روايات

رواية سجينة توب الرجال الفصل الحادي عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف

 رواية سجينة توب الرجال الفصل الحادي عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الحادي عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الحادي عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف

استيقظت نواره وهى تشعر بزهو الانتصار، نظرت الى عزمى النائم وابتسمت بمكر قائله فى عقلها: دور مرتك الاول وبعدين دورك .
قامت ودخلت الى الحمام اخذت حمام،وجلست تصفف شعرها على كرسى بجوار السرير،وهى متعطره استيقظ فتح عينه ونظر اليها قائلا : صباح الخير ياعروسه .
ابتسمت وتصنعت الخجل قائله : صباح النور ياسيد الرجال كلهم .
تعجب من ابتسامتها وخجلها فهو لايذكر شئ سوى انه تناول الطعام ونام،فرك فى شعره قائلا : هو ايه اللى حُصل عشيه؟
ضكت بدلع وخجل قائله: واه وهو ده سؤال بردك انا بستحى .
زاد تعجبه فهو لايذكر اى شئ،لكن كيف ينسى شئ كهذا، تنحنح وجلس قائلا: هجوم اسبح  .
ضحكت بخجل : وانا هنزل حضرلك الفطار واجيبه نفطر اهنه لحالنا .
عزمى : فطار ايه انا عندى شغل ولازما انزل .
عبست قائله : هتفوتنى يوم صبحيتى عايز الناس تتحدت عليا يخلصك اكده .
 وقف وتحرك خطوه وشعر بالم  شديد امسك راسه : راسى وجعانى جوى معرفش ليه .
اسرعت اليه وقفت الى جواره قائله : سلامتك ياسيد الناس ادخل اسبح واناهعملك جهوه هتفوجك .
عزمى : ايوه هدخل يمكن افوج وهاتى الفطار اهنه مجدرش انزل اصلا ( اكمل فى عقله) يمكن ده من الحبيه الزفت اللى ادهالى الممرض،بس ازى مفكرش حاجه .
دخل الى الحمام وهو شارد يفكر فى الامر،وهى تأكدت من دخوله وابتسمت بخبث،ونزلت اعدت الافطار وصعدت به،وهى تتمايل وتتعمد تظهر بلل شعرها لتكيد رقيه، فهى كانت تراقبها من الاعلى وتكاد تنفجر من الغيظ،اردت ان تنزل تضربها لكن شاكر امسكها قائلا: اعجلى ياما بدك ابوى يمد يده عليكى تانى عجبك الفضيحه اللى حصلت امبارح،بجا انت رقيه اللى الكل يعمل لها الف حساب تتهانى اكده جدام الكل وعشان بت زى دى،اهدى اكده وفكرى بعجلك .
 قبضت على يدهاوجزت على اسنانها بغيظ وحقد قائله : مجدراش يا ولدى انا جسمى كله مكسر من الوجع،والدمعه معيزاش تنزل من عينى جويا نار معتهداش،مجدراش اتحمل واسكت، بجا ابوك يعمل فيا اكده بعد عشرة السنين دى كلاتها،وعشان مين هاه عشان بنت الكلاف لاه مهسكتش .
شاكر : لو عملتى اى حاجه دلوك، ابوى هينصرها عليكى، انت موعتيش كان عامل كيف عشيه،اصبرى شويه وبعد اكده حجك هياجى بدل الطاج عشره .
زاد غضبها قائله : هحاول يا ولدى بس مهنزلش من اهنه، صرفو اموركم مجدراش، لو شوفتها هولع فيها وفى الدار باللى فيها .
شاكر : طب يالا ادخلى اجعدى دلوك، وانا هخلى حد من الشغالين يحضرلك وكل .
رقيه : معيزاش مليش نفس .
شاكر : لازما تكلى عشان تجدرى توجفى على رجليكى ولا عايزه تجعى من طولك وتزودى الفضايح .
فكرت قائله : عندك حج ياولدى روح جولهم،وكمان كلك لجمه  عشان تروح تشوف الارض على ما ابوك يفوج لها .
نادى عليه عزمى فاسرع اليه وقف عند باب الغرفه قائلا : ايوه يا بوى بدك شى .
عزمى بتعب وهو يمسك راسه : خد مرات ابوك وديها دارها هتيجيب لها خلجات وتعاود معاك،عشان تعبان مجدرش اروح وياها .
تعجب شاكر قائلا : مالك يا بوى ايه اللى تعبك ؟
عزمى : مفيش ده صداع ولما هنام شوى هرتاح يلا كفايا حديت عاد .
نظر شاكر الى نواره وجدها تنظر اليه وهى مستعده للذهاب،فتحرك امامها استاجر لها سياره،اوصلها بها وظل بها ينتظرها،دخلت هى الى منزلها وجدت نفيسه تنتظرها قائله : شيعتيلى عشان اجى فى حاجه حصلت ؟
نواره : لاه بس الدوه اللى ادتهوانى نايم الراجل خالص .
نفيسيه : ايش عجب عاد مش ده اللى بدك اياه .
نواره : لاه انا عايزه يبجا لاهو صاحى ولا نايم كيه المسطول اكده .
ابتسمت قائله : اه جولتيلى ماشى (اخرجت شريط برشام من صدرها) خدى ده هو اللى هيعمل كيه مجولتى .
نواره : اسمعينى بجا زين انا عايزه البلد كلها تحكى وتتحكا عن اهانة رقيه وتهزيجها جدامى وعايزها متجدرش ترفع عينها فى حد بعد اكده فاهمه .
ابتسمت بشماته : متجلجيش الشغالين حكو كل اللى حصل عشيه كانهم فرحانين فيها،اصلها ذلاهم ديما وكسرا نفسهم،هى كانت متكبره على الكل وشايقه نفسها تبجا تورينا هترفع راسها كيف بعد اكده .
ابتسمت بخبث ومكر : لاه ده لسه بدايه انا لسه هطلعو عليهم كله،هطلع اجيب خلجات من فوج وانزل خليكى اهنه وبعد مااخرج ابجى روحى .
نفيسه : زين .
صعدت نواره احضرت بعض الملابس ونزلت وذهبت مع شاكر .
………….
عادت بهيره من العمل وجلست فى غرفتها،اعدت بعض الطعام وجلست تتناوله،دق باب الغرفه كان حازم يقول : افتح يا بهاء انا حازم .
قامت وضعت الشارب وتأكدت منه جيدا،وغطت شعرها بطقية قميصهاوفتحت الباب قائله: اهلا يا حازم فى حاجه ؟
دخل حازم ووضع حقيبه بلاستك، فى يده على الطاوله التى عليها الطعام، وبدأ يفتحها ويخرج مابها قائلا : جايبلك وكل وجولت ناكل سوى،بزهج من الوكل لحالى .
ظلت مكانها للحظات تحاول استيعاب الامر،وتركت الباب مفتوحا، ودخلت جلست بالكرسى امامه،فهو جلس مكانها على طرف السرير،نظر لها قائلا : انا خابر انك مستغربنى شويه،بس انا جولتلك امبارح انى مرتاحلك،وكمان انا مبحش اعيش لحالى،وده السبب اللى خلانى اجعد مع عم عمري الله يرحمه،لو هدايجك امشى ؟
ترددت قائله : لاه مهتدجنيش ولا حاجه بس انا اتعودت انى اكون لحالى فهايب الموضوع شويه .
ابتسم قائلا: وانا بردك هكون خفيف هجعد معاك فى ايام الادازه بس .
هزت راسها بالموافقه دون كلام فهى لا تجد ما تقوله،شعر حازم انه سبب له الاحراج،فقال : اوعاك تكون مفكر انى جاعد وياك عشان محتاج حد يعملى حاجتى واكده .
بهيره : لاه انا فاهم بس انا جولتلك مليش فى الخلطه مع الناس .
حازم : وانا مهاضيككش هاكل وانزل طوالى، اصلا تعبان من الشغل بس ببجا عايز اتحددت مع حد، افضفض وياه لو ده مش هيدايجك .
ابتسمت قائله :لاه ميدايجنيش ولا حاجه ياواد عمى .
رن هاتفه فنظر به قائلا : ابوى .
فتح المكالمه واجاب : كيفك يابوى واتوحشتك كتير .
وخرج يكمل حديثه معه فى خارج الغرفه،لم تحاول بهيره سماع المكالمه وتناولت طعامها،وقامت تعد كوبين من الشاى عاد هو قائلا : معلهش ابوى بجا ومجدرش مردش عليه .
بهيره : واه محدش يلومك فى دى ابوك جبل اى حد .
بدأ تناول الطعام قائلا: فرحنى جوى اتصاله .
بهيره : هو بجاله كتير محدتتكش؟
حازم : لاه مش ده السبب بس جالى على خبر فرحنى جوى،فاكر بنت عمتى اللى كنت حكيتلك عليها .
تنهدت قائله: ايوه .
حازم : مرت عمها اللى كانت بتذلها وتخدمها عندها، جالها هى كمان اللى تذلها وتكسر نفسها، لاه وايه امى بتجولى عم عزمى ضربها لحد ماكسر عضمها، ونزلها وهى بتعيط ومتشحتفه تعمله وكل له هو والعروسه الجديده، بتجولى مفيش حد فى البلد مدريش بالحديت ده وعرفه،العروسه اصلا كانت متغاظه منها اصلها هزجتها زمان وبهدلتها عشان عم عمرى كان بده يتدوزها،لكن هى مرديتش وسخنت عليه اخوه عزمى وجتها، اهى جات بجت دره لها .
تعجبت بهيره قائله: بس كيف يعنى يتدوز عليها وانت بتجول انهم مرديوش يدوزوها لاخوه .
حازم : هفهمك اصلها ورثت ورثه زينه جوى من دوزها بعد ما مات، وهو يعشج الفلوس والارض، وهى اخدت ميه وخمسين فدان يعنى يبيع ولده مش بس مرته،بس ايه كل البلد فرحانين فيها مكنش حد بيحبها .
انتها حازم من الطعام وقف قائلا : انا هنزل بجا تعبان وبدى ارتاح شوى وهبجا اجى بكره اجعد معاك باليل ونحكى سلام .
وتركها وخرج واغلق الباب خلفه،جلست بهيره تتذكر مافعلته بها زوجة عمها،وتتذكر كيف جعلت شاكر يضربها، وعندما ابعده عنها عمها، امرتها ان تنزل تقف مع السيدات لتعد الطعام، لولا ان عمها خاف من الفضيحه،انهمرت دموعها وحمدت ربها ان اتها حقها،وانتقم منها وفعل بها نفس مافعلت بها واكثر، شعرت ببعض الراحه وحمدت الله ان انتقم منهما، ولكن كان يؤرقها شعورها انها تشمت بها،وهى لم تحب هذا الشعور ،وفى اليوم التالى كان حازم يجلس مع بهيره فى الغرفه لتناول الطعام، وكان الجو حار جدا والطعام ساخن، فخلع قميصه ولم يكن يرتدى شئ تحته،فانتفضت بهيره قائله : واه ايه اللى عمتعمله ده ؟!
نظر لها حازم متعجبا : هعمل ايه يعنى حران فجلعت التيشرت .
 ادرة وجهها مستنكره: انت مهتستحيش كيف تجعد جدامى اكده ؟!
زاد تعجب حازم قائلا : هو انت مش رادل زى ولا ايه وبعدين ده انا  جلعت التيشرت بس مجلعتش البنطلون مالك ياود .
انتبة بهيره الى حالها وما ترتديه وابتلعت ريقها قائله : رادل زيك بس محبش اكده انا هخرج بره ولما تخلص ابجا تعالى .
جزب حازم القميص وارتداه قائلا : خلاص لا تخرج ولا حاجه وتعالى نجعد بره فى الهوه احسن عشان اعرف اكل براحتى .
بهيره : ايوه صُح فى الهوه احسن يالا .
حملا الطعام وخرجا به وجلسا يتناولا فى السطح بجوار الغرفه،وبعد انتهيا وشرب الشاى امسك حازم قميصه ينفضه عن جسده قائلا : الجو ماله معيهداش ليه اكده ؟
كانت بهيره تتصبب عرقا هى الاخرى فهى تضع طقية قميصها على شعرها،فقالت بعفويه : حر بس ده نار معايزاش تهده واصل .
حازم : معندكش مرواحه نشغلوها ونام جوه بدل الحر ده،اصل انا اكده مهعرفش انام تحت .
صدمت بهيره وتلجلت فى الكلام : مروحة ايه لاه معنديش انا هسبح وانام ده بيخفف عنى شوى .
حازم : تصدج فكره انا كمان هدخل اسبح واسطح اهنه فى الهوا،عندك ملايه ولا كوفرته انام عليها ؟
ابتلعت ريقها قائله : مخبرش اشوفلك دوه .
حازم : طب هدخل اسبح وانت دور ابراحتك ومتخافش هلبس هدومى فى الحمام مهخرجش عريان .
هزت بهيره راسها وهى فى حالة رعب لاتعرف ماذا تفعل،كيف ستفعل، دخلت احضرت له بطنيه صغيره ومخده وضعتهم بعيد عن الغرفه،وظلت بالخارج حتى خرج،وجدهم فأستلقى عليهم قائلا : يا سلام الواحد لما بيسبح بيحس ان جسمه هدى من الحر ده،ادخل اسبح وتعالى اسطح جارى اهنه بدل الحر جوى .
تلجلجت بهيره قائله: اسطح انت دلوك، وانا هسبح وانام جوى، معرفش انام اهنه اصلى بخاف من الحشرات .
نظر اليه حازم قائلا : حشرات ايه ياض السطح نضيف، عموما انت حر انا هنعس تصبح على خير .
بهيره : وانت من اهله .
ولف ظهره لها واغمض عينيه وذهب فى النوم، اسرعت هى الى الغرفه واغلقت على نفسها بالمفتاح  اخذت حمام وحاولت النوم، لكنها ظلت بملابس الرجال والشارب،قلق حازم فى وقت متاخر وجدها قد اغلقت الباب فنزل الى غرفته،راته هى من خلف الشيش فاستطاعت النوم
…………..
احضرت نواره الفطار ودخلت الغرفه،وضعته ونظرت لعزمى قائله : يالا سيد الرجال عشان تفطر .
كان عزمى يرتدى ملابسه بعد ان اخذ حمامه نظر لها قائلا : عملتلى جهوه راسى وجعانى مجدرش اشيلها .
نوره بخضه مصطنعه : سلامتك يا سيد الرجال تلاجيه بس من السهر كتير ( ضحكت بخجل مصطنع) .
جلس عزمى يتناول الطعام وهو يفكر قائلا فى عقله : امال انا ليه مفكرش حاجه اربع ايام دلوك وكل يوم مفتكرش حاجه واصل اما شوف التمرجى الزفت ده كله من الحبايه الهبابه دى، انى غلطان انا خابر الحاجات دى بتبوظ الجسم .
نواره بدلع : بجولك ياسيد الناس الدار خلاص جهزت وكنت عايزه اعاود .
عزمى : اماله بعد ما نفطر ننزل نروح على هناك .
ابتسمت قائله : تسلملى يارب بس كان عندى طلب اصغير .
عزمى : اطلبى اللى بدك اياه .
نواره : تراضى رقيه جبل لنامشى ميرضنيش اننا نمشى وهى زعلانه .
عبس قائلا : لاه معيزسش هى اللى غلطت ولازم تتعلم .
 بدلع : ولا حتى عشان خاطرى،متنساش هى لها عذرها بردك حرمه وزعلانه على رجالها .
ابتسم قائلا : عشان خاطرك انت بس،بعد ما نفطر وتجهزى حجاتك ابجا راضيها واحنا ماشين  .
ربطت على ذراعه قائله : ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارجلى وسندى .
وبدات تطعمه بيدها وبعد انتهيا من الطعام،ارتدى ثيابه وسبقها الى الاسفل كى يحضر سياره ليذهبا بها،ارتدت هى ثيابها وجمعت اشياءها،وفتحت خزانة الملابس وبعثرة ملابس رقيه ورشت عليهم بعض من عطرها،لتوهمها انها استعملتهم فى هذه الايام، وخرجت من الغرفه ونادت على شاكر فاتى اليها فاشرات الى حقيبتها قائله : معلش يا شاكر تنزلى الشنطايه دى اصل ظهرى وجعنى مجدراش .
كانت رقيه تقف فى الاعلى وترها وتحترق من الغضب، اقترب شاكر ليحمل الحقيبه،فنادة عليه رقيه قائله : شاكر متشلش حاجه سبها تولع انت هتشغلى ولدى عندك ولا ايه .
امسكت ظهرها قائله : اعمل ايه تعبانه مجدراش وهو زى ولدى بردك ميساعدنيش .
زاد غضبها قائله: لاه يا حبيبتى ده ولدى وملكيش صالح بيه، وان مكنتيش تتلمى انا اللى هلمك، واعملك الادب صُح .
لاحظ عزمى ان هناك حوار وشد وجذب بينهم فنادى قائلا : فى حاجه يانواره ؟
نظرت اليه بعبوس قائله : يرضيك ياحاج انى اجول لولدك يساعدنى تجوم مرتك تزعجلى .
صرخ بها عزمى قائلا : اتملى يا رقيه بدل ما اطلعلك فوج .
كادت رقيه ترد عليه لكن شاكر امسكها ومنعها واجاب : خلاص يابوى انا هنزل الشنطه وانزل اهه .
واشار لوالدته بان تهدأ لكنها لم تحتمل وقالت : وهى متشلهاش ليه على يدها نجش الحنه،ولا عايزه تشغل ولدى عندها كمان .
غضب عزمى قائلا : عندك حج بردو هو راجل وميصحش اكده نزليها انت يارقيه .
ونظر لها محذرا ارتجفت رقيه من الخوف وتجمدت مكانها،نزلت نواره اليه وهى تتصنع عدم الرضا قائله : لاه يا حاج ميصحش اكده،ده انا لسه بجولك تراضيها تجوم تزعلها تانى .
ونظرت اليها بشماته حمل شاكر الحقيبه ونزلها مسرعا قبل ان يتحدث والده مره اخرى ويجبرها ان تنزلها ويزداد الامر سوء، نظر اليه عزمى غاضبا فربط شاكر على كتفه قائلا : خلاص بجا يا ابوى .
نظر عزمى لها بغضب قائلا : ماشى يا رقيه لما اعودلك بس،خرجها بره ويلا بينا يانواره .
نواره بدلع : يلا ياسيد الرجاله.
خرج شاكر وضع الحقيبه فى السياره،وركبا الاثنان السياره وذهبا الى الدوار  .
دخلت رقيه غرفتها وهى تشتعل غضبا وتبكى وتندب حظها وتعدد وتتوعدقائله : يامرك يا رقيه يامورك بس لاه مش رقيه اللى يتعمل فيها اكده انا هوريكى يا نواره ( انتبهت للخزانه فاقتربت منها ونظرت بها) واه هى وصلت لاكده تاخد خلجاتى كمان (قلبت بالملابس) دى استعملتهم كمان ماشى يا عزمى انت كمان هى بجت اكده مش رقيه اللى تسكت عن حجها ابدا .
واوقعت كل الملابس فى الارض،وهى تصرخ فى غضب،  اتى اليها شاكر وظل يهدأها ويطيب خاطرها حتى هدأت .
…………..
فى موعد الجلسه ذهبت بهيره دخلت القت التحيه وجلست امام مكتب على قائله : السلام عليكم .
 نظر على الى وجهها يتامل السعاده التى اضأته وابتسم  قائلا : وعليكم السلام اهلا يا بهاء اخبارك ايه ؟
ابتسمت قائله : الحمد لله تسلم يا استاذ على .
فرح بابتسامتها التى اسعدت قلبه وزادت ابتسامته ومازحها قائلا: مقولنا بلاش تسلم دى  .
ضحكت قائله : مفرجاش كتير معيزش اتعلم انا اكده زين .
تنهد فضحكتها كانت كأغنيه جميله تمنى سمعها كثيرا نظر لها قائلا  : وده الصح خليك على طبيعتك اللى خلقهالك ربنا عمرك ماهتخسر .
كان يقصد ان تبقا انثى فهو لا يريدها ان تتحول فقد رأى انوثتها من اول لحظه رغم هذه الملابس التى ترتديها .
هزت راسها بالموافقه قائله : عندك حج .
تعجبت من نظراته وشعرت ببعض الحرج،لاحظ على ذلك فقرر تشتيتها قائلا : هو انت معاك شهادة ايه ؟
 تفاجأت بهيره بالسؤال واجابت ببعض الخجل : مكملتش طلعونى من بعد ما اخدت الاعداديه .
وجدها على فرصه جيده ليحى بها الحلم من جديد قائلا : طب ما تكمل دراستك وتدخل الجامعه .
ترددت قائله : هو ده بنفع ده انا بجالى كتير بعيد عن العلام .
نظر له قائلا : ليه انت عندك كام سنه اصلا ؟
بهيره : سبعتاشر سنه .
على : يعنى بقالك ثلاث سنين بس بعيد عن التعليم مش كتير ولا حاجه،وبعدين ياسيدى انا ممكن اساعدك .
 زاد ترددها قائله : معرفش هفكر .
رن الجرس فابتسم على قائلا : ادخل يالا وفكر براحتك، بس اوعى تضيع عمرك وانت بتجرى ورى سراب، حدد اهدافك واسعى لتحقيقها .
سكتت للحظات، وكأن كلامته وجة نظرها لاشياء كثير لم تكن ترها،او كانت تخاف من السعى ورأها،دخلت لعبير جلست امامها قائله : السلام عليكم .
ابتسمت قائله : وعليكم السلام اهلا يا بهيره ازيك عامله ايه دلوقتى؟
بهيره : بخير الحمد لله حصل حاجات كتير الايام اللى فاتت ونفسى احكيهالك .
عبير بحماس  : شكلها حاجات تفرح باينه على وشك احكى يالا بسرعه .
نظرت لها بسعاده قائله : ربنا اتنجملى من مرت عمى جابلى حجى،حازم واد خالى انت خبراه( هزت راسها بالموافقه) بجاله كام يوم  يجى يجعد معاى بالليل اشوى،ورغم ان ده بيضايجنى بس خلاص يعنى،المهم انه جالى وحكالى اللى حصل معها وكيف عمى ضربها وبهدلها اخر بهدله وعمل فيها زى ماعملت فيا،( بحزن ) بس معرفاش ليه يا دكتوره رغم فرحتى من جويا متضايجه كيف افرح فيها اكده،انا عمرى ما شمت فى حد اكده،هو انا اكده ابجا وحشه .
ابتسمت قائله : لاء طبعا دى مش شماته ده فرح بأنتقام ربنا من الظالم،ده ربنا سبحانه وتعالى اللى جاب حازم عندك، عشان يبرد قلبك وريكى انه جبلك حقك منهم،المهم انك متتشفيش فيها لكن الفرح ده حقك .
اخذت نفس وزفرته قائله : الحمد لله انا كنت حاسه بالذنب وتانيب الضمير عشان فكرت اكده .
عبير: احكيلى بقا ايه اللى حصل بالظبط .
قصت عليها بهيره كل ما حكاه لها حازم،وقصت عليها كل ما حدث مع حازم بكل تفاصيله،فابتسمت  قائله : قوليلى ايه اللى خلاكى متضايقه من وجوده معاكى فى الاوضه لوحديكو، رغم انه فاكرك ولد زيه؟
تعجبت قائله : بس انا عمرى ماحسيت انى ولد، انا ديما جويا حاسه ان بنت،  وعشان اكده كنت متضايقه انى هغير، لانى مكنتش حابه التغير، بس كنت حاسه انى مجبره عليه، لانى معنديش حل تانى،ولسه لحد دلوقت مش عارفه اعمل ايه ولا كيف اتصرف ؟
عبير : لازم تختارى، دلوقتى انت قدامك فرصه انك تعيشى حياه جديده، وتبدأى من جديد وتنسى كل اللى فات،بس هتكونى مضتره تنسى معاه اسمك واهلك ومالك،او ترجعى بهيره تانى، وتواجهى كل اللى ازاكى وتاخدى حقك منهم .
نظرت اليها بهيره ولم تجد ما تقول اخذت نفس وزفرته وقالت : ارجع بهيره امال انى مين دلوك؟! وهو انا صُح اقدر ارجع بهيره تانى؟! ده ممكن ؟ معرفاش يا دكتوره معرفاش،على وانا جاعده بره جالى اكمل دراستى وادخل الجامعه،وهو انا اقدر ؟
عبير : تقدرى (نظرت اليها بهيره متعجبه) ايوه تقدرى، بهيره اللى اعرفها قويه مش ضعيفه،بس هى مش عارفه ازى تستغل قوتها، مفكرتيش ليه مرات عمك كانت بتذلك وتكسرك؟ لانك قويه ولو معملتش كده مش هتقدر تتحكم فيكى،فكرى صح يابهيره وانت هتلاقى الاجابه .
نظرت لها دون كلام تفكر فى كلامها،هل حقا هى تملك القول كما تقول،ترددت قائله : معرفاش يا دكتوره حديتك ده صُح ولا لاه،معرفاش اخد قرار خايفه مجدراش اقرر .
عبير : فكرى وعيدى حسباتك وخدى قرارك براحتك،بس لازم تعرفى انك مش ضعيفه ومش مجبره تعملى شئ انت مش عايزه،انت خرجت من بيت عمك عشان محدش يجبرك على حاجه .
كانت الكلمات بالنسبه لبهيره، كجرس انذار ليفيقها من الدوامه التى دخلت بها،شعرت فجأه انها ترى كل الامور بصوره خاطأه،وعليها اخذ قرارها ابتلعت ريقها قائله : هفكر لازما افكر واحسبها زين، انا خسرت حاجات كتير معيزاس اخسر تانى .
عبير : وانا معاكى فى اى قرار هتاخديها هساندك واساعدك فيه .
نظرت لها وابتسمت وقامت وقفت قائله : همشى دلوك لكن هعاود فى الجلسه الدايه ويمكن اكون جدرت اخد قرار .
ابتسمت لها هى الاخرى ونظرت لها نظره داعمه لها،خرجت من الغرفه مرت على على فاشار لها قائلا : متنساش تفكر فى موضوع الدراسه .
هزت راسها بالموافقه وخرجت، ذهبت الى المحل،دخل على الى عبير جلس قائلا : هى مالها خرجه سرحانه ليه كده ؟
عبير : عشان بدأت تفوق وتعرف قيمة نفسها .
على : هى فعلا محتاجه ترجع لها ثقتها بنفسها، عشان تقدر تعيش منغير ماتتكسر تانى .
عبير : الموضوع مش سهل اللى عمله فى سنين مش هيتغير فى يومين،يمكن لان البنت اصلا عندها كرامه وعزت نفس ده هيسهل علينا الموضوع شويه،لكن هو فعلا صعب .
على : انا عارف بس خطوه خطوه،انا كلمتها عن الدراسه والجامعه عشان اصحى احلامها اللى دفنتها لما استسلمت زمان .
عبير : برافو عليك فكره كويسه واعتقد انها مش هتتأخر كتير فى اخد القرار .
اخذ نفس وزفره قائلا : اتمنى فعلا .
فهو كان يشعر بالخوف عليها فمرحلة التخبط هذه هى اصعب المراحل التى قد تمر بها،ولن يكن من السهل عليها اخذ القرار .
…………
اتت نفيسه الى منزل نواره وجلست معها فى احد الغرف بالاسفل،نظرت لها نواره قائله : الراجل معرفاش ماله بين البرشام بتاعك تجيل عليه داخلين على سبوعين دلوك،ومعرفاش مدهول كده ليه ؟
نفيسه : طب ماتبطليه لايجراله حاجه .
نواره : وجفته من امبارح بس لسته نايم بردك معرفاش اعمل ايه ؟
نفيسه : ولا تعملى ولا تسوى انت مالك هو نايم فى ايه دى ؟
نواره : افهمى اللى فات كان ينفع عريس بجا ومبسوط لكن لو طول عن اكده ممكن ولاده ياجو ويسالو ويعملو مشاكل وانا ماعيزش مشاكل تحصل دلوك،معيزاش حاجه تبوظ خطتى فهمتى .
نفيسه : اكده فهمت تمام طب خلاص على عشيه هتلاقيه يفوج بس واضح ان دماغه كانت خفيفه جوى .
نواره : ربنا يستر (اخرجت شريط من صدرها) خدى الشريط ده معيزهوش بجا .
واذا بصوت عزمى ياتى من الاعلى ينادى على نواره،فنظرت الى نفيسه قائله: امشى انت دلوك ومتجيش الا لما اشيعلك .
نفيسه : ماشى .
صعدت له نواره قائله: عايز حاجه ياسيد الناس .
عزمى : حضرلى وكل على ما اسبح عشان انزل، حاسس انى فايج هروح اطل على الارض بجالى كتير مهملها .
نواره: حاضر من عنيا على ماتخرج من الحمام احلى وكل يكون داهز .
نزلت نواره احضرت له الطعام وصعدت به،وضعته على طاوله فى الغرفه خرج من الحمام وجلس تناول منه القليل وقام، قالت نواره : واه مكلتش ليه معجبكش ولا ايه ؟
عزمى : لاه ده زين جوى بس مليش نفس وكمان حاسس انى مش زين هعدى على دكتور الوحده عشان اطمن .
نواره: لاه دكتور وحدة ايه نتدلى حالا لدكتور فى مصر كيف تبجا تعبان وتجولى دكتور الوحده .
عزمى رافضا : انا زين هو بس معرفش ايه الصداع اللى كان ماسكنى الايام اللى فاتت، بس خلاص الحمد لله بجت زين، وماريحش لدكتور الوحده كمان، بس هروح البيت التانى ويمكن ابيت هناك .
نواره : اوماله ده حجها وانا كفايا عليا الجلع اللى شوفته الايام اللى فاتت .
عزمى : ماشى انا خارج .
خرج عزمى وهو يفكر قائلا : انا مفكرش حاجه من اللى عما تجوله وكانى كنت فى عالم تانى المهم اشوف الارض،صُح نسيت .
نداى على نواره فاتت اليه قائله : فى حاجه ياسيد الرجاله ؟
عزمى : صُح كنت عايزك تعمللى توكيل عشان اعرف اراعى ارضك .
نوراه : طبعا عنيا ياسيد الرجاله، السبوع الداى اروح السجل اجدد البطاجه، اصلها خلصت المأذون وهو بيكتب الكتاب جالى انها معتنفعش لازم اجددها .
عزمى : كيف ده ومجليش ليه ؟
نواره : عشان كانت باجى فيها يومين فجلى هكتب الكتاب لكن لازما اجددها .
عزمى : طب زين خلاص ابجى روحى جدديها ومتتاخريش .
نواره : حاضر السبوع الداى .
خرج عزمى وذهب الى الارض،لكنه شعر بتعب شديد،وفقد توازنه ووقع فحمله بعض العاملين ونقلوه الى منزله عند رقيه .
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى