روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الخامس 5 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل الخامس 5 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الجزء الخامس

رواية صفعات القدر الحاني البارت الخامس

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة الخامسة

هل كان صفير الرياح عويلا ام نحيب ثكلى وانفاس محموم لاهبه… ضرب الرياح نافذتها فارتعدت… نهضت تصارعها لاغلاق النافذه لكن الرياح تأبي الا ان تهمس بأذنها
رفرف القلب بين الحنايا والضلوع ،وضج العقل… نهضت بمراره تشاهد المعارك الدائرة بالخارج… ساقتها قدماها ،ارتجف الجسد وجحظت العينان صرخت وهي تصك وجهها
-ماما…..
هبطت بسرعه تصارع دموعها رفعت رأس والدتها عن الارض ..وضمتها لأحضانها بقوة… تلطخ فستانها القطني بالدماء… تعالت صرخاتها فردعتها صرخة عمتها
-اخرسي خالص… .
اتسعت عينا ياسمين ،وتلبسها شيطان الغضب وضعت رأس والدتها ببطء وحذر ووقفت تجاه عمتها مدت كفيها وقبضت على عنقها بقسوة وعنف…
بدأت العمة تلوح وازداد اتساع عينيها خلعا ،ابتسمت ياسمين بتشفي وحقد وهي ترى عمتها تختنق وتسلب اخر انفاسها… هزتها بقوة نابعه من قهرها واحتضان عقلها لصورة والدتها المسجاة لاحول لها ولاقوة ..هتفت من بين اسنانها المطبقة وعيون تلمع بجحيم
-موتي بقا وخلصينا ..
بدأت العمه تنازع تحاول ردع ياسمين لكن الاخيره تفوقها قوة وبأس…
بدات ياسمين تدفعها للحائط وتزيد من احكام قبضتيها على عنق الأخرى التي تتوسل بنظراتها ..
دخل العم مندفعا بقوة وهو يهتف
-سيبيها… انتِ اتجننتي…
قيدها العم بقوة وحاول نزع كفيها لكن ياسمين كانت مستميته… واخيرا استطاع العم ونزعها بدا بصفعها وضربها حتى انهارت تنزف الدماء من شفتيها وانفها ..
ابتعدت العمة تمسد رقبتها ،تتطلع حولها بغير هدى لا تصدق انها نجت من الموت المحقق…
زحفت ياسمين ناحية والدتها تبكي وتنوح……
اتصل العم بالاسعاف التي اتت وحملت المصابه ،فيما تكالبت ياسمين لتصعد معها مما دفع المسعف ان يرضخ ويأخذها ..
عاد العم للمنزل وجد اخته مازالت تمسد رقبتها صرخ بها
-ايه الي عملتيه ده… ؟
رمقته العمة بنظرات جليديه ثم هتفت ببرود
-الي لازم يحصل… .
اقترب منها قبض على مرفقها واوقفها لتواجهه لايما
-انتِ اتجننتي ..وصلت للقتل .
حاولت نزع ذراعها والتملص منه مبرره
-وانا ايش عرفني هتموت كنت بأدبها… واسكتها علشان متعارضناش .
دفعها لتسقط متهاويه على المقعد وهو يضرب كفيه بقلة حيله
-واهي ماتت… هنتصرف ازاي دلوقت ..؟
اعتدلت عاقده ذراعيها وهي تبث فحيحها
-أنت خايف ليه… ماتت خير وبركه عاشت يبقا يحلها الحلال ..
جز على اسنانه واسترسل بحنق وصل لاخره
-الله يخرب بيتك وبيت دماغك .
غادر من امامها ،فيما لوحت هي بلامبالاه .. امسكت المرآة تتطلع لرقبتها ،وعيون تلمع بانتصار
****************
ركضت هنا تفتح شرفتها بإبتسامة تداعب ثغرها طربا بمياه المطر ….وقفت تفرد كفها مستقبله القطرات بسخاء ونشوة… ليصدع صوت سيف بالأعلى محذراً
-ادخلي ياهنا لاتبردي ..
اعطت ظهرها لحائط الشرفه ورفعت عينيها قائلة
-لا مش هبرد ياسيف…
هز رأسه بنفاذ صبر واعاد تحذيره
-ادخلي طيب… ياأما تطلعي عايزك .
ادعت التفكير ثم هتفت قائلة
-طيب لو طلعت تخليني اقف تحت المطر .
ابتسم لها بمهادنه وهتف بحبور
-طيب تعالي…
دخلت الحجرة واغلقت الشرفه عدلت من وضع حجابها وغادرت راكضة ،في دقائق كانت تمتثل أمامه ….تفحصها بأهتمام واضح كانت نظراته غريبه عليها بها شئ خفي… هو نفس لايعرف سر تلك النظرات شي داخله يدفعه لان يحفر ملامحها .
عقدت هنا حاجبيها وتقدمت متسائلة بحبور
فين الناس ..الي هنا ..؟
تقدم سيف ببطء وعينيه لاتفقد اثرهما ..يهمس بثقه
-وأنا مش كفايه… ؟
رمشت بعينيها تتطلع حولها برهبه ،فتلك النبره لاتبشرها بخير…
قطع استرسال افكارها هتاف ياسين
-العيب فمين يازمن ،بندفع تمن ذنب ناس تانين
بتر ياسين عباراته حينما لمح هنا واقفه وصاح ضاحكا
-مسعده هنا… .
عبثت هنا وزمت مردفه بحنق
-ياسين… وبعدين بقا …؟
ضحك ياسين وجلس قائلا
-اه طبعا خايفه على منظرك قدام حبيب القلب ،. … .بس سؤال ياهنا انتِ بتحبي كتلة الغلاسه ده ازاي ..؟
ارتبكت هنا وزاد تور وجهها خجلا لتهمس بعتاب ونبرة رقيقة
-اخص عليك ياياسين… .متقولش عليه كده .
كان الآخر يقف بكل غرور يدس كفوفه داخل جيوب بنطاله يلتهم ملامحها المحببه بشغف ..
مصمص ياسين وهو يهتف بتهكم ساخر
-ياعيني… ماكان غلس دلوقت اخص عليك ياياسين… حله ولقت غطاها… سبحان مغير الأحوال… .ذم ياسين فمة واتجه للمطبخ قائلا
-هروح اشوف حاجه أكل النقاس مع الي زيكم بيجوعني ..وأنا مش حمل بهدله ضعف وفقر دم ..
اقترب سيف من هنا وحينما حاول مسكها خرجت إيمان من الحجرة… ترفع خصلاتها للأعلى بمشابك الغسيل… ترتدي كنزة صوفيه باكمام طويله… وبنطال جينز…
حملقت فيها هنا مستفهمه
-ليه كل ده… .؟
هزت إيمي رأسها مجيبه بحماس
-برد ومطر… .والواحد صحته بالدنيا .
خرجت والدة سيف تلحق بركاب المرح قائلة
-ازيك ياهنا… .
تقدمت هنا لتساعدها ،واحتضنتها تقبل وجنتيها قائله
-ازيك ياطنط…
جلستا على المقعد ،ثم هتفت وداد
-اتصل ياسيف بطنطك ماجده وعمرو ييجو يتعشو معانا واهو نشهر وندردش بماان بكره اجازه
اومأ سيف بترحاب وسعادة وهاتف عمرو الذي استغل الفرصه وحضر ركضاً .أما والد هنا فقد سافر باكرا لوجود عمل مهم ..
قام سيف بتهيئة المكان… جلس الجميع ملتفين في وضع دائرة… سيف وهنا بجانب بعضهم وايمان وياسين بجانب بعض وماجده ووداد واخيراً عمرو الذي ظل يضع قبضته تحت ذقنه يزفر بين الحين والآخر بعجز وقلة حيله .
همس سيف في أذن هنا
-نونه…
التفتت له هنا بعيون تلمع قائله
-عيونها… .
ابتسم سيف بزهو وهمس قائلا
-ممكن اطلب طلب…
شعرت هنا بجدية الموقف وسارعت هامسه بتاكيد
-اكيد… .
صمت سيف قليلا ينظر لها ثم عاود الهمس قائلا
-ممكن… اقصد ..نفسي تقولي لماما ياماما…
كتمت هنا ضحكتها داخل صدرها على منظر سيف وخجله من الطلب… فكرت بحيله… ثم صمتت لفترة طويلة وانكست رأسها… مماجعل سيف تنحسر ابتسامته ويشيح هامسا بحزن
-عارف أد ايه بتحبي مامتك… بس كان نفسي معرفش ليه… ؟
نهضت هنا بعد فترة قصيرة اجادت فيها اللعب بأعصاب الآخر… وتقدمت ناحية وداد هاتفه
-ماما وداد… .اعملك قهوى ولا شاي…
تطلع الجميع فاغرين فمهم ناحية هنا الواقفه عينيها منصبه على حبيبها تنتظر رد فعله…
عض سيف جانب فمه بتوعد لها واشاح بملامح مقتطبه بعيدا… .
هتفت وداد بسعادة
-حضريلنا العشاء يانونه بالمره ..
هتفت هنا وهي ترمق سيف بنظرات ذات مغزى
-طيب حد يساعدني فيكم ياقوم…
لم تجد هنا من يرد ..فغادرت للمطبخ متحيره ،واثناء وقوفها أمام الموقد… شعرت بذراعين تتسللان وتحيطان خصرها بتملك… ..ارتعش جسدها خجلا لكنها ظلت ثابته… همس سيف بحراره وهو يقترب من أذنها
-متشكر… .
اجابت هنا ببرود ظاهري
-فالخدمة يااستاذي… وابعد بقا لا حد يدخل .
همس سيف وهو يقترب اكثر ويضمها أكثر
-محدش يقدر… .
لتجلل ضحكة ياسين المطبخ ويغني هازا كتفيه
-وعملنا البحر طحينه وكتبنا عليه اسامينا ولاحاجه تأثر فينا
انتفض الاثنان خجلا ،وابتعدا… أما ياسين فسحب كرسي وجلس واضعا ساق فوق الأخرى يملي طلباته على هنا…
جز سيف على اسنانه بغيظ من افعال ياسين… واقتحامه للمطبخ رغم تحذيره له قبل ان ياتي بالايقترب لكن ياسين ممن يفعلون العكس… دائما
جهزت هنا الأكل بسرعه والتف الجميع يتناولونه بسعادة… لاول مره قرب سيف الطعام من فم هنا ..مماجعلها تتسمر خجلا وتتخبط فرحا… هز سيف رأسه كعلامه أن تفتح فمها…
هتف ياسين بغبطه
-يادين النبي… .الحب ولع فالدره ياسعديه…
فتحت هنا فمها وتناولته من سيف .
تبادل عمرو النظرات مع إيمان التي اشاحت متصنعه الانشغال لكن اوتار قلبها تعلن برضوخها ونظراتها المتلهفه توشي بما تكنه ،تراقبه خلسه كما يراقبها .
واثناء جمع الاطباق ..ضرب البرق بقوة فارتعدت هنا وافلتتهم من يدها ..وارتجفت رهبه… تقدم منها سيف ملهوفا هلعا متسائلا
-في ايه ياقلبي… .
اتسعت عينا هنا واجابت بنبرة مرتعشه ،وهي تضع كفها على صدرها
-مش عارفه ياسيف ..حسيتها صرخه… وصلت لقلبي ..
ابتسم سيف بشحوب وهمس وهو يداعب وجنتها
-بتخافي منه… ؟
تطلعت له هنا بأعين زائغه وهمست وهي مازالت ترتعش
-لا خالص… بس معرفش ايه حسيتها قبضه فقلبي ياسيف .
ود سيف لو احتضنها ليهدأ من روعها ،لكن خجله منعه من فعل ذلك أمام الحاضرين… .بالاخص كاميرا الترقب المسمى ياسين ..الذي يسجل كل شارده ووارده…
انتهت الأمسيه وهنا بقية الوقت واجمه شارده تختطفها الافكار… وتتخبط دقاتها بين جنباتها ،يتعالى وجيب قلبها وينخفض ومع جل انخفاضه تضيق انفاسها… .غادرت تحت انظار سيف الحزينه… .ونفسه التائقه لقربها وتهدأتها…
******
الفراق ….جسد شغوف يتشح بالسواد يجلس في طرف المكان ينتظر عابثا بمكنونات المفارق …يبتسم فتظهر انيابه يتغذى على الخوف والحزن المرتسم في الوجوه …يراقب بصمت يحتضن الزمن ويغفو على عقارب دقاته
حل الأرق ضيفاً ثقيلا على الجميع هنا تتبعثر افكارها ،تشعر بشوش وسيف يجول بالشقه بغير هدف ….خواء ونظرات فارغه …ساقته قدماه لحجرة والدته طرق فاجات بالدخول ،دخل بثقل متسائلا
-لسه صاحيه ياأمي …؟
توقفت عن مداعبة خرزات مسبحتها ،ترفع وجهها المضئ هامسه وهي تضرب على جانب فراشها
-تعالى ياحبيبي ….
اقترب سيف بفرحه طفل صغير جلس بجانبها محتضنا كفها ،حدجته والدته بنظرات غريبة بها لمحه من الشوق غريبة …جعلته يهمس
-الجميل بقا سهران ليه …؟
رفعت وداد كفها وملست بحنو على خده قائلة بنفس لمحه الشوق
-تعرف انك شبه ابوك اوووي ياسيف .
ضحك سيف مداعبا بشقاوة
-امممم قولي بقا انه وحشك ..
انزلت كفها تمنع نفسها عن التحديق به لتجيب بابتسامة رقيقة
-اكيد دا عشرة عمري ….عادت تحرك خرزات مسبحتها قائلة
-أنت زيه فكل حاجه الا حاجه واحده.
قطب سيف جبينه قائلا
-ايه هي بقا …..
صبت وداد نظراتها ناحية سيف ،تطلعت لعمق عينيه مردفه بصدق
-عدم الصبر والتحكم فالغضب ….ياسيف …
تراقصت ابتسامة على ثغرة .واقترب طابعا قبله على كتفها بحنو فباغتته بحديث ثقيل على نفسه
-اصبر ياابني ….افهم …واتحكم فغضبك متخلهوش يعميك ،ويضعف عزيمتك …خليك قوي بثقتك فالله ..
ذهول مغلف بحيرة شعر به سيف ليهمس بمششاكسه -مالك بس ياامي ….وايه الكلام ده ..متقلقينيش .
تغاضت عن حديثة واكملت بشرود ارعبه
-هنا ….اوعى تخليها نقطه ضعفك ياسيف خلي حبك ليها مصدر لقوتك ياابني .
ارتجف سيف ،وتضاربت افكاره لكنه قطعها بقيامه وهتافه
-لا بقا انا اقوم انام …مش مرتاح .
ابتسمت ببشاشه وعادت لتتأمله مضيفه
-في ايه منصحكش ابدا ….
هز سيف رأسه برفض معنفاً
-لا لا …بالطريقه دي مش عايز ..تصبحي على خير
اقترب يطبع قبلة ،ثم سار ناحية الباب …لكنها استوقفته بطلب هز كيانه
–خلي بالك من ياسين ياسيف ….ومن نفسك وافتكر كلامي كويس كل محنه بعدها منحه وجزاء الصبر كبير
استدار سيف يبتلع ريقه بفزع ،انزلقت عيناه عليها بجزع ،ليركل افكاره هازيا …
-لا بجد في ايه ياامي ….
افاق سيف من غمغماته المرتعشه على ذراعي والدته تفتحان …بانتظار اندفع سيف ناحيته يحتضنها بقوة كانت قوتها هي ندا له …وطال العناق واستبد القلق به ليبتعد هامسا بحشرجه وصوت مخنوق
-مالك ياأمي ….
ضربته بحفه على خده معاتبه
-ميبقاش قلبك خفيف كده ….بوصيك محدش ضامن عمره
عاد سيف يحتضنها ودموعه تتعلق بأهدابه في خجل
-ربنا يخليكي ليا يارب .
همست بحبور زائف
-مقلقش ياحبيبي ….بس اهي هلفطه …
رفض سيف الخروج فلامته برقة
-يلا بقا علشان الحق انام …قبل الفجر …خرج متزمتاً ،يجر ساقيه بتثاقل مرير …دخل حجرته وركن الى الحائط يطلع للخارج من خلف زجاج الشرفه ..لاول مره ينتظر بزوخ الفجر برهبه .
وخيم الصمت والسكون الا من ضحكات الفراق وشغفه ،اندفع يتراقص بين الجفون ….لا يخفي سعادته ويتباهى بسطوته ….
واعلنت الشمس خروجها على استحياء ،تتخفى بين الفنيه والأخرى خلف سحابات اليأس ،….وتبخر الفراق بعد ان تغذى على ضالته .
افاق سيف على ضربات ضوء الشمس ،…نهض بتكاسل …متجهاً للخارج …اول شئ قام به هو تفقد والدته بحث عنها فالشرفه كعادتها ،…والمطبخ فلم يجدها فاتجه لحجرتها …طرق فلم تجيب تأكل قلب سيف قلقا …فاضطر لفتح الباب ….وجدها ساكنه مكانها …حرك ستائر النافذه وهو يهتف
-ايه الكسل ده …يادودو .
شعر بالسكون يحيطه ،…فسارع مقترباً من فراشها لمست كفه جبينها فانتفض ،جسدها بارد كالصقيع …انحنى سيف يهمس بارتباك
-امي …..
وزاد النداء حتى تحول لاستجداء وتوسل
-امي …في ايه …
اسدل الحزن ستائره وانتفض لسيف وهو يتصور الفكره ،يتخيلها ….نهض محملقا في جسدها وهو يرتجف وكأن حمى تلبسته ..عاد جالسا مره أخرى …يهزها بقوة يدفعهاخوفه ويزج بها المجهول الذي ينتظره ….
دخل ياسين الحجره قائلا بتثاؤب
-في ايه ياعم …..
سكن ياسين وهو يراقب سيف جاحظ العينين ،اصطبغ وجهه بالقلق واقترب بعد انا همس سيف
-ماما ياياسين …
دق ناقوس الخطر اذهانهم .ليدلف ياسين بتخبط يفتح الباب يبحث عن مغيث ،عقله يرفض الفكرة لكنه يرددها بتساؤل
-ماما ماتت …
لكن القدر لم يمهله ليعطيهم الصفعة الأخرى ،سد رجال ضخام الجثة الباب هاتفين بعنف ارتسم على ملامحهم
-سيف الرازي …موجود
حرك ياسين رأسه بتشوش ،نقل نظرات بهستيريا بين حجرة والدته والرجال …لكنهم لم يمهلوه الرد ودفعوه باحثين بدقة وصمت عن هدفهم …
شعر سيف بالحركة ،وحينما تطلع للباب وجد من يسأله بجفاء
-أنت سيف …؟
هز سيف رأسه وحرك نظراته ناحيتهم
لينكب عليه رجلان ويقيدان ذراعيه ،كان من الغفلة والمفاجآة ما جعله يصمت ،ويرمش بذهول …قادانه للخارج لكنه تحكم في غصته متسائلا
-في ايه …؟
هتف آخر وهو يضع كفه على كتفه مضيقا عينيه بثقة
-هتعرف فالقسم …
اخذاه للأسفل امام ناظري ياسين المرتجف ،…الذي لم يتمالك نفسه وجلس بركن منزوي يبكي كالاطفال ….لكن بدون مقدمات اندفع للاسفل باحثاً عن من ينقذه ويلوذ به .
كده …كده ياقلبي ياحته مني ياكل حاجه حلوه فيا ،كده كده هتمشي وتسيبني وحدي فالحياة والدنيا ديا …يعني مش هشوفك تاني هنا …مش هلمسك مش هحكي ليك عن حاجه وجعاني .
بعد مرور ساعات ربما في اعراف الحزن دهور طويله لا قبل لنا بها ….
وقف ياسين يراقب المشهد بعينين مغرورقتين بالدموع ،لوح له الفراق بسخرية وهو يتوارى خلف التراب مع والدته …شد أدهم على كتفه بقوة هامسا
-شد حيلك ياياسين .
