روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء التاسع والأربعون

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت التاسع والأربعون

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة التاسعة والأربعون

الفصل التاسع والاربعون
بمجرد ما طلعت أنا ودينا الأوضة ليقت عمر قاعد عالسرير بيبص بشعور من القهر وصوت صمت بيتخلله على مكتبة صغيرة زجاجية متكسرة وباين انها اتكسرت بعد ما وقعت على الأرض, روحت لعمر أجري عليه بسأله: أنت كويس؟
مردش علي وكان لسه بيبص على الزجاج المتحطم, دينا قربت منه بتقتح ايدها: تعالى.
بصالها بصمت لوهلات لحد ما ضمها بعيط, بيتخفى بين أحضانها حيث دينا كانت واقفة وهو لسه قاعد عالسرير بيقول بنبرة تخللتها دموعه وقهرته: أنا آسف.
خبيته دينا بين أكنافها بتمسح على شعره بتربت على كتفه: فداك مية مكتبة يا حبيبي, أنا عارفة ان دي طريقتك في التنفيث عن غضبك, أنا الي آسفة إني مش عارفة أساعدك.
انفك عنها بيبصلها: أنا مش بتكلم عن المكتبة, أنا بتكلم عنك.
بصيتله باستغراب فكمل: آسف علشان كنت حمار ومكنتش حاسس بقد ايه خيانته مفجعة للدرجة, محستيش بك إلا لما جربتها, قبل ما ماجد ما يموت قالي على كل حاجة, بس أنا كنت ناقم عليك, ازاي مقدرتيش تسامحيه وتتخطى مجرد نزوة من نزواته علشان العيلة تكمل, علشاني, علشان اتربى وسطيكم بدل ما اقعد اتنقل من بلد للتانية وأعيش حياتي كلها يتيم الأم وأنتي عايشة, كنت بحتاجك في اليوم ألف مرة وفي كل مرة كنت محتاجك فيها كنت ناقم عليك ازاي كنتي أنانية للدرجة علشان تسمعي لصوت كرامتك وتفضليها علي, كنت محملك غلط كل حاجة حتى بعد ما عرفت الحقيقة علشان كنت بتألم في غيابك, كنت محتاجك بس واضح إني دلوقتي بدفع تمن نقمي عليك, أنا بتعاقب علشانك بنفس الكاس الي اتجرعتي منه, هي خانتني, حتى ولو مش كلام حتى ولو مش بالجسد بس هي خانتني, خانتني بمشاعرها, هدية مش مغلوب على أمرها تكمل معه ولو كانت عايزة تسيبه كانت سيبته, بس هي مش عايزة, كنت مفكر إنها مستحيل تخوني بس هي من زمان قلبها كان خايني, كنت غبي لما لومتك إنك مقدرتيش تكملي مع ماجد, كرامتك, كبريائك, شعورك, هو موت كل حاجة جواك, كل تبصله كان الألم بيتجدد تاني ومهما حاولتي تتعافي عمرك ما هتتعافي, كل ما هتشوفيه هتفتكري خيانته, غدره, كرامتك المجروحة, نفس الألم بيتجدد مع كل نظرة ليه, ازاي مفكرتش في كل ده؟ ازاي مفكرتش انه كان من حقك تكرهه, بس.. بس أنا لسه بحبها, لسه مش عارف أكرهها. قال الأخيرة بتزيد دموعه ونبرة تخللها جزء من ألمه المكبوت, كمل كلامه: ياريتها كانت سابته يعدمني, أنا مش قادر , مش قادر أتحمل كل الألم ده.
ضمته دينا ليه بقوة وكأنه هيضيع منها بتكمل: بس اسكت, مينفعيش تضيع مني بعد ما ليقتك.
اتخفى بين أكنافها بيزيدد بكائه, لحد ما علي صوته بألم, مكنتش قادر أشوفه كدا, مشيت من غير ولا كلمة, كنت كل ما أنزل خطوة عالسلم, صوت بكائه يفجعني, مسببلي ألم مش قادر أتخطاه, كنت بخبط على قلبي بايدي بقوة علشان بس يهدى, هي ليه عملت كدا؟ كنت مشتت ما بين كونها أمي وما بين كون عمر أغلى عندي من أمي, من قبل ما أعرف إنه مش أبوي, الكل كان عارف إني مش بحب حد قد عمر, وكلهم في كفة وعمر في كفة حتى مرسال رغم حبها الشديد ليها لكن شعوري بالعجز عم مساعدته واجعني, ومش عارف اوريله وشي ازاي؟ هي مهما كانت أمي وهو اكيد شايفني فيها, عمره ما هيتعافى وانا جمبه.
قعدت تحت على كرسي السفرة مميل راسي, التفكير شاللني, لحد ما انتبهت لدي بي بتسألني: أأنت بخير سيدي؟
بصتلها لوهلات بعدين باشرت بالكلام: ممكن تتصلي بحسام؟
“جاري الاتصال الآن”. وفجأة المكالمة اتقطعت ورسالة نصية ظهرت: مش مكفيك, إنك أخدت مني كل الي حوالي, كمان عايز تاخد صاحبي مني, من النهاردة ملكش دعوة به.
كان واضح جدا ان الرسالة دي من خالد وانه اتحكم في الاليف الآلي بتاع حسام زي ما عمل مع راشد, اتنهدت بقوم من مكاني, خرجت برا البيت بعد ما طلبت تيكونول, من غير ما أحس ليقت نفسي بحط عنوان بيت مرسال, بس المردي مكنتش عايز مرسال, انا كنت عايز أتكلم مع حد غريب لأول مرة في حياتي, خبطت على الباب والي فتحلي الباب أمي, بصتلي باستغراب بتسأل: انت مش كنت مروح من شوية مع عمر؟
بدون وعي مني ردت بنبرة تخللها غضبي: وأنتي مالك بعمر؟
“أنا بس بسأل, كنت مفكر إنك هتكون معه ثم أنت بتكلمني كدا ليه؟”
“ليه يعني أكون مع عمر, ايه مثلا؟ فكرتي إنه ممكن يكون لسه هايم بك ومضايق علشانك؟ هو نسيك أصلًا”.
بصتلي بصدمة لوهلات, كتمت غضبها بتكمل: طب ما ده كويس, الحاجة الوحيدة الي مش كويسة هو أسلوبك معي.
تجاهلتها بسأل: حد فين؟
“حد؟ ومن أمتى وانت بتسأل عن حد؟ ياما اتحاليت عليك علشان تشوفه مكنتش بترضى”.
تجاهلتها بدخل, مرسال كانت قاعدة في الصالة, ابتسمتلي وقالتلي: في أوضة جدو هادي, استغربت هدوئها والمرة دي دونًا عن كل المرات موبختنيش زي كل مرة لما بتكلم مع هدية بطريقة مش كويسة, ابتسمتلها بتقدم ناحية اوضة جدو هادي وكانت في نهاية الرواق وقبل ما أدخل الاوضة سمعت أمي بتكلم مرسال: شوفتي بيكلمني ازاي؟
“عايزه يكلمك ازاي بعد كل الي عملتيه؟”
“أنتوا ليه مش مصدقين انه كان غصب عنك”.
“أنتي عمرك ما بتعملي حاجة غصب عنك يا هدية”.
خبطت على الباب مظنش إني كنت متحمل أسمع تبرايراتها المعتادة, محدش رد فخبطت تاني لحد ما سمعت صوت حد بيقول: قوليلها مش عايز يتكلم يا مرسال.
“أنا هادي”.
صوت هادي وكأنه تخلله ابتسامة رد: أدخل.
دخلت الأوضة وليقته قاعد على طرف السرير جمب الكومدينو عطاني ضهره وفي ايده ورق, اتقدمت ناحيته, قعدت جمبه, وكأنه كان بيعيط, سألته باستغراب: أنت كنت بتعيط؟
بنبرة تخللها الأسى رد: يمكن.
“ايه الورق ده؟ مبقاش موجود دلوقتي”.
سكت حد بيطبق الورق بيحطه جو كتاب وبعدها شال الكتاب في درج قفل عليه بمفتاح, بصتله باستغراب: دي أول مرة تقفل على كتاب, ديما كتبك متاح للكل.
“إلا الكتاب ده”.
“ليه؟”
“كان ذكرى”.
“ذكرى؟” لوهلات فضلت مستغرب لحد ما افتكرت اننا في اوضة جدو هادي, بصتله بسأل: هو ده جواب هادي؟
“اه”.
“هو أنت لسه منستوهش؟ قصدي أنا عارف إنك زعلت عليه وقتها جامد بس افتكرت إنك نسيت مع الأيام, وبدل العيلة كونت عيلتين, عيلتك أنت ومرسال وبعدين هدية واحنا لحد مانت كمان بقيت جدو”.
“هدية؟ وأنت مفكر إن هدية كونت عيلة بجد؟”
“أنت شايف ايه؟”
“أنا مبقتش شايف حاجة, كنت مفكر إني أعرفها كويسة بس واضح إني كنت غلطان”.
“فكرتك راضي لما ليقتك ساكت”.
سكت لوهلات وبعدين كمل: لما هدية اتطلقت من أحمد كنت أنا الي أجبرتها على الطلاق.
“أنت؟ مش كان قرارها؟”
“لا, كان قراري أنا, رغم كوني عارف انها كانت بتحبه لدرجة الهوس بس أنا بردو بحبها, دي بنتي الوحيدة, والي اسمه أحمد ده مكنش مؤهل علشان يبقى زوج أو حتى أب, واحد عنده هوس التملك وحرمها من كل الناس الي حواليها, كان بيغير عليها حتى مني لدرجة انه منعها تسلم علي, واحد زي ده مريض نفسي وغير سوي, دمرها وهي مكملتش معها تلات سنين كنت متوقع أتصرف ازاي, أسيبها ليه؟”
“واشمعنا دلوقتي سيبتها؟”
“كنت رايح لأحمد وهي منعتني, هي عارفة انه بيكرهني فيمكن خافت يأذني, بس أنا كنت واثق إنه مستحيل يعمل كدا, أحمد اه مريض بس مش لدرجة إنه يأذي حد, بس أنا مكنتش عايز مرضه يتسرب ليكم”.
“بس يمكن منعتك لأنها عايزة ترجعله”.
“هدية محستيش بالحنين ومشاعرها اتجددت تاني إلا لما راحتله علشان تتوسله يسيب عمر بس هي رجعت بسرعة ولما سألتها كنتي فين قالت إنها كانت عند أحمد ولما ليقتني بدأت اتعصب, قالتلي انه رفض وانها مش هتشوفه تاني, هي كان بالنسبالها المهم عمر يطلع مكنش قصدها حاجة بس احساسي كان بيقولي حاجة تانية, وكأن رؤيتها ليه خلاها تجدد مشاعر قديمة, كانت مركونة ومتنستيش”.
“علشان كدا معترضتش جوزها من أحمد؟”
سكت وبعدين كمل: أنا موافقتش علشان معرضتيش”.
“يعني هدية اتجوزته من غير موافقتك؟”
“خيرتها بينه وبيني, بس قالت انها مش بتختار حد فينا, هي اختارت عمر يعيش مش أكتر”.
“وطبعا كنت حاسس انها حجة مش أكتر”.
“مكنتش حاسس غير كدا وده السبب الي خلاني مش بتعامل معها للآن”.
“فكرت انك بتكلمها”.
“صراع جويي مخلاني مش عارف أتصرف وحاسس بالعجز ما بين حبي ليها ومابين نقمي على تصرفاتها, أنا مش فارق معي إنها اختارته وفضلته علي وعلى كلامي رغم ان دي أول مرة تكسر فيها كلمتي, أنا كل الي فرق معي إني مش عايزها ترجع لنفس المعاناة تاني, وعمر, كل الي فرق معي عمر, انا كنت بحبه كأنه ابني الي مخلفتهوش, كلامه وهزاره, عقله وطريقته في التعامل مع الي حواليه, كان الشخص الي اتمنيت يكون ابني”.
“ليه ممنعتش جوزاها من عمر طالما عارف إنها مش بتحبه”.
“لهفة عمر وشغفه بها خلاني عاجز قدام الحاحه رغم كوني كنت رافض, بس لما ليقت هدية هي كمان مصرة قولت يمكن شعورها ناحية أحمد اتغير, وإنها فرصة تبدأ حياتها مع شخص سوي نفسيًا, لكن أنا غلطت من الأول أحمد مريض وعاداها بمرض وهم الاتنين أذوا شخص كان ذنبه الوحيد إنه كان صادق في مشاعره”.
“طب وبعدين؟”
“مش عارف, علشان كدا أنا هنا, كل ما بحس إني تايه ومش عارف أعمل ايه؟ بجي هنا, بس… اتنهد بيكمل: مش بحس بحاجة غير شعور بفقدانه, الاحتياج ليه, حاسس إني لسه نفس العيل بس الفرق الوحيد إني مش لاقي حضنه اتخفي فيه, ولا ايده تطبطب وتمسح على شعري, ببص في اوضته, بتخيل مشيته وهو بيتقدم ناحيتي, بيقعد جمبي وبيفتحلي ايديه وهو بيقولي: تعال بس الأول وبعدين نشوفك كنت شكاء بكاء ليه, انت تقرب لاخت طه حسين من بعيد ولا ايه.
فتحت دراعي بباشر: مش متاح هادي كبير ينفع هادي صغير؟
ابتسم بيضمني: ينفع.
انفك عني بيبقعد على الأرض بيسند راسه على ركبتي, ابتسمت بمسح على شعره بباشر: تفتكر انك عرفتي تربي هدية؟
ابتسم: وانت تفتكر ايه؟
“بصراحة لا”.
“انت كدا متربي يعني؟”
“ما عمر الي مربني مش هدية متقلقش”.
ابتسم بدون رد وبعدين تابع: بس غريبة وجودك هنا, انا مستغرب كونك هادي, كل الي اعرفه عنك انك بتكرهني.
سكت لوهلات وبعدين كملت: كنت تايه زيك وجيت علشان توجهني.
“أنا؟ جيت علشاني مخصوص مش مرسال؟!”
“مانت جدي زي ما هي ستي ولا ايه؟”
“اه بس دي ستو الي بتحبها وانا جدو الي مش بتقبله”.
“انت عارف اني طول الوقت كنت بشوفك أب وزوج عظيم زي عمر بالظبط؟
انفك عني بيبصلي باستغراب: دنت الي بتقول كدا؟
“يمكن مكنتش مدرك ده زمان بس أنا اكتشفت إني بحبك”.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى