روايات

رواية حجر ينبض الفصل الثالث 3 بقلم فريحة خالد

رواية حجر ينبض الفصل الثالث 3 بقلم فريحة خالد

رواية حجر ينبض الجزء الثالث

رواية حجر ينبض البارت الثالث

رواية حجر ينبض
رواية حجر ينبض

رواية حجر ينبض الحلقة الثالثة

– رايحة عَلىٰ فين يا شيماء؟!
كُنت بلف طرحتي وِ أنا لا شايفة ولا سامعة أي شيء ، كل اللي بِـيتردد في بالي جُملة عُدىّ ” صَـالِـح دروِيش فااق “.
– شيماء أنا بكلّمك ! انتِ مش سمعاني؟!!
اتخضّيت لمّا عبد الرحمن علّىٰ صوته وِ اتكلّمت بِتوتر ظهر عليّا جدًا :
– عبد الرحمن ! آسفة مخدتش بالي عايز حاجة؟!
– أيوة ، لابسة هدومك و بتلبسي طرحتك وِ رايحة علىٰ فين الفجر كده؟
– نازلة ، رايحة المُستشفىٰ موضوع حياة أو موت لازم أكون موجودة دلوقتي.
– خير فيه ايه بس؟
– متقلقش مفيش حاجة ، ده مَرِيض حصل تطور مفاجئ في حالته ولازم لازم أكون موجودة في أسرع وقت علشان ألحقه.
– طب استنّي هلبس وِ أوصّلِك.
– لا لا خلّيك عُدىّ زمانه في الطريق وِ هروح معاه.
– من امتىٰ يا شيماء؟! من امتىٰ وأنا بخليكِ تروحي أو تيجي مع عُدىّ ! انتم لسّه مخطوبين يعني مينفعش تبقوا في مكان لوحدكم من غير مِحرم.
– أيوة يا عبد الرحمن ، بس ده ظرف طارِق و مستعجلين متقلقش عليّا أرجوك.

 

 

لِـتاني مرّة بعد امبارح عبد الرحمن يحتدّ معايا في الكلام ، وِ لِأول مرة ألاحظ إنّه لسّه مِش مِطمّن عليّا مع عُدىّ بعد تالت سنين خطُوبة :
– شيماء إسمعي.. هيّ كِلمة واحدة ملهاش تانِي ، خُروج مع عُدىّ لِوحدكم من غير مِحرم قبل كتب الكتاب انسي مفهوم !! أنا هدخل أغيّر وِ آجي أوصّلِك.
دخل يغيّر هدومه ، وِ أنا اتصّلت علىٰ عُدىّ قلتله يسبقني لِـ المُستشفىٰ ، وِ فضلت سرحانة في كلام عبد الرحمن هوّ مش عايزني أخرج معاه لِوحدنا قبل كتب الكتاب ، وفي نفس الوقت هو اللي معطّل كتب الكتاب وِ كان شَرطُه الأول وِ الأخير علشان يوافق علىٰ خُطوبتنا إن كتب الكتاب والفرح مع بعض في يوم واحد بعد أربع سنين !!
فُقت علىٰ صُوته وِ هوّ بينادِي عليا علشان أناولُه العُكاز وِ ننزل.
……
– يا خايبة يا مايلة يا قليلة الفِهم ، بقىٰ يا بت تسيبي الدُكتور وِ المُهندس وِ المُدرّس والنّاس السليمة كُلّها وِ رايحة تحبّيلي واحِد عاجِز !! ايه يا بت ايييه أنا كُنت برضّعِك غباء وِ بوكلهولك بِـمعلقة ولا ايييه !!
– يا ماما إسمعيني.. إسمعيني وحياتي عندِك ، العاجِز اللي بتقُولي عليه ده ، سوي نفسيّا.. عارفة يا ماما يعني إيه سَوِي نفسيا؟!
يعني لما بتّك تتعب وِ تُرقُد في السرير محدّش هيشيلها وِ يراعيها غيرُه مش هيجي يرميني عندِك لحد ما أبقىٰ كويسة وِ بعدها يفتكر إنّي مراته فَـيجي ياخدني !!
يعني يا ماما لو في يوم بعد الشر عليكِ تعبتي هوّ اللي بنفسه هيقولّي روحي لِأمّك مِش هيمنعني عنّك زي ما الكَـلب جوز بنتك بيعمِل معاها.
يعني لو فيه مرة اختلفنا مش هيكسّر عضمي وِ يطلّعني من بيتي بِـعبايتي المَكشُوفة يخلّي اللي يِسوىٰ وِ ميسواش يتفرّج علىٰ لحمِي اللي أبويا الله يستُره دِنيا وِ آخره سترهولي طول عمري وِ يجي واحِد محسوب علىٰ الرجّالة غلط يِفضحني ، وِ يخلّيني أشحت طرحة من الجيران أستر بيها نفسي لحد بيت أبويا !
أحبّ علىٰ إيدك يمّا كفاية سُميّة اللي اندفَن جمالها وِ شبابها وِ رُوحها مع كلب ميعرفش يعني إيه إنسانية.
كَـانِت سَجدة بِـتبكِي وهيّ بِـتحاوِل تفهم أمها سبب رفضها لِـ العريس اللي بِـالمُناسبة هوّ أخو جوز سُميّة أختها !!
يعني أمها مُصرّة تقدّم بناتها الاتنين وجبة لِـ كلاب مسعورة يِنهشوا في لحمهم !!
– يا بنتي اسمعيني ، سُميّة أختك عنيدة وِ مبتسمعش الكلام وِ مبتعرفش تِهاود جُوزها ، إنمّا إنتِ عاقلة وهادية وِمش هتعملي مشاكل بينكُم صدّقيني ، أحسن ما نُرفضُه ومنلاقيش فُرصة تانية زيّها.

 

 

ده شاب لُقطة يا بت ، عربيّة أوبهة وِ شُغل بِـمرتب عَالي وِ بيت مِلك عايزة إيه تاني يا موكوسة؟!
عايزة العاجِز بتاعك اللي لا نِعرف هو عايِش ولاّ ميّت ولا اشتغل شغلانة عِدلة ولاّ لسّه بِيحفىٰ عند الميكانيكيين وِ بتوع الكهربا وِ السّباكة علشان يلاقي شويّة ملاليم يعيشوا منهم !!
نزلِت دموع عيون سجدة من غير كلام ، هزّت راسها يمين وِ شِمال بِيأس ، وِ تأكدّت مليون في المية إنها هتبقىٰ سُمية نِمرة اتنين ، وِ إن حُب قلبها راح مِنها !!
……..
– هَتيجي علىٰ البيت يا شيما لمّا تخلّصي ولا هتستني للصبح لِحد معاد شغلك؟!
– مِش عارفة والله لسّه يا عبد الرحمن ، هشوف كده وِ أرن عليك.
– ماشي يا حبيبتي ، يلا لا إله إلا الله.
– سيدنا محمد رسول الله ، مع السلامة.
لسّه كُنت هفتح باب العربية وِ أنزل ، فُوجئت بِـعبد الرحمن مسك ايدي وِ رجّعني تاني وِ هوّ بيقولّي بِـقلق :
– شيما افتكري إن مفيش حد يستحق ميّة في الميّة من ثِقتك غيري أنا وِ أبوكِ مفهوم؟
– حتّىٰ عُدىّ؟!
– بِـالأخص عُدىّ يا شيماء !! بِـالأخص هوّ سمعاني؟ خليكِ دايمًا حَريصة علىٰ نفسِك وِ حطّي في بالك إن مفيش حد بيحبك غيري أنا وِ أبوكِ بسسس !!
كلام عبد الرحمن كان غريب جدًا ، لكن أنا مكنتش مركزة كل اللي مركزة فيه المريض رقم متين وِ تسعة هزّيت راسي بِابتسامة وِ طمنته :
– متقلقش عليّا يا حبيبي أنا هعرف آخد بالي من نفسي كويس جدا.
…..
– شيماء كُل ده تأخير؟!
-معلش يا عُدىّ معمال ما عبد الرحمن لبس وِ وصلني ، المُهم إيه الأخبار؟! وايه اللي حصل خلاها يفوق !
– أنا مستنيّكِ مَرضتش أدخل لِوحدي لحد ما تيجي ، كل اللي أعرفه إن المُمرضة كانت بتلِف وِ سِمعت صوت واحد بينادِي علىٰ حد ، وِ لمّا دخلت لاقيته فايق بس معرفتش تجمّع هوّ بينادِي علىٰ مين ، فَـاتصّلِت بِـدكتور عُمر وِ هوّ كلمني علشان آجي ، وقالّي هيبلّغ دكتور معتز وِهيحصّلونا علىٰ هنا.
– طب تعالىٰ نِدخُل.
فتح عُدىّ الباب بِـهدُوء ، المرّادي مش أستاذ صَـالِـح بس اللي ضربات قلبه هتزيد ، حرفيًا صُوت ضربات قلبي هيخرُم وِداني ، بدأت أقرّب من السرّير ، ضربات قلبه كَـالعادة بِتزيد في وجودي ، وأنا قلبي هيُقف من شدة الرهبة اللي حاسة بيها.
خطوة سَحَبِت خطوة لحد ما وصلت جنبه لِـ السّرير وِ أوّل ما طليّت علىٰ ملامحُه وِ بدأت لِأول مرّة أدقق فيها ، لاقيت أيده بِتقبُض علىٰ ايدي ، صرخة واحدة وِ كنت في ثانية رِجعت لِـورىٰ.

 

 

عُدىّ قرّب منّي بِـقلق بس قبل ما يحاوِط كِتفي بِعدت وِطمنته إنّي كِويسة ، وِ قطعنا صُوته وِ هوّ بينادي ، صُوته فيه حاجة غريبة ، مش عارفة هو حزن ولا كسرة ولا ايه ده ، بدأت أقرّب تاني ، واصطنت علىٰ كلامه :
– مَـا مَـا تمشيش.. مَـا.. تمشيش يَا ندىٰ.. خليكِ.. ما.. ما صدّقت لاقيتك.
كان بينهج جدًا ، بيتكلّم بِالعافية.. استغرابي أنا وِ عُدىّ خلانا منسألوش مين نَدىٰ دي؟!
كمّل كلامه يترجّىٰ ندىٰ ما تمشيش وِ هوّ بِيفتّح عينه بِـالعافية كإنه بيدوّر على حد معين في الأوضة ، كإنّه تايه عايز حد يمسك إيده يطمنّه ، قرّبت منّه وِ بتلقائية مسكت إيده وِقلت وِ دمُوعي خنقاني :
– مين ندىٰ يا أستاذ صَـالِـح؟! مراتك؟! بنتك؟! قول أي حاجة علشان أساعدَك؟ هوّ إنتَ تعرفني طيّب؟؟؟
بصّلي بِـنظرة غريبة ، أنا كنت هموت من الرّعب من غرابة الموقف ، وِ زوّد رُعبي لمّا مد أيده التانية يرسم تفاصيل وشّي بإيده ، خلاص هِنا كنت حاسة إني في كابوس مش فاهمة منّه أي حاجة ، دمّعت ، فَـ نزّل ايده بِـسُرعة وقالي :
– لسّه بتعيّطي لما تشوفيني يا ندىٰ !! خليكِ جنبي يا ندىٰ خليكِ.. جنبي ، أنا أنا معملتش كده صدّقيني.. معملتش كده واللّهِ… وِ اللَّهِ مش أنا.. لأ
لحد هنا وكفاية أنا مش فاهمة حاجة مين ندىٰ ومين الراجل ده وايه علاقته بيّا وايه علاقتي أنا بِـندىٰ؟!!! وايه اللي هوّ بيترجّاني أصدّقه إنه معملوش !!
سيبت ايده ، وِ قررت أخرُج أجيب حاجة أشربها وِ أرجع وِ أنا فايقة أحاول آخد منّه معلومات واضحة أفسّر بيها كل الغُموض ده !!
بعد ما خرجت بِثواني بسيطة ، لاقيت عُدىّ بيجري ورايا ، وِ بينادي عليا :
– شيماء استني.. شيماااء اقفي دقيقة.
– فيه إيه يا عُدىّ؟! إيه اللي حصل تاني.
– نادىٰ عليكِ وانتِ خارجة وقالّك لو هتسيبيه زي ما سابك فَـده حقّك بس متعرّفيش حد مكانه علشان هيقتلوه !!
– أسيب مين يا عدىّ زي ما سابني أنا معرفووش معرفوووش والله أول مرة أعرفه لما إنتَ كلمتني عنه.
– معرفش يا شيماء معرفش ، هوّ عمّال ينادي علىٰ ندىٰ ويعيّط وِ بس.
……
بعد حوالي رُبع ساعة بِـالظبط ، كُنت أنا وِ دكتور عُمر وِ دكتور مُعتز وِ عُدىّ حوالين سرير أستاذ صَـالِـح..
اتقدّم دُكتور عُمر خطوة وِ سأله :
– إنتَ بِـخير يا أستاذ صَـالِـح؟!
مكنش فيه رد ، باصص ليّا وِ بيعيّط وِ بس !!
– طب إنتَ عارِف إنتَ هِنا من إمتىٰ؟! عارِف طيب التّاريخ النهاردة ايه؟!
برضه مردّش علىٰ دكتور معتز ولسّه نظره متسلّط عليّا وِ شفايفه بترتعش بكلام مش سمعاه ولا قادرة أفسّر منه غير كلمة ندىٰ !!
– طب إنتَ عايِز ندىٰ؟!!

 

 

هز راسه بِـشدة وِ هوّ بيبصلّي ، قرّبت منّه ، وِ اتكلّمت بِـهدوء جنبه :
– طيب ممكن تقولّي ندىٰ تبقالك إيه؟؟!
أو كانت عايشة فين؟!
أو مثلًا إنتَ زعلتّها في ايه وِ عايز تِصالحها؟!!
ومين اللي مش عايزهم يعرفوا مكانك علشان هيقتلوك؟؟!
قولّي أي حاجة.. أي حاجة تبقىٰ واضحة وأفهمها منّك أرجووك..
– ما تمشيش.. يا ندىٰ.. لأ.. واللّه هبقىٰ صَـالِـح واللّهِ.. صدّقيني مش عايزة تصدّقيني ليه؟!
كِفاية كده يا شيماء ، الرّاجِل هيموت.. ده مِش قادِر ياخد نفسُه ، أنا هدّيله حُقنة مُهدّئة ، وانتِ رَوّحي استريّحي النهاردة وِ بكرة بدرِي تعالي وِ نفكّر هنعمِل إيه.
رفَض يسيب ايدي طول ما هو مفتّح عينه ، لحد ما الدكتور معتز ادّاله الحُقنة المُهدّئة وِ نام ، سحبت ايدي برّاحة وِ خرجت ، جِه ورايا عُدىّ وِ قال :
– تحبّي أوصّلِك؟!
– لا لا أنا هروّح لِوحدِي عايزة أتمشّىٰ.
– شيما ممكن يُكون بيخرّف ، أو بيشبّه عليكِ انتِ قلقانة ليه كده وِ حاسّك مِتّاخده وِمخطوفة؟!!
– لا يا عُدىّ لا ، فيه حاجة غلط متأكدة إن فيه حاجة غلط بس مش عارفة هيّ ايه ، أنا ماشية دلوقتي بليل هكلّمك ، لو حصل أي جديد كلّمني.
– حاضِر ، طمنيني لمّا توصلي.
…..
ركبت تاكسي ، دموعي مش قادرة أوقفها ، أنا مروحتش علىٰ البيت أبقىٰ هبلة لو روّحت نِمت بعد ده كلّه ، الرّاجِل ده فيه حاجة غريبة ، فيه حاجة شدّاني ليه وفي نفس الوقت مخوّفاني منّه ، أنا روحت علىٰ محل الإقامة اللي كان في بطاقته !!
طِلع فيه فايدة أهو من كلام دكتور عمر إننا ندرس معلومات عنه علشان أنزل أنا وِ عُدىّ محل إقامته ونكشف اللغز ، بس بما إنه فاق قبل ما ننزل سوىٰ..
يبقىٰ لازم أنزل لوحدي.. مينفعش حد غيري يكشف الحقيقة ، لإن متأكدة إن فيه حاجة كبيرة أوي وراه ، ومينفعش أعرّف حد زي ما قالّي علىٰ مكانه ألا يقتلوه !!!
كده أنا لِوحدي اللي هدور ، وِ أنا لوحدي اللي هوصل !!
– وصلنا يا آنسة.
نزلت من التاكسي ، دي حارة !! تكاتك وِ بيوت قديمة مترصصة جنب بعض ، وِ حدادين وِ قهاوي وِ سوق وِ دوشة جامدة..
– لو سمحت.. يا أستاذ لو سمحت.

 

 

– أؤمريني يا هانم.
– إنتَ عايِش هنا في المنطقة؟
– طبعًا يا هانم ، بدوّري علىٰ حد بِـعينه؟
– آهه ، كُنت عايزة كِبير المنطقة هِنا تعرف تِدلّني عليه.
– طبعًا يا هانم ، تعالِي ورايا.
– دِلّني علىٰ طريقه وِ هوصله بدل مَا تِسيب القهوة لِوحدها؟!
– متقلقيش يا هانم كلنا هنا ولاد حتّة واحدة ما بنخافش علىٰ حاجتنا مع بعض.
…….
– اتفضّلي يا هانم ، ده الشّيخ نُوح كِبير المنطقة وِ كبيرنا كلّنا وِ إمام جامع الحارة..
كان واقِف مدّينا ضهره بِيتكلّم مع حد وِ هو ساند علىٰ عصايته ، وِ أول ما مشي اللي معاه اديّر وِ هو مبتسم وِ بيقول :
– مين اللي معاك يا واد يا علِي؟!
لحظة.. اتنين.. وِ العصاية وِقعت من إيده ، وِ فتّح عينه بِـدهشة وِ بدأ يِضرب كف علىٰ كف وِ هوّ مصدوم ، وِ بِـذُهول همس :
– ندىٰ ؟؟!!!!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية حجر ينبض)

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى