رواية ساعة الانتقام الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دينا أسامة
رواية ساعة الانتقام البارت الخامس والثلاثون
رواية ساعة الانتقام الجزء الخامس والثلاثون
رواية ساعة الانتقام الحلقة الخامسة والثلاثون
_ ” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
هكذا أنهى المأذون عبارته ليصبحا أمام الجميع زوجين.
نظر “فريد” إليها وحدقتيه تتعلق بها بحبٍ وفور إنتهاء المأذون من زواجهم، صفق الجميع وتهالت المُباركات لهم حتى أنه اقترب منها يحاوط خصرها بين ذراعيه بتمّلك يهمس جانب أذنيها بشغفٍ وإشتياق :
” اخيرًا بقيتي حلالي “
رمقته بخجلٍ من نظرات الجميع صوبها وهي تحاول الإبتعاد قليلاً كي تلتقط أنفاسها التي بدأت تتصارع بطريقه ادهشته ليبتعد قليلاً مُبتسمًا بخبث وهو يقول :
” كل ده حصلك من جملتي؟! اومال هتعملي إيه لما يتقفل علينا باب واحد و…”
_اسكتتت أنت مبتتكسفش! الناس بتبص علينا ي فريد.
_ هتكسف من إيه؟! أنا مبعملش حاجه غلط ي حبيبتي، أنتي بقيتي مراتي ودي ليلتنا.
قالها بهيامٍ يقترب ثانيهً حتى دفعته بيديها الصغيره ثم حمحمت بخجلٍ تردف :
” مراتك في البيت مش هنا ي فريد، متكسفنيش أكتر من كده لأني بجد حاسه قلبي هيوقف “
_ بعد الشر عليكي اوعي تقولي كده تاني أنتي سامعه!
قالها بغضبٍ ثم جذب يديها بين يديه بقوه وأكمل :
” من هنا ورايح مش عاوز أسمع منك الكلام الخايب ده، أنتي طول عمرك مسؤليتي ودلوقتي بشكل رسمي بقيتي ملكي وحته مني، آيه أنا فضلت لسنين منتظر اليوم ده ييجي والحمد لله حققلي أمنيتي إنك تبقي ليا وتكوني بتحبيني زي ما حبيتك فمش هسمح لا في يوم زي ده ولا بعدين كلام منك يزعلني، مهمتي إني ابسطك وتفضلي عايشه في سعاده طول مانا جنبك “
_ ربنا يخليك ليا ي فريد، أنا محظوظه بيك أوي وأتمنى تكون المشاكل بعدت عننا خلاص، بقيت خايفه في أي وقت حاجه تحصلك أنت وبابا وتبعدوا عني، مش قادره اتخيل حياتي من غيركم.
_ من هنا ورايح مفيش غير الهنا، طول مانتي معايا مش هسمح لحاجه تأذيكي.
_ ي حبيبي أنا مش خايفه على نفسي قد ما خايفه عليكم، إنتو في أماكن حساسه وخطر أوي ي فريد ومُعرضين في أي وقت للأغتيال، هعمل إيه أنا لو حصل لأي حد فيكم حاجه؟
_ بصي إحنا آه مكانتنا حساسه بس ده ميخوفكيش، وبعدين تعالي هنا أنتي المفروض تشجعينا على اللي بنعمله، هتبدأي من دلوقتي ي ست آيه؟!
_ غصب عني والله.
_ طيب تعالي نرقص ولا نعمل أي حاجه مش المفروض إن النهارده فرحنا برضو؟!.
إبتسمت هي بسعاده ليُقابلها هو مُبتسمًا ولكن قبل أن يذهب بها اوقفته بيدها وهي تقول :
” فريد ممكن توعدني إنك مهما حصل متقساش عليا تاني حتى لو بتقسي عليا لسبب ابقي قولهولي ومتسبنيش لدماغي تودي وتروح “
_ أوعدك ي آيه هانم إني عمري ما هزعلك حتى لو بالغلط.
قالها ثم طبع قُبله أعلى يدها لتردف هي في حرجٍ :
” وكمان أنسى آيه هانم دي تاني و..”
