روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الثامن 8 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الثامن 8 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الجزء الثامن

رواية صفعات القدر الحاني البارت الثامن

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة الثامنة

دار وحار تأجج صدره وناداه الشوق اتجه بساقين منصاعتين حيث ترقد والدته بسلام ،رعشة انتابته ورجفه اصابت ضربات قلبة حين لفتحه الرياح على عتبة المقابر… .وقف لحظات يحدق بقبرها وكأنه يحدق بها… غامت عيناه بالدموع الحارقة… تقدم ببطء ووجل حتى وصل اليها جلس جانبا يهمس بعتاب
-كده ياأمي تسيبيني وتمشي وأنا محتاجلك… من أمتى يادودو القسوة دي… .
أجهش سيف ببكاء شديد… ليرفع رأسه ويهمس وهو يتلمس اللوحه بحنين
-وحشتيني ..محتاج لحضنك… سيف القاسي الصلب محتاجك… سيف اتكسر ياأمي .
أخذ نفساً عميقاً ملئ برائحتها ليهدأ بعد ذلك ويتمالك نفسه محدثاً نفسه
-وحشتني ريحتك أوي .
شعت ابتسامة خفيه على محياه لايعرف مصدرها… وتخللت اوردته الراحه وبُعث الطمأنينه في نفسه… .ليسترسل بعدها حاكيا بجدية تدعي الجنون .يحكي لها مكنوناته وكأنه يراها ويحدثها
****************
انكمشت على الفراش متكومة في ثوبها الأبيض تتفحص الحجرة بأعين واسعه ونظرات مهتزه يشع منها الخوف… .دخل راجي الحجرة يحمل بين يديه صينيه وضعها امامها بصمت لم يبدى اي اندهاش مما هي عليه بل غادر يلتحف بالصمت مردفا وهو يغلق الباب
-تصبحي على خير .
هي في حالة من اللاوعي تمنعها ان تبدي اي رد فعل عما يحدث ،وكم كان تفهمه بردا وسلاما على جزعها وخوفها ….زحفت بنفس هيئتها ونامت متخذه وضع الجنين تنقش دموعها نقوشا خاصة على الوسادة …..عقلها يعمل في كل اتجاه بدءا من والدتها حتى من ارتجف قلبها له بين الضلوع حين همست اسمه بشغف
-قاسم …..
**********************
مكالمة صغيرة كلماتها معدوده وحروفها ضاله قسمت ظهورهم جعلتهم يهيمو على وجوههم ،ينتشرون في الشقه ليجمعو مايقدرون عليه… دخلت حجرتها تجر ساقيها وهناً وضعفاً… جلست على مقدمة فراشها دامعه العين… .هاهي ستتذوق من نفس الكأس ستتجرع مرارة الثكلى… ..وكل منهما بعيدا عن الآخر ينعي حظه ،جمعت ملابسها … لتتشبث اناملها بصورته آخر ماتبقى لها من علاقتهم… ..ستكون سلوانها وعزائها في القادم… ..هو فقد والآن هي ستفقد… .احاطها الفراق واستحكمها الألم…
ينام والدها لا حول له ولاقوة نتيجه حادث لايعلمو مجرياته او كيف حدث فقط مهاتفه من يوسف تخبرهم بضرورة المجىء في اسرع وقت فيما سيسعى هو جاهدا لانهاء الاجراءات باقصى سرعه ممكنه …..
صوت بالاسفل زحف لمسامعها لتركض ناحية الشرفة ربما لتراه لاخر مره ، لتخرس شوقا يأن رغبة في رؤيته ….لكنها توقفت فجأة وتقهقرت عائدة متذكرة انها اختارت ان تتذوق مرار فراقه ،رغم كون الاختيار صعب لكن الحقيقة قد تكون أشد مراراً ،علاقة دواعمها هشه ،وإن لم تكن الثقة ركنا اساسيا بتلك العلاقة فلا داعي للبناء… ..والمغامرة… خطت النهاية وحددت اختيارها ،والزمن وحده كفيل بالنسيان وماحيلة العقل غير النسيان ،وما حيلة القلب غير طي الذكريات .
**************************
التوقعات التي تنتظرها من الآخرين ماهي الا قضبان تبني سجنك بنفسك
خلعت جهاز الخاص بساقها طامعه في قليل من الراحة بعد جهد وعناء يوما كامل ،وحينما شرعت في خلعه ناداه عاطف بصلف
-بت ياروقية خدي يابت .
تأففت رقية بحنق ،فهو لم يكتفي بعد من تشغيلها كخادمة ،….نهضت بتكاسل شديد لتلبي له طلباته التي لاتنتهي …
وجدته جالساً بإنهاك وجهه يظهر شاحباً من بين سحابات دخانه ….اختنقت بقوة من تلك الرائحة ولم تتحمل وعلى الفور غابت في نوبة سعال …
عاد لينادي عليها بأهداب مسبله ثقيله وانفاس متحشرجه
-حضريلي أكل …يلا
انصاعت حانقة ناحية المطبخ فلا قبيل لها بمواجهته اليوم ،خلاف انه يبدو متغيراً شرساً …في التعامل …غائباً احياناً …
بدأت في تجهيز الطعام لتجفلها اصوات متداخله بالخارج قادمة من الخارج …انتهت من الاعداد وخرجت تتفقد لتفاجئ بمجموعة مكونه من ثلاث شباب يجلسو براحه واسترخاء يقومون بتحضير عدة اشياء …وصَف بعض الزجاجات على الارض في شغف واضح ومتعه …
اتسعت عيناها بذهول واحاطها الخوف من جميع الجوانب …تعثرت وكادت تعود هاربه محتميه بجدران المطبخ لكن منعها نداء عاطف الغاضب
-بت يارقيه خلصي .
ابتلعت ريقها بصعوبه وارتعشت اوصالها …تحركت بثقل ناحيتهم ،لتتطلع اليها نظرات الثلاث رجال…خفق قلبها رعبا من نظراتهم …كانت حادة وقحه جريئة …
وضعت الصينيه امامهم ليأتيها همس احدهم الماكر
-تسلم الايادي ياقمر .
اهدته نظره غائمة في الخوف وركضت للداخل بأقصى سرعه يشيعها ذلك السمج بنظرات راغبة متمعنه ..ليهمس لعاطف الغائب
-اختك المعوقة كبرت واحلوت ..
لكن عاطف يبدو انه غاب عن الوعي تماما ،من كثافة الجرعة التي تناولها …تناول الشاب ارجيلته وبدأ يأخدانفاس بطيئة وعيونه لاتفقد اثرها ولا تتحرك من على باب الحجرة الموصدة .
نهرت نفسها على تسرعها وتركها شقة فادية والهبوط لمساعدتهم في اعمال المنزل المتراكمة….،لكنها مرغمة فعاطف وضعها يوما بموقف محرج أمام فادية من استأمنتها على شقتها حينما سافرت ،فقد تسلل وسرق بعض الاغراض الخاصة بالدكتورة ….ورغم اكتشاف فادية الامر لكنها لم تتحفظ في معاملة رقيه بل تترك لها المكان لتمكث فيه مع لهجة محذرة بالا تنجرف خلف عواطفها وتسمح لاي من اخوتها بالدخول او ان تهبط هي لهم متعلله انهم لايستحقون ،لكن قلبها يشفق على حالهم وتضطر للهبوط اليهم تفاديا لالاعيب عاطف ورغبة في العيش بكنفهم والاحتماء بهم من صقيع الوحدة …
لكن هل ستغير رأيها ،وهل ستدفع ثمن اخطائها وثمن عدم الاخذ بنصيحه فادية بالا تترك الشقة .
**********
في الصباح ..استيقظت ياسمين …بدلت ملابسها وخرجت تتجول في انحاء المنزل تريد موافقته لترى والدتها ….لكن المنزل بروعته خطف اهتمامها …مصنوع على الطراز القديم معظم اثاثة قد صنع من الارابيسك المثير للاهتمام …ممر مؤدي لحجرة متطرفه ..مشت فيه حتى وصلت للحجرة
دخلت تتلفت حولها خوفا من أن يراها تتجول في المكان… ببطء مهيب قيمتها بنظرة طويلة ثم خطت للداخل تطلعت بانبهار للمكتبه الكبيرة التي تأخذ نصف الحجرة وبجانبها مكتب صغير… اقتربت تمرر كفها على الكتب وابتسامة تزين ثغرها الوردي… .شعرت بألفه كبيرة بين الكتب… .توقفت سبابتها على كتاب ضخم فسحبته لترى محتواه شديد الاهمية ليكون بتلك الضخامه… فتحته بين كفيها وطافت بسرعه علي كلماته الباهته
اعشاب… وصفات… .ذمت شفتيها وعادت لتضعه مكانه ،اخذ انتباهها مجموعه بنفس اللون كُتب عليها حياة الحيوان الكبرى… .سحبت واحداً وحينما فتحته اتاها صوته الدافئ
-عجبتك…
تطلعت له بتوتر ثم هزت راسها بالموافقه… لينهي الحديث بابتسامة حذابه وخبر صاعق
-طيب تعالي نطلع لقاسم… لسه جاي من السفر وعايز اعملهاله مفاجآة
ارتخت قبضتيها واوقعت الكتاب ارضا وبعيونها يلمع الرفض جليا..
امرها راجي بالاستعداد وسيعود ليأخذها حيث يجلس قاسم
فرك قاسم كفيه بحماس قائلا
-راجي عايز اقولك على حاجه .
ابتسم راجي بسماحه قائلا
-وانا كمان …
حك قاسم رأسه قائلا وهو يراقب ابتسامة راجي
-خير …
نهض راجي مره آخرى مردفاً
-دي مفاجآة لازم تشوفها..
غادر راجي تاركا قاسم تعصف الافكار برأسه ويدور في دوامات الحيرة لكنه سرعان ماابتسم مرجحا أن صديقة ربما احضر كتابا او صنع شيئا كعادته ويريد أن يطلعه عليه .
سارت ياسمين خلف راجي تنكس رأسها ،يكتنفها الخزي ولا تدري سبباً …تشعر بالخجل الشديد …
وقف راجي امام قاسم الذي نهض بدور متفاجئاً مترقباً ..
دوى صوت راجي المرافق لنظرات عشبيه كالصاعقه فوق رأس قاسم ،
-ياسمين مراتي …
فغر قاسم فمه ببلاهة غير معهودة به ،اغلق عينيه مغماً بذكر وعاد ليفتحهما ليتحقق مما يرى ويسمع …لياتي همسه المستنكرالمحفوف بالقهر
-مراتك ازاي وامتى …؟
ضحك راجي بمتعه ،وتقدم قائلا
-اهدى بس …هنفطر سوا واحكيلك .
ثار قاسم وانتفض بغضب قائلا
-اهدأ ايه …وزفت ايه ..؟ ماتحكي يا راجي وتخلص ..
امتص راجي غضب قاسم بهدوئه ،وتحدث برزانه
-ياابني اهدأ …كله قفش هفهمك ازاي كده …؟
كانت تراقبهم بصمت تتارجح مشاعرها الوليدة بين الشفقة والحزن لاتدري على حالها أم حاله لكن النتيجه واحدة كلاهما ضاعا ودهسا بلا شفقة وبلا رحمة .
ربت راجي على كتف قاسم قائلا
-طيب احكيلي أنت الاول علشان تهدأ .
نفض قاسم ذراعه بحدة وفقد اخر ذرة من تعقله وتحكمة
جذب مفاتيحه من على الطاولة وخرج مسرعاً يتخبط في ذهوله ..
رمق راجي ياسمين والتقت النظرات لكن سرعان مااخفضها بخيبة ،..متعمقاً متفكرا فيحالة قاسم الغريبة .
**************
وقف رامي أما خاله يشعر بحالة من التوتر المريبة ،يتلاعب بعويناته من وقت لأخر ….لكنه حسم امره واقترب منه هامساً
-خالي …
جاوبه خاله وهو يتطلع للاوراق باهتمام
-نعم يا رامي …
ابتلع رامي ريقة وهتف بثقة نابعة من داخله المشحون
-انا عايززززززز اتتتتتتتجوز ننننننجوى …
انتهى الفصل
الفصل التاسع
مر يومان هما الجحيم بعينه سيف لايبرح حجرته منذ ان دخلها يرفض رؤيه احد يأس الجميع من تعنته ورفضه الخروج ، وان خرج لا يجلس معهم بل يغادر ويعود ليلا انامله لا تخلو من سيجاره الحارق ، لحيته نمت كثيرا وخصلاته شذبها فلم تعد الا قصيره مشعثة توشي بحالته المزريه …..
ضاق ادهم ذرعا ونهض متقدما ناحية حجرة الاخر طرق قائلا
-سيف لو سمحت اطلع مينفعش كده انت مش عيل .
لم يكمل ادهم كلامه اللاذع المصحوب باندفاعه الحانق وهجومة المتعمد حتى خرج سيف يحاط بغمامه من الدخان ، سعل ادهم بشده وابتعد عن باب الحجرة يتنفس بعمق وماان هدأ سعاله حتى نظر لسيف الذي جلس ببرود على المقعد هتف باستهانه
-وهو ده الحل من وجهة نظرك .
اهداه سيف نظرات لا مباليه ليردف بعد ان اخذ نفسا عميقا
-قولي انت الحل يا سيادة الصحفي الهُمام .
مسح ادهم وجهه يستجمع شتات امره ليردف بغضب
-الحل انك تواجه متهربش وتستخبي تندب حظك
اعتدل سيف يطفىء سيجاره ببطء مغيظ وهو يهمس ببرود
-فطرتو ولا لسه ياادهم .
رفع ادهم راسه مستغيثا ليعاود النظر له قائلا
-سيف ….
نهض سيف وسار ناحية المطبخ قائلا بنفس البرود لكن به لمحه من المراره لم يخطئها ادهم
-ادهم بجد مش وقت كلام انا تعبان .
لم يمهلة ادهم الحريه وسار خلفه قائلا بعنف
-امال امته وقته فوق لنفسك ولحياتك ، الحياه مبتقفش على حد ولاشىء .
استدار سيف صارخا بعيون مشتعله من الغضب والحزن
-لا بتقف احيانا …عارف امتى ؟ لما روحك تفارقك وانت متحسش بيها ، فبتقف …..لما بين يوم وليلة حد ياخد قلبك ويسيبك تايه ساعتها بتقف ،
صاح ادهم بعناد مماثل وهو يجذبه من ذراعه
-0وقفت نشغلها من تاني بروح جديدة وقلب اجمد ،وعقل فهم واستوعب ، نعافر علشان نعيش ..
هدر سيف بحدة وعنف وهو يضرب الطاوله
-ومين قالك عايز اعيش …؟
اتجه ادهم ناحية الدرج واخرج نصل حاد ولوح قائلا بغموض وسخرية
– خلاص خد موت نفسك
– صمت سيف يضغط على خصلاته بقوة عاود ادهم لنهره قائلا
-انت بتعاند مين …؟والدتك وده قضاء ربنا اعترض بقا ، ومراتك باكي عليها ليه …؟هى متستاهلش تعمل فنفسك كده علشانها حتتة بنت تعمل فيك كده ليه ؟ علشان بتحبها ….منعول ابو الحب الي يعمل فيك كده …قلبك لو كسرك كده ارميه تحت رجلك …
رفع سيف كفه ناويا الهبوط بها على وجنة ادهم لتكون صرخة ايمي رادعه
-حرام عليكم بتعملو فبعض كده ليه …؟
توقف سيف عما انتواه واخفض كفه ليردف ادهم بغيظ وخيبه
-ماتضرب ياصاحبي …اظاهر انت مش عايز الي يفوقك حابب تعيش دور الضحية والمجني عليه ، ادفن راسك فالرمل ووقف حياتك وحياة الي حواليك .
صرخت ايمي وهى تركض واقفة بينهم تتوسلهم ببكاء
مش وقته ….شوفو ياسين فين …؟
اعتلت الصدمة وجه سيف المتغضن بالم وهمس برهبة
ماله ياسين ….؟
سخر منه ادهم قائلا بجمود وتعنيف
-ماانت لو بيهمك حد كنت عرفت ان اخوك امانة والدتك ليه يومين مدخلش البيت ومش عارفين طريقة لكن انت موقف حياتك على ناس محبتكش ومغمض عينك عن االي بيحبوك ومحتاجينلك .
اتسعت عينا سيف ونقل نظراته بينهم متسائلا بهلع ارتسم على محياه
-مدورتوش عليه …؟
هتفت ايمى وهى تكتم شهقاتها فيما قلبها يعتصر الما
-ادهم دور عليه كتير ومفيش فايدة ….؟
ارتبك سيف وارتعشت كل خليه في جسدة ليستند على الطاولة وقد خارت قواه ،انسحب ادهم مشيرا لايمان باصرار وتعند
-جهزي نفسك علشان نمشي .
هتفت ايمان برفض وهى تقيدة من مرفقة متوسلة
-وياسين ….
نفض ادهم يدها وغادر قائلا
-اخوة يدور عليه يمكن لما يحس انه السبب فضياعه يفوق ويعرف انه لسه الحياة موقفتش ولابتقف وان في حد محتاجله ، ولازم يفكر فيه زي مابيفكر في نفسه .
تطلع له سيف مخفيا مرارتة خلف قناعه الصلب ، كل كلمة تفوه بها ادهم اصابته بجرح عميق نعم كان انانيا ونسى ان ياسين بحاجه له وانه بدونه ضائع لا محاله .
انهار سيف على مقعده يسند جبهته على قبضتيه ، يجلد ذاته بسياط الندم ، فيما غادر ادهم وتبعته ايمي متوسله ان يظلا حتى يطمئنا على ياسين لكنه اصر بقوة وعناد فاضطرت ان ان تنصاع مجبرة وتغادر معه .
وقفت فرحة تبعثر اشياء عاطف بهمجيه امتزجت بغضبها قائله
-أنت هتقلب البيت غرزه ياعاطف .
لوح لها عاطف بعدم اكتراث .فاستشاطت غضبا وواصلت تحطيم الزجاجات… ليهتف عاطف بغضب مجنون
-ماتخرسي بقا هو بيتك لوحدك…
وقفت فرحة تتخصر مشيرة بمقت
-لا ياحبيبي… بيتنا كلنا ومش هسمحلك تعمل البيت غرزه لاصحابك الحشاشين .
هتف عاطف وقد تلبسه مارد الحنق
-مش ليكي متكونيش موجوده .
التوئ فم فرحة قائله
-ليه هو انت كمان عايز تجبهم وانا موجوده .
ضرب عاطف صدغه في حركة لا مباليه هاتفا
-اخلصي يافرحة متطيريش الدماغ الي عاملها .
تأففت فرحة بضيق لكنها تماسكت هامسة بمكر
-قسما بالله ياعاطف لو جبتهم تاني ماهيحصلك كويس .
ابتعد عاطف هامسا بسخرية
-انا مبتهددش ومحدش يحكم عليا .
التقطت فرحة نفسا وهدأت من ثورتها قائلة بفحيح
-اممم ولا حتى الدكتورة فادية .
حملق فيها عاطف بقوة وملامح لاتفسر ،لتسترسل فرحة باستنكار
-اظن الدكتورة لو عرفت مش هتسكت ،وياسلام لو عرفت انهم رد سجون ومخدرات .
صاح عاطف باقتضاب وهو يجاهد ليفتح عينيه
-اخلصي عايزه ايه… ؟
ابتسمت فرحة بإنتصار قائلة
-ميدخلوش ياعاطف… انا برجع تعبانه وعلى اخري ولو حصل ورجعت لقيتهم هنا اوصحيت لقيتهم مش هيحصل خير .
اومأ عاطف راداً بإقتضاب
-خلاص فهمنا بطلي رغي .
انهى عاطف جملته وغادر في نوم عميق مجبرا بعد تناوله جرعه مكثفه من المخدر الذي ارهق جسده .
*********************
جلست رقية تحت أعمدة الأناره بالشارع تنكمش على نفسها تبسط كتاب على حجرها وتقرأ بتركيز ..شديد… صوت حاني يغمره الدفء همس بهلع
-رقيه… .
رفعت رأسها تطالعه بخوف امتزج بشوقها ،لتهمس بعد أن افاقت من تأمله المشتاق .
-بذاكر…
تطلع أدهم حوله يقيم المكان ،ثم اخفض اليها نظره وقد اهداها نظره لائمة التقطتها بذم لشفتيها… لاحظ هو توترها فلانت نبرته
-ليه بتذاكري هنا وفالوقت ده… ؟
ذمت شفتيها مردفه بنبرة حزينه
-فرحة رجعت تعبانه ورفضت تخليني اشغل النور وانا معايا اختبار ولازم اذاكر فملقتش حل غير كده .
همس ادهم بشفقة وهو يلتهم ملامحها بعشق
-طيب ليه مش قاعده ما الدكتوره… ؟
عبست رقية بطفوليه شهية وتلاعبت بكتابها قائلة
-الدكتورة مسافره… .
ابتسم ادهم بشغف ،ليهمس بعتاب حاني
-مروحتيش عند ايمي ليه… ؟
رفعت له نظرات تملأها السعادة لتهمس بحبور وقد انزلقت نظراتها على ملاحه بشوق
-ماانا معرفش انها جات… هي وحشتني اووي .
همس أدهم وقد اخفض رأسه قليلا يبثها شوقاً اختلط بأنفاس ثائرة
-هي ..بس ..؟
ارتبكت وتلعثمت لكنها ابدا لم تحيد بنظراتها عن عينيه التي تجذبها كمغناطيس… لعقت رقيه شفتيها التي جفتا من ارتعاشة خجلها… ليزدرد ادهم ريقه ويستقيم وقد ازداددت وتيرة انفاسه الراغبة وتعالى وجيب قلبه حتى كاد يفتضح امره…
همس بانفاس محمومة مشتعلة ،وقد جاورها في الجلوس بعد ان ترك مسافه فاصله بينهم
-هفضل معاكي لغايه ماتخلصي .
حاولت رقية الاعتراض وقد جذبتها ملامحه المرهقة .لكنه اسكتها واضعا سبابته على شفتيه
-اشششششش….
تركت رقية كلماتها معلقة فالهواء ،فقد غابت بين طيات ابتسامته وتلحفت بحنانه المنصب من مقلتيه.. ليهز راسه قائلا وهو يشير لكتابها
-ذاكري يلا…
عادت تخفض رأسها وقد زحفت الحمرة لوجهها فكيف لها التركيز وهو بجانبها يصوب نظراته تجاهها يعد عليها انفاسها ويحتكر نظراتها… .ابتسم أدهم بإستمتاع من ردود افعالها ليقرر العبث بكاميرته عل ذلك يلهيه عنها ويعطيها فرصة للاستذكار دون خجل…
مر وقت طويل واعلن الفجر راياته… واحتدت برودة الجو مماجعلها ترتجف ..شعر بها أدهم فخلع جاكته واقترب واضعا له حول كتفيها ..وهو يحتويها بنظراته ..
زاد ارتجافه وتعلقت بنظراته وساد صمت مشحون بعواطف جياشه ،في مضمار العشق تصارعت الانفاس والدقات ،ليتركها أدهم وقد انتزع نظراته انتزاعا… عاد لمكان جلوسه يرتجف هو الآخر لكن ليس بردا ..بل شوقاً ورغبه تنازع لدفنهابين احضانه الملتاعه ،ليبثها شوقاً وعشقاً يحفظه لها بل لها وحدها .
شحنه سلبيه احاطتهم… لتنهض رقيه تشدد من ارتدائها لسترته… بادلته نظره طويلة ختمتها بابتسامة لاتدري لها سببا وغادرت هاربه من هذا العشق اللا محدود .
***********
نهضت تشعر بتعب شديد في جسدها يبدو انها تعاني من نزلة برد مزمنه ،جرت ساقيها جراً ناحية المطبخ خوفاً من بطش زوجة اخيها… وتعنيفها لها… واثناء سيرها ضرب مسامعها صوت جميله
-ايوه ياشريف… ايوة بنفذ كل الي قولتلي عليه ..بالضبط شيلتها شغل البيت كله ،لا لا فلوس ايه خيرك سابق…
لفت أكل سحابة من الجنون واندفعت تفتح الحجرة ،هجمت على جميلة قائلة
-بقا كده متفقه معاه… .عليا…
تلعثمت جميلة واخفضت الهاتف قائلة
-لا ..اصل…
دفعتها أكل قائلة بعنف وعيون تطلق شرارات غاضبه
-أنتِ مالك… .اصلا… ولاعايزه تخلصي مني.
تماسكت جميلة وهتفت بصلابه زائفة
-عايزه تساعدك ده جزاتي… .الراجل بيتمنالك الرضا…
صاحت أمل وقد تفاقم غضبها
-أنا حره… وأنتِ متدخليش
تخصرت جميلة ورمقتها بنفور متابعه
-لما تكوني كاتمة على نفسي وممخليانيش اخد حريتي فبيتي يبقا اتدخل .
تراقصت ابتسامة ساخره على فم امل المضموم بقسوة وهتفت معترضه
-دا على اساس شيلاني شيل… دا انا خدامة بدفع تمن نومتي علي الارض أنا وبناتي بكنس واطبخ واغسل وطالع عيني… كل الي بتتمنيه ونفسك فيه بعمله…
مصمصت جميلة مردفه بصقيع
-مش احسن ما تدوري فالشوارع… انتي وبناتك… تنهشكم كلاب السكك…
بصقت امل من فمها جانبا لتسترسل بإزدراء
-ماهو أنتِ من ضمن كلاب السكك… السعرانه
هتف اخوها بعنف وحده .مستوقفا الحديث
-أمل ..أنتِ اتجننتي ..
تصنعت جميلة البكاء واندفعت ناحيته قائلة بخبث
-عاجبك كده… .سمعت اختك
ضمها بذراعه واشار لأمل قائلا
-هي حصلت ياأمل ..
صاحت أمل بأندفاع احمق
-مراتك تستاهل
تعالى بكاء جميلة المزيف وولولت بخيبه
-عيني عليكي ياجميله ..وعلى حظك ملكيش ضهر ولاسند صاح اخيها بعيون تشع نيرانا وقد لعبت كلمات جميلة المعنفه على اوتار رجولته
-اخرسي ياأمل… وإلا
اقتربت أمل مستفهمه بذهول
-وإلا ايه…
عاد ليهتف بصبر نافذ
-أمل متختبريش صبري .
هدرت أمل وقد اعتلاها الهم
-صبر ايه ..أنت أخ أنت ..سايبها تبهدل فيا ،مشغلاني خدامة وأنت موافق… .وراضي ومستمتع… علشان ايه ..؟علشان وحدة لا عندها ضمير ولاذمة ممشياك وراها زي التيس
اقرن قوله بفعله حيث هبطت كفه تصفع روح أمل المنهكة قبل وجنتها ..
-امشي اطلعي بره ياأمل .
كان ردها ابتسامة معبقة بألم ،تلمست وجنتها غير مصدقه وماإن ادارت راسها حتى لمحت ابتسامة التشفي اللعينه على وجه جميلة ..
خرجت أمل من الحجره تلملم بقايا كرامة بُعثرت ،سامحه لدموعها الهبوط ..عادت تلملم اشيائها وايقظت فتاتيها مغادرة للشارع حيث لا مأوى ولا سكن… تتخبط في خوفها تتعثر في توهانها .
****************
نالت وعداً من فرحة بان لايحضر عاطف احد من اصدقائها لكن مالا تعلمه تلك المسكينه أن فرحه تماطلها وتهادنها بتملق زائف حتى تخدمها رقيه وتقوم على خدمتها…
نامت بعمق ..لتستيقظ على انفاس كريهه تضرب وجهها وكف خبيثة عبت بجسدها… شهقت بفزع وهى ترى الماثل امامها يلتهم جسدها بشهوة مقززة… تنزلق نظراته على ذلك الجسد برغبة واضحه… .لملمت جسدها وتلفحت بغطائها انفاسها تعلو وتهبط وعيونها تتسع صاحت بضعف اجبرها عليه الموقف
-عاطف ..
ابتسم الشاب مرددا وهو يمسح فمه
-عاطف نام ومش هيصحى قبل بكره… وأنتِ ليا الليله ياقط

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى