رواية صقر الصعيد الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد الجزء الحادي والعشرون
رواية صقر الصعيد البارت الحادي والعشرون
رواية صقر الصعيد الحلقة الحادية والعشرون
مر أسبوع وهي بغرفتها لم تخرج منها بعد أن ذبلت روحها وكسر قلبها، دلفت جالان إلى غرفتها وصعقت حينما وجدتها تقف على الكرسي وتلف حول عنقها وشاح مُعلق في النجفة تحول الانتحار وأنهاء حياتها بقلب مجروح يحمل سذاجتها البريئة، فصاحت جالان صارخة صرخة قوية بأقوي ما لديها وهرعت نحوها مُسرعة تحاول إيقافها من تلك المعصية التي تحاول فعلها مسكتها من قدمها بخوف وهي تصرخ بها وتضربها بهلع على قدمها قائلة: -.
– أنتى أتجننت يا فريدة بتغضبى ربنا، أنزلى يابت
نزعت الوشاح عنها باكية ثم نزلت وصاحت بها قائلة: –
– اه أتجننت، حياتى وأنا حرة فيها
– طب والله لأقولك لصقر لما يجى على جننك دا
قالتها بأغتياظ منها ومن تصرفاتها ثم أكملت حديثها بجدية: –
– حصل أيه ياهانم عشان تفكرى في الموت ها، سابلك العيال ومشي
جلست على السرير تبكى ثم قالت بأنكسار: –
– اتريقي ياجالان أتريقي
– اللهم ما أطولك ياروح.
قالتها بزفر منها ثم أخذت تنهيدة قوية وذهبت تجلس بجوارها مُربتة على كتفها بحنان وقالت مُردفة: –
– حصل أيه يافريدة؟ أحكيلى ياحبيبتى؟ صقر زعلك في حاجة؟
أشارت إليها بلا ثم قالت بنبرة حزن قوية: –
– لا مش صجر، صجر مبيزعلنيش
رفعت جالان يدها بهدوء وأدار رأسها بلطف ثم قالت بدفء: -.
– ولما صقر مبيزعلكيش، أنتى ليه عاوزة تزعليه وتموتى نفسك؟ في أيه في الدنيا يستاهل تفكيرك في الموت؟، أحكيلى ياحبيبتى لو عندك مشكلة نحلها سوا..
– جلبي بيوجعنى جوى ياجالان..
قالتها وهي تجهش في البكاء ثم قصيت عليها ما حدث وما قالته تلك الفتاة، كيف كانت سعيدة بطلبه للزواج منها مجدداً؟ وكيف رفضته؟
صاحت بها جالان بأغتياظ من سذاجتها وقالت: -.
– مش بقولك مجنونة، في حد يصدق الكلام دا، وحتى لو صح مفكرتش ليه البت دى هربت لما شافت نبيل بدل ما تواجه اول تعرفه أنها كلمتك
صرخت بها بقلب مجروح باكية: –
– وانا أشعرفنى بجى..
– عشان غبية، أمسحى دموعك دى وانا لما صقر يرجع هسأله كدة بطريقة مش مباشرة، كتك القرف نكدتى عليا وأنا حامل
قالتها تشاكسها لترسم بسمة على شفتيها من جديد…
عاد أيمن لمنزله مساءاً بعد يوم طويل شاق من العمل، دلف إلى شقته فوجدها تجلس تذاكر لأبنه وتعلم أطفالها الحروف الأبجدية، أقترب منهم ثم وقف خلف كرسيها وقال: –
– مساء الخير
لم يجيب عليه أحد منهم، فأعادها بنبرة أقوى لتجيب عليه هي بهدوء: –
– مساء النور، أحنا بنذاكر دلوقتى أدخل غير هدومك
– بتذاكروا، أنا أهم لما أجى تسيبوا كل اللى فأيديكم وتوقفوا تسلموا عليا.
قالها بأغتياظ من جملتها وهو يغلق لهم الكتب، أبتسموا الأطفال عليه فوضع قبلة على يد ملك ثم مكة وبعدها يوسف وتبسم بسعادة أكبر فحان دور حبيبته أقترب منها هو ووضع قبلة على جبينها ومن ثم همس بأذنيها حتى لا يسمعوا الأطفال: –
– واحشتينى..
ضحكت بخجل له ثم قالت بخجل: –
– أحم، غير هدومك بقي على ما أحضر العشاء.
دلفت للمطبخ تسخن الطعام وتركت الأطفال يلهو معاً بينما وهو أتجه إلى غرفته ليغير ملابسه وعندماوخرج وجد أطفالهم الثلاثة على الأريكة ويشاهدون الكرتون فذهب لها في مطبخ…
كانت تقف تحضر الأطباق فشعرت بيديه تطوق خصرها النحيل ومن ثم يحتضنها من الخلف، فنكزته في صدره بذراعها وقالت مُتمتة: –
– عيب ياأيمن، أفرض حد من الولاد دخل..
– وماله مراتى وواحشتنى عيب ولاوحرام.
قالها وهو يتشبث بها أكثر فتذمرت عليه تحاول أفلت جسدها من قبضته بخجل منه ومن أن يراها أحد من الأطفال..
أردفت بأغتياظ شديد منه وهي تهرب من قبضته قائلة: –
– وبعدين معاك، أنا كفاية عليك جنان العيال طول اليوم هتيجى أنت كمان تجننى معاك
– سلامتك من الجنان ياقلبى
قالها وهو يقترب منها لكن قطع حركته صوت طفله وهو يقف خلفه قائلاً: –
– طنط قمر أنا عاوز أشرب
أستدار له بأنفعال ثم سأله: –
– أسمها أيه
– طنط قمر.
قالها وهو يذهب لها يريد منها بعض الماء، كاد أيمن أن يصرخ به لكم أستوقفته هي حين قالت بهدوء: –
– أحنا قولنا أسمها ايه يايوسف
– مامى، سورى نسيت
قالتها بتذكر وهو يضرب جبينته بطفولة حين تذكر، فضحكت عليه وأعطي كوب المياه ثم رمقت أيمن بنظرها وقالت: –
– خرج الأطباق عشان الولاد جعانين
دلفوا طفلتيها بسعادة وهم يقول ببراءة: –
– مامى، هاتى نخرج الأكل.
أعطتهم الملاعق يخرجوها وأستدار تضع الطعام في الأطباق ثم أخذها منها وترك لهاوقبلة سريعة على عنقها البارد ثم خرج فضحكت عليه بخجل بينما ضربات قلبها بدأت في الأسراع والتزايد منه ومن رقته المفرط معاها…
أغلقت الدولاب برفق وهي تقول: –
– يعنى ايه متعرفش
– هعرف منين أنا أذا كان نبيل بيعرف بنات ولا لا، أنا اللى أعرفه أن مالهوش في الطرج دى، وان كان عجبتك واحدة كان أتجدم لها…
قالها وهو يمدد جسده على السرير بتعب، فسألته بفضول شديد وهي تجلس بجواره: –
– يعنى مفيش واحدة عجبته قبل كدة
تتنهد بغيرة عليها وهي تحدثه منذ أن عاد عن رجل أخر ثم قال بحذر: -.
– وأنا أشعرفنى، بس كل وجته مجضيه جدامى في الشركة وتعاملات مع الحريم بحرص جدا ورسمي
– أمال مين البلوة دى يارب
قالتها مُحدثة نفسها بحيرة فشعرت بقبلة على عنقها دافئة، فتذمرت عليه وهي تبعده عنها قائلة: –
– ياصقر ركز معايا بس، نبيل…
بتر حديثها بأغتياظ منها قائلاً: –
– جر أيه ياجالان، نبيل نبيل في ايه، ما أتصلك بيه بالمرة
قوست شفتيها بحزن منه ثم قالت بهدوء مصطنعة الغضب منه: -.
– كدة ياصقر بتتعصب عليا وكمان وأنا حامل..
أستدارت تعطيه ظهرها بدلال مصطنعة الحزن منه، أقترب منها وهو يمسكها من كتفيها ثم قال بحب: –
– حقك عليا ياجلب صجر، متزعليش بجى…
– تؤتؤ زعلانة.
قالتها بتذمر وهي تحرك كتفها تبعد عنه ذراعه، تبسم عليها وهي تشبه طفلة صغيرة تدلال على قلبه بأفراط شديد وتثير رغبته بهذه الطفلة التي تسكن ذراعيه وعبيرها النارد مُستحوذ على أنفه، فكانت تثيره بكل شئ وجميع حواسه تخضع لها بدون تفكير…
شعرت به يجذبها بلطف ويجعلها مستقلة على السرير أمامه وهو بجوارها يحيطها بذراعيه أحدهما على خصرها والأخر على حول رأسها، نظرت لعيناه بصمت شديد وساكنة تماماً دون حركة واحدة، وهو يبادل النظر لعيناها يحتضنهم برفق ومن ثم مسك يدها بيده ووضع قبلة في قلب كفها ثم نظر لعيناها مُجدداً وأنحنى عليها قليلاً حتى أصبح بقربها وأنفاسهم مختلط مع بعضها لم يفصل بينها شئ ثم وضع قلبة على جبينتها ثم على شفتيها فأستسلمت له مُبادلة له تلك القلبة الرقيقة وهي ترفع ذراعيها للأعلى تلفهم حول عنقه بدلال…
أبتعد عنها قليلاً بعد ان كادت أنفاسه تنقطع ثم قال هامساً لها في أذنها وهو يقبل أذنها الصغير: –
– بحبك
طوقته بحنان تاركة له عنقها يكتشفه كما يريد بشفتيه الدافئتين وقالت مُتمتمة: –
– وأنا بحبك ياصقر
شعرت بيده تتسلل إلى جسدها فأغمضت عيناها بشغف وأستمتاع…
أخبرتها جالان بحديث أخاها عنه فتردد كثير وهي تمسك هاتفها مضئ على رقمه بعد أن أخذته خلساً من هاتف أخيها، وفي نهاية الأمر ضغط على زر الأتصال…
جاءها صوته عبر الهاتف يقول بجدية: –
– الو، الو…
جمعت شجاعتها وقالت بصوت مبحوح: –
– الو، نبيل
علم بأنها محبوبته المتمردة من صوتها ولكن تجاهل معرفته بها وقال بهدوء: –
– ايوة، مين معايا
– أنا فريدة.
قالتها بتلعثم شديد وأرتباك، فقال ببرود شديد يقتلها ويؤلم قلبها أكثر: –
– اه اهلا وسهلا ياأنسة فريدة خير؟
دمعت عيناها من قسوته عليها فكبت حزنها والمهاوبداخل صدرها ثم قالت: –
– أحم ممكن أجابلك؟
أغمض عيناه بغضب فهو الاخر مُشتاق لها بجنون ولكن لا يجب أن يشتاق لها فقال بقسوة: –
– لا معنديش وقت، وكمان مش عاوز أشوفك أنا خرجتك من حياتى نهائى…
منذ تلك المحادثة وهي أعتكفت بغرفتها لا تخرج ولا تتحدث، تذبل روحها كل يوم عن السابق ويضعف جسدها من قلة الطعام كما ينحف أكثر…
أما هو يشتاق بهوس لها أصبح كالمهوس بها لكنه يقاوم تلك المشاعر ويكبت أشتياقه لها مصطنع الصمود والقوة، يذهب لعمله يومياً وكأن شئ لم يحدث ولم يهتم بها وبما يحدث معاها، يكتفى فقط بمراقبة أيميلها على موقع الفيس بوك ولكنها تختفي منه كل يوم أكثر من السابق لا تكتب شئ أو تحدثه…
صرخت بأغتياظ منه قائلة: –
– يعنى أسيب الشغل وأروح عشان جنابك نسيت تأخد الملف، شاغلة أنا في بيت أبوي.
– يا جالان بجولك مهينفعش أعاود معايا ناس مهمين، روحى هاتي وعاودى لشغلك
قالها صقر بجدية بينما يجز على أسنانه حتى لا يراه ضيوفه…
– خلاص ياصقر، هتنيل أروح أصل أنا فيا حيل أروح وأرجع وانا حامل
قالتها بأنفعال ثم أغلقت الخط بوجهه بأستنكار…
تحدث ضياء في الهاتف بأمر من شاكر مع ذلك الرجل الذي أقتحم شقة صقر وتسبب في قتل طفله السابق في رحم أمه: –
– فهمت هتروح الشركة عادى وتدخل بثقة من غير خوف على أنك موظف جديد مقدم على وظيفة وعندك أنترفيو، هتوصل لسكريترة صقر هتديك سي دى هتجبها وتجي
– وهخرج من الشركة عادى ولا الأمن هيلاحظوا أنى مدخلتش الانترفيو، سيبنى أدخلها بمزاجى بقي واللى أنت عاوز هيكون عندك.
قالها بثقة من مهارته ثم أغلق الخط وجهز ملابس خاصة بشركة متخصصة في المصاعد وصيانتها…
توقف في سيارته أمام الشركة وأجرا أتصل بشريكه من داخلوالشركة ليسبب عطل بالمصعد فيسمحواوله بالدخول…
بنفس الوقت وجلت فريدة إلى الشركة تحمل الملف بعد أن أخبرتها جالان بالذهاب بدل منها وضغطت على زر المصعد ثم دخلت وضغطت على رقم الطابق (15)…
ضغط نبيل على زر المصعد من الطابق (4) ليصعد إلى مكتب صقر ففتح الباب وصدم حين رأها بالداخل فتقابلات عيناهم معاً وكان الصمت سيد الموقف لم يتحرك حركة واحدة من مكانه فإذا فعلها ودلف معاها حتماً سيضعف لها، أغلق باب المصعد فأنهمرت دموعها لا تعلم ماذا حدث بوقتها سوى توقف المصعد مكانه…
كان شريكه الملثم يقف بالأعلى يحاول أن يسبب عطل لكن صعق حينما أنقطع منه حبل المصعد…
صرخت بخوف حينما سقط جسدها أرضاً مع سقوط المصعد من الطابق الرابع إلى الأسفل…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صقر الصعيد)