روايات

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثالث 3 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة الفصل الثالث 3 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة البارت الثالث

رواية أقدار بلا رحمة الجزء الثالث

رواية أقدار بلا رحمة
رواية أقدار بلا رحمة

رواية أقدار بلا رحمة الحلقة الثالثة

توقف كريم بسيارته أمام منزل يامن، طالعه يامن بتوتر و كالعادة كان كريم يشجعه بشده و حاول أن يزيح هذا التوتر عنه، فقال له كريم:
– ليه القلق ده كله .. أنت مش قولت أن طول ما أنت عايز الحاجه والدتك مش هترفض
– عارف بس في قلق جوايا .. حاسس أن الأمور مش هتمشي زي ما أنا عايز
– متقلقش وخليك واثق في ربنا واتكل علي الله يلا
أخذ يامن نفسا عميقا ثم ترجل من السيارة وأتجه الي بيته تاركاً كريم بداخلها، دلف إلى بيته وظل يبحث عن والدته للحظات حتي وجدها بغرفتها وكان حولها الكثير من الناس و من الواضح أنها تجهز نفسها لحدث ما
– في إيه يا ماما إيه كل الناس دي
– حبيبي أنت وصلت .. أنت نسيت أن النهاردة عندي تكريم ولا إيه
ضرب يامن رأسه بخفه و قال:
– آسف جدا نسيت
– إيه اللي شاغل بالك للدرجادي خلاك تنسى ماما
– ده اللي كنت عايز أكلمك فيه
– أنت شايف ده الوقت المناسب طيب ألغي أي كلام دلوقتي
– لا مش هينفع ألغي الكلام يا ماما .. أنا عايز أكلمك على انفراد يا إما هتكلم دلوقتي في وجود الناس برضو
نظرت له عاليا بحده ثم أمرت الجميع أن يخرجوا من الغرفة قليلا وبعد لحظات كانوا وحدهم في الغرفة، أردفت:
– عايز إيه يا يامن
نظر لها يامن للحظات وبدون أي مقدمات قال:
– أنا بحب براء وعايز اتجوزها
نظرت له عاليا بعدم فهم و قالت:
– براء مين؟؟
نظر لها يامن وقال بتوتر:
– و هو أنا أعرف كام براء يا ماما
نظرت له عاليا للحظات ثم ضحكت ضحكه عالية وقالت:
– أنت شايف ده وقت هزار طيب مش معقول يا يامن أنت لسه مخك صغير كده
– أنا مش بهزر! أنا فعلا بحب براء و عايز أكمل معاها
نظرت له عاليا بحده ثم انتفضت من مكانها بفزع و أردفت:
– ده إللي هو ازاي يعني .. أبني أنا يحب تربية الملاجئ دي أنت عايز تفضحني !
– افضحك؟
– ايوه تفضحني .. أنت أزاي سمحت لنفسك تحس بكده إتجاه البنت دي اصلا
– و فيها إيه مش فاهم
– فيها إنها من ملجأ يا يامن .. فيها إنها مش من نفس مستوانا تعرف إيه أنت عنها ولا عن عيلتها دي ممكن يكون وراها مصيبه
– و هو من أمتى الملجأ كان عار يا ماما؟ غير كده مش أنتِ طول عمرك مخلياني اعاملهم كويس و بتقولي أنك ضد العنصرية إيه كلامك ده
– تعاملهم كويس اه عشان شكلي قدام الناس لكن تروح تحب منهم لا وكمان عايز تتجوزها .. مستحيل أسمح أن ده يحصل
– بس أنا بحبها .. لو مش هتكون ليا مش هيبقي في غيرها في حياتي
– أنت لسه صغير على الحاجات دي .. و ده مجرد إعجاب بلاش تدي الموضوع أكبر من حجمه بكره تنساها لما تشوف الأحسن منها
– مستحيل!
– أفهم من كده إيه يعني .. هتقف في وشي عشانها
– أنا عمري ما أقف في وشك لأنك امي .. بس أرجوكي فكري فيا و لو للحظة أنا بحبها و مش هقدر أشوف غيرها في حياتي
نظرت له عاليا بتكبر و عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت:
– و أنا قولت اللي عندي
نظر لها يامن بعِناد و إصرار أكثر و قال:
– و أنا كمان قولت اللي عندي .. و لو أنتِ مش موافقة بيها أنا هسيب البيت ده
نظرت له عاليا بسخرية و ضحكت باستهزاء و قالت :
– والله ؟ ولما تسيب البيت ده هتروح فين اصلا .. لو أنت فاكر أنك ممكن تعمل حاجه غصب عني تبقي غلطان .. من اليوم اللي أبوك فيه أتوفى أنا اللي بقيت ماسكه كل حاجه و لو فاكر أنك هتقدر تبني حياتك بعيد عني تبقي غلطان جدا
نظر لها يامن بحده و صرخ:
– أنتِ ليه بتعملي فيا كده!!
– أنا قولت إللي عندي .. واتفضل على الاوضه بتاعتك يلا
– و أنا مش موافق بالكلام ده! مينفعش تمنعيني أنا مش صغير
– لا صغير ! و لو البنت دي اقنعتك بالكلام اللي أنت بتقوله ده على اساس إني اقتنع تبقي غلطان .. صحيح هستني إيه من واحده زي دي
– بلاش تتكلمي عنها بالطريقة دي .. هي متستاهلش كده منك
– أنا مش عارفه إزاي عيله زي دي تضحك عليك .. لو فاكر أنها بتحبك بجد تبقي غلطان .. كل اللي هي بتعمله ده عشان فلوسك و مركز!
– يا ماما لا .. براء مش كده أنتِ غلطانه
نظرت له عاليا بحده و قالت بنبرة تهديد:
– يامن .. بلاش تعصبني أكتر من كده بدل ما أستخدم معاك طريقة أنت مش هتحبها
– أنا ميهمنيش كل ده .. عن أذنك
قال تلك الجملة ثم خرج من الغرفة بسرعة ، زفرت عاليا بعصبية ثم أمسكت هاتفها و اتصلت بالأمن حتي يمنعوه من الخروج و بالفعل بمجرد أن نزل إلى الاسفل أمسكوا به قبل أن يصل لكريم الذي كان ينتظره في السيارة و حبسوه في غرفته، ظل كريم مكانه حتي أحس بتأخر صديقه فترجل من السيارة واتجه الي البيت و قبل أن يصعد اتجهت إليه عاليا وقالت بنبرة قاطعه:
– تروح تقول للبنت دي أنها احسنلها تبعد عن حياة ابني .. و إلا هيكون ليا تصرف تاني معاها مفهوم
– هو يامن قالك؟
– ايوه قالي و أعتقد قراري واضح
– طيب هو فين؟
– في الاوضه بتاعته هو اضايق من كلامي جدا بس مش عارف أن كل ده لمصلحته و مش عايز يخرج منها
– بس أنا لازم اشوفه
– هو قالي أنه مش عايز يشوف حد
– بس ..
– مفيش بس .. تروح تبلغها بالكلام ده بدل ما أنا اللي أبلغها بنفسي
– حاضر
قال تلك الكلمة ثم خرج من البيت بحزن شديد واتجه إلى الملجأ ولا يعلم ماذا يفعل، وبعد أن خرج من المكان رفعت عاليا هاتفها و أتصلت بمديرة الملجأ و بمجرد أن ردت عليها حتى صرخت بوجهها:
– أنتِ نايمه على ودنك ولا كان عاجبك اللي بيحصل
– نعم؟ أنا مش فاهمه حاجه
– أبني أنا اللي اول مرة يتعصب عليا يكون بسبب البنت دي
– ممكن تفهميني براحه إيه اللي حصل طيب
– براء
– مالها براء دي هاديه و طيبه عمرها ما عملت مشاكل
– اه ما هي دي طريقتها في السيطرة علي الناس .. بس الكلام ده مش هيدخل دماغي .. هي مش البنت دي كملت ال ١٨ سنه خلاص يعني المفروض تخرج من الملجأ
– لسه كمان شهرين
– البنت دي تخرج بكره من الملجأ انتِ فاهمه
– ازاي بس مينفعش
– لو كلامي متنفذش التبرعات اللي بتجيلك كل شهر انسيها .. بكره البنت دي تكون برا الملجأ و ياريت لو اخبارها تتقطع خالص
صمتت المديرة للحظات ثم قالت بحزن:
– حرام عليكي دي يتيمه بلاش تيجي عليها هيبقي انتِ و الدنيا
زفرت عاليا بضيق وقالت:
– أنا كلامي واضح .. البنت دي تطرد من الملجأ بكره و إلا انتِ عارفه أنا ممكن أعمل ايه
ثم انهت المكالمة في وجهها لتقول المديرة بقلة حيله:
– حتي اليتيم مش بيرحموه .. عملتي إيه يا براء في حياتك عشان تقابلي كل الحاجات دي .. سامحيني يا بنتي بس مفيش قدامي حل تاني .. يارب أنت كريم و عادل وقفلها ولاد الحلال
قالت المديرة تلك الجملة ثم خرجت من مكتبها واتجهت إلى غرفة الخياطة حيث تتواجد براء و دلفت إليها لتجدها تصمم إحدى الفساتين، تنحنحت المديرة لتنتبه لها براء و نهضت من مكانها بسرعه احتراما لها فقالت لها المديرة:
– ارتاحي يا بنتي
– كنت لسه جايه لحضرتك .. أنا عملت شوية فساتين للبنات من القماش اللي كنتي جيباه بدل ما نشتري جديد أنا حاولت اوفرلك شوية
أبتسمت المديرة بحزن و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها، أردفت براء:
– مالك بتعيطي ليه .. في حاجه حصلت؟
– بعيط عشان هتوحشيني
أبتسمت براء وقالت:
– لسه فاضل شهرين معقول بتعيطي من دلوقتي
– جهزي هدومك يا براء عشان هتمشي بكره
