رواية حارة العشاق الفصل الثامن عشر 18 بقلم أمنية أشرف
رواية حارة العشاق الجزء الثامن عشر
رواية حارة العشاق البارت الثامن عشر
رواية حارة العشاق الحلقة الثامنة عشر
بعد مرور شهرين
تعالت الزغاريد بشده بعد ان تم عقد قرآن كارم وروان وسط جو من الفرح والبهجه التى تعم الاجواء
هلل الشباب وانطلقوا يلقون عبارات المباركه والنكات فيما بينهم ليهتف عمار بصخب: مبروك يا عم كارم… خليت نفسى تهف ع الجواز
ضحك كارم بقوه وأردف: طب يلا شد حيلك بقا عاوزين نفرح بيك
اختلس عمار النظر بأتجاه سهير وأجاب بتمنى: ادعولى
ضحك الجميع ليقول نعمان لكارم ببشاشه: اخيرا عملتها دا انا كنت فقدت الامل
ابتسم كارم وهتف بمشاغبه: الحمدلله… اقولك عقبالك للمره التانيه ولا اى
شهقت هدير ونظرت لكارم شزراً وهتفت بغيظ: جرا اى يا كارم… قوله يا اخويااا عقبال ولادك.. مره تانيه اى
ضحك نعمان هو يربت ع كتف هدير بمحبه وقبل رأسها يسترضها قائلا: مره تانيه هو فى حد يتجوز ام ياسين ويفكر فى غيرها.. دا هى عندى بالدنيا كلها
ابتسمت هدير بخجل واحمرت وجنتيها لتشاكسها روان قائله: سيدى سيدى ع الكلام الحلو… الله عليك يا ابيه نعمان
ثم لكزت كارم فى كتفه وقالت له بهمس : اتعلم
رفع كارم احدى حاجبيه وهتف: والله ع اساس انى مبقولكيش كلام حلو
هزت روان كتفيها قائله: هو فين دا.. انا شوفت منك.. ثم انك حتى مقولتليش مبروك
ضحك كارم وهمس بجوار اذنيها: ما انا مستنى لما نبقا لوحدنا عندى كلام كتير عاوز يتقال
ثم غمزها بخبث وتحرك بأتجاه صديقه الحزين
شهقت روان وتأوهت بقوه ثم ضربت سهير ع يديها لتهتف سهير بضحك: فى اى بقرصك فى ركبتك عشان احصلك فى جمعتك
صرخت روان بغيظ: وهو القَرص يبقا بالغباء دا
هتفت سهير: ايوا لازم عشان اتجوز بسرعه ولا عاوزانى افضل قاعده
ضحكت روان بيأس ثوانى واحتضنوا بعضهم بشده لتهتف سهير بفرحه : مبروك يا رورو… انا مفيش حد فرحان قدى النهارده…. اخيرا عشت وشوفتكوا بتتجوزوا
ضحكت روان بشده وقالت: صحيح لقد هرمنا
قهقهت سهير وقالت: منذ مائه وعشرون عاماً وانا انتظر هذه اللحظه
هتفت هدير وهى تبعد سهير عن روان: كفايه عاوزين نبارك للبونيه
ابتعدت سهير تقول بغيظ: ما تباركى يا اختى هو انا منعاكى
حضنت هدير بقوة تبارك لها بمحبه لتقترب سهير من كارمن تقول لها: يلا خدى دورك انتى كمان
ابتسمت كارمن بهدوء: هستنى لما هدير تخلص
هزت سهير رأسها: هدير مش هتخلص النهارده دا لسه هتديها الوصايا العشر
هتفت هدير بغيظ: ما تتلمى يا سهير
تكلمت سهير بمسكنه: ألاه هو انا قولت حاجه
نظرت لها هدير بنصف عين: يا بت
ضحكت سهير بقوة وتمتمت بصوت خفيض: عاوزين شويه خبره من اللى عندك يا كبيره.. اكيد المعلم عامل الواجب وزيادة
قهقت هدير بقوة وغمزت لسهير قائله : اتقلى تاخدى
حاجه نضيفه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
نزلت سمران على درج الفيلا وهى تجرى بشده وفى نهايه الدرج تلقفها سيف بين ذراعيه يضمها إليه بقوة يكاد يلصقها بها وهو يتمتم بهمس: وحشتينى يا قطتى
ردت سمران وهى تغمر وجهها فى عنقه: وانت كمان وحشتنى اوى يا سيف…. كل دا غياب قولتلى هتيجى بعد اسبوع وبقالك شهر بعيد عنى
رضاها سيف قائلا: معلش يا قلبى غصب عنى والله
دمعت عين سمران برقه: ينفع تسيبنى كل دا لوحدى
كوب سيف وجهها بين يده وقال بحب: اسف يا عمرى
مش هتكرر تانى… بس لما تشوفى المفاجأه اللى انا عمهالك هتسامحينى
هزت سمران رأسه بتساؤل: مفاجأة اى
قبل سيف جبينها برقه وابتعد يجلى صوته وهتف بقوة: ادخل يا سليم
دخل شاب فى اوائل العشرينات يشبه سيف الى حد كبير ولكن تظهر ع ملامحه الشقاوه والمرح يجر رجل فى اواخر الخمسينات يجلس ع كرسى متحرك لتصرخ سمران بقوة: بابى
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تنحنح كارم يريد الجلوس مع روان ولكن الفتيات يأخذوها منه ولا يتركون له المساحه الكافيه كى يتكلم معاها لدقائق فهو حتى الآن لا يصدق انها اصبحت له حلاله يريد ان يضمها الى صدره ليتأكد انه لا يحلم وانها حقا بين ذراعيه
هتفت سهير: يلا يا بنات… نسيب العريس يقعد مع عروسته شويه
ضحكت هدير قائله: ماشى… يلا بينا.. بت يا رورو
زى ما قولتلك
ابتسمت روان بخجل وقالت: حاضر يا ديرو…. لا تقلقى
كتمت هدير ضحكتها وهمست: انا مش قلقانه… انا خايفه عليه هو منك … ربنا يستر وما تفضحيناش
انفجرت سهير فى الضحك غير قادره على منع نفسها وكارمن تكتم ضحكتها بشتى الطرق حتى لا يظهر عليها شئ … ثم خرجوا واغلقوا الباب خلفهم وهم يغمزوا لروان بمشاغبه
تنفس كارم بقوة واقترب منها ونظر لها بعمق وقال: ياااه لسه فاكرك وانتى لسه بيبى قد كدا….. مين كان يصدق ان الحلوة اللى ربيتها ع ايديا هتكون من نصيبى فى يوم من الايام….. كبرتى قدامى سنه بسنه لحد ما فجاءه لقيت نفسى بحبك… معرفش حصل امتى وازاى… كل اللى اعرفه انى عمرى ما اتمنيت واحدة غيرك…. كل ما كنت اتخيل البت اللى هتجوزها كانت صورتك هى اللى بتجى فى بالى… بحبك يا رورو… بحبك اوى
بكت روان ورمت نفسها بين احضانها وهتفت بقوة: وانا… وانا…. عمرى ما اتمنيت حد غيرك… وعمرى ما حبيت حد إلا انت…. من يوم عرفت يعنى حب… كنت انت المثال الوحيد فى حياتى… انت مش بس حبيبي يا كارم… انت ابويا واخويا وصاحبى ودنيتى كلها… انت كل عيلتى يا كارم…. انا مليش غيرك ومش عاوزه حد غيرك
تأوه كارم يضمها بقوة يريد وشمها ع صدره: اه يا عُمر كارم واحلى ما في حياته
رفعت وجهها إليه تنظر فى عمق عينيه بحب ليقترب منها كارم يقبلها جبينها بعمق لتغمض روان عينيها
تستمتع بوجودها بين يديه… نزل كارم بشفتيه الى عينيها ثم نظر لشفتيها وابتلع ريقه بقوة ولكن لم يقدر على منع نفسه وهو يراها بكل هذه الرقه والوداعه ليقطف من رحيق شفتيها قبله تنسيه عالمه
شهقت روان بقوة ليضمها كارم وهو يمرر يده ع ظهرها برقه ثوانى واستسلمت وتركته يتعمق فى قبلته اكثر واكثر
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
فى المساء
دخل نعمان الى منزله ليقابله الهدوء على غير العاده انطلق بأتجاه غرفته ليرى هدير تقف امام المرأه وهى تمشط شعرها ألقى السلام وهتف: اومال البيت هادى كدا ليه ياسين فين وخالتى ام سيد
ابتمست هدير وأجابت: ناموا
هتف نعمان بتساؤل: بدرى كدا
أومأت هدير برأسها: ايوا ياسين اتهلك من اللعب طول النهار وخالتى ام سيد خدت العلاج ونامت
هز نعمان رأسه بتفهم وقال: طب انا هغير هدومى وادخل اخد دش ع السريع كدا
نظرت له هدير بتوتر تفكر كيف تخبره بهذا الخبر الذى يؤرق ليلها تتخيل ردة فعله عندما تخبره هل سيفرح ام سيكون له رأى آخر
هم نعمان بالخروج من الغرفه لتهتف هدير مناديه: نعمان
رد نعمان: نعم يا هدير.. فى حاجه
عضت هدير ع شفتيها تقول بتوتر: كنت ك… كنت. عاوزه اقولك ع حاجه
لاحظ نعمان توترها ليقترب منها يمسك يدها يبثها الأمان وقال: فى اى قوليلى
بلعت هدير ريقها بصعوبه تتمتم: انا روحت عند الدكتوره من يومين وقالتلى
قطعها نعمان برعب: كنتى عند الدكتوره ليه…. انتى تعبانه… مالك يا هدير طمنينى
ابتسمت هدير تطمأنه: متقلقش مفيش حاجه.. فى بس ضيف هيشرفنا كمان كام شهر
نظر لها نعمان بعدم فهم يقول: اى مش فاهم
ضحكت هدير على صدمته لتمسك يده تضعها ع بطنها برقه ليقول نعمان بذهول: هدير بجد… اللى جه فى دماغى صح…انتى حامل
هزت هدير رأسها بقوة
ليصرخ نعمان: يا ما انت كريم يارب…. الحمدلله.. الحمدلله… الحمدلله….. انا مش مصدق نفسى… انا هبقى اب يا هدير… هبقى اب
ضحكت هدير بقوة ليحملها نعمان ويدور بها بقوة صرخت هدير: هدوخ يا نعمان نزلنى
انزلها نعمان وحضنها بقوة وهتف: يا وش السعد يا قلب نعمان….. حققتيلى كل اللى كنت بتمناه يا هدير
عاوزك ترتاحى خالص… متعمليش اى حاجه… واطلبى كل اللى بتتمنيه كل اللى تعوزيه هتلاقيه قدامك…. اقعدى ارتاحى…. هصلى ركعتين شكر واجيلك
ربتت هدير ع كتفها تقول برقه: اهدى… اهدى
دمعت عين نعمان بفرحه رجل تخطى الاربعين لم يكن يصدق انه بعد هذا العمر الطويل وكل هذه السنين التى ضاعت من عمره انه سيكون له طفل صغير من صلبه
لقد اكتفى بياسين وحمدالله ورضى انه حتى لو لم يرزق بأطفال فسيكفيه وجود هدير وياسين بجواره ولكن الآن بعدما اخبرته هدير انه سيكون له وريث طفل يحمل اسمه يدلله ويحقق له ما يتمنى يكبر امام عينيه ويتعكز عليه يسنده ويستند عليه
لو يصف شعوره الآن فهو لا يقدر بثمن لن يشعر به سوى من مر بظروفه شعوره كمن كان فى عتمه وفجاءه امتلأت حياته بالنور
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
هرعت سمران الى احضان والدها تبكى بشده وتلومه ع تركه لها: وحشتنى اوى يا بابا…. ليه سيبتنى دا كله لوحدى
ربتت الأب ع كتفها يشارك ابنته البكاء والشوق: اسف يا حبيبة بابا حقك عليا… سامحينى يا سمران… انا جيت عليكى كتير اوى…. الشغل والفلوس كانوا عندى فى المقام الاول لحد ما نسيتك ونسيت نفسى.. بس الفلوس عملتلى اى خسرت كل حاجه…. كل شركاتى وفلوسى خسرتهم حتى صحتى خسرتها… سامحينى يا بنتى سامحينى
انتحبت سمران بشده وهتفت: مسمحاك يا بابا انا مليش غيرك فى الدنيا… مهما عملت فيا هسامحك… ومش مهم الفلوس مش مهم اى حاجه…. المهم ان انت معايا وكويس
ضم ابنته ونظر لسيف بحزن وكبرياء مكسور: شكرا يا سيف…. شكرا يا بنى… انك حافظت ع بنتى… ومعرضتهاش للذل والاهانه…. شكرا انك حامتها وشلتها فى عيونك…. سامحينى ع اللى عملتوا فيك زمان وان فرقتكم عن بعض…. الدنيا كانت عاميه عينى والفلوس بتخلى الواحد جبروت وبتخليه ينسى كل حاجه حتى نفسه
تكلم سيف برزانه: مسامحك يا خالى….. وسمران فى عيونى وهتفضل فى قلبى وعيونى… طول ما هى معايا متقلقش عليها…. انا اضحى بحياتى ولا انها تتعرض لأذى
نظرت له سمران بأمتنان شديد وهى تبكى بحرقه شديده غير قادره ع التوقف فيكفيها ما مرت به وما مر به والدها وهى تراه امام عينيها قعيد غير قادر فعل شئ درات الدائره واصبح الآن فى موقف ضعف بعد ان كان يتجبر ويتكبر على من هم اضعف واقل منه
لا يا جماعه انا مش هستحمل نكد اكتر من كدا
كان هذا الصوت لسليم الذى نظرت له سمران بذهول وهتفت: انت مين
توسعت عين سليم بشده وهتف بذهول مصطنع: اى دا انتى متعرفنيش
نظرت له سمران بأسف ثم نظرت لسيف تستشف منه الاجابه ليستطرد سليم بحزن مصطنع: لا لا… انا مش مصدق ابدا… ابدا ازاى…. هو فى حد ميعرفش سليم الدسوقى اوسم شاب فى مصر والشرق الاوسط
كتم سيف ضحكته ثم تكلم بحده: سليم اتلم
وجهت سمران الحديث لسيف قائله: انا مش فاهمه حاجه
رد سيف بأبتسامه: دا سليم اخويا يا سمران… لو فاكره انا حكيتلك عنه قبل كدا
مسحت سمران عيونها وهتفت بفرحه: بجد… انت سليم…. سيف حكالى عنك كتير اوى….وكنت فى نفسى اشوفك
ضحك سليم وقال: متشوفيش وحش… ازيك يا سمران عامله اى
ردت سمران بأبتسامه: كويسه….. انت عامل اى
ضحك سليم وسأل: هو دا صوتك… انتى رقيقه كدا ليه…. سيف انت بتتعامل معاها ازاى
هتف سيف بحزم: سليم متنساش انها مرات اخوك
تكلم سليم بغيظ: يا جدع هو انا قولت حاجه دا مجرد سؤال برئ صح ولا اى يا سمران
ضحكت وقالت: سيبه يا سيف دا طلع لطيف اوى
نظر سيف بقرف وأردف: دا لطيف من انهى ناحيه
عدل سليم جاكت بدلته وهتف بغرور: ع طول بيغير منى…. هما كدا اعداء النجاح كتير
هتف سيف بوعيد: بقا انا بغير منك وكمان ليك اعداء نجاح … طب هتشوف انا هعمل فيك اى
صرخ سليم وانطلق يجرى وخلفه سيف يتوعده بعقاب شديد وسليم يصرخ: الحقينى يا سمران هيموتنى
ضحكت سمران بشده ع افعالهم وهى تحمد الله على نعمه وجود سيف فى حياتها
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رن جرس الباب ليفتح عمار الذى تفاجأ بوجود صلاح ورحب به قائلا: ابو صلاح… تعالى اتفضل
دخل صلاح وهتف: اومال كارمن فين
ردت كارمن من الداخل: تعالا يا صلاح انا هنا
دخل صلاح الى غرفه الجلوس حيث كارمن وجلس بهدوء عكس ما ينم بداخله وقال: خير يا كارمن عاوزانى فى اى
نظرت اليهم هو وعمار وقالت: انا مليش غيركم دلوقتى وعاوزه اقولكم ع الخطط الجايه فى حياتى… انتو طبعا عارفين انى ورثت فلوس كتير اوى من جاسم… بس مش عاوزه اى حاجه انا هتبرع بكل ورثى للجمعيات الخيريه والمحتاجين
هز صلاح رأسه بتفهم وقال: حقك يا كارمن دى فلوسك وانتى حره فيها… واعتقد انك كدا بتعملى الصح
أيده عمار فيما يقول لتستطرد كارمن قائله: دا اول حاجه… تانى حاجه انا قررت اسيب مصر واسافر
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حارة العشاق)