رواية سجينة توب الرجال الفصل الثالث بقلم هدى مرسي أبو عوف
رواية سجينة توب الرجال الفصل الثالث بقلم هدى مرسي أبو عوف |
رواية سجينة توب الرجال الفصل الثالث بقلم هدى مرسي أبو عوف
جلست بهيره الى جواره،وقد علمت انها وضعته فى مازق صعب، ولكنها لم يكن لديها حلا اخر،نظرت الى الاسفل وقد امتلاء عقلها بالافكار،نظر اليها وقد فهم ما تفكر به،فهو اضعف من ان يواجه عزمى،ولكنه لن يتركها له،اخذت نفس وزفرته قائله : عمى ممكن اسالك سؤال ؟
عمري : كيف مابدك يابت اخوى اسألى ؟
ترددت للحظات وقالت : انت ليه مشيت وموجفتش لعمى وخدت حجك منيه ؟
ابتسم فهو يفهم مقصدها من هذا السؤال واجاب : وجتها مكنش ينفع اجعد،بعد ما ابوكى مات عزمى الطمع عماه ،وكان كل همه ان الارض كلاتها تبجا تحت يده،ولما رفضت اسبله ارضي وكنت عايز ادوز البنت اللي رايدها ،هو مرضيش واتحجج انها مش جد المجام ،كيف ادوز بنت الراجل اللي كان بيشتغل عندينا،وبهدلو البت هو ومرته وكسرو نفسها،انا قررت اخد حجي منِه وابعد عنهم،لكن طبعا هو مرضيش دخلت كُبرات البلد وحكمو عليه يرجعلى حجى،وهو جدام الكل اتعهد انه يرجعو،بس لما روحت اطلب منه مرديش، وكان عايز يدينى بيته الجديم ادوز فيه، واشتغل فى ارضى تحت اشرافه انا واللى هتدوزها كننا اوجريه،ولما رفضت وجولت ان ده مش الاتفاج اللي بنتنا،ولا ده اللى اتعهد بيه جدام الرداله،جالى اعلى مافى خيلك اركبه،روحت لدوز اختى انصاف كان له كلمه عليه، هو اللي بيبيع للكل المحصول، كل التجار ميخلفوش له امر، ولو منع ان حد يشترى محصُله مهيلجيش اللي ياخد منه حبة واحده،كلمته وهو واعدنى انه هيساعدنى،بس عزمى كان عارف انى هلجأ ليه،فعمل لعبه مع واحد من المخبرين فى الجسم،وكان هيلبسنى جضيه مطلعش منها الا بعد عذاب، اتجبض عليا واتبهدلت،جانى دوز اختى انصاف،جالى ان عزمى الوحيد اللى يجدر طلعنى منهِا،بس ليه شرط اسيب ارضى تحت يده واشتغل معاه، ولما رفضت جلى هتخسرهم كلهم عشان تدفع للمحامين،ولما حسبتها لقيت ان الحل الوحيد انى ابعد، وارضى باللى يبعته ليا احسن ما اخسرها خالص،اوارجع له ويتحكم فيا،عشان اكده مشيت، انا مش جبان يابت اخوى،بس لو كنت عملت زيه كنا هنتفضح فى البلد، والناس كلها هتتفرج علينا،وبعدين يابتى انا عارف زين كيف اوجف له،احنا مش هنواجه عشان ميركبناش الغلط،لكن هنلاعبه .
لم تفهم بهيره قائله : كيف يعنى ؟
فكر قائلا : هجولك لمى خلجاتك وانا هجيب حاجه من جوه واجيلك .
دخلت جلبت الحقيبه وخرجت،واتى هو الاخر ومعه حقيبه صغيره ونظر لها قائلا: تعالى وياى وانا هجولك نعمل ايه .
خرج من باب الشقه خرجت خلفه، صعد الى الطابق الذى يليه،فهو اخر طابق فى البنايه التى يسكن بها،فهى خمس طوابق وغرفتين صغيرتين فوق السطح، اشار لها عليهم قائلا : لما اشتريت الشُجه دى، كان صاحبها بيبعها بالروف ده والاوضتين دول،وانا جولت اخدهم كمان عشان لما ادوز، ميجيش حد يطلع عليا انا وعيالى، واهو لما احب اوسع على نفسى اكمل بنها ، هتجعدى اهنا، عمك ميعرف عنهم حاجه،انا فارشهم وفيهم تلاجه وبتجاز كمان، عشان سعات كنت اجى اجعد اهنا فى الهوا .
نظرت اليه بعدم فهم قائله : مفهماش يعنى ايه اجعد اهناه لحالى ؟
عمرى : افهمى واد عمك لما يجى ماعيتكلمش، ممكن يدخل يخدك من شعرك ويخرج،وان وجفتله هيتعارك وياي،ويمشى ويروح اهناك ويركبنى الغلط، ويجول انى ساعدتك على الهرب،وبدل ما اخدك وارجع لهم عصيتك عليهم،فهمتى انت هتتخبى اهنه، لحد لما اروح اهناك،واعمل جعدة رداله واجول انهم بدهم يدوزوكى غصب، وانت تاكدى على كلامى،واحكم عليه انك تاجى تعيشى معاى اهنه فهمتى .
هزت راسها قائله : فهمت يعنى انت معتجولش انى عندك، بس اكده هما هيفضحونى ويجولو عنى انى هربت منهم .
عمري : لاه انا هقول انى جيت خدتك من هناك، لما انت شيعتلى واستنجدتى بيا فهمتى .
اخذت نفس وزفرته قائله : بس انا خايفه ياعمى هو زمانه دلوك جال لكل الناس وفضحنى .
فكر عمرى قائلا : هيبان لما ياجى واد عمك هفهم هما عِملو ايه المهم دلوك،هنزل اشتريلك وكل وشرب وتلفون، عشان اكلمك عليه طول مهما اهنا،وهفهم الجيران انى اجرت الاوضه لواحد بلدياتى،عشان محدش يستغرب لما يلجاكى فى الاوضه اهنه.
فتح لها باب الغرفه وادخلها ووضع الحقيبه التى معه على الطاوله قائلا : دسى الشنطه دى وياكى دى فيها كل اوراج الشُجه اللى تحت والسطح ده واوراج تانيه مهمه،معاكى اهناه هيبجو فى امان .
وتركها مر على جارته التى فى الدور الذى قبله،واخبرها انه اجر الغرفه التى فى السطح لشاب صغير من اقاربه،وطمأنهم انه لن يضايقهم فى شئ، ونزل اشترى لها كميه من الطعام،وهاتف جديد وعاد،كانت هى نظفت الغرفتين واعادة تنظيمهم،وضع الحقائب من يده على الطاوله قائلا منبهرا : واااه واااه دا انتى طلعتى شاطره جوى روجتى وظبتى كل حاجه فى الحبه دول .
ابتسمت بحزن قائله : ماهى مرت عمى كانت ممرمطانى ومشغلانى عندِها خدامه واتعلمت كل حاجه،كانت تريح بناتها توديهم يتفسحو فى الاجازه كل سنه،وتعمل عاركه مع عمى لما يوافج لعمتى انها تاخدنى معها وهى جيالك .
ربط على ظهرها قائلا : معلش يا بتى خلاص معتروحيش اهناك تانى وعد منى معرجعكيش ابدا .
هزت راسها بالموافقه، وابتسمت ابتسامه هزيله، فهى خائفه عزمى لن يترك ثروتها بسهوله،ولن يصدق انها ستتركها له،قامت اخذت ما احضره ووضعته فى الثلاجه، واحضرت الافطار واعدت الشاى،تناولا الافطار معا وشرب عمري الشاى وقام قائلا : انا هنزل دلوك زمانتهم جاين، هشوف هما عايزين ايه وهيجولو ايه وبعد اكده هنتصرف، هتصل على التلفون ده عشان اطمن عليكى هكلمك على انك راجل فاهمه،ومتخفيش محدش بيجرب من السطح اهنا والعماير التانيه بعيده يعنى محدش هيشوفك .
هزت راسها قائله : حاضر ياعمى .
تركها ونزل بقى فى شقته ينتظرهم،كان متاكد من حضورهم رغم تاخرهم،وبالفعل بعد عدت ساعات دق جرس الباب،قام وفتح وعندما راهم امامه تصنع الدهشه قائلا : واااه ولاد اخوى ايه اللى جابكم اكده فجاءه ؟!
تفاجاء الاثنان من رد فعله، ودخلا الشقه واعينهم تتفحص المكان بحثا عن بهيره،تصنع الغضب قائلا : ايه يا واد انت وهو ده جلة الادب دى؟ ابوكو معلمكوش تسأذنو قبل لتدخلو الدار ؟
تنحنح شاكر قائلا : معلش ياعمى اصل احنا تعبانين جوى من الطريق، بدنا نرتاح بس شويه .
شعر فواز بالحرج قائلا : منقصدش ياعمى بس كل الحكايه ان السلم عالى هد حيلنا .
كان عمري يلاحظ نظراتهم التى تبحث عنها فى كل مكان،ولهفتهم للدخول للبحث عنها فى داخل الغرف، فتصنع عدم الفهم قائلا : وااه مالك ياواد اخوى انت وهو عما تتلفتو اكده ليه بتدورو على ايه ؟
تجلج شاكر قائلا : هاه معلش اصلى … اه اصلى مزنجوج جوى وبدى ادخل الحمام .
اشار له على اتجاه الحمام قائلا : اهناك اهو وبدل ماتتلفت اسأل وانا هجولك .
اسرع شاكر ودخل الحمام واغلق الباب،ارد فواز ان يشغل عمه فى الحديث، كى يتيح الوقت لشاكر ليبحث عنها فور خروجه من الحمام فقال : مايجصدش ياعمى هو بس مستحى منك، خجلان يعنى، دى اول مره يجى عندك،واصلا لفينا كتير على ما عرفنا البيت .
عبس عمرى قائلا : ماهو ابوك ابو عجل تخين ده، لو جالى فى التلفون كنت روحت جابلتكم ووفرت عليكم اللف، انتو بردو ولاد اخوى .
فواز : معلش ياعمى اصلها سفريه جت مفاجأه اكده .
عمري : وياترى ايه اللى جابكم مفجأه اكده فى حد مات تانى ودفنتو منغير متجولو ؟
تلجلج فواز فهو لايعرف ماذا يقول،فهم لم يجدو لها اى اثر فى الشقه، خرج شاكر من الحمام ودخل الغرف وبحث بهم،التف عمرى واعطى ظهره للغرف كى يعطيه الفرصه ليبحث كيفما يشاء،اتى شاكر ووقف الى جانب فواز قائلا : معلش ياعمى هعمل مكالمة تلفون، اطمن ابوى اننا وصلنا واجولك احنا ايه اللى جابنا اكده .
عمري : براحتك ياواد اخوى البيت بيتكم،هعمل لكم كوبيتين شاى على ما ترتاحو، واطلب لكم غدى،انتوةخابرين انا لحالى ومعنديش حد يطبخ،وطبيخى عفش .
تركهم ودخل المطبخ وهو يراقبهم من بعيد،نظر شاكر الى فواز قائلا : ملجتهاش فى الاوض .
فواز متعجبا : راحت فين يعنى ملهاش مكان تانى ؟
شاكر : اكيد تاهت ومعرفتش توصل وشويه وتاجى .
فواز : طب كلم ابوى واسأله نعمل ايه ؟
هز راسه بالموافقه واخرج الهاتف من جيبه وطلب والده الذى كان ينتظر مكالمتهم متلهفا، اجابهم قائلا : ايوه يا شاكر جبتوها وراجعين ولا عمكم وجف لكم ؟
شاكر غاضبا : ملجنهاش اصلا مش موجوده ومعرفينش نجول لعمى احنا جاين ليه .
عزمى غاضبا : كيف يعنى ملجتوهاش راحت وين دى؟
جز شاكر على اسنانه قائلا : وانا اعرف منين مش دى اللى كنتو عايزين تدوزوهالى شوف بت اخوك راحت وين .
زاد غضب عزمى قائلا : سد خاشمك ده واكتم ماعيزش عمك يسمع بالحديت ده، وجوله انك جاى تشترى باجى الشوار بتاعاك انت وبهيره، يمكن تكون تاهت فى الطريق، وشويه تاجى عندكم خليكم لبكره .
شاكر وهو يجز على اسنانه : حاضر يابوى .
انهى المكالمه ونظر الى اخيه قائلا : هنفضل اهنه لبكره عشان نلاجى اللى حاطت راسنا فى الطين، ياولها منى بس اما الجيها، مهخليش فيها حته سليمه يولها منى .
فواز : طب اسكت دلوك عمك يسمعنا ويعرف الحجيجه، اسكت دلوك ولما نلاجيها ونروح يحلها ربنا .
كان عمرى يستمع الى كلامهم واشتعل غضبه،وكاد يخرج يضربهم ولكنه تراجع خوفا عليها من بطشهم،يجب ان يحميها لا يتسبب في اذاءها،اخذ لهم الشاي وضعه امامهم قائلا : مجلتش يعنى ايه اللى جابكم اكده على سهوه ؟
شاكر وهو يحاول ان يدارى غضبه : جاين نشتري شوار ليا انا وبهيره، اصل احنا هنتدوز بعد اربعين عمتى .
تعجب عمري قائلا : كيف ده يعنى هو مفيش عندكم حرمه للميت؟ عايزين تعملو فرح واختى لسه ميته ؟
شاكر : لاه ياعمى معنعملش فرح ولا حاجه، هندوز سوكيتى اكده متخافش .
عمري غاضبا : اه وبردك ابوك هيدوزهالك منغير ميجولى، ابوك عدى الحدود كلها ومخلاش اى حاجه، بس لما اجى البلد هيكون ليا كلام تانى معاه .
فواز : انت حر انت واخوك ملناش صالح احنا، بدى انام شوى تعبان من الطريق انام فين ؟
اشار الى الغرفه التى كانت بها بهيره قائلا : اهناك روح نام .
شاكر : انا كمان هدخل اريح وياه ياعمى .
عمري : ادخل يا واد اخوى اهو على ماتصحو يكون الوكل ده .
دخل الاثنان الى الغرفه،كان عمري ينظر عليهم بغضب شديد،فهو يعلم ما يدبرون للفتاه المسكينه،ولكن ما كان يقلقه ما يخططون له،وكيف يوقفه،خرج الاثنان من الغرفه ونظر شاكر الى عمه قائلا : جولى ياعمى هو فى حد كان جاعد وياك اهناه ؟
تفجأ عمري بالسؤال وظن ان بهيره قد نسيت شئ يخصها بالغرفه،فتحنح قائلا : حد جاعد معايا كيف يعنى تجصد ايه ياواد اخوى ؟
شعر شاكر بالخوف والقلق فى نظرات واجابة عمري،فقرر انه يحاول ايقاعه فى الكلام قائلا : تكون جت عندك يعنى .
فهم عمري انه يحاول ايقاعه فى الكلام،فنظر له غاضبا : انت هتجول ايه ياواكل ناسك بتتهم عمك بالزنا؟! انت شايف عمك راجل عفش عشان يعمل اكده؟ان مكنتش ضيف فى بيتى كنت علمتك الادب ياواد اخوى .
فهم شاكر ان عمه قد فهم قصده خطأ، وتيقن من داخله انه لايعلم شئ عن بهيره، فقال : لاه لاه ياعمى كيف افكر اكده، انا اقصد يكون حد بيجى ينضفلك الشجه،حد من صحابك بيجعد معاك شويه اكده يعنى،مقصديش حاجه عفشه لاسمح الله .
فهم عمري انه طمانهم بكلامه، فقد قصد ان يحول تفكيرهم لامر اخر كى يتأكدا انه لايعرف شئ عن بهيره، فقال : ماشى يا واد اخوى .
دخلا مرة اخرى الى الغرفه نظر فواز الى شاكر قائلا بصوت خفيض : بجولك ايه انا مجيليش نوم دلوك ماتيجى ننزل ندور عليها يمكن تايه فى الطريق،اهو لو لجيناها ناخدها من بره وعمى مايعرفش حاجه .
فكر شاكر قائلا : تصدج فكره زينه، ننزل حتى كمان نستناها عند العماره تحت، واول ماتاجى ناخدها ونمشى .
فواز : يلا بينا .
خرجا مره اخرى من الغرفه،تعجب عمري قائلا : وااه مالكم داخلين خارجين اكده ؟!
شاكر : ابدا ياعمى بس معرفينش ننام فهننزل نجيب شوية حاجات ونعاود .
عمري : استنو الوكل على وصول كلو لاول وبعدين انزلو .
فواز : تمام وماله بردك،بس لو جدامه كتير ننزل نجيب حبة حاجات على ما يجى .
عمري : لاه جاى خلاص هما عارفنى ومعيأخروش عليا الوكل،اجعد ياواد انت وهو اجعدو جولولى ايه اخبار البلد .
جلس الاثنان وبدأا يتحدثا معه
……….
انهى عزمى المكالمه مع شاكر، وجلس يفكر اين ذهبت بهيره،لو انها لم تذهب لاحد فى البلد، ولم تذهب ل عمري،اين تكون ؟ هل تكون تعرف احد اخر،فقال لنفسه : لاه بت اخوى متعملش اكده ابدا،تكون عملت فى نفسها حاجه،واااه تكون رمت نفسها فى الترعه ماهى معهاش فلوس هتسافر كيف يعنى ؟!
دخلت عليه رقيه وتعجبت لرؤيته يكلم نفسه قائله : وااه عتكلم نفسك، منك لله يا بهيره طيرتى عجل الردل .
نظر اليه عزمى بحده قائلا: ككجن لما يلخبطك ياوليه انت غروى كتك غوره .
رقيه بعبوس : وااه يعنى متخلعش عليك لما الجيك بتتحدد لحالك .
ضجر عزمى منها قائلا : بووه منك اسيبك وامشى يعنى جولتلك يا حرمه،بفكر عايز اعرف البت دى راحت وين، وهى معهاش حتى جرش واحد ولا معها خجله تلبسها .
جلست الى جواره وقالت بمكر : بنت فى سنها تخرج واحدها كيف الا لو كان حد غوها .
غضب عزمى ونهرها قائلا : سد خاشمك ياوليه انت بدل ماسدهلولك بجلوص طين، مره لسانها كيف العجربه، بت اخوى متعملش اكده ابدا،اصدج انها تقتل نفسها ولا انها تغضب ربنا،وبعدين يا دموسه انت هو فى راجل واحد راضى بيها كحرمه،ده ابنك مرضيش بيها عشان ملهاش منظر .
حركت فمها يمينا ويسارا ووضعت يدها على ذقنها قائله: صح فدى عندك حج بس معجول تكون رمت نفسها فى البحر .
نظر اليها عزمى وكانه اقتنع بكلامها قائلا : تصدجى صح مدام ملهاش اثر اكده ومراحتش عند اخوى تبجا موتت نفسها،بس احنا لو بلغنا الحكومه هتبجا فضيحه كبيره .
فكرت رقيه قائله : اجولك لو جم ولادك وملجيوهاش يبقا هى انتحرت، ومهنبلغش ولا حاجه انت تعرف دكتور الوحده، تخلص معاه وتخليه يطلع لنا شهادة وفاه،ونعمل لها عزا والموضوع يخلص .
عزمى رافضا : كيف ده طب وخالها وعمري هيسكتو كيف ؟
رقيه ماكره : خالها مجدور عليه هنجول انها اتغسلت واتكفنت خلاص ومحدش يفتح عليها الكفن .
عزمى : طب والجثه عنجبها من وين ؟
رقيه : وااه هى دى صعبه الممرض بتاع المستشفى، يجبلنا من المشرحه ايها جثه عندهم معرفينش لها صاحب، ناخدها وادينا هناخد ثواب دفنها كمان .
امسك عزمى ذقنه قائلا : تصدجى كلامك صح ونخلص من الموضوع .
رقيه : وحتى لو كانت حيه مامتتش معتجدرش ترجع اهناه تانى خلاص،مبجلهاش وجود اصلا .
نظر اليها عزمى منبهرا: ايه الدماغ دى ده انت ولا ابليس نفسه .
ضحكت قائله بتفاخر : ابليس ده ياجى ادرسله .
ضحكا الاثنان وقد عزم على ذلك .
اما بهيره كانت تجلس فى الغرفه كما امرها عمها،كانت تستمع الى كل مايدور عندهم،وعمها يتصل بها كلما وجد فرصه يطمأن عليهاويطمأنها،ظلت على هذا الحال حتى المساء، كان الوقت يمر عليها بطئ،وكانها تسير فى طريق مظلم ولا تعرف متى ياتى النهار،كانت كلما اغمضت عينها رأتهم يدخلون عليها وينهالون عليها ضربا،فتنتفض مكانها وتظل تلهث مرتعبه، وكأنها كادت تغرق فى بحرا هإج حالك الظلمه،وظلت على هذا الحال، حتى سمعتهم يخرجان مع عمها،وقتها فقط شعرت ببعض الإطمئنان، جلست مكانها وكانها اسيره تنتظر الحريه، دق باب غرفتها ورغم انها متاكده انه عمها،الا انها انتفضت وفزعت وتجمدت مكانها،لم تهدأ الا عندما سمعت صوت عمها يناديها قائلا : افتحى يابت اخوى اطمنى غارو خلاص وركبتهم العربيه كمان متخفيش .
تنفست بهيره وكأن روحها عادت اليها،وقامت فتحت له الباب دخل ونظر لها فوجهها شاحب وتحت عينها اسود فهى لم تنم بسبب الكوبيس التى تطردها .
تنهد قائلا : معلش يابت اخوى عارف انك كنتى خايفه، بس انا وعدتك ومعخليش حد منهم يمس منك شعره حتى لو كان فيها موتى .
بهيره : بعد الشر عنك ياعمى ربنا ما يجيب حاجه وحشه ابد .
جلس على طرف السرير واشار لها جلست الى جواره،ربت على ظهرها قائلا : بصى هما دلوك اتأكدو انك مش عندى،انا هتدلى على البلد،وهحكى لخالك كل اللى حصل واللى عملوه فيكى،وهجول انك كلمتينى وانا جيت اخدتك من اهناك،وهعمل جاعدة رداله ونحكم على عمك انك تعيشى معايا،وربنا ييسر الامور وعمك ميعملش مشاكل تانيه .
ابتلعت بهيره ريقها قائله: اللى تجولو ياعمى انا موافجه عليه وهعمله،بس انا مش هتدلى معاك؟
عمري : على عينى يابتى اسيبك اهنه لحالك، بس مجدرش اخدك وياى، الا لما اتفج مع خالك، ومينفع الحديت ده يكون بالتلفون،اول ما اطمن هبعت واد خالك ياخدك هو خبر البيت زين .
بهيره : طب وانا هروح اكده بخلجات الرداله دى ؟
عمري : لاه هنزل دلوك اشترى ليكى خلجات حريمى من اى محل جريب، عشان ماعيزش حد يعرف انك عملت اكده،انا خابر زين انك كنتى مجبره منها لله مرت عمك،شكلك تعبانه نامى دلوك وانا هنزل اشترى الخلجات وبكره ان شاء الله هتدلى على البلد .
هزت راسها بالموافقه تركها وخرج،نزل الى شقته فهو الاخر متعب،لم ينم جيدا كان خائفا من ان يكتشفو امرها،نزل اشترى لها الملابس الجديده وعاد الى شقته .
………..
فى المساء وصل شاكر وفايز الى منزلهم،كان عزمى ينتظرهم فى غرفته،فصعدا اليه دخل شاكر قائلا: ملجنهاش حاطت راسنا فى الطين والوحل هربت ومنعرفش راحت فين ؟
نظر اليه عزمى غاضبا : وطى حسك ومتتكلمش عن بت اخوى اكده،هى عمرها متعمل اكده ابدا،البت جتلت نفسها عشان متتدوزكش يافالح .
صدم شاكر من رده وتلجلج قائلا : كيف يعنى وفين جتتها ؟
عزمى غاضبا : رمت نفسها فى البحر وخلاص هندفنوها بكره بس محدش منكم يتحدتت مع حد لحد لما نعلنها ونجول للكل انت فاهم .
لم يفهم شاكر قائلا : لع مفهمش يعنى ايه هى ماتت ولا انت هتجول اكده ؟
زاد غضب عزمى وصرخ بهم قائلا : عنك مفهمت خدى ولدك وبعدى عنى دلوك يا رقيه بدل ما اجتلهولك .
اخذتهم رقيه وخرجت دخلت غرفة شاكر،نظرت اليهم قائله : افهم ياواكل ناسك انت وهو، بوك معايزش فضايح،لو هى هربت هتبقا فضيحه لنا كلنا، وكمان كيف تهرب لحالها وهى معهاش خلجات، فتشت خلجات اختك لجيتهم كاملين يعنى مهربتش، فأكيد هى موتت نفسها وخلصنا بجا، الموضوع ده مايتفتحش تانى مفهوم .
سكت شاكر وهو يشتعل غضبا قال فايز : طب وانت هتعملو ايه هتجولو انها انتحرت ؟
رقيه : لاه هنجول انها ماتت طبيعى ،من يوم ماماتت عمتها وانا جايله انها مرضانه،هجول ان التعب زاد عليها وماتت،وابوك هيجيب جته ونكفنها وندفنها وخلاص، والصحه تبعنا هنخلص معاهم .
شاكر غاضبا : طب وعمى هيسكت على اكده؟وخالها هو التانى مهيجولش اننا جتلنها ويعمل لنا مشاكل ؟
اخذت نفس وزفرته قائله : كل ده مقدور عليه ابوك هيحله ملكش انت صالح .
شاكر : وااه كيف يعنى هو جال ان البت هربت منى ومعيزاش تتدوزنى كانى حيوان انا .
رقيه : وهو انت معرفش انها رافضاك من الاساس؟ واننا كنا جبرينها عليك،بجولك ايه هى ملهاش شكل ولا منظر، بس انت كمان ضربتها بغبا خليتها مطيجاش فهمت .
شاكر : فهمت خلاص .
رقيه : هسبكم دلوك عشان ابوك يروح يشوف اللى هيعمله .
عادت الى غرفة عزمى كان يتحدث فى الهاتف،ظلت صامته حتى انتهى ونظر لها قائلا : يظهر ان البت موتت نفسها صح .
تعجبت رقيه قائله : كيف يعنى ؟
عزمى : كلمت دكتور الصحه عشان اجله يخلصلى الموضوع، جالى انهم لجيو دثه لبت فى البحر، بس ملامحها مش باينه الميه كلتها، فجولت اكيد تبقا هى، فجولتله ميجولش لحد معيزينش حديت عاد، هناخدها من سكات وندفنها وننهى الموضوع وخلاص .
رقيه : زين اكده الموضوع خلص لحاله .
عزمى :لما نخلص الاجرات كلها، هكلم عمري واجله عشان يجى يحضر الدفنه، وكمان عشان ميعملش مشاكل .
رقيه : زين اروح احضر الوكل للولاد زمانتهم جعانين .
تركته وذهبت وكل منهم متيقن انها ليست جثتها لكنهم مقتنعين انها قتلت نفسها وستظهر جثتها بعد فتره، وليس مهم اى جثه سيدفنون، المهم ان الامر ينتهى دون فضائح لهم .
يتبع..