لم يتمالك الأخير نفسه ودفع نفسه لأحضان أدهم يبكي بحرقة ،
أما الأخر فهو مكبل عاجز وكأنه القي في دوامة وبئر سحيق متشتته افكاره بين والدته ومايحدث له …..
..أما هنا وإيمي فهما جالستان تتباعدان كل واحد تنزوي بركن بعيد عن الأخرى …دموعها لاتتوقف والافكارها لا تتوقف ..
تحاول ماجدة جاهدة أن تثني اي منهما ،عن اعراضها عن الطعام لكن لافائدة ،اجابه متمثلة في شئ واحد …الا وهي الدموع ..
***************************
على جلستها منذ أن دخلت المشفى متكومة في ركن تراقب الجميع بصمت وتبلد ،قلبها يخفق بين جنباتها وعقلها يدور في شريط سينمائي طويل عما سوف يحدث لها أن ماتت والدتها ….
واخيرا شعرت في جنبها بركله قاسيه ،جعلتها ترفع رأسها وتحدق فالشخص بنظرات سوداء
هتف بجفاء وعيون تشع برودا
-قومي روحي …بلاش فضايح …
عادت لوضعها هامسة بصقيع نافر
-مش همشي غير لمااطمن علي امي .
-وافرض مطمنتيش ،او ماتت هتفضلي كده .
نطقها بجمود وغضب ،اشعل فتيل قهرها …لتنهض موازيه له تضع عينها بعينه في تحدي صامت اجفله عن المتابعه وجعله يرضخ ويخفض هو نظراته في تهرب واضح …
بذرة حنين غُرست في قلبها ،لاتدري لما شعرت بافتقاده …شعور بالاحتياج له تملكها وطغى عليها ….تريد حنانه وان كان كاذبا تريد مساندته وان كانت مزعومة ….لاحت لها صورته وكأنهاطوق نجاة …شردت للبعيد وصوت خافت ينادية
-فينك ياقاسم …
لم تستطع كبته او مجاراته بالافصاح علانيه انها تريده الان …تريد نظراته التي تحيطها بالعنايه …وتشملها بالرعاية …
فاقت على صوت عمها الحازم ….
-قومي روحي جايلنا ضيوف …لازم تكوني موجوده .
الذهول في قاموسها لا وجود له ،ففي صحائف من كمثل عمها لا داعي للدهشه او الذهول …هو للقسوة عنوان لكل شئ..، ونهج يتبعه بحرافيه وتلذذ .
صاحت لا يلجمهاخوف او يردعها زعر
-مش همشي ….من هنا …
عدل العم ملابسه نافضا غبار وهمي ليرد بإزدراء واضح
-خلاص هروحها معاكي ….
تصلب جسدها في مكانه ،وتباطئت خطوتها بتردد همست
-يعني ايه ….
استدار العم يلوح بكفه بعدم اكتراث
-الي فهمتيه …واظنك عاقله كفايه ..
استوقفته ممرضه قائلة برسميه
-لوسمحت يافندم ،اتفضل للحسابات ضروري .
حدج العم ياسمين بنظرات ثاقبه وثغر ملتوي في سخرية وقال بتهكم صرع انفاسها
-اهي بنتها قدامكم خليها تدفع ….
دلو من الماء المثلج صب فوق رأسها فاستحالت قوتها ضعفا وانهارت ارضا تعانق عينيها بياض الارض …لقد وضعها في مأزق ،واحكم دائرة الخناق حولها …
*******************
امتثل سيف أمام وكيل النيابه…الذي هتف برسمية
-حضرتك بتنكر اعتدائك على الطالبه
)نيرمين الوكيل (….
ضاق سيف ذرعاً وارتفع صوته ناكراً
-محصلش والله ماحصل .
انحنى الضابط للامام مسترسلا بعملية
-تفسر بأيه وجود ساعاتك بجانب المعتدي عليها ..؟
زفر سيف بقوة ،ثم رفع كفه ممسدا جبهته بتعب …ليتابع
-قولت لحضرتك اني نسيتهافالمدرسه .
تابع وكيل النيابه اسئلته
-الطالبه قالت ان الاعداء عليها تم الساعة 1والعامل قال أن مفيش حد غيرك كان موجود فالوقت ده …وانه شافك وانت داخل المدرسه بسرعه ….تفسر ده بأيه ..؟
هتف سيف بضعف اظهرته نبرته
-انا فعلا رجعت تاني لاني نسيت الساعه وورق …ورجعت علشان اخدهم ..لقيت الاوضه مقفوله فاضطريت امشي ..
اتكأ وكيل النيابه بملل قائلا
-العامل كان موجود ليه لو كلامك صحيح مطلبتش منه يفتح ويجبلك حاجتك .
نظر سيف امامه بخواء مردفا
-لان كان معايا مشوار مهم ..وكنت اتأخرت .
نهض وكيل النيابه من مكانه وتقدم قائلا
-وقت وقوع الجريمة كنت فين …؟
شرد سيف قليلا ليستحضر صورة نجوى وهي تتوسله وتحول جعله يقسم بالا يخبر احد انه يعلم بشئ او انها اخبرته بشيئاً .
افاق سيف على حث الوكيل له من خلال طقطقته بالقلم ليقر سيف
-في البيت ….
تابع وكيل النيابه قائلا
-عندك شهود على كلامك …او حد شافك وانت خارج من المدرسه تاني .
اغلق سيف عينيه ،لايريد الزج بياسين وهنا وعائلته في تحقيقات ونيابه …لذلك اضطر ليحسم الامر قائلا
-لامحدش شافني ..ومعنديش شهود ….
صمت سيف برهة ليرفع نظره قائلا
-والله العظيم ماأنا .
عاد الوكيل ليجلس قائلا بأسف
-للاسف كل الشهود والاثباتات تدينك ياسيف ،البنت اثناء وقوع الاعتداء قالت ان في حد نادى عليك وقالك يلا ياسيف ….قبل ما حد ييجي …دا غير وجود ساعتك في مكان الاعتداء …وشهادة عم صلاح بانه شافك فعلا راجع للمدرسه ،وانك الوحيد الي بتأخر الطالبات للوقت ده .
هتف سيف بقوة دافعاعن نفسه التهم
-انا فعلا باخرهم وده لاني مش مدرسهم الاساسي وهما كانو طالبين مني بعض الشرح قبل الامتحان ونظرا لانشغالي طول اليوم بعملي بضطر اخد الحصص الاخيرة واراجع للصفوف الأولي لقرب امتحاناتهم .
هز وكيل النيابه رأسه وهتف بإقرار وهو يمسد رابطة عنقة
-قررنا نحن وكيل النيابه ——–حبس المتهم سيف الرازي اربعة ايام على ذمة التحقيق على أن يراعى التجديدفي الميعاد .
مع انتهاء كلماتهضغط الزر الموضوع بجانبه ودخل الشرطي ليقيد سيف بأساور حديديه ويسير به حيث زنزانته ..
**********************
هتفت جهاد وهي تلملم اوراقها ،
-عم راضي مجاش انهردا …
تقدمت صديقتها قائلة بأسف وحزن
-مسمعتيش بالي حصل دا الموضوع مالي الجرايد .
انتبهت جهاد وتركت اوراقها قائلة بحيرة
-خير …
ثبتت صديقتها عويناتها مردفة
-حفيدته ياستي …مدرس في مدرستها قام بالاعتداء عليها …
ارتدت جهاد كما لو صاعقة اصابتها لتهمس بدهشة
-ايه …..ازاي ده ….ومين المدرس ده .
فتحت صديقتها اوراقها تقرأها متابعة بعدم اهتمام
-اهو واحد فاسد من الي بنسمع عنهم اليومين دوووول .
ضيقت جهاد عينيها قائلة وهي تحمل حقيبتها
-منهم لله …ناس مبتراعيش ربنا …ثم تبدلت ملامحها وهتفت باهتمام
-هي فمستشفى ايه …؟ والمدرس ده اسمه ايه وفمدرسه ايه …
ضحكت صديقتها متابعه بتأوه ساخر
-اه ….طالما جهاد حطت مناخيرها يبقا الله يرحمك يامسكين .
تابعت جهاد بتحدي وهي تقسم
-مش هسيبه لو ثبت ادانته ،مش هسيبه غير وهو مع عشماوي .
**************

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!