رواية سليمة الفصل العشرون 20 بقلم ميمي عوالي
رواية سليمة الجزء العشرون
رواية سليمة البارت العشرون
رواية سليمة الحلقة العشرون
عند سامى فى البيت ، سهير كانت رايحة جاية و هتتجنن ، فسامى قال لها بحدة : ما تقعدى فى حتة بقى خيلتينى
سهير بخوف : رحيم شكله فهم ، و مش هيسكت لو عرف ان انا اللى اخدت الحاجة من البيت
سامى : و ياريتك جبتيها صح و اللا جيبتى حاجة عدلة ، الا غبية ، لا و اقول لك حاجة مدندشة راحة تجيبيلى قميص قطن و تقوليلى تفتكر يعنى الفلاحة هتلبس ايه
سهير بنرفزة : اللى خلاك متجوز ناهد السنين دى كلها و ما انتش عارف ذوقها فى اللبس
سامى بتريقة : قال يعنى ماتعرفيش اللى فيها
سهير : و لا اعرف و لا ما اعرفش ، انا تطلعنى برة القصة دى تماما ، انا مش عاوزة وجع دماغ
سامى بحدة : ده على اساس انك ماكنتيش عاوزة تبوظى جوازة سى هادى بتاعك ، ايه ، نسيتى انك رجعتى اتفقتى معايا علشان مايتجوزش ناهد و يبقى قدامك
سهير : ماكنتش اعرف انها هترسى على كده ، ماكنتش اعرف ان رحيم هيقف فيها
سامى بغل : زى ماوقف بينى و بين نادية زمان
سهير : و العمل يا سامى
سامى بغل : عمل ايه بقى و الست سِليمة حامل
سهير : اصرف نظر بقى يا سامى ، انت من البداية و انت عارف ان سِليمة عمرها ماهتبقى ليك
سامى بغضب : بس برضة ماتبقالوش ، انتى ليه مش عاوزة تفهمنى
سهير : ما هو اصل يعنى ايه اللى فى ايدك تعمله تانى عشان تفرقهم عن بعض ، ده خلاص هتخلف له عيل و اللا اتنين و هتبقى ام ولاده
سامى بسخرية : طب ما انتى كنتى ام ولاده و طلقك عادى
سهير بزهق : و لو انا ما كنتش طلبت الطلاق من رحيم عمره ما كان طلقنى ابدا
سامى : يبقى لازم سِليمة هى اللى تطلب الطلاق
سهير بسخرية : تبقى بتحلم ، دى تموت و لاتعملها
سامى مرة واحدة وقف فى مكانه و قال : لو رسيت ان قهرته و وجع قلبه يبقى على موتها ، يبقى تموت
و سابها و راح ناحية الباب فسهير قالت له : انت سايبنى و رايح فين
سامى : طالع فوق ، عاوز انام
سهير : لا ، ماتسيبنيش لوحدى ، افرض رحيم جه هو و اللا حد من عند عمك .. اعمل ايه و انا لوحدى
سامى : خلاص .. تعالى باتى معانا فوق ، انا لازم اطلع عشان اكل و اغير هدومى دى
سهير و هى رايحة معاه : احسن .. على الاقل لو حد جه ما يعرفش يوصل لنا و لا يعرف طريقنا
………….
عند عبد العزيز ، كان لسه قاعد مع سليم و رامى ، و عبد العزيز كان ساكت تماما و قاعد سرحان و شارد وسط كلام سليم و رامى لحد ما لقوا نبيلة و سلوان جايين عليهم ، فعبد العزيز رفع عينه بصلهم ، فنبيلة قالت له : نامت
عبد العزيز : و هى عاملة ايه دلوقتى يا بنتى
نبيلة بحزن : يعنى يا بابا ، بس موجوعة و مقهورة من جواها ، حزينة على اللى حصل لها ، و موجوعة اوى من ربيع
عبد العزيز بفضول : عرفتى منها حاجة
نبيلة بصت لسلوان بتردد و رجعت بصت لابوها و قالت بخفوت حزين و هى باصة فى الارض : ايوة عرفت
رامى بلهفة مكبوتة : ماتتكلمى على طول با نبيلة ، ايه اللى عرفتيه
نبيلة و لاول مرة الدموع تظهر فى عنيها : عرفت اننا كلنا كنا وحشين اوى يا رامى .. مش ربيع لوحده اللى كان وحش ، كل واحد فينا اتلهى فى حياته و رمينا كل حاجة تانية ورا ضهرنا ، عرفت ان اختنا كانت محتاجانا بس خافت منك لانك كنت ماشى فى ضل ربيع ، و ما حاولتش معايا لانها كانت رامية طوبتى
عبد العزيز بقلق : اختك فيها ايه يا نبيلة
نبيلة و صوتها ابتدى يترعش من العياط : اختى لولا ان اتعمل لها دخلة بلدى كان زمانها بكر بختم ربها لحد النهاردة يا بابا
رامى بعدم فهم : يعنى ايه اتعمل لها دخلة بلدى
عبد العزيز بذهول مقرون بالغضب : ازاى يعنى الكلام ده ، مش فاهم ، ازاى فهمينى ، احكيلى بالظبط قالتلك ايه
ابتدت نبيلة تحكيلهم كل اللى ناهد حكتهولها هى و سلوان ، و كمان قالت لهم على جواز سامى علي ناهد من سنين طويلة
اول ما نبيلة سكتت ، رامى وقف بغضب و قال : ازاى يعنى ، بقى طول السنين دى و هو مبهدلها البهدلة دى و هى ساكتة و ما بتشتكيش ، ليه ، ده لو ماسك عليها ذلة ما كانتش سكتت كل ده
نبيلة : لما اخوها الكبير يقنعها انها ترضى و تسكت يا رامى ، تفتكر كان المفروض تعمل ايه
رامى : يقوم يعمل فيها كل ده ، و هو عامل فيها سبع الرجال اللى مافيش منه ، ااه الواطى الحقير ، ده ربنا نجى نادية من تحت ايده
عبد العزيز قام وقف و راح ناحية الباب و فتحه فرامى قال له : رايح فين يا بابا
عبد العزيز بجمود : رايح اخد حق اختك
كان وقتها رحيم نازل من على السلم و شاف اللى حصل بين عبد العزيز و رامى فقال بصوت عالى : ايه اللى جد يا بابا
عبد العزيز و هو بيحاول يسيطر على غضبه : اللى حصل اننا مختومين على قفانا طول السنين دى من اخوك و ابن عمك يا رحيم
رحيم بفضول : ايه اللى حصل
رامى بغضب : اللى حصل ان البية ابن عمك طول السنين دى مالمسش اختك ، و كان زاللها قدامنا بعدم الخلفة و عامل روحه مظلوم و مضحى
رحيم بعدم تصديق : ازاى الكلام ده ، و ازاى ناهد ما تقولش لحد فينا
سلوان : ممكن تقعدوا و تهدوا شوية عشان تعرفوا تفكروا كويس
رامى بغضب : هنفكر فى ايه تانى ، ده لازم يتربى
سلوان : عمر الغضب مابيجيب نتيجة يا رامى ، انا شايفة انكم ممكن تربوه و انتم حاطين رجل على رجل
رحيم راح مسك ايد ابوه و قال له : تعالى يا بابا اقعد ، و انا هعمل لك كل اللى انت عاوزه و زيادة ، بس يا ريت بلاش عصبية و نرفزة علشان ضغطك و سكرك ما يعلوش .. مش ناقصين
عبد العزيز بحزن : دفن شباب اختك بالحيا يا رحيم ، ضيع سبع سنين من عمرها هدر و هى مقهورة ، كان معيشها متهددة ، ليه .. ده رغم كل اللى عملوه هو و اخته الا انى برضة لسه مضلل عليهم و براعى ربنا فيهم لاخر لحظة
سليم : اهدى بس يا خالى عشان صحتك ، و زى ما رحيم قال ، كل اللى انت عاوزه هيحصل
عبد العزيز بتصميم : انا مش عاوز غير حق بنتى و بس
فجأة سمعوا صوت ربيع و اللى كان واقف فى الباب المفتوح و واضح أنه سمع الحوار اللى دار بين عبد العزيز و رحيم و سليم بالكامل فقال : انا اللى هجيب حقها من الكل يا بابا
عبد العزيز بغضب : و يا ترى هتعرف تجيب حقها منك يا ربيع
ربيع و هو منكس رأسه فى الارض : اللى هتحكم بيه عليا هنفذه
عبد العزيز بقهر : تسيبه يتجوز على اختك و هى لسه ماجابتش ايام و تسكت و تتفرج وتجبرها انها هى كمان تسكت ، كنت بتسمعه بودانك و هو بيمن عليها قعاده معاها من غير خلفة و انت عارف انه مالمسهاش و تسكت ، هو اللى بيجرى فى عروقك ده مش دم زينا ، اختك هانت عليك للدرجة دى يا ربيع ، الفلوس عمتك للدرجة دى ، طول عمرك معاك فلوس ماتتعدش و عمرى ما حرمتك من حاجة ، طول عمرك عينك مليانة مانتش محروم من حاجة ، ايه اللى كان ناقصك عشان تعمل كده فى اختك .. مقابل ايه ، ده انت لو هتموت من الجوع .. ماتبيعش اختك و تقطع فى لحمها بسنانك بالشكل ده
بعدين قال بنبرة سخرية : لا و مش عاجبك عبد الهادى و عمال تذم فيه و تهاجمه و تتهمه انه جابلنا العار ، رغم ان ماحدش جاب العار للبيت ده غيرك انت
ربيع كان بيسمع ابوه بصمت تام و اكتافه واقعة منه من الخجل ، فجأة رحيم راح وقف قدام ربيع و قال له بفضول : اختك حصل لها كل ده ؟!
ربيع ماردش و فضل على نفس وضعه
فرحيم بص لنبيلة و قال لها : و انتو كنتم عارفين
نبيلة بنفى : ماحدش كان يعرف حاجة يا رحيم ، كل الحكاية ان ناهد لما انفجرت النهاردة ، كلامها خلانا نحس أن فى حاجة مستخبية و لما سالتها عرفت الحقيقة
رحيم رجع بص لربيع و قال له : انت كنت عارف
ربيع ما ردش ، فرحيم رجع قال له : كنت عارف من الاول
فربيع برضة ما ردش ، و فضل على نفس وضعه و وشه فى الارض
فجأة رحيم بعزم ما فيه ضرب ربيع بالبوكس فى وشه و قبل ما يكرر اللى عمله ، سليم و رامى جريوا بسرعة حشوه ، و بعدوهم عن بعض ، ربيع كان بيبص لرحيم بذهول ، عمرها ما حصلت ، طول عمر رحيم بيتحرك بالعقل ، و عمره ما اتخانق مع حد من اخواته ، و عمره ما حاول يمد ايده على حد منهم ابدا ، و يوم ما عملها عملها مع اخوه الكبير
رحيم لما سليم و رامى كتفوه و بعدوه عن ربيع ، كان وشه احمر اوى من شدة الغضب و كان بيجز على سنانه من الغيظ فقال بعصبية : سيبونى افوقه ، بقالنا سنين مستحملين قرفه و احنا ساكتين و بنقول مسيره يفوق و يفهم ، بيتعامل اكن ماحدش عايش على الارض غيره ، حاطط مناخيره فى السما و منصب نفسه اله ، سنين و انا حايش نفسى عن انى اديلك الكف ده يا ربيع ، و كنت كل مرة امنع نفسى فيها ، اقول يمكن تفوق لوحدك و تفضل محتفظ بقيمتك و مقامك وسطينا ، لكن انت و لا انت هنا ، انانيتك عمياك عن انك تحس حتى باخواتك
و بعدين التفت لنبيلة و قال لها و هو بينهج : هى ناهد فين
نبيلة : انا و سلوان ماسيبناهاش الا اما نامت
رحيم بوعيد : هى كمان ليها حساب كبير معايا على انها خبت عليا حاجة زى دى طول المدة دى
سلوان : بالراحة عليها يا رحيم ، ناهد مقهورة ، و بعدين انت بالذات ناهد كانت خايفة تقول لك
رحيم بذهول : خايفة منى .. طب ليه ، ده انا ماكنتش هسيبها لحظة واحدة فى القهر ده
سلوان : يمكن عشان ماتعاتبهاش انها ماسمعتش كلامك من البداية
رحيم بغضب : تقوم تضيع عمرها بالشكل ده
ربيع كان لسه واقف فى مكانه من بعد ما رحيم ضربه ، و لما اتحرك اتحرك ناحية ابوه و قعد على ركبه قدامه على الارض و بص لابوه و قال له : ليلى بتهددنى
عبد العزيز بص له بفضول و هو مضيق عينيه و بيحاول يفهم معنى كلامه بس ما اتكلمش ، فربيع بلع ريقه و بص فى الارض و كمل كلام و قال : هددتنى انها تحكيلكم على كل اللى حصل لنادية و انه بمعرفتى من البداية و موافقتى ، و قالت لى انها هتقول لكم كمان انى متفق مع سامى انى ارجعله ناهد فى سبيل اننا نستولى على نصيبها من الماركيت و نقسمه مابينا لو ما اقنعتكمش انها كانت بتمثل على سهير انها معاها على ماتعرف منهم هم ناويين على ايه
ربيع رفع راسه لقى عبد العزيز بيبص له بغضب فقال بسرعة : انا معترف ان كل حاجة حصلت لناهد كنت عارفها ، بس اقسملك انى ماكنتش اعرف بنيته من قبل ما يتجوزها ، انا عرفت بعدها ، بعترف ان ليلى اقنعتنى وقتها ان سامى من حقه يغضب لكرامته ، و اقنعتنى اسكت و اقنع ناهد تسكت ، بس كنت عشمان ان مع الوقت قلبه يروح لها مع العشرة ، حتى لما عرفت انه اتجوز عليها ، قلت انه مجرد بينفس عن غضبه من نادية فى اللى بيعمله مع ناهد و أن مسيره هيفوق ، و الشغل و الفلوس لهونى ، لكن عمرى ما بصيت لفلوس حد من اخواتى ، عمرى ما طمعت فى مليم من فلوس اخواتى و لا فكرت استولى على حاجة لروحى من حقهم ابدا ، بس هى هددتنى انها تفهمكم كده لو انا ما جيتش و اقنعتكم باللى هى عاوزاه ، بس انا خلاص زهقت من كل ده ، و مش عاوز اكمل
عبد العزيز بسخرية : انت عاوز تفهمنى ان ضميرك صحى فجأة كده
ربيع بخجل : لا يا بابا ، ماصحيش فجأة ، بس لما سمعت مراتى بودانى وهى بتعدلى كل اللى انا عملته و كمان وهى بتتفق على خراب بيت اخويا و وجع اختى ما استحملتش
عبد العزيز و هو لسه بيسخر منه : اذا كان رب البيت بالدف ضاربا ، لما تكون انت بنفسك بترقص على وجع اختك و قهرها ، مش عاوز مراتك تعمل زيك و ترقص لها هى كمان شوية ، ليه يا سى ربيع ، مستغرب اوى ليه كده
ربيع : كنت حاسبها غلط
عبد العزيز مد ايده بغل مسكه من ياقة القميص بتاعه و قال له : حسبة ايه دى اللى قعدت تحسبها غلط السنين دى كلها ، ايه … كنت بتسجد لربنا ازاى و انت بتصلى ، كنت بترفع ايدك تدعى ازاى و انت عامل اللى عامله ده ، ازاى كان بيجيلك عين تبص فى عينى و اللا عين اختك و انت بايعها فى سوق النخاسة بسعر التراب يا خسيس يا ندل
ربيع وطى على رجل ابوه و هو بيعيط و بيقول : سامحنى يا بابا ارجوك ، و الله انا ندمان على كل اللى عملته ، بدليل انى قبل ما اجى على هنا روحت للمأذون طلقت ليلى ، و جيت على هنا عشان احكيلك على كل حاجة ، و ماكنتش اعرف ان ناهد قالت لكم على حاجة ، و الله كنت هقول لك من نفسى و هسلمك روحى تعمل فيها ما بدالك
سليم قرب من ربيع و شده من الارض و قعده على الكرسى و قال : بعد اذنك طبعا يا خالى ، انا شايف ان كل اللى بيحصل ده ما منوش داعى ، و لو تسمحولى انا عاوز اقول حاجة
عبد العزيز بتنهيدة موجوعة : قول يا ابنى انا سامعك
سليم راح ناحية رحيم و شده هو كمان قعده وقعد جنبه و قال : انا شايف اننا مهما عملنا فاللى فات لا يمكن يرجع تانى ، لكن نقدر اننا نعمل اللى يعوض ده
رحيم : تقصد ايه
سليم : يعنى ربيع يقدر يفض الشراكة مع سامى حتى لو هيخسر ، بس اعتقد ان ده هيبقى اكبر دليل على انه ندم فعلا على اللى حصل
ربيع بلهفة : انا موافق ، و اقسم لك يا بابا انى كنت هعمل كده من نفسى
سليم كمل كلامه و قال : و نحاول نعوض ناهد عن اللى حصل ، و لو هى فعلا ميالة لعبد الهادى و اللى انا شايف ان هو كمان ميال ليها يبقى ليه لا ، و تبتدى حياتها من جديد ، و ناهد لسه صغيرة ، و فيه فى سنها كتير لسه ما ابتدوش حياتهم من الاساس
عبد العزيز و كل الموجودين بصوا لربيع عشان يشوفوا رد فعله ايه ، فلقوا ربيع بيهز راسه بالموافقة و قال : و انا لو ده فيه سعادة ناهد انا ما عنديش مانع ابدا
رحيم بجمود : هادى عمره ما هياخد خطوة زى دى ابدا .. انا متأكد
سليم : احنا ممكن نقعد معاه و نطمنه و نلمح له من بعيد انه لو اخد خطوة ماحدش فينا هيقف فى طريقهم
عبد العزيز : قبل اى حاجة ، لازم ربيع يروح يعتذر له على كل اللى عمله و يستسمحه ، وناهد مش رخيصة ابدا عشان نعمل كده يا سليم مهما كان اللى حصل لها ، بلاش نوجعها من تانى حتى لو كان ده عشان مصلحتها ، احنا اهم حاجة انه يفهم ان ربيع ندم على اللى عمله معاه و انه هيتغير فى معاملته و هيبطل قلة ذوق و عجرفة فى تعامله معاه
ربيع : و انا موافق ، و لو عايزنى اروح له دلوقتى ماعنديش مانع
رحيم : لأ ، بكرة الصبح توصل اختك للماركيت و تدخل معاها و تعمل كده
ربيع : حاضر
عبد العزيز بص لربيع بتمعن و قال له : و انت طلقت مراتك عشان هددتك و اللا عشان عملت اللى عملته يا ربيع
ربيع نكس راسه من تانى و قال : لا يا بابا ، طلقتها عشان اقدر اكفر عن اللى عملته قبل كده ، وجود ليلى فى حياتى هيبقى حاجز دايما بينى و بين انى اعمل الصح
رحيم بجمود : رغم انى عمرى ماحبيتها ، لكن الشهادة لله .. مش غلطتها ابدا يا ربيع ، لولا انها لقت منك قبول للسم اللى فى قلبها ماكنتش بخته جواك ، و حتى لو زى ما بتقول ، المبادئ ما بتتجزأش يا ابن والدى
رامى : خلاص يا رحيم ، قوم شوف مراتك ، و بابا كمان محتاج يستريح شوية .. اليوم كان طويل اوى عليه و علينا كلنا
سليم : انا هفضل معاكم بكرة كمان بس هضطر بعد كده ارجع بنى سويف عشان شغلى ، بس هسيب نبيلة و الولاد يقعدوا معاكم كام يوم عشان تبقى جنب ناهد
نبيلة هزت راسها بالموافقة ، و رامى قام سند ابوه عشان يطلعه يرتاح ، و سليم قال لربيع : لو هتفضل بايت هنا قوم اطلع نام مع ولادك
نبيلة بصت لربيع و قالت له : ولادك محتاجين يتكلموا معاك و يسمعوا منك يا ربيع ، الولاد كلهم كانوا واقفين ساعة اللى حصل بينك و بين ناهد و شافوا كل اللى حصل
ربيع هز راسه بحزن و مانطقش بولا كلمة و راح هو كمان على فوق ، و بعد دقيقتين رامى رجع نزل من تانى و قعد مكان ما كان قاعد و بص لرحيم و هو بيجز على اسنانه و قال : انا مش هيهدالى بال قبل ما امسك سامى ده و اعجنه فى ايدى من الضرب
رحيم بتفكير : لو عملنا كده ، يمكن نارنا تهدى شوية ، لكن مش بعيد ابدا نتحبس فيها ، و نبقى ضيعنا حقنا
رامى : اومال هنسكت يا رحيم
رحيم : و مين قال لك اننا هنسكت ، انا بس كنت عاوز بابا يهدى شوية عشان ما يتعبش ، لكن انا اللى كان مصبرنى على وساخته طول السنين اللى فاتت دى ان بابا حاميه ، لكن دلوقتى ابوك رفع ايده عنه ، و انا فى ظرف اسبوع من النهاردة هخليه يبكى بدل الدموع دم
سليم : ناوى على ايه يارحيم
رحيم : ناوى اخليه يشحت و يقول عشانا عليك يارب
رامى : هتعمل ايه
رحيم : ابدا .. هضربه فى السوق
رامى : ازاى
رحيم : احنا كل سنة الحمدلله بنكسب و بنكسب كتير اوى كمان ، مافيهاش حاجة لو ماكسبناش السنة دى
رامى و سليم بفضول : يعنى ايه
رحيم : يعنى هبيع كل حاجة بسعر التكلفة ، مش هحط قرش واحد زيادة مكسب ، حتى الاجور و المرتبات هدفعها من جيبى ، و يبقى يورينى هيعمل ايه ، و كمان توكيل التصدير اللى واخده للفاكهة ، بكرة الصبح هيكون ملغى
رامى : انت تعرف هو بيتعامل مع مين
رحيم : ايوة ، و اعرف الوسيط اللى مابينهم ، و هرشحله ناس تاخد مكانه فى دقايق ، و حتى تجار الجملة اللى كانوا بياخدوا منه انتاج مصنع العصير .. كل ده هيقف
سليم : طب ماهو ممكن يحاول يطلع يبيع حاجته برة الفيوم
رحيم بتحدى : و مين هيديله فرصة انه يعمل كده ، هو مش طول السنين اللى فاتت دى و هو بيضرب من تحت الحزام ، و راح اتشطر على واحدة ست علشان يفرد عضلاته عليها و يحس بانتصاره ، بكرة ييجى لحد هنا راكع و هو بيعيط زى الحريم و يقول ارفعوا رجليكم عن رقبتى
و بعدين التفت لنبيلة و قال لها : ناهد ماقالتلكيش هو اتجوز مين عليها ، و خلف واللا لا
نبيلة : لما سألتها قالت انه اتجوز نرمين اللى كانت صاحبة نادية الله يرحمها ايام المدرسة ، بس ما اعرفش ان كان خلف و اللا لا
رحيم و هو بيهز راسه باستنكار : نرميييين .. ماشى ، بكرة نعرف كل حاجة
………….
الكل استعد للنوم و عدت الليلة عليهم و هم كلهم بلا استثناء ناموا نوم متقطع ، قلق على حزن على غل و غيظ ، لكن اول ما ابتدى النهار معظمهم نزلوا على تحت
ربيع كان لسه قاعد فى اوضته قصاد ولاده الاتنين و هو بيحاول يجمع كلامه و قال : انا عاوز اقول لكم على موضوع كده ، بس الاول عاوزكم تفهموا حاجة مهمة اوى .. بخصوص اللى حصل امبارح منى ناحية عمتو ناهد ، انا غلطت ، غلطت غلطة كبيرة طبعا انى اعمل كده فى اختى اللى المفروض ان انا اللى احميها و احافظ عليها ، بس انا كنت فاهم الحكاية غلط ، و عشان كده انا ندمت على اللى عملته و رجعت عشان اعتذر لها و اصالحها ، بس هى كانت نامت لما انا جيت
معتز : طب و ماما . برضة صالحتها
ربيع و هو بيهز راسه بنفى : لا يا معتز ، و ده الموضوع الاساسى اللى عاوز اكلمكم فيه ، الموضوع ده بخصوص مامتكم
يمنى : ماما مالها يا بابا
ربيع : انا و ماما سيبنا بعض
معتز بعدم فهم : يعنى ايه يا بابا سيبتوا بعض
ربيع : يعنى انا و مامتكم خلاص اتطلقنا
يمنى : يعنى مش هنعيش مع بعض تانى ، مش هنشوفها تانى
ربيع : طبعا هتشوفوها ، انا ما اقدرش احرمها منكم او احرمكم منها ، و انا و مامتكم لسه ما اتفقناش الدنيا هتبقى عاملة ازاى بعد كده ، لكن انا هرجع اعيش هنا من تانى فى بيت جدو عبد العزيز ، و ماما هتفضل فى البيت بتاعكم زى ماهى لانه بيتكم مش بيتى ، و انتم براحتكم .. شوفوا عاوزين تفضلوا معايا و اللا معاها ، و انا عن نفسى هعمل لكم اللى انتم عاوزينه
يمنى : انا عاوزة ماما ، بس انا بحب جدو عبد العزيز و عمو و عمتو
معتز : يعنى يا بابا انتو مش هينفع ترجعوا لبعض تانى ، انا عندى اصحابى باباهم و مامتهم رجعوا اتصالحوا تانى بعد ما اتطلقوا
ربيع : كل واحد بيبقى له ظروف غير التانى يا معتز ، و ده شئ فى علم ربنا ، انا كل اللى عاوزه منكم دلوقتى انكم ما تزعلوش منى عشان اللى حصل امبارح ، انا بس كنت عصبى بزيادة لان فى حاجات كتير حصلت كنت فاهمها غلط
يمنى : يعنى احنا دلوقتى هنفضل هنا و اللا هنروح عند ماما
ربيع : هتفضلوا معايا لحد اما ابقى اتكلم مع ماما ، و ياللا انزلوا دلوقتى زمانهم تحت مستنيينكم عشان تفطروا
معتز : و حضرتك مش هتنزل معانا
ربيع وقف و قال لهم : لا هنزل معاكم .. ياللا بينا
فتحوا الباب عشان ينزلوا ، و اول ما خرجوا من الاوضة لقوا ناهد خارجة من اوضتها ، الولاد راحوا ناحية ناهد حضنوها و صبحوا عليها ، و ناهد اخدتهم فى حضنها و باستهم و راحت بيهم ناحية السلم من غير ما تبص لربيع و لا تتكلم معاه رغم انها كانت مستغربه من وجوده ، لانها كانت فاهمة انه روح بيته هو و مراته
لكن قبل ما توصل عند السلم ربيع ندهلها بالراحة و قال : صباح الخير يا ناهد ، ممكن تسيبى الولا ينزلوا هم و تفضلى انتى معايا .. محتاج اتكلم معاكى شوية
ناهد بصت للولاد و بعد كده بصت له ، لقته بيترجاها بعنيه ، فسابت الولاد من ايدها فربيع قال للولاد : انزلوا انتم و احنا هنتكلم مع بعض شوية و بعد كده هنحصلكم
بعد ما الولاد نزلوا .. ربيع راح ناحية ناهد و مد ايده مسك راسها باسها و قال لها : انا عارف انى لو قعدت اعتذر لك طول عمرى ، مش هقدر اكفر عن ذنبى فى حقك ، سواء فى اللى عملته قبل كده و اجبارى ليكى على جوازتك من سامى او اللى عملته امبارح ، و انا تحت امرك يا ناهد فى الترضية اللى تطلبيها منى مهما ان كانت ، بس المهم عندى انى احس انك فعلا سامحتينى
ناهد بصت له بتركيز و قالت له بعد ما سكتت شوية : اللى هطلبه مش هتقدر تعمله يا ربيع
ربيع : جربينى
ناهد : عاوزاك ترجعلى سنين عمرى اللى ضاعت منى يا ربيع ، عاوزة كرامتى اللى انداست بجزمة ابن عمك ، عاوزة قلبى اللى اتحرق لحد ما اتفحم و انا بعد الايام يوم ورا التانى و انا بتفرج على روحى فى المراية و عمرى بيتسرسب يوم ورا يوم .. تقدر يا ربيع
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية سليمة)