رواية شمس الأقدار الفصل التاسع 9 بقلم دودو
رواية شمس الأقدار الجزء التاسع
رواية شمس الأقدار البارت التاسع
رواية شمس الأقدار الحلقة التاسعة
” في هدوء الليل، يتسع قلبي أكثر لحبك، كل نجمة في السماء تذكرني بجمال عينيك “
في طريقهم لخالته .. كانت شمس موصية قصي ياخدلها مستكة او لوبان واعتقد شي بديهي لكل حامل ..
( أعانها الله وخفف اوجاعها )
نزل للمحل بياخد المطلوب .. امها كانت راكبة في الكرسي الامامي وهي وخواته من الخلف ..
كوثر: والله ياشمس كان يحصل قصي فلوس يفصل شقته مش خير !
شمس مضايقة بس مش حابة اضايق الغير معاها: اي قلتله وقاللي بنديرله جبسبورد تكلفته ارخص من البومشي
اندفعت رجوى: شن يدير بومشي .. يفسد منظر الحوش !
كوثر لوّحت بايدها بتوبيخ: اسكتي انتي شن بتقعدي عندنا ديما !؟
رتاج: لو هي تزوجت ماهو انا بنقعدلكم !
استغربت شمس النقاش .. بس حبت اضيف نوع من الفكاهة ..
شمس: ماهو حتى انتي بيجيك نصيب وربي يقوي سعدك رتاج
تلفتت رتاج بامتعاض .. وزفرت: اي بنقعدلكم وهذا حوشنا واحني احرار
رجوى كملت باقي كلام اختها: اي ومانبوشي يفسد هكي عاجبنا .. والله !
تلاشت ابتسامة شمس .. وحست الخمار غمها اكتر وضيق نفسها .. كتمت ضيقتها وسكتت ..
كوثر: سكري فمك انتي وياها .. من الاول قايلين انه بنفصلوه
رجوى: اي بنفصلو مش بنفسدو !
كتر النقاش .. واتجه نحو العقم .. ولا جدوى من اضافة اي كلمة او تعبير من طرف صاحبة الشان ( شمس )
وانطفت ..
ركب قصي مدلها مستكة: هادي اللي تبيها شمس ولاه !
خاطرها ترتمي في حضنه وتخبره ماصار .. خاطرها تقوله كلهم يحاسبو فينا ع اربع ديار .. خاطرها تقوله هلبا كلام موجعها ..
خدت المستكة وكلتها من صمت ..
قصي تلفتلها .. وكان قلبه خبره بمواجعها: خيرك شمس !
اندفعت امه وتكلمت بديلاً لها: بالك داخت من السيارة بس !
حركت راسها شمس بالايجاب ..
بس ماصدقها وقعد كل فترة وفترة يشوفلها في المراية يطمن عليها .. وهي كان الخمار ساتر حزنها وضيقتها .. ساتر دمعتها .. اضافةً لجنينها حس بيها ف بدي يلعب بالوتر الحساس .. وحست الدنيا ادور بيها .. اتكت وغمضت عيونها ..
وغفت .. وتمنت الكلام يكون حلم .. ماتسغربوش ف الشخصية الحساسة ابسط الكلام يوجعها ويأثر ع نفسيتها ..
وصلو للحوش وكان في دروج .. وقصي امه خداته بالكلام ركب معاها وحط الصندوقين قدام الحوش .. بس فقد شمس .. بعد لقي خواته وراه
قصي: رجوى وين شمس !
رجوى رفعت كتافها: مانعرفش شورها قاعدة في السيارة .. نوليلها !
رفع حواجبه باستغراب: لا خليك تو نشوفها
كوثر شداته من ايده بعد طقت باب الحوش: سلم ع خالتك قبل تو تمشيلها رتاج
رتاج كانت مشغلة السماعات ومش منتبهة معاهم ..
بس هو فك ايده: بنجيب شمس ونجي شن بايت ؟
ومشي ..
رجع للسيارة لقاها كيف بتنزل .. فتحلها الباب
قصي بخوف: خيرك حبيبي شن يوجع فيك !
شدت ايده وبلعت ريقها: دُخت بس
تمسك بايدها بالقوة وسندها: اتكي عليا وانزلي .. كان ماخاطركش تنزلي لخالتي نديرو دورة ونجو عادي !
رفعت الخمار شويا .. وماكان منه الا يلف بعيونه حول المكان لعلّ هناك رجل مار ..
شمس فهمت عليه ضحكت: ضاق نفسي بس .. هي خللي نمشو عطلنا
ابتسم: ساعدي روحك
( ساعدني انت .. اوقف معاي وافهم عليا .. الوضع يللي احني فيه غير صحيح ويستحيل يكون طبيعي .. صعب ع بنت تعودت وعاشت وتأقلمت ع الاستقلالية في يوم وليلة تلقى كل الاسرة مشاركتها كل تفاصيل حياتها الخاصة .. راني نتعذب ومانبيش نخسرك .. مانبيش نخسر دلالك ليا ولا حبك ولا كلامك الحلو واسلوبك يللي يخليني نحسد في نفسي عليك .. ماتخليهم ياقصي يخسرونا بعض ماتخليهم ينجحو ويفرقونا .. بالله عليك .. ! )
اول مافتحت بنت خالته الباب يللي كانت لابسة مالية تريكو بيج وسروال جينز وجت التانية لابسة توب احمر وبرضو سروال اسود جينز .. والشعر مفتوح ومسدول ع الاكتاف .. كانت شمس في حالة صدمة وذهول ..
من ربكتها في الموقف قعدت تكرر في اسمه مرتين وتلاتة: قصي .. قصي .. قصي
ولا مجيب ولا جدوى من العلم لانهم اساساً الشي عندهم عادي وطبيعي ( بمنطق زي خوي ) .. ويستحيل يكون خوك .. والشرع حرّم هالشي ..
بس ماقدرت تنطق بحرف لحظتها .. حوّلت خمارها بعد تأكدت من عدم وجود رجال داخل البيت .. وقعمزت في الصالة ..
قصي سلّم بحرارة ع خالته .. وبنات خالته في خدمته طول ماهو موجود .. بس استاذن وطلع وعارف هالشي ح يضايق شمس بالاكيد ..
ولكن .. !
قصي كان اكتر حدة معاهم ويتصرف بتجاهل تام من قبل يابال كانت شمسه معاه وحلاله وتحت جناحه .. فـ يحّرم النظر لسواها .. !
بعتتله مسج ( رد بالك ع روحك )
رد بمسج ( رُوحي توا بس حطيتها عند خالتي )
ابتسمت لكلامه .. لاسلوبه وكأنه تنويم مغناطيسي لها .. والثقة ؟ .. اكيد تمام الثقة .. هذا قصي .. !
مقعمزين في صالة خالته .. وقدامهم صفرة العشاء النزيكة .. والجود طبعا عند اصحاب الجود .. والكرم مش في كل بيت تلقاه .. بس عند خالته الكرم فائض الله يبارك ..
سماح كان اسم خالته .. واسم ع مسمى .. حبتها شمس من اول لقاء بها .. طيوبة وقنينة وراقية باسلوبها ..
سماح: ياكوثر انا ديما نقولك عمرك ماتتكلمي ع عماته قدامه .. راهم الولاد يشدو في قلوبهم ماينسوش
كوثر بضجر: ماتكلمتش قدام حد هما شافو كل شي بعيونهم
رجوى اندفعت بلا عقل: اصلا عماتي لفعات يستاهلو ماجاهم
سماح تنهدت بوجع: عيب يارجوى
كانت شمس في صمت .. تسمع بس ومش حابة تخوض في نقاش ماليهاش علاقة بيه من الاساس ..
كوثر: ياسماح تو عاجبك اللي داروه فيا !
سماح: شن مارينا شي احني ؟ ماهو كل كنة بتشوف الويلات في البداية وبعدين بتساير لعيون راجلها .. لكن هادم عماته دمه ولحمه
رتاج ضحكت بهزوة وقاطعت خالتها: اعوذ بالله
شبحتلها خالته ع جنب واسترسلت: والدم مايوليش امية .. المفروض يسامح ويعفي ويرجع يتواصل مع عماته عيب والله .. صح ولاه شموسة !
ابتسمت شمس: اي اكيد
كوثر لوت فمها: مادخليش فيه بيمشيلهم هونا يمشي بيرقد خللي والله يرقد اجعل من مشي
سماح بيأس: حتى لو كانو غالطات هوا الصغير وبعدين نهاري تربى في حجورهم
رجوى بنفس الاندفاع ونبرة الحقد وبصوت الانتقام: والله يللي يعفس ع طرفنا كان من يكون يتلقّى النار
شمس وسعت عيونها بخوف من تهديداتهم لازالت متواصلة من ماطلعو من الحوش ..
سماح شهقت: عيب شن هالكلام ! .. انتي غدوا بتولي عمة ترضي يقول عليك هكي ولد خوك !
رجوى: انا مش عماتي والله !
سماح برمت راسها يمين يسار: ديما نقول فيها ياشمس .. انت ماعندكش حق عند اللي ليك .. اللي ليك واجب عليك تواصلهم وتسايرهم وعند ربي اجرك حاصل
انعجبت شمس بكلامها وحبتها اكثر وابتسمت: صح والله كلامك جواهر .. ربي يبارك
كوثر بامتعاض: امورهم .. اهم قدامهم كان قدرتي تقنعيهم .. !
ومافيش من يقدر ع اقناعهم اساساً ( مايقدر عليهم كان ربي العالمين )
والحرب معاهم اكيد خاسرة .. !
روحت بهدوء تام متكية ع روشن السيارة وسارحة .. تفكيرها يتمحور ع نفس الموضوع ..
تتمنى بس تصير معجزة وتحل كل اللي عاجزها .. ومخليها كئيبة اضافةً الي كآبة الحمل ..
وصلو وفتحلهم الباب قصي ورجع للسيارة بينزل حاجاته ..
خشو وفجأة .. !!
الكلب طلع يجري ترحيب وتهليل بس هي اعتقدت ترهيب وتهديد لو حاولتي مجرد المحاولة تفرقيني عن قصي ياشريكة حياته انتي !
خافت وبدت تعيط وخدت شنطتها بدت تضرب فيه بشنطتها بالقوة .. خش قصي مخلوع لقي خواته وامه يضحكو بس اضايقت اكتر ..
قصي برضو قعد يضحك ..
شافتله شمس باشمئزاز:ك وبنبرة صوت عالية: شن فيه يضحك ؟؟
تباعد الكلب وهرب وين تصرفت هكي ..
خدت بعضها وركبت تجري تبكي ..
لحقها قصي .. لقاها مقعمزة ع كرسي المطبخ ومنهارة دموع وحالة ..
ثني ركابه وشد ايديها: خلاص حبيبي هوا فرحان بيك !
شمس ودمعها ع الخد وبنبرة كلها براءة: انا مانبيشي قصي مانبيشي
حضنها ويمسح ع شعرها بلطف: اششش خلاص اهدي
شمس مسحت دموعها: بنوض نصلي العشاء فاتني
تباعد قصي ووقفها: تفضلي ياقنينة
كيف بتمشي تمسك بايدها بالقوة: خلاص بالله عليك .. انا في حقك لين ترضي !
رنت في وذنها الكلمة اكتر من مرة .. واذكرت معارك الخطوبة بس وقت يقول هالكلمة تسقط كل القرارات للابتعاد .. للانفصال .. للفراق المحتم ..
ابتسمت وطبطبت ع ايده .. ومشت للحمام توضت وصلت العشاء ودعت ع الكلب يموت في الدقيقة عشرين دعوة ..
لقت قصي يدير في قهوة بعد شطب بما انه صلى العشاء في الجامع القريب من بيت خالته ..
شمس تتكسل: الله يبارك ع العشي بنة وصنة
ابتسم قصي: احسن خالة عندي هادي .. كويسة وكريمة
شمس قعمزت ع الكرسي بس حست بكبدها درهت .. وشادة نفسها من قوة ريحة القهوة
حس بيها قصي تلفت: خيرك حبي شن يوجع فيك !
شمس: كبدي دارهة نحس في روحي بنرجع
قصي وقف جنبها: شن نديرلك باه !
شمس: امية وليم
ونفذ ماطلبت .. بس اول ماشربت ناضت تجري للحمام واول مرة بعد حمل تلات شهور تستفرغ .. كان قصي معاه وشد شعرها للخلف مابين تخلصت من كل الآمها ..
قربها للاوندينو وغسلها وجهها بالمية الفاترة: خلاص حبيبي بري ارتاحي
شمس: بس نظف الحمام
شد ايدها وطلعها من الحمام: قلتلك بري ماعليكش فيه
ابتسمت .. وكملت الدرب للدار .. خشت تحت اليرغان وغفت ..
مع الساعة 12:00 ليلاً فاقت ولقت قصي مش بحداها .. انخلعت .. ناضت من مكانها ولبست مالية صوف ودوراته في الحوش لقاته مهناش وسمعت صوت اهله دوشة لوطة وهدرزة وكأن عشية .. ضحكت وشكت انه في السطح ..
خدت بعضها وركبت .. لقت الباب مردود كانت بتفتحه بس خطرتلها فكرة .. !
نزلت دارت سندوتشات بالتن والزيتون والهريسة وكاستين عصير ورجعت للسطح ..
فتحت الباب لقاته فاتح تليفونه ويتصفح .. حس بيها تلفت لقاها رافعة صفرة وقف خدي منها ..
قصي بقلق: خيرك نضتي ؟
شمس ابتسمت: مانقدرش نرقد وانت مش بحداي
ابتسم وطفى فلاش تليفونه .. وحط الصفرة ع الارض ..
شمس: علاش خليتنا في الظلام ؟
ابتسم: ضيك انتي ساد
شمس ضحكت بالصوت الواضح: قول خايف ظلي يبان ع الناس
قصي تنهد: اي والشي هذا مايفرحش ؟
شمس حضنت ايده واتكت: يفرح وهلبا
تلفت للباب ووقف ..
شمس: خيرك اللطف ؟
قصي: شويا بس
خدي عصاة المكنسة القديمة وحطها بطريقة مايلة ع الباب .. لان كان الباب قفله داخلي بس مافيشي قفل خارجي ..
اضايقت شمس وفهمت انه خايف حد من اماليه يخش عليهم ويعكر صفو ليلتهم .. بس تنهدت بوجع وابتسمت رغماً عنها ..
قصي: خيرك تشبحيلي !
شمس ضحكت: معجبة بيك
رجع لمكانه ومدلها سندويتشها وعصيرها .. بدت تاكل واتكت ع كتفه .. وهوا ياكل
تشوف للقمر مضوي المكان .. لهدوء الليل وضجيج النفس ..
قصي: ف شن تخممي !
شمس ابتسمت: فيك بس
قصي لف ايده عليها: شن تخممي فيا ؟
شمس: قصي .. !
قصي: عيونه
شمس: قاعد تحبني زي قبل !
قصي ضحك: نعشقك انا
شمس تنهدت: باش تحس بللي نحس بيه ؟
قصي: اي اكيد
خدت ايده وحطتها ع بطنها: متاكد تفكر في هذا ؟
قصي ضحك: متاكد والله
التأكيد سراب يموّه المغفل .. بينما شمس ماكانت طفلة تخدعها ( متاكد ) لانها حاسة قصي داخلياً مايفكرش نفس تفكيرها ..
ألمها كبير .. وهو مش داري !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس الأقدار)