رواية إحتلال محرم الفصل التاسع 9 بقلم مريم نصار
رواية إحتلال محرم الجزء التاسع
رواية إحتلال محرم البارت التاسع
رواية إحتلال محرم الحلقة التاسعة
من خلق الآية الكريمة من سورة الكهف: ”
فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا ” :
• فانطلقا : سرعة السعي و التعلم
• قلع الخضر لوحاً من السفينة التي أكرمهم أهلها فركبوا معهم بدون أجرة و هذا خلاف الفطرة فالنفس جبلت على حب و إكرام من أحسن إليها لكن هذه حكمة الله لنجاة أهلها
فكم من ابتلاء نمر به نظن أنه شر و هو عين الخير لنا فالله الذي خلقنا و يدبر أمرنا و يصلحنا و رب الخير لا يأت إلا بخير .
إنما الصبر بالتصبر و العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم .
صلوا عليه وسلموا تسليما.
————————————————————–
أنجي في الشركه قاعده مضايقه لما عرفت أمير خلص الصفقه وبدأ ينزلها السوق، وبعتت مع السكرتيرة تنادي أيمن،جالها بسرعه وسألها بتوتر:- تحت امرك يا هانم.
أنجي بعصبيه متدرايه:- خير!! ههم، وهيجي منين الخير طول ما أنا مشغله آفات ما بتفهمش؟ امير خلص الصفقه وخدها من غير مشاكل يا بني آدم، إبن برهامي أخدها خلاص.
ايمن مسح جبينه بمنديل من الرهبه، لأنه كان عارف إن اكيد أمير مش هيتنازل عنها بسهوله، وحاول يهديها وقال:- يا انجي هانم صحتك مش كده؛ وراحت صفقه تيجي غيرها واكيد العين التالته اللي لينا في الشركه هناك هتجيبلنا الأخبار اول بأول، والصفقه اللي جايه هترسي علينا وأنا متأكد.
انجي خبطت على المكتب بعصبيه واضحه المرادي وقالت:- أكتر حاجه بكرهها هى الغباء، العين اللي هناك دي ملهاش أي لازمه، وانا قلتلك الكلام ده من الأول، بس انت قلت إنه ثقه وهيجيبلنا الاخبار بيرفكت، إنما إيه النتيجه؟ هاااا ايه النتيجه؟ انت غبي؟ وكمان ناصر اللي قولت عليه أنه مفيهوش ولا غلطه، جايبلي اخبار مش كامله، يبقى العين اللي هناك اللي هيجيبهالي؟!! آنتوا مجرد شوية فشله، بدفع فلوسي في الارض لشوية حساله.
ايمن رد عليها بخوف وقال بصوت مهزوز:- طيب اهدي يا هانم وانا هتصرف، انا هتصرف والله.
انجي شاورتله بشر وقالتله بتهديد:- اسمع!! الصفقه اللي جايه لو رسيت على امير برهامي قول على نفسك يا رحمن يا رحيم؛ اي صفقه ترسي على اي حد تاني إلا برهامي و ولادة أنت فاهم؟
ايمن هز راسه بخوف،و قال:-فاهم فاهم يا هانم.
اتكلمت بعصبيه:- بـــره؛ اطلع بره.
أيمن جري من قدامها، وهي قعدت مكانها بتتنفس بسرعه وكره واضح وقالت من بين أسنانها:- مش ده اللي اتفقت عليه وعايزاه يحصل يا أمير، مش ده، انا اتراهنت اني اكسرك،اتراهنت إني اجيبك الارض ومستحيل؛ مستحيل تكبر في السوق اكتر من كده، أنتي لازم تلاقي حل، لازم يا أنجي.
قدام شركة برهامي.
عربية الاسعاف واقفه قدام الشركه والممرضين شايلين بنت على الترول وخدوها في الاسعاف ومشيوا وكان في هرج في الشركه وفرد من الأمن سأل واحد من الموظفين و قال:- هو في ايه يا باشمهندس عيسى؟
عيسى رد عليه قال:- أنت شكلك جاي متأخر ولا كنت نايم؟ يسيدي دي الانسه شيماء سكرتيرة أمير بيه، كانت بتشتغل في المكتب وفجاءه اتشنجت ووقعت من طولها جالها تشنجات.
فرد الأمن:- لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يشفيها يا رب
عيسى:- آمين.
حازم سمع الدوشه وواقف على السلم في قلب الشركه وبص على الموظفين وقال بحزم:- ايه يا جماعه مش نشوف شغلنا بقى؟! خلاص البنت اغمى عليها وبتحصل كتير ،ونقلناها المستشفى وهيتعمل ليها اللازم ايه اللي حصل بقى لكل الهرج ده؟ يا ريت كل واحد يرجع على شغله
رد عيسى:- احنا بس كنا عايزين نطمن عليها يا حازم بيه وربنا يطمننا.
حازم بتفهم:- إن شاء الله يا عيسى؛ ولو في أي جديد هبلغكم بيه؛ وأمير بيه بيعمل اتصالاته علشان يهتموا بيها متقلقوش ياجماعه كلنا هنا واحد.
وسكت لحظه وكمل:- لكن انتباه فضلاً، الكل كده ياريت يركز معايا.
كل الموظفين بصوا لحازم و قال:-دلوقتي آنسه شيماء السكرتيره تعبت فاجأه زي ما انتوا شفتوا، واكيد طبعاً مش هتنزل الشركه الفتره دي لحد ما تتعافى تماما،و آنتوا عارفين ان احنا عندنا ضغط شغل ولسه مستلمين الصفقه وكل ده ضاغط علينا الأيام دي، والإعلان عن سكرتيرة جديده هياخد وقت،فأنا دلوقتي محتاج منكم اي شخص يمسك الشغل مكانها الفتره دي لحد ما نجيب سكرتيره، فهل في متبرع ولا نشوف سكرتيره من اي فرع تاني؟
جميع الموظفين بصوا لبعض وصعب ان أي حد يتخلى عن وظيفته دلوقتي، وكمان صعب إن مهندسين ومبرمجين يتنازلوا عن مكانتهم للدرجه دي، حتى لو لفتره محدوده، لكن واحد منهم رفع ايده وابتسم وقال:- انا يا مستر حازم انا ممكن امسك الشغل لمستر أمير وتحت امرك في اي وقت.
حازم أبتسم لتفانيه في العمل وقال:- متشكر، وانا واثق انك هتقدر على المسؤوليه دي يا جمال.
جمال ابتسم ورد بعرفان:- متشكر جداً لثقة حضرتك.
حازم شاورله وقال:- خلاص تمام أفضل اطلع بقى علشان تتفق مع امير بيه وشوف ايه المطلوب منك واعمله.
جمال حرك راسه بايماء:-تحت أمرك معاليك.
حازم شاور للكل وقالهم:- يا ريت بقى الكل ينتبه لشغله اتفضلوا.
امير في مكتبه بيكلم الدكتور في الاسعاف وبيطمن على شيماء السكرتيره وقال:- تمام يا دكتور تمام يا ريت تطمني عليها اول ما توصلوا المستشفى، ومش هوصيك اي حد في شركة برهامي تعتني بيه وتهتم بيه اهتمام كامل، خلاص تمام، تمام مع الف سلامه.
قفل المكالمه وحازم دخل وسأله:- ها يا أمير، طمني البنت فاقت ولا لسه؟
أمير فتح اللاب توب وأتكلم:- الدكتور قال هتفوق كمان شويه وهتتعافى قريب،وكمان لمحلي أنها شكلها اتعرضت لصدمه او عامل نفسي عمللها اضطراب نفسي.
حازم مط شفايفه وقال:- امممم لا حول ولاقوة إلا بالله ، ربنا معاها وتكون أمورها بخير.
أمير معلقش لكن أتكلم بتفكير وحيرة:- وبعدين يا حازم! انا مش عارف هعمل ايه دلوقتي؛السكرتيره دي عارفه عني كل كبيره وصغيره، وحتى السكرتير اللي كان موجود مع بابا واخد أجازه والعمل؟
حازم بتفهم وأتكلم بكبرياء مصطنع:-حبيب أخوك؛ أنت تحتار وانا موجود طبعاً ده ما ينفعش؛ ما تقلقش انا اتصرفت وحليت كل حاجه.
أمير كشر عينيه وسأله:- أتصرفت؟ اتصرفت ازاي يعني معقول جبت سكرتيره جديده؟ هو انت لحقت يا سوبر مان
حازم ضحك:- اتريق اتريق، لا يا عم ما جبتش سكرتيره جديده ولا حاجه، لكن اتكلمت مع بعض الموظفين وطلبت منهم متبرع يشتغل في السكرتاريه لحد ما السكرتيره ترجع بالسلامه.
امير بصله بتعجب وقال بزهول:-انت مجنون يا حازم؟ هناخد موظفين ليهم مكانتهم وليهم شغلهم يشتغلوا في السكرتاريه؟ ما ينفعش احنا هندور على سكرتيره.
حازم هز راسه بإحباط وقال:- يا ابني انت دايما معاند كده ما الراجل اتبرع ووافق ومقالش حاجه ،نمشي شغلنا الفتره دي طيب، وبعدها نشوف هنعمل ايه، انت ناسي إن الصفقه بتنزل في السوق ومحتاجه كل تركيزنا؟
أمير هز راسه بتفهم وقال بوهن:- عندك حق ويا ترى مين بقى اللي هيكون شغال سكرتير؟!
حازم بمكر:- حتة موظفه ياض يا أمير،مش عايز اقولك إنما ايه قمر، قمر.
امير بصله بغيظ، ورفع حاجبه وقال:- امممم، وزينه بقى تعرف الكلام ده؟ انا بقول اتصل بيها ونشوف رأيها ايه؟
ومسك سماعه التليفون، حازم قام بسرعه ومسك أيده وحط السماعه وقالله بغيظ:- إيه يا عم أنت؛ انت عايزها تقلب عليا؛ دي مش بعيد تمشي فيها وتسيب البيت، ده انا ما بصدق اصالحها، لسه امبارح متخانقين.
أمير ضحك وقال:- عارف كنت سامع صوتكم.
حازم عدل جاكيت البدله وقال بغرور:- يا سلام صوتي مسمع قوي كده؟
امير ضحك وقال:- طبعاً؛ بس يا ريت ننجز وتقولي مين اللي هيشتغل سكرتير معايا الفتره دي؛ أنا عندي إجتماع بعد شوية.
حازم رجع يقعد مكانه وقال:- جمال.
أمير كشر عينيه وقال:- ماخدش بالي منه.
وكمل بعمليه:؛ على العموم ابعتله وابعت معاه ابراهيم في مكتب السكرتارية علشان يشرحله كل حاجه ماشيه إزاي.
حازم:- على العموم جمال واقف بره انا هنادي عليه.
قام وشاورله وجمال دخل باحترام وامير اول ما شافه افتكروا وابتسم وقال:- تعالى يا جمال؛ ايوه انا افتكرتك دلوقتي؛ مش انت شغال مساعد في البرمجيات بتهيألي؟
جمال حرك راسه وقال:- ايوه فعلا سيادتك وانا يشرفني اني اشتغل مع حضرتك الفتره دي شخصياً.
أمير بلطف:- انا مش عارف اشكرك ازاي يا جمال؛ اللي انت عملته ده اكيد هيكون ليك مكافأة كبيره بعد ما شيماء ترجع.
حازم بتأكيد:- أكيد طبعاً.
جمال بفرحه:- يا خبر يا فندم احنا نفديك بعينينا ومكافأتي هي رضاك عليا.
أمير ابتسم وقال:- تمام لكن مش موضوعنا دلوقتي يا جمال لأني مستعجل، حازم هياخدك عند الاستاذ ابراهيم وهيشرحلك شغل السكرتاريه بيتم إزاي، مع التحفظ من شوية حاجات أنت مش هتعملها وده طبعا لمراعاة مقامك في الشغل.
جمال ابتسم:- متشكر جداً يا فندم بعد اذنك.
أمير هز راسه وقاله:- أتفضل.
وشاور لحازم يروح معاه وحازم ربت على كتف جمال وقال:-يلا بينا يا بطل.
واخد جمال وخرجوا، امير رجع بضهره على الكرسي وغمض عينيه.
في الكشك عند محمود كان بيحط أزازه المايه والحساب بتاع مروان على جمب وقال:- يارب الأستاذ ده يفتكر حاجته ويرجع ياخدهم قبل المغرب.
ازهار قالت بتعجب:- مايجي وقت ما يجي،انت هتذنب نفسك هنا لحد ما يجي؟
رد وقال بوضوح:- وانا هعمل ايه يا حاجه، أفرض الراجل جه متأخر وملقانيش؟.
ردت و قالت بعقلانية:- يجي وقت ما يجي،هى الحاجه طارت؟ ياحج اقفل وروح شوف بنتك، النهارده فرحتها ما تسيبهاش لوحدها في يوم زي ده، البت وحدانيه.
محمود بإقتناع:- والله على رايك يا حاجه أزهار،البت وحدانيه وبقالها فترة مش عجباني، انا هجيبلك طلباتك واقفل الكشك واروحلها.
بعد لحظات قفل الكشك ومن فرحته ما استناش الميكروباص ركب تاكسي، وهو في الطريق فكر يروح ياخد سعاد علشان يفرح بنته، وسعاد أول ما عرفت فرحت لليله وافتكرت العريس اللي جاي ده يبقى مروان، وشافت انها تنزل شويه تغير جو وتفرح مع صاحبتها، ونزلت معاه و وصلوا عند البيت وطالعين على السلم لكن محمود استغرب إن الباب مفتوح وفي صوت غريب خارج م البيت و وقف وسمع كل حاجه،سعاد فتحت عينيها بصدمه، شهقت وحطت أيدها على بقها،محمود واقف تايه والشنط وقعت من أيديه والدنيا بتلف بيه، وايديه كانت بتترعش من الصدمه، وسمع مروان وهو بيقول لبنته:- واللي حصل بينا؟سريرك ده يشهد عليه، كل ركن في اوضتك شهد على علاقتنا يا ليله وعشت أنا وأنتي أجمل ليله في حياتنا.
ليله فاجأة شافت أبوها وسعاد عند الباب، وفتحت عينيها برعب وجسمها رجف، قلبها هيطلع من مكانه، ومش عارفه تقفل عينيها من الصدمه، مروان استغرب نظرة الرعب منها ولف هو كمان بص على الباب شافهم وهو كمان أتصدم والأمور اتعقدت أكتر ،ليله همست بصوت مهزوز ومرعوب:- بـ،بابا!!
أبوها قلبه انقسم واتكسر ألف حتة، كرامته اتكسرت وكبريائه، خلاص مش هيعرف يرفع عينه في وش اي حد بعد كده، وصمة العار هتفضل ملاحقاه لحد ما يمـ.ـوت، عايز يكدب نفسه، عينيه رايحه يمين وشمال يمكن يكون شايف غلط،وسامع غلط، شاف مروان وعرف أنه مروان اللي كان بيجيلها عند الشغل، كده هو فهم كل حاجه ودافعها عنه، سعاد مش أقل صدمه منه، لكن صدمتها شرخت صدرها وبتهز راسها بالرفض ومش عايزه تصدق اللي سمعته، معقول ليله؟!!! ليله تعمل كده؟ صمت رهيب ومخيف، الأربعة واقفين متلجمين ،مواجهه صعبه بينهم، محدش عارف ينطق كلمة واحده،محمود رفع عينيه لبنته بلوم وعتاب وكلها خذلان كبير وحاسس إن قلبه بيدق ببطء وبيدعي جواه إن حياته تتنهي على كده، مش عايز يعيش أكتر ولا عايز يسمع ولا يشوف، ليله شافت كسرة أبوها وحطت وشها بين أيديها وعيطت بقهر وخوف كبير، مروان مش عارف يبدأ منين، لأول مرة يحس بخطورة اللي عمله، وإن فعلاً الأمر مش سهل، لكن هيحاول يتكلم ويبرر اللي قاله، بس إزاي ؟ الكلام كان واضح جداً وصريح، غمض عينيه بتعب فرك جبينه بحيره وقال:- عـ، عمي أنا……!
محمود مبصش عليه كل نظرته على بنته اللي كسرته، لكن رفع ايدو ليه مايكملش، محمود مش عايزه يكمل لانه هيقول إيه؟ هو عارف أنه راجل غني واكيد ليله مش اول واحده يعمل معاها كده ويرميها،وعارف أنه محمود لو اتكلم معاه ممكن يفضحه في مصر كلها مش في الحاره وبس، لكن برده كل اللي كسره ووجعه إن بنته فرطت في نفسها وليه؟ وعلشان إيه؟ جواه اسئله كتير ونفسه كلها تطلع إجابتها غلط؛ واتحرك ببطء شديد و وقف قدام ليله وعيونه كلها دموع خيبة أمل وقهر وسألها سؤال واحد بس برجفة في صوته وقال:- ليه يابنت محمود؟!
ومحسش غير وهو بيضربها بالقلم بكل قوته، ليله وقعت على الارض وعيطت أكتر، محستش بتأثير الضربه غير في قلبها، قلبها اللي بيتعصر وبيتمنى المـ.ـوت، سعاد بتبكي على المشهد اللي شايفاه وصعبان عليها عمها محمود، مروان جري على ليله يساعدها تقف وقال بلهفه:- ليله!
سحبت أيدها منه وهمست بترجي وسط دموعها:- أمشي دلوقتي يامروان.
مروان بصدمه:- أمشي؟ أمشي واسيبك من غير ما يفهموا أنا هنا ليه؟
ليله عيطت بحرقه أكبر وقالت بترجي وذل:- أبوس إيدك أمشي دلوقتي، أنا اتفضحت وسطهم ،ماتفضحنيش أكتر من كده أبوس إيدك أمشي.
مروان مستحملش ذُلها وقام وقف وأتكلم بتروي:- عمي لو سمحت اسمعني، اللي أنت سمعته ده…..!
محمود بصوت مبحوح:- أطلع بره بيتي.
مروان بحنق:- لو سمحت أنت لازم تسمعني.
محمود عينيه على بنته وبيترجف وقال:- برة بيتي.
مروان بص لليله ومنهاره في العياط وشافها بتتوسل ليه يمشي.
مروان بصلهم كلهم وكان مخنوق لكن معرفش يتصرف وسابهم ونزل، سعاد قفلت الباب، أول ما نزل ليله غمضت عينيها بقوة وعارفه إن اللي جاي مش سهل، ومش بعيد أبوها يقـ.ـتلها ويغسل عاره بإيده، حاولت تقوم تقف وكانت هذيله، ومنزله راسها في الأرض ومش عارفه ترفعها في وش أبوها وصحبتها، كانت بتعيط بشهقات، أبوها بيكدب نفسه ومش مصدق كلام مروان وسألها بصوت محشرج:- اللي قاله ده صح؟!
ليله بعياط هيستري:- اسمعني يا بابا أرجوك.
رد عليها بصوت صارم وقال:- انا مش عايز اسمع غير كلمه واحده، اللي سمعته ده صح؟ آه ولا لأ؟
وبصلها بتوسل وترجي وقال بإنكسار:- قولي لأ يا ليله، قولي محصلش، ورحمة أمك كدبي اللي سمعته و شوفته بعينيا.
مقدرتش تتحمل انكساره بالشكل ده ،ولطمت على وشها بانهيار وقالت:- أنا السبب ،انا السبب؛ يارب خدني يارب، ارحمني من اللي أنا فيه.
من كلامها ورد فعلها أبوها صدق كل كلمة اتقالت، والدم غلي في عروقه ومقدرش يتحمل، وقرب منها وضربها قلم تاني ومسكها من شعرها،ونزل فيها ضرب ومش شايف بيضربها إزاي وهى بتصرخ من الألم وسعاد جريت عليهم لكن مش عارفه تحوش ليله منه، أتكلم بغضب وهو بيضرب فيها وقال بقهر:- ذلتيني يابنت محمود؟ كسرتي ضهري! فضحتي شيبتي بعد كل السنين دي؟
شد شعرها وبصلها بدموع أب مكلوم وقال بنبرة توجع القلب:- ليه ياليله؟ ليه يابنتي؟ عملت إيه وحش تعاقبيني عليه العقاب ده؟ ده أنا طافح الد.م عشانك، دا أنا براعي فيكي ربنا اكتر من نفسي ، تقومي تردي حنيتي ليكي بفضيحه؟عملتي فيا كده ليه؟ قطمتي ضهري في عز مـ.ـوتي، قضيتي عليا، راسي في الأرض ياليله، حطيتي راس أبوكي في الأرض ، ذلتيني ليه يابنتي، لييييه يابنت محمود صااااابر لييييه؟
بكي بحرقه وكمل بوجع:- خدتي تمنك كام؟ بعتي نفسك بكام يا بنت محمود؟ كسرتي أبوكي بكااام، ذليتي أبوكي بقد إيه؟ ليه تخليني أمشي كأني عريان مش مستور، ليه خدتي روحي قبل ما امو.ت يابنتي، ليه دبـ.ـحتيني قبل ما أمـ.ـوت، همشي في وسط الناس إزاي؟ هقابل ربنا إزاي؟
سعاد كانت بتعيط ومقدرتش تتحمل، وليله كانت هتموت في أيديه وهى مستسلمه لكل اللي أبوها بيعمله فيها، وكل كلمه بيقولها بتتحفر جواها ودموعها جفت و وشها بقى أزرق وسعاد خافت أنها تموت في أيديه، وجريت بسرعه حاولت تشد ليله منه بالعافيه وقالت بعياط:- ليله هتمـ.ـوت في ايدك ياعم محمود، سيبها بالله عليك.
ليله كانت بتتحرك مع سعاد كأنها جثـ.ـه مش حاسه بحاجه غير صوت انكسار أبوها واللي حصلها، بصت على أبوها اللي قعد على الكرسي وحط راسه بين أيديه وهموم الدنيا كلها على كتافه وعيط بحرقه وقال:- ليه يارب كده، ليه؟ أنا عملت إيه في حياتي غلط، طول عمري في حالي وماشي باللي بيرضيك يارب، اتفضحت في آخر أيامك يامحمود، إن لله وإن إليه راجعون، إن لله وإن إليه راجعون.
ليله شفايفها بتترعش وبتخرج منها شهقات، صعبان عليها أبوها أكتر منها، وحاولت تتكلم بتوسل:- بابا اسمعني الله يخليك.
محمود بصلها بغضب ولأول مرة يكره الصوت اللي كان بتمنى أنه يفضل عمر طويل، قام مكانه بغضب وقال بغلظه:- متنطقيش الكلمه دي تاني، أنا مش أبوكي ،انا مخلفتش بنات،ومن انهردا انتي لا بنتي ولا أعرفك.
ليله عيطت بقهر وهزت راسها بالرفض وقالت:- بابا اسمعني أبوس إيدك، بابا أنا غلطت وا…..
محمود متحملش أكتر من كده ومسك أيدها وشدها لباب الشقه وقال بصرامه:- من دلوقتي مالكيش مكان هنا.
سعاد اتصدمت وجريت عليه وقالت بدموع:- عمي محمود استهدى بالله بس.
محمود بحده:- قولت كلمتي ومش هرجع فيها.
ليله بشهقات:- بابا الله يخليك سامحني، انا هروح فين ماليش غيرك في الدنيا دي.
صك على أسنانه وقالها بغل وكره واضح:- ومفكرتيش كده ليه وانتي في حضن راجل غريب؟
ومستحملش الكلمه اللي قالها وعينيه لمعت، وزق ليله بره الشقه وقال غضب عنه:- بنتي ما.تت وهاخد عزاها.
قفل الباب في وشها وليله بتخبط بترجي وبتتحايل عليه يفتح ليها:- بابا أرجوك افتحلي، بابا ماتسبنيش الله يخليك، بابااااا رد علياااا.
زعق وقال:- لو شوفت وشك هنا تاني انا هقـ.ـتلك بأيديا دول، روحي عيشي حياتك بعيد عني، أنا بنتي ماااا.اتت.
سعاد راحت عنده بتوسل:- عمي محمود أبوس إيدك متعملش كده، ليله ملهاش حد غيرنا.
محمود حس بنغزه في قلبه ومش قادر يتنفس بس بيجاهد وقال بصوت مهزوز:- خلاص ياسعاد، مراتي ما.تت وبنتي ما.تت، أنا معنديش بنات.
سعاد محتاره وبصت ع الباب وعايزه تفتح وبصت ع محمود وقالت بترجي:- الله يخليك سبني افتح لها، هتروح فين؟ طيب خليني أفتح واكيد في حل.
محمود قعد بتهالك وحاطط ايده على قلبه وأتكلم بضياع وعيون كلها دموع:- حل! هو في للكسر حل؟ هو الحل هيرجع اللي راح؟ هو الحل هيستر اللي اتكشف مني؟ هو الحل هيطفي نار مولعه في عقلي وقلبي؟ ليله ما.تت وانتهت.
كان بيتكلم وكل تركيزه مع ليله اللي بتخبط، بس خلاص الخبط وقف، والصمت حل المكان واتاكد أنها خلاص مشيت، خلاص يامحمود مبقاش في ليله، ومع صمت الباب سلم نفسه لنوبه قلبيه وغمض عينيه، سعاد صرخت بصوت عالي:- عم محمـــــود!!!
كانت ماشيه تايهه ومش عارفه هي رايحه فين رجليها خطت شوارع كتير من مكان لمكان، وشارع لشارع ومن حاره لحاره، كل خطوه دموعها بتسبقها على الارض لا عارفه هي فين؟ ولا فاكره ولا حاسه الوقت قد إيه؟ خرجت في النور ووصلت للعتمه، وشها بقى باهت دموع نازله بقهر وحسره، هتروحي فين يا ليله؟ وهتروحي لمين! ما لكيش حد؛ ابوكي طردك ومروان ضحك عليكي، ايه اللي حصل يا ليله؟ في يوم وليله الدنيا كلها بقت ضدك! كان فين عقلك وقتها! راحت فين ضحكتك؟ راح فين حلمك؟ ابوكي انتهى وخرج نفسه من حياتك، اللي كنتي مسنوده عليه خلاص رماكي، ما هو لو ما كنتيش بعتي نفسك ما كانش رماكي يا ليله، ضيعت فرحة ابوكي ومسحتي ضحكته للأبد، هيمشي في وسط الناس إزاي؟ ده كان امبارح بيضحك وعايز يعيش ويشوفني وأنا بالفستان ،والنهارده بيتمنى المـ.ـوت، وكل ده ليه؟ علشان الحب؛!! علشان مروان؟ معقول حبتيه قوي كده يا ليله! وثقتي فيه؟ طب عقلك كان فين وقتها؟ ليه لغيتي عقلك وغمضتي عينيكي واستسهلتي كل حاجه معاه، الغلط غلطك من الاول يا ليله، صَدقت سعاد، صدقت في كل كلمه قالتها، يا ريتني سمعت كلامك يا سعاد، يا ريتني صبرت زي ما أنت قلت يا بابا، والعمل يا بنت محمود؟ هتروحي فين ولمين؟
ماشيه ببطء ،وكل ده كلام داير في عقلها، الدنيا ليلت وما حستش هي فين، ماشيه بالساعات رجليها وجعتها من كتر المشي، قلبها بيدق ببطء، حاسه ان روحها بتتسحب منها، خايفه تقع وهي ماشيه، بتفتح عينيها غصب عنها علشان توصل لأي مكان تستخبى فيه، عينيها بتغرب وبتفتحها غصب عنها، بتجاهد نفسها،رجليها تقلت وشافت ضباب قدامها، وغمضت عنيها ووقعت على الارض مغمى عليها، لكن فاجأه جت عربيه فرملت ونزل منها،وشالها واخدها معاه في العربيه.
في المستشفى
بعد ما الحج فرغلي ومختار نقلوا محمود للمستشفى، سعاد واقفه في الطرقه وكان واقف على جنب الحاج فرغلي ومختار وعبدالله والد مختار ،سعاد بصت في الساعه وكانت 9:00 بالليل ومحتاره ومش عارفه تعمل إيه؟ قلبها مع عما محمود، وعقلها مع ليله، يا ترى راحت فين؟ وبتعمل إيه دلوقتي؟ ليه كده يا ليله ليه؟ ليه تغضبي ربنا ليه تعصيه؟ انتي مش قد عذاب ربنا يا ليله مش قده،ودي كبيره من الكبائر، عمري ما كنت اتخيل ان تسرعك وصلك للهلاك ده، رفعت راسها للسما وقالت بهمس وتمني:- استرها معانا يا رب؛ استرها معانا.
انتبهت على صوت مختار لما قال:- لو سمحتي.
سعاد مسحت دموعها بسرعه وقالت:- افندم؟
مختار بلطف:- انا شايف حضرتك قلقانه جداً واحب اطمنك ان عمي محمود الحمد لله لحقوه بالعلاج اللازم وتعافى من الذبحه الصدريه، بس هيحتاج فترة علاجية ويمكن يخرج كمان يومين.
سعاد حمدت ربنا وقالت:- الحمد لله كويس انه بخير الحمد لله.
مختار باحترام:- انا متأسف لتطفلي؛ لكن احب اقدملك واعرفك بنفسي؛ انا اسمي مختار وده والدي والمفروض إننا كان عندنا ميعاد عند عم محمود، لكن قدر الله وما شاء فعل،والموضوع اتاجل لكن سؤال لحضرتك، الاستاذه ليلى ليه مش موجوده مع والدها؟
سعاد ارتبكت وغمضت عينيها ومش عارفه تتصرف إزاي،ط في المعضله دي، طيب هتقولهم إيه؟ وليله اصلا مش هتظهر بعد النهارده، هتقولي ايه يا سعاد وهتعملي إيه؟ يا ربي اتصرف ازاي؟ اقوللهم سافرت ولا اقول لهم ايه بالظبط؟
مختار استغرب انها ساكته وما بتردش وأتكلم بإعتذار:- انا اسف اني بزعج حضرتك؛ انا افتكرت حضرتك اختها لكن عم فرغلي قال ان ليله ما لهاش اخوات؛ بعتذر بعد أذنك.
سعاد هزت راسه ليه وحاولت تبتسم برسميه وحمدت ربنا انه مشي.
مختار وقف قدام باب الغرفه ومحتار إن ليله مش موجوده، وسعاد قعدت بعيد تفكر يا ترى هنقول للناس إيه؟ يا ترى عم محمود لما حد يسأله فين لليله هيقول لهم إيه؟ اه يا الله يا رب استرنا وطلعنا من الدنيا دي على خير، الله يسامحك يا ليله، الله يسامحك ويغفر لك يا ترى انتي فين دلوقتي يا ليله؟
في اسكندريه.
في بيت بيطل على البحر، ليله نايمه في سرير كبير و فتحت عينيها بوهن وغمضت تاني وبعدها فاقت وفتحت واستغربت لأن الأوضه نفسها واضح أنها غاليه جدآ من فخامتها والديكورات بتاعتها ،واتعدلت بسرعه وبصت حواليها بصدمه، وجت تشيل الغطا لكن لقت نفسها لابسه بيجامه نوم، غير الطقم اللي كانت لابساه خالص، اتنفست بسرعه وقامت وقفت على الأرض وبصت حواليها وسألت بخوف:- انا فين؟ انا فين.
الباب اتفتح وسمعت صوته، وقال بوهن:- انتي معايا يا ليله.
بصت للصوت وفتحت عينيها بصدمه أكبر وقالت:- مروان؟!!!! انت!!!
دخل عندها الاوضه وهي رجعت بضهرها لورا بسرعه وهزت راسها بصدمه وقالت:-انت؟ أنت جبتني هنا إزاي! وعرفت مكاني منين!! وانا هنا بعمل إيه؟؟مش كفاك اللي جرالي منك؟
مروان كان واضح على ملامحه التعب واليأس وكان فعلاً لاول مرة مخنوق بدرجه كبيره ،مشي خطوتين وقعد على طرف السرير وحط راسه بين أيديه وقال:- عرفت مكانك لانك ما غبتيش عن عيني لحظه واحده؛ من وقت ما نزلتي من بيتكم ومشيتي في شوارع كتير؛ وانا كنت ماشي وراكي بالعربيه؛ لكن مارضتش اقف واقولك تعالي معايا، لاني عارف انك هترفضي وممكن نعمل شوشره أكبر.
وكمل بتيه:- ليله انا مش عارف كل ده حصل إزاي؟ انا لحد دلوقتي مش مصدق!
رفع راسه ليها وقالها بصدق باين في عينيه:- انا اسف.
ليله ابتسمت وبعدها ضحكت بإنكسار وحسره وقالت:- آسف؟!! اسف على ايه يا مروان!
وكملت بحزن ودموع:- انا اللي أسفه؛ اسفه لنفسي ولابويا؛ انا ضيعت الدنيا كلها بتصرفي وتسرعي؛ وبصت له وقالتله بلوم وعتاب:- انت طلعتلي منين يا مروان؟ ما انا كنت عايشه في حالي، صحيح انا ما كنتش راضيه بعيشتي، بس على الاقل كنت ماشيه جمب الحيط، لا بأذي حد ولا حد بيأذيني، كل الاذى كان بيجي من طليقي، واخره كان ضرب واهانه، يا ريتها فضلت على كده، يا ريتها فضلت على كده يا مروان، يا ريتني ما اشتغلت يا ريتني ما طلعت من بيتي كنت رضيت بعشتي وخلاص.
وكملت بوجع:- ابويا طردني؛ ابويا اتبرى مني؛ ما بقاش ليا حد، ابويا قالي اني مـ.ـت، وقال لو رجعت تاني هيقـ.ـتلني، انا خلاص ضعت وانتهيت، وكل ده بسببك انت يا مروان، بسببك.
مروان كان حزين علشانها وافتكر نفسه لما بعد عن اهله اول مرة واتكلم بوجع حقيقي:- والله العظيم ما كنت اقصد كل ده يا ليله؛ انا حبيتك بجد يمكن عيشتي اللي انا عشتها في الغنا والجاه والفلوس غيرتني فعلاً ونستني كل الاصول اللي اتربيت عليها زمان؛ ليله!! انا ضحيه زيك انا انتقمت من نفسي برده بتسرعي وتصرفاتي؛ بس وقتها ما كنتش مدرك وشايف مستقبل مضمون قدامي؛ وافقت ورضيت بس ما كنتش اعرف النتيجه هتبقى كده،كنت فاكر اني هفضل عايش و مبسوط وهو الشاب مننا او الراجل هيعوز ايه غير الفلوس، كنت فاكر ان الفلوس كل حاجه بس بغبائي ضيعت نفسي وفوقت متأخر، ولما شفتك وحبيتك حسيت بمعنى الحياه اللي بجد، اني لما اعيش مع الشخص اللي انا بحبه تسوى الدنيا وما فيها، إني لما اخد حبيبتي في حضني واغمض عيني وانام هي دي الراحه اللي بجد، إني لما افتح عيني الصبح واشوفك قدامي يا ليله تبقى بداية يوم جديد، صدقيني انا كنت معمي بحبك ومش شايف ايه اللي بيحصل، ولا بصيت للنتيجه، انا بعترف اني كنت اناني في حبك يا ليله، لما شفت باباكي بيضربك وواقعه على الارض صغرت قوي في نظري نفسي، ولما شفتك خارجه من الحاره بتتلفتي يمين وشمال وخايفه ان حد يشوفك، وكنتي بتجري بسرعه وقتها كان نفسي اضرب نفسي ميت جزمه على اللي حصل بينا،صدقيني والله اللي حصل ده كان حب وكمان جه في لحظة ضعف، طيب فكري فيها كده انا لو بضحك عليكي هرجعلك تاني ليه؟
ليله غمضت عينيها وقالت:- انا مش عايزه افكر مش عايزه افكر في حاجه وجعاني.
وبصت على البيجامه اللي لابساها؛ وعرفت ان هو اللي غير ليها هدومها؛ وبصت ليه بلوم وخنقه اكبر واخدت نفس طويل وقالت:- من النهارده انت ما لكش اي حق فيا؛ والله يخليك هاتلي لبسي عشان امشي.
بصلها بدهشه:- تمشي؟!!! تمشي فين يا ليله!!!
ليله ابتسمت بوجع:- امشي فين؟ همشي هروح اي مكان؛ هشتغل في اي حته؛ بس المهم ما اكررش الغلط ده تاني.
خلصت كلامها ومسكت راسها وحست بدوخه ومش عارفه تفكر ولا تتكلم أكتر من كده، مروان حس بيها وقال :- طيب اهدي انتي اكيد ما اكلتيش حاجه من بدري وانا مجهز لك كل حاجه
ليله هزت راسها بالرفض وضياع:- لا لا انا مش عايزه اكل انا عايزه أمشي؛ ارجوك يا مروان خليني امشي من هنا.
مروان شاف خوفها وقرب منها،لكن هي رجعت لورا بسرعه وقالت بتحذير:- والله العظيم يا مروان لو قربت مني لامـ.ـوت نفسي، كفايه، كفايه اللي حصل، وكفايه ان انت جاتلك الجرأه والبجاحه إنك تغيرلي هدومي، لو سمحت خليني امشي من هنا.
مروان بدون تردد:- تتجوزيني يا ليله؟
رفعت عينيها ليه بصدمه وقالت بعدم تصديق:- أنت بتقول إيه؟!
مروان بصدق:- بقولك تتجوزيني؟
ليله عيطت بحرقه وقالت:- انت جاي تقول كده دلوقتي؟ جاي تقول بعد ما كل حاجه ضاعت بسببك؟!!!
مروان بحده:- كفايه تجلدي فيا بقى يا ليله؟ احنا مش معصومين من الخطأ، لكن انا اهو قدامك بحاول اصلح الغلط اللي عملته قوليلي اعمل إيه وانا اعمله،ايه المطلوب مني يا ليله؟ انا دلوقتي اهو بين ايديكي وبقولك تتجوزيني؟
ليله بضياع:- طيب وبابا؟ عايزني كمان اتجوز من ورا أبويا؟
مروان :-طيب تفتكري لو رحت طلبت ايدك من والدك دلوقتي هيوافق؟ انت ما شفتيش شكله كان معايا عامل إزاي؟ اسمعي مني يا ليله وتعالي نتجوز وكل حاجه بعدين هتتصلح، وبعدها بفتره تبقي روحيله وانا كمان هروح معاكي ونصلح الغلط ده، وهينسى كل حاجه من اللي فات و وقتها كل حاجه هترجع لطبيعتها.
ليله شافت بصيص أمل في كلامه وصدقته، ده غير إن قلبها بيحبه ومش عارفه تكرهه، وقالت:- يعني ممكن بابا يرجع يتكلم معايا تاني ويسامحني؟
مروان حاول يبتسم وقال:- اكيد مافيش أب بيكره بنته يا ليله، احنا فعلا غلطنا ووالدك كان زعلان منك، وله الحق في ده ،لكن لما ترجعي وانت مصلحه الغلطه دي هترفعي راسه من تاني.
ليله فاجأة عيطت وهزت راسها بالرفض وخايفه ،مروان فهم واتكلم بضيق:- ليله انا قلتلك نتجوز انتي عايزه ايه تاني؟
عيطت بقهر وقالت بصوت مقهور:-ما بقتش عايزه حاجه، ما بقتش عايزه خلاص، كل حاجه انتهت كل احلامي راحت، حتى ابويا راح، وانت رحت مني كل حاجه راحت مني في غمضه عين.
مروان مسح وشه بايديه وقال:- طيب اهدي وأنا هعملك اللي انتي عايزاه، وصدقيني كل حاجه هتمشي زي ما انتي عايزه ووعد مني اني هخليكي تعيشي في أمان، وباباكي هيرجعلك كمان، لكن اسمعها منك يا ليله موافقه تتجوزيني؟ وفكري فيها لأن مفيش حل غير ده.
ليله:- كانت ضايعه مش عارفه تعمل إيه؟ شافت فتحي قدامها وشافت باباها وشافت ناس كتير اذوها، وكانت حاسه بصراع والمفروض انها اللي تتوسل ليه انه يتجوزها بعد اللي حصل، دلوقتي هو اللي بيطلبك يا ليله هتعملي إيه؟ المفروض توافقي وانتي مغمضه؛ ده هيستر عليكي اللي عمله فيكي،وشافت إن افضل حل انها تصلح غلطتها حتى لو هتمشي بعد كده، المهم تصلح غلطتها، غمضت عينيها،وهزت راسها ليه بالموافقه.
مروان حرك راسه ليها وماحسش انه فرحان، لانه لازم يشرحلها كل حاجه، هو تعب من الكدب عليها، خلاص اكتفى وحمحم وقال بتوجس:-طيب انا هجيبلك حاجه تاكليها؛ وبعد كده نتكلم لأن عندي موضوع مهم خبيته عنك وأن الأوان ولازم تعرفيه.
خرج من الاوضه وليله بصت حواليها بخوف وخايفه من مروان والبيت اللي هى فيه، ولا تعرف هى فين، لكن هي شايفه انه اامن مكان حالياً، احسن من العالم اللي بره لانها ملهاش مكان، اتخضت لما شافته داخل وكان معاه صنية اكل، حطلها الاكل على السرير وسابها وواتكلم وهو خارج وقال:-كلي براحتك،وبعد ما تاكلي هستناكي في الصالون، علشان اقولك على كل حاجه.
سابها وخرج وقفل الباب، ليله قعدت على طرف السرير ودموعها مش راضيه تنشف، كانت دايخه ولازم تاكل اي حاجه، كانت بتاكل ومش حاسه بطعم الاكل اكلت حاجات بسيطه وقامت ببطء، وفتحت الباب وخرجت خايفه إن مروان ما يكونش لوحده، لكن شافته قاعد في الصالون بيشرب سجاير بشراها، وبيهز رجله بتوتر ومحتار، راحت عنده وبلعت ريقها بتوتر، شافها مروان وشاور ليها وقال:-تعالي يا ليله اقعدي.
قعدت قصاده من غير ما تتكلم،وهو بصلها ومش عارف هل اللي هيعمله ويقوله ده هيخليها تقف جمبه وتفضل معاه؟ ولا هتاخد قرار أنها تبعد، بس هو تعب من الكدب عليها، عايز يعيش شوية سعادة وراحه من غير تحكمات أنجي فيه، خلاص هو غلط أنه وافق على أنجي ومعترف بغلطه، بس مفيش حل للتراجع،يبقى على الأقل أعيش مع البنت اللي حبتها وتكون عارفه عني كل حاجه، ونفخ بخنقه وقال:- أنا قولتلك إن في حاجه أنتي متعرفيهاش عني،وطبعا انتي عايزه تعرفي ايه اللي ممكن اكون مخبيه عنك؟
ليله مسحت دموعها وهزت راسها من غير ما ترد، مروان أخد نفس عميق وزفره بقوه، وبصلها بترقب وخوف مبهم وحمحم وقال:- ليله، أء، أنا متجوز. ———–
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إحتلال محرم)