رواية صقر الصعيد الفصل التاسع عشر 19 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد الجزء التاسع عشر
رواية صقر الصعيد البارت التاسع عشر
رواية صقر الصعيد الحلقة التاسعة عشر
كان الحريق بكل مكان والنيران تأكل كل ما يقابل مُشتعلة بداخل المكان دون توقف في تزايد مستمر وصرخاتها بكل مكان والنار تحيطها من جميع الأتجاهات فلم يكن بوسعها شئ سوي السقوط أرضاً تصرخ بأقوي ما لديها تطالب النجدة وأن يساعدها أحد ينجدها من هذا الحريق، بدأت الدخان يقبض على صدرها فتنقطع أنفاسها ببطي مصاحبة بدوران شديد أصاب رأسها ورؤية مشوشة تعتم عيناها فنادته بعجز مُستنجدة به بضعف: –
– ص ق ر…
فتح عيناه بأرق بعد أن أستيقظ على صوت صراخها بجواره، وجدتها تدير رأسها يمين ويسار صارخة بأسمه أمتلك يدها بيده ثم يده الأخر يربت على وجنتها بحنان مُناديها: –
– جالان، حبيبتي.
فتحت عيناها بفزع شديد وهي تصرخ بأسمه باكية ولؤلؤات عيناها تنهمر على وجنتيها فنظرت له بصدمة مُرتجفة من خوفها بهذا الكابوس الذي راودها، كان يمسح على رأسها بيده فأقتربت منه تعانقه بقوة مُتشبثة به بكلتا يديها، طوقها بذراعيه وهو يردف بدفء قائلاً: –
– أهدي ياحبيبتي ده حلم، متخافيش أكدة انا جارك
هتفت بصوت مبحوح وهي تتشبث بملابسه قائلة: –
– ده مش حلم ده كابوس، صقر متسبنيش.
عاد لنومه وهو يأخذها بحضنه ويربت على ظهرها، أخبأت نفسه بين ذراعيه فجذب الغطاء عليهما ثم شعر بيدها تمسك يده وتتشابك بأصابعه تساءل كثير عن هذا الكابوس الذي فزعها هكذا وجعلها ترتجف ولكنه لم يجرأ على سؤالها مباشرة عنه، شعر برأسها تثقل على ذراعه فأدرك أنها عادت لنومها فوضع رأسه على رأسها وعاد لنومه…
كانت جالسة بغرفة أطفال فسألتها ملك بفضول طفولي: –
– يعني أنتي هتبقي عروسة
– أسمها هجبلكم بابي، مش أنتوا عاوزني بابي
قالتها بلطف وهي تمسح على رأسهما بيدها، فأجابتها مكة ببراءة: –
– اه عشان العيال في الحضانة عندهم بابي وأحنا لا وبيجي يأخدهم من الحضانة
تبسمت لهم ثم قبلت يد كلاهما الصغيرة بحنان أم ثم قالت: –
– هيبقي عندكم بابي وأخ كمان تلعبوا معاه.
فوقفت مكة من مكانها تشيح عنها الغطاء ثم عانقت أمها واضعة قبلة رقيقة على خدها ثم قالت: –
– مامي أنا بحبك أوووي قد البحر الكبير كله وملوكة كمان بتحبك زي
تبسمت على طفلتيها تلك النعمة التي رزقها ربها بهما وضمتهم الأثنين ليها بحب…
كعادتهما يتشاجران على أقل الأسباب وأتفهها وهو بالداخل نائم لا يبلي لهم والأطفال يضحكون عليهما…
– قولتلك مش هتيجي معانا، تيجي معانا الفرح ليه ها
قالتها جالان بتذمر عليها، فصرخت بها فريدة قائلة: –
– هروح بالعند فيكي جمر عزمتني
ضحكت منها ساخرة وقالت بتهكم: –
– قمر، أنتي بتتضحكي على مين يابت ده أنتى هتموتي وتروحي عشان نبيل، مش عليا ده أنا فقسكي وحافظكي، الكلمتين دول تضحكي بيهم على أخوكي الأهبل.
جاءها صوته الرجولي بقوته من خلفها حينما سمع جملتها الأخيرة فقال: –
– متشكر يامرتي يامؤدبة، الأهبل بجي هلبس ومهيستناش حد فيكم، عشان جولتلكم ألبسوا من بدرى
أتسعت عيناها بأرتباك حين سمعت صوته، وقفوا الأثنين وكلا منهما ركضت لغرفتها لكى تتجهز للذهاب قبل أن يغضب حقاً ويذهب بدونهم…
أعد لنفسه قهوته وجلس يحتسها فخرج عليه يوسف أولاً مُرتدي بدلته وجلس بجواره ومن ثم خرجت الطفلتين التؤام ماسكين بيد بعضهم مُبتسمين بسعادة لأمهما وحصولهم على أب لأول مرة منذ ولادتهما، أنهي قهوته ثم ولج إلى غرفته فرأها تقف أمام المرآة تجفف شعرها المبلل بالأستشوار مُرتدية روب الأستحمام، أقترب منها وهو يحمل بدلته ويقف أمام المرآة خلفها فقالت بأستعجال: –
– أنا هلبس بسرعة أهو.
كادت أن تذهب من أمامه فأوقفها وهو يمسكها من معصمها ويجذبها له، نظرت له بدلال وقالت بخفوت: –
– ممكن تلبس بسرعة عشان هنتأخر وقمر لوحدها
حبس أنفاسها الدافئة بقبلة ناعمة ويديه تحاصر خصرها النحيف فأستسلمت له بشغف مُشتاقة لحبيبها ويديها تتشبث بتيشرته واضعة أحدهما فوق قلبه، فتح باب الغرفة ودلفوا الأطفال ومن ثم أبتعدت عنه بخجل وتوردت وجنتها بلون الدم من الخجل أما هو فتبسم بخفة لهم ثم سألهم: -.
– عاوزيني حاجة؟
تبسموا الأطفال عليهم وقالوا في وقت واحد: –
– خلاص هنروح لطنط فري تلبسنا الجزمة
خرجوا ركضاً لغرفة فريدة، تبسم لها وهو يديرها لها مجدداً مداعباً خصلات شعرها بيده يردف بحنان أملاً بمستقبلهما القريب قائلاً: –
– عجبال ما تجيبلي أميرة صغيرة تجطع علينا لحظاتنا
ضحكت له بسعادة وقالت: –
– ربنا يعوضنا ياحبيبي وأنا راضية أنها تقطع علينا وتنام وسطنا كمان
وضع قبلة على جبينها بلطف ثم قال بخفوت: -.
– أن شاء الله، ألبس بجي بسرعة.
تركها ودلف إلى المرحاض وأخذ حمامه وعندما خرج تسمر مكانه من الدهشة مُنبهاراً من جمالها وهي تقف بمنتصف الغرفة مُرتدية فستانها السيموني بكم شفاف وأسفله بدي يخفي ذراعيها واسع، حاول كتم ضحكاته بصعوبة من الأطفال ثلاثتهم وهم يلعبون بحبيبته فكانت مكة تمسك رابطة فستانها من الخلف تحاول ربطها و ملك تقف على الكرسي تضع لها أحمر شفايف أما يوسف يلعب هناك بأحد الادراج يختار لسندريلاته حذاءها، توقفوا جميعاً فور رؤيته وركضوا خارجاً أقترب منها ضاحكاً ثم قال وهو يتفحصها: -.
– أيه ده اللي عملوا فيكي؟
أبتسمت له بطفولية وقالت بجنان مُشتاقة للحظة تلعب بها طفلتهما هكذا: –
– بيلعبوا، بلبسوني زي ما أنا لبستهم.
مسحت أحمر الشفايف وأعادت وضعه بمهارة ثم لفت حجابها وذهبت تحضر حذاءها فوجدته يقف أمام المرآة يربط رابطة عنقه فأقتربت منه بحب حتى وصلت أمام وتبسم حينما مسكت رابطته تربطها له وهو يتفحص ملامحها فضحكت برفة حينما أقترب خطوة منها حتى ألتصق بها ولف ذراعيه حولها أعتقدت أنه سيحضنها لكنها ضحكت أكثر حينما مسك رابطة فستانها من الخلف وربطها لها بينما هي تربط له رابطة عنقه، فرت هاربة من بين ذراعيه وأحضرت جاكيته وساعدته في أرتدته ثم خرجت للأطفال ووجدتهم مع فريدة…
وصل للقاعة فوجد نبيل بأنتظاره، ترجل صقر من سيارته أولاً ثم ذهب للباب الأخر يفتحه لزوجته فترجلت وفتح الباب للأطفال ونزلوا واحد تلو الأخر…
كان يقف بلهفة مُشتاقاً لأميرته الصغيرة منتظر ترجلها من السيارة، نزلت أخرهم مُرتدية فستان أزرق اللون بكم شفاف وتلف حجابها الفضي، أزدرد لعوبه بصعوبة من جمالها كما أنه تسمر مكانه ولم يسمع حديث صقر له، أنتبه صقر لنظره المثبت على أخته حاول التحكم بأعصابه وغيرته الصعيدية فهو يدرك جيداً أنه يستحق أخته وهي يستحق قلبه، هو خير الناس معرفة ب نبيل وأخلاقه فعندما أرادها تقدم لها لكنها خذلته برفضها ويبدو أنه أذا طلبها مجدداً الأن ستركض له بالموافقة، أخذته جالان للداخل وتركتها…
تقدمت بخجل من نظراته لتدخل خلف أخاها فأستوقفها وهو يعترض طريقها، رفعت نظرها له وإذا به يحتضن عيناها بعيناه العاشقة فشعرت بيده تحتضن يدها مما أدي لقشعريرة جسدها بالكامل وزادت ضربات قلبها، تبسم لها فأشاحت نظرها عنه ودلفت معه صامتة…
رحب الجميع بالعروسين وعقد القران، شعر بأحدهم يجذبه من ذراعه فأستدار ووجد نبيل فقال بأشمئزاز: –
– ايه يانبيل؟
– أنا عاوز أتجوز أختك
قالها بلهفة وأستعجال، أتسعت عيناه على مصراعيها بذهول ثم قال بخفوت: –
– ده وجته يعني؟ وبعدين ما هي جالت لا
أبتسم له بثقة وقال: –
– لا هتوافق المرة دي
– لما أروح أشوف الموضوع ده
قالها وهو يتركه ويعود لأصدقاءه…
ذهب لها وأخذها من يدها للخارج فقالت بتذمر منه: -.
– ايه؟ أنت زودتها جوي
– تتجوزيني؟
قالها حينما كان ينظر لها نظرات عاشق ويربت على يدها بحنان، خجلت منه وتبسمت بينما وجنتيها أحمرت من الخجل وطلبه المفأجي وزادت دقات قلبه له فقالت بخجل: –
– طب جول لصجر
– قولتله قالي هي قالت لا
قالها وهو يتمسك بيديها، تبسمت له وقالت مُبتسمة وهي تشيح النظر له: –
– لا مهجولش لا روح جوله
ضحك بسعادة تغمره وقال مُردفاً: –
– يعني موافقة؟ خليكي مكانك متتحركيش هجيبه وأجي…
ركض من أمامها بسعادة وسرعة، دقائق وعاد لها به يمسكه من يده وتوقف حيث وصل لها وقال بعفوية: –
– أهي قالت موافقة، هتجوز أمتي
صدم بجملتها حين قالت بجدية وقسوة: –
– أنا مموافجاش ياصجر، وخليه مالهوش صالح بيه واصل…
تركتهما وذهبت، صدمة ألجمته بقوة منذ قليل كانت موافقة وترغب بالزواج منه ماذا حدث ولما قالت ذلك لا يدري شئ…
دلف صقر إلى غرفته مساءاً فوجد الغرفة فارغة علم بأنها بغرفة الأطفال كاد أن يذهب لها لكن أستوقفه صوت أشعار رسالة بهاتفها تجاهله ولكن أعاد تكرر وصول الرسائل ذهب نحوه وألتقط الهاتف وأذا بصدمة تلجمه حين رأي كلمة واحدة (واحشتيني ياجوجو ) من المرسل { أحمد البرنس } رسالة كفيلة بقتل قلبه ومشاعره…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صقر الصعيد)