روايات

رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل الثالث 3 بقلم شمس حسين

رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل الثالث 3 بقلم شمس حسين

رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الجزء الثالث

رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير البارت الثالث

دموع مؤجلة واحتضان أخير
دموع مؤجلة واحتضان أخير

رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الحلقة الثالثة

“تحدى التخلي”
كنت دايما متعودة أن وجود بابا فى حياتى محدود زي ما يكون حد غريب بيظهر وقت المناسبات بس، كنت دايما شايفه انه ملهوش دور فى حياتى كأب هو كان لقب فقط، كان دائماً مواقفه معايا بتأكد لي كدا، يعني لما خلصت المرحلة الابتدائية كنت فرحانه جدا اني ابتديت اكبر وهدخل مرحلة جديدة، لكن فى كل مرة كنت بروح فيها زيارة لبابا دايما اسمعه هو و اعمامى بيتكلموا عن التعلم وان مفيش بنات هتكمل تعليم وده بحكم طبعا الظاهرة اللى كانت منتشرة وقتها فى الارياف ان مفيش بنات بتتعلم.
كان بابا بيحاول في كل مرة بروح زياره عنده يوجهنى لفكرة اني لازم اسيب التعليم ومكملش وأن كل البنات في العيلة عملوا كدا سواء في البيت أو برا البيت، لكن مكنتش بركز فى كلامه اوى او مكنتش واخداه على محمل الجد اساسا كل اللي كان فى تفكيرى ان هخلص باقى اليوم وارجع عند ماما و مفيش حاجة من اللى بيقولها هتحصل.
لحد ما حصلت الصدمة
قبل بداية العام الدراسي الجديد روحت مع ماما المدرسة بتاعتى علشان ناخد الاوراق و نقدمها فى المرحلة الجديدة لكن وقتها الموظفة المسؤلة قالت لماما:”الملف مش موجود، والدها اخده”، الخبر كان زي الصاعقة و قلت لماما ودموعي بتنزل:” بابا كدا هينفذ كلامه فعلا وهيمنعني من التعليم”، و حكيت لها كل الكلام اللي كان بيقوله فى كل مره كنت بروح عنده، وقتها ماما قلقت و حاولت متبينش خوفها قدامى وطلبت منى اروح واسأله.
روحت لبابا و سألته عن الملف بتاعى لقيته قالى بصوته اللى كان دايما فيه برود غريب:”شمس التعليم مش ليكي كفاية لحد هنا ملهوش لازمة ندفع مصاريف انتى كدا كدا كلها سنة ولا اتنين و تتجوزى وخلاص”،
رديت عليه بصوت مهزوز ومكتوم وانا عينى فيها دموع:”ليه يابابا مش هكمل.. ليه بتقول كدا.. انا عايزة اكمل تعليمي.. نفسى اطلع حاجة كبيرة”
ضحك وقتها ضحكة مليانه استخاف و قال:” كبيرة… كبيرة اي مفيش حاجة اسمها تعليم عندنا، ما كل بنات عمك قعدوا في البيت بصى لهم كدا… انتى خلاص بتكبرى لازم بقى امك تفهمك ده، لبس الاطفال اللى بتلبسيه ده لازم يتغير، شعرك ده لازم تغطيه، خلاص انتى كبرتى لازم تتعلمى شغل البيت، ويمكن ربنا يكرمك ويجيلك عريس و نخلص من كل الموال ده”.
كان كلامه زى السكينه اللى بتقطع فى حلمى جواز… جواز اى لبنت لسه مخلصة المرحلة الابتدائية، لسه بتبدا تخطط لمشوارها التعليمي الأساسي وبتستكشف نفسها علشان تبني أحلامها، وقتها عيطت عياط هستيرى وانا بقوله لاء هات الملف بتاعى انا هكمل تعلمي علشان خاطري يابابا، لكنه زعقلى ورمي الملف فى وشى وقالي أنه مش هيصرف على تعليم وغير ملزم بيا من انهارده.
كان كل البيت وقتها واقف بيتفرج على المشهد بينا، مرات بابا و ولاد عمى و اعمامى، ومحدش فيهم قاله حاجة كانت جوا عيونهم كلهم نظرة فرح علي دموعي، نزلت اخدت الملف من تحت رجله و انا دموعى بتسبقنى على الارض كنت حاسة بضعف اووى كنت خايفة جدا…كنت مكسورة.
بعد ما ماما عرفت اللى حصل وقفت قدامى ومسحت دموعى وقالت لى:” متخافيش… هتكملى… هقف معاكى لاخر نفس فيا… مش هسمح له يدمرك… مش عايزين منه حاجه”، وفعلا كانت امى سندى وقتها ودفعت مصاريف المدرسة ودخلت اول سنة و كان بمجهود مامتي وكل التكاليف كانت بمساعدة أهلها، لكنى وقتها كنت حساسة جداً، كانت فكرة اني ابقي حمل علي حد صعبه بالنسبة لى، ماهو محدش ملزم بمصاريفي في حين أن ابويا نفسه رفض، مع ان جدو قدملى كل الدعم وكان بيساعد ماما، الا انى وقتها قررت من تلقاء نفسي اخفف الحمل و اخد دروسي مع مدرسين عاديين يعني مش ال هما اشهر ناس بتدي في المرحلة، ولا اللي كل الطلاب بتجري عليهم علشان تنجح بدرجات عالية، لا انا كنت بدور علي المدرس اللي مش هيخليني اغرم امي فلوس كتيرة، مجرد مدرس يوصلي المعلومة وانا اكمل مذاكرة لنفسي.
عدت السنة عليا وانا بكافح مع نفسي علشان أنجح، كانت دائما مش بتفارقني نظرة أهل بابا ليا في اليوم اللي اتخلي عني فيه، كانت زي دافع ليا علشان اكمل، ويشاء القدر ان السنة الدراسية تنتهي وانا حاصلة على مجموع كبير و اطلع كمان من أوائل المدرسة، كنت فرحانه وقتها اووي كنت فخر لامي و فخر لمدرسيني اللي اخترتهم من البداية وكمان كنت أمنية كل مدرس من المشهورين اني اخد معاهم حتي لو منغير فلوس، حسيت وقتها برضا ربنا عليا و علي امي، وان طول ما اطنت بتسعي بكامل مجهودك حتي لو مش كبير في نظر الناس إلا أنه كبير اووي عند ربنا.
ووصل خبر تفوقى لبابا والكل اتصدم، كله كان فاكر و خصوصاً بابا أنه قطع اي دعم عني بكدا مش هقدر اكمل تعليم و مكانش متوقع نجاحي، بس أنا صدمت كل توقعاته ونجحت، كان حزين و مدايق لان الناس كلها كانت عارفة هو عمل اي مكانش قادر يواجه كلامهم، نجاحى كان سبب فشله قدام الناس، مكانش لاقى مبرر يقوله وكان مكسوف، ووقتها قرر يصالحنى و قالى انه موافق اكمل تعليمى و هيقف معايا بس وقتها كنت حاسة ببرود تجاه كلامه، عادى وقف معايا او موقفش مش فارقة كتير انا كدا كدا ربنا معايا وهنجح ان شاء الله.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى