رواية حارة العشاق الفصل الثالث 3 بقلم أمنية أشرف
رواية حارة العشاق الجزء الثالث
رواية حارة العشاق البارت الثالث
رواية حارة العشاق الحلقة الثالثة
تسمرت أمام الباب وهي تری جاسم زوجها واقف أمامها ينظر إليها بغضب شديد ثم تكلم بصوت يشبه فحيح الأفاعي رغم ما يشوبه من التهكم : كنتي فاكره اني مش هعرف اوصلك
تحكمت كارمن سريعا في ملامح وجهها لتظهر اللامبالاه رغم تفاجأها لوصوله السريع إليها
ثم كتفت ذراعيها حول صدرها وقالت : لا ..كنت متأكده انك هتيجي وكنت مستنياك ع فكره
ابتسم جاسم وهو يفكر انها قد لانت وسامحته : طب يلا بينا نروح بيتنا
اتسعت عين كارمن بلا تصديق من بجاحته الشديدة : انت سامع نفسك بتقول اي
هز جاسم رأسه وقال : ايوا بقول كفايه كدا ..ويلا قدامي ع البيت
تنفست كارمن بسرعه وهي تكاد ان تنفجر من شده الغيظ : لا دا انت بجح اوي
صرخ جاسم بحده : كارمن ..انا مسمحلكيش
صرخت كارمن بالمقابل وقد طفح بها الكيل : يا اخي بلا كارمن بلا زفت ..وانت مين اصلا عشان تسمحلي ولا متسمحليش ..انت معدتش ليك اي دخل بيا واتفضل يلا من غير مطرود عشان انا مش طايقه اشوف وشك قدامي
احمرت عين جاسم بشده وكاد ان يضربها ولكن يد قاسيه كادت ان تقتلع يده من شده قوتها وهي تقول : جراا اي انت هتمد إيدك عليها وهي في وسطنا ولا اي
كان صلاح عائد من نوبته من المشفي يشعر بالإنهاك
ولكنه سمع صوت كارمن وهي تصرخ لتتحفز كل خلاياه للمشاجره الوشيكه حتي كاد جاسم ان يضرب كارمن ليسمك يده بحده يبعده عنها
صرخ جاسم : ابعد إيدك وانت مين انت عشان تدخل ما بين واحد ومراته
ضحك صلاح بسخريه : وهو فين التدخل دا …انت واحد معندوش رجوله وهيمد أيده ع واحده ست وانا رجولتي متسمحليش ابدا اني اشوف واحد هيضرب واحده وما ادخلش
غضب جاسم وقال : الست دي تبقی مراتي
لم تتغير ملامح صلاح ولم تهتز عضله واحده في وجه وهو يجيب : حتي لو مراتك دا مديكش الحق ابدا انك تهين كرامتها وتمد إيدك عليها
تكلمت كارمن من خلف صلاح : سيبه يا صلاح هو خلاص هيمشی ويورينا عرض اكتافه
هز جاسم رأسه بنفی : لا مش همشي غير ورجلي علي رجلك
ضحكت كارمن بسخريه : لا هتمشي ولوحدك وهستنی ورقه طلاقي توصلي
تفاجأ صلاح بكلام كارمن فهو حتي الآن لا يعرف سبب الخلاف بينها وبين زوجها ولكنه سكت
اما جاسم فاحمرت عينيه بشده وقال : طلاق مش هيحصل يا كارمن
ظلت كارمن علي سخريتها واحتفظت بجمود ملامحها : لا هتطلقني ..ولا تحب ارفع عليك قضيه خلع والأخبار تتنشر ان جاسم بيه الشهاوي مراته خلعته
جز جاسم علي اسنانه بعنف : كارمن ما تتحدنيش
ضحكت كارمن بصوت عالي : لا هتحداك انا يا باشا معنديش حاجه أخاف عليها ..وعندي ضدك بدل الدليل عشره ..وانت عارف ان كارمن مش ضعيفه وعمرها لا كانت ولا هتكون
ضحك جاسم بسخريه : اتغيرتي يا كارمن
ابتسمت كارمن بسخريه مره : من بعض ما عندكم يا جاسم
ظل صلاح يتابع هذا الحوار المبطن بالكثير من التهديد والوعيد وهو لا يفقه شئ ولكن بقا واقفا حتي لا يتهور جاسم ويؤذي كارمن
اما كارمن فنظرت لجاسم بأستهانه وقالت : شرفتنا يا جاسم
زفر جاسم بضيق ولكنه أثر السلامه فهي في نقطه قوه وايضا قد اختارت المكان الصحيح حتي تحتمی خلف رجاله فالحاره كلها كبيت واحد ولو تهور قد يصبح في خبر كان وهو الآن وحيد أعزل فلينسحب هذه المره ويعود المره القادمه ومعه رجاله : ماشي يا كارمن …بس اوعي تفتكري انك خلصتي مني ..انا همشي دلوقتي بس هرجعلك تاني
ورحل دون ان ينتظر الاجابه
دخلت كارمن وتركت الباب مفتوح ثم جلست علي أقرب مقعد بجوار الباب ثم وضعت رأسها بين كيفها بيأس فما كان من صلاح إلا ان وقف عند ضرفه الباب المفتوحه وقال : ممكن افهم اي حصل ما بينك انتي وجاسم
رفعت كارمن رأسها ونظرة لعينه بلا تعبير وردت : مفيش حاجه ..كل اللي الموضوع اللي انا وهو هنطلق
ضيق صلاح عينيه وهو يقول بتهكم : غريبه يعني مش هو دا اللي انتي حاربتي الدنيا كلها زمان عشان تتجوزيه
زفرت كارمن بضيق وقالت : صلاح انا مش حِمل تقطيم لو سمحت انا فيا اللي مكفيني
أخذ صلاح نفس عميق ثم أردف : انا مش بقطمك يا كارمن انا بس عاوز افهم
زفرت كارمن بضيق : معلش يا صلاح مره تانيه عشان مش قارده اتكلم دلوقتي
هز صلاح رأسه بتفهم وقال : ماشي يا كارمن زي ما تحبي
ثم تركها ودخل شقته
💛💛💛💛💛💛💛💛💛
في بنايه آخری في نفس الحاره وصل كارم الي شقته بعد يوم عمل طويل كاد ان يدخل ليسمع صوت باب شقه والده المقابل لشقته يفتح وتظهر منه روان الصغيره ابنه عمه الشقيه نظرت له روان بغضب وهي تضع يدها في خصرها وهي تقول : اتأخرت كدا ليه يا أبيه
ضحك كارم بصوت عالي : انا آسف ع التأخير بس كان عندي شغل كتير ثم سكت وضحك مره اخري والله أمي ما بتعمل معايا كدا
شاركته روان الضحك وقالت : ما هي اصلها سابتلي المهمه دي من زمان
ابتسم كارم وقال : طب تمام اطمنتي ادخلي نامي بقا …عشان ادخل انام انا كمان
هزت روان رأسها بنفي : لا استنی ..هدخل اجبلك الاكل زمانك ميت من الجوع
ثم أكملت حديثها وهي تدخل الشقه مره اخري
جاءت بعد دقائق تحمل بيدها صنيه تضع عليها بعض أنواع الطعام المختلفه وقالت وهي مبتسمه بفخر شديد : انا اللي طابخه النهارده ابقي دوق بقا وقولي رأيك
ابتسم كارم وقال : من غير ما ادوق أكيد جميل ..تسلم إيدك
ابتسمت روان بسعاده وقلبها تزداد دقاته بسعاده : الله يسلمك …يلا تصبح ع خير بقا
ابتسم كارم وهو يهز رأسها : وانتي من أهل الخير
ثم دخل شقته وهو يفكر ان رؤيه وجهها الجميل هو اجمل ختام لهذا اليوم المرهق له ولأعصابه
💛💛💛💛💛💛💛💛
خرجت من بوابه البنايه وهي تلهث بشده ووجهها يظهر عليه الفزع الشديد واتجهت الي المقهی سريعا وهي تنادي : معلم نعمان ..يا معلم
هرع إليها نعمان سريعا وهو يقول بفزع : في اي يا ست هدير اي اللي حصل
تلاحقت انفاس هدير وقالت بتلجلج : أمي الحاجه ام سيد تعبانه أوي ومش عارفه اعملها اي
ابتلع نعمان ريقه وهتف : طب اِهدي خير ان شاء الله مفيش حاجه …انا لسه شايف الدكتور صلاح وهو طالع شقته واكيد لسه ما نامش هتصل عليه بسرعه يجي يشوفها
ثم اقرن كلامه بأتصاله بصلاح ثم انتظر قليلا حتي أتاه صوت صلاح يقول : السلام عليكم ايوا يا نعمان
رد نعمان سريعا : وعليكم السلام ..معلش لو بتصل عليك في وقت زي دا ..بس خالتي الحاجه ام سيد تعبانه شويه وعاوزينك تشوفها
رد صلاح : طب ثواني يا نعمان انا جايلك اهوو
ثم اغلق الهاتف وحاول ان يطمئن هدير ثم انتظر لدقائق حتي اتی صلاح وهرعوا الي منزل الحاجه ام سيد حماه هدير
بعد بعض الوقت
قالت هدير لصلاح : طمني يا دكتور امي مالها
ابتسم صلاح بهدوء : مفيش حاجه يا ست هدير خير ان شاء الله ..ضغطها بس عالي شويه
هزت هدير رأسها : يعني هي كويسه
رد نعمان : ايوا يا ست هدير كويسه اجمدي ومتقلقيش كدا
مسحت هدير طرف عيناها بحجابها منعاً لانزاق الدموع : اعمل اي غصب عني انا مليش غيرها في الدنيا هي وياسين
نظر لها نعمان بحزن ونغزه قلبه ورق لحالها وقال : متقوليش كدا يا ست هدير واحنا روحنا فين يعني ما احنا موجودين اهوو
ابتسمت هدير بضعف وتقابلت عيونهم في نظره طويله واجابت : ان شالله تسلم يا معلم
تنحنح نعمان وصمت حتي انتهی صلاح من الكشف وقال : انا ادتها حقنه توطي الضغط وكتبتلها نوعين علاج جديد مع القديم اللي بتخده وأهم حاجه تلتزم بالعلاج وتبعد عن اي حاجه تزعلها
هزت هدير رأسها سريعا : عنيا يا دكتور والله ما حد بيزعلها ابدا وحاضر هتلتزم بالعلاج ..وألف شكر تعبناك معانا
ابتسم صلاح بهدوء : ولا تعب ولا اي حاجه يا ست هدير واي حاجه انا موجود دايما ..ثم وجه حديثه لنعمان : يلا بينا يا نعمان
تنحنح نعمان مره اخري : هاا اي يلا بينا …هتعوزي حاجه يا ست هدير
ابتسمت هدير وقالت : سلامتك يا معلم مع السلامه
ابتسم نعمان وخرج خلف صلاح وهو يلقي السلام
💛💛💛💛💛💛💛
دخل الي الغرفه وهو يشعر بالغضب الشديد ثم قال لصديقه الجالس بهدوء يثير الأعصاب : اللي سمعته دا حقيقي
ظهرت ابتسامه لزجه علي شفتي صديقه وهو يجيب : سمعت اي خير
نظر له بغيظ : ولااا متحورش ..انت فعلا قررت ترجع مصر
ابتسم عمار وأجاب : ايوا خلاص انا زهقت من الغربه وتعبت سنين من عمري عماله تضيع من غير اي جديد في حياتي جيت هنا عشان متمرد علي كل حاجه في بلدي وبعد السنين دي كلها اتكشفت اني معملتش اي حاجه تستحق الغربه والبهدله ياريتني سمعت كلامي ابويا وفضلت معاهم ع الأقل كنت جمعت شويه ذكريات قبل ما يسبوني ويمشوا وكمان أختي وحشتني عاوز اشوفها واطمن عليها مش عارف ليه عندي احساس انها محتجاني
هز صديقه رأسه بتفهم : يعني دى قرارك النهائي
ابتسم عمار وأجاب : ايوا خلاص وكلها أيام واسافر بإذن
ضربه صديقه ع كتفه بمحبه وقال : ربنا معاك يا صاحبي ..وهتوحشني ياض
ابتسم عمار وعانقه بأخويه وهو يقول : وانت كمان يا صاحبي ابقی تعالا زورني
ابتسم صديقه وقال : أكيد هبقی اجيلك
هز عمار رأسه بلا معني ثم اخذ نفس عميق وهو يفكر انه قد آن الأوان ان يعود مره اخري الي أرض الوطن وبالأخص الي الحاره واهلها
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حارة العشاق)