رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء السابع والثلاثون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت السابع والثلاثون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة السابعة والعشرون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
إنّ جمال الحب هو تبادل المشاعر بين الطرفين.. فإذا لم يستجب الطرف الثاني للحب.. وكان الحب من طرف واحد.. فعلى الشخص أن ينساه ويبحث عن من يقدر حبه.. ولا يعيش وهم تجربة الحب إن كان من طرف واحد.. فقد يكمن علاج هذا الأمر بالنسيان.
…………
إستدعى تفكير عزة إلى الذهاب لدجالة تقوم بالأعمال من أجل أن يحبها باسم ويقوم بتنفيذ كل ما تطلبه منه طواعية .
عز بعيون تلمع بالشر : ايوه مفيش حل غير أكده ، ما انا مش هعيش فى الهم ده على طول ، ده مش بعيد كمان يزهج منى ويطلجنى ،فلازم ألحق نفسى .
بس من وين أعرف مكان الست دى ؟
أنا أسمع إن إسمها رابحة بس معرفش مكانها .
لتستطرد قائلة :
_ ايوه مفيش غير جليلة هى أكيد تعرفها بس خايفة جوى ألا تجول لحد واتفضح .
لتطمئن نفسها بقولها :
_ لا ما أنا هشترى لسانها بجرشين وغير أكده عتمسكن عشان أصعب عليها ، عشان هى أكيد شايفة بعينيها اللى بيحصل وإن باسم مهملنى وعيحب ملك وبس .
فقامت بالفعل بالإتصال عليها لتلبى طلبها على الفور .
ووقفت أمامها قائلة : أمرى يا ست عزة .
عزة بحزن : الأمر لله وحده .
ثم بكت بدموع تماسيح لتثير الشفقة ،ففزعت جليلة وسئلتها :
_ مالك يا ست عزة كفالله الشر ؟
عزة بحزن : تعبت يا جليلة تعبت جوى وانا كل يوم والتانى أشوف الراچل اللى عحبه داخل طالع على مرته اللى عيحبها ويموت فيها والإبتسامة من إهنه لإهنه ، وانا بردك مرته بس مش بشوفه غير كل فين ويچى تجضية واجب بس وعافية ولا أشوفه عيبتسم ليه بنفس زييها .
_ مش خابرة أنا نجصنى ايه عن ملك يحبها هى وانا لأ !!
حتى البت اللى طلعت بيها من الدنيا خدتها منى ومش عارفة أتلم عليها .
فأشفقت عليها جليلة وأقتربت منها تربت على كتفها تربت عليه بحنو مردفة : بس هدى نفسك يا بتى ، ومتزعليش عاد .
واعرفى أن الحب ده بتاع ربنا عاد وأكيد غصب عنيه هيميل لملك عنيكِ ، بس هو غلطان عشان لازم يعدل بناتكم .
عشان الرسول صلى الله عليه وسلم كان بيعدل بين زوجاته لكن كان عيحب السيدة عائشة اكتر واحدة وكان يقول ( اللهم هذا قسمى فيما أملك فلا تؤاخذنى بما لا أملك) ..
عزة : بس ده لا بيحب ولا يعدل يا جليلة ومش بعيد شوية كمان ويطلجنى ومعرفش أروح فين دى ابويا مش بيطجنى وامى قليلة الحيلة .
جليلة : لا سى باسم ميعملهاش ده ابن اصول .
عزة : لا يعملها وكذا مرة يجولهالى بدال زعلانة من حبى لملك اطلجك وتشوفى حالك .
ثم زادات فى بكاؤها وتابعت :
_ كيف بس يطلجنى وهو خابر انى روحى فيه يا جليلة ، يرضيكِ أكده !!
جليلة بعد أن حركت إحدى يديها مردفة بحيرة : مش خابرة أجولك ايه يا ست عزة والله .
عزة بمكر : أجولك أنا يا جليلة ،
انا خلاص فاض بيه ومعنديش غير حل واحد عشان أكمل مع باسم .
وعشان أكده جولتلك تعالى عشان تساعدينى ومستعدة أديكِ اللى تطلبيه بس بشرط ميخرجش الموضوع ده بنتنا واصل .
جليلة بترقب : جولى يا ست عزة ولو اقدر أعملك كل اللى تريديه من غير فلوس والله ، انا يعز عليه زعلك أكده .
عزة : تعيشى يا جليلة ، ده عشمى فيكى بردك .
تعالى بس جربى منى وعجولك كل حاچة.
*********
عرضت مرام على براء الزواج فى مقابل أن تعترف بكل شىء وتبرئه فى بث مباشر ولكن لتنعم معه بليلة تمنتها كثيرا يحتويها فيها بحبه التى حرمت منه وتشعر ولو للحظات بسعادة كم تمنتها وحلمت بها وربما تكون تلك الليلة الأولى والأخيرة .
تفاجىء براء بطلبها وتخبطت مشاعره ولم يستطيع التركيز وشعرت هى بتششته فحاولت القيام من على التخت لتقترب منه وترجوه أن يقبل .
ولكنها ما أن خطت أول خطواتها إليه ، أصابها دوار شديد فسقطت مغشيا عليها .
ففزع براء وأسرع إليها مردفا : مرام ، مرام .
ثم انحنى لها بجذعه وحملها ووضعها على التخت ، ثم التفت لعله يجد لها اى عطر ينثره على أنفها لتفوق .
وبالفعل أخذ العطر ونثره على أنفها ولكنها لم تستفيق ، فدب فى قلبه الذعر .
_ يادى الليلة اللى مش فايتة ،طيب إستنى لما نتجوز الأول وتعيشى ليلة أحلامك اللى بتتمنيها .
عتموتى أكده سادة بردك ، يا عيب الشوم .
ثم تراجع سريعا بقوله :
_ نتجوز ايه بس ، دى زاد كانت هتعمل منى شورما .
_ جومى بس يا ست مرام واعترفى عشان برستيجى جدام الناس الله يخليكِ .
_ طيب أعمل ايه دلوك يا بشر فى المصيبة دى عاد ؟
_ اه مفيش غير إنى أحملها للمستشفى ، على الله بس تعيش عشان متجبليش مصيبة حتى وهى ميتة .
ليحملها بالفعل إلى المستشفى ، ليذهبوا بها إلى غرفة العناية المركزة بعد أن قلت نسبة الأكسجين فى الدم عندها ووضعت تحت جهاز التنفس الصناعى .
ليخرج هاتفه ويتصل على حسام ويحدثه بما حدث ، تحت ذهول حسام الذى تفاجىء وحديثه بإندهاش : اه يا بنت اللذينة .
دى مصيبة متحركة ، بس سبحان الله ربنا ابتلاها على قدر اللى عملته فى الناس ، شربتهم السـ.م واهو دلوقتى جالها ومفيش مخرج .
براء : فعلا بس على أد ده كله ، صعبت عليه .
لأن الظروف هى اللى خلتها فى الطريق ده ، وبالرغم أن عندها كل حاجة من مال وجمال وسطوة إلا إنها خزان أحزان والله .
ثم أكمل بخبث : وفوق ده كله عتحبنى جوى وعايزة تچوزنى .
فضحك حسام : ألف ألف مبروك وان شاء الله أجى أبارك لك فى الصبحية فى الترب .
بس لعلمك يا براء ، أنت كده مش مجبر تنفذ اللى طلبته منك ، لأن بالتسجيل اللى معاك قالت فيه كل حاجة وابعته ليه وانا هقدمه لسيادة اللوا وهو يعمل اتصالاته وان شاء الله ترجع للشغل تانى .
بجانب كام منشور على الفيس يتعمل منهم حدوتة الناس تكلم فيها وهتلاقى المذيعين عندك يعلموا حوار وتطلع فى برامج وتكون ترند الموسم وتبقى أشهر من النار على العلم يا سيادة المقدم ومحدش هيعرف يكلمك .
فتنهد براء بأرتياح قائلا : بحمد الله والله يا حسام ، أنا كنت عايش فى كابوس صدقنى ، لإنى حتى لو بيعجبنى الصنف الحلو بس عمرى ما أتعديت حدودى وعملت كبيرة من الكبائر غير إنى جصرت كتير مع مرتى والموضوع ده چه بزيادة عليها وكانت عتروح فيها وساعتها مكنتش عتحمل أعيش لو لحظة من غيرها .
حسام : يااه ده أنت حبيب أهو ، أمال عينك زايغة ليه يا راجل ؟
فضحك براء وأجاب : مش خابر بس أهو فراغة عين بس هى الجلب والننى والله .
بس أجولك توبة خلاص عينى تروح أكده ولا أكده ، حتى أنا عسيب الشغلانة دى خلاص وأشتغل تاجر بلح .
ومش راچع الحكومة تانى وعجعد چمب مرتى وابنى .
فضحك حسام : الله يجزيك يا براء ، موتنى ضحك .
بقا سيادة المقدم اللى شغل الشرطة بيجرى فى دمه ، يسيبه بالساهل كده .
براء بحزن : غصب عنى والله ،انا روحى فى شغلى ، بس بعد اللى حصل ورغم خلاص ربنا كرمنى مبقاش ليه روح فيها وعايز فعلا أشتغل حاجة خاصة .
حسام : مش عارف أقولك إيه ، بس المهم تكون مرتاح وسعيد فى حياتك .
ودلوقتى هتعمل ايه ، هترجع الصعيد ؟
براء : أكيد هرجع بس صراحة هستنى لما مرام تفوق وأطمن عليها.
حسام بإندهاش : يا راجل دى هى اللى جبتلكم الكافية ، تتطمن ايه بس ، ما تروح فى ستين داهية ولا تبكى عليها..
براء: لا برده دى روح يا حسام وصعب عليه أسيبها كده وخصوصا فعلا إنى حسيت منها أنها ندمانة على كل اللى عملته ، وعايزة تتوب قبل ما تقابل وجه كريم .
فسخر حسام : ماشى يا شيخنا ، بس الحلوة دى ، من دلوقتى هيتعين عليها حراسة اكيد ، لغاية ما تفوق ونقدر نستجوبها ، لغاية ما نشوف هتقدر على المحاكمة ولا هتفضل فى مستشفى السجن بعد كده .
بس لازم كمان تعترف عشان نقدر نجيب اللى وراها ،من اول الدكتور اللى ساعدها فى انتحال شخصية تانية وفريد والبت إياها اللى عملت عليك التمثلية دى .
براء بسخط : فعلا دول نفسى أعلقهم .
عشت كده مش راجع دلوقتى غير لما القضية تمشى شوية .
أغلق براء الخط مع حسام وتنهد بإرتياح قليلا بعد أن أقترب من الحصول على برائته والعيش بسلام أخيرا بجانب زوجته وابنه .
ثم قرر أن يحدث باسم ليخبره بما حدث ، ليطمئن والدته ويهدء من روع زاد وبعث له التسجيل كى تسمعه بنفسها وتصدق .
فحدثه باسم بفرحة : بجد يا خوى ، اللهم لك الحمد .
متصورش جد ايه كنت حزين عليك لإنى خابر انك متعملهاش .
ودلوك خلاص تقدر تمشى راسك مرفوعة من جديد وترچع شغلك وربنا يسعدك أنت وزاد وتعوضها عن اللى حوصل .
ابتسم براء وتخيل لحظاتها معه وتمنى فعلا أن يستعيدوا حبهم من جديد فاستطرد قائلا : اه طبعا ، انا خلاص كمان عسيب الحكومة واشتغل حر وهكون براحتى معاها مفيش تقييد .
باسم بتجهم : تسيب الحكومة ، ليه بس بل اخوى ، ده أنت روحك فيها ، خسارة والله .
براء : زهجت والله يا اخوى ومشفوتش منيها غير المشاكل وعايز أهدى وأشوف حياتى كويس ..
باسم : ربنا يقدم اللى فيه الخير .
ودلوك هروح أفرح امى وزاد المسكينة اللى وشها من ساعتها أصفر وذبلت خالص .
فذهب باسم وكانت والدته عند زاد تتفقدها وتتطمئن على معاذ الصغير التى باتت لا تتركه بعد أن أبتعد عنها غيث .
أما ريحانة ابنة باسم ، فملك لا تدعها إلى أحدا ابدا .
فطرق باسم الباب بمرح مردفا : انا باسم حد خالع رأسه عاد !
فضحكت زهيرة واجابته : أدخل يا ولد ، زاد لابسه حجابها كانت عتصلى .
فولج باسم والإبتسامة على شفتيه واقترب من والدته وقبل يديها ورأسها بحب ثم نظر إلى تلك الحزينة ذات العيون الذابلة وقال : مش جولتلك يا زاد ، ميعملهاش براء واصل وهو مظلوم .
فحركت زاد رأسها بآسى قائلة : مظلوم كيف وهو متصور معاها ، لساك عايز تدافع عنيه يا باسم .
_ أرجوك انا مش عايزة اكلم فى الموضوع ده تانى ، انا خلاص نسيت إنى مچوزة وخرجته من حياتى ومش مهم عندى غير ولدى وبس .
باسم : مش مصدجانى ، طيب أنا هسمعك بنفسك وتعرفى إنك أنتِ اللى ظلمتيه .
فاتسعت عين زاد قائلة باستنكار : أناااا .
ليبدء باسم فى تشغيل الصوت المسجل لمرام التى تعترف به أنه هى من وراء ما حدث لبراء.
ونظر باسم إلى تعبيرات وجهها وهى تستمتع إليه وظن إنه وجهها سيتهلل فرحا ببرائته كما حدث مع وجه والدته التى ابتسمت ثم سجدت لله شكر .
ولكن زاد أحتقن وجهها بالغيرة من حديث مرام وتصريحها بالحب ، والصدمة أيضا من عرض الزواج .
ليصيبها السخط عندما توقف المسجل دون أن تدرى بما أجابها براء بالموافقة ام لا .
لتسئل باسم : خليه يشتغل ، وجف ليه ؟
عايزة أعرف ابو عين زايغة ده ، وافق يچوزها ولا ايه ؟
ما أنا خابرة يعملها ما يصدج ، عشان جلبه ضعيف .
فحاول باسم كتم ضحكته وقال : لا التسجيل وقف على أكده .
بس هى وجعت من طولها ووداها براء للمستشفى.
فاكملت ساخرة : طول عمره حنين .
ثم وجدها تسرع إلى هاتفها وتتصل على براء .
تسارعت نبضات قلب براء وهو يرى اسمها يزين الشاشة مجددا فتحركت جوارحه وكأنه مازال مراهقا ولمعت عينيه ثم استجاب على الفور ظنا منه أنها اتصلت لتصارحه بحبها له وندمها على شكها فيه وستعود أخيرا المياه لمجاريها بعد انقطاع .
فردد براء بلهفة :زاد أخيرا هسمع صوتك .
ليفجع بنبرة صوتها العالية بقولها : كنت عتعملها صوح يا براء ، وتچوزها تانى ام عين بجحة دى ، منا خابرة طول عمرك عينك زايغة وميملاش عينيك غير التراب .
_ وكمان جاعد جنبها تتدوايها ، منا خابرة حنين جوى على اللى مش ليك .
إتسعت عين براء من الصدمة من كلامها المتلاحق ولم يستطيع الدفاع عن نفسه وحاول قائلا : زاد ايه اللى بتقوليه ده بس !
_ طيب اسمعينى .
زاد : مش عايزة أسمع ولا اعرف خلاص حاجة ، إعمل اللى تعمله ، انا خلاص زهدت فيك .
ثم تفاجىء بإنها تغلق الخط فى وجهه .
ليصيح براء : اه يا بت المچنونة ، وانا اللى كنت فاكر ، عتتصل عشان تحب فيا .
ماشى يا زاد ، ام طلعت كل ده على جتتك مبجاش ، انا براء .
وللعند فيكِ بجا مش سايب الحكومة ، وهحول شرطة أدا..ب عشان عينى تزوغ براحتى ..
****
أهتم جابر بصغيره غيث ، حتى أنه كان يحمله على يديه أثناء مباشرة العمل فى المصنع .
وعندما عاد إلى مكتبه حدثه جاد بضيق : مينفعش اللى عتعمله ده يا اخوى ، عتنتبه لشغلك ولا لـغيث .
_ جولتلك أعطيه لسلسبيل تهتم بيه ، ومتخافش عليه دى حنينة جوى وعتكون أحن عليه من أمه اللى رمته .
جاد بنظرة حزن : مش عايز أكتر عليها يا جاد ، دى لسه صغيرة وكفاية عليها حمل أخوها وأنت كمان عتراعيك .
وخايف تضايق منيه ، ده أنا لسه كنت بفكر أكلمها واجولها لو حاسه إنى عكون حمل عليكِ بولدى ، بلاش منها الچوازة دى وتچوز واحد زييها مسبقلهوش الچواز أحسن .
صُدم جاد وتغيرت ملامحه وعاتبه بقوله : عتجول ايه يا خوى ، لا أكده حرام دى البت عتعشق التراب اللى عتمشى عليه ، تجول تسبها ، دى تموت فيها .
ولا أنت عتحجج وخلاص لجل عيون الناس اللى بعتك بالرخيص وعايز تعمل زييها وتبيع ناس عتحبك وعتتمنى رضاك .
فصاح جابر بغضب : وبعدين معاك يا جاد ، كفاية كلام فى الموضوع ده ، أنا خلاص جفلته .
فبزيادك يا جاد بالله عليك ،مش ناجص حرق جلب .
أما على سلسبيل فانا هچوزها لو مش عتضايق من غيث ، فمتجلجش .
ودلوك انا هروح لها واتفاهم معاها ولو حسيت صوح أنها متقلبة ولدى عحدد معاها معاد الچواز وعنزل معاها تشترى العفش اللى يعچبها وتفرش بنفسها كمان .
_ ها حلو أكده يا جاد ولا فيه نفسك حاچة تجولها تانى ؟
جاد بفرحة : لا مفيش ، ربنا يسعدك يا غالى وانا خابر إنك مش عتندم ابدا على چوازتك منيها وبكرة تجول جاد جال .
فابتسم جابر رغم حزنه قائلا : الله يدبر الأمر ، كله من عنده خير .
ثم تركه وتوجه إلى سلسبيل يحمل صغيره الذى أتم السنة من عمره وبدء يتمتم بكلمات غير مفهومة ، ويستطيع المشى عندما يرتكز على أحد الاثاث ثم يسقط مجددا لعدم إتزانه بعد .
اتصل جابر بها فى الطريق ليخبرها أنه سيأتى لزيارتها حتى تكون على استعداد .
فأمتلئت جوارحها بالسكينة ودخل فى قلبها الفرح وسارعت إلى غرفتها تبدل ملابسها باحسن ما عندها .
وعندما ارتدت عبائتها واختارت لها حجاب بنفس اللون ، طالعت نفسها فى المرآة بحيرة ثم قالت : هو مش دلوك جابر يبجا چوزى على سنة الله ورسوله ، يبجا ملهاش عايزة الطرحة عاد .
وبردك العباية دى واسعة جوى ، خلينى أبدلها بحاچة تبين عودى وأسرح شعرى أكده وأبين له كيف أنا حلوة بردك يمكن جلبه يحن ويحاول ينسى جديمه .
ااااه يا جابر نفسى تحس بجلبى اللى عيحبك .
صبرت كتير جوى جلبى ونفسى أشوف فى عيونك الحلوة نظرة حب ، ااااه يا جلبى من حبك .
ثم أعلن الطارق عن الوصول فاحمرت وجنتيها فرحا ودق قلبها عندما سمعت صوته يتحدث :كيفك يا عمران ؟
عمران : بخير يا اخوى ، اتفضل .
ده غيث صح !
بسم الله ماشاءالله ، ممكن أشيله يا عم چابر .
فابتسم جابر تناوله إياه قائلا : ايوه ، خده يا حبيبى ، بس خلى بالك منيه وخاف على يدك منه عشان هيعض بسنته الحامية دى.
فضحك عمران مرددا : ده سكر ربنا يحفظه .
لتأتى سلسبيل من الداخل بوجه بشوش تتغنج بمشيتها ويتحرك معها شعرها كلما خطت خطوة ورحبت به بقولها : أهلا يا جابر ، نورت .
إزاداد لعاب جابر وهو يراها على تلك الهيئة التى لم يراها عليها من قبل فقد كانت جميلة حقا ولكنه سرعان ما أخفض بصره حرجا وأجابها : بنورك يا سلسبيل ، كيفك ؟
سلسبيل : بخير طول ما أنت بخير يا جابر .
لامست قلبه كلمتها واستحسنها فابتسم وقال : أجعدى يا سلسبيل رايد أكلم معاكِ كلمتين .
فجلست سلسبيل بجانبه ، فتعرق جابر خجلا وابتعد قليلا ، فتنهدت بعشق وحدثت نفسها : وبعدين بجا عتتعبنى معاك ،يعنى ألبس واتزوق وتنزل عينك من عليه وأقرب منيك تبعد .
_ قرب يا جابر واطفى الشوق اللى فى جلبى ليك ،وبص فى عينيه عتشوف جد إيه بحبك ومشتاقة ليك .
أنا أحبك
حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأسا ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من اشعل النيران يطفيها
حمحم جابر بحرج قائلا : انا چبت ولدى غيث وهو مع عمران چوه فى اوضته وأنتِ خابرة أن أمه تعبانة ومش عتقدر على تربيته وانا أخدته منيها وهيكون معايا على طول عشان أراعيه .
وعشان كده بسئلك يا بت الناس ، رضيانة تچوزينى وولدى معايا ؟
_ يعنى عتراعى ولدى وتكون أنتِ أمه ،مش عتزهجى أو تملى أو تتعبى وتجولى يارتنى أخدت عازب !
_ فجولى لو مش عتقدرى على المسئولية دى ، عشان أعفيكِ منيها وكل واحد يروح لحاله .
فتفاجىء جابر بها تضع يدها على فمها وتطالعه بحب مردفة : بس متكملش يا جابر ، عشان متكسرش جلبى .
أنا متحملش كلمة زى دى صدجنى ، مجدرش تبعد عنى ولو للحظة واحدة .
_ ده انت روحى اللى رچعلتى من تانى .
_ انت النسمة الحلوة فى حياتى .
وغيث حتة منيك ، يعنى حتى منى أنا كمان ، عحبه على حبك واراعاه بعيونى وعيصبرنى على بعدك لما تروح الشغل وتبعد عن عيونى .
تجمد جابر ولم يدرى ما يقوله بعد أن هاجمت قلبه بكل تلك المشاعر الفياضة التى لم يتوقعها منها ، فهو تعود مع بانة على الجفاء ولم يبادلها أحد الحب من قبل وكان قلبه هو مازل بكر .
ثم رآها تسرع إلى غرفة عمران وتأتى بالصغير تضمه إليها بحب وتلاعبه وهو يضحك وتحديثه : جلب ماما انت يا غيث ، عحبك حبين مش حب واحد يا ولد الغالى .
فابتسم جابر واطمئن قلبه على ولده .
وقال : أكده على بركة الله يا سلسبيل والچمعة الچاية بأذن الله عندخل.
ومن بكرة عاخدك تچيبى جهازك وتنقى اللى يعچبك وتفرشى بنفسك .
فظهرت الفرحة على وجهها واشتد احمرار وجنتيها خجلا ، فأخيرا سيجمعها سقف بيت واحد مع من تمنته زوجا لها .
******
بثت عزة سمومها فى أذن جليلة وظنت أنها ستوافق بعد أن اصطنعت الحزن والبكاء أمامها ولكنها تفاجئت بها تقول : العمل عمل ربنا يا ست عزة .
وصدجينى عمل المحبة مش بيد حد غير ربنا عشان هو مجلب الجلوب ، فكلمى ربنا أحسن وادعيه يشرح صدر چوزك ليكى .
لكن الست دى دچالة متعرفش ربنا ، وممكن صوح تعملك عمل محبة ويشتغل شوية وبعدين يوقف وساعتها عتفزعى تانى لما يتغير ناحيتك ويكرهك ويرميكِ كفالله الشر .
لكن لما تدعى ربنا عيدوم الحب وعيكرمك وكل واحد ربنا جسمله جسمته ومكتوب عنديه ولى مكتوب عتشوفيه يا ست عزة ، فمتخربيش على نفسك لأن لو حد شم خبر مش بعيد تتفضحى وانا مردهاش ليكى ، لإنى عحبك كيف بتى .
فربنا يهدى سرك ويسعدك .
حملقت عزة بعينيها عليها وأعادت كلماتها على مسامعها وأدركت بالفعل أن ما تقوله صحيح ،وحينها ستخسر كل شىء .
عزة : ايوه صوح عنديها حق ، لو أتجفش الموضوع ، ساعتها مش عيشوف جدامه ولا يراعى انى مرته وأم بته وما هيصدق يطلجنى ويخلص منه وهتكون حجته معاه .
بس إيه العمل عاد تانى معاه ، ما هو انا لا يمكن إستمر على كده .
ولزمن ولابد أخليه يحبنى كيفها وزيادة كمان .
لذا كان على عزة أن تفكر مجددا ،كيف ستجذب باسم إليها وتجعله يحبها وخصوصا أنه سيكون بجانبها طوال اليوم فى المستوصف .
فهل ستسطيع ؟
ام أن للقدر رأى اخر ؟
……
نختم بدعاء جميل
♥يااارب نسالك ان تصلح لنا الحال وان ترح لنا البال وان تجب لنا السؤال ربي نسألك خير ما في هذا اليوم وخير مابعده ونعوذ بك من شر ما في هذا اليوم ومن شر مابعده يارب لا تدع امرا في صدورنا الا وحللته ولا حلما في قلوبنا الا ويسرته♥