_ إيه تاني ؟! عاوزه تقولي إيه!
_ مش هتاجي في يوم تاخدني بذنب عاليا بسبب وشي؟ اوعدني أنك هتفضل شايفني آيه بوش آيه الحقيقي اللي حبيتها.
_ والله على حسب!
قالها هو بخبثٍ مُراقبًا حالتها لتضربه في صدره بغضبٍ وهي تردف :
” على حسب إيه أن شاء الله؟! “
_ تلبيلي كل احتياجاتي بدون نقاش.
تابعها بخبثٍ أكبر مُقتربًا منها، انتابها الجزع حينما اختصر المسافه بينهما في لحظه، فارتجف جسدها بعنف وكأن هناك عاصفه عاتيه هاجمتها فجأه، رفعت بصرها بترقب حينما وجدته على مقربه منها غيرُ آبهًا لوجود الجميع يقول :
” بحبك “
تزاحمت المفردات بعقله ولم يجد ردًا أبلغ من قُبله عميقه فوق باطن كفها ودعوه للرقص على نغمات البيانو الذي يُعزف، نظرت هي بتعجبٍ إلى من يعزف وهي تقول :
” مش معقول هو بيعرف يعزف؟! “
بدأت بالرقص معه وهي بعالمٍ آخر خاص بهما وهُناك “ماهر” الذي كان يعزف بطريقه اثارت إعجاب الجميع وانبهارهم ومن بينهم “ريم” التي كانت تراقبه بإكتراث طيله الوقت حتى أنها كانت تبعد عيناها كلما وجدته ينظر صوبها، بينما هو كان يعزف بأوتار قلبه الذي كاد أن يخرج من مكانه لمجرد رؤيته لها فما كان له إلا أن يُنهي هذا سريعًا كي لا يُكشف.
انتهى من فقرته التي وعد بها “فريد” ثم بدأ يرتشف المياه وقلبه ينبض بشدهٍ، اقتربت “آيه” برفقه فريد وهي تقول :
” بجد عزفك كان مميز جدًا ي ماهر بيه مكنتش أتوقع حد بالإحساس ده شكل حضرتك دارس “
_ الحمد لله أنه عجبكم، أنا من زمان معزفتش ولا إيدي خطت على آله موسيقيه بس فريد طلب مني ده ودي كانت أقل حاجه اقدمهالكم في يوم زي ده ألف مبروك ليكم ربنا يسعدكم.
_ الله يبارك فيك وعقبال حضرتك ي رب قريبًا وحقيقي شكرًا.
قالتها ” آيه” ثم اتجهت إلى ” شهد” بينما “فريد” يقف بخبثٍ وهو يراقب حاله ماهر يردف :
” أنت فيك إيه قولي، مالك مش على بعضك كده ؟!”
_ ابدًا مفيش، بس اتوترت شويه خفت لأحسن اكون نسيت العزف.
قالها “ماهر” ثم بدأ يرتشف المياه ثانيه حتى آتي شخصُ وبدأ بالمُباركه وأنهى مُباركته وهو ينظر صوب تلك الطاوله التي كانت تجلس بها ريم وشهد يقول :
” بقولك ي فريد بيه هي البنت اللي على الترابيزه اللي هناك دي متعرفش هي مرتبطه ولا إيه؟ “
نظر “فريد” إلى تلك الطاوله ثم اردف :
” أنهى واحده فيهم؟ “
_ اللي لابسه أبيض.
وفور إنتهاء جملته، قست ملامح “ماهر” وبدي طيف الغضب يتضح من عينيه وهو ينظر إلى ملاكه كما وصفها ليجدها تجلس بتوتر وتتفادي توترها من وجودها بهذا المكان وهي تحمل هاتفها تنظر به، ليرد “فريد” بذاك الوقت بعدم تأكيد :
” على ما أظن لأ، ايديها مفهاش حاجه، إيه ناوي تتقدم ولا إيه؟! ”
أنهى “فريد” جملته بضحك وجانبه من يستشيط ولا أحد يدري لذلك ليرد ذاك الشخص :
” بصراحه عجبتني وشايفها مناسبه باقي خطوه بقي إني اتقدم “
_ ربنا يعملك اللي فيه الخير ي مازن.
اردف بها “فريد” ثم لمح” ماهر الذي كان ينظر إلى الجانب الآخر وعينيه كانت تظهر شراره غريبه، يحمل كأس المياه بين يده بطريقه اثارت ريبه وشك فريد الذي أخذ يقول :
” مالك في إيه ماهر، أنت فيك حاجه قولي بقي “
وعلى الجهه الأخرى، كانت تجلس ” آيه” رفقتهم وهي تقول :
” مبسوطه إني عرفتك ي ريم فرصه سعيده “
_ أنا أكتر ي حبيبتي والف مبروك عليكي ربنا يهنيكم.
_ تسلمي ي حبيبتي عقبالك انتي وشهد ي رب.
إبتسمت لها ثم استأذنت وخرجت إلى جنينه القصر تتجول بها بعدما شعرت بالإحراج في الداخل ثم بدأت تتفحص هاتفها وبالداخل رد “ماهر ” بجمود كعادته :
” هيكون فيا إيه ي فريد! بقولك إيه اهتم بضيوفك أنا خارج شويه وراجع “
خرج “ماهر” وسط حيره فريد الذي بدأ يفكر في أمره، وعندما خرج بدأ يتجول هو الآخر بتلك الجنينه حتى وقع بصره أعلاها وهي تهاتف أحد، ظل مكانه شاردًا يتأملها في سكون حتى فاق عندما صدع صوتها وهي تقول :
” الو الو… ”
قالتها ثم زفرت بقوه وقلبها بدأ بالاضطراب والخوف، كادت أن تتجه إلى الداخل كي تخبر “شهد” بشأن ما حدث لكن توقفت عندما وجدته يقترب منها بتعجب وقلق يسألها وأعينه وحواسه جميعها مُعلقه بحركاتها وايماءتها :
” خير فيه حاجه حصلت؟! “
_ لا.. لأ مفيش.
قالتها بتوتر وتعجب من سؤاله واهتمامه الملحوظ هذه الفتره ثم ترجلت بقدميها لتستوقفها جملته التي لم يشعر بها :
” مفيش!
أنتي مش شايفه وشك مخطوف إزاي ؟! “
_ يعني وهو المفروض حتى لو فيه حاجه أقول لحضرتك؟!
قالتها بتعجب وإبهام من نظراته ليرد هو بالمُقابل :
” آسف طبعًا على التدخل بس حسيت إني محتاج أعرف لو فيه مشكله ولا حاجه ”
أنهى جملته ثم وقعت عينيه على نفس ذاك الشخص الثقيل الذي رآه بالداخل لينظر إلى ريم بشك التي كانت تنظر في نفس الجهه وهو يقول بغيره قاتله :
” أنتي تعرفيه؟ “
_ هو مين؟!
_ اللي باصه عليه.
قالها والغيره تلتهمه حتى أنها هتفت بغضبٍ من جملته :
” أنا مش باصه على حد حضرتك وبعدين هو إيه شغل التحقيقات ده؟! التحقيقات دي تعملها مع المجرمين اللي بيتعرضوا عندك مش عليا ممكن؟”
_ ممكن توطي صوتك!
_ واوطي ليه بعد كلامك ده؟! أنا مش فاهمه إيه مشكلتك معايا!
_ ولا أي حاجه، أن شا الله تبصي على مليون زيه وأنا إيه هيفرقلي.
قالها ” ماهر ” بإشتعال وغيظٍ بينما هي لم تستطع الثبات أكثر من ذلك حتى أنها ولجت إلى الداخل في حاله غريبه جعلت “شهد” تنتفض من مكانها بصدمه وهي تقول :
” مالك فيه إيه! “
قصت لها “ريم” بدايهً من تلك الإتصال إلى ما دار بينها وبين ماهر ثم انتهت بقول :
” لازم نمشي دلوقتي ي شهد ولو أنتي مش عاوزه تمشي تمام هتصل بخالد ييجي ياخدني مش هقدر أقعد أكتر من كده “
_ طيب اهدي أنا همشي استني استأذن منهم وراجعه.
استوقفها ” رجائي” يقول :
” إيه على فين؟! “
_ رجائي انا وريم لازم نمشي دلوقتي لأن أخوها تعب فمعلهش هسبقكك أنا.
_ لأ استني أنا جاي معاكم.
امآت له ثم خرجت معه وريم خلفهم بعدما استأذنوا، ف اتجهوا إلى سيارته وكان جانبهم “ماهر” الذي كان يستند أعلى سيارته بشرود عاشق إلى أن فاق عندما اردف “رجائي” :
” إيه ي ماهر أنت كمان سايب فريد لوحده جوه ليه؟! “
انتبه “ماهر” لوجودهم ليعتدل ثم بدأ بالاقتراب وعينيه تجول فوقها بإتهام :
” ابدًا قولت اشم هوا شويه، أنت رايح فين كده! “
_ هسيبكم أنا لأن في ظروف خارج إرادتي لازم أرجع.
نظر “ماهر” إليهم بترقب وعدم فهم يردف :
” ظروف إيه خير! “
_ ممكن يلا علشان بس الوقت!
قالتها “ريم” بضيقٍ من وجوده ثم حاولت فتح باب السياره لكنها فشلت ليرد “رجائي” بتوضيح :
” أخو ريم الصغير تعبان وفي المستشفى فهنمشي إحنا دلوقتي “
صُدم “ماهر” ثم نظر إليها بتعجبٍ وكاد أن يردف لكن أوقفته “شهد” وقتها وهي تقول :
” معلهش ي ماهر هنمشي إحنا علشان مفيش وقت “
_ طيب استنو اجي معاكم.
_ مفيش داعي ي ماهر خليك جنب فريد أنت كفايه أنا.
قالها “رجائي” مُربتًا أعلى يده ثم دلف سيارته وهم معه يراقبها ماهر بتعجب من جمودها معه بالحديث وعدم سبب إخباره بذلك.
******************
تمر الأيام والخوف لا يمر ويمضي الوقت وما زال كلاً منهما يخفي مشاعره داخل سريرته المشعثه، هو يستصعب البوح بمكونات قلبه، وتخاف هي أن يكون حضوره مجرد خيال كالذي تعيشه في أحلامها المظلمه وظنت أن ما تتمناه مستحيل وهو أقرب إليه من شريان الوتين، وخلال تلك الفتره لم يتمكن “ماهر” من التقرب منها منذ آخر مره.
نهضت من سريرها بضيقٍ وهي تعنف ذاتها تنظر إلى مرآتها وهي تقول :
” بفكر فيه أنا دلوقتي ليه؟!! ليه بقى شاغل بالي الفتره دي ومش قادره اطلعه من دماااغي! “
زفرت بقوه ثم توضأت وبدأت بالصلاه وبعدها شرعت في تبديل ثيابها بأخرى كي تذهب إلى الجامعه اليوم وبعدما إنتهت نظرت لذاتها برضا لأول مره تلاحظ كم هي جميله بل زادها ذلك فخرًا على غير العاده وبدأت بوضع بعض مساحيق التجميل التي لم تتطلع إليها يومًا فلا تعلم كيف تغيرت ولِما هذا التغير ولأجل من، كل هذه التساؤلات شكلت حيره غريبه فوق رأسها، وبعدما إنتهت خرجت وبدأت تتناول بعض المعجنات مع كأسًا من النسكافيه سريعًا وهي تقول لأمها التي كانت تفطر :
” ماما سوسن عامله إيه دلوقتي ي ماما؟ “
_ دي زعلانه منك أوي ي ريم إنك مش بتسألي.
_ مانتي عارفه ي ماما أن اليومين اللي فاتوا كانوا عاملين ازاي، وأن شاء الله لما ارجع هطلعلها بس هي أكتر حد محتاجاه دلوقتي شهد ي ماما ي ريت تحاولي معاها تاني ترجع بقي، ماما سوسن متستاهلش كل ده.
_ والله عندك حق ي ريم دي وشها بقي قد اللقمه من الزعل، وشهد برضو زودتها عليها مكنش ينفع تبعد عنها طول الفتره دي برضو.
_ تعرفي ي ماما إني أكتر حد حاسس بماما سوسن! زعلانه عليها أوي، هي يمكن آه غلطت بس مش هي لوحدها بابا عطوه كمان غلط خالص وهو السبب في أن كل ده يحصل.
_ هنعمل إيه بقي اللي حصل حصل المهم أنهم يرجعوا زي الأول، انا هروحلها النهارده أحاول أقنعها وانتي ي بنتي لما ترجعي من جامعتك اطلعيلها فوق وخففي عنها.
_ حاضر ي ماما
يلا باي دلوقتي.
***************
صوت ضجيج داهم المكان، هل هو صوت حقيقي! أم أن هذا ضجيج رأسها، ذلك الضجيج الذي يرفض به عقلها بأن يعود إلى الواقع ويستقبل الحقيقه ويعيش عذابها، يُريد أن يبقى هكذا، لا يُريد أن يعود إلى الواقع المرير الذي لطالما كان قاسي لا يرحم أحد، ذلك الواقع المؤلم الذي تُرغم بأن تعيش آلامه وتتزوق مراره اللاذع، تتصارع معه لتبقي.
تسمع صوته بجانبها، تشعر به وبصوته الذي يكرر إسمها مِرارًا وتكرارًا، نظرت صوبها لتجده ينظر إليها بتعجبٍ من حالتها وهو يقترب يجلس جانبها يردف :
” ليه عامله في نفسك كل ده؟! “
_ يعني أنت مش شايف اللي بيجرالي؟!! ليه بيحصل معايا كده!! لييي كل المشاكل المُعقده اللي ظهرت في حياتي فجأه دي! حياتي كلها اتبدلت بعد ما سبتني وروحت ي سمير، لي سبتني أنت كمان؟!.
_ أنا سبتك لكن معاكي دايماً ي شهد
متعمليش في نفسك كده وبعدين مانتي غلطتي وغلطتي كتير ي حبيبتي إيه مش هتسامحي أمك اللي كدبت عليكي علشان مصلحتك؟!
_ أيوه بس..
_ بس إيه ي شهد! أنتي مش فاكره كام مره كدبتي فيها ومشيتي ورا زياد وكدبتي عليا أنا كمان!! هتقوليلي كدبك كان مُبرر وأنك عملتي كده علشان خاطر أهلك، أمك كذلك عملت كده علشان خاطرك وعلشان شكلك، ليه بتعاقبيها وبتعاقبي نفسك بالشكل ده؟!
_ مش قادره ي سمير مش قادره أشوفها، كل ما افتكر اللي قالته غصب عني بكره المكان ده ومش عاوزه اعيش فيه تاني.
_ لازم تنسي علشان تكملي حياتك، خلاص كل المشاكل اتحلت، الشاطر اللي يقوم ويقدر يتعافى ويكمل حياته بشكل طبيعي.
_ ليه مشيت! انا محتاجالك أوي.
_ كان لازم امشي، أنا في مكان أحسن دلوقتي وكل اللي يهمني سعادتك، عيشي حياتك وحبي واتحبي.
_ مهقدرش أحب حد غيرك، مش قادره أنساك.
_ أن شاء الله نتقابل في الجنه، يمكن كان وجودنا مع بعض هيسبب مشاكل، ربنا مش بيجيب حاجه وحشه، ملناش نصيب ي حبيبتي دلوقتي.
_ بس أنا برضو مش هنساك وهفضل أحبك.
انهت جملتها ثم وجدته يتبخر كالابخره، اخذت تبكي بحرقه وهي تغمض عينيها تضم ساقيها نحوها إلى أن آتها صوته الرخيم يقول :
” كفايه عياط ممكن”
رفعت بصره نحو صوته لتجده ناحيه الباب لتزيل دموعها بوهن ثم اردفت :
” اهلا ي رجائي ازيك “
تقدم بضع خطوات ثم عقد حاجبيه ووضع يديه خلف ظهره يقول بثبات :
” ممكن افهم العياط ده هيفيدك بأيه؟! “
_ تقدر تقول بيريحني شويه.
قالتها وهي تعتدل في جلستها أمامه ليرد هو بخبث :
” طيب حيث كده لو بيريحك عيطي علطول بقي”
ابتمست رغم ما كانت عليه ليُقابلها هو بوجه مُبتسم يردف :
” طيب عندي ليكي خبر هيبسطك اوي “
رمقته بتعجب ليُكمل :
” بنك الاستثمار العربي كان طالب حديثي الخريجين وقدمتلك وجالك القبول النهارده ي باشمحاسبه “
_ انا هبقي محاسبه! أنت بتهزر؟!!
_ شفتي الدنيا، شهد العواطليه اللي من ساعه ما شفتها وهي جايبه المشاكل هتبقي محاسبه قد الدنيا.
_ أنا عواطليه ي رجائي!! طيب أخرج بقي مش عاوزه شغل ولا حاجه منك، مش عاوزه حاجه من حد.
قالتها بغضبٍ وهي تنظر إلى الجانب الآخر لتجد يده تُعدل وجهها مُقابله يردف :
” أنا بهزر معاكي مش اكتر، بحاول اخرجك من اللي انتي فيه وبعدين هما هيلاقو أحسن منك فين؟ هتبقي اشطر حد أنا واثق فيكي”
_ بالظبط هيلاقو أحسن من بنتنا فين تشتغل عندهم!!
قالتها “ميسون” مُتجهه إليهم تحمل بيديها صينيه بها الإفطار من أجلها لتضعها جانبها وهي تحتضنها بقول :
” ألف مبروك ي حبيبتي، ربنا كبير أوي وأكيد مش هيسيبك ويمكن الوظيفه دي اللي تنسيكي اللي حصلك وتبقى وش السعد عليكي “
بادلتها “شهد” العناق وعينيها مُصوبه تجاه “رجائي” الذي كان يتابعها بسعاده لأجل تلك الفرحه التي رآها بعينيها بسببه، همست هي من بين شفتيها إليه :
” شكرًا “
****************
وعلى الجانب الآخر بشركه شادي، قد وصل الفريق منذ ثلاثه أسبوع إلى الشركه بعدما انتهوا من مشروعهم ونجحوا فيه ببراعه، كانت “مها” تُتابع عملها بِجد هي وبقيه المهندسين ويترأسهم “أكرم” الذي كان يراقبها منذ الصباح بخبثٍ وكأنه ينوي على شئ، رفعت بصرها لتجده مُحملقًا بها حتى أنه لم ينتبه لهاتفه الذي يدق، وبعدها بثواني فاق وابتعد قليلاً ثم رد وبعدما انتهى وجدته يجلس جانب إحدى المهندسات ويضحك معها مما جعل دمائها تغلى والغيره تتملك منها، كورت قبضه يديها وبدأت تشعر بالغضب، نهضت بضيقٍ مُتجهه كي تحضر كوبًا من القهوه لعلها تهدأ قليلاً.
جلبته وبدأت تجلس وعلى مضضٍ انتبهت لعملها بإعجوبه رغم اختلاسها لبعض النظرات المُصوبه لهم لكن عزمت أن لا تُريه كم هي تحبه أو تهتم لأجله ودون شعور منها سقطت دمعه من عينيها عندما وجدته يُخرج علبه بها خاتم ويدقق بها، نظرت إليه بصدمه وهي تراه يتطلع إلى تلك الفتاه، لم تعلم كيف نهضت فجأه وبدأت بتعنيفه أمام الجميع دون وعي صائحه :
” أنت كداااب ومُخادع، أنا ندمااانه إني صدقتك وحبيت واحد زيك “
تطلع جميع من كان يجلس إليها بصدمه من تلك الحاله التي كانت بها بينما هو إبتسم بخبثٍ لنجاح خطته وما زاد غضبها صمته الذي قتلها حتى أنها كادت أن تذهب من أمامه لتكون قبضه يده هي العائق عندما جذبها وهو يقول :
” رايحه فين؟! “
_ سيبني متلمسنيش تاني أنت فاهم.
كان في هذه الاثناء شادي يقف من بعيد وجانبه يارا يتابعون ما يحدث بعدم فهم.
_ مانتي السبب إيه عاوزه تتجاهليني أكتر من كده واسكت؟!
رمقته بعدم فهم ليُكمل هو بتوضيح :
” كان لازم اعمل كده علشان تطلعي اللي جواكي ده وترجعي مها! أنتي بقالك أسبوع لا بتكلميني ولا بشوفك كل ده ليييه هاا؟!! فاكره إني ممكن اسمحلك إنك تبعدي تاني؟! لأ أنتي غلطانه أنا مش هبعد عنك لأني بحبك “
توسعت عيناه بصدمه من ما تفوه به، لم تستوعب أو تصدق ما قاله، شعرت بأنها تحلم لا محاله، كادت أن تسقط من شده صدمتها لتلتقطها يده يحاوط خصرها بخوفٍ وهو يقول :
” مش هسمحلك إنك توقعي حتى! يمكن مش عارف قولتها إزاي بس ده اللي حاسه ناحيتك من زمان وكنت بكدب نفسي لكن مقدرتش أبعد عنك، مش قادر أشوفك بتبعدي واسكت “
_ بتحبني أنا؟!
قالتها وما زالت في حاله صدمه من ما تسمعه من ما كانت تدعو وتحلم منذ عده سنوات بأن يكون من نصيبها، هل دعائها قد تحقق!
_ والخاتم ده علشانك أنتي، علشان اللي قلبي اختارها.
اخرج ذاك الخاتم بحُب ثم ألبسه إياه وسط تصفيق الجميع الحار، نظرت هي إليه في يدها وإلى الجميع وعينيها قد بدأت تذرف الدموع مما جعله يزيلها وهو يقول :
” مش عاوز أشوف دموعك دي تاني، آسف على كل كلمه قلتها ضايقتك، من هنا ورايح مش عاوز أشوف غير ابتسامتك “
عانقته بقوه وهي تلف يديها حول عنقه بسعاده لأول مره تنتابها وقلبها الذي بدأ يعلو ويهبط أثر كلِماته واعترافه لتهمس بالقرب من أذنيه بخجلٍ أذابه عشقًا :
” وأنا بحبك ومش عاوزه حاجه من الدنيا غيرك”
بينما “يارا” كانت تبتسم تلقائيًا من ما حدث وهي تتخيل ذاتها بذاك الموقف بِرفقته!
بينما هو رغم إعجابه الواضح من ذاك المشهد إلا أنه أخفي ذلك سريعًا عندما ولج إلى مكتبه وتبعته “يارا” التي كانت تقول :
” عالم بتفهم شفت الحب، هو ده الحب
الحقيقي “
توقفت قدميه لينظر إليها يرفع حاجبيه يقول بتذمر :
” عاوزه إيه أنتي دلوقتي؟! “
_ هعوز إيه يعني! مش أنت اللي عاوزني وكنت باعتلي !
قالتها بتوتر من نظراته وعينيه التي كانت تجول بها حتى أنه اردف فجأه :
” لبسك حلو أوي اللهم بارك “
_ شكرًا.
قالتها بتوتر ثم دلفت معه تجلس أمامه ثم بدأ يشرح لها ما ستفعله الفتره القادمه حتى أنها كانت تلف أحد خصلاتها، وتمسك قلم بيدها تضعه من حينٍ لآخر في فمها، تلك ما تفعله على غير درايه جعله يتصبب عرقاً وبدأ بالتشويش حتى أنه فجأه سحب يدها وهو يقول :
” متعمليش كده تاني”
_ انا عملت إيه!!
قالتها بصدمه من فِعلته لتجده يقترب بوجهه يهتف :
” حركاتك دي بتوترني كفايه “
_ بتوترك! عاوزه اقولك أن القعده معاك لوحدها توتر، ما بلاش تقولي هنا اللي عاوزه وتبعتلي ع الوتساب أفضل؟!
قالتها هي الأخرى بتوتر وهي تملص يدها من قبضته لتجده ينهض يجلس قبالتها يردف :
” ممكن اسألك سؤال؟! “
_ اتفضل.
قالتها بقله حيله ليرد بالمُقابل :
” أنتي غيرتي طريقه لبسك ولا لبستي النهارده بالغلط؟! “
_ لأ لبست بالغلط.
قالتها بضيقٍ ثم زفرت بقوه وهي تنهض لتجد يده عائق عندما نهض هو الآخر يردف سريعًا :
” بتكلم بجد وطبعًا دي حريتك في الأول وف الآخر واتمنى طبعًا تجاوبيني بدون زعل زي كل مره “
_ يعني بدأت أحاول اغير بعض لبسي، ربنا يثبتني بس.
قالتها وهي تعيد خصلاتها المتمرده إلى الخلف لتجده يردف بهيام :
” انا مُعجب “
_ بمين!!
قالتها تبتلع لعابها في توتر وعينيه تجول بكل إنش بها ليهمس :
” مُعجب باللي معجب بيه إيه هتشاركيني ! “
ابتمست في خجلٍ ثم افلتت يدها عنه تقول بتوتر :
” طيب انا شايفه أن ممكن نتكلم ف البيت أفضل من هنا ولا إيه رأيك؟! “
_ أوي أوي انا تحت أمرك.
قالها بولع لتذهب هي سريعًا من أمامه ثم خرجت وأغلقت خلفها، تستند أعلى الباب مُغمضه العين وقلبها قد بدأ بالارتجاف وإبتسامه هادئه زينت وجهها في هذا الوقت.
**************
في صباح يوم مشمس، مطت ” آيه” ذراعيها تحاول الانفلات من بين ذراعي “فريد” المطوقه إياها في قوه ثم تنهدت في راحه حين نجحت في الهروب دون إيقاظه، فاليوم ليس مجرد يوم عطله عادي ولكنه يوم حماسي بالنسبه لها، استدارت تتأكد من أنه يغط في سبات عميق ثم جذبت هاتفها وخرجت إلى الشرفه واغلقتها خلفها ثم هاتفت أحد ما وقالت :
” تمام كل حاجه تكون جاهزه على الساعه ٧ مش عاوزه غلط “
أنهت معه ثم ولجت إلى الداخل لتجده ما زال يغفو، ابتمست بحنان ثم اتجهت إلى الأسفل بعدما اخذت دش بارد وقامت هي بعمل الإفطار وبعدما إنتهت جلبته، تقدمت يقف هو خلفها ويسير ورائها عندما وجدها تنادي به بإندهاش :
” فريد! فريد روحت فين! “
كادت أن تدلف إلى المرحاض لتجده يحاوطها من الخلف يُقبل عنقها وهو يقول :
” صباح الخير ي حبيبتي “
_ صباح النور ي حبيبي، إيه كنت ناوي تخضني صح؟!
_ بصراحه آه بس مهنتيش عليا.
قالها بحبٍ يديرها مُقابله مُتأملاً وجهها ثم أضاف بإشتياق :
” وحشتيني “
_ وحشتك! ده على أساس إني كنت مسافره ولا حاجه؟!
_ بتوحشيني وأنتى معايا!
_ طيب شكرًا ي سيدي تعالي بقى انا عملالك فطار بجد هيعجبك أوي.
قالتها بدلال مُتجهه أمام ما احضرته بفخر وهي تقدم له ما صنعته لأجله حتى أنها توقفت عن الإكمال عندما وجدته مُساهيًا بها، صفقت كي ينتبه وهي تردف :
” خليك معايا “
_ مهي المشكله إني معاكي.
_ فريد أدخل خد دش سريع علشان تفوق كده ونفطر سوا.
قالتها بقله حيله ثم جلست أعلى الفراش تتفحص هاتفها إلى أن يأتي.
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)