نظرت لها براء بصدمة وأردفت:
– بكره!
– ايوه .. العدد زاد اوي و أنا مش هستحمل شهرين في الزحمة دي
– بس أنا لسه مش مستعده أنا قولت في خلال الشهرين دول كنت هحاول اظبط دنيتي لكن بكره صعب اوي
– أنا مش باخد رأيك أنا جايه ابلغك .. ابدأي لمي حاجتك يلا
نظرت لها براء برجاء و قد تكونت بعض الدموع في عيونها لتقول:
– اديني فرصة أسبوع طب
– لا يا براء .. بلاش تضيعي وقت يلا
قالت تلك الجملة ثم خرجت من الغرفة بحزن لتترك براء في حاله يرثي لها وبعد لحظات وصل كريم الي الملجأ و عندما رأته براء اتجهت إليه سريعا و كانت الدموع تغرق عيونها ليفزع هو حين يراها بتلك الحالة، قال:
– في إيه؟!
– المديرة جت بلغتني إني هسيب الملجأ بكره
– أزاي مش لسه فاضل شهرين!!
– مش عارفه إيه اللي حصل
شرد كريم قليلا و قال:
– يبقى أكيد قالتلها حاجه!
نظرت له براء بعدم فهم و قالت:
– هي مين؟ و فين يامن هو مجاش معاك؟
طالعها كريم بحزن و أردف:
– والدة يامن .. للأسف هو قالها على حبه ليكي و هي رفضت و عملت مشاكل
أبتسمت براء بقهرة و قد خانتها دموعها المعلقة بعيونها لتتساقط و قالت:
– كنت عارفه أن ده هيحصل و إنها مش هتوافق بيا .. بس هو وعدني
– انا طلبت أشوفه بس هو مش عايز .. حابس نفسه في الاوضه بتاعته و مش عايز يشوف حد
قالت براء و كأنها لم تسمع كلماته تلك:
– هو وعدني أنه مش هيتخلي عني و مش هيسبني .. أنا وثقت فيه و قولتله إني مليش غيره .. معقول كل ده ملهوش قيمه عنده حتى مش قادر يجي يبص في عيني .. أختار أنه يهرب
– بلاش تظلميه يا براء متعرفيش إيه اللي جواه و هو حاسس بأيه
– و أنا إيه؟ أنا مين يحس بيا و يحس بقلبي اللي اتكسر و كرامتي اللي اداس عليها بس علشان من ملجأ .. ذنبي إيه أن اهلي يتخلوا عني و الشخص الوحيد اللي وثقت فيه و حبيته برضو يتخلي عني .. أنا بريئة من كل الظلم ده
صمتت للحظات ثم أكملت بدموع:
– أنا كنت عارفه أن ده هيحصل .. بس كان عندي أمل أنه ميسبنيش
– أنا مش عايزك تفقدي الأمل .. أوعدك إني هجمعك بيه في يوم من الايام صدقيني
– كفاية وعود بقى .. أنا مش عايزه حاجه
– مهما تقولي هفضل عند وعدي و أنتوا الاتنين هتتجمعوا في يوم بسببي!
نظرت له براء بدموع ثم التفتت لتعود إلى الملجأ و لكنه وقف أمامها فمنعها من السير
– هتخرجي بكره الساعة كام؟
فكرت براء للحظات ثم قالت:
– الساعة ٣ العصر
– تمام أنا هكون موجود قدام الملجأ هنا .. أنا مش هسمح أنك تفضلي في الشارع لحد ما نلاقي حل تاني .. هتعيشي مع الداده بتاعتي في بيتها الفتره دي هي عايشة لوحدها لحد ما تنتقلي لمكان تاني
– ماشي يا كريم .. شكرا على كل اللي بتعمله معايا
– إحنا اخوات .. بلاش الكلام ده
نظرت له براء بابتسامة حزينه ثم دخلت الى الملجأ وذهب كريم الي بيته، كان يامن في غرفته يطالع الفراغ بعدم اهتمام و قد وعد نفسه أنه إذا خرج من هذا البيت لن يعود له مرة أخرى و قال بصوت مسموع:
– سامحيني يا براء .. أنا مكنتش قد الوعد اللي وعدتهولك .. أنا مكنتش قد ثقتك بيا .. بس كل اللي عايزك تعرفيه أنك لو مكنتيش ليا محدش هيقدر ياخد مكانك .. أنا شوفت نفسي زي عيون الناس عيل صغير بس لما مقدرتش احافظ عليكي .. سامحيني
في اليوم التالي ..
الساعة الثالثة عصرا
ذهب كريم الي الملجأ و أنتظر براء حتي تخرج و لكنها تأخرت كثيرا حتي اتجهت إليه مديرة الملجأ
– خير يا ابني؟
– مستني براء .. مش المفروض كانت تخرج الساعه تلاته؟
– براء خرجت من الساعه ١
– نعم! أزاي يعني دي قالتلي هتخرج الساعه ٣
– زي ما بقولك كده هي خرجت الساعه ١
– هتكون راحت فين دي ملهاش حد!!
نظر حوله بعدم تركيز و قلق ثم نظر إلي السماء وقال:
– أنتِ فين يا براء ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى