روايات

رواية وميض الحب الفصل التاسع 9 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الفصل التاسع 9 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء التاسع

رواية وميض الحب البارت التاسع

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة التاسعة

بينما أنا مسحورا بعينيكِ
ويهفو قلبي لرؤياكِ
وبرغم مثلي لا يهوى بل يخضع الكل لاغوائي
فتبدل حالى على يدكِ ليصبح حالٍ عن حالِ
لاجدني صرت اتهور ولا أكترث لتباهي
اتعمق واردد سيرتكِ
واتتبع دربكِ ومداركِ
لاجد نفسي تهوىٰ في بئركِ
واتلذذ بعذابي في غرامكِ
همت سمر بفتح باب المنزل آمله أن تجد اختها إلا أنها وجدت اخر من توقعته لترمش باهدابها وقد تهلل صدرها فرحا لتطغو السعادة على محياها فابتسمت وهي تفسح الطريق للطارق مرحبة / اهلا اهلا يا جاسر اتفضل …
خطى جاسر داخل المنزل ليسلم على زوجة عمه حكمت ودعاء الذي سأل عن زوجها / أمال سيد فين يا دعاء ؟
نظرت للأعلى وهي ترد بتأفف / اهو متلقح نايم فوق …
أنا عارفة ولا بيشبع اكل ولا نوم …
تبدلت ملامح جاسر للنقيض فهو لا تعجبه لهجة دعاء نهائيا خاصة عندما تتحدث عن زوجها ليمتنع عن استكمال الحوار معها وقد انقذته حكمت برغم تحدثها الذي سألته عن مخططاته وكأنها ترمي لهدف ما / وانت يا جاسر مش هتفرحنا بيك بقى وترسى على بنت الحلال اللي تصونك …
قبل أن يجيب كانت سمر قد عادت وهي حاملة صينية بها كعك وبسكويت الخاص بالعروس وشاي كما يحبه أن يكون وهي تضعه أمامه قائلة / اي واحدة تتمنى جاسر بس هو يشاور وهيلاقي اللي تخدمه برموش عيونها …
شعر جاسر أنه قد وقع بالفخ ليلتقط كعكه ويضعها بفمه لعله يسد فمه عن الرد ويلهي ذاته عن ما استمعه وكأنه لم يستمع لشئ ثم ارتشف رشفة من مشروب الشاي وهو يتلذذ قائلا / حلو جدا الكحك ده ريحة السمنة البلدي ايه مغرقاه …
وزعت حكمت نظرها باشمئزاز بينه وبين الكعك وهي تعلق على حكمه قائلة / شكلك بتنخدع بالمظاهر الكدابة …
الكحك معمول بسمنة عادية بس محطوطله ريحة السمن البلدي …
ثم أطلقت صوت مصيص من بين شفتيها وهي تستطرد حديثها وكأنها تخشى عليه من الخديعة / والنبي انت طيب وابن حلال …
وانا خائفة عليك لتيجي بنت صغيرة تبلفك كدة وتخدعك أنها سمنة بلدي ..
رمش جاسر باهدابه وانزوى ما بين حاجبيه بتعجب محاولا استشفاف مقصدها لتعي حكمت نظرته فتكمل موضحة / أنا أقصد بنات اليومين دول مفيهمش نفس ….
كبيرها تكنس وتقولك بعدها أنا تعبانة ….
لكن البنات اللي بحق اللي اتربت على السمنة البلدي وجسمها شديد يستحمل …
اومأ جاسر برأسه يحاول أن يجاريها بالحوار لعلها تتوقف …
لم يكن يتوقع أن مجرد رأيه بكعكة يثير كل هذا الجدل …
ظل ينظر لباقي الكعكة التي بيده يهمس لها قائلا / شكل وراكي موضوع كبير …
بينما حكمت رأته صامت ومستمع لحوارها فاكملت لعلها تقنعه / بالك انت اغلب الجوازات اللي بتم مبتكملش وبيطلقوا بعد شهر ولا اتنين ليه ؟؟
رفع رأسه منتببها للسبب الأدهى الذي لم يصل له أحد حتى الآن ولكن الواضح أن زوجة عمه قد وصلت لتكمل موضحه / علشان بيكون مغشوش فيها…
بيفتكرها سمنة بلدي وبتطلع في الاخر ريحة بلا طعم …
عقد جبينه محاولا التفكير لمعرفة مدى العلاقة بين المسلى ونسبة الطلاق المنتشرة…
ولكن يبدو أن زوجة عمته قد اعفته من التفكير لتريح تفكيره العقيم وتجيب هي قائلة/
لكن لو اتجوزت واحدة اكبر منك مثلا هتكون ناضجة وفاهمة وهتستحمل مهما تشوف ….
أصلها مش عيب لما تاخد واحدة اكبر منك بسنة ولا اتنين أو حتى خمسة …..
ما النبي عليه الصلاة والسلام عملها والسيدة خديجة كانت أكبر منه بكتير هتكون انت يعني افضل من النبي …
سأل ذاته ما كم هذه المفاضلات التي حدثت لمجرد ذكر رأئه بقطعة كعك لينظر مرة أخرى للكعكة ثم يرجع ما تبقى منها في الصينية لتتعجب سمر سائلة / الله مأكلتش ليه الكحكة ولا الشاي اللي مش عجبك ؟؟
رفع رأسه تجاه سمر والذي أشارت بجملتها لمدلول هذان الشيئان ليضيق عينيه ويهمس لذاته / طب الكحكة بتاعة يمنى وهما مش طايقنها وجايبين العيب أنها صغيرة طب الشاي بيدل على ايه …
وفجأة اتسعت حدقتيه والتفت فجأة تجاه سمر التي كانت تجلس محدقة به ليرتجف للحظة فور تصوره أو استنتاج ما ترمي إليه حكمت ليهب واقفا وكأن لدغته عقربة مقررا الرحيل / أنا قولت اطمن عليكم يا مرات عمي وأشوف لو احتاجتوا حاجة في انشغال عبدالله بفرحه..
ثم التفت لحكمت مؤكدا / اي حاجة تحتجوها يا حجة تليفون صغير بس وهتلاقيها عندك ….
واعتبريني مكان عبدالله علشان منشغلوش عن عروسته …
ابتسمت حكمت وظلت تدعو له بالزوجة الصالحة بينما قفزت فكرة بذهن دعاء فانتصبت واقفة قبل ذهابه / هتمشي يا جاسر قبل ما تسلم على العريس وتباركله ده يصح برضه..
حاول جاسر التملص منها قائلا / الايام جاية كتير اكيد تعبانين علشان الفرح والوقت متأخر …
هبقى أمر عليه بكرة …
أمسكت دعاء بمرفقيه تسحبه للداخل وهي تقول / ابدا والله ولا متأخر ولا حاجة الساعة لسة تسعة …
ومادام جيت لحد هنا يبقى تطلع تسلم عليه بالمرة…
واحنا كمان هنطلع معاك اصلنا مطلعناش وقولنا نسيبهم يريحوا شوية……
بس خلاص مادام جيت نطلع كلنا …
لمح الاصرار بنبرتها وافعالها …
حتى الآن لا يعرف الهدف من خلف الزيارة ولكنه يجزم أنه غير نبيل …
اتجهت دعاء ناحية الدرج وتصعد عليه وهي توزع المهام / عقبال ما ماما وسمر يلبسوا هطلع اصحي سيد علشان نبقى روحناله كلنا دفعة واحدة ونسهر مع بعض شوية …
إوعي تخليه يمشي يا ماما لازم يبارك لعبدالله…
نظر حوله وجد جميع العيون متربصة له وكأنه فريسة قد وقعت بشباك صيادها …
لم يجد مخرج فقد قطعت نصف الدرج وهي تلقي بجملتها بينما حكمت اتجهت نحو الباب واغلقته بالمفتاح وهي تؤكد عدم ذهابه حتى يبارك لابنها ثم فجأة اختفت هي وسمر وكأنهم أدركوا ما لا يدركه هو حتى الآن…
رمش باهدابه مفكرا وهو يكرر ما تحدثت به مؤخرا لعله يجمع الخيوط ليفهم مقصدهم ولكنه عجز عن الوصول لاي فكرة ليوقظ ذاته ويلومها / هتفضل واقف كدة تفكر ما اطلع انبه المسكين اللي فوق ده يمكن يفهم هو ويعرف يوزعهم .. …
ليقفز بخطواته على الدرج حتى وصل إلى شقة عبدالله وأخذ يطرق الباب والجرس معا لعله ينقذه قبل فوات الاوان …
وحينما وجد تأخر عبدالله في الفتح وصدور اصوات تجمعهم بالاسفل وإصرارهم على الصعود أخذ يغني على الباب حتى يدرك عبدالله أنه جاسر فيفتح سريعا
بالداخل استمع عبدالله لمن يعزف لحنا على بابه ليتعرف عليه حتى قبل أن يبدأ الوقح في غناء الأغنية المصاحبة للعزف البابي / على الباب أنا على الباب … افتح لي يا بواب …
يا اولاد بلادنا يوم الخميس …. هكتب كتابي وابقى عريس ….
والدعوة عامة وهتبقى لمة … وهيبقى لينا في البيت ونيس يا يا ولاد بلدنا …..
هب عبدالله من جوار يمنى التي كانت تحاول كتم ضحكاتها واضعه كفها على فمها وعبدالله يشير لها بسبابته محذرا / متتحركيش من مكانك …
زي مانتي كدة بالظبط….
هضرب الوقح ده بوكس وجايلك مش هتاخر ..
اخذت تحرك راسها بالموافقة وهي تشير له لجزعه العلوي وتقول من بين ضحكاتها / طب البس تيشيرت هتطلعله كدة ؟؟
نظر عبدالله لحاله ثم نظر لها بإصرار والتفت هو يتجه ناحية الباب قائلا / اه هطلعله كدة علشان يحس ويخلي عنده دم شوية ….
وصل للباب وهم بفتحه وهو يستعد للكم جاسر الذي تفادى الكلمه بحرافية ثم اعتدل واقفا وهو يقول بابتسامته / كنت متوقع والله …
نظر له عبدالله باشمئزاز وقال له من بين اسنانه / انت يالا معندكش دم !!!
جاي ليه دلوقتي يا غتت؟؟
نظر جاسر لعبدالله من أعلاه لاسفله ثم ازاحه من طريقه ودلف داخل الشقة وهو يقول / جاي انقذك من اللي هيحصل فيك دلوقتي علش….
قبل أن يكمل جملته وجد من يلتقطه من قميصه بالخلف ليقول له عبدالله/ في ايه يالا داخل ولا اكنه بيت ابوك …. مش وقتك خالص يا جاسر …
نظر جاسر بتهكم لابن عمه ومد كفه على جبينه يزيل اثار العرق وهو يقول /عارف أنه مش وقتي…
وعارف ده وقت مين…
بس اللي انت متعرفوش ان اخواتك وامك جايين ورايا ….
فالحق البس كدة بدل ما هتتزف منهم وانت عارف بقى ….
اتسعت نظرات عبدالله وفك قيد جاسر وأخذ يتلفت حوله وهو يقول / جايين وراك إزاي ؟؟؟
دلوقتي..
اماء جاسر برأسه والإبتسامة تملئ وجهه ليسرع عبدالله إلى غرفته دالفا ثم اغلق خلفه الباب وهو يشير ليمنى قائلا / معلش يا حبيبتي قومي دلوقتي البسي علشان ماما واخواتي طالعين ….
ثم اقترب منها مقبلا جبهتها وهو يؤكد لها / نص ساعة بالكتير واكون ملكك يا قمر ….
ثم غمز بإحدى عيونه مكملا / ونعيد الامجاد من الاول …
وزعت يمنى انظارها بين عبدالله والساعة الموجودة بجانبها على الكومود وهي تسأله بتعجب / طالعين دلوقتي!؟
ده الساعة ١٠ بالليل ….
التفت عبدالله محاولا الابتسامة وهو يرتدي ملابسه ويقول / اه ماهم قالوا يسيبونا طول اليوم نريح شوية ويبقوا يطلعولنا على بالليل بقى …
يالا يالا زمانهم على الباب …
تعجبت من حالة التسرع الذي هو بها لتهم بالاستعداد وارتداء ملابسها وهي تسأله / طب مافي ناس كتير جولنا النهاردة وماما جت مطلعوش معاهم ليه …
كان عبدالله أنهى ارتداء ملابسه وهم بالخروج من الغرفة ليلتفت مجيبا على سؤالها قبل خروجه / تلاقيهم قالوا يطلعولنا في وقت فضى…
عيلة بقى مع بعضها ….
هيطلعوا مع الغرب يعني ….
نطق بجملته التي أثارت تعجبها وخرج
بينما بالخارج بعد أن دلفت عبدالله غرفته أخذ جاسر يقلب كفا على كف وهو يتمتم قائلا/ ياعيني عليك يا ابن عمي هتتنفخ والنعمه ….
ثم جلس على اقرب مقعد واضعا قدما فوق قدم ليجد أمامه طاولة بها اطباق مليئة بشتى أنواع الكعك والبسكويت ليمد يده يلتقط واحدة ويأكلها بسرعة متلذذا بها …
ثم أخذ ينظر حوله ليتأكد خلو المكان فيلتقط الثانية والثالثة وكاد أن يلتقط الرابعة لولا صوت بنات عمه اللاتي وصلن على باب الشقة فابتلع ما بفمه سريعا حتى كاد أن يختنق فارتشف قليلا من الماء من أمامه وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه ويتمتم لحاله قائلا / يخرب بيوتكم كنت هموت ….
بس برضه الكحك حكاية وبالسمنة البلدي ….زي اللي عملينه ….
نطق باخر جملته وعيونه قد التمعت بوميض جديد عليه …..
دلفوا جميعا للشقة حتى دون أن يطرقوا اي تنبيه سوى الزغرودة التي صدرت من دعاء حينما وجدت أخيها يخرج من غرفته ..
اغلق عبدالله الباب خلفه جيدا حينما وجد أخيه صبري وزوج أخته سيد يدلفون مع الجمع…
اقترب منهم يرحب بهم حتى وصل أمام أخته دعاء التي أمسكت بوجهه وأخذت تقلبه يمينا ويسارا أمام الجميع وهي تقول له / ايه ده يا عبدالله انت مبتنامش ولا مبتاكلش….
خاسس اوي يا حبيبي وشكلك مجهد ….
كل ده من يوم واحد …
حاول جاسر وصبري كتم ضحكاتهم حينما سمع عبدالله لهم وزغر لهم بنظراته بينما اخذت أمه وسمر يطلقون المصيص من شفاههم ونطقت حكمت باشفاق على ابنها / متجيش على نفسك يا حبيبي..
العمر قدامك يا ابني …
ولو الهانم مبتعملكش اكل وعاملة فيها عروسه وعلى رجليها نقش الحنة قولي وانا اطلعلك أكلك لحد السرير عندك …
هنا لم يتحمل جاسر وأطلق ضحكته الذي جعلت كل الأوجه تلتفت إليه ليشير لهم معتذرا وهو يتمتم بنفسه / عرفت دلوقتي عايزين يطلعوا ليه ….
شكلهم قرروا يبدوا من النهاردة…
حاول عبدالله الدفاع عن زوجته قاىلا / لا ابدا يا ماما دي يمنى كل شوية تجبلي اكل ….
ده هي اللي نفسها مسدودة واكلتها ضعيفة اوي…
دانا بتحايل عليها تاكل بالعافية والله …..
هو بس إجهاد الفرح وانتوا عارفين بقى…
لوحت دعاء بلامبالاه وهي تجيبه قائلة / ياخويا متتحايلش على حد ومتضغطش عليها اللي ياكل على ضرسه ينفع نفسه …..
إلا هي فين ولا عاملة فيها نايمة ومش عايزة تطلع تسلم علينا …..
نطقت سمر بهذه الجملة ليعتدل عبدالله مؤكدا لهم / لا لا هي طالعة حالا ده فرحت جدا لما عرفت انكوا طلعتوا ثواني وجاي ….
تركهم ودلف لها يحثها على الإسراع فكانت واشكت على الانتهاء وهي تصفف شعرها وكادت تضع بعض مساحيق التجميل إلا أن عبدالله منعها وقد شعر بالغيره من دلوفها عليهم وهي بكامل زينتها هذه….
بينما بالخارج أخذ إخوته يتهامسون ويتغامزون وهم يوزعون أنظارهم هنا وهناك …
بينما أخذ صبري وسيد يأكلون من الكعك والبسكويت ويتلذذون به حتى انضم لهم جاسر قائلا بهمس / ايه رايكم طعمه حلو اوي صح !!!
اماء كليهما براسهم وهم يشيرون له بالصمت حتى نطق سيد هامسا / كل عيش وانت ساكت بدل ما يتحط عليك …
وافقه جاسر الرأي ليمد يده ويكمل معهم متلذذا في صمت ….
في الركن بجوار صبري كانت تجلس زوجته هند التي تنظر للجميع بعيون مقيمة للموقف وتستعيد بعض المواقف التي حدثت معها في بداية زواجها وهي تبتسم بتهكم متمتمة لحالها / ياعيني عليكي…
وقعتي ومحدش سمى عليكي ….
ثم نظرت لزوجها وهي تمتم بنفسها لغ ياخويا لغ ده اللي انت نافع فيه …..
ثم تمتمت بنفسها وهي تنظر لجميعهم وهي تقول / ادينا قعدين نتفرج شوية بعد ما كنا فرجه …
خرج عليهم عبدالله ممسكا بيمنى بيده لتطلق هند زغرودة فور دلوف العروس إلا أن الزغروده وأدت في فمها قبل إتمامها فور رؤيتها لنظرة حكمت وبناتها لها التي اخرستها فورا فصمتت واضعة كفها على فمها ….
لتنطق حكمت اخيرا وهي بمكانها / اهلا اهلا بمرات ابني ….
مبروك يا عروسة …
شعرت يمنى بالاحراج الشديد لتنظر لعبدالله الذي اماء لها بالابتسامة المهزوزة ليسحبها تجاه والدته فما كان منها إلا أنها سلمت علي حماتها وقبلتها وهي جالسة لتمرر حكمت كف يمنى لمن تجلس بجوارها وما كانت سوى دعاء التي أمسكت بيدها وسحبتها للاسفل لتسلم عليها وتقبلها ثم مررتها بالتي تجاورها لتفعل سمر نفس الموضوع حتى أتممت يمنى باقي الصف وهي تسلم على الباقي من الذكور الذين اخيرا وقفوا ليسلموا عليها كما وقفت هند لتسلم عليها وتبارك عليها وهي تهمس لها بجوار أذنها بكلمة لم تعها يمنى / اجمدي اللي جاي اكتر …
خرجت يمنى من حضنها تنظر لها بتعجب بينما هند نظرت لها بابتسامة ثم قالت / اقعدي يا عروسة معلش صحناكي من النوم ….
كادت أن تجيبها يمنى بابتسامة وترحيب إلا أن سمر نطقت هي الأخرى / هي العرائس كدة ضيوفها كتير انتي نسيتي يا هند ولا ايه ؟؟؟
ثم التفتت ليمنى قائلة / ايه يا عروسة مفيش عصير ولا حاجة ساقعة تقدميها لضيوفك؟؟
هي والدتك مجبتش حاجة تقدميها لما الضيوف تجيلك ….
شعرت يمنى بالاحراج الشديد لتهم بالوقوف قائلة / لا طبعا خير ربنا كتير ثواني وجاية ..
استقام عبدالله ليتبع يمنى ربما احتاجت للمساعدة إلا أن ايدي حكمت أمسكت به قائلة / رايح فين يا عبدالله ؟؟
نظر عبدالله ليدي والدته ثم نظر لها مبتسما وهو يجيبها / هشوف يمنى لو احتاجت حاجة…
ربتت حكمت على كفه وهي تقول له بصوتها الحاني / يعني اطلع عندك وتسيبني وتقوم دانا مبطلعش إلا للغالي وانت وحشتني من امبارح ….
اقعد ومتقلقش لو احتاجت مساعدة اخواتك البنات زي اخواتها بالظبط ….
جلس عبدالله وعيونه تنحرف بين البرهه والأخرى على مخرج المطبخ ربما أشارت له أو احتاجت إلى المساعدة حتى وجدها تحمل صينية كبيرة عليها كؤوس بها مشروبات مثلجة وبجوارها بعض الحلويات الغربية وفور دلوفها للغرفة انتصب عبدالله ليحمل عنها الصينية التي يبدو من ملامحها انها ثقيلة …
حين رفعها عنها نظرت له يمنى نظرة معاتبه لتباغتها دعاء بالسؤال / كنتي عايزة مساعدة يا يمنى ؟؟
التفتت يمنى لدعاء محاولة رسم ابتسامة على وجهها قائلة / لا ابدا دانتوا شرفتونا …
ثم نظرت تجاه عبدالله وهي تكمل وكأنها ترسل له رسالة اني لن اطلب المساعدة من غيرك لتردف مكملة / ولو هحتاج مساعدة اكيد مش هتعبكوا ….
لتجيب عليها سمر بابتسامتها السمجة / لا يا حبيبتي اطلبي ومتقلقيش احنا هنا كله بيساعد بعضه مش كدة يا هند ….
انتبهت هند على اقحامها بالحوار وطلب رأيها بعد أن كانت بصف المتفرجين لتعلق بسرعة قائلة / اه طبعا طبعا…..
اؤمريني يا حبيبتي واعتبريني زي اختك بالظبط…
اماءت يمنى برأسها وهي تشعر بعدم الراحة …
رفعت وجهها تنظر لزوجها فإذا به ينظر لوالدته بامتنان ….
وهكذا انقضت الليلة ما بين دلوف يمنى المطبخ وبين ما تقدمه من مشروبات ومسليات وحلويات حتى استمعوا جميعهم لاذان الفجر لتنتوي حكمت على الانصراف فتهم واقفة وهي تقول / يالا سهرناكوا شوية وتعبنا الأمورة …
جاهدت يمنى لرسم الابتسامة وهي تجيبها قائلة / ابدا يا ماما دانتوا شرفتونا …..
أشارت حكمت لعبدالله قائلة صحي ابن عمك ده نام على نفسه هنا …
جز عبدالله على اسنانه وهو يوكز جاسر قائلا / قوم يا وش المصائب نام في بيتكم مش تكية ابوك هنا …
فرك جاسر عيونه واعتدال وهو يقول / خلصتوا مؤتمر القمة ولا لسه ….
وكزه عبدالله ثانية لعله يفيق ليهب جاسر واقفا يلوح له / خلاص قايم يا عم مش بتقدر غير عليا ….
ثم نظر تجاه يمنى وأكمل / وعلى الناس الغلبانة…
خرج الجميع وكان جاسر آخرهم ليقف على عتبة الباب مانعا عبدالله من غلقه وهو يتوعد له قائلا / عارف لو طلبت مني حاجة تاني هولع فيك …
ثم غير نبرة صوته متهكما ليحاكي صوت وأسلوب عبدالله/ ابقى عدي على ماما يا جاسر علشان تشوفها لو عايزة حاجة علشان هكون مشغول…
ثم جز على اسنانه معاتبا / وانا مالي أنا مشغول ولا متهني ….
اشرب بقى …
كاد أن يغلق عبدالله الباب بوجهه إلا أن الاخر منعه وازاحه قليلا وهو يلاعب له حاجبيه ويقول متذكرا / صحيح متنساش تشيلي شوية من الكحك هعدي عليك بكرة اخدهم ….
حاول عبدالله إزاحته وغلق الباب مرة أخرى وهو يتوعد له قائلا / مشفش وشك لمدة شهر …
تراجع جاسر للخلف قليلا من أثر إزاحة عبدالله ولكنه دفع الباب ليقول لابن عمه / هتهرب مني يمكن…
لكن هتهرب منهم فين ؟؟؟
ثم أشار بسبابته للاسفل وهو يردد / ربنا يكون في عونك دانت هتشوف ايام عنب …
واخيرا اغلق عبدالله الباب وهرول متجها ناحية الغرفة وهو يخلع قميصه العلوي ليدلف للغرفة وقد سقطت كل أحلامه أرضا عندما وجد محبوبته تتسطح على الفراش وتغط بنوم عميق وهي بملابس الاستقبال لم تغير شيئا ….
وقف متخصرا لاعنا ذاته ويتم قائلا / لحقت تنام امتى دي!!!! …
لازم ترغي يا جاسر روح يا شيخ منك لله ….
……………………………
عاد عادل بوقت متأخر ليدلف الي غرفته فيجد صفاء وأبناءه نائمين كالملائكة فتسحب على أطراف أقدامه حتى لا يزعجها والتقط ملابسه وهمَ بالخروج لغرفة الأبناء إلا أنه التفت قبل خروجه ليرى زوجته وما ملكت فؤاده نائمة والبراءة تحتل ملامحها ليهاتفها بنفسه / سامحيني لو معملتش كدة هتبعدي عني وانا مقدرش ابعد عنك ….
ثم أكمل مسيرته إلى غرفة الأبناء ليبدل ملابسه ويتسطح على الفراش ليريح جسده من عناء العمل والسهر والتفكير …..
……………………….
كان يتأكلها القلق وظلت تزرع خطاوي المنزل يمينا ويسارا لا يرتاح بالها ولا يهديها عقلها لما يريح قلبها
شعرت بها ابنتها التي كانت ساهرة تتفحص صور الحفل وتتحدث مع زميلاتها عن فقراته وما تم به حتى شعرت بخطاوي والدتها التي لا تهدأ منذ وصولهم من عند اختها لتغلق مع زميلتها مؤقتا وخرجت من غرفتها لتطمئن على حال والدتها سائلة إياها بتعجب / ايه ده يا ماما انتي لسه منمتيش !!!
دانا قولت من المجهود مش هتقدري تقاومي …
نظرت سعيدة ليسرا وعيونها يغلفها القلق وهي تجيب على تعجب ابنتها / قلبي واكلني على اختك مش عارفه هتعيش إزاي وسط العقارب دول ….
لوحت يسرا بيدها بلامبالاه وهي تجيب امها بعدم إدراك للامور / هتعيش إزاي يعني يا ماما!!
هي مالها ومالهم هما في بيتهم وهي في بيتها ….
ثم اقتربت من والدتها وأخذت تربت على كتفها قائلة / متشتغليش بالك يا ست الكل يمنى وعبدالله بيحبوا بعض وهيتحدوا كل الصعاب ….
نظرت سعيدة لابنتها ذات الأفكار البريئة والتي لا تعلم عن كيد النساء شيئا مثلها مثل اختها لتحرك رأسها بيأس من حال ابنتيها فكلاهما ينظران للحياة بسطحية تامة لتمتم سعيدة قائلة / بكرة تعرفوا أن الحب مش كل حاجة….
ربنا يستر عليكم يا ولادي …
تركتها سعيدة ودلفت لغرفتها وهي تردد اخر جملتها ….
لتتعجب يسرا من حال والدتها ودلفت لغرفتها وهي تستنكر جملة والدتها / إزاي يعني الحب مش كل حاجة أمال الواحد هيستحمل ليه !!
ثم تذكرت ذلك الذي توعدها بعيون لامعه واختطف أكثر من صورة لهما بالحفل لتهمس لروحها / نفسي اشوف الصورة اللي معاه كان شكلي فيها عامل ازاي ….
بالطرف الآخر وصل هو لمنزله ودلف غرفته ليتسطح على فراشه وهو ممسكا بهاتفه ويفتحه باحثا عن صورة بعينها لتشق الابتسامة ثغره فور وصوله لها وأخذ يكبرها حتى ملأت صورة وجهها كامل شاشته لتتسع ابتسامته ويتحسس بسبابته وجنتيها وهو يتمنى لو كان يتحسسها بالحقيقة ….
………………………………….
مر ثلاثة أيام والحال كما هو الحال يتوافد الزوار على العروسين ومع توافد اي زائر يلازمه صعود اي من اخوات العريس وربما جميعهم الا صفاء فقد منعها عادل عن زيارة أخيها الا بنهاية الأسبوع …
ولا يخلو الأمر من لهو أبناء الزوار وأبناء اخوات عبدالله واللعب بكل ما تحتويه شقه العروس …
لتبدأ يمنى بالهرولة ما بين تقديم واجب الزيارة وبين إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ايدي عبث الأطفال الذين لم يجدوا من يردع عبثهم ولو بكلمة واحدة….
بل والأدهى حين يضحكون اهاليهم على أفعال أبناءهم الجنونية ويدعون لها بعوضها !!!!
عن ماذا العوض لا احد يعلم حتى الآن؟؟
لتقف يمنى بأنفاس غاضبة بالمطبخ وهي تعد أحد واجبات الزيارة وتمتم بسرها / ولادي هربيهم لما يكونوا عند حد يقعدوا مؤدبين مش زي القرود دول!!!
يارب صبرني بقى انا تعبت …
ثم تبدأ برسم الابتسامة مرة أخرى وهي تدلف على الضيوف حاملة ما لذ وطاب وهم يجلسون بأريحية فكلما يقررون الذهاب تقسم اي من اخوات عبدالله أن يطيلوا الجلسة قليلا ….
ظل عبدالله حائرا لا يعرف كيف يتصرف…
ايحادث إخوته بأنه يريد الاختلاء بزوجته لساعات أطول مما يمنحانه فيعتبروا حديثه هذا طردا لهم؟؟
ام يكمل في صمته ويكتفي بالتأفف وزفر تنهيدات حارة ربما شعروا من نفسهم بضيقه ….
اختار الحل الثاني ولكنه شعر بحاله وكأنه يجلس على لهيب مشتعل لم يعد يصبر أكثر من هذا فبالمساء ستغفو حبيبته منتهية القوى ليكمل هو ليله ساهرا ونار السهد تلهبه …
أكان يتزوج من أجل أن يرى كل هؤلاء الأقارب الذي كاد أو يجزم أن أكثر من نصفهم لم يتذكره ؟؟
اذا كانوا لم يحضروا الحفل فلما جاءوا هذه الأيام ومن أخبرهم ودعاهم من الاساس …..
اخرج زفيرا حارا يحمل لهيب شوقه لتطل برأسه فكرة ربما أتت بثمارها ليستقم مناديا على أخيه صبري من وسط الجمع الغفير هذا / صبري…
انتبه له أخيه ليكمل هو قائلا / تعالى عايز اوريك حاجة….
تبعه أخيه ليأخذه بغرفة الاطفال متحدثا باشمئزاز / مين الناس دي ومن امتى بيجوا يباركوا ويهنوا ومين اللي قالهم اصلا ؟؟
ابتسم صبري بسماجة وهو يجيب شقيقه بكل برود / دول ولاد اعمام والدتك قالت مادام معزمتهمش على الفرح علشان القاعة والعدد تعزمهم دلوقتي ويباركولك ….
رفع عبدالله إحدى حاجبيها ليجيب بتأفف / ياعم أنا مش عايز حد يباركلي أنا عايزة تحلوا عن سمايا …
زفر زفرة غاضبة وأكمل مردفا / يا صبري أنا مش واخد غير اسبوع إجازة من الشغل وضاع منهم ٣ ايام وبكرة هيضيع عند حماتي كمان يعني ٤ الحق استمتع أنا ومراتي امتى ….
غمز له صبري وهو يقول / قول كدة يابرنس عايزني اظبطك …
ضرب عبدالله كفا على كف فأخيرا فهمه أخيه ليقول له بترجي / أيوة يا سيدي خدهم عندك ولا عند الحاجة اتصرف يا اخي ….
خلاص خلاص متقلقش سيب الموضوع عليا ….
خرجا من الغرفة ليهرول صبري بجوار أحدهم قائلا / أنا سمعت حد جاب سيرتي قولوا بقى اللي كنتوا بتقوله من شوية ….
وقف عبدالله مزهولا من رد فعل أخيه الذي للتو كان يواعده باخلاء المكان ليجده يجدد الحديث بل ويتجاذب الحوار والمناقشة معهم ليرتمي عبدالله على اقرب مقعد واضعا قبضته أسفل ذقنه وهو يرى أن حلمه في طريق الضياع فاليوم أيضا قد انقضى ولم يستطيع مساعدتها أمام هذا الجمع والا وجد بعض الحديث اللاذع من أمه وإخوته أمام هذا الجمع إذا فليذهب اليوم سدى مثل سابقه فحتما لن يكن لديها طاقة لإكمال ليلتهم معا ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى