روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت الثامن والثلاثون

رواية شمس ربحها القيصر الجزء الثامن والثلاثون

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة الثامنة والثلاثون

دلف قيصر الى جناح والدته بعدما طرق باب الجناح بخفة ليجدها تجلس بأريحية على احدى الكنبات تقلب في كتابها عندما نهضت من مكانها تستقبله بدهشة سرعان ما تحولت الى قلق وهي تراه بملامحه الجامدة الصرامة قبل أن ينطق بحزم :-
” ستحزمين جميع أغراضك وتنتقلين الى المزرعة …”
” ماذا ..؟!
صاحت بعدم تصديق ليضيف بهدوء محتفظا بنبرته الصارمة :-
” ستبقين هناك حتى يتم تجهيز الفيلا لك وتبقين فيها ما تبقى من العمر ..”
سألته بنبرة مرتجفة غير راضية :-
” لماذا ..؟! بأي حق تخرجني من هنا …؟! بأي حق تبعدني عن قصري ..؟!”
صاح وقد بلغ غضبه منها ذروته :-
” لإنك كنتِ مصرة على إفتعال المشاكل .. مصرة على تدمير حياتي وتخريب زواجي لآخر لحظة .. أعلم جيدا إنك خلف كل ما حدث … لا تحاولي أن تنكري لإن كل الأدلة معي .. بسببك إنكشفت زيجة انتهت منذ أعوام .. زيجة كنت مضطرا إليها وأخبرتكِ بذلك ومع هذا كنتِ مصرة على تدمير حياتي مستغلة تلك الزيجة .. لقد حدث ما أردت ِ .. هنيئا لكِ يا كوثر هانم لكن بعد الآن لا مكان لك في هذا القصر ..”
” بني ارجوك ..”
هتفت تتوسله بصوت متحشرج فتجاهلها وهو يشير اليها بقوة :-
” هذا الموضوع لا نقاش فيه … ستغادرين القصر غدا صباحا فقد تأخر الوقت على المغادرة اليوم …”
تركها وانسحب من المكان دون أن يسمح لها بقول المزيد بينما جلست هي على الكنبة بوهن لا تصدق ما أمرها به إبنها وهي تدرك جيدا عجزها عن الوقوف في وجهه أو صد أمره فهو الكبير هنا والمسؤول عن كل شيء ..
………………………………………………………………

 

 

تجلس على سريرها منذ خروجه تضم جسدها وتبكي بإستمرار .. تريد الرحيل لكن هناك شيء ما يجعلها عاجزة عن ذلك … لا تعرف مالذي يمنعها من المغادرة ..؟!
لماذا لا تجمع أغراضها وترحل من هنا ..؟!
ألم تطلب منه الطلاق بعدما عرفت بزيجته السابقة ..؟!
ألم تخبره إنها لم تعد تريده لإنه كذب عليها ..؟!
لماذا تراجعت عن قرارها بالرحيل فجأة مع إنها كانت بالفعل تجمع أغراضها ..؟؟
لماذا تجلس الآن على سريرها ولا قابلية لها على النهوض وجمع أغراضها والرحيل …؟!
هي واثقة إنها اذا فعلت ذلك فلم يمنعها فلماذا ما زالت هنا ..؟!
هطلت دموعها على وجنتيها بغزارة وفكرة زيجته منها تحرق روحها بشدة ..
الحقيقة إنها تألمت عندما علمت بذلك والغريب إنها وجدت نفسها تحقد على تارا بشدة …
هل تغيرت مشاعرها بسرعة ناحية تلك المرأة فقط لإنها اكتشفت زواجها مسبقا منه …؟!
لماذا باتت تهتم لأمر نسائه السابقات أم إن تارا وضعها مختلف كونها كانت زوجته شرعه وما زالت تتواصل معه حتى الآن ..؟!
مسحت دموعها بعنف وهي تجد نفسها عاجزة عن إيجاد جواب محدد لكل هذا وعاجزة أيضا عن المغادرة …
نهضت من مكانها وأخذت تسير داخل غرفتها ذهابا وإيابا تفكر فيما ستفعله وكيف ستتصرف …
توقفت أخيرا عن سيرها وحسمت أمرها ، قبل أي تصرف يصدر منها ستفعل شيئا مهما .. ستقابل تارا نفسها وتفهم منها قبل أن تتخذ أي خطوة مقبلة …
لن تتصرف بتهور كعادتها ولن تسمح لجنونها أن يتحكم بها ..ستحكم عقلها قبل أي قرار تتخذه فهي تشعر إن داخلها الكثير تغير وعليها حساب كل شيء قبل أي قرار يصدر منها ..
انتبهت الى باب الجناح الذي فتح لتجده يدلف الى الداخل بملامح مرهقة ..
أشاحت وجهها فورا ما إن رأته وسارعت تتجه الى الخزانة تجذب ملابس نوم لها قبل أن تحملها وتتجه الى الحمام وقيصر يتابعها بنظراته …
تنهد بقليل من الراحة فهي على الأقل لا تنوي ترك القصر . يشعر بالضيق على سفرتهما التي تأجلت الى اشعار آخر بعدما حدث ..
تأفف بضيق وهو يخلع سترته ويتبعها بقميصه عندما وجدها تخرج من الحمام وهي ترتدي بيجامتها الحريرية قبل أن تتجه نحو السرير وتتمدد عليه مولية إياه ظهرها مغمضة عينيها وقد قررت أن تسمح لنفسها بالنوم فغدا لديها مشوار مهم للغاية ..
أما قيصر فوقف يتأملها للحظات قبل أن يكمل خلع ملابسه وارتداء أخرى جديدة ثم تمدد جوارها بعد ذلك محاولا النوم إلا إنه لم يستطع النوم حقا حتى ساعات الفجر الأولى ..
……………………………………………………………
فتحت شمس عينيها صباحا فجذبت هاتفها لتجد الساعة تجاوزت التاسعة صباحا والغريب ان قيصر ما زال نائما ولم يذهب الى عمله ..

 

 

رغم تعجبها من ذلك الا انها لم تهتم فآخر ما يهمها سبب بقائه حيث سارعت تنهض من فوق سريرها بخفة وتتجه نحو الخزانة تخرج لها ملابس خروج مناسبة …
وفي ظرف ربع ساعة كانت انتهت من ارتداء ملابسها فوقفت أمام المرآة تضع القليل من المكياج عله يساعد في اخفاء تعاستها الواضحة على ملامحها …
ربطت شعرها عاليا ثم حملت حقيبتها وسمحت لنفسها بإلقاء نظرة أخيرة على زوجها الذي ما زال نائما لتطالعه بإستغراب حقيقي فليس من عادته التأخر بالنوم غافلة عن كونه لم ينم حتى ساعات الفجر الاولى …
سارعت تخرج من جناحها حيث هبطت الى الطابق السفلي ومنه الى خارج القصر عندما طلبت من السائق أن يأخذها الى بيت تارا بعدما اتصلت بها أثناء خروجها تخبرها إنها تريد رؤيتها عاجلا فأعطتها الأخيرة عنوانها رغم دهشتها الواضحة من هذه الزيارة …
بعد مدة من الزمن كانت شمس تجلس في منزل تارا الفخم تتأمل تفاصيل المنزل التي تجمع بين البساطة والرقي …
انتبهت الى الخادمة التي وضعت كوب القهوة أمامها فشكرتها بإبتسامة متحفظة عندما وجدت تارا تدخل أخيرا ..
تأملتها شمس بإطلالتها البسيطة للغاية بذلك الشورت الأزرق القصير والقميص الزهري بينما شعرها الطويل مرفوع على شكل كعكة ضخمة وملامحها تخلو تماما من المكياج …
تقدمت تارا نحوها بإبتسامة واسعة مرحبة بها قابلها الجمود التام من شمس التي بدأت الغيرة تأكلها من رؤيتها لغريمتها ..
تحولت إبتسامة تارا العفوية الى اخرى متحفظة وقد أدركت بحدسها سبب تصرف شمس معها لكنها أرادت التأكد فحييتها بهدوء لترد شمس تحيتها بإقتضاب قبل أن تفتح هي الحديث بنفسها تخبرها بنبرة مهاجمة :-
” سأتحدث بصراحة ودون مقدمات … لماذا لم تخبريني من قبل ..؟!كيف إستطعتِ التعامل معي ببساطة بل والكذب علي والتصرف كصديقة وأنت …”
ابتلعت شمس باقي حروفها بينما ما زالت تارا محافظة على إبتسامتها الهادئة وهي تقول :-
” اهدئي يا شمس … لا تحكمي علي ولا على زوجك قبل سماعنا … فهذه الزيجة ليست كما تظنين …”
تشدق فم شمس بإبتسامة باردة وهي تردد بسخرية :-
” ستخبريني إنكما تزوجتما لسبب معين وإن زيجتكما كانت على الورق فقط …”
قالت تارا بسرعة وصدق :-
” ولكن هذه هي الحقيقة فعلا ..”
صاحت شمس بإنفعال :-
” ما هي الحقيقة ..؟!”

 

 

ردت تارا ببساطة :-
” الحقيقة إن زواجنا تم لظروف خاصة وبدأ وإنتهى وزواج صوري .. على الورق فقط … انا وقيصر لم نكن يوما زوجين حقيقيين .. ولأكن صريحة معك قيصر لم ينظر لي يوما بنظرة تحمل أي معنى من هذا .. منذ أول يوم عاملني بكل إحترام ورقي ونظرته لي كانت واحدة لم تتغير حتى خلال فترة زواجنا القصيرة … ”
” لا يمكن ان يكون هذا صحيح .. كيف يعني متزوجين على الورق ..؟!”
هدرت بها شمس بعدم تصديق لتقسم لها تارا :-
” أقسم لك يا شمس بإن قيصر لم يلمسني يوما ولم يحاول ان يفعل حتى .. هذه الحقيقة فلماذا لا تصدقين ..؟!”
” انتِ تحاولين اقناعي ان زواجكما كان على الورق فقط ..”
قالتها شمس بتمهل لتكمل بإبتسامة متهكمة :-
” اخبريني يا تارا .. هل هناك رجل عاقل لن يقترب من إمرأة مثلك وهي زوجته ..؟!”
نظرت تارا اليها بصمت امتد للحظات وكأنها تفكر بشيء ما قبل ان تهتف بجدية :-
” ربما هناك شيء ما يمنع اي رجل من لمسي ..”
بهتت ملامح شمس كليا بينما اردفت تارا بثبات :-
” سأمنحك الدليل الذي يؤكد كلامي .. لم أفعلها يوما وأخبر احدا بذلك لكنني مضطرة كي لا أتسبب بمشكلة للرجل الذي انقذني سابقا من مشكلة صعبة .. ”
نظرت اليها شمس بعدم فهم بينما نهضت تارا من مكانها فإرتبكت ملامح شمس عندما رأتها ترفع قميصها قليلا فتظهر بطنها المسطحة لكنها مشوهة تماما ..
جحظت عينا شمس بعدم تصديق بينما أخفضت تارا قميصها وقالت بجدية :-
” هذه التشوهات لا تقتصر على بطني فقط .. هذه التشوهات تشمل المنطقة العليا من جسمي حيث بطني وثديي أيضا والمنطقة السفلى ومن ضمنهما بداية فخذي … إنها تشمل أهم مناطق إنوثتي ولا داعي لأن أخبرك المزيد ..”
ارتجف جسد شمس كليا بينما ما زالت تارا ثابتة وهي تضيف :-
” هذه التشوهات موجوده منذ ان كنت في السابعة عشر من عمري … حتى لا تظني إنها حدثت بعد زواجي منه .. لا أظن إن هناك رجل عاقل يستطيع لمس إمرأة مشوهة بهذه الطريقة الوحشية ولكن حتى أكون صادقة فقيصر كما أخبرتك مسبقا لم يكن ينوي فعلها من الأساس … هو لم يحاول معي يوما ونظرته لي دائما كانت محترمة ..”
ترقرقت الدموع داخل عيني شمس وهي تهمس بضعف :-
” اسفة ..”
قاطعتها تارا بإباء :-
” لا تعتذري .. أبدًا لا تفعلي …”
أضافت بجدية :-
” هناك شيء ما أريد منك أن تعلميه .. شيء لا يعرفه سواي انا وقيصر وإثنين آخرين .. اريدك ان تعرفي سبب زيجتنا كي تدركي بمن أنتِ تزوجت وكي تعلمي كم إن زوجك رجل بحق .. رجل محترم ويستحق كل خير بل يستحق أن أكون ممتنة له لآخر العمر ..”
نظرت لها شمس برهبة لما ستسمعه عندما إخبرتها تارا بكل شيء … سبب زواج قيصر منها وكيف ساعدها ومم أنقذها ..
كانت شمس تستمع اليها بعدم تصديق وقد اختلطت مشاعرها ما بين شعور الدهشة من كل ما تسمعه والفخر .. نعم شعرت بالفخر كون من فعل هذا وأنقذ تارا هو زوجها … رجلها هي …

 

 

أنهت تارا حديثها بدموع سارعت لمحيها وقد تملكها الضعف للحظات عندما ذكرت جزءا من الماضي وما حدث فيه ..
” أخبرتك بكل هذا لتعرفي قيصر بحق وتعرفي إنني لم أكذب عندما كنت أمدحه أمامك .. قيصر رجل حقيقي في زمن قلت به الرجولة .. رجل يستحق أن تحبيه بل تعشقيه .. رجل مثالي بحق وانا حقا كنت أريد منك أن تدركي كل هذا لتعرفيه على حقيقته وتمنحيه ما يستحق ..”
أضافت تارا وهي تتأمل ملامح شمس المضطربة :-
” كما إنه يحبك حقا … ”
سألت شمس بتلعثم :-
” إنها ليست المرة الأولى التي تخبريني بهذا .. كيف علمت إنه يحبني ..؟!”
ابتسمت تارا وقالت :-
” بالمنطق يا شمس .. لمَ تزوجك انت بالذات لو لم يكن يحبك ..؟! قيصر في حياته العديد من النساء .. لا أقصد التقليل منك ولكن هناك الكثير من يناسبنه أكثر منك على الأقل من جهة فرق العمر ومع هذا إختارك انت بل طلقك وعاد اليك بعد سنوات … فكري بعقلك يا شمس وستدركين إنه زواجه منك بدافع الحب حتى لو لم يخبرك هو بهذا ..”
أومأت شمس برأسها وما زال حديث تارا وكل ما أخبرتها بها يتردد داخل عقلها دون رحمة ..”

دلفت شمس الى القصر لتتفاجئ بأصوات عالية تصدر من صالة الجلوس …
سارعت بالذهاب الى هنالك بقلق فوجدت قيصر يصيح بحوراء التي تقف أمامه متخصرة :-
” قلت لا تتدخلي في هذا الموضوع .. لماذا لا تفهمين ..؟!”
تحدثت حوراء بصوت حاد :-
” لا يحق لك ان تطرد ماما من قصرها وتطلب مني القبول بل السكوت ايضا ..”
رد قيصر بقوة :-
” هذا ليس قصرها يا حوراء .. ووالدتك خرجت من القصر وانتهى الامر ..”
همت حوراء بالرد لكنها انتبهت الى مجيء شمس فتقدمت نحوها بملامح تشع غضبا وصاحت بها :-
” انت السبب .. كل شيء بسببك .. الخراب بدأ منذ دخولك القصر .. ”
صاحت دينا بتوسل :-
” يكفي يا حوراء ..”
بينما اتجه قيصر وقبض على ذراعها مديرا إياها نحوه هاتفا بنبرة تحذيرية :-
” انتبهي على طريقتك وأنت تتحدثين معها .. إنها زوجتي ولا أسمح لك بتقليل الأدب معها ..”
” أنت تنصرها علينا .. تنصرها علي مثلما نصرتها على والدتي ..”
قالتها وهي ترمق شمس بنظراتها الحاقدة التي انكمشت لا إراديا على نفسها بينما قبض قيصر على ذراع حوراء مجددا هادرا بها :-
” يكفي توقفي … هي لا دخل لها .. لأخر مرة يا حوراء .. انتبهي على تصرفاتك قبل أن تصدر مني ردة فعل لا تليق بك ..”
خرجت شمس من المكان مسرعة بينما تقابلت نظرات حوراء الحاقدة بنظرات أخيها الصارمة ليدفعها بعيدا عنه بقسوة ويخرج من المكان متجها الى جناحه ..
…………………………………………………………………..
دلف قيصر الى جناحه متسائلا بصوته القوي الصلب :-
” أين كنتِ يا هانم ..؟! أين ذهبت في وقت مبكر كهذا ..؟!”
كان يطالعها وهي تقف بعيدا عنه توليه ظهرها قبل أن تستدير بعد لحظات وتطالعه بصلابة غريبة ..
أجابته بقوة وثبات :-
” كنت عند تارا .. في منزلها ..”
تجمدت ملامحه للحظات بينما أضافت هي بجدية :-
” أخبرتني بكل شيء … كل شيء يا قيصر ..”
صمت استمر للحظات بدت لها طويلة وهي تنتظر أن يقول لها اي شيء ..
لكنه نطق أخيرا بعد هذا الصمت مكتفيا ب:-
” جيد .. وماذا سيحدث الآن ..؟!”
تقدمت نحوه بخطوات مترددة ثم وقفت أمامه تسأله بحنق :-
” لماذا لم تخبريني ..؟! لماذا ..؟!”
رد ببرود :-
” أخبرتك إنها زيجة على الورق فقط .. اما سبب الزيجة فلم يكن من حقي إخبارك عنه لإنه لا يخصني ..”
لا يعلم كم ازداد قيمة في عينها .. في كل دقيقة تمر تتفاجئ به أكثر .. تسائلت داخلها .. من هذا الرجل ..؟!
هل هو نفسه الذي خطفها وهددها بل وتزوجها غصبا ..؟! أم هو ذلك المثالي القدير الذي أنقذ تارا من مصيبة كالتي مرت بها ..؟!
هل هو كما وجدته في الأيام السابقة التي قضتها في كنفه ..؟! لطيفا ، هادئا ، رائعا ومتفهما ..
أم هو شخص آخر بغيض كما كانت تشعر نحوه قبل زواجها منه ..؟!
تأمل تلك الحيرة المرتسمة على ملامحها فهمس بجدية :-
” كان عليكِ أن تثقي بي ولو قليلا يا شمس …”
نبرته بدت معاتبة وشعرت بضميرها يؤنبها فترقرقت الدموع داخل عينيها وأخذت تردد بصوت مبحوح :-
” انا اسفة .. اسفة حقا يا قيصر ..”
” حسنا لا تبكي ..”
بدا منزعجا من بكائها فمسحت وجهها بكفيها ثم سألته بجدية :-
” هل يزعجك بكائي ..؟!”
أجاب بصدق :-
” لا أحب رؤيتك تبكين … ”
ابتسمت من بين دموعها التي عادت تملأ عينيها ثم هتفت بصدق بعدما سمعته عنه :-
” انت رائع ..”
هتف ساخرا :-
” لا أصدق إن شمس هانم بنفسها وصفتني بالروعة ..”
قالت بسرعة وجدية :-
” ما فعلته ما تارا يجعل هذا الوصف أقل ما يليق بك … لم أكن أتصور إنك بهذه الروعة .. لقد جازفت بإسمك وسمعتك لأجل حمايتها ..”
قال بصدق :-
” انت لا تعرفين عني أي شيء يا شمس لذا من الطبيعي أن يفاجئك تصرفي .. لا أنكر إنني من منحتك صورة غير لطيفة عني في بداية تعارفنا لكنكِ بدورك لم تحاولي أن تتعرفي على الصورة المغايرة لي .. لم تحاولي أن تري وجهي الحقيقي ..”
هزت رأسها موافقة ثم قالت بتصميم :-
” ولكنني سأفعل .. من الآن فصاعدا سأفعل ..”
سألها بحاجبين معقودين :-
” ماذا ستفعلين ..؟!”
ردت وهي ترسم إبتسامة هادئة على شفتيها :-
” سأكون زوجة حقيقية ومناسبة .. زوجة تليق بك وبمكانتك … وسأهتم بك و بمعرفتك عن قرب .. سأكون كما يفترض أن أكون ليس لأجلك فقط بل لأجلي ولأجل حياتنا القادمة ..”
انهت كلماتها وفاجئته بإنها سارعت تضم نفسها بين أحضانه وعلى شفتيها ترتسم إبتسامة تشير الى راحتها بقرارها الأخير ..
………………………………………………………………
بعد مرور أكثر من إسبوعين ..
دلفت الى جناحها بملامح سعيدة قبل أن ترمي بجسدها على السرير وهي تهتف بإبتسامة فرحة :-
” وأخيرا عدنا الى المنزل …”
تأملها وهو يخلع سترته يتبعها بقميصه بينما يشير إليها :-
” لم أتصور يوما أن تفرحي بعودتك الى القصر …”
اعتدلت في جلستها وهي تقول :-
” رغم كرهي لوجودي هنا في البداية إلا إنني لن أنكر إعتيادي عليه حتى إنني إشتقت له كثيرا أثناء رحلتنا …”
لقد سافرا لمدة إسبوعين كما وعدها حيث تجولا في فرنسا وإيطاليا .. كانت رحلة أكثر من رائعة حرصت هي خلالها أن تتصرف بكل عفوية ممكنة فساعدتها عفويتها بالإقتراب منه وهو بدوره لم يبخل عليها بأي شيء ..
منحها كل ما يملك من لطف ودماثة وبدا مهتما بإسعادها وإمتاعها فكانا يقضيان اليوم بطوله يتجولان في مختلف الأماكن والوجهات السياحية وقد بدا هو متحمسا ليريها كل شيء ممكن أما الليل فوضعه مختلفا فقيصر كان يمارس الحب معها كل ليلة بشكل يجعلها مقطوعة الأنفاس وهو يمنحها كل ما أمكن من حب وإهتمام ودلال ويغرقها بكلمات الغزل التي تجعلها تحلق عاليا حتى إنها باتت تنتظر الليل بشوق لترتمي بين أحضانه وتنهل من حبه حيث قبلاته الحارة وجسده الصلب الذي يروي عطش جسدها ولسانه الذي يثيرها بكلامه المعسول …
كانت هذه الرحلة كافية لتغيير زيجتهما مئة وثمانين درجة فكل شيء كان رائعا ومثاليا …
أفاقت من شرودها على صوته يسألها :-
” أين ذهبت ..”
هتفت بجدية :-
” أريد رؤية عائلتي .. اشتقت لهم …”
اومأ برأسه وقال :-
” سنذهب عندهم مساءا ..”
” جيد .. سأنام الآن ..”
قالتها وهي تضع كفها على فمها تتثائب بتعب لتسأله بعدها :-
” ألن تنام معي ..؟!”
رد بسرعة :-
” كلا ، سأهبط الى الأسفل وأتحدث مع خالد ببعض أمور الشركة وما حدث بغيابي ..”
أومأت برأسها متفهمة ثم رمت بجسدها على السرير تجذب غطائه فوق وتغط في نوم عميق ..
…………………………………………………………..
استيقظت مساءا لتجده جانبها يغط في نوم عميق ..
ابتسمت لا إراديا وهي تتأمل وسامته فلمست ذقنه النامية قليلا بأناملها قبل أن تنهض من فوق سريرها بحماس وتستعد لأخذ حماما سريعا ..
خرجت بعد مدة وهي تلف جسدها بالمنشفة فوجدته ما زال يغط في نومه ..
كانت تعلم إنه متعب فلم تشأ أن توقظه …
اتجهت نحو الخزانة واخرجت ملابسا لها ثم ارتدتها بخفة وحرصت على عدم اصدار صوت كي لا يستيقظ …
سرحت شعرها ورفعته عاليا ثم ذهبت الى الحقيبة التي اشترت بها هدايا لعائلتها وعائلته وبدأت تخرج الهدايا وتضعهم جانبا إستعدادا لإعطاء كل شخص هديته ..
نهضت بعدها وبدأت تخرج ملابسهما وأغراضهما من الحقائب وتعيد كلا منهم الى مكانه …
مر الوقت وانتهت من كل شيء فسمعت صوت طرقات على باب الجناح ..
ذهبت تفتح الباب بخفة لتجد الخادمة تخبرها بقدوم موعد العشاء ..
دلفت الى الداخل واتجهت نحو قيصر حيث جلست بجانبه وبدأت توقظه بخفة ..
فتح عينيه أخيرا على صوتها الناعم فمنحها إبتسامة خفيفة قبل ان يعتدل في جلسته وهو يمسح على وجهه يكفيه …
” غير ملابسك لنهبط سويا ونتناول العشاء …”
اومأ برأسه متفهما ثم نهض من مكانه وهو يقول :-
” سنذهب بعد العشاء الى عائلتك كما اتفقنا ..”
هتفت بجدية :-
” لا داعي للذهاب اليوم .. انت ما زلت متعبا من آثر الرحلة وانا كذلك .. تحدثت مع ماما وأخبرتها إننا سنذهب غدا وهي بدورها تدعونا على الغداء ولا مجال للرفض ..”
ابتسم مرددا بتفهم :-
” بالطبع .. والدتك تأمر ونحن نطيع ..”
ابتسمت بخفة بينما وقف هو أمام المرآة يحرك أنامله على ذقنه النامية مرددا :-
” يجب أن أحلقها..”
ليتفاجئ بها تخبره وهي تقف خلفه :-
” لا تحلقها ..”
نظر اليها بتعجب لتهمس له بخجل :-
” احبها نامية … اتركها كما هي ..”
ابتسم لها ولم يرد حيث اتجه لتغيير ملابسه بينما حملت هي هدايا عائلته معها ..
خرج بعدها الاثنان من الجناح واتجها الى الاسفل وشمس تحمل الهدايا معها …
وضعت الهدايا على الطاولة التي تتوسط صالة الجلوس وسارت مع زوجها حيث طاولة الطعام ..
ألقت التحية وهي تجلس على الطاولة فرحب الجميع بهما واقتربت دينا من أخيها تحتضنه بسعادة وتقبله والغريب إنها قبلت شمس أيضا …
الجميع كان سعيدا بعودتهما بإستثناء حوراء التي بدت ملامحها فاترة وهي ترحب بهما ..
انتهى الجميع من تناول الطعام واتجهوا الى صالة الجلوس حيث نهضت شمس وأخذت توزع الهدايا على الجميع فحملت هدية حوراء وتقدمت نحوها بقلق وتردد ومدت يدها بالهدية لتأخذها حوراء على مضض وهي تشير لقيصر :-
” أشكرك أخي الحبيب على الهدية ..”
تجاهلتها شمس ولم تهتم حيث عادت تقدم الهدايا لبقية الموجودين الذين شكروها بشدة كما شكروا قيصر ..
اتجهت بعدها تجلس بجانب زوجها وهي تبتسم بسعادة وشعور إنها تتصرف كزوجة لائقة وواعية يعجبها كثيرا ..
………………………………………………………………..
بعد أكثر من شهر …
وقفت أمام المرآة تضع من عطرها المفضل عندما وجدته يقف مقابلا لها يتأملها بملامح تشع شغفا صريحا …
احمرت وجنتاها لا إراديا وهي تلتفت نحوه بفستانها الأزرق تسأله رغم معرفتها الجواب مسبقا :-
” هل أبدو جميلة ..؟!”
رد وهو يتفحصها بعينيه الزرقاوين :-
” تبدين رائعة … جذابة ومثالية ..”
ضحكت برقة بينما تقدم هو نحوها محيطا خصرها بذراعيه مائلا نحو شفتيها بنية تقبيلها لكنها منعته وهي تضع أنامله على فمه تخبره بتمنع محبب :-
” ليس الآن يا قيصر .. عندنا حفلة لا يجب أن نتأخر عليها ..”
بدا الانزعاج على وجهه لكنه ابتسم وهو يومأ برأسه قبل أن يسألها :-
” هل إنتهيت إذا من كل شيء لنرحل ..”
أومأت برأسها وهي تتجه لتحمل الحقيبة الصغيرة وتخبره :-
” انا جاهزة ..”
أحاط ذراعها بذراعه وسارا سويا خارج الجناح بينما قيصر يتأملها بين الحينة والآخر دون أن يمل أو يشبع من جمالها المبهر ..
لو أخبره أحدا يوما إنه سيكون أسير هذه الحمراء الصغيرة لدرجة تجعله لا يكتفي منها مهما حدث ما كان ليصدق …
لكن كل يوم يقضيه معها يجعله يشعر وكأن كل أيام عمره قبلها ضاعت هباء وإن جميع نساؤه قبلها كن مجرد ماضي لا يتذكره حتى فهو وجد معها ما يجعله لا يرى سواها …
وصلا أخيرا الى الحفلة ليجد أفراد عائلته سبقوه في الوصول …
وقف بجانبها بعد مدة يتحدث مع مجموعة من معارفه عندما انتبه الى تارا التي دلفت الى الحفلة فرأى زوجته تبتسم لها بمحبة صادقة وهي تشير لها بكفها لتتقدم الأخيرة نحوهم حيث تتبادل القبلات مع زوجته قبل أن تحييه بفتور يدرك سببه ..
انسحبت شمس بعدما إستأذنته وسارت بجوار تارا تتحدث معها بحماس وقد أدرك منذ مدة إن الاثنتين باتت تجمعهما صداقة وطيدة لا يفهم كيف بدأت لكنه لا يهتم فرغم كل شيء هو يثق بتارا جيدا ولا يمانع أن تكون صديقة حميمية لزوجته التي يعرف جيدا كم إنها اجتماعية وتحب تكونين علاقات مع الجميع …
وقفت شمس بجانب تارا وهي تثرثر معها في عدة مواضيع عندما وجدت تارا تشير فجأة ناحية زوجها وإحدى الشابات الملتصقات به ..
تغضن جبين شمس وبدا الغضب يظهر عليها عندما همست لها تارا :-
” ماذا تنتظرين ..؟! اذهبي وخذي زوجك منها ..”
هزت شمس رأسها موافقة وسارت بخطواتها الواثقة نحو زوجها بينما ابتسمت تارا بخفة قبل أن تحرك وجهها للجانب الآخر لتتلاقى عينيها بعيناه اللاتي تتأملانها بثبات فتمنحه نظرة ثابتة صلبة قبل أن تشيح بوجهها بعيدا ..
وقفت شمس بجانب زوجها تمنح الفتاة الملتصقة به إبتسامة صفراء قبل أن تهمس لزوجها ببضعة كلمات فيعتذر الى الفتاة وينسحب من أمامها سائرا بجانب زوجته ..
” يا إلهي كم إنها بغيظة ..”
هتفت بها شمس وهي تسير بجانبه ليبتسم بخفة وهو يسألها رغم إدراكه جيدا من تقصد :-
” من تقصدين ..؟؟”
ردت بفتور :-
” تلك التي كانت تقف وتتحدث معك ..”
” هل تغارين يا شمس ..؟!”
سألها بجدية لتهتف بغيظ مكتوم :
” لا أغار .. مع إنه يحق لي ذلك .. ”
” بالطبع يحق لك ..”
قالها بمكر وهو بالكاد يكتم إبتسامته من الغيرة والغيظ الواضحين على ملامحها ونظراتها التي تكاد تقتله بينما همست هي بضيق :
” إنها تلتصق بك بشدة .. ألا يكفي محاولاتها الصريحة للفت انتباهك في بداية الحفلة ..؟! ”
ثم أكملت وكأنها تقنع نفسها قبل أن تقنعه :
” من الطبيعي أن أغضب .. فهذا يقلل من قيمتي وكرامتي كثيرا ..”
قال بجدية وصرامة :
” قيمتك وكرامتك محفوظتين يا شمس .. لا أحد يستطيع المساس بهما طالما أنا موجود وانتِ تعرفين ذلك جيدا ..”
ثم أكمل بهدوء صلب :
” إنها مجرد أنثى تحاول لفت انتباه أي رجل مهم تجده أمامها ..”
أردف بجدية وهو يشير خلفها :
” هاهي تلتصق بخالد بعدما رحلت متحججة بالعمل الذي يجمعنا ..”
قالت بسرعة :
” لتلتصق بخالد كما تشاء .. المهم أنت .. لا اسمح لها بالتقرب منك ..”
ابتسم بخفة وقال :
” اذا كنت لا تطيقين قربها مني الى هذه الدرجة فإبقي بجانبي وحينها لن تستطيع القرب مني خاصة مع نظراتك تلك التي بالتأكيد ستنال منها الكثير ..”
” ما بها نظراتي ..؟!”
سألتها بضيق ليرد وهو يبتسم بخفة :
” رائعة خاصة عندما تصبح شرسة مثلما أصبحت منذ قليل ..”
ابتسمت بخجل بينما نظر هو الى خجلها النادر وهو يتنهد تنهيدة ثقيلة متمنيا أن تبقى الاوضاع بينهما هادئة مثل هذه الأيام ..
جذبها من ذراعها محيطا خصرها بذراعه مرددا بخفوت بجانب اذنها :
” كأنكِ اكتسبتِ قليلا من الوزن .. ؟! ”
هتفت بإنزعاج :
” هل تقصد إنني أتناول طعاما كثيرا ..؟!”
رد بصدق :
” ليس هذا ما أقصده بل أود القول إن جسدك يزداد جمالا مع مرور الوقت ..”
ابتسمت بهدوء ثم ردت :
” ربما لإنني أصبحت أمارس الرياضة مع ربى بإستمرار ..”
” ربما حقا ..”
قالها بهدوء وهو يسير معها نحو احدى الطاولات ليسحب لها الكرسي فتجلس عليه بينما يجلس هو بجانبها مبتسما لها بهدوء متأملا جمالها الجذاب ..
بعد لحظات جاء خالد يجلس جانبهما وقد بدا الضيق واضحا على ملامحه ليسأله قيصر بمكر :-
” من الجيد إنك إستطعت الهرب منها ..”
لم يبال خالد بحديثه فهو يشعر بالغضب الشديد هذه اللحظة بعدما رأى تارا تتحدث مع أحد الرجال الموجودين في الحفل بل وتضحك معه بصوت عالي ..
عاد ينتبه الى ابن عمه الذي كان يهمس لزوجته ببعض الكلمات فتبتسم الأخيرة بخجل واضع ليشعر رغما عنه بالسعادة لأجل قيصر الذي لم يتصور يوما أن يصبح هكذا ..
…………………………………………………………..
إحتضنها بقوة بين ذراعيه وهو يطبع قبلاته الرقيقة على جانب وجهها بين تحرك هي وجهها بخفة على صدره كالقطة …
ابتسم وهو يشدد من إحتضانها وما جمعهما قبل قليل من لحظات مجنونة يسيطر على عقله بشدة لدرجة يرغب بتكرار تلك اللحظات مجددا لكنه يخشى عليها ألا تتحمل أكثر فجسدها تحيل للغاية وما زال يشعر بها صغيرة أمام مشاعره الثائرة ورغبته الجنونية بها ..
” قيصر ..”
سمعها تهمس بإسمه فرد :-
” نعم يا شمس ..”
” هل انت سعيد بزواجك مني ..؟!”
فاجئه سؤالها ولم يتوقعه مطلقا وأسعده فكرة إنها تهتم لسعادته فسألها مراوغا :-
” هل تهمك سعادتي يا شمس ..؟!”
هتفت بضجر :-
” أجب على سؤالي من فضلك ..”
أطلق تنهيدة طويلة ثم هتف بصدق :-
” حتى هذه اللحظة أنا أسعد ما يكون ..”
” لكنك لم تكن كذلك في الأيام الاولى من زواجنا ..”
رد بصدق :-
” نعم فأنتِ كنتِ تتصرفين بجنون غريب في تلك الأيام … كنت مزعجة بحق ..”
ابتسمت والغريب إنها لم تنزعج من كلامه فهي تدرك إنها كانت لا تطاق في تلك الأيام ..
سألته مجددا :-
” ألا تستغرب تغييري بعدها ..؟! يعني ألا تفكر كيف تغيرت فجأة ..؟!”
رد وهو يسير بإصبعه على بشرة ذراعها :-
” نعم فكرت أحيانا ولكنني فسرت إن تصرفاتك في تلك الفترة نابعة من إستغرابك للتغيرات الكثيرة التي طرأت على حياتك بسرعة شديدة ..”
ابتسمت ولم تجيب فسألها مهتما :-
” أليس تفكيري بصحيح ..؟!”
رفعت جسدها قليلا وهي تقبض على الغطاء جيدا وتهمس بثقة :-
” في الحقيقة هناك عدة أسباب لكن أهمها إنني إكتشفت إنك لست سيئًا أبدًا وإنني لا أكرهك كما كنت أظن ..”
” وهل كنت تظنين إنك تكرهينني ..؟!”
سألها بملامح متجهمة لتومأ برأسها قبل ان تجيب بصدق :-
” دوما كنت أظن كذلك حتى اكتشفت العكس ..”
سألها متلهفا :-
” وما هو العكس ..؟!”
ردت وهي تهز كتفيها :-
” إنتي لا أكرهك أبدا .. ”
أضافت تسأله :-
” وأنت ..؟! هل كنت تكرهني ..؟!”
رد بسرعة :-
” لم أكرهك يوما وهذا كان واضحا على ما اظن ..”
” إذا ما هي مشاعرك نحوي ..؟!”
سألته وعيناها تلمعان بقوة لتضطرب ملامحه دون رد فتهتف فجأة :-
” هل تعلم إنني تحدثت مع فادي ..؟!”
تجمدت ملامحه للحظات قبل أن يسألها بغضب مكتوم :-
” متى وكيف ..؟!”
أجابته :-
” منذ مدة طويلة .. في بداية زواجنا … اعتذر مني وأخبرني إنه لم يكن يقصد ما فعله وإنه لم يكن يراني أنا بل كان يرى أخرى بي …”
هز قيصر رأيه ولم يعلق فسمعها تهمس وعيناها تلمعان بمكر :-
” وأخبرني شيئا آخرا أيضا …”
بدا الإهتمام على وجهه وهو يسألها :-
” ماذا أخبرك أيضا ..؟!”
أجابته بدلال متعمد :-
” أخبرني إنك تحبني .. تحبني كثيرا ولهذا تزوجتني ..”
سيطر الجمود على ملامحه فإكتفى بإيماءة من رأسه دون تعليق لتهتف فجأة:-
” قيصر انا حامل …”
اختفى الجمود من فوق ملامحه في لحظات ليسألها بدهشة :-
” ماذا قلت ..؟!”
ردت بإبتسامة سعيدة :-
” انا حامل ..”
ارتجف جسده وهو يسألها بتوسل :-
” هل أنت متأكدة ..؟! هل قمت بتحليل دم ..؟!”
قاطعته بسعادة :-
” بالطبع متأكدة .. لم أكن لأخبرك حتى أتأكد اولا ..”
سيطرت السعادة على ملامحه فجذبها يعانقها بفرحة لا ارادية قبل ان يهمس :-
” الحمد لله .. الحمد لله .. لقد تحقق حلمي أخيرا ..”
سألته بصوت مبحوح :-
” ألهذه الدرجة كنت تنتظر حملي ..؟!”
ابتسم وهو يربت على وجهها :-
” أكثر مما تتصورين .. لطالما إنتظرت اللحظة التي سأحصل بها على طفل يحمل اسمي ويرث ما أملكه مستقبلا ..”
عقدت حاجبيها تهتف بضيق :-
” قد تكون فتاة وليس صبيا ..”
ابتسم بخفة وقال :-
” أشعر إنه صبي يا شمس … ”
” هل تنزعج لو جائت فتاة ..؟!”
سألته بعدم تصديق ليرد بسرعة :-
” إطلاقا .. لا أنكر إنني أتمناه صبي ولكن حتى لو كانت فتاة سأفرح بالطبع بها بل وسأدللها كثيرا خاصة إذا جائت تشبهك ..”
ابتسمت بسعادة قبل أن تسأله :-
” ماذا سنسميه اذا كان صبيا ..؟! وماذا سنسميها اذا كانت فتاة ..؟!”
تنهد بسعادة وهو يرد :-
” مع إنه لا زال الوقت مبكرا على هذا لكن إن جاء صبي فسأمنحه إسم والدي رحمه الله .. سأسميه فريد .. فريد قيصر عمران …”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس ربحها القيصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى