رواية أفنان الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سهيلة عاشور
رواية أفنان الجزء الحادي والعشرون
رواية أفنان البارت الحادي والعشرون
رواية أفنان الحلقة الحادية والعشرون
في القصر
كان صوتها بدأ في العلو..هذه المرأه المستغله للفرص بشكل كبير فهي تريد أن تشعل الحريق وتجعل اللهيب يأكل من حولها
صالحه بعدم رضا: اباااه… فيكي اي يا ام هارون مالك ومال البنيه… وانت كنتي فين يا زينه
زينه: انا… كنت… انا
فيكي بسخريه وشماته: القطه كلت لسانك ولا اي
صالحه بغضب: بس بقا انكتمي… مش شيفاني بتكلم
نزل افنان وايوب مره اخرى من غرفهم بملابس النوم بهلع على الصوت العالي
ايوب بزفير: ممكن اعرف صوتكوا عالي لي… انتو ناسيين ان فيه عرسان جداد ومش عاوزين ازعاج… ثم صوف نظره نحو زينه التي كانت تبكي وترتجف بشده: مالك يا زينه؟!
افنان بعدم فهم: هو في اي بالظبط انا مش فاهمه حاجه
فيكي بتدخل وهي تشير نحو زينه: الهانم… لسه راجعه البيت دلوقتي بعد ما الفرح خلص بساعه وهدومها متبهدله وعماله تنحنح ونعيط وكانت مع الواد الصايع بتاعها
ظلت صالحه تستغفر بسبب هذه الملعونه فهي لا تعطي فرصه لأي أحد في التحدث من الاساس تضع السبب وترد عليه بالاجابات التي تريدها فقط ما هذه الملعونه… أما ايوب ظل يحاول ان يهدأ من روعه فهذه الكلمات هي طعن لشرف الفتاه التي رُبيت في بيتهم
ايوب بهدوء: دا حصل يا زينه؟
زينه بتعلثم: والله… والله يا ايوب لا.. انا معرفهوش والله دا هو.. هو
افنان بهدوء: طب ممكن يا ايوب انا وانت نتكلم معاها لوحدنا بعد ازنك يا ماما صالحه ويا طنط
ابتسمت صالحه على زوجة ولدها المتفهمه: ومالو يا بنتي… روحوا يلا
نهرتها فيكي بضجر بينما أمسكت افنان بزينه وسارت معها بهدوء نحو الحديقه ومن خلفهم ايوب… حتى اقتبربوا من احد المقاعد وجلسوا عليه وشربته افنان بعض المياه.. وظل ايوب يوزع نظراته على عينيها المنتفخه من كثرة البكاء وعلى جاكيت البدله التي ترتديه ويحاول ان يكون متفاهم وهو يعتبر نفسه اخًا لها ولا يريد أن يغضب عليها
افنان بهدوء: اقعد يا ايوب… وانت يا زينه انا جبتك هنا علشان نكون لوحدنا وتتكلمي براحتك انا زي اختك وايوب كمان احكلنا ومتخافيش
زينه ببكاء: والله يا ست افنان انا معرفهوش من الاساس ولا اعرف اسمه… الهانم ام هارون قالت إنه الشاب اللي انت شغلته جديد
ايوب بتساؤل: مصطفى؟!
زينه وهي تهز رأسها نافيه: معرفش… مش عارفة والله
ايوب بهدوء:طيب اهدي اهدي… قولي حصل اي؟
زينه بحرج: انا معرفش ماله يا بيه والله ما اعرفه ولا عمري شفته كنتى عارف انا مكنتش بخرج من الدار من الاساس… بس شافني الليله في الفرح وكانت عينه عليا وقرب مني وفضل يرمي عليا بالكلام ويقلي اني لابسه ومتزينه علشان الرجاله تبص عليا وكلام فارغ والله دا مش صح
ايوب بزفير: هااا انجزي
زينه ببكاء وقد بدأت افنان تربت على كتفيها بحنان: بعدين انا زهقت وزعلت وفضلت اعيط فلقيت نفسي بطلع بره الدار وبجري على اخري بس سمعته ببنده عليا وفضل يقلي رايحه فين ويدخل فيا ويقول كلام ملهوش عازه وعطاني بهدومه غصب عني ورجعني تاني… والله دا اللي حصل انت تعرف عني ان يطلع مني الغيبه يا بيه
ايوب بطمأنينه: طيب خلاص اهدي انا هشوف شغلي معاه… ثم مهرها بغيظ: وانت اي كلمه تجيبك وتوديكي انت كمان من امتى يعني هاا؟
زينه بخوف: معرفش يا بيه… لقيت نفسي زعلت ومكنتش قادره اتحمل وكمان الهانم ام البيه هارون كانت نازله فيا من الصبح فا هو جه كملها الله يسامحه
افنان بإبتسامه: طب خلاص بلاش تزعلي نفسك… روحي دلوقتي نامي وهو مش هيقربلك تاني
وقفت مكانها بهدوء وشكرتهم على هذه القلوب الرحيم فلو كان شخصًا اخر لكان اعدمها على حديث فيكتوريا هذه فقد ثبت بشرفها وشرف زينه من شرف صاحب هذا المنزل حمدت الله في سرها وهمت بالذهاب ولكن اوقفها صوت ايوب
ايوب بمكر: اي يا زينه… انت هتاخدي الجاكيت معاكي ؟
زينه بتلعثم وحرج: اه… لا لا… اتفضل يا بيه انا محدتش بالي انا
افنان بإبتسامه: روحي نامي يا حبيبتي
ظلوا ينظرون لها حتى اختفى كيفها من أمامهم حتى انفجروا في الضحك المرير بشكل هستيري… فهم الان المتفرجين الذين يفهمون المشهد اكثر من الذي قام بتمثيله من الاساس
ايوب بإبتسامه: مش قادر أصدق… هي زينه كبرت للدرجادي دا انا كنت فاكر اني كنت بجبلها شيبسي ومصاصات وانا راجل الصعيد علشان تفرح ولعب علشان تلعب بيهم مش معقول بجد
افنان بتأييد: فعلا الواحد بيكبر من غير ما يحس
ايوب بمكر: وكنت ببعتلك معاها في الخباثه كده بس انت كنتي اكبر منها بشويه كده… ثم انفجر ضاحكًا: بس طول عمرك اوزعه اوي
افنان بعبوث: انا مش اوزعه انت اللي طويل زي الزرافه اعمل اي يعني!!
ايوب بغمزه: اوزعه بس قمر قمر… مربى يا ناس
افنان بخجل: بس بقا… اسكت
نظر ايوب بأتجاه غرفة هارون ونور وقال بكلمات ذات مغزى: يا بختهم… مش كده يا افنان
كانت تشرب بعض الماء حتى بدأت تسعل بشده وهو يضحك بشده فطالما كان قادرًا على الفتاك بهذه الصغيره
افنان بسعال: والله انت رخم اوي…. ثم هدأت: ها بقا قلي هتعمل اي في موضوع زينه دا
ايوب بهدوء: ولا حاجه هرجعله الجاكيت وهخوفه شويه هعرفه ان زينه اختي وان اخواتي غاليين عليا اوي… بس
افنان بتوتر: ايوه يا ايوب بس.. بس افرض خاف يعني وبعد عنها انا حساه بيحبها ولا انت شايف اي؟!
ايوب بعدك اكتراث: لو بيحبها هيجيلها مش هيخاف علشان الشو اللي انا هعمله عليه يعني ولا اي…. وبعدين انا ميخدش اختي الا اللي هيموت عليها فهمتي
افنان بتأييد: اللي تشوفه….. ثم اكملت بحزن: طب واللي عرفناه هنعمل فيه اي يا ايوب…. انا اول مره اخاف كده. واصلا مش قادره أصدق اي حاجه
ايوب بهدوء: حبيبتي…. دلوقتي الموضوع صدمه وانا عارف ومخبيش عليكي انا كمان مش مصدق بس لازم نقوي بعض ولازم منخفش من اي حاجه ونهدى خالص والموضوع يبقى سر بينا لحد ما هارون ونور ياخدوا وقتهم مع بعض ونلاقي الوقت المناسب اللي نتكلم فيه مع بعض ونحكم هنعمل اي تمام!
افنان بتوتر: بس اللي عرفناه دا…. معناه انه عايش صح؟
ايوب بغموض: ياريتها تيجي على قد كده وبس….. هتحصل حرب محدش فينا هيعرف يوقفها أبدا
نظرت افنان بخوف وعدم فهم ولكنه امسك يدها مقبلا اياها بحنان يحاول بث الطمأنينه بها فحبيبته المسكينه قلبها لا يستحق كل هذه القسوه التي تخبيها لها الايام ولكن عليها المواجهه فهذا ليس من اختيارنا لا أحد يختار ما يريده… ومن ثم أخذها لغرفتهم واختضنها بأحتواء حتى يخفف عنها…….
**********************************
اما عند هارون ونور
فكانوا يعيشون لحظه من أسعد لخطات حياتهم فالأن ولأول مره من بعد كل هذه السنوات اصبحت نور زوجته شرعا وقانونا…. شعر وكأنه يملك الدنيا بأسرها بين يديه نظر لها بحب فكانت تنام جواره بهدوء فكم هي جميله يا الله وحتى لو أصرت ان يظهر العكس فدائما تحاول أن تكون صارمه مثل الرجال ولكن الطبع دائما هو المنتصر
هارون بصوت منخفض: لو فضلت عمري كله اقول اني بحبك عمري ما اقدر اوصف اللي انا حاسس بيه دا ابدا….. اااه يا نور تعبتيني اوي بس انا راضي والله راضي حتى لو هفضل اتعب عمري كله راضي طالما هكون معاكي يا قمري ويا عمري اللي جاي…. بحبك اوي
نور بصدق وهي تلتفت له بهدوء: وانا كمان بحبك اوي
نظر لها بتمعن وكأنه يحفرها بداخله ومن ثم اقترب منها وغاص معها في عالمهم الخاص من جديد
**********************************
اما عن نرمين
فظلت تحاول وراء هذه المجهول معدوم الاهليه فهي بعدما عرفت حقيقة انه والدها قررت أن تهذب خارج ولكنه بالطبع رفض تحت مسمى انها ابنته وهو يريدها
نرمين بغيظ: هو انت اي يا اخي تعبان….. بقلك خلاص انا اكتفيت من كل حاجه انا عاوزه امشي من هنا انا تعبت وزهقت مبقتش قادره اقاوم خلاص كفايا عليك اوي سنين عمري وحياتي اللي راحت على واحد زيك حل عني بقا
الرجل وهو ينظر للخاتم الذي بيده بتمعن: لما المقابله تحصل الاول ساعتها اعملي اللي انت عوزاه
نرمين بتعجب: انا مش هقابل حد… دي غلتطك انت وانت اللي لازم تشيلها لواحدك انا مش قد نارهم ولا عمري هكون منهم كفايا اوي… كفايا اني هعيش بوصمة عارك طول عمري
الرجل بضحك: مين فينا اللي شايل العار من التاني…. دا انت بنت حرام عارفه يعني اي بنت حرام امك كانت رقاصه اتعرفت عليها كباريه
نرمين بتهكم: بس في النهايه ماتت وسابني ليك… يعني لو انا كنت عار فعلا فا انت اللي صنعت العار دا بإيدك وبعدين حقك ما ولادك التانيين حاجه تشرف بصحيح ادب وأخلاق بس افتكر انه مش انت اللي عملتهم ولو كانوا معاك عمرهم ما كانوا هيشرفوا كان هيعروا زيي كده… يا.. يا بابا مع السلامه انا مش عاوزه اشوفك ولا اسمع صوتك لحد ما المقابله بتاعتك دي يجي معادها ومن بعدها مش عاوز اسمع اي حاجه عندك…. واه صحيح بص في الخاتم اللي في ايدك دا كويس يمكن يقدر يفوقك
تركته وذهبت في صمت فنظر نحو هذا الخاتم في شرود فلم ينزعه من يديه طوال هذه السنين الطويله فكان هديه من احد أصدقائه الذي وبالمناسبه خانه خيانه لا تصدق خيانه ادت إلى موت هذا الرجل بطريقه بشعه…….. ولكن النهايه ستأتي وكل ابن آدم سيأخذ عقابه عاجلًا او اجلًا
**********************************
انقضت الاحداث بشكل متوالي فكان القصر في حاله من السكون والهدوء من دون هذه الزيجه فيكي التي لم تترك زينه ثانيه واحده من التربيه ومن معايرتها بأنها تخدم في هذا البيت ومن معايرتها أيضا بهذا الشاب الذي لم يعاود الرجوع لها بعدما وبخه ايوب بشده ونقله للعمل في المصنع على احدى الالات الصعبه كثيرا في العمل والتي تقريبا تنفي طاقته تماما…… أما بيتر زوجها الذي بدأ في عشق افنان بشكل غير طبيعي ود لو يملكها بين بيديه ولم يستطع ان يبعد عنها مطلقًا وطالما ظل يحاول ان يتقرب منها ولكن ظلت محاولاته تفشل دائما
اما افنان كانت قد برزت في عملها كثيرا وأكثر بعدما رأى الكثير من الناس فستان نور الذي نال إعجابه بشده فكانت التصميمات تتوالى عليها كأنها حبات من المطر وقد ازدهرت بشده واصحبت ناحجه بشده وبالطبع يقترب منها ايوب كل ايوم اكثر من اللي الذي سبقه حتى ان علاقتهم أصبحت متوطده بشده وحب صالحه لهم وللبيقيه يزيد بالطبع وخصوصا ان افنان كانت تعاملها وكأنها امها….. أما عصافير الحب خاصتنا كانوا يعيشون أياما جميله للغايه من شهر عساهم وبداية حياتهم التي طالما أرادوا منذ سنوات وبالطبع المجهول يتسعد ليوم المقابله كما يسميه
ولكن السؤال المحير كيف ستسير الأمور بعد هذه المتاعب؟!
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية أفنان)