رواية سجينة توب الرجال الفصل التاسع بقلم هدى مرسي أبو عوف
رواية سجينة توب الرجال الفصل التاسع بقلم هدى مرسي أبو عوف |
رواية سجينة توب الرجال الفصل التاسع بقلم هدى مرسي أبو عوف
فى المساء عادت بهيره الى بيتها صعدت الدرج وصلت الى غرفتها،وجدت حازم يجلس على السطح وفور رؤيتها وتحرك لينزل فنادته قائله : هو انت كل ما تشوفنى تتخلع وتجرى اكده ليه شوفت عفريت اياك .
توقف عند الدرج اغمض عينه واخذ نفس وزفره وجز على اسنانه،فاكملت : هو صحيح انا شكلى مش زين بس مش عفش عشان الخلعه دى كلها .
امتلاءت عيون حازم بالدموع والتف اليها قائلا : بس انا مجولتش ان شكلك عفش، بالعكس انت وشك جميل يشبه وش بت عمتى، اللى اتسببت فى موتها ( تنهد بالم شديد) وكل مابشوفك بتوجع لانى كنت غبى وكسرتها،بدل ما احاجى عليها واحميها .
امتلاءت عيونها بالدموع فنظرت الى الجه الاخرى كى لا يرها،وابتسمت قائله : بس اكده دة تبجى عفشه جوى، حرمه وتشبهمنى مش اكده بردك .
اغمض حازم عينه وفتحهم مره اخرى، وبدات الدموع تتساقط من عينه قائلا : بالعكس دى كانت زينه جوى بس انا اللى كنت اعمى، مشوفتش جمالها الا بعد ماهملتنى، ماحسيتش بيها الا بعد ما خسرتها وضيعتها من يدى .
احتارت من كلامه، فهى لم تعد تفهم، هل هو يحبها لما اذا جرحها ورفضها فقالت : مفهمش يعنى ايه اللى عتجوله ده ؟
اخذ حازم نفس وزفره وعاد جلس على كرسيه قائلا : هجولك يا واد عمى يمكن ارتاح وجلبى يهدى .
جلست بكرسى بالقرب منه وبدأ يحكى : بت عمتى ده بت غلبانه جوى، ابوها مات وسابلها ورثه كبيره،وعمتى كمان ماتت بعده بحاجه بسيطه،خدها عمها الكبير تعيش عنده،مش عشانها لاه عشان ورثها،كان هو ومرته مخدمينها عندهم،ابوى راجل على كده وميجدرش ياخدها، لانهم هيتهمو انه واخدها عشان ورثها،وكمان سلو بلدنا ان عمها هو اللى ياخدها،عمرها ماشكت لابوى من اللى بيعملو وياها عشان متشيلوش همها،لكن عمتها هى اللى كانت بتعرف وتتعارك مع اخوها عشانها،وابوى لما كان يعرف يبجا هيتجن خصوصا لما طلعوها من العلام عشان متبجاش احسن من بناتهم، وجتها كنت انا لسه مخلص ثانويه عامه وهاجى ادرس اهنه فى الجامعه، ابوى فكر انه يرحمها من اللى هى فيه، بانه يدوزهالى واخدها معاى مصر تكمل علمها وتترحم من خدمة عمها ومرته وعياله،لكنهم فهاموها ان ابوى كان طمعان
فيها هو كمان،صراحه اى حد كان يشوف الكلام لازما يجول اكده،لكن هو جالى وخبرنى ووعانى،بس انا كنت غبى واعمى .
واغمض عينه وبدأ يتذكر الامر كأنه يراه .
حازم ووالده يجلسان فى غرفة حازم يتحدثان،وانتفض حازم رافضا : لاه وانا مالى انا اتدوزها ليه؟ شوف طريجه تانيه انا معايزش ادوز دلوك اصلا .
مهران : دواز ايه بس ده مش داوز، احنا بس عنرحمها من عمها ده، وانا جولتله ان ارضها هتفضل تحت يده عادى، بس هى توافج .
نظر اليه مستنكرا : وانا مالى انا اتدبس تدبيسه عفشه زى دى، انا معيزسش، بدك تدوزهانى وبعد كده تبجا لزومى لاه مليش صالح عاد .
مهران مترجيا: يا ولدى حرام عليك البت غلبانه وهما هيضيعو مستجبلها، وهى بت اختى معايزش عمرها يضيع وهى بتخدمهم، والاخر يذلها والدهم ويكسر نفسها،وياخد مالها ويتدوز بيه غيرها .
وقف رافضا : لاه مليش صالح عاد معتوزش انا .
مهران : ده مش دواز هتكتب عليها بس، وتاخدها وتسافر مصر تكمل علامها، وجول انها اختك من الرضاعه مش مرتك، ينوبك فيها ثواب ياولدى، يعنى يرضيك انهم جعدوها من العلام وهى كانت شاطره، ضيعو عليها سنه انا بدى الحقها،ومتخافش انا هفهامه انه دواز على ورج بس، عشان تكمل علام .
حازم مستنكرا : وهى هتفهم عاد ؟
مهران : واااه ليه اكده ياولد دى مخها نضيف وعجلها نور، طوعنى بس ومهتخسرش ابدا .
استسلم قائلا : امرى لله بس انا اللى هتحدت معها وافهمها ماشى .
مهران فرحاً : ربنا يهديك ياولدى، هخليك تجعد معها وتتحدت دلوك ،هى مع اختك فوج، بس امانه عليك ياولدى اوعاك تجرحها بالكلام، ولا تزعلها دى يتيمه ومسكينه وملهاش حد .
نظر حازم بمكر قائلا : حاضر يابوى .
خرج مع والده وجلس معها فى البهو الصغير،نظرت اليه فى خجل ونظرت الى الاسفل مره اخرى،تضايق قائلا : جوليلى يا بنت عامتى انت بدك تتدوزينى ؟
احمر وجهها خجلا قائله : واااه انا بستحى من الكلام ده ياواد خالى .
تضايق من خجلها قائلا: بس انا ماعيزسش، انا بحلم اللى ادوزها احبها لاول، وهى كمان تحبنى، مش ادوزها عشان تتعلم واتدبس انا .
ذهبت الابتسامه من على وجهها واتى مكانها الالم والاهانه والانكسار قائله : خالى جالى انه دواز على ورج بس ، ولو معايزسش خلاص، اعتبر كانه مجليش .
جز على اسنانه قائلا : وهو فى حاجه اسمها دواز على ورج بس، بجولك ايه بلاش تماحيك بجا .
انتفضت من الكلمه وتحركت وعينها تمتلاء بالدموع وقالت وهى تخرج : لاه متخفش محدش يتمحك فيك، ولا عايز منك شى يا واد خالى .
وتركته وخرجت ظل يراقبها من بعيد ليرى ماذا ستفعل،دخلت الى الحمام ظلت به حتى هدأت وتمالكت نفسها، واستطاعت منع دموعها من النزول وخرجت، اتجهت الى خالها وقالت بثبات وعزة نفس وكرامه: معلش يا خالى مش هجدر اتدوز ولدك، وانا مجدره مساعدتك ليا ومهنساش ابدا وجفتك معايا دى .
وتركته وخرجت مسرعه وقد راى عينها وقد امتلاءت بالدموع،اسرع الى حازم الذى كان واقفا مزهولا من تصرفها، وسأله قائلا بحده: انت جولت لها ايه حرام عليك كسرت جلبها ليه اكده ياولدى ليه ؟
اتت والدته وهى تقول بضيق : هو عنده حج بدك تدوزه البومه دى ليه؟ هى دى حرمه من الاساس، ده ولدك الوحيد ترازيه ببت زى دى .
صرخ بها : حرام عليكى مليت دماغ الواد، انت شيطان غورى من جدامى، وانا هروح ورى الغلبانه دى، احاول اطيب خطارها،وانت الله يسامحك يا ولدى، ومسيرك يوم هتندم وجتها مهينفش الندم .
فتح حازم عينه وانهمرت منها الدموع وهو يقول : ومن وجتها اصلا وانا ندمان، ووجع جلبى ملوش حاجه تريحه، بعدت عن البلد يمكن يخف لكن مفيش فايده،واللى زوده اكتر لما عرفت انها موتت نفسها،عشان متتدوزش ابن عمها جلبى وجعنى جوى، ومجدرتش اجعد فى البلد، رغم ان لسه بدرى على الجامعه، بس مجادرش حاسس انِ جتلتها،والاحساس ده مهينيمنيش واصل،وكل مبشوفك بحس انى شايفها جدامى، ومبتحملش عشان اكده بسيبك امشى،متزعلش منى ياواد عمى غضب عنى .
كانت بهيره تحاول ان تخفى دموعها التى كانت تنزل دون اردتها اخذت نفس وزفرته قائله : فعلا انت جتلتها بكلامك ده،موت كرامتها وانوثتها، خليتها تحس انها حيوانه ملهاش جيمه،بس هى علمتك درس عمرك ما هتنساه،وانا بأكدلك ان اللى زى دى عمرها ماتموت نفسها .
ازداد حازم فى البكاء قائلا : ده نفس احساسى، انا متأكد انهم هما اللى جتلوها، لما رفضت تتدوز واد عمها، ومجدرتش تجى تشتكى لابوى ( نظر الى الاسفل بخجل ) عشان حديتى وياها ،ومتجدرش تاجى اهنه لعم عمرى، مسكينه اتسببت فى موتها .
قالت بكل ما بها من الم ووجع : انت جتلتها مرتين مره لما رفضتها، ومره لما سبتها لجمه طريه لعمها يتحكم فيها، ومظنش انها لو عايشه هتسامحك .
لم يستطع تحمل كلامها، ونزل مسرعا،وظل يبكى بندم وحسره عليها، دخلت هى الى غرفتها اغلقت على نفسها، وانفجرت فى البكاء،وبعد بعض الوقت جلست مع نفسها تفكر وهى تشعر ببعض الراحه، لاول مره ترى نظرة حب فى عين شخص لها، حتى لو كان يظنها ميته، لاول مره تشعر انها فتاه ككل الفتيات،
شعور غريب عليها لكنها سعيده به،حتى لو اتى فى غير اونه،قامت وتوضات وصلت شكراً لله .
…………..
فى اليوم التالى استيقظت وهى سعيده،استعدت وذهبت الى المحل كان هذا اليوم مزدحم جدا، ولديهم اكثر من عروسه،ولكن اخر عروستين سبتت لهم جميعا الغضب وبدان يتحدثن عنهم .
فوفا غاضبه : ياساتر ايه ده مش ممكن ابدا الست دى حاجه فظيعه .
دينا وهى تجز على اسنانها: دى مستفزه جدا شوفتو كانت بتتكلم ازى عن العروسه دى بتحاول تذلهاوتكسر نفسها من دلوقتى .
نفخت ميرو قائله : انا معرفش دى هتعمل فيها ايه بعد كده مش متخيله ان فى حد كده .
اكملت فوفا : من اول ما دخلت وهى شايفها وعملت نفسها مش واخدها بالها منها،لاء واول مكلمتها تقولها ايه ده مش معقول هما عملو كده ازى؟ شى رائع انتو ممتازين ازى غيرتوها كل التغير ده،عريسها كده مش هيعرفها .
ميرو : وضحكتها سمجه ورزله بشكل فظيع .
اكملت دينا : وخدتى بالك من اللى كانت معها، ايه دى كانها ديل لها اللى تقوله تأمن عليه وتزود كمان .
فوفا متاافه : ياساتر انا لولاش ده مكان اكل عيش كنت طردتها من المحل،لاء والتانيه كمان دى اللى نرفزتنى دى مش ممكن معندهاش اى ثقه فى نفسها خالص .
دينا : دى هى اللى مشكله اصلا يعنى التانيه هما بيتنمرو عليها، وكلامهم سم بس هى كبستهم كلهم لما ردت، وقالت لو مش انا حلوه اصلا مكنوش قدرو يعملو حاجه، متهوليش قوى يا طنط .
ضحكت فوفا : اه اول ماقالت لها ياطنط، اطنطت وكانها ضربتها بالنار،احسن تستاهل مستفزه جدا .
ميرو : اللى صعبانه عليا المسكينه التانيه، رغم انها جميله الا انها مش حاسه بجمالها خالص، مفيش ثقه بنفسها اصلا .
دينا : اه دى غبيه جدا وجوزها كمان، ايه واضح انه كلب ده كلامه كله سم .
ميرو وهى تحاول تقليده : بيتكلم بتلزيق كده اه يا حبى مش ممكن دول روعه انا هجيبك عندهم على طول، دول خلوكى حاجه تانيه خالص .
دينا : اللى غاظنى انها اكدت على كلامه وكانه بيمدح فيها .
فوفا : اللى زى دى هتشوف ايام الوان، بكره يكرها فى عيشتها .
بهيره : هو يعنى ايه تنمر اللى عما تجولها دى ؟
دينا : تنمر دى يعنى تبقا واحد عاديه مثلا،فانا افضل اقول لها انت وحشه وملكيش منظر، فتبدأ تحس ان ده حقيقي وتقتنع بيه، فتعيش ذليله ومكسوره وراضيه بأقل حاجه، وشيفاها انها حاجه كبيره جدا .
شعرت بهيره انها تتحدث عنها فقالت بعفويه : بس ممكن تكون هى فعلا عفشه .
ميرو : مفيش ست وحشه، بس فى ست فاهمه نقط جمالها فين،وفى ست مش عارفه .
بهيره متعجبه : يعنى لو حرمه شبهى هتجا زينه مثلا يعنى ؟!
فوفا : ايوه طبعا انت ليه بتقول كده، انت يمكن اسمر شويه بس تقطيعك حلوه .
دينا : متقولش على نفسك كده الجمال ديما جمال الروح والقلب مش الشكل .
بهيره : بس محدش بيريد جمال الروح والجلب ده، كلهم عايزين جمال الشكل بس .
دينا : لانهم تافهين وساطحين يعنى هما اللى معيوبين .
ليلى : كفايا رغى بقا يلا كله يروح عندنا شغل كتير تانى بكره،دينا ابقى قولى لاخوكى يجى ياخدك عشان ميعملش مشكله،بسبب التأخير بالليل .
تحركن بسرعه وظبطت المكان،
وقفت ميرو تلف حجابها وكانت بهيره تتابعها باهتمام،فاقتربت منها قائله : لاه متلفيهاش اكده رجبتك تبان .
نظرت اليها وقالت مستنكره : ما تبان انت مالك اصلا .
استنكرت بهيره رفضها قائله: واه حرام اكده عايزه تتعلجى فى النار من رجبتك دريها احسن .
وضعت يدها على رقبتها وقالت بخضه : بعد الشر عنى،وبعدين لما انت بتخاف ربنا قوى كده بتبصلى ليه هاه ؟
تنبهة بهيره انها تكلمها كرجل وليس كبهيره فتلجلجت قائله: مجصديش انا كن ..كنت ببص على طريجة لفتك للطرحه بس، وبعدين انتِ كيه اختى كيف ابصلك .
ونظرت الى الاسفل من الخجل .
فابتسمت ميرو قائله : انا اسفه مقصدتش اضايقك وهطول الطرحه عشان متعلقش منها فى النار مبسوط .
ابتسمت بهيره قائله : ربنا يهديكى كمان وكمان .
كانت باقى البنات فى الداخل يرتبن المكان،اتين هن الاخريات وخرجن معاً،عادت بهيره الى شقتها وهى تفكر فى كل ماقيل ،وتتذكر كلام زوجة عمها وافعالها،فتراه متشابها مع افعال المراه فى المحل،وايضا كلام شاكر فشعرت انها ليست سيئه كما قالو عنها،لكنها عاديه فقط، اخذت كتيب الدكتوره بدات تقرأ به، لكنها من التعب نامت ولم تقرأ منه سوى صفحات بسيطه،
مرت عدت ايام وهى على نفس الحال،حتى اقترب موعد الجلسه وهى لم تقرأ الكتيب بعد،وكانت تعلم ان هذا اليوم العمل به قليل،فقررت ان تقرأ الكتيب .
…………..
دخل عزمى منزل درغام وجلس معه قائلا : السلام عليكم كيفك يا حاج درغام ؟
درغام : وعليكم السلام اهلا بيك .
عزمى : جيتك كاه ماطلبت وين العروسه ؟
درغام : هتاجى اه .
لحظات ودخلت نواره وجلست فى الكرسى المقابل له ونظرت الى الاسفل وهى تبتسم بخجل، نظر اليها عزمى قائلا : اهلا يا عروسه .
اجابت دون ان ترفع نظرها : اهلا بيك .
عزمى : انا خلاص دوزت بتى هنتدوز ميتا ؟
ظلت تنظر للاسفل : ومهرى ؟
عزمى : المهر اللى بدك اياه،المية فدان هكتبهم باسمك .
رفعت نظرها نظرت اليه وابتسمت وعادت للنظر الى الاسفل قائله : خلاص يبجا الوقت اللى بدك اياه .
اشتعل قلب عزمى من نظرتها قائلا : يبجا خلاص نكت الكتاب الخميس الداى .
نواره : اللى تجول عليه يوم الاربع تكتبلى الارض والخميس الكتاب .
عزمى : خلاص اكده اتفجنا .
نظرت اليه نظره سريعه وعادت الى النظر الى الاسفل قائله : طب وهنعيش وين؟
فكر عزمى قائلا: تحبى نعيش فى دوارى ولا دوارك ؟
نظرت بعيد قائله : فى دوارى اهو نسيب دوارك لولادك يتدوزو فيه،وانا من بكره ان شاء الله هروح اتفج على اوضة نوم جديده ووضب البيت،على الخميس ان شاء الله يكون خلص .
عزمى : بامر الله مبروك يا عروسه .
نواره بخجل : واه انا بستحى ( ووقفت قائله ) انا ماشيه عن اذنكم .
ونظرت اليه بنظره جننته وخرجت مسرعه،ظل يتابعها بنظره حتى اختفت،قال درغام : على بركة الله معاك اكده وجت تظبط حالك .
عزمى : متجلجش هظبط كل شى همشى انا دلوك عندى شغل فى الارض .
تركه وذهب وفى المساء عاد الى بيته صعد غرفته كانت رقيه تنتظره،دخل القى التحيه وجلس على طرف السرير واشار لها قائلا : رقيه تعالى اجعدى جارى هنا عايز اتحدت وياكى .
فرحت وجلست الى جواره قائله : اءمر يا سيد الناس كلها .
فهم عزمى نظرتها فتنحنح قائلا : انت خابره زين انى كل اللى يهمنى هى الارض،وخبراه كمان انى ممكن اعمل ايها حاجه عشان اكبرها وكله عشان مصلحة اولادنا.
رقيه: واه وهى دى محتاجه حديت،انا خابره ان كل اللي يهمك هى مصلحة اولادنا .
عزمى : زين اصل انا لقيت ان فى مصلحه حلوه، وهياجى من ورها ميه وخمسين فدان، فجولت ادخلها، بس جولت بردو اعرفك، بدل ما تعرفى من بره .
تسرب القلق الى قلبها قائله : تعرفنى ايه بالظبط ؟
شد ظهره وهندم شاربه قائلا : انا هتدوز الخميس الداى .
صدمت رقيه ولم تصدق ما سمعت قائله : تقصد هتدوز ولدك مش اكده ؟!
ضجر عزمى قائلا: انت معتسمعيش ولا معتفهميش بجولك هتدوز الخميس الداى، خلاص اتفجت مع العروسه وحددت كل حاجه .
فور تاكدها من كلامه ثارت غاضبه : تتدوز يعنى ايه ده انت معملتهاش وانت صغار، هتعملها دلوك ،ودى مين دى اللى خلتك تدوز عليا بعد السنين دى كلها،ده انت بجيت جد من زمان .
غضب عزمى قائلا: انا مهاحسبكيش على كلامك ده دلوك، بس هسيبك لما تهدى وابجا احدتك،غورى من جدامى .
رقيه بغضب : لاه مغيراش الا اما اعرف مين اللى هتدوزها دى ؟
فكر عزمى عدم اخبارها لكن غضبها جعله يتراجع فقال : هتدوز نواره وهنعيش فى دوارها وهجسم الايام بناتكم .
هاجت غاضبه : ايوه جول اكده البت لحست عجلك بجا …..
قاطع كلامها عزمى بصفعه على وجهها اوقعتها ارضا من قوقتها قائلا : اخرصى يا حرمه من ميته وانت بطول لسانك عليا اجطعهولك،انا ادوز اللى بدى اياه وانت ملكيش انك تفتحى خاشمك،يالا غورى من جدامى دلوك بدل مامد يدى عليكى .
صدمت رقيه من رد فعله ،فوجهه كان يشتغل غضبا،وعيناه يخرج منه شرار وشعرت انها لو بقيت سيعاود ضربها بقوه اكثر، فجمعت شتات نفسها وخرجت من الغرفه،وذهبت الى غرفة شاكر،الذى فزع من منظرها قائلا: مالك يا اما بيكى ايه ؟
بدأت تضرب وجهها وراسها قائله : ابوك اتجن وعايز يتدوز عليا،بعد كل السنين ده يتدوز عليا ومين بنت كلاف البهايم اه يا مراررىىىى اه يا سوادىىىى
يادى الوجعه السوده اللى وجعت على راسنا .
نظر اليه شاكر ببرود وكانه يعرف قائلا: وفيها ايه دى يعنى مش حاجه ده،وبعدين دى حدها ميه وخمسين فدان يعنى دوازه زينه،وانت طول عمرك عاجله ملهوش لزوم الحديت الماسخ ده .
صدمت من رده قائله: وكانك خابر بالحديت ده هو كلمك وخبرك مش اكده ؟
شاكر : ايوه خبرنى النهارده بس جالى مخبركيش هو اللى هيخبرك بنافسه .
كدا عقلها يطير ولم تعرف ماذا تفعل او تقول،فابنها الكبير بدلا من ان يقف معها وقف مع والده،ليس فقط بل ويبرر له الامر،فهى تحصد مازرعت سنين، فهى من علمته الانانيه وحب الذات، كيف لها ان تراجعه الان فيما كانت تراه حقا له، خرجت من الغرفه وهى هائمه على وجهها لاتعرف اين تذهب،ساقتها قدمها الى الطابق الاعلى،وقفت امام غرفة بهيره،وتذكرتها وكأن ما كانت تريده لها اتها هى، تحركت مسرعه ودخلت غرفة ابنتها سماح، جلست على السرير وانفجرت فى البكاء وهى تتوعد قائله : لاه مش رقيه اللى يتعمل فيها اكده يا ويلك منى يا نواره هطلع كله عليكى،هتشوفى المرار كله ومهتدخليهاش ابدا .
وكانت تنظر بتوعد وغل .
………….
اتى يوم الجلسه دخلت بهيره العياده كانت شارده تفكر فيما قرأت فى الكتاب،نظرت الى على قائله: السلام عليكم .
ابتسم على قائلا : وعليكم السلام اهلا منور يا باشا .
جلست على الكرسى امام المكتب قائله: منور بيك جولى الدكتوره موجوده ؟
على : موجوده بس بتجهز شوية حاجات، اول ما تخلص هترن عليا ادخلك .
فهزت راسها دون كلام،راى فى يدها الكتيب الصغير الذى صنعته لها الطبيبه،ففهم انها قراته ولهذا هى شارده،رن الجرس فاشار لها فدخلت وجلست،ابتسمت عبير قائله : شايفه الكتاب فى ايدك ياترى قراتيه ؟
بهيره بحيره : قراته اكتر من مره،بس فى حاجات كتيره مفهمهاش .
ابتسمت قائله : قوليلى ايه اللى مش فاهمه وانا اشرحهولك .
بهيره : هجولك اللى فهمته لاول،فهمت انكم هتشيلو من عندى حاجات الحريم،وتحطولى حاجات الرداله،بس مفهمتش السيكلون ده ايه؟وليه هتحطوه عندى من الاساس؟
ضحكت قائله : اسمه سيلكون مش سيكلون .
بهيره : مش مهم اسمه، انا مفهماش هتحطوه عندى ليه،وبعدين ليه اصلا تشيلو حاجه من عندى؟هما هيخسرو فى ايه يعنى .
وضعت يدها على جبينها وابتسمت بخجل تفكر كيف تخبرها بالامر قائله : بصى يا بهيره،السليكون ده ماده زى البلستك كده،والحاجات اللى هنركبهالك منه .
صدمت بهيره قائله : واه بلكست يعنى عتشيلو اللى خلجه ربنا، وتحطولى بلسكت ليه يعنى ؟
عبير : ماهو مفيش قطع غيار بنى ادمين،دى هنجبها منين يعنى ؟
زادت صدمة بهيره قائله: قطع اغيار ايه هو احنا عربيات عاد،طب انا دلوك لما اركب بلسكت هخلف كيف ؟
ضحكت قائله : لاء ماهو اللى بيعمل العمليه دى مش بيخلف .
ابتسمت بهيره لضحكت عبير،ولكن زالت الابتسامه بعدما سمعت اجابتها قائله : طب ماهو اكده يبجا لازمته ايه التحول ده؟ انا اكده ابجا مبعملش حاجه ليها فايده؟ وبعدين البلسكت ده منظر بس يعنى كيف، اكده هلبس توب الردال بس مش رادل .
عبير : بالظبط يا بهيره هو شكل وجسم راجل،بس كمان عندك هيبقا فى مشكله تانيه،انك كمان من جوى بنت مش ولد،يعنى التحول بالنسبه لك تغير جوه وبره .
اخذت نفس وزفرته قائله : طب ما افضل اكده احسن، على الاجل يوم ما احب اعاود لكونى حرمه ارجع بسهوله .
عبير : بس انت كده مزوره لانك بنت ولبسه لبس راجل .
تنهدت متحيره : ماهو انا مجدرش ارجع بهيره تانى، عمى وولادو يجتلونى،والعمليه دى كانت هى حلى الوحيد، لكن اكده معرفاش اعمل ايه ،وكمان كيف حد يجبل انه يعمل حاجه زى اكده فى نفسه ؟
عبير : ماهو بيبقا بيفكر فى اللحظه اللى عايشه، بس مش ببيص لقدام،مبيفكرش انه هيعش طول عمره وحيد ملوش اولاد، عشان يتحول بيغير الطبيعه الجميله اللى خلقها ربنا، عشان يحول نفسه،لشئ لاهو محصل راجل ولا هو محصل ست .
بهيره : بيجلع توبه ويلبس توب مش ابتاعه،بس يا دكتوره انا مش متخيله ان حد ممكن يعمل اكده فى نفسه ؟!
عبير : اغلب اللى بيعملو العمليه دى بيبقو صغيرين فى السن، وحماس الدنيا واخدهم،وبيفكر غلط وبيكون عنده مشكله نفسيه، بدل ما يعالجها بيزودها، وللاسف فى دكاتره معندهومش ضمير بيستغلو رغبتهم فى التغير ويعملو لهم العمليه .
بهيره : مشكلت نفسيه كيف يعنى ؟ وايه اللى بيستفادوه الدكاتره دول ؟
عبير : ماهو اغلب اللى بيعمل العمليه دى بيكون عنده ميول للجنس التانى،بمعنى لو هى بنت بتبقا حاسه من جوها انها ولد،وده بيرجع لعوامل كتير لازم تتعالج،والمكسب للدكتور مادى لانها بتتكلف كتير وشهره .
هزت راسها : اه . عوامل يعنى ايه ؟
ابتسمت قائله: اسباب يعنى زى لخبطه فى الهرمونات، بتكون هى السبب فى ده اصلا،وكمان العامل النفسى مهم جدا، يعنى فى بنت تكون مطهضه من كل اللى حوليها فتفكر ان الحل انها تبقا ولد،ومتحسبش العواقب اللى هتحصل لها من ده،او ولد بسبب التريقه عليه او ان جسمه هزيل مثلا،وحاجات تانيه كتير .
بهيره : طب والحل فى الحالات دى بيبجا ايه ؟
اتسعت ابتسامتها قائله : هو طبعا ده فضول بس هقولك، لو تفتكرى اول ماجيتى قولتلك بياخد فترة علاج نفسى، وهرمونى لمدة سنتين الحاله فضلت على حالها، بتتكون لجنه وهى اللى تقرر، ده هنا طبعا فى مصر لان احنا مسلمين،لكن بره لاء بيعتبرو ان دى حريه شخصيه،ولو ان ده فى الحقيقه نوع من انواع الاعتراض على امر ربنا .
فكرت بهيره قائله : اعتراض على امر ربنا !يعنى هى العمليه دى اكده حرام ؟
نظرت اليها متعجبه : انت فعلا بتسالى؟! يعنى انتِ متعرفيش ؟!
يتبع..