رواية صقر الصعيد الجزء الثاني الفصل الأول 1 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد الجزء الثاني الجزء الأول
رواية صقر الصعيد الجزء الثاني البارت الأول
رواية صقر الصعيد الجزء الثاني الحلقة الأولى
دلفا معا من باب الشقة ناظرة إلى الأرض بخجل شديد منه لأول مرة يغلق عليها باب شقة مع رجل آخر غير أخاها بالرغم من أنه ليس بغريب بل زوجها والأقرب بها من أى شخص آخر، أغلق باب الشقة بهدوء ثم أقترب منها وهتف بخفوت شديدة هامساً لاذنيها قائلة:-
– تسمحيلى
رفعت نظرها له بتوتر وأتسعت عيناها على مصراعيها فخرجت نبرة صوتها بتلعثم شديد من القلق قائلة:-
– أسمحلك أيه؟ أنت عاوز ايه؟
ضحك لها وبدون مقدمات أو أن يتفوه بكلمة واحدة حملها على ذراعيه بهدوء فخرجت منها صرخة هادئة من دهشتها فقال لها غامزاً لعينيها بعينه اليسري قائلاً:-
– مش عروسة لازم أشيلك زى العرايس لأحسن تقولى جوزى عجوز
همهمت له بصوت مبحوح هادئاً قائلة:-
– لا مهجولش أكده نزلى بجى
تبسم لها ثم قال بحب شديد هايماً في نظرة عيناها وملامحها:-
– ياخراشي ياناس على مهجولش دى.
صمتت بخجل شديد منه فأتجه بها نحو غرفتهم وهي تعض شفتيها بحياء، أنزلها على الفراش برفق شديد كأنه ينظر طفلته على فراشها برفق خوفاً من أن تستيقظ منه فعدلت من هيئتها بخجل وهي تضع يديها على فستان زفافها فشعرت بيده اليمنى تعانق عنقها بحنان واضعاً شفتيه على جبينها بدفء وترك لها قبلة ناعمة تطمئن قلبها مُقللة من توترها الزائدة ورجفتها التي شعر بها أثناء حمله لها فأغمضت عيناها بصمت وبقت ساكنة أمامه وتفرك أصابعها ببعضهم تارة وتغلقهم على فستانها تارة آخري، أبعدت عنها بينما ينظر لعينيها بهيام ثم قال بصوت دافيء:-
– غيرى هدومك بس عشان أنا جعان جداً وأنا هحاول أسخن الأكل.
وقفت من مكانها مُسرعة وقد نسيت خجلها وحياءها منه فهى زوجته ويجب أن تلبي طلباته قبل أن ينطق بها وقالت بأستعجال:-
– طب أنا هسخنه متتعبش حالك، على ما تغير خلجاتك هيكون الوكل جاهز
قرص وجنتها بلطف وأجلسها مرة آخري على الفراش مُبتسمًا لها ثم قال بعفوية:-
– أقعدى هنا وأنا هجهز كل حاجة غير هدومك بس.
خرج من غرفته تاركها خلفه، لم تنتظر أكثر ووقفت من مكانها سريعًا وفتح خزانة الملابس ثم غيرت ملابسها وخرجت له بحثت عنه بعينيها فلم تجده، دلفت إلى المطبخ ووجدته يقف هناك بعد أن نزع جاكيت بدلته رافعاً كم قميصه الأبيض إلى ساعده مُحاول تدفئة الطعام لهما.. أسرعت نحوه بهدوء وأخذته منه المقلاة تسمر مكانه مُندهش بجمالها وأنوثتها، كانت جميلة بقدر كافى يأسر قلبه وعيناه لها، شعرت بنظرته نحوها فأرتبكت منه لكنها أكملت ما تفعل خاجلة منه وهو يختلس النظر لها بل وبوضوح تام، جهزت الطعام له مُربكة منه ثم قالت بصوت ناعم:-
– أتفضل الوكل جاهز.
جلس على أحد مقاعد السفرة بحماس مُبتسماً لها ويقول مداعبها:-
– أحلى مرة هأكل فيها والقمر قاعد معايا على سفرة واحد وفاتح نفسي
ضحكت برقة على غزله الصريح لها، ثبتت عيناه عليها مُتأمل ضحكتها الرقيقة مثلها فخجلت منه وقالت بينما تنظر لطبقها:-
– كفاية بص بجى وكل، مش كنت جعان
– ما انا شوفت القمر شبعت
قالها بينما يمسك يدها بعفوية فشعرت بالقشعريرة تسير في جسدها وتوردت وجنتيها بلون دماءها المتدفقة في جسدها، نظرت له بخجل وأرتباك فوقف ماسكاً بيدها لتقف معه ناظرة للأرض فقال بمرح وهو يحيط كتفيها بذراعه:-
– سيبك من الأكل أنا جايبلك حاجة أحلى جوا.. تعالى أوريهالك.
فضحكت بخجل ودلفت معه إلى غرفتهما وهي تفهم ما يقصوده بحديثه وهو الآخر علم أنها فهمت المقصود فأحمرت وجنتها بشدة تلك المرة وبردت يدها مما يدل على توترها فلم تكن فريدة بالأسم فقط بل كانت له فريدة بكل شيء بها مُختلفة عن جميع الفتيات وحدها من أستطاعت السيطرة على قلبه والعبث به كما تشاء أما هو لا يستطيع معارضتها أو الجدال معها مهما فعلت به فقد جرب معنى فقدها الحقيقي حينما أوشكت على الفراق فعلم ماذا تعنى له وكيف سيكون بدونها إذا رحلت عنه أو لو فكرت مجرد فكرة البُعد عنها فكانت وستكون فريدته الأستثنائية مهما طال الزمان بهما معا أو مهما واجها معا فستكون هي أستثناءه الوحيد بقاموس الحياة وقوانين الكون…
فتح “صقر” عيناه صباحاً بعد أن أزعجه صوت الضجة بالخارج فظل يفرك بفراشه محاولاً النوم ولكن لم يستطيع، نزل من فراشه وأخذ تيشرته بيده وخرج للخارج مُرتدي تيشرته فوجدها تقف على السفرة وتجهز الأغراض للذهاب لأخته بصباحية تبارك لها فهتف مُتمتماً:-
– بتعملى أيه؟ أيه دا كله
قالت باسمة له بسعادة بينما أعتدلت في وقفتها واضعة يدها على بطنها المنتفخة قليلاً:-
– بحضر الحاجة عشان صباحية فريدة ونبارك بقي، جهز نفسك بسرعة وخد الدوش
سألها بأستغراب فهى أول عروس لديه ولا يعرف فهذه الأمور كثيراً:-
– كل دا مشان الصباحية، وهنروح دلوج.
أقتربت نحوه باسمة بينما وضعت يدها على صدره تداعب تيشرته بأنامله بطريقة طفولية وعيناها تلمع ببريقها الساحرة وهتفت قائلة:-
– ياحبيبي لسه على ما تاخد دوش وتحضر الفطار ونفطر فيها ولو ساعتين
تبسم على دلالتها المُفرطة فهى تفعل كل ذلك من أجل الفطار وجعله يحضر لها الفطار بنفسه فوضع يديه في جيبه بغرور مصطنع وقال بتهكم:-
– وتحضر الفطااار
– اه تحضر الفطار
رفعت حاجبها له ببراءة وقالت بعفوية طفولية لم يراها بها سواه ولن سيراها غيره زوجها وحبيبها فوضع قبلة على جبينها بلطف ثم أخذها إلى الأريكة مُحدثها بدفء:-
– فطار وغدا وعشاء أن أمكن ياأميرتى، تعالى أجعدى أهنا أرتاحى هبابه وأنا هحضر الفطار
تبسمت له وهو يجلسها على الأريكة ويقول هذا الحديث ثم ذهب وقبل أن تتلاشي بسمتها عاد مُجدداً لها وقال بحماس وحنان:-
– أتسلي في الفاكهة دى أتغذي أنتى والنونو
ضحكت عليه وأومأت له بسعادة وولج هو إلى المرحاض مُبتسماً يتمنى أن تدوم سعادتهما وتلك اللحظة لأول فترة مُمكنة دون أن ظهور مشكلة جديدة لكن هل ستتحقق تلك الأمنية البسيطة التي تمناها أم ستكون أمنية محالة التحقيق؟…
كانت صرخاتها تعم المكان مقيدة أمامه وتصرخ بكل قوتها وهو لا حول ولا قوة له مُلقي على الأرض تسيل دماءه من كل أنش في جسده لا يستطيع تحريك حتى عقلة أصبعه وعيناه مُثبتة عليها وهي على الأرض تصرخ وتبكى بعد أن أبرحها ضربها مثله تماماً ويرى دماءها تسيل وتحديداً من بين قدميها فيبدو أنهم تلك الذئاب البشرية قتله طفلهما من قسوتها وهو لا يستطيع تحريك عيناه وفي أقل من ثانية نظرت له بضعف تستنجد به ثم أغمضت عيناها بلا رجعة مُستسلم لما فعلوا بها وبطفلها، حاول الصراخ مُستنجد بأى شخص ينقذ زوجته التي تصارع الموت فنفذت طاقته هو الآخر فاقداً الوعي مكانه دون حركة..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صقر الصعيد الجزء الثاني)