريبا امام هنقضيها شهر عسل فى محكمة الاسرة او انا هقضي لوحدي فى محكمة الجنايات بعد ما اقتلها.. وبعدين هي بنت مين؟! ”
اجابت سلوى تحاول.تجميع كلماتها ” هند بنت خالة ابن عم جوز عمتك عايدة ”
قاطعها ” جوز عمتي اللى مسافر بقاله اكتر من خمس سنين ومنعرفش عنه حاجة!! ”
تذمرت سلوي ” مهو انا عايزة اشوفك مستقر و مبسوط ، وتخطب زي اخوك اهو.. ”
نظر الى يوسف الذى يتابعهما ضاحكا ” ارهنك ان يوسف مبسوط ”
استنكر يوسف ” انا تمام جدا.. ”
لوى يونس فمه وهو ينهض لتقول والدته ” انت رايح فين ”
تحدث ” ههضم كلامك ده وهبعت عم عبده يجيبلى حاجة من تحت.. ”
اتجه خارج الشقة لتتساءل ” هيجيب اية؟! ”
اجاب يوسف وهو يفتح هاتفه ” اكيد التافه هيجيب هوهوز ميكس ”
احالت عينها نحو التلفاز.. لتجده يعود مرة اخرى.. لتردف ” عايزة فلوس يا ولاد عشان مصروف الشهر خلص ”
تحدث يونس وهو يعود للجلوس جوارهما ” عيوني يا سوسو هاديكِ.. ”
قاطعه يوسف بحدة ” لا،.. ”
حمحم بجدية حين وجدهم ينظروا نحوه ” اصل يونس شغال على مشروع مكلف.. وهو اولى بكل جنية معاه..، انا هديكِ اللى انتِ عايزة يا ماما.. ”
3
أمأت والدته وهى تنهض لينظر له يونس مذمجرا بحدة بينما قلب يوسف عينيه يعود الى الهاتف.. فنظرة يوسف الى أموال اخيه انها أموال محرمة..
2
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
عاد الى فراشه وهو يتذكر جلسته مع الحناوي.. الذى كلفه بأول مهمة..
” تمثال هو اصلا بتاعى.. بس اتسرق منى ومش عارف ارجعه.. ”
قال يونس ” والمطلوب؟ ”
اجاب الحناوي ” تجيبلى التمثال..، التمثال هتلاقيه فى شقة فى عنوان چيسيكا هتبعته لك ”
ليتساءل ” واية الصعب فى كدة؟! ”
نظر له الحناوي نظرة ماكرة ” لما تروح هتعرف الصعب فين.. نفذ وقت ما تبقى جاهز، وانا كمان هبقى جاهز بفلوسي.. ”
عاد من شروده وهو يتنهد فعليه ان يفاتح اصدقائه حتى يبدأوا بالعمل..
زفر بملل وهو يجد جابر يهاتفه للمرة التي لا يعرف عددها تجاهله يونس بضيق وهو يغلق الهاتف تماما..
ثم اعتدل فى استلقاءه على الفراش حتى يستعد للخلود الى النوم..
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الخياط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى