رواية صقر الصعيد الفصل الثامن 8 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية صقر الصعيد الجزء الثامن
رواية صقر الصعيد البارت الثامن
رواية صقر الصعيد الحلقة الثامنة
في غرفة مكتبه يباشر عمله وبجواره عوض يمسك له بعض الاوراق وهو يمضي عليها ويدون بعض الملاحظات ثم سمع صراخها وهلع من كرسيه فهو أصبح يستطيع تميز صوتها جيداً فخرج من المكتب ركضاً وخلفه عوض سمع صوتها يأتي من المطبخ فأسرع في ركضه ووجدها واقفة باكية والميكرويف يبث منه حريق وماسكة يدها بالأخري، أقترب عوض بهلع يحاول أطفاء الحريق آما هو أقترب منها ونظر ليدها التي أحمرت بشدة يبدو أنها تأذت، فمسك يدها برفق وأنقبض قلبه عليها بخوف ثم صاح ب عوض قائلاً: -.
– مش جولتلك أتغير المخروب دا
تألمت من يده وهو يمسك يدها حين صرخ ب عوض وضغط عليها قليلاً بدون قصد، فنظر لها على أنينها فترك يدها وهو يري دموعها وهي تحاول التوقف عن البكاء بوجع، أشاح نظره عنها وهو يهتف بحزم: –
– روح شيع للداكتور خلي يجي
– حاضر يا جناب البيه.
قالها وهو يخرج بهلع من غضبه ف عوض كأخته يرى مشاعره بعيناه ونظراته لها يعلم بأنه واقع في غرامها وأصبح لدي صقر الصعيد نقطة ضعف تتمثل بهذه المرأة التي أحبها وعشقها حد الجنون…
هتفت له بخفوت وهي تمسك يدها قائلة: –
– مفيش داعي للدكتور آنا هحط عليها مرهم وهكون كويسة.
كاد آن يتحدث ويخبرها بأنه يخاف عليها بهوس جنوني، لكن بتر حديثه دخول الجميع على صوت صراخها فشعر بالتوتر من وجودهم ومن ثم خرج وتركها رغم أنه بتلك اللحظة أكثر ما تمناه هو أن يضمها بين ذراعيه في أحضان يخفيها عن الجميع وعن نفسها حتى لا تتأذي من جديد لكنه مجبور على الخروج بعد حضورهم…
ذهبت قمر للقاهرة من جديد ومعاها أطفالها و جالان بعد شجار كبير بينها وبينه على تركها تذهب وحدها دون أن تخشي حسام، وقفت أمام المرأة لكي تتجهز، فدلف جالان عليها ثم قالت بأستغراب: –
– أنتي مش هتلقعي الأسود ياقمر، ياحبيبتي الحزن في القلب مش باللون
فأجابتها قمر بهدوء وهي تلف حجابها قائلة: –
– ياحبيبتي ده مش حزن بس الأرملة بتلبس على جوزها أسود، وروحي شوفي وراكي إيه عشان متأخرنيش.
– أسمعي بس لوني ياحبيبتي حتى عشان ولادك الصغيرين
قالتها جالان بأصرار، ثم تركتها ورحلت.
كان واقفاً مع السكرتيرة الخاصة به يعطيها ورقة وهو يقول: –
– لما نبيل يجهز الورق هيجبهولك، أبعتهولي وراجعي الايميلات قبل ما تبعتيها للأستاذ صقر
– لو سمحتي مكتب أستاذ أيمن فين.
جاءه صوت أنوثي رقيق من خلفه، أستدار ورأها تقف خلفه مُرتدية قميص نسائي باللون الكشميري وجيبه سوداء تدخل القميص من الامام بها وتلف حجابها الكشميري وشنطة سوداء وتمسك بيدها ملف، تذكر حين رأها في السراية وبالتأكيد هي من ينتظرها حسب أوامر رئيسه فهتف بجدية: –
– أنا أستاذ أيمن أتفضلي.
وذهب أمامها لمكتبه، ذهبت خلفه بإرتباك من مقابلتها وهل ستنجح أم لا، نزع جاكيته ووضعه على ظهر كرسيه ثم جلس على كرسيه بهدوء خلف مكتبه وأشار إليها بالجلوس وهو يرفع كم قميصه إلى ساعده
فهتف بلطف وهو يرفع سماعة هاتفه الأرضي قائلاً: –
– تشربي إيه الأول قبل ما نتكلم؟
– ميرسي ممكن نتكلم
قالتها بتلعثم وأرتباك واضح في نبرة صوتها وحديثها، فقال لها مُبتسم بتكلف ليخففي من توترها: -.
– متقلقيش أستاذ صقر موصي عليكي جداً وإن شاء مش هتخرجي من هنا غير بوظيفة، تشربي آيه بقي
أبتسمت بخفوت هادئ وقالت برقة تثير عقله بجمالها ودفء نبرتها وحديثها: –
– إذا كان ولابد ممكن قهوة مظبوطة
– أتنين قهوة مظبوطة ياحنان وأبعتيلي أستاذ نبيل
قالها بجدية وثقة ثم أغلق الخط ونظر لها وهو يغلق الملف الموضوع أمامه ثم قال بنبرة هادئة تحمل شئ من الجدية والصرامة: –
– حضرتك أشتغلتي قبل كدة عندك خبرة يعني؟
أزدردت لعوبها بأرتباك ثم تنحنحت بخفوت وقالت: –
– لا بس الأربعة سنين بتوع الجامعة نزلت تدريبات في شركات مختلف كنت في التسويق، وطبعاً لما أتجوزت مشتغلتش عشان البيت والولاد زي ما حضرتك عارف فمعنديش خبرة كبير بس بفهم تسويق.
كان يستمع لحديثها وهو ينظر في ملفها إمامه وعندما ذكرت أطفالها تبسم بسمة مُشرقة حين تذكرها وهي تصلي بهم وهو ينظروا عليها ويشاكسوها في صلاتها، نظرت لبسمة بحزن مُعتقدة بأنه يسخر منها ثم أردفت بخفوت: –
– في حاجة؟
رفع نظره لها ورأها الحزن وخيبة الأمل أحتله ملامحها الجميلة خالية من أي مساحيق تجميل فأبتسم أكثر غالباً تأتي الموظفة للمقابلة على أكمل وجه من الجمال والزين لتكون حسنة المظهر آما هذه المرأة جاءت بطبيعتها، فقال بجدية: –
– مفيش أفتكر حاجة ضحكتني مش عليك، طب أستاذ صقر سيب آمر آن حضرتك تستلمي السكرتارية بدل السكرتيرة بس أنا ليا رأي تاني.
ومد لها ورقة فأخذتها من يده ووجدتها أعلان عن حاجتهم عن موظفين مبيعات وتسويق وعلاقات عامة، فقال بثقة: –
– أعتقد التسويق هيكون أفضل ليكي بما أن حضرتك عندك نظرة عنه، ومعتقدتش آن أستاذ صقر هيمانع مادام وفرنالك وظيفة وده طلبه وكمان دي هتكون دايمة ليكي لكن السكرتيرة بمجرد ما السكرتيرة هترجع من الاجازة بعد شهر او سنة هنضطر نستغي عن حضرتك
– تمام.
قالتها وهي تمد يدها له بالإعلان، دق الباب ودلف نبيل له ومعه ملف والقهوة ووضعها أمامهما، فأشار إليه بالجلوس يقدمه لها: –
– نبيل أشطر موظف تسويق عندنا في عملاء بيطلبوا مخصوص بