رواية صقر الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد الجزء السابع عشر
رواية صقر الصعيد البارت السابع عشر
رواية صقر الصعيد الحلقة السابعة عشر
رن هاتفه الخاص بأسمه أخته فأجابها بهدوء من صدمته التي ألجمته بها الطبيبة الأن: –
– نعم يا فريدة
– أنت عاودت البيت ياصجر، كنت عاوزة أطمن على جالان
قالتها بهدوء وهي تصعد لسريرها تستعد لنومها، سألها بأستفسار عن سبب حضورها للقاهرة: –
– اه وصلت، هي جت ليه من غير أذني ولا حتى تسألني
توترت من سؤاله وقد حذرتها جالان من الحديث معه لكن خوفها من أخيها أكبر من تحذيرها فقالت بتلعثم شديد: -.
– مشان تتطمن عليك بعد ما أيمن جالنا على المصيبة اللي حصلت وتكون جارك، كانت جلجانة عليك جوي ياصجر، أنا عارفة أنكم متخانجين بس صدجتي ياصجر هي بتحبك جوي وأنت أهم حاجة فحياتها متجساش عليها يااخويا، خيتي حبت تشيل معاك الهم وتساندك.
كان يستمع لحديثها عن محبوبته وهو يدخل لغرفتها ويراها نائمة على سريرها، تأملها وعلى أذنه الهاتف ويسمع لأخته كما تعشقه هذه الزوجة المتمردة وعشقها له جعلها تأتي ركضاً له وتفقد طفلها الذي ستبكي عليه بشدة حين تستعيد وعيها، أغلق الهاتف بوجه أخته ثم جذب مقعد وجلس بجوارها، تناول يدها بين كفيه ومن ثم وضع قبلة في قلب كفها بحنان…
فقد قسى عليه القدر فحين تستيقظ سيظل بجانبها يدعمها ويؤاسيها أما سيذهب لشركته ليحل الكارثة التي حلت بها ويجد مخرج لها أما سيذهب للبحث عن من تسلل لشقته وأقتحمها ومن ثم قتل طفله وأذي زوجته، من أين يجب أن يبدأ…
نزلت فريدة الدرج صباحاً ووجدت قمر تجهز أطفالها للعودة إلى القاهرة فسألتها بحزن: –
– أنتي كمان هتمشى ياجمر
أبتسمت لها بإحراج شديد وقالت: –
– اه غصب عني في شغل كتير في الشركة بسبب اللي حصل
أشارت إليها بنعم وهي تهز رأسها وخرجت تنهيدة قوية منها ثم قالت مُردفة: –
– ماشي
نكزتها فريدة في ذراعها تشاكسها وقالت غامزة لها بعينها: –
– مش كنتي وافقتي على نبيل كنتي هتيجي معانا بدل مانتى قاعدة لوحدك.
– أمشى ياجمر أنا غلطانة أصلاً
قالتها وهي تدفعها برفق من ذراعها، فضحكت قمر عليها وذهبت بأطفالها ومع أيمن وطفله…
– عشان غبي ومتخلف
قالها ضياء في الهاتف بغضب شديد لأحد رجاله، فأجابه الرجل بأغتياظ: –
– أنت قولت أنه في الشركة هعرف منين أن مراته كانت هناك وأنت قايل أنها في الصعيد هشم على ضهر أيدي
صرخ ضياء به بضجر شديد وهو يقول: –
– عشان متخلف، لاقيتها مسبتهاش ومشيت ليه لازم تضربها وياعالم عملت أيه فيها
نظر شاكر نحوه بذهول، رد عليه الرجل بغرور شديد: -.
– هكون عملت فيها أيه يعني، واحدة ظهرت قدامي وأنا بكلمك عايزني أعمل أيه ضربتها وجريت
سأله ضياء بشك من حديثه ولهجة غروره: –
– متأكد أنك معملتش حاجة تانية
– ياعم قولت معملتش حاجة أغنيهالك
قالها بحزم ثم أغلق الخط، أستدار ضياء ل شاكر ثم قال بخفوت: –
– الواد الغبي اذي مرات صقر، وهي دلوقتي في المستشفي فقدت طفلها
كان ينظر في اللاب بحزم فضحك ساخراً ثم قال: –
– أحسن صقر يستاهل.
صمت ضياء واضعاً يده أمامه وبدخول رهبة شديدة من صقر حين يعلم ما حدث وأنهم سبب ما حدث لزوجته وطفله…
أستيقظت بتعب وهي تتذكر ما حدث فرأته بجوارها نائم على حافة السرير ويديهم متشابكة معاً، هتفت بصوت مبحوح تقظه من نومه: –
– صقر، صقر
فتح عيناه بذعر حينما سمع صوتها ثم وقف من مكانه وهو يقترب أكثر منها يردف بقلق: –
– حمد الله على سلامتك، كيفك دلوج
سألته بحزن ممزوج بنبرة خائفة وهي تجلس بصعوبة فساندها: –
– أبني حصله حاجة صح؟ مفيش نونو ياصقر صح؟ أنا حسيت به بيسبني.
ضم رأسها لصدره برفق وبدأ يربت على ظهرها بلطف ثم قال: –
– ربنا هيعوضنا بغيره ياحبيبتي، وهجبلك حجه من اللي عملها
أجهشت في البكاء وجسدها ينتفض من الخوف وشدة بكاءها فتشبثت به بكلتا يديها فقال لها بحزن شديد: –
– كفايك بكاء بجي، هتتعبي أكتر
– صقر أنا ليه كل حياتي كدة ومفيش فرحة ليا بتكمل
قالتها وهي تتشبث بقميصه وتلف ذراعيها حول خصره بقوة، اكتفي بوضع قبلة على رأسها بحنان…
أتصل ب عوض ليرسل أخته للبقاء معاها أثناء غيابه فهناك كوارث تحل بشركته وقد يخسرها بالمقابل، جاءت فريدة ووجدت نبيل بأنتظارها، وقفت تنظر عليه من بُعد بأرتباك ثم جمعت شجاعتها فحسمت أمرها وتقدمت منه بثقة، نادته مرة وأخري ولم يجيب عليها فأربتت على ظهره بأناملها، أستدار لها وهو يتحدث في الهاتف..
توقف عن الحديث وظل يحدق بها أعتقد اأنه يستطيع تجاهلها وتجاهل شوقه لها لكنه مُغرم بها وعاشق لا محال له ستفضحه عيناه وتبوح له عن ما لا يستطيع لسانه البوح به، ظل يحدق بها بدون توقف أو ترمش عيناه، خجلت من نظرته فأخفضت رأسها أرضاً خاجلة من نظراته ما تبوح به، سألته بصوت عاذب: –
– صجر كيفه دلوج؟
أردف بأغتياظ من سؤالها: –
– مش الأول تقولي أزيك ولا عامل أيه؟ أتفضلي.
أتجه إلى الأمام قبل أن تتحدث أو تتذمر فذهبت خلفه بغيظ من تجاهلها هكذا، فتح باب السيارة لها ولم ينتظر أن تركب بل تركه مفتوح وذهب ليركب هو الأخر، توقفت أمام سيارته وهي تشتعل من الغيظ فأغلقت الباب وركبت في الخلف فقال لها: –
– أنا مش سواق خصوصي لجنابك
أردفت بأستياء وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وتنظر من النافذة قائلة: –
– لا سواق خصوصي أن كان عجبك، مش عجبك أنزل والله.
شغل محرك سيارته حينما كان يزفر بضيق منها فقالت بكبرياء: –
– صجر كيفه؟ مجاوبتنيش؟
لم يجيب عليها، نكزته في ظهره بغضب شديد وهي تكمل حديثها: –
– مش بتحدد وياك
نظر لها وهو يقود ثم قال بغرور: –
– والله أنا كسواق خصوصي مش مسموحلي أتكلم مع جنابك
رن هاتفه بأسم أيمن فأجابه بهدوء: -.
– ايوة، اه الملف معايا هوصل أنسة فريدة وبعدها هوصله، ياسيدي متقلقش أنا ليا حبايب هناك كتير وهيقبلوا، اه متقلقش ده لعبتي مش هدي لشاكر فرصة يفوز علينا ويضحك الشاطر اللي يضحك في الأخر، ماهو صقر بيلعب على نصيب أنسة فريدة وده هيصدم شاكر، ان شاء الله مش هتأخر ساعة بالكتير وأطمنك، تمام مع السلامة
أغلق الخط فسمعها تضحك عليه ثم قالت بسعادة وهي مُتكية على ظهر مقعده: –
– أيه دا شكلك زين جوي وأنت واثج من حالك.
نظر لها نظرة سريعة فصرخت بوجهه بهلع: –
– حااااااسب
نظر أمامه بهلع فوجد سيارة ظهرت من العدم أمامه وتعترض طريقه، قال لها بتحذير: –
– أياكي تخرجي من العربية فاهمة.
نزل من السيارة فأقترب رجلين ملثمين نحوه ثم جذبه بفوة وبدأ العراك بينهم وهو يقاومهم ويسدد لهم لكمات قوية، ذهب رجل ثالث لسيارته رأته وهي تختبي فالأسفل يبحث عن الملف فنظرت ليديها وهي تحتضن الملف بين قبضتها فأخفته أسفل المقعد ثم صرخت بقوة حين رأها الرجل، سمع صوت صرختها فأستدار لها ورأي الرجل يخرجها من السيارة كاد أن يسرع لها فمسكه رجل الأخر مع صديقه وقال: -.
– إحنا مش عاوزين أذي لحد أدينا الملف وإحنا نديلك القطة وعليها بوسة من غير خدش واحد أنما هتماطل يبقي تترحم عليها…
نظر لها فرأها بدأت تبكي بخوف وهو يضع سكين على رقبتها وأنهمرت دموعها، فأشار إليه بنعم وذهب نحو صندوق سيارته وأخرج لهم ملف مزور أبتعدوا الرجال إلى سيارتهم بها وحينما ركوبوا جميعاً دفعها الرجل بقوة له، فركض نحوها وركضت هي نحوه بخوف حتى أرتطم جسدها به ولفت ذراعيها حول خصره طوقها بذراعيه بخوف شديد عليها ثم يربت على رأسها بحنان ويقول: –
– متخافيش خلاص
أبتعدت عنه بذعر وهي تتفحصه بقلق ثم قالت: -.
– أنت زين؟ دا شلفطتك على الأخر
نظر لعيناها بسعادة تغمره ثم قال بتهكم: –
– قلقانة عليا
ضربته في ذراعه بغيظ ثم قالت: –
– أنت رخم، وديني لصجر
تركته وعادت إلى السيارة فتبسم عليها ثم ذهب خلفها…
علم الجميع بفقدها لطفلها لسبب مجهول لم تخبرهم عنه، عاد صقر للشركة يحاول أن يحل هذه المشكلة وتعويض الخسارة، دلف نبيل للمكتب ومعه حسين أحد مؤظفين الشركة وقال بسعادة: –
– لاقينا حل…
عاد من عمله في نهاية اليوم مُنهك من التعب والأرق، دلف لغرفته فوجدها نائمة في فراشها وتحدق بعيناها في السقف أصبحت كوردة ذبلت وعلى وشك الموت بعد أن فقدت طفلها، نزع جاكيت بدلته وأقترب منها يمسح على رأسها بحنان فنظرت له بوجع وجذبت نفسه نحوه واضعة رأسها على فخده بتعب ثم قالت: –
– صقر أنا تعبانة، مخنوقة أوى حاسة أني حد تاني غير نفسي
أنحني نحوه قليلاً ثم وضع قبلة على جبينها بلطف وقال بخفوت: -.
– ألف بعد الشر عليكي ياروح جلبي
رفعت رأسها له بضعف ثم يدها إلى لحيته البسيطة تتحسسها بحنان ثم قالت بخفوت: –
– أنا بحبك ياصقر أوي، بس أنا من يوم ما دخلت حياتك وهي بايظة وكل يوم مصيبة ومشاكل نازلة على دماغك زي الرز، لو أنا السبب نسيب بعض، أنا حاسة أني خربت حياتك كلها…
تسلل إلى شرفة شقته ملثم بوشاح يخفي ملامح وجهه ونظر للداخل من الباب فوجده يجلس بجوار محبوبته جالان التي سرقها منه فأخرج سكين من جيبه ثم أدخلها من الباب يحاول فتحه وهو يشتاط غضب وأنفعال من قربه منها هكذا…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صقر الصعيد)