رواية صغيرة بلال الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال البارت التاسع
رواية صغيرة بلال الجزء التاسع
رواية صغيرة بلال الحلقة التاسعة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
عندما يتفارق الأحبة عن بعضهم البعض يُصبح الكون مظلمًا وتصبح الأشياء كلّها بلا طعم فالأحبة يأخذون القلب معهم أينما حلّوا وارتحلوا
……………
استمعت أشرقت لبلال ونفذت ما قال وولجت لغرفتها وظلت عين جاسر تجوب يمينا ويسارا لعلها تخرج ويراها مرة أخرى .
ام بسمة فقد جلست لبعض الوقت مع جلال .
فركت بسمة فى اصابعها بتوتر وافترشت بنظرها الأرض ولم ترفع بصرها إليه من شدة الخجل .
جلال مبتسما …صراحة مش قادر اقولك اتفضلى الشوز عشان حاسس انها عجباكِ اوى من ساعة مقعدنا وأنتِ بصلها ، هى صراحة متغلاش عليكِ ، بس للاسف هتغرقى فيها ، لان مقاسك صغنن باللنسبة لمقاسى العملاق ده وكأنى لابس مركب .
فضحكت بسمة فقال جلال ..ايوه كده خلى الدنيا تنور بضحكتك دى .
زى ماهتنورى دنيتى انا يا بسمة ، متصوريش اول مـ بلال كلمنى انك موافقة انى أتقدم فرحت قد ايه وسجدت لله شكر وحمد على طول ، لانى من ساعة ما شوفتك واتمنيت تكونى حلالى .
صمتت بسمة واكتفت بالإبتسامة .
جلال …ايه هفضل انا اكلم كتير ،انا عايز اسمعك .
بسمة…هقول ايه بس ؟
جلال ..أسئلى اى حاجة وانا اجاوب .
بسمة ..انا معنديش أسئلة وكل اللى يهمنى انك تعمل بوصية رسول الله حين قال ..استوصوا بالنساء خيرا .
فابتسم جلال …يا وصية رسول الله ، فيه اى حاجة تانية تأمرينى بيها .
بسمة ..الأمر لله ، بس هو حاجة واحدة لو وفقت بيها ، هتلاقينى خير زوجة بإذن الله.
جلال …أنا موافق يا زوجتى المستقبلية .
بسمة…..مش لما تسمع الاول .
جلال ..سمعينى ، كلى آذان صاغية.
بسمة ..أشرقت .
جلال …مرات اخويا ملها؟
ضحكت بسمة ..ايه مرات اخوك دى ؟
جلال …جاسر من ساعة مشفها وهو هارى ودان ماما.
زى ما انا هريت ودان اخوكِ بالظبط .
عجبته جدا وانا عارف جاسر كويس لما يشبط فى حاجة .
ثم اتبع جلال “”
بس هى لسه صغيرة ،فيدوبك عقبال ميخلص الكلية تلت سنين كده ،تكون كبرت وبقت عروسة حلوة زى اختها الكبيرة .
بسمة محدثة نفسها..اه يا وجع قلبك يا بلال بس تستاهل عشان تبطل عند .
ثم حدثته ..إن شاءالله لما ربنا يكرم وندخل بيت الزوجية ، هاخد بعد اذنك اختى معايا .
لان مش هقدر اسيبها مع مرات اخويا تضايقها ،وده اكيد حاجة مؤقتة لغاية متاخد نصيبها هى كمان .
ابتسم جلال قائلا …طبعا موافق مفهاش كلام دى ،واى حاجة تطلبيها مجابة بإذن الله .
طول مربنا ميسرها وكله بفضل الله .
ابتسمت بسمة بخجل مرددة…ربنا يكرمك زوجى المستقبلى.
فهتف جلال بسعادة ..يا دين النبى ، احلى كلمة دى ولا ايه ؟
اه يانى لو مكنتيش لسه بتدرسى وانا لسه هظبط شقتى .
كنت خلتها زوجى الحاضرى حالا .
فخجلت بسمة وقامت وأسرعت للداخل .
فضحك جلال واقترب بلال منه قائلا…قولت ايه البنت طفشت منك ،منا عرفك لسانك متبرى منك .
جلال….خليك محضر خير يا مولانا ، وقولى امتى هنكتب كتب الكتاب .
بلال وهو يصك على أسنانه …دكتور جلال ، ايه هتلم الدور ولا نأجل الموضوع خالص لبعد التخرج .
جلال …لا يا مولانا هلم واطبق كمان ، انا أقدر ، انت حبيبى يا مولانا .
بلال …ايوه كده ،ناس تخاف متختيشيش .
جلال …..طيب اجى بكرة نقرء الفاتحة .
بلال …لا يا خفيف الجمعة الجاية أن شاءالله .
جلال …بس اعمل حسابك يا مولانا ..
ممكن يكون زيادة الخير خيرين ،وتبقا بالصلاة على النبى كده فتحتين .
بلال …بتقول ايه يا دكتور ؟ مش فاهم .
جلال…يعنى شروة وحدة كده بالمرة ، عشان تظبط حالك مع مدام المستقبل يا عمنا .
وناخد اخر العنقود لآخر العنقود اللى عندنا برده ويبقا زيتنا فى دقيقنا .
فكشر بلال عن أنيابه قائلا بحدة…بقولك ايه يا دكتور .
مع الف سلامة يا خويا والقلب دعيلك عشان أنا عندى مرارة واحدة بس .
اقولك انا معنديش اخوات اصلا للجواز ، شوف يلا نصيبك انت والمحروس اخوك برا .
البنات كتير ، ثم دفعه أمامه ..يلا طريق السلامة يا خويا
ضحك جلال …بس بس ، متزوقش طيب .
انا كنت برده بقول خلينا وحدة وحدة ، اتمكن انا الاول وبعدين نشوف النصيب .
………
مر الزمان كما هو حال الدنيا سريعا
وصل سن أشرقت ١٦عاما فى الثانوية الأزهرية أما بسمة فكانت فى اخر سنة فى الكلية .
أما بلال فحصل بعد الماجستير على مركز مدرس مساعد فى جامعته .
……….
ام لمياء حدثت ابنتها بقولها …وبعدهالك يا لميا ، قعدتى تقولى هجيب رجله ونجوز والسنين بتعدى يا بنتى وأنتِ حالك واقف ولا منك مجوزة ولا منك حرة تشوفى حالك .
وكده مينفعش محدش هيبص فى خلقتك .
ده غير سنك اللى بيزيد سنة ورا سنة وكل البنات فى الحتة اللى فى سنك جه عدلهم وأنتِ قعدة مستنية سيادة الدكتور لما يحن عليكِ.
لمياء بحزن…اعمل ايه بس ؟كل ما أكلمه ، يقولى هانت خلاص أهى واخته هتتخرج وتجوز وبعدين هو هيعملها .
وخايفة اصلا بعد متجوز الكبيرة ، يقول نستنى الست هانم أشرقت كمان .
والدة لمياء…لاااا طبعا ، كفاية كده .
وهى كانت من بقيت عيلته ، وبسمة قالت هتخدها معاها ونخلص منها وتشوفى حالك أنتِ.
لمياء…اه يا ياما ياريت .
انا النهاردة لازم اخد وأدى معاه ومش هسيبه غير لما يحدد معاد الفرح .
…..
وعندما تقابلت معه حدثته :
بقولك يا بلال مش ملاحظ أننا قربنا نخلل انا وانت ، كام سنة مخطوبين والناس بقت تكلم علينا فى الريحة والجاية وشكلى بقا وحش اوى قصدهم وانا حالى واقف كده ولا مننا متجوزين ولا منى مستنية نصيبى .
بلال بنزق …قصدك ايه مش فاهم ، وانا مضحكتش عليكِ من البداية وقولتلك هنطول وأنتِ وفقتى على كده .
ولو يعنى عايزة تفركشى بس محرجة تقولى ، مفيش مانع من غير لف ودوران ملهوش فايدة.
فوقفت لمياء مردفة بصوت عالى …نفركش وقدرت تقولها يا يا عم الشيخ ، ازاى بعد اربع سنين .
مفكرتش الناس هتقول عليا ايه ؟؟
ومين هيفكر يا بص فى خلقتى تانى .
لا كده حرام عليك والله وانت بتقول قال الله وقال الرسول .
بلال ..استغفر الله العظيم ، أنتِ هتقولينى حاجة انا مقولتهاش ، انا بقول أنتِ مش انا .
لمياء ….وانا مش عايزة نفركش ،انا عايزة نجوز .
وكفاية كده سنين ضاعت من عمرنا .
بلال ..بس ازاى ولسه اخواتى متجوزوش ؟
لمياء بمكر …وايه يعنى يا حبيبى ، نجوز معاهم واكون اختهم التالتة وانا اللى اشورهم بنفسى كمان واخدمهم بعينيه .
اغمض بلال عينيه وحدث نفسه …اشرب يا معلم ، انت اللى جبت ده لنفسك ورضيت من الأول ترتبط بإنسانة مفيش بينك وبينها اى توافق ، وهتندم ندم عمرك لو اتجوزتها وهتضيع اجمل حاجة فى حياتك أشرقت ، بس اعمل ايه غصب عنى؟
لو رفضت اتجوزها ضميرى هيأنبنى عشان علقتها معايا كتير وانا فاهم كلام الناس كويس ومش هقدر أتحمل ذنبها .
ها يا شيخ بلال هتعمل ايه فى الوقعة دى ؟
انا بين نارين كده ، هراضى نفسى اللى يوم عن يوم بتتعلق بـ أشرقت بس الخوف عليها من الحب ده .
ولا اراضى لمياء عشان ملهاش ذنب فى اللى حصل ؟
لاااااا يستحيل اتحمل ذنب لمياء وأشرقت لها الله وبكرة تحب وتجوز وتنسانى اصلا .
بلال ….تمام ، شوفى المعاد اللى يناسبك ونتجوز بس شرط هتلبسى الخمار ومفيش مكياج يتحط وانتِ خارجة ، انا صبرت عليكِ كتير فى الحجات اللى بتعمليها بس مكنتش عايز اغصب عليكِ مدام مش فى بيتى .
لكن بدال رضيتى تكونى مراتى وهتعيشى معايا تحت سقف واحد وعايزانا نعيش بدون مشاكل .
يبقا تنفذى كل اللى بقول عليه عشان نبتدى حياتنا على طاعة الله .
قامت لمياء بإطلاق زغرودة ثم قالت …حاضر يا حبيبى كل اللى عايزه هعمله.
ثم حدثت نفسها…..امى علمتنى كلمة حاضر بتريح برده وبعدين اعمل كل اللى انا عايزاه .
لمياء …خلاص بعد اسبوعين بإذن الله نجوز .
ومن بكرة ننزل نجيب العفش وامى تتفق مع المنجد يخلص ، نطلع نفرش على طول .
ياه امتى يعدوا الأسبوعين دول كمان ويجى اليوم اللى بحلم بيه ،ده هيكون اسعد يوم فى حياتى يا حبيبى .
……….
عاد بلال إلى شقته وكأنه يحمل فوق رأسه جبال من الهم ، بعد أن اوقع نفسه فى هذا الزواج .
فولج للداخل وجلس على المقعد وأسند راس على الحائط .
مرت بسمه بجانبه ورأت هيئته على ذلك الوضع فأصاب قلبها الألم ، فأقتربت منه قائلة…بلال يا حبيبى ،مالك يا قلب اختك ؟
تنهد بلال بغصة مريرة قائلا….مفيش ، وعايزك بكرة تحضرى حالك عشان هتنزل نشترى العفش بكرة بمشيئة الله عشان فرحى على لميا بعد اسبوعين ؟
ضربت بسمة على صدرها مرددة …ايه ؟ اسبوعين !!
انت بتكلم بجد ؟
لاااا مش معقول ، انا كل يوم والتانى كان عندى امل انك خلاص هتسبها وخصوصا بعد ما خلاص أشرقت بقت عروسة قدامك واديك شايف كل يوم والتانى بيجلها عريس وهى بترفض عشان عايشة برده على امل انك تسيب المسهوكة دى وترتبط بيها .
زفر بلال بغصة مريرة قائلا….قولتلك كذا مرة احنا مش لبعض والناس كلها عارفة أنها اختى الصغيرة اللى مربيها على أيدى .
ازاى اقولهم انى هسيب خطيبتى اللى بقالى اربع سنين معاها عشان اخد أشرقت .
هيقولوا طمعت فيها لما كبرت وعايزها لنفسى وأنى كبرت وخرفت عشان ابص لعيلة زيها .
بسمة …كلام الناس لا ليقدم ولا بيأخر وحرام تعيش تعيس عشانهم وهما مش حيحسوا بيك .
هتظلم نفسك وتظلم أشرقت ولمياء كمان عشان قلبك مش هيكون معاها .
بلال بعناد ..انا قلبى مش مع حد .
بسمة …كداب يا مولانا .
بلال وقد عرفت الدموع عينيه …كفاية حرام عليكِ انا بتعذب وكفاية عليا تعذيب نفسى انا بس ، مش هعذبها لمجرد ميل طفولى مش متأكدة منه ومش عارفه تفرق بين الحب الحقيقى والحب الإخوى.
وكمان أعذب لمياء لما اخلف وعدى ليها بعد السنين دى كلها .
ثم نظر لأخته بعين منكسرة قائلا …بعد اذنك انا داخل انام .
تركته بسمة ثم همست…يا عينى عليك يا اخويا .
ثم ولجت لغرفتها فوجدت أشرقت ترتب السرير استعدادا للنوم .
فجلست ولم تحدثها بشىء كعادتها فى ملاطفتها فى الكلام
أشرقت …ايه يا جميل ؟
دخلة كده ولا احم ولا دستور ، ايه وكلة سد الحنك !!
ولكن بسمة لم تجبها واكتفت بالعبوس .
فصاحت أشرقت بمداعبة…لا أظن أن الأمر فيه جلل .
جلال يعنى ماله ،مرنش عليكِ النهاردة ؟ معقول !!
تنهدت بسمة هامسة…يارب رحمتك.
ثم اصطنعت البهجة قائلة .معلش كنت بفكر فى مشوار بكرة ومش مركزة معاكِ..
أشرقت …..مشوار ايه اللى وحدك عن الدنيا كده ؟
هتروحى تشتروا الشبكة أنتِ وجلال عشان الخطوبة والعقد .
بسمة ……لا ثم صمتت لحظة وابتلعت ريقها بمرارة قائلة……..
لا هنشترى عفش بلال عشان دخلته بعد اسبوعين .
قالت كلمتها الأخيرة ونظرت إلى أشرقت بحزن ، التى
كأن دلوا من الماء البارد فى ليلة شديدة البرودة صب فوق راسها فتجمدت مكانها وتصلبت مكانها ولم يسمع منها صوت جراء الصدمة ولم يرى منها سوى دموع انهالت كالفيضان فجأة.
وفجأة سقطت مكانها مغشى عليها ، فصرخت
بسمة …أشرقت .
ثم أسرعت الى بلال …الحقنى يا بلال ، أشرقت اغمى عليها .
بلال بذعر ..ايه ؟
ثم اسرع إليها واقترب منها بلهفة….أشرقت مالك يا حبيبتى .
ازاى حصل ده يا بسمة ؟؟
بسمة …عرفت أن حضرتك هتجوز فطبت ساكتة كده .
اشرب بقا عشان لو جرالها حاجة هتكون انت السبب .
بلال .حرام عليكِ مش وقته ويلا لبسيها اى حاجة بسرعة عشان انزلها المستشفى نشوف مالها .
وبالفعل سترتها بالحجاب واخذوها الى طوارى المستشفى .
الموظفة ..اسم المريضة .
بلال…أشرقت لؤى مؤمن ؟
تتطرق إلى مؤمن الذى كان يجلس بمرافقة صديق له احتاج لضعف بنيته إمداده ببعض المحاليل .
فجحظت عيناه عند سماعه الأسم أشرقت لؤى مؤمن .
فوقف وراقبها بصمت مع من معها حتى ولجوا بها إلى حجرة الكشف.
استطاع الطبيب أن يعيدها إلى وعيها عن طريق الحقن ولكنه نبه عليهم بمراعاة حالتها النفسية جيدا حتى لا تتعرض لمثل هذا مرة أخرى .
فنظرت بسمة الى بلال بعتاب ولكنه أدار وجهه حرجا .
حاول بلال إسنادها مرة أخرى ولكنها رفضت واتكئت على بسمة وتجاهلته تماما .
بلال بغصة مريرة محدثا نفسه ..لاااا اعملى اى حاجة الا انك تتجاهلينى كده يا أشرقت ،اتكلمى ، اصرخى لكن سكوتك ودموعك دى بتموتنى .
وبينما هم فى الطريق الى الخارج وجد من يستوقفهم بالنداء على أشرقت .
فتوقفوا وولوا وجوههم نحوه وتحدث بلال …ايوا حضرتك فيه حاجة ؟
تجاهل مؤمن بلال وحدق النظر فى أشرقت التى كانت صورة طبق الأصل من والدتها شروق بل وأكثر جمالا بسبب لون عينيها التى أخذته من والدها لؤى .
مؤمن …..شروق .
تلعثمت أشرقت قائلة..حضرتك تعرف اسم ماما منين ؟
فتهلل وجه مؤمن قائلا …معقولة أنتِ يا حبيبتى ،وطلعتى بنت مش ولد وهم أن يأخذها بين أحضانه .
ولكن استوقفه بلال بغلظة…ايه يا حضرة ،اللى بتعمله ده ؟
وانت مين وعايز ايه ؟
مؤمن بنزق..وانت مين كمان ؟
بلال ..انا اخوها .
تعجب مؤمن …اخوها ازاى؟ وانت اكبر .
وأسمك ايه ؟
بلال بنزق ……الله ام طولك يا روح .
سيادتى بلال محمد .
مؤمن . يبقا اخوها ازاى ؟
بلال …مش اخوها لزم ولكن زى اختى عشان احنا اللى مربينها بعد ما والدتها ماتت .
صدم مؤمن ولمعت الدموع فى عينيه قائلا … شروق بنت الغالى باسم ماتت ازاى وامتى ؟
أشرقت ..حضرتك مين فهمنى وتعرف ده كله منين ؟
مؤمن ..انا جدو يا حبيبتى .
ابو والدك .مؤمن .
وأنتِ أشرقت لؤى مؤمن .
وماما الله يرحمها شروق بنت اعز اصدقائى ، باسم المصرى .
ظهرت تعابير الفرح على وجه أشرقت مردفة …معقول اخيرا ظهر لى أهل .
ولكنها تبدل حالها فى ثوانى معدودة وقطبت جبينها متسائلة بحزن …بس حضرتك كنت فين السنين اللى فاتت دى كلها ؟
وليه سبتوا امى لوحدها ومحدش سئل فيها لغاية مماتت بحسرتها .
وبابا فين من ده كله ، وانا ذنبى ايه انى اتحرم منه ؟
مش كفاية اتحرمت من ماما ؟ كمان حرمنى منه ؟
مؤمن بدموع …يا بنتى ابوك ِ اصلا هيموت من زمان ويعرف مكانك بس مكانش نعرف عن ماما وعنك اى حاجة وياما دورنا وسئلنا ومتوصلناش لحاجة .
وسبحان الله ربنا جمعنا بعد السنين دى كلها فى صدفة .
تعالى يا بنتى لحضن جدو حبيبك وبعدين نتكلم ونتعاتب وتعرفى كل حاجة .
فألقت أشرقت نفسها فى حضن جدها مؤمن وانهمرت فى البكاء مرة أخرى .
وود بلال أن لو شق صدره ووضعها بداخله ،ليخبئها منه خشية مما هو آتى .
ثم صعق عندما جال فى خاطره أيعقل مازالت اللعنة تحيط به حقا .
هل ستفترق عنه أشرقت لأنه احبها بعد أن تعرفت على ذلك الجد المزعوم .
لااااا لن يستطيع قلبه التحمل ، وكادت الأرض أن تتحرك من بين أقدامه حين سمع قول مؤمن .
يلا يا بنتى تعالى لفيلا جدو وبابا .
وتعيشى معايا وتعوضينا عن كل اللى الحرمان اللى شوفته بسبب اللى حصل وأعوضك برده عن كل لحظة فراق عشتيها بعيد عنى .
يلا يا بنتى …..؟؟
فصرخ بلال …لاااااااا
…
فما سيحدث هل ستذهب معه أم سيمنعها بلال ؟؟
وللحكاية بقية
…..
نختم بدعاء جميل
(يا حيُّ يا قيُّومُ، برَحمتِكَ أستَغيثُ، أصلِح لي شأني كُلَّهُ، ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ).[٩] (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا متقبَّلًا
…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال)