رواية لن تجدني الفصل الثامن 8 بقلم دعاء الأنصاري
رواية لن تجدني الجزء الثامن
رواية لن تجدني البارت الثامن
رواية لن تجدني الحلقة الثامنة
_تفتكر يا مروان؟
_طبعاً يا كريم… انت غلطت
_بس انا كنت عايز نبعد عشان احميها من نفسي..انا شايفها جوهرة وعايز احافظ عليها
_ولما تخطبها مش هتتكلموا برضو؟ اكيد هتبقوا قريبين من بعض
_بس انا مش عايز اعلقها بيا و انا مش ضامن النصيب
_فاهمك كويس بس هى معاها حق برضو تشك فيك ومتبقاش واثقة منك…انتوا معرفتوش بعض يا كريم ولا اديتها فرصة تقرب منك وتعرفك كويس
_طب اعمل ايه دلوقتي..انا مش عارف اتصل بيها ولا عارف اوريها وشي
_سيبها تهدى وبعدين حاول تكلمها وتتقابلوا تتكلموا في كل حاجة
ثم سكت مروان وكأنه يفكر في حل وبعدها بص لكريم وهو ينظر له نظرة جادة
_لازم تاخد خطوة وتتقدم!
_بس يا مروان انا…
_مفيش بس …لو انت عايز تخسرها ف تمام كمل في اللى انت بتعمله اما لو عايزها بجد ف خد خطوة واتقدم ويا سيدى استلف فلوس الخطوبة مننا ورجعها تانى طالما كدة هترتاح
صمت كريم وبعد لحظات قام من على سرير مروان وهو بيقول
_ربنا يسهل..هفكر
_رايح فين؟
_نازل مع صحابي
بخطوات بطيئة متثاقلة وصل لكافيه و دخل وهو بيبص يمين وشمال…اتجه نحو آخر ترابيزة في الكافيه وقعد وبص لها
_عاملة ايه يا يارا
_الحمدلله…مالك؟
_ايه!!
_وشك مخطوف كدة ليه
فضل ساكت وهو باصص لها وجواه كلام كتير والغضب باين على وشه ولكنه كان بيحاول يضبط اعصابه ويتكلم بعقلانيه شوية ..ارخى جسده على الكرسي وكأنه بيوهم نفسه انه هادئ وبنظرة ثابته وجه كلامه لـ يارا
_يصح اللى عملتيه دا؟
_عملت اي!
_انتِ عارفة كويس انا بتكلم عن اي…كان ايه لازمتها الصور ،،كفاية مسج تقوليلها اللى جواكى
_انا عارفة الاشكال دي كويس …مش هياكل معاها غير لما تشوف بعينها
ابتسم ابتسامه عريضه كأنه انتصر وعاد يتكلم بنبره جادة والعصبيه بدأت تظهر في ملامحه وصوته ومحاولش يخبيها
_يعني مُعترفة انك عملتى كدة!!!
ابتلعت ريقها وظهر التوتر على وشها وخاف قلبها لأنها وقعت في الفخ
_عايزنى اعمل ايه وشايفاها بتخطفك منى
_وهو انا عيل صغير ، لعبة في ايد اللى رايح واللى جاى !!
_بس يا كريم انا مكنتش…
_مش من حقك! مش من حقك تعملى اللى عملتيه ولا من حقك حاجة! دي حياتى الشخصية وانا حر فيها
_حر !تقوم تحب حد غيري!! لا حقي اتكلم انت نسيت اللى بينا؟؟
_اللي بينا انتهى من بدري ولا انا متهيألى!؟
_انت مش لوحدك اللى تنهى كل حاجة او ترجعها..دى علاقة بينا احنا الاتنين وحقى اوافق او لا
_وانا مش هكمل غصب..انا مخنتكيش ،لو فيه حد دخل حياتى ف ده بعد ما قولتلك كل حاجة بينا انتهت
_انت خونت ثقتى وحبي وسنين عمري اللى ضيعتها معاك..انا مش مسامحاك
_انتِ شايفه بتقولي ايه؟ بتقولى كدة وانتِ عارفة انى عافرت عشان اللى بينا يكمل
_بس مش عايز تعافر دلوقتي ولو لمرة اخيرة
_مش قادر! انا وانتِ مننفعش لبعض،مختلفين في كل حاجة وبنأذي بعض دايماً …انا تعبت يا يارا افهمي!
_بس كنت مبسوط معايا ..ايه اللي غيرك
_مكنتش مبسوط ،ولو عايزا توصلي لأن هي غيرتني او انا بقيت كدة معاكي بسببها ف فكري كدة براحتك واقولك على حاجة هي فعلاً غيرتني وفعلاً لو كان فيه أمل ١٪ اني ارجعلك لما شوفتها الأمل ده راح
_ايه كمان كمل!! انا عمري ما فكرتك خاين كدة انا مصدومة فيك
_لو اني ادور على راحتي و ادور على حد محسش اني مُستنزف نفسياً معاه وابقى مبحسبش لكلامي قبل ما اقوله وابقى مع حد حاسس انه بيحبني من قلبه ده يبقى خيانه ف انا موافق
_وانا محبتكش؟
_عمرك! محبتنيش…انتِ حبيتي وجودي واهتمامي وحبيتي شكلي ،لكن محبتنيش بجد
_انت بتقول ايه…لا دي عرفت توقعك اوي ومخلتش فيك عقل
_يارا !!! اعرفي حدودك كويس معايا…عن اذنك
قام وتوجه نحو الكاشير وحاسب ع المشاريب ومشي وجواه غيظ وخوف صغير بداخل قلبه ان حد يكون شافهم او صورهم زي ما حصل قبل كدة
تركها وهي مفيش ف عقها وقلبها غير حقد وغيره وتفكير شيطاني جواها بيزحف وبيوسوس لها بالإنتقام!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_سارة!!
_اهلاً يا مروان..ازيك
_بخير
احست سارة بالغيرة اللي جوا مروان وكانت ظاهرة في نظراته لما شافها وهي في النادي مع صديق لها وبتتكلم معاه ….بفرحة مكتومة داخلها قالت
_مروان ده استاذ علاء صديق ليا و والد نادين اللي قاعدة مع سيلا هناك … علاء ده بشمهندس مروان والد سيلا
مد علاء يده وعلى وجه ابتسامه
_اهلاً يبشمهندس
_اهلاً
نظر لسارة نظرة ذات معني وتوجه نحو بنته سيلا وسحابة من الغيرة في قلبه وعقله ..وبعد دقائق قام مروان
_عن اذنكم انا بقا
بصت سارة وفي عنيها نظرة استغراب
_ده انت مكملتش عشر دقايق مع سيلا..خير؟
_مشغول بس
_طب جيت ليه ..كنت قولتلي نأجلها طالما مشغول
_حقى اشوفها براحتي
_بس يبقى فيه تقدير .. انت عارف اني عيانه ومع ذلك كنت مصمم انزلك بالبنت وتقوم تنزلني عشان الكام دقيقة دول!
_قولتلك براحتي…بنتي واشوفها في الوقت اللي يعجبني واقعد معاها الوقت اللي عايزه…جرا ايه!
_اهدوا يا جماعة مش كدة…اهدي يا بشمهندس
نظر مروان لـ علاء ونظر لسارة وسابهم ومشي وضيق شديد جوا قلبه
وصل العمارة ولكنه مكنش عنده استعداد يدخل البيت او يواجه اسئله امه بأنه جي بسرعه ومقعدش مع بنته …ركب الاسانسير ووصل لـ الدور الاخير وطلع السطوح …وبمجرد وصوله ترائت امام عينه حنان وهي حاطه الهاند فري وبتعمل حركات مجنونه وبدون ترتيب…
بدون ما يحس.ابتسم لما شافها وافتكر نفسه لما كان بيعمل كدة ويقفل باب اوضته ويحط الهاند فري ويشغل اغاني راب او يشغل موسيقى الجاز ويفضل يتنطط زيها ..خدت وقت على حالها وهي غير منتبه لوجوده ولكن في لحظة بصت ولقت مروان واقف قدامها وعلى وشه ابتسامه كبيرة ….اتخضت وكان وشها كلها خجل ودهشة ..
_اي دا خضتني!! انت من امتى هنا!!
_يعني مش كتير ..
اختفت الإبتسامة عن وشه وكأنه أفتكر حزنه و مشي لغاية ما وقف عند السور وبص للكون الفسيح أمامه ..اقتربت حنان وكأنها احست بألمه ووقفت عند السور والصمت بينهم طال ولكنها بددته بصوتها الجميل الطفولي
_انت كويس؟
_لأ
_حصل حاجة؟
تنهد و كان ناوي يخبي ولكن شيء جواه منعه انه يخبي ولقي نفسه بيحكي لها كل اللي حصل…سمعته بهدوء وبعد ما خلص كلامه ابتسمتله ابتسامه حاولت تطمنه بها انها متفهمه مشاعره
_لسه بتحبها؟
_معرفش
_عارف حتى لو مبتحبهاش كنت هتضايق برضو
_يا سلام..اشمعنا !
_لأن احنا لما بنبقى متعودين حد يقرب مننا ونبقى مميزين عنده ونحس اننا غير الناس وفجأة نشوف الشخص ده بيقرب حد تاني منه بنتضايق! بنحس اننا فقدنا حاجة تخصنا ،فقدنا مكانتنا وشيء بنملكه
_بس انا كنت بحبها حب صادق مش حب تملك
_بس عمرك ما شوفتها واقفة مع راجل غيرك صح؟
_فعلاً
_وعشان كدة اتضايقت و ده غير انها ام بنتك طبيعي تغير عليها
_بس دي قالتلي بكل بجاحة انه صديق ليها
_ممكن تكون فعلاً محتاجة لوجود حد يدعمها ومش شرط يكون فيه بينهم حاجة وخصوصاً انها معندهاش اخوات ولاد ف اكيد هي محتاجة حد تحكيله وبالصدفه لقت الشخص ده قدامها
_ومفيش غير راجل اللي تحكيله
_صداقة الراجل والست جميلة لو كانت صداقة بجد ومفيهاش اي شهوة او مشاعر…بتبقى ميكس لطيف بين رقة الأنثى وقوة الرجل
_ده هبل ده اللي بتقوليه وصدقيني مش هقتنع بكلامك المرة دي
_ومش هتقتنع لي.. وانا وانت صحاب اهو
_بس انتِ بنت عمي!
_بس بنت! وانت راجل اهو ومش من محارمي يعني ممكن يبقى فيه مشاعر بينا بس احنا اخترنا اننا نبقى صحاب واخلصنا في ده
_…
_مروان! اعذرها! متعرفش هي حالتها ايه ولا بتمر بأيه…انتوا الاتنين حبيتوا بعض وبنيتوا اسرة وللاسف ده مكملش ف طبيعي كل واحد فيكم هيتأثر وهيفضل ماشي ف الدنيا يتخبط هنا شوية وهنا شوية لحد ما اموركم تستقر وكل واحد يرجع لصوابه……اعذرها!
ابتسمت له وبين عيونها رجاء انه يرحم ذاته من التفكير المفرط وأنه لا يعطي كل شيء يتعبه طاقته ويجي على نفسه كدة دايما
_انا هنزل …باي
ودعها بعيونه ونظر مرة اخري للسماء وهو يفكر في حياته السابقة ..يفكر في انه قد ايه هو مؤذي بشكل كبير لنفسه ،دائماً مرهقها بالتفكير ومرهق جسده بالشغل الكتير وقلة النوم ..فكر انه من سنين مش فاكر مرة خرج فيها واتبسط ..دائما بيكون وراه هم انه هيروح يعمل حاجة..هيروح يشتغل..هيروح يخطط لشيء..هيروح يتعلم ..هيروح يلبي احتياجات البيت
دايما ضغط ومسئولية كبيرة كان عايش فيهم ومن هنا عقله اتفتحت له آفاق جديدة وتفكير جديد
ليه الإنسان بيسعي؟ هل بيسعي عشان نفسه وعشان يحقق حلمه ويسعد ذاته ولا بيسعى عشان اهداف خارجيه زي انه يبقى مشهور ف الناس تحبه او يبقى ناجح ف الناس تحب تقرب منه او شخص مثقف كل الناس عايزة تسمعه وتاخد رأيه وهكذا ليه كل إنسان بيحقق هدفه؟
فكر اكتر واكتر..ليه شخصين ممكن يوصلوا لنفس الهدف ولكن واحد فيهم ناجح والتاني فاشل زي مثلاً مهنة الطب ..فيه طالب بينجح ويتفوق ويبقى دكتور مميز وطالب تاني يبقى فاشل واللي درسه ميقدرش يساعد بيه الناس
لأن باختصار الفرق هو الدافع لو الدافع كان نابع من أن الانسان بيحب نفسه وعايز يوصلها لافضل مكانه وانه كمان بيحب حلمه ومؤمن جدا بع ومقتنع ١٠٠٪ هيقدر يحقق نجاح في مجاله والناحية التانيه هنلاقي الإنسان اللي دوافعه كلها عبارة عن مؤثرات خارجية زي انه عايز ينجح عشان الناس عمره ما هيحقق نجاح وهيبقى زي اللي متعلق وسط السلم لا طال انه نجح نجاح باهر ولا فشل مع الفاشلين..
اهتدى عقله لحقيقة مهمه وسؤال كان بيسأله من شهور…ليه زواجه فشل؟ رغم الحب الكبير اللي بينهم ورغم وجود كل المقومات اللي تنجح الزواج ده
وإجابة سؤاله كانت أنه بني حياته على مفهوم واحد وهو الإستقرار…كان فاكر انه عايز يستقر ولكن في الحقيقة هو عايز ينطلق ..يعيش حر ….بجنون!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تجدني)