روايات

رواية وميض الحب الفصل الثاني عشر 12 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الفصل الثاني عشر 12 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء الثاني عشر

رواية وميض الحب البارت الثاني عشر

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة الثانية عشر

مر اسبوع الإجازة الخاصة بعبدالله ليحين موعد عودته للعمل ….
استيقظ مبكرا عن الميعاد المعتاد في إجازته ولم يريد ازعاجها فتوجه مباشرة للمرحاض ليغتسل ثم بدأ بارتداء ملابسه …
شعرت يمنى بخلاء الفراش بجوارها لتتحسس مكانه ثم جاهدت وافرجت عن مقلتيها لتراه ينثر عطره امام المرآه ويرتدي ساعته ….
اعتدلت بجلستها وهي تلقي عليه الصباح/ صباح الخير يا حبيبي ….
التفت مبتسما وتوجه إليها وهو يقول / صباح الفل والياسمين يا قمر….
ثم قبل وجنتيها وجلس بجوارها قائلا / مكنتش عايز اقلقك قبل ما امشي بس بما انك صحيتي حابب اقولك كنتي طلقة امبارح ….
تخضب وجهها بحمرة الخجل لتسأله بابتسامة / إزاي يعني ؟؟
غمز لها بإحدى عيونه وهو يقول / في تطور جامد جدا وانا حابه بصراحة….
بدأنا نتعامل من غير كسوف …
وكزته بكتفه وهي تدعي الغضب / بس بقى متكسفنيش انت اللي قليل الادب على فكرة وانا بس بجاريك مش اكتر …
اتسعت ابتسامته وهو يجيبها / وانا عايزك تجاريني اكتر واكتر ….
ثم وكزها بخصرها قائلا / اوعى الهوا..
لتنتفض بصرخة مصحوبة بضحكة ليعلق ضاحكا / سلام يا بطتي
ثم استقام والتقط مستلزماته قائلا / هكلمك اول ما اوصل الشغل ….
ولو احتاجتي حاجة كلمي ماما أو حد من اخواتي ….
ادعت الابتسامة وهي تجيبه بهدوء محاولة توصيل رسالتها بنفس الوقت / لو احتاجت حاجة هبقى اكلمك …
قبل جبينها وألقى عليها السلام ورحل لتبدأ هي بروتينها اليومي الذي كانت تخطط له بعد أن يذهب زوجها للعمل فأخذت تحدث نفسها قائلة / هقوم اخد شاور وبعدين أفطر وارتب الشقة وابدا اعمل الغدا …
بالفعل بدأت مخططتها حتى وصلت لإعداد الغداء فوقفت بالمطبخ تجهز ما تريد فعله ولكنها شعرت بالملل لتفتح هاتفها على تطبيق الاغاني الخاص بها وتقوم بتشغيله لتبدأ هي بالغناء معه أثناء إعداد الطعام
قبل قليل بعد أن غادر عبدالله مباشرة لعمله كان صبري يجلس أسفل نافذة المنور الفارقة بين شقته وشقة أخيه والذي أصبح مكانه المعتاد منذ زواج أخيه …
رأته هند وهو جالس وعلى وجهه ابتسامة حالمة لتزفر غاضبة بعد أن استمعت لصرخة يمنى قائلة / مش هتبطل الخصلة المنيلة دي يا راجل …
تبدلت ملامح وجهه من مبتسمة لمكفهره وهو يغلق النافذة من خلفه ثم استدار يجيبها باشمئزاز / يعني ولا هشوف جوه ولا اسمع من بره …
ثم نظر لها بدونية من أعلاها لاسفلها وهو يردف قائلا / روحي اتعلمي شوية وشوفي الستات بتعمل ايه!!
علشان تقلب البيت ضحك وفرفشة وجنة لجوزها قبل ما يروح الشغل تخليه يرجعلها ملهوف إزاي ….
نظرت له بعدم استيعاب لتعلق على حديثه قائلة / وأحنا في أول جوازنا مش كنت كويسة ؟؟
لولا اهلك اللي طلعوا عيني وطفو فرحتي قبل ما تكمل …
لوح بكفه بلامبالاه معلقا / اه اقعدي بقى قوليلي في كلام فارغ …
رفعت حاجبيها بعدم تصديق لحالته وأنه لا يرى أنها تحملت الكثير لتردف معاتبة / والله اللي حصل فيا كلام فارغ !؟
طب وسيادتك قاعد من الشغل ليه مش قولت اسبوع وتنزل ….
ده العريس نزل لشغله وانت قاعدلي معرفش ليه …
اتفضل انزل علشان اعملك اللي انت عايزه واتعلم …
ولا انت بتشوف اللي ليك بس ومبتشوفش اللي عليك …
أطلق زفرة عالية وغاضبة وهو متوجها للباب قائلا بعصبية قبل أن يهم بالخروج/ ستات هم تقصر العمر…
اقولها دلعيني تقولي اشتغل ده الواحد يستخسر يتعب نفسه علشان يصرف على اللي زيك …
جتك الهم …
نطق باخر جملته وخرج صافقا الباب خلفه بغضب ثم وقف ناظرا للباب المواجه له وهو يقول بتحسر / هي دي الستات اللي الواحد يطلع عينه علشانها مش ام إيواء اللي معايا ….

🌹🌹🌹🌹🌹🌹
هبط الدرج حتى وصل لمنزل والدته فوجد سمر تقابله باستفسار / كنت بتتخانق مع مراتك ليه ؟
نظر لها بغضب قائلا بصفاقة / وانتي مالك يا حشرية!!
وبطلي بقى تتصنتي عليا هلاقيها منك ولا من البومة اللي فوق ….
ثم توجه حيث تجلس والدته التي فور أن رأته نظرت له سائلة / مالك نازل وعلي وشك غضب ربنا ؟؟؟
أطلق نفخة من أنفه وكأنه تنين يخرج نارا ثم علق قائلا / بوز الأخص اللي معايا مبتشوفش وشي غير وعايزة فلوس عايزة فلوس …
وياريتني شايف منها دلع ولا ريق حلو الا كله تكشيرة وخناق أنا طهقت منها خلاص ….
بنت ال…….
نطقت حكمت بسبة نابية بحق زوجته لتكمل بفحيح الافعى وكأنها ناصحة له / وانت خلاص اتشليت !!
ايدك مش فيك !!
يوم ما تكشر في وشك بايدك وارزعها قلم تعدلها وشها المعوج …
مازال مكفهر الوجه ليطلق زفرة أخرى أقل حرارة من السابقة وهو يقول ما يفكر به / أنا بفكر اتجوز عليها واتهنى واسيبها كدة معلقة …
هنا انقلبت حكمت للنقيض لتشهق غاضبة وهي تهدر به قائلة / وهتتجوز منين يا معدول …
ياخي كفي اللي معاك الاول وبعدين ابقى فكر تتجوز …
ياما … مانا طهقت ونفسي اتدلع شوية ولا مش من حقي …
نطق بها صبري معترضا لتعتدل حكمت بجلستها وكأنها ستلقي خطبة مفيدة لتقول له منهية الحوار / بص يا صبري مراتك مش مريحاك اضربها وطلع عينها لحد ما تتعدل وتريحك….
مادام ممعكش اللي تتجوز بيه …
لكن تقولي اتجوز وانت محلتكش الهواء يبقى معطلكش يا حبيبي…
انا لا معايا فلوس ادفعها نفقة ومتعة…
ولا معايا اللي اجوزك بيه …
أنا جوزتك مرة وخلصنا…
ده حتى جوازتك دي مدفعتش فيها حاجة واخوك اللي شايلها من اولها لاخرها… ….
يبقى تحط الجزمة في بوقك وتسكت …
ولو على الفلوس اللي مراتك عايزاها دلوقتي هكلم اخوك يتصرفلك في مبلغ كدة من فلوس نقطته لحد ما تشوفلك شغل غير اللي طيرته من ايدك …
هي المعدولة متعرفش انك سيبت الشغل ؟؟
نكس صبري رأسه للاسفل فكان يحلم بزواج جديد يعيش به ما يعيشه أخيه ولكنه أخفق بالأمر ففكر فيما جناه من أن والدته ستقنع أخيه أن يقرضه بعض الأموال وهذا يكفيه مؤقتا فقد رأى أن أخيه يكفيه زوجة يهنأ معها فهو ليس بحاجة للأموال حاليا فليس لديه مسؤوليات كبيرة كالاطفال فيكفيه الزوجه وليترك له الأموال …
وكزته والدته حين غاب عنها بالرد ليجيبها قائلا / لا مقولتلهاش أنا مش ناقص غم وزن ..
ثم رفع رأسه وبكامل التبجح اكمل / متنسيش ياما ابقي كلمي عبدالله على فلوس ليا علشان أنا خلاص على الحديدة….
وبيتي مفيش فيه اكل لأولادي ….
كاد أن يكمل حديثه وإذا بدخول سمر عليهم مهرولة تقول / الحقوا الحقوا مرات عبدالله بتعمل ايه …
انتفض صبري من مكانه وهو يسألها لتجيبه سمر / شكلها واقفة بالمطبخ وبترقص وهي بتعمل اكل ….
مشغلة الاغاني على الاخر وصوتها أعلى منها بتغني …
عادت لمكانها المعتاد أسفل نافذة المنور ليتبعها صبري يقف بجوارها وهو يتخيل منظرها وهي بملابس المنزل الشفافة وتتراقص على انغام الموسيقى وصوتها العذب يطرب اذانه ويزيد من أنفاسه اشتعالا فيزداد غضبا من زوجته البومة كما ينعتها….
ليهرول على الدرج صاعدا لزوجته وبعد لحظات دوى صراخ زوجته من أثر ضرباته الذى أراد اخراج كل ما يعتريه به صدره بها …
وتنفيسا عن كل ما يكبته …
لتزف سمر خبر صراخ هند لوالدته فتضحك حكمت وتنتفخ اوداجها فخرا بابنها البار والذي استمع لنصيحتها في تأديب زوجته ولم يخطر ببالها ما يعانيه صبري من تلاعب الابالسة بعقله ومشاعره …
كما لم تعي أنها بما تفعله بأخذ أموال عبدالله لصبري أنها تنمي بصبري صفة الجشع وشعوره في أن ما ينعم به عبدالله هو أيضا حق أصيل لصبري يجب هو الآخر أن ينعم به أو على الأقل له نصيب في كل ما يملك ……
…………………….
كانت تجلس تشاهد التلفاز لتنتبه لصوت صراخ زوجة أخيها فتغلق التلفاز وتنطلق صاعدة للأعلى فإذا بها تقف بالرواق الفاصل بين شقتي أخيها لتستمتع هنا لصراخ وهنا لموسيقى فيتاكلها الغيظ من هذه التي تعيش حياتها بهناء تام لتطرق بعنف على باب شقة يمنى لتنتيه الأخيرة بصعوبة فصوت الاغاني كان عاليا لتنطلق للباب مسرعة تفتحه وقد اعتقدت أن زوجها قد عاد مبكرا لاشتياقه لها باولى ايام عمله …
فتحت الباب لتفاجئ بدعاء الواقفة ومعطية للباب ظهرها فتشعر بالاحباط ولكنها تنحنحت لتلفت نظر دعاء أنها فتحت الباب ثم ادعت الابتسامة قائلة / اهلا يا دعاء اتفضلي ..
التفتت دعاء ونظرات الغضب تكسو ملامحها لتزداد نظراتها قتامة حين استدارت ورات ما ترتديه فقد كانت ترتدي يمنى قميص قطني يصل لمنتصف الفخذ وكل ما يثبته بالاعلى تلك الحملات الرفيعة جدا والتي تلتف حول عنقها ليصبح كتفها وأسفل عنقها مكشوف بغزارة ومقدمة صدرها الواضحة للرائي لتنظر لها دعاء من أعلاها لاسفلها وتدفعها للداخل وتغلق خلفها الباب ثم تقول بصوت عالي ونبرة غاضبة يكاد يغلب عليها سمة الغيرة / ايه اللي انتي لبساه ده ؟
وازاي تفتحي الباب بالمنظر ده ؟
انتي هنا في بيت عيلة يعني مفيش اللبس ده …
اللبس ده تلبسيه لجوزك بالليل جوة اوضة النوم بس يعني لو حبيتي تطلعي للحمام تلبسي فوقيه جلابية لكن القرف ده منحبش نشوفه تاني …
وقفت يمنى مذهولة من طريقتها وحديثها تعلم أنها اخطأت حين فتحت الباب بهذا الشكل ولكن كان يجب أن تحدثها بطريقة أفضل من هذا لتترقرق الدموع بعيونها ثم حاولت الدفاع عن نفسها فقالت وهي تحاول ادعاء القوة / اولا أنا معرفش أن إنتي اللي بتخبطي كنت فكراكي عبدالله…..
وياستي أنا غلطانة اني فتحت كدة بس برضه ميصحش تكلميني بالاسلوب ده …..
هنا تكالبت شياطين دعاء برأسها لتستشيط غضبا من حديثها فصرخت بها معنفة / غلطانة وبتبجحي كمان صحيح البجاحة لها ناسها .
ثم أنا هنا أتكلم بالطريقة اللي تعجبني….
وانتي تسمعي الكلام من سكات ….
وبقولها تاني يا يمنى لو شفتك كدة تاني متبقيش تزعلي من اللي هعمله …
أنهت تهديدها والتفتت منطلقة من الشقة لم تعطي لها الفرصة أن تعلق على حديثها …
خرجت من أمامها وأغلقت خلفها الباب بينما يمنى مازاات واقفة مكانها مصدومة لا تصدق أن هذا اسلوب دعاء التي كانت على النقيض أثناء فترة الخطبة …
بينما دعاء خرجت من شقة عبدالله وهي تمتم / ستات عينيها قادرة مبقلهاش اسبوع وقالعاله في الرايحة والجاية وبترقص كمان !!!
اصبري عليا …
ثم طرقت باب شقة صبري ليفتح الباب ويظهر منظره المشعث لتدلف دعاء باحثة بعيونها على الضحية حتى وجدتها متكورة حول ذاتها بجوار أحد الأعمدة بالشقة تبكي بانهيار لتتخطى أخيها صبري منطلقة لهند وهي ترتدي رداء الطيبة وهي تقول / اخص عليك يا صبري …
اخص عليك ليه تعمل كدة بس …
جلست بجوار هند واخذتها باحضانها لتكمل الأخيرة بكاءها وانتحابها الشديد ليتحدث صبري / دي واحدة بتحب النكد في الصبح والظهر وبالليل انزل اشتغل…
عايزة فلوس …
دي مبتشبعش …
رفعت هند رأسها لتنظر لدعاء مدافعة عن نفسها / الاكل واحتياجات العيال خلصت من البيت والبيت محتاج مصاريف غلطت في ايه أنا ؟؟
لينطق صبري مجيبا عليها باشمئزاز / ماهو لما اصرف على واحدة مبتدلعنيش بربع جنيه وحياتها كلها نكد يبقى الاكل فيها حرام أنا مش متجوز علشان اتنكد، انا متجوز علشان اتهنى …
فهمتي ولا اقول كمان ؟؟
نطقت دعاء اخيرا ويا ليتها ما نطقت فقد سكتت دهرا ونطقت كفرا ولكن من رؤيتها أنها لتحاول حل المعضلة من وجهة نظرها / طب يا هند ليه النكد مادام لها حل ؟
مفيش أكل بالبيت انزلي إنتي والعيال كلي واشربي تحت براحتك…
امي مش هتقلك حاجة لو ساعدتيها شوية بالبيت…
وساعتها مش هتقولك بتاكلي ولا بتشربي المهم متفضليش منكدة كدة على جوزك في الرايحة والجاية ….
يعني قصدك اشتغل بلقمتي !!
نطقت بها هند عندما شعرت بالإهانة من حديث دعاء والذي يتمثل في فكرة خدمة والدتها وعدم التحدث في حقوقها مع أخيها فيجب أن تخدم مقابل اطعامها هي وأبناؤها أما هو فيجب أن يعيش حياة مترفة ولا يعمل ولا يجهد ذاته بالإضافة إلي عدم ازعاجه باحتياجاتهم حتى لا يشعر بالتكدير…
ومن المؤكد أنه يجب عليها اسعاده كأي زوجين كما يطلب منها دائما وينعتها بالنكد جراء تقليلها في هذا الجانب…
لوحت دعاء بكفها وهي تعلق على عبارتها الاستنكارية / يوووه يا هند دانتي صحيح نكدية زي ما صبري بيقول !!!
ياختي ماكلنا عايشين بلقمتنا أنا بشتغل في بيتي بلقمتي وانتي بدل ما تشتغلي في شقتك هتشتغلي تحت يعني هي هي .
كفكفت هند دموعها وقالت بصلابة / طب ده علشان اكل أنا واولادي ….
طب لو العيال احتاجوا لبس ولا علاج ؟؟
ولا حاجة حلوة اطلب من مين وجوزي اللي المفروض يوفرلي كل ده قاعد من غير شغله ولا مشغله ؟؟؟
حركت دعاء رأسها بعدم فائدة لتعلق على حديث هند / إنتي بتصممي تنكدي على نفسك وعليه….
يا ستي يمكن يشتغل ساعتها بتسبقي بالغم ليه بس …
رفعت هند حاجبيها غير مصدقة كم السلاسة التي تجدها بحديث دعاء ولما لا فهي أخته لتطرح عليها سؤالها التالي ربما ضيقت عليها الخناق أو أظهرت له مدى الاحتياج الذي سيعانون منه امامه / ولو مشتغلش اجي اطلب منك ولا برضه هتقوليلي اشتغل عندك.
ابتسمت دعاء بجانب شفاها وأجابت بصلافة / والله ولاد اخويا اللي يحتاجوه أنا سداده….
نظرت تجاه اخبها لتجد نظرات الرضى بعيونه والإبتسامة تزين ثغره لتكمل جملتها / وبالنسبة لك اشتغلتي عندي يبقى من ذوقك مشتغلتيش براحتك طبعا ده حاجة ترجعلك ..
ذهلت هند على رد دعاء والتي لم تخجل مما قالته بل والأدهى نظرت تجاه صبري لعله يثور أو يخجل من حاله حينما يجد زوجته أصبحت خادمة لدى والدته واخته مقابل أن تعيش هي وأبناءه إلا أنها وجدته قد انتفخ صدره وكأنه يرضى بذلك بل ويفتخر ليعلق عليها فور نظرتها له / ياريت بقى متشيليش هم وتشيليني معاكي احتياجاتك واحتياجات ولادك مجابة من امي واختي….
وكدة كدة انتي بتساعديهم مفيهاش حاجة يعني…
ثم ربت على كتف دعاء شاكرا لها / كتر خيرك يا اختي ويخليلي قلبك الطيب ..
لتجيب عليه أخته بابتسامة فخر وكأنها أنهت المعضلة بكل فخر / يا حبيبي انت تؤمر ثم اولادك دول ولادي يعني …
ثم التفتت لتلك المذهولة بجانبهم تشاهد مسرحياتهم المقامة على صحتها وكرامتها لتربت دعاء على كتفها مستغلية الفرصة / يالا يا هند اغزي الشيطان يا حبيبتي وتعالي معايا تحت…
انتوا معزومين عندي النهاردة هتساعديني في الاكل وعندي سجادة عايزة اغسلها …
لينطق صبري مرحبا بفكرة أخته / وماله يا اختي ..
ثم التفت للثابتة مكانها ليهدر بها / يالا يا بت انزلي مع اختي وشوفيها عايزة ايه عقبال ما اريح شوية من الغم اللي عيشتيني فيه تكونوا خلصتوا الغداء والسجادة …
يالا غوري …
نطق باخر كلمته وهو يدفعها للامام لتتجه إلى الدرج تهبط وهي غير مدركة لما يتم حولها ومعها ..
بينما دعاء اخذت تربت على صدر اخيها وتشعره بالفخر من قسوته وهي تقول / يخليك يا اخويا ويديك الصحة …
ثم اقتربت تهمس بجانب اذنه / جدع يا صبري….
في ستات متجيش غير بالعافية تديها فوق دماغها تتعدل …
ثم غمزت له بإحدى عينيها مردفة / وبالليل يا اخويا متتنازلش عن حقك. اه …
علشان تعرف تشكلها زي مانت عايز …
ابتسم صبري بفخر وامتنان لأخته فاومأ برأسه موافقا حديثها …
ثم تركته تلحق بالتي هبطت على غير هدى لتستفاد من مشكلتها وتحولها لصالحها ….
فور هبوط زوجته واخته كاد أن يغلق الباب خلفهم الا انه لفت انتباهه بكاء إحدى أولاده ليلتفت فيجد أبناءه الواقفين على أعتاب الغرفة تختلف نظراتهم بين الحزن والتخزين فالفتاه ذات العامين يملئ نظراتها الحزن والذعر بينما الابن ذو الأربع سنوات يقف كالمتفرج وكأنه يقوم بعملية تخزين لكل ما يتم لينهرهم صبري قائلا / خد اختك يا واد وانزلوا وراء امكوا عايز اريح شوية جاتكم الهم زي امكم …

هرول الطفلان خلف والدتهم ليزفر صبري بارتياح وكأنه أنجز مهمة شاقة ليتذكر يمنى فيهرول للنافذه الفاصلة بينهم يحاول استماع لاي صوت ولكن لم يعد هناك أي صوت حاول النظر منها إلا أن ستائر النافذة تحجب الرؤية وكل ما يبدو من خلفها خيالات ليس أكثر ليزفر بغضب ويلعن تلك التي أضاعت عليه فرصة الاستمتاع بالأصوات العذبة والخيالات
ثم أخذ يلعن حظه العسر ويغذي الحقد النابت بقلبه / طول عمره ابن محظوظة..
نجح في التعليم، وشغال ،ومرتبة حلو،
وكمان ست تشرح القلب الحزين ….
لما عاملة كدة لوحدها أمال معاه عاملة إزاي ؟؟
ثم عبس بوجهه متذكرا / مش زي البومة اللي معايا جتك الغم يا شيخة …
ثم توجه لغرفته ليريح جسده واعصابه كما ينبغي له…
…………………………..

بالجهة المقابلة جلست يمنى تبكي وتنعت نفسها بالغباء فكيف لا ترد علي دعاء ؟؟
اين ذهب لسانها ؟
هل خشيت من غضب عبدالله إذا أخطأت بحقه أخته !!
ولكن أخته لم تخشى غضب أخيها إذا علم بخطئها في حق زوجته !!
لذلك قررت أن قليلا تصبر حتى يحضر عبدالله وتحكي له كل شئ وترى ماذا سيحدث؟؟
لتدخل المطبخ تكمل ما تعده ولكن بمزاج مختلف عما سبق …….
وصلت دعاء لهند التي كانت تقف أمام باب شقتها تشعر بالخزي والمهانة لتنتفض حين ربتت دعاء على ظهرها ثم تقدمت تفتح الباب بالمفتاح وتدعوها للدلوف / ادخلي يا هند واقفة ليه يا حبيبتي…
لاحظت وصول أبناءها خلفها لتدعوهم دعاء بكل لطف / ادخلوا يا اولاد متخافوش ماما هترتاح شوية تعالوا …
دلفوا جميعا لتسحب دعاء هند واجلستها على اقرب أريكة توكزها بساقها قائلة / مالك يا بت مسهمة كدة ليه ؟
لتكوني زعلانة مني ؟
رفعت هند نظرها تجاه دعاء التي ادعت الطيبة واكملت / يبقى كدة شكلك زعلانة …
يا بت يا خائبة كان لازم الم الدور وانتي عارفه صبري عندي ومبيفكرش …
كنتي عايزاني اسيبك يرزع فيكي يعني …
ترقرقت الدموع بعيون هند وشعرت لوهلة صدق حديث دعاء لتتحدث بسلامة نية / كنت عايزاكي تقولي كلمة حق لاخوكي علشان يشتغل ويصرف على بيته هو كلامي ده عيب ولا حرام ؟؟
اقتربت دعاء وأحاطت هند أسفل ذراعها قائلة / يا هبلة وتفتكري لما أقوله كدة في وقت غضب هيسمعلي ابدا ….
انا حبيت اهدي الموقف واخدك من قدامه وبكرة أكلمه على رواقه ،متخافيش هظبطهولك بس نعدي النهاردة وبعدين نعمل اللي احنا عايزينه ….
لوهلة صدقت هند حديث دعاء حتى وجدتها تلتفت للاطفال تنهرهم على لعبهم حولهم / ما تتهد شوية انت وهي ايه عفاريت ….
فزع الاطفال وارتموا بأحضان امهم لتربت عليهم محاولة الدفاع عنهم / الاولاد معملوش حاجة يا دعاء دول بيزغزغوا بعض يعني بيلعبوا في مكانهم …
زغرت لها دعاء وهي تقول / مدلعهمش يا هند لازم يتعلموا الادب لما حد كبير يتكلم ميطلعوش صوت ..
بس دول لسه صغيرين !!!
كان هذا رد هند لتصر دعاء على رأيها / الصغير يتعلم…
ثم نظرت تجاه الاطفال لزغر لهم قائلة بحدة / يالا ناموا عقبال ما امكم تعمل الغداء….
ثم وجهت نظرها تجاه هند سائلة / ها يا هند هتبدأي بالسجادة الاول ولا الغداء ؟؟
نظرت هند لأطفالها المذعورين الذين فقدوا امان الاب وكأنهم ايتام لتقرر الاستفادة لهم بأقصى قدر ممكن حتى ولو كان على حسابها .
استقامت قائلة / قبل ما اعمل السجادة عايزة اعمل سندوتشات للعيال قبل ما يناموا علشان مفطروش ….
بالاسفل وصل خبر زواج مصطفى طليق سمر إليهم والتي كانت صفاء تجاهد في اخفاءه حتى لا يصل خبر حضورها الحفل ولكن من أراد إيصال الخبر كان هدفة الاصلي من هذا هو إيصال حضور اختها ليقع الخبر كالصاعقة على سمر وحكمت ولكن كلا منهن لها شعورها الخاص ..
فسمر كانت تتوقع عودة مصطفى لها طالبا العفو بعد أن تركت له أبناءها كنوع من الضغط ولكنه لم يعد بل وتزوج بأخرى لتتأكل النيران قلبها وجلست تقضم باظافرها وتبكي حظها ولكنها لم تعطي لعقلها فرصة واو قليلة حتى يفكر في سبب ما هي فيه أو حتى تشعر بالندم لما وصلت إليه بل أنها رأت نفسها ضحية الحظ العسر والإختيار الخاطئ ..
كما تذكرت خبر حضور اختها الحفل والذي ضاعف من حزنها واحساسها بالضحية …
مليئت عيونها بالحقد وهي تتخيل اختها لم تعر لمشاعرها اي اهتمام بل وذهبت لحضور الحفل حتى تستمتع مع زوجها وابناءها ونهاية الليل تنعم باحضان زوجها بينما أنا اتقلب على جمر فراشي لتتمنى لأختها أن تعيش حالها وتشعر بما تعانيه …
أما حكمت فقد شعرت بالخزي وخيبة الرجاء من ابنتها صفاء …
كيف وافقت زوجها على الذهاب معه ؟
الهذه الدرجة هي مسيره وملك يده ؟؟؟
لماذا خانعة لهذا الحد ؟ الم تفكر ولو للحظة باختها ؟
الم تفكر أن تعارضه ولديها الحجة القوية؟؟
توعدت حكمت لصفاء لتمسك بهاتفها وهي تتوعد بهذا المتسلط كما تنعته
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
وصلت صفاء بوقت قياسي لمنزل والدتها وكان متزامنا مع وصول عبدالله الذي قابلها على باب منزلهم عندما رأها تترجل من سيارة الأجرة ليهم بالذهاب لسائق السيارة ويصر على دفع أجرة السائق لتشعر صفاء بالفخر أن لها اخ كهذا .
احتضنها ثم توجها للمنزل ودلف بمفتاحه وهو ينادي /يا أم عبدالله صفاء جت .
فور ذكره لهذه الجملة وجد سمر تطلق صيحات سباب وتهرول عليها متوعده لها لتلتفت صفاء خلف أخيها بينما هو أخذ يمنع وصول سمر لصفاء بدون أن يعي سبب هذه المشاجرة .
وعلى حين غرة اثناء ما كان يحاول في الفصل بينهم فإذا بحكمت تقدمت من الخلف لتمسك بشعر صفاء ساحبة إياها لتطلق صفاء صراخا من أثر سحبها ليستدير عبدالله متعجبا مما يحدث وينطلق محاولا تخليص صفاء من ايدب والدته واخته سمر التي فور التفاته توجهت مباشرة لوالدتها تكيل لصفاء بعض اللكمات .
هرول كل من بالمنزل على هذا الصراخ المدوي من سمر وصفاء ووعيد حكمت حتى عبدالله كان صوته عال يحاول إنهاء هذا التشابك .
هبطت دعاء التي فور أن رأت المنظر هرولت تحاول عبدالله في التفرقة بينهم .
بينما هرولت خلفها هند واتخذت مقعد المشاهد وهى تتمنى أن ينهى هذا الخلاف عليهم جميعا .
أما يمنى فور استماعها لهذه الصرخات ارتدت إسدال الصلاة الخاص وخرجت من شقتهاةلتجد صابر أمامها ليشير لها أن تتقدم وتهبط هي أمامه فينتهز الفرصة هو ويهبط خلفها .
فوى وصولها بالاسفل حتى رأت المشهد فحاولت التدخل ولكن وجدت يد هند تمسك بها قائلة / متدخليش هما اخوات في بعض .
وقفت يمنى تحوول إدراك فحوى جملتها. بينما هند نظرت لصابر الذي رأته يتفحص بيمنى لتوكزه قائلة / ما تقدم ساعد اخواتك بدل وقفتك الغلط دي .
انتبه صابر لحاله ليقتحم المعركة ساحبا سمر من خصرها للخلف قليلا بينما عبدالله استطاع أن ينجد صفاء من براثن والدته لتقف صفاء تبكي خلف عبدالله وقد أدركت اخيرا سبب دعوتها لتكفكف دموعها وتحاول تهذيب شعرها المشعث من أثر الخناقة ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى