رواية المتحكم بنبضات قلبي الفصل الثاني 2 بقلم روزان مصطفى
رواية المتحكم بنبضات قلبي الجزء الثاني
رواية المتحكم بنبضات قلبي البارت الثاني
رواية المتحكم بنبضات قلبي الحلقة الثانية
توقف جون عن نيته تجاه تحويل تلك الصغيرة لوجبة خفيفة خلال اليوم.. وبدأ ذراعيه المُتصلبان في الإرتخاء
لكن بؤبؤي عيناه إتسعا عندما بكت! فقط لإنها جائعة
كور قبضة يديه وهي تُحرك يديها وقدميها وتبكِ جوعًا
_ بالإسفل، عند ماتيو وهنري
تجول هنري في المنزل بغضب قائلًا موجه حديثُه لماتيو: شوفت! تخلى عننا عشان الضح_ية اللي فوق معاه!
ماتيو ببروده المُعتاد وهو مُمدد قدميه أمامه: هو حُر، وفعلًا معاه حق المفروض نبدأ نخرج ونصطاد بنفسنا، ولا إنت شايف إيه؟
هنري بغضب لم يستطع التحكُم به: أنا شايف إني جعان!!
وقف ماتيو وهو يرتدي سُترته السوداء قائلًا: يلا نطلع ندور على حاجة ن..
قاطع حديثُه نزول جون على الدرج، وهو يحمل بيده اللفة الصغيرة الساكنة.
إبتسم هنري قائلًا بسُخرية: صحة وهناء
نظر له جون نظرة ذات معنى وقبل أن يتحدث، أصدرت الطفلة الصغيرة صوت، نظر ماتيو للفة وبدأت أنيابُه في الظهور من فمه
كذلك هنري الذي وقف مُتربصًا على وشك الإنقضاض عليها قائلًا: شكلنا صعبنا عليك، وهتسيبهالنا!
لم يُحرك جون ساكنًا ثُم قال: محدش هيقرب منها.. لا أنا، ولا إنتوا
نظر ماتيو وهنري لبعضهُما بإستغراب، ثُم أعاد هنري نظرهُ لجون قائلًا: بنت الملك وهيصدر قرار القبض على قا_تلها؟ ولا عيونها زرقاء مُزركشة ك أعيُن والدتك ف إنت ضعفت! ” قالها بسُخرية ”
إقترب منه جون وبيده الرضيعة ليقول وهو ينظُر له نظرة نارية: في حمايتي، لو عندك كلام تاني وريني شطارتك!
عم الصمت المكان لكن نظرات هنري للطفلة إمتلأت بالحِقد، كأن الطاقة السلبية المُنبعثة من حديث جون تحولت تلقائيًا لتلك الصغيرة بين ذراعيه.
ماتيو تحدث أخيرًا ليقطع ذلك الصمت المُهيب ثُم قال: خلاص إرميها في أي حتة يا جون! وجودها هنا مش هيفيد بشيء غير إنه هيحرك غرايزنا تجاه د_مها.. ويخلينا نأذيها
جون بحزم: أنا بس اللي أقرر دا! .. الطفلة هتفضل معايا، ك ضمان إنها متتحطش فريسة في عقلكُم وبمُجرد ما أسيبها تتبعوا خطواتي وتأذوها
إنفعل هنري من إنقشاع الغريزة الد_موية في حديث جون وقال مُعترضًا: أنا عاوز أفهم قرارك بُناء على إيه؟ هل البنت لو فعلًا إتغذينا عليها هيصيبنا مكروه ولا إيه!
جون بإبتسامة باردة: بالفعل هيصيبكُم، هتواجهوني ساعتها لإنكُم خالفتوا أمري
هنري بنفاذ صبر: تؤ!
ماتيو بأعيُن باهتة: إحنا هنتحرك ندور على شيء نروي بيه عطشنا، ومش هنتدخل في قرارك بس ليا طلب ونصيحة.. الطلب إنك تبعدها عننا بشكل أمن ليها دا في حال هي هتقعُد معانا هنا، النصيحة إن من خلال خبرتي في السنوات الكتير ك شخص بيتظاهر إنه طبيعي وسط العامة.. وبيتابع أفلام.. الأطفال بيحتاجوا رعاية تصعب على أي راجل، ما بالك بڤامبير؟
جون بغضب مُبالغ فيه: أنا مطلبتش مُساعدة من حد.. كُل اللي أعرفُه حاليًا إنها هتقعُد يومين هنا لحد ما أشوفلها مكان أمن أو ناس كويسة تتبناها
أخرج هنري ضحكة ساخرة وقال: على أخر الزمن، نضيع وقتنا مع بشرية!
سحب ماتيو هنري من ذراعهُ للخارج، منعًا لحدوث مُشكلة بينه وبين جون.
وقف جون وبيده الطفلة التي كانت غافية في سُبات عميق.
وضعها على الأريكة وخرج وهو يستقل سيارتُه التي لا يتحرك بها عند خروجه للصيد
قاد سيارتهُ لمُنتصف المدينة النابضة حيثُ المتاجر الصغيرة والكبيرة أيضًا، إلتقط عربة تسوق صغيرة وهو يُغمض عينيه ويفتحهُما مئات المرات.. مُحاولًا التحكُم بغريزة الجوع التي تكادُ تفتك به من كثرة المتجولون حوله من البشر
دخل بهدوء للمتجر وهو ينظُر للأرفُف بملل مُحاولًا تجاهُل من حوله
حتى وصل لقسم مُنتجات الأطفال، مد يده ببرود وهو يلتقط أول عبوة من ألبسة pampers ووضعها في العربة وهو ينظُر لحجمها الغير طبيعي، ويتخيل الفتاة الصغيرة داخله ك عصفورة وقعت في كومة ثلج أبيض ك ثلوج لندن.. تجاهل الحجم مؤقتًا وأكمل طريقه وهو ينظُر لطعام الأطفال ك مُنتجات السيريلاك وغيرها.. إلتقط بضعة أشياء أخرى ووضعها في العربة ثُم.
ذهب ليُحاسب عليها أمام المُحاسب
كانت السيدة التي تجلس وتحسب أسعار الأشياء، وضع جون أمامها عبوة الpampers قائلًا: عُذرًا لكن، حجمه كبير على فتاة صغيرة! المقاس المدون على العبوة لا يليق بطفلة رضيعة!
السيدة: هل هي إبنتك؟
تردد جون ولكنه إضطر للقول: نعم..
السيدة وهي تنظُر للعبوة من جميع الجهات أطلقت ضحكة قصيرة مُحاولة منعها حتى لا تُصبح صاخبة، إستنكر جون فعلها ثُم قال: ما الأمر؟؟
السيدة بهدوء: يبدو أنك إلتقطت المقاسات الخاصة بكبار السن العاجزين عن الذهاب لدورة المياه أو يعانون من مرض ما
شعر جون بالإحراج ليقول: لم أكُن أعلم أن الأمر بهذه الصعوبة.
أشارت السيدة لأحد العاملين بالمتجر وهي تقول: كان من الأفضل أن تُحضر والدتها معك، النساء دائمًا يحبون الإهتمام بالتفاصيل.
حضر العامل ف أعطته السيدة العبوة وهي تُخبره أن يُحضر العبوة الخاصة بالأطفال
أخرج جون النقود التي حصل عليها من جيب أحد ضحاياه خلال الإسبوع، ودفع ثمن تلك المُشتريات.. ثُم خرج حاملًا الحقائب البلاستيكية.. وضعها في سيارته وإنطلق بإتجاه منزله.
* بالقُرب من ماتيو وهنري
إعتدل ماتيو في وقفته وهو ينظُر لهنري قائلًا: إحنا لازم نسيب المكسيك قريبًا.
هنري وهو ينظُر للرجُلين الذين قاما بقت_لهُما للتو: أعتقد كلامك صحيح.. لازم نرجع.. تفتكر هنروح نلاقي الطفلة هناك معاه؟
وضع ماتيو يديه في جيب بنطاله ببرود ولا مُبالاة عن ماحدث قبل قليل: معتقدش، من الجوع هيخلص عليها.. أعتقد عليك تجنُب خلق المشاكل بينك وبين جون، لإنك عارف كويس إنه أقوى مني ومنك
هنري وهو يعقد حاجبيه: قراراته غريبة وغير منطقية بالنسبة لعيشتنا ك ڤامبير! والأدهى من ذلك إنه عاوزنا نتقبل الأمر الواقع دون إعتراض لا إلا يهاجمنا ويطرُدنا! ودا شيء محبتهوش
ماتيو: إعمل زيي، بقول رأيي بدون نبرة سُخرية وإستهزاء تثير غضبُه.. بتكلم بنبرة هادئة ف بيسمعني!
هنري: لو خلص على الطفلة زي ما إنت قولت، مش هيكون في مشاكل ولا تبادُل أراء
ماتيو بتنهيدة أمل: أتمنى..
* داخل المنزل
دخل جون المنزل وهو يُغلق الباب خلفُه، قام بإلقاء الحقائب أرضًا وهو يتنفس بغضب
إستمع لصوت بُكاء عالي ليجد الطفلة الصغيرة تبكي حتى كادت تخرُج روحها عن جسدها! دموع حقيقية ووجه أحمر ك ثمرة الطماطم
ركض جون إتجاهها بسُرعة البرق وهو يحملها.. كانت أنفاسها مُتقطعه من كثرة البُكاء لإنه تركهها بمُفردها في المنزل على الأريكه
قام بلمس وجنتها الصغيرة بإصبعه حتى نظرت له نظرة عتاب الأطفال.. تلقائيًا وجد نفسه يعتذر منها قائلًا: بعتذر لإني سيبتك لوحدك ومن المُمكن حضور ماتيو وهنري في أي وقت،
وضعت إصبعها الصغير في فمها وهي تم_تصه من شدة جوعها
وضعها على الأريكة مرة أخرى ثُم قام بإتجاه الحقائب المُلقاة أرضًا وهو يبحث داخلها عن عبوة الطعام المُجفف المُسمى سيريلاك..
قام بفتح العُلبة ليجد داخلها مسحوق من البودر! أدار العُلبة مرة أخرى وهو يبحث عن طريقة الإستخدام حتى وجدها.. أن يُذيب ثلاث ملاعق من ذلك المسحوق داخل الماء الدافيء وبدأ بتقليبه حتى أصبح خليط سائل.
إقترب منها بالملعقة الصغيرة التي كانت بداخل العبوة.. وبدأ في تقريب الملعقة من فمها الصغير.. لكنها رفضت تمامًا أن تتناول الطعام بل بكت مرة أخرى وهي تُحرك يدها الصغيرة لتقع الملعقة أرضًا
جون إقترب من وجهها بغضب قاسِ وهو يُشمر عن أنيابه وتحولت مقلتيه للون الأحمر
إتسعت عينا الصغير رُعبًا وذهولًا ثُم بدأت تبكِ خوفًا مما فعل، بُكاء هستيري!
ألقى الصحن أرضًا وهو يقف ويجوب أمامها يمينًا ويسارًا وهو يقول: أنا ليه مش قادر أمسكك أرميكي في الشارع وأخلص من صُداعك؟؟ ليه نزلت وجبتلك حجات وزفت!
زاد بُكاؤها وزاد غضبُه! ولا يعلم حتى الأن ما أصابه الليلة التي قرر فيها الإعتناء بتلك الصغيرة بدلًا منارواء عطشُه بد_ماؤها.. لم يعُد يحتمل الصوت.. ولكنه رويدًا رويدًا هدأ نفسُه وحمل الطفلة ليخرُج بها مُجددًا.. ذهب سيرًا على قدميه وهو يحملها بين ذراعيه للشوارع الرئيسية في البلدة وهو ينظُر للباعة المتجولون الذين عادوا مُجددًا، نظر بينهُم ليجد سيدة إفريقية تحمل طفلها النائم بعد ما قامت بلف الوشاح الذي كان يُغطي رأسه وثديها الذي كان يُطعمُه حول عُنقها..
إقترب منها جون وهو يُحدثها باللكنة قائلًا: إنها جائعة، إن أطعمتيها من حليبك.. سأُعطيكِ النقود
نظرت لهُم السيدة الإفريقية بإستنكار ثُم قالت: أين والدتها؟
جون بتأثُر مُزيف: والدتها توفت.. هل ستُطعمينها؟
نظرت السيدة لطفلها النائم على فخذيها ثُم نظرت لتلك المسكينة التي إنفطر قلبها بُكاء من شِدة الجوع.. لتمد ذراعيها بحنان الأم وتلتقطها.. أنزلت الوشاح مرة أخرى حتى تستطيع إطعامها.. سكت صوت الطفلة تمامًا لتتسع عينا جون ذُعرًا وهو يقول: ه.. هل ماتت؟
رفعت السيدة راسها ونظرت له قائلة: إنها تأكُل!
إبتسم جون بسعادة وهو يقترب لينظُر، جحدته السيدة بنظرة قا_تلة وهي تقول: جسدي عاري!
رجع خطوة للخلف وهو يقول: المعذرة.
ما أن إنتهت حتى أخرج جون ما في جيبُه من نقود ووضعها أمام السيدة التي وضعت بين ذراعيه الرضيعة نائمة بأمان كالملاك
جمعت النقود ف سألها جون قائلًا: هل يُمكنك إطعامها في المساء؟
السيدة بتفكير: إن بقى في صدري حليب بعد إطعام إبني.. سأفعل!
* داخل المنزل
دلف هنري وماتيو إلى الداخل وهُم ينظرون بصدمة لحقائب المتجر المُلقاة أرضًا، وصحن طعام الاطفال الذي لوث الحائط والأرضية وبقى مقلوبًا ك طفل غاضب
هنري بنبرة مُمتلئة بالذهول: إنت شايف اللي أنا شايفه؟ شايف البيت بقى مزبلة إزاي!
ماتيو بتركيز قاتم في الأغراض المُبعثرة أرضًا: مش دي المُشكلة، المُشكلة إنه بالفعل قرر يحتفظ بالطفلة، بُص جايب إيه!
نظر هنري لإصبع ماتيو المُشار تجاه عبوة الpampers.
هنري بفقدان أعصاب هاديء: مبروك صديقك بقى دادي!
جون بيد واحدة قبض على عُنق هنري وباليد الأخر كان يحمل الطفلة، صفعه بالحائط بقسوة وهو يقول بنبرة فحيح تحذيرية: لو سمعتك بتتكلم بالإسلوب دا عني مرة تانية، هيكون نهاية خلودك!
وقف ماتيو بينهُم وهو يقول برزانته المُعتادة: إحنا بس مش فاهمين، هل إنت قررت الإحتفاظ بالطفلة؟ جوناثان.. إحنا مش بس شُركائك في السكن.. إحنا أصدقائك وأسئلتنا دي مش تطفُل! عاوزين نعرف هل في شخص رابع هيشاركنا حياتنا أو لا!
جوناثان بفقدان أعصاب: ما أنا مش عارف! صدقني حاولت أتخلص منها بس.. بس مقدرتش، أنا مفيش جوايا ذرة أدمية دا شيء واثق منُه، لكن لو سألتني ليه هقولك مش عارف.. دلوقتي أنا هطلع أوضتي.. عشان أحُطها تنام وأبعدها عنكُم.. ومش مستاهل كُل اللي إنتوا عاملينُه دا! كُلها كام يوم وأوديها لملجأ يرعاها ويدور ليها عن عائلة كويسة.. تناسبها! ولحد ما الكام يوم دول يخلصوا! مش عاوز حد فيكُم يناقشني في وجودها..
* بعد مرور أربع سنوات .. العام 2008 شتاء لندن
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتحكم بنبضات قلبي)