رواية سجينة توب الرجال الفصل الثاني عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف
رواية سجينة توب الرجال الفصل الثاني عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف |
رواية سجينة توب الرجال الفصل الثاني عشر بقلم هدى مرسي أبو عوف
كان عزمى فى الارض، وشعر بتعب شديد،وفقد توازنه ووقع فحمله بعض العاملين ونقلوه الى منزله عند رقيه،عندما راته رقيه فزعت قائله : عزمى مالك ياعزمى مالك ياخوى بيه ايه؟حصل ايه؟ .
احد العاملين: مخبرينش هو كان وجاف وفجاه وجع على الارض،فجبناه وجينه على اهنه .
رقيه : طلعوه فوج بسرعه وحد يعيط على شاكر ولده يجبله حكيم بسرعه .
وضعو فى سريره، وذهب احدهم اخبر شاكر، فاحضر الطبيب واتى مسرعا، فحصه الطبيب ونظر اليهم قائلا : هو ارهق نفسه كتير فى الفتره اللى فاتت ؟
تضايقت رقيه ونظرت الى الجه الاخرى،اجاب شاكر : لاه ده عريس وكان اديله فوج العشرايام جاعد فى الدار مهينزلش .
الطبيب : هو اتجوز شابه صغيره؟
شاكر : ايوه المهم دلوك هو عنده ايه ؟
هز الطبيب راسه قائلا: تمام هو مرهق زياده عن الزوم محتاج راحه وبس انا هديله حقنه مهدأه وبكره هيبقا تمام .
شاكر : يعنى مفيش حاجه تجلج يا دكتور ؟
الطبيب : لاء هو ارهق نفسه زياده ولما يريح كام يوم هيبقا كويس،(هامسا) تعالى معايا تحت هسالك عن حاجه .
هز شاكر راسه وشعر ان هناك شئ يريد اخباره به لايريد والدته ان تعرف به،اعطاه الطبيب حقنه وخرج هو وشاكر،نظرت اليه رقيه بغضب قائله : ليه يعنى كنت محروم اياك ده انت معاك حرمه كل رجال البلد حفيو ورها وهى من خيبتها فضلتك عليهم .
وتركته وخرجت من الغرفه، قابلها شاكر وتعجب قائلا : سيبها وهو تعبان وراحه وين خليكى جاره ؟
نظرت اليه فى غضب : سبنى لحالى دلوك لما اهدى ابجا اعاود .
وذهبت جلست بغرفة سماح وهى تكاد تنفجر من الغيظ، ظل شاكر معه حتى افاق،فتح عينه ونظر حوله قائلا بصوت ضعيف: انا وين ؟
شاكر : بمطرحك يابوى هتكون وين .
حاول ان يجلس لم يستطع فظل مكانه وتاوه قائلا : انا مجدرش اشيل راسى من مكانها ليه اكده هو ايه اللى حُصل ؟
اخذ شاكر نفس وزفره قائلا : كان لزومها ايه يعنى الحاجات اللى اخدتها دى ؟ ما انت زين، اهى تعبتك اه .
عزمى بتعب :وانت مين خبرك ؟
شاكر : يعنى صُح، الدكتور شك وجالى وانا جولت اسألك .
عزمى : دى هى حبايه واحده بس، مخبرش ليه كل ده حصل .
شاكر : المهم الدكتور جال ترتاح وهتبجا زين .
عزمى : امال امك وين ماوعيلهاش .
شاكر : مطاجتش لما الدكتور جال ومشت .
عبس قائلا : منجصاش جلع حريم هى ،افوج انا بس، حاسس انى تعبان جوى ياولدى .
شاكر : اطمن الدكتور جال ريح وعلى بكره هتجا زين .
عزمى : تمام .
………….
وصل حازم باب غرفة بهيره وهو يشمشم،دق الباب عليها قائلا : بهاء افتح يا بهاء ؟
فتحت بهيره الباب وقالت متعجبه: ايه فى ايه ياواد عمى مالك عتخبط اكده ليه؟
شمشم وهو ينظر داخل الغرفه قائلا : ريحة الوكل دى جايه من عندك ؟
ابتسمت قائله : واه هو ده اللى جايبك ايوه عامل ويكه وفروج .
لهث حازم قائلا: صُح ويكه واه لاه لاه لازما ادوجها دى ريحتها جابتنى من تحت .
ضحكت قائله : اوماله امال هاكلها لحالى، حط انت بس الطربيظه دى والكرسى بره، على مااحمر الفروج .
حازم : فروج متحمر كمانى لاه ده الموضع اكده محتاج جعده فى الهوا صُح .
دخلت بهيره وهى تقول فى عقلها : خلينا بره بدل ماتتحرر وتجلع وتبجا حوسه تانى .
انهت تحمير الفراخ،ووضعت الطعام على الطاوله هى وحازم،جلسا يتناولا الطعام،تذوق اول قطعه منه ونظر لها مبهورا: واه ايه ده ده انت شاطر جوى يا واد .
اخذت نفس وزفرته قائله : اتوحشت امى فعملتها جولت تفكرنى بيها .
ابتسم قائلا : وانا كمان فكرتنى بالويكه بتاعت عمتى الله يرحمها، كانت شاطره فيها جوى ،انما لما انت شاطر اكده فى الطبخ حارج جلبنا ليه بالوكل الناشف ده ومطبختش من زمان .
بهيره : ما انت خابر الشغل ومفيش وجت، انا لولا اتوحش امى مكنتش عملت حاجه .
نظر اليه متعجبا: انما انت اتعلمت الوكل ده فين ده انت ولا اجدعها شيف .
تفاجات من السؤال وتنبة للامر قائله : هاه اصل انا اشتغلت مع شيف لفتره بس مكملتش،خفت حد من البلد يعرف وتبجا عيبه .
حازم : مليش صالح من هنا ورايح مفيش اكل داهز تانى عتطبخ لنا،وكلك زين جوى .
بهيره : ما انت شايف الشغل والوجت عموما كل ما هلاجى نفسى فاضى وعندى وجت هعل وكل زين .
حازم : ماشى بس هبجا اشارك وادفع ويالك وتجلى ليك كام من حج الوكل ده ؟
بهيره : انت هتركبنى العيبه ولا ايه انا عازمك .
ضحك قائلا: خلاص لاعيبه ولا غيرُ خلاص المره الدايه عليا كلها واكده نبجا خالصين .
هزت راسها بالموفقه دون كلام .
وبعد تناول الطعام ظل معها لبعض الوقت ونزل،وفى اليوم التالى ذهبت الى الجلسه فى موعدها كالعاده،دخلت جلست امام مكتب على قائله: السلام عليكم .
ابتسم قائلا : وعليكم السلام اهلا يا بهاء عامل ايه ؟
بهيره : الحمد لله بخير .
نظر اليها قائلا : مالك حاسس انك قلقان فى حاجه شغلاك .
اخذت نفس وزفرته قائله: معرفاش اعمل ايه ؟
ابتسم قائلا: التردد اكبر غلطه ممكن يرتكبها الانسان،خد قرار واتحرك خطوه، مش مهم لقدام ولا لوره المهم انك تتحرك ،لكن طول ما انت متردد هتفضل مكانك، خد الخطوه واتحرك هو ده المهم،وزى ما بيقولو فى الحركه بركه .
صمتت وظلت تفكر فى كلامته، وكأنه يفهم ما يدور فى عقلها،شعرت انه محق فعليها اخذ قرار،رن الجرس واشار لها بالدخول،دخلت جلست امام عبير،انتظرتها ان تتحدث لكنها ظلت صامته، فنظرت لها قائله : ايه مالك ساكته ليه ؟
نظرت لها بهيره بتردد قائله : معرفاش خايفه من القرار،مجدراش .
عبير : تمام ده اكيد بس قوليلى ايه اللى فى دماغك ؟
تنهدت قائله : يعنى كنت عايزه اعرف لو هغير اسمى واعيش باسم جديد ده هيكون ازى ؟
ابتسمت قائله : اممممم اقولك فى الحاله دى هنقول انك صاقطه قيد ونعملك شهداة ميلاد جديده وورق جديد .
بهيره : طب هجدر اكمل علامى ؟
عبير : لاء هتبدأى من جديد تاخدى ابتدائيه واعداديه وثانويه عامه وبعد كده الجامعه .
بهيره : بس انا معايا ابتدأيه واعداديه .
عبير : لاء مادول خلاص راحو مع بهيره، مش انت خلاص هتسيبى بهيره وتبقى شخص جديد .
تفجأت قائله : واه ويروح عليا تعبى دول تسع سنين يروحو اكده،لاه مينفعش .
عبير : ماهو لكل اختيار منهم تضحيات .
بهيره : طب ولو رجعت بهيره هعمل ايه؟ وايه اللى هضحى بيه ؟
عبير : هتعملى ايه ده هنشوف محامى، وهو اللى يقولنا الاجرات القانونيه اللى المفروض نعملها، واللى هتضحى بيه ارضك وفلوسك هتسبيهم لعمك عشان يسيبك فى حالك .
بهيره : بس اكده خلاص معيزاش فلوس ولا ارض .
عبير : يبقا انده ل على عشان هو اشتغل مع محامى قبل كده، وفاهم فى الموضوع ده وممكن يساعدنا .
رنت الجرس فدخل على قائلا : ايوه يا دكتوره فى حاجه ؟
عبير : كنت عايزه اعرف لو شخص اختفى واهله قاله انه مات، ودفنو جثه تانيه وطلعو شهادة وفاه، ايه الاجراءت اللى يعملها الشخص ده عشان يرجع ؟
على : تقصدى يثبت انه لسه حى .
عبير : بالظبط .
على : سهله بنروح النيابه ونثبت انه لسه عايش، ونجيب شهود على ده، وبيتم التأكد عن طريق البصمه بتاعته ويرجع تانى للحياه .
بهيره : طب لو اهله رفضو يعترفو انه هو ده الشخص ؟
على : بسيطه تحليل الDna
بيبقا هو الفاصل بينهم،وفى الحاله دى ممكن يتحكمو بتهمه الاحتيال والكذب .
عبير : طب تعرف محامى شاطر يعرف يخلص قضيه زى دى ؟
على : المحامى اللى كنت بشتغل معاه، محامى كبير بس هو حراق شويه .
بهيره : يعنى ايه حراج دى ؟
ابتسم قائلا : يعنى بياخد فلوس كتير .
تفهمت بهيره قائله: اه مش مهم المهم انه يعرف يخلص .
على : من الناحيه دى يعرف ونص .
عبير : طب خلاص حدد لنا معاه معاد نروح نقابله ونتفق معاه .
كانت تنظر لبهيره وهى تتحدث وبهيره وافقتها على الكلام وهزت راسها .
على : طب هخرج اكلمه وارجع اقول لكم المعاد .
خرج على، نظرة عبير لبهيره قائله : بس كده على لازم يعرف انك بنت .
هزت بهيره راسها بالموافقه قائله : هو انت بتثقى فيه جوى يعنى ؟
ابتسمت قائله : ده ابن اختى مش مساعد عندى وبس .
بهيره : ان كان اكده يبجا ماشى .
عاد على وقال: يناسب معاكم الجمعه الجايه ؟
بهيره : يناسب ان شاء الله .
تركهم وخرج قامت بهيره لتخرج هى الاخرى فقالت عبير : بصى مش هينفع تروحى كده بلبس الرجاله، انا هشتريلك لبس بنات وحجاب ماشى ؟
بهيره : بس هدفع حجه جبل لالبسه ولا اخده .
ابتسمت عبير قائله : خلاص اتفقنا يا ستى،بس حاولى تدورى عندك على اى ورق ينفعنا .
بهيره : حاضر ان شاء الله .
عبير : يوم الجمعه تيجى على هنا ونمشى من هنا سوى بعد ما تغيرى لبسك تمام .
بهيره : تمام عن اذنك.
خرجت بهيره واشارت بيدها لعلى وعادت الى المحل .
………….
استيقظ شاكر ودخل غرفة والده يطمأن عليه،نادى عليه فلم يجيب،اقترب منه وربط على كتفه قائلا : ابوى اصحى يا بوى .
لكنه لم يجيب عليه فنداى بصوت اعلى وهزه ليستيقظ لكنه لم يجيب عليه،ورأه كأنه متجمد مكانه،فخرج مسرعا وهو ينادى قائلا فى فزع: اما … يا اما انتِ وين يا فايز حد يجى بسرعه ابوى تعبان جوى .
دخل غرفته امسك هاتفه واتصل بالطبيب، خرج وجد والدته واخوته يجرون مسرعون الى غرفة والده،بدأت رقيه فى هزه وافاقته قائله: عزمى جوم ياعزمى عزمى جوم يارجلى جوم رد عليا (بصراخ) عزمى عزمى .
فاقترب منها فايز وامسك بها قائلا : اهدى يا اما اهدى شاكر اتصل بالدكتور وزمانته جاى .
لكنه لم تسمعه وظلت تصرخ : يامرك يا رقيه ياسودك يارقيه رد ياعزمى رد ياراجلى مالك بيك ايه ياخويا عزمى .
حاول شاكر هو الاخر تهداتها لكن دون فائده،وقف عبد العزيز فهو اصغرهم يبكى،اتى الطبيب فاخرجهم شاكر من الغرفه وظل هو مع الطبيب،فحصه وقال : لازم يتنقل للمستشفى حالا انا شاكك ان عنده جلطه وواضح انها بقالها فتره ولو ملحقنهاش هتبقا نتيجها مش كويسه .
شاكر فزعا: جلطه لاه ربنا يحوش عنه هتصل بالمستشفى ياجو حالا .
امسك هاتف واتصل بالمستشفى الخاص وطلب ارسال سيارة اسعاف بسرعه، وبعد بعض الوقت اتت سيارة الاسعاف واخذته ركب شاكر ورقيه معه فى السياره،ولحق بهم فايز وعبد العزيز،ادخلو غرفة العنايه المركزه،مر وقت وهو بالداخل وهم ينتظرون فى حاله سيئه ورقيه وعبدالعزيز لا يتوقفان عن البكاء،خرج احد الاطباء فاسرعو اليه قال شاكر : ايه الاخبار يا دكتور ؟
الطبيب : الحاله استقرت بس للاسف مقدرنش ندوب الجلطه كلها وهتسيب اثر عنده .
رقيه ببكاء : يعنى ايه مفهماش ؟
الطبيب : لما يفوق هنعرف ونقول لكم المهم هو حالته دلوقتى افضل عن اذنكم .
وتركهم وذهب لحق به شاكر قائلا : ممكن توضح فى حاجه عايز تجولها ؟
الطبيب : بصراحه مقدرتش اتكلم جدامهم عشان حالة والدتك،بس للاسف اتاخرتو جدا ومقدرناش ندوب الجلطه، وهيفضل مشلول، ومش هيقدر يتكلم .
صدم شاكر قائلا : ياوجعه مطينه كيف يعنى مهيجدرش يقف على رجليه تاني .
الطبيب : للاسف مش هينفع انتو لحجته على اخر لحظه والا مكنش هيفوق منها اصلا .
شاكر حزينا : طب وهيخرج من العنايه ميتا؟
الطبيب : يومين ثلاثه اكده بس نطمن عليه وحالته تستقر .
هز شاكر راسه وبدأت الدموع تتساقط من عينه،لكنه خجل ان يرها احد فمسحها مسرعا، وعاد اليهم ولكن لم يخبرهم بالحقيقه،مر يومان وهو على نفس الحال،علمت نوارا بالامر واتت لتتطمأن عليه،اقتربت من غرفة العنايه المركزه، رأتها رقيه نظرت لها بغضب قائله : ايه اللى جابك اهنه يابومه انت غورى من اهنه .
نظرت اليها متحديه : جايه اطمن على جوزى عايزه ايه ؟
رقيه فى غضب : ملكيش صالح بيه بعدى من اهنه بدل ما اموتك ويحسبوكى عليا نفر .
نظرت اليه ببرود : ماهمشيش انا مرته ومن حجى اجعد جاره فى عياه ولا عايزهم يجولو عليا جليلة اصل .
جزت رقيه على اسنانها قائله : انت اصلا معندكيش اصل فغورى من اهنه يابومه .
رمقتها بنظرها من الاعلى الى الاسفل وتخطتها لتدخل اليه،فامسكتها من ذراعها وابعدتها عن الباب وصرخت بها : انا جولت معتدخليش وغورى دلوك .
جذبت نواره ذرعها منها ودفعتها بقوه كادت تقع فى الارض،وعدلت ملابسه قائله : انا ماشيه بس خليكى فاكره انك انت اللى بدأتى يا رقيه عشان ردى مهيعجبكيش .
وتركتها وذهبت الى الطبيب وعلمت منه الحاله وتاكدت انه لن يعود كالسابق،عادت الى منزلها .
………….
ذهبت بهيره الى عيادة الطبيبه وجدتها تنتظرها هى وعلى فى صالة انتظار المرضى،ابتسمت قائله : السلام عليكم .
عبير : وعليكم السلام اهلا يا بهيره .
هز على راسه تحيه لها مع ابتسامه دون كلام،بدلته الابتسامه وهزت راسها تحيه له وقالت : هنتحرك دلوك ؟
عبير : ايوه ( اعطتها حقيبه فى يدها ) ادخلى غيرى لبسك عشان نمشى .
امسكت بهيره الحقيبه قائله : هو لازم ده يعنى ؟
عبير : احنا قولنا مش عايزين حد يعرف انك لبستى راجل اصلا يالا بقا عشان منتاخرش .
ترددت للحظات ودخلت الى غرفة الطبيبه،فتحت الحقيبه وجدت كل ماقد تحتاجه من ثياب حتى الداخلى،ابتسمت بخجل وتذكرت والدتها،ارتدت الملابس ولفت الحجاب بشكل جيد فى مرأه صغيره موجوده بالغرفه، خرجت من الغرفه قائله : جهزت اهه .
نظر لها على منبهرا بها حتى انها شعرت بحرج شديد واحمر وجهها خجلا،فجذبته عبير من ذراعه قائله : على فى ايه ؟
تنبه قائلا : معقول القمر ده كان لابس راجل من شويه؟! حرام عليكى فى حد يعمل كده ؟!
اندهشت بهيره من كلماته ولم تجد ما تقول، ابتسمت بخجل وارتبكت فهى لاول مره ترى نظرة اعجاب فى عين شاب،لاول مره تشعر انها فتاه ككل الفتايات،لاحظت عبير ارتباكها وارادت ان تنهى الامر فقالت : اخرج يلا سخن العربيه عشان تودينا للمحامى ويلا من هنا .
فهم على مقصدها فخرج وشغل السياره،تنحنحت عبير قائله : يالا يا انسه بهيره عشان نروح للمحامى .
شعرت بهيره بمشاعر غريبه، لاول مره تشعر بها خرجت معها،وجدت على ينتظرهم فى السياره ركبا معه،ذهبو الى مكتب المحامى، جلسو مع المحامى ابتسم على واشار قائلا : الاستاذ جلال الدين المحامى من اكبر المحامين فى مصر(اشار على عبير) الدكتوره عبير حسين اخت والدتى ( اشار على بهيره) الانسه بهيره صاحبة القضيه .
ابتسم جلال قائلا: اهلا بيكم على ده من افضل الناس اللى اشتغلت هنا معنا وزعلت قوى لما سبنا، تايبست شاطر جدا .
على : متشكر ليك جدا انا كلمتك عن القضيه واكيد حضرتك فاكر .
جلال : ايوه فاكر بس عايز معلومات عشان افهم .
على : الانسه بهيره حصلت ظروف اضطرتها للخروج من بلدها وعمها اللى كانت عايشه معاه …..
قاطعه جلال : معلش ياعلى انا عايز اسمع من الانسه،احكى من الاول خالص ايه اللى خرجك من البلد وازى التبس عليهم الامر ؟
فكرت بهيره قائله : انا كنت عايشه فى بيت عمى عشان ابوى مات وعويدنا اكده .
جلال : طب والدتك عايشه ؟
بهيره : لاه ماتت بعد ابوى بخمس شهور،عمى كان عايز يدوزنى ولده غصب عنى،فاستنجدت بعمى عمرى جه خادنى من هناك وجعدنى فى داره وراح لهم البلد بس قضاء ربنا سبجه ومات فى الطريج ومحدش منهم عرف انى جيت اهنه،وجالو انى انتحرت ودفنو دسه تانيه مكانى ،وانا عاوزه اعاود للحياه من تانى .
جلال : طب انت كنتِ عملتى بطاقه مش كده ؟
بهيره : ايوه بس مش معاى عمى كان واخدها حداه .
جلال : فى ليكى ورث ؟
بهيره : اجل من ستين فدان بشوي صغيرين غير الفلوس فى البنك .
جلال : اه كده يبقا الموضوع مش هيبقا سهل قولى فى حد ممكن يشهد معاكى ويقول انك بهيره ؟
بهيره : حازم واد خالى وخالى كمان .
جلال : تمام يبقا هتقولى اسمك وعنونك بالظبط عشان اعرف بالظبط ازى قالو انك انتحرتى،وبعد كده هنشوف ايه الاجراءت اللى هنعملها،وكمان شوفى عندك اى ورق ممكن يفدنا فى القضيه وكلمى خالك وابنه.
بهيره : زين .
جلال : الموضوع هيتكلف شويه انت اكيد فاهمه .
بهيره : اكيد فاهمه مفيش مشكله فى الفلوس المهم ارجع تانى .
جلال : خلاص نتقابل يوم الجمعه الجايه وياريت يكون معاكى جزء من الاتعاب وهقولك ايه الاجرأت اللى هنعملها .
بهيره : زين .
كتبت بهيره اسمها وعنونها فى ورقه،واعتطها له، وقام على وقامتا الاثناتان وسلم على عليه واشارت له الاثنتان باليد وخرجو جميعا،عاد الى العياده غيرت بهيره لبسها وتركت البس فى العياده وخرجت قائله: الخلجات جوه وان شاء الله اجى يوم الجمعه .
عبير : لاء تيجى الجلسه عادى يوم الثلاث .
بهيره : تمام .
على : هتكلمى ابن خالتك وتقوليله ازى ؟
بهيره : معرفاش ؟
عبير : هاتى معاكى الجلسه واحنا نشرحله كل حاجه .
هزت راسها بالموافقه دون كلام وخرجت،قالت عبير : هامشى انا كمان عشان الولاد ونبقا نتكلم وقت تانى .
وتركته وذهبت جلس هو شارد يفكر ببهيره يتذكر نظارتها وابتسامتها وخجلها منه وقد زادات الارتباك الذى بداخله نحوها وتنهد قائلا لنفسه : مش عارف التفكير ده هيودينى لفين بس مش عارف مفكرش فيها .
وعاد الى شروده بها
…… ……..
استقرت حالة عزمى وعادو به الى المنزل، كانت حالته النفسيه سيئه جدا،وقد نبه عليهم الطبيب مراعة حالته النفسيه جيدا، جلسو جميعا حوله ربط شاكر على يده قائلا : حمدالله على سلامتك يابوى،نورت دارك .
رقيه : هى الدار منغيرك تبجا دار .
فايز : ان شاء الله تخف وبجا زين يابوى .
عبد العزيز قبل يده قائلا : اتحوشتك كتير يابوى كنت عايز اجيك المستشفى بس هما ماخلونيش اجى .
رقيه : ماانت كنت وينا اول يايوم ياعبد العزيز وبعدين عندك مذاكرتك معيزينش نعطلك واخواتك كانو بيجو يطلو عليك ويرعوك .
عبد العزيز : كنت عايز اطمن عليه ربنا ما يحرمنا منيه ابدا .
كان ينظر لهم ويزوم فقط فهو لايحرك سوى راسه فقط، ولا يستطيع الكلام، كان يبحث بعينه عن نواره فهو لايرها معاهم ويريد ان يسال عنها،وكانت رقيه تفهم نظراته لكنها تتجاهلها،فبدأ يزوم اكثر ويتضايق،ففهمت رقيه فابتسمت قائله : خابره انك عايز تسال عن نوره .
فهز راسه بالموافقه وهو يزوم فتنهدت قائله : طلعت واطيه ومدتش حتى تطل عليك انسها وطلجها متستهالش اللجمه حتى .
فهاج اكثر وبدأ يزوم اكثر فربط شاكر على ذرعه قائلا : متزعلش يابوى هروح لها واخليها تاجى مدمت انت عايز اكده .
لكنه لم يصدقه فهو يعلم انه يكذب عليه،فحاول الكلام لكنه لم يستطع فزاد غضبه واحمر وجهه وهو يشعر ان كل شئ يضيع منه وهو لا يستطيع فعل شئ فقد اصبح عاجز، اعطته رقيه بعض الادويه فهداته قليلا واغمض عينه ونام .
خرجو جميعا من الغرفه نظرت رقيه الى شاكر تنهره : اياك تروح تجيب الحربايه دى اهنه انت موعيتش للى عملته هناك ؟
شاكر : واه ياما هو انا عبيط انا هريحه بالكلام بس متخافيش معدخلهاش دارنا تانى .
فاطمأنت وهدأت نادى احد العمال ان هناك عسكرى يريد احدا منهم،فنزل شاكر ليرى ماذا هناك،وكلمه واخذ منه انذار من القسم فاستلمه ونظر به لكنه لم يفهم مابه،فناده والدته وسألها قائلا : اما متعرفيش اعلان ايه ده ؟
اخذت ونظرت به قائله : مين ده اللى استأجر البيت ابوك لايمكن يعمل اكده،روح النجطه واسأل،وهملنى اروح اشوف ابوك .
هز شاكر راسه بالموافقه وذهب الى نقطة الشرطه ودخل لمأمور القسم وساله قائلا: انا بدى اعرف ايه الانذار ده وبعتينه ليه؟
اخذه المأمور ونظر به قائلا : دى الست نواره اللى طلبته، اجرت الدار وجالت انكم مرضينش تخلوه .
شاكر غاضبا : اجرتها كيف يعنى؟! هو دارها دى دارنا احنا ؟
المأمور : هى جدمت ورق بيجول انها تملك البيت، والارض اللى جاره، كمان وجالت ان ابوك هو اللى باعهم لها،وهى اجرته للحاج رمضان الطحان، وهو بده يستلمها،وياكم اسبوع تخلو فيه الدار .
شاكر رافضا : لاه ده دارنا ومهنخليهاش وانا هروح ليها دلوك اعلمها الادب الحرمه دى .
المأمور : اياك تازيها عشان ده ممكن يضرك انت فاهم .
زاد غضبه قائلا : اكتر من اكده هتطردنا من بيتنا، بس انا مهستكتش انا رايح لها .
وخرج وهو غاضب جدا ذهب الى منزل نواره،حاول الدخول من الباب الحديد، منعه البواب من الدخول قائلا : الست نواره مش اهنه روح دلوك وعاود وجت تانى .
نظر اليه متعجبا : انت مين اول مره اشوفك اهنه ؟
البواب : انا الغفير الجديد شغلتنى الست نواره عندها من يومين .
نظر الى جسده الضخم وشكله المخيف، وفهم انها شغلته كى يحميها منهم، فعاد الى منزله وظل بالاسفل، وهو يكاد يجن لايفهم ما الامر،علمت والدته بعودته فاتت اليه قائله : عملت ايه ياولدى ؟
شاكر وهو يقبض على يده فى غضب: نواره هى اللى اجرت الدار .
رقيه متعجبه : كيف يعنى ده هى دارها ؟!
نظر لها شاكر : ايوه معها ورج والمأمور جال انها جالت انها خدت الدار والارض اللى حوليها كمان .
رقيه غاضبه : ده كذب مش معجول ابوك يعمل اكده،مروحتش ليها ليه توريها مجامها بنت الكلاف دى ؟
نظر اليها فى غضب قائلا : روحت ملجتهاش، موجفه عجل عند الباب جالى مهيش موجوده .
رقيه : طب وهنعمل ايه ونفهم الموضوع ده كيف ؟ وابوك كمان اللى عما يسال عنه وهيتجنن عليها ده؟
شاكر : معارفش..معارفش انا جولت سر ابوى كله وياكى وانت اللى هتعرفينى .
مستنكره : ده كان زمان جبل ليتدوز الكلبه دى،لكن دلوك خلاص مبجاش ليا ايمه عنده،(فكرت ) اجولك اتصل بعمك درغام هو مهيعملش حاجه غير لما يشوره .
امسك هاتفه واتصل بدرغام لحظات واجاب قائلا : ايوه يا شاكر ياولدى ابوك عامل ايه ؟
شاكر : ابوى زين بس جولى هو ابوى كتب حاجه من ارضه ل نواره ؟
تردد درغام قائلا : هو ابوك مجلكوش ان نواره كانت طالبه مهرها مية فدان ارض ؟
شاكر مستنكراً: ليه يعنى بت مين عشان تاخد المهر ده؟! وبعدين كيف ابوى يكتب لها كل الارض اللى عندنا كيف يعنى ؟
درغام : مخبرش يا ولدى بس هو كان مصر على الدوزه ومرضيش يترجع عنها .
انهى شاكر المكالمه معه ونظر الى والدته قائلا : ابوى اتجن وادها ارضنا مهر السفيره عزيزه هى اياك .
صقت وجهها قائله : يامورى كيف يعمل اكده( وهى تضرب بيدها على راسها) الطمع وصلك لفين يا عزمى يامرييييييي يامريييييي اتاريك هتتجنن عليها ياخوى خايف على مالنا .
شاكر غاضبا : خايف على مالنا ماهو اللى ضيعه، اطلع اجتله دلوك ولا اعمل ايه ؟
فزعت قائله : لاه ده مهما كان ابوك ان كان ولابد يبجا هى اللى تتكتل ونخلصو منها وتبجا هى اللى بدأت .
فكر هو الاخر قائلا: صُح اكده وابوى هو اللى هيورثها .
فكرت رقيه فى الامر فهو بالفعل الحل الاخير ولكن يجب ان لايكن لهم اى يد بقتلها .
يتبع..