روايات

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة البارت الثالث عشر

رواية أقدار بلا رحمة الجزء الثالث عشر

رواية أقدار بلا رحمة
رواية أقدار بلا رحمة

رواية أقدار بلا رحمة الحلقة الثالثة عشر

تحركت عاليا من مكانها بغير تركيز وهي في حالة صدمة وكأنها ليست في وعيها حتى اصطدمت بشخصاً ما بقوة وقبل أن تسقط أمسكتها تلك الفتاة .. وكانت براء!! نظرت لها براء بصدمة كبيرة وخافت أن تقول لها عن هويتها فتمنعها من زيارة يامن، نظرت لها عاليا بتركيز وقالت:
– انتِ مين؟
– عن اذنك لازم أمشي
ثم نظرت إلى خالد وتحركوا، خرجت عاليا من المستشفى حتى تستنشق بعض الهواء النقي وكأنها قد نست كل ما يحدث بتلك المستشفى، سألت براء عن مكان يامن فقالت لها موظفة الاستقبال أنه في غرفة العناية المركزة، تحركت من مكانها وذهبت إلى الغرفة ومعها خالد وعندما اقتربت قليلاً منها وجدت حركة كثيره ووجوه يبدو عليها التوتر، سألت إحدى الممرضات بتوتر:
– في أيه؟!
– المريض بيموت وسعي مش وقت كلام!
ثم تحركت من أمامها بسرعه، رجعت براء خطوة للوراء ومعالم وجهها لا تفسر فأمسك بها خالد وقال:
– أنتِ كويسه؟!

 

 

– يامن بيموت! هيحقق الحلم .. لا أرجوك بلاش تعملها!
ركضت براء بسرعه ووقفت عند زجاج الغرفة لتراه بعد كل تلك السنوات شاحب الوجه حوله الكثير من الأجهزة الطبيه ويحاول الأطباء بكل الطرق أن ينقذوه وبعدها أغلقت الممرضة الستائر فلم تتمكن من رؤيته! تملكها الجنون وركضت سريعاً إلى الغرفة وفتحت بابها وسط دهشة خالد من تصرفاتها تلك، دخلت إلى الغرفة وصرخت بأسمه:
– يامن!!
وبخها بعض الممرضات حتى تخرج ولكنها رفضت بشدة وظلت تبكي وتصرخ بأسمة، وفجأة انتفض جسد يامن واصابته تشنجات قوية فصرخ بها الأطباء حتى تخرج، خرجت براء وأمسكها خالد بقوة حتى لا تعود وظلت هي تبكي بانهيار حتى سقطت مغشياً عليها ..
***
– أرجوك بلاش تمشي .. الدنيا كانت قاسية معايا بلاش تكون أنت كمان قاسي
قالت براء تلك الكلمات ليامن الواقف أمامها والذي يعطيها ظهره، كانت تعرف أنها تحلم وأن كل هذا ليس حقيقي، ألتفت إليها يامن وقال:
– فات الأوان يا براء
– لا مفاتش .. أنا جمبك أهو فتح عينك هتلاقيني جمبك!
– أنا معرفش أنتِ فين
– أنا جمبك .. أنا جيتلك يا يامن معقول عايز تمشي من غير ما نتقابل مره بس .. خليك قوي عشاني بس
– أنتِ عمرك ما هتسامحيني
– مش وقت الكلام ده .. بقولك أنا جمبك لو استسلمت هتبقى خسرت فعلاً .. أنا رجعت تاني
– بجد يا براء .. أنتِ موجودة!
– أتأكد بنفسك
ثم ابتسمت وذهبت من أمامه..

 

 

تم نقل براء إلى غرفة عادية وبعد ساعات إستعادة وعيها مرة أخرى لتجد خالد بجانبها إلى إحدى المقاعد، نهضت من مكانها بسرعه فاتجه إليها خالد وقال:
– قلقتيني عليكِ عاملة أيه دلوقتي
– يامن .. يامن فين
جاء ليتكلم ولكنها خرجت من الغرفة سريعاً واتجهت إلى غرفة العناية المركزة لتجدها فارغه!! بحثت عنه كالمجنونة حتى أتت لها إحدى الممرضات وقالت:
– أنتِ فوقتي .. أهدي بس في أيه
– يامن فين .. هو كان في الاوضة دي
أبتسمت الممرضة وقالت:
– أستاذ يامن اتحول على اوضة تانيه لأن حالته استقرت الحمدالله .. الف مبروك
تنهدت براء براحة كبيره وجلست على اقرب مقعد قابلته، جاء خالد وجلس بجانبها وقال:
– لو كنتِ أدتيني فرصه كنت قولتلك أنه وضعه استقر
– الحمدالله يارب الحمدالله .. هطمن عليه بس ونمشي
وقبل أن تنهض من مكانها أمسك بها خالد وقال:
– براء هسألك سؤال وجاوبي عليا بصراحه
– اتفضل
– يامن ده مش مجرد صديق صح؟
نظرت له براء بتوتر وقالت:
– ليه بتقول كده
– أنتِ مش شايفه قلقك عليه عامل أزاي .. نظرة الخوف والضياع اللي شوفتها في عينك اثبتتلي أنه مستحيل يكون صديق .. هو ده مش كده
– يعني أيه مش فاهمه
– هو ده اللي أخد قلبك مني .. هو ده اللي بسببه مش قادرة تضحكي من قلبك ومحسساني أنك مغصوبه عليا .. هو ده يا براء

 

 

تنهدت براء بضيق وقالت:
– خالد أرجوك بلاش الكلام ده .. يامن كان صفحة في حياتي واتقفلت وأنا لو عملت كل ده دلوقتي عشان فعلاً خايفه عليه لأن اللي بينا مكنش قليل وعموماً لما نخرج من المكان ده ليا كلام تاني معاك
– ماشي يا براء لما نشوف اخرتها
كانت عاليا في غرفة يامن ترمقه وهو وسط كل تلك الأجهزة الطبية بحزن ولكنها حمدت ربها لتحسنه هذا، نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة حتى تحضر لها بعض القهوة ولكنها توقفت حين سمعت بعض الممرضات يتهامسون ويقولون:
– شوفتي عملت أيه عشان أستاذ يامن .. كانت هتتجنن عشانه
– دي دخلت اوضة العناية ومهمهاش حد أصلاً شوفتي
– على فكرة أنا حاسه أنه اتحسن بسببها .. شوفتي أول ما صرخت بأسمه حصل ايه جسمه كله انتفض يمكن اللي حصل ده هو اللي نبه الأجهزة الحيوية عنده بعد ما كان قلبه هيقف
– متعرفيش دي مراته ولا مين؟
– لا مش مراته هو مش متجوز .. دي واحدة غريبه جت الصبح وبعدها أغمى عليها زمانها فاقت دلوقتي
سمعت عاليا كلامهم بتساؤل وتعجبت من تكون تلك الفتاة الذي يتحدثون عنها والذي بفضلها بعد الله تحسنت حالة يامن! تحركت من مكانها وذهبت حتى تحضر القهوة، وعندما سارت لخطوات اتجهت براء إلى غرفة يامن وتركها خالد أن تدخل بمفردها، دلفت إلى الغرفة برهبه كبيره وتركت بابها مفتوح لا تصدق أنها تراه أمام عينيها، جلست أمامه بتوتر ونظرت إليه وأخيراً تراه بعد كل تلك المدة، لم يكن مجرد حلم بل واقع ملموس مدت يدها وأمسكت يده الباردة وتكلمت:
– مش مصدقة أنك قدامي بعد كل الفتره دي .. لو قولت لأي حد أني كذا مره أشوفك في أحلامي قبل المره دي محدش هيصدقني .. أنا عارفه يا يامن أنك اتجرحت زي ما أنا اتجرحت بس حكايتنا مش نافعه .. أحنا الاتنين الدنيا داست على قلوبنا لما بعدت كنت بعاقبك وبعاقب قلبي اللي حبك وكنت فاكره أن كلها فتره وهنسى وأكمل في حياتي .. بس فضلت مكاني مش عارفه أتحرك
ثم أبتسمت بحزن وقالت:
– الدنيا دي غريبة أوي يا يامن .. مكنتش متخيلة إني لما أشوفك بعد كل السنين دي يكون وأنت كده .. رغم كل السنين اللي عدت ورغم اللي مر علينا وعمرنا اللي جرى قدام عينينا .. هفضل براء بنت الملجأ واللي مش مناسبه ليك .. هتفضل كل المعتقدات موجودة وهتفرق بينا تاني زي ما فرقت زمان .. وأنا مش هقدر استحمل تاني صدقني .. ممكن أكون أنا اللي قاسية المره دي بس غصب عني ده أحسن ليك وليا

 

 

نظرت له براء لفتره طويلة وقد انتبهت لدموعها التي أنسالت على خدها فمستحها ونهضت من مكانها وعندما ألتفتت وجدت عاليا عند باب الغرفة تطالعها بصدمة وقد سمعت كل كلماتها تلك! اتجهت اليها براء ووقفت أمامها ثم طالعتها بثبات وقالت:
– أنا براء .. مكنتش عايزه اقولك لما خبطت فيكي الصبح عشان مكنتيش هتخليني أطمن عليه بس خلاص أنا اطمنت عليه ولازم أمشي .. أنا مش جايه عشان حاجه عشان كده همشي قبل ما يامن يفوق عشان متحصلش مشكله .. اتمنى دايما يكون بخير وربنا يحفظه ليكي و لمراته وعياله
– يامن متجوزش..
نظرت لها براء بدهشة وأحست بسعادة خفية بداخلها ولكنها قالت بثبات:
– طيب ربنا يفرحك بيه .. عن أذنك
– استني .. أنتِ كنتِ فين كل السنين دي؟
– مش مهم كنت فين .. المهم إني كنت بعيده عن أبنك وبس وده اللي كنتِ عايزاه يعني .. وعشان تطمني أنا هرجع تاني مكان ما جيت .. وأتمنى لما يامن يفوق ميعرفش إني كنت هنا
وفي تلك اللحظة جاء خالد نحوها، نظرت له عاليا بتساؤل وقالت:
– مين حضرتك؟
قالت براء:
– ده خالد خطيبي ..
نظرت لها عاليا بدهشة وكذلك خالد، قالت عاليا:
– أنتِ اتخطبتي؟!
– أيوه .. خالد كويس وكفاية أنه أتقبل حقيقتي وإني من ملجأ .. ومحاولش أنه يدوس على جرحي ده أبداً ولا يحسسني اني قليلة أوي
فهمت عاليا كلامها وأشاحت بنظرها عنها فقالت براء:
– أنا هروح أطمن على كريم .. بعد اذنك
وقبل أن تتحرك قالت عاليا:
– كريم مات..
نظرت لها براء بصدمة وقالت:
– أيه؟!! مات يعني أيه
– أتوفى لما وصل المستشفى

 

 

قالت تلك الجملة ثم دخلت إلى غرفة ابنها، نظرت براء أمامها بصدمة ثم تحركت مع خالد بدون أن تقول كلمة واحدة، استقلت السيارة وظلت طوال الطريق تبكي بصمت حتى وصلت إلى بيتها بعد ساعات، دلفت إليه بصمت ومعها خالد واتجهت إليها فاطمه بقلق وقالت:
– كده تقلقيني عليكِ يا بنتي أنا مش بتصل بيكي من بدري
– مسمعتش الفون أنا أسفه
– ولا يهمك .. طمنيني بس هما عاملين إيه
– يامن كويس .. بس كريم
اتجهت إليها حنين وقالت:
– ماله كريم؟
– كريم أتوفى
شهقت فاطمه بفزع وكذلك حنين وقالت فاطمه:
– لا حول ولا قوه ألا بالله .. ربنا يصبر اهله
ترقرقت الدموع في عيون براء فقال خالد:
– استأذن أنا
ألتفتت براء وقالت:
– خالد أستنى
نظر لها بتساؤل، صمتت براء للحظات ثم قالت:
– أنا موافقة عليك .. ياريت لو كتب الكتاب يكون خلال الاسبوع ده أحنا عارفين بعض مش محتاجين فتره خطوبه!
– نعم؟!!
***
وفي المساء ..
حرك يامن عينيه ببطيء وبدأ يستعيد وعيه، فتح عيونه بتعب وكانت عاليا بجانبه وقد أتى ياسر منذ قليل وأخبرته أن براء قد جاءت إلى هنا! نظر يامن حوله بعدم تركيز وعندما لاحظت عاليا أنه قد أستيقظ نهضت من مكانها بفرحه كبيرة واتجهت إليه، قالت عاليا:
– يامن حبيبي أنت اسمعني

 

 

وبعد ثواني بدأ يسترجع ذاكرته وتذكر اخر شيء شاهده عندما فقد كريم سيطرته على السيارة، انتفض من مكانه وصرخ:
– كريم فين؟! اخويا فين عايز أشوفه
نظرت له عاليا بحزن وقالت:
– طيب اهدى يا يامن انت لسه حالتك صعبه برضو
– أنا عايز أشوفه .. سيبوني
قال ياسر:
– يامن أهدى مينفعش كده
جلس يامن مكانه وبدأ في نزع كل الأجهزة عنه وحاول النهوض ولكن ياسر منعه فصرخ به يامن:
– أبعد عني .. أنا لازم اشوف كريم هو فين
– مش هينفع تشوفه يا يامن
– مينفعش ليه بقولك أبعد عني
صرخ به ياسر بدون أن يقصد:
– مينفعش عشان كريم مات!!
يا ترا ايه هيكون رد فعل يامن؟
قرار براء صح ولا غلط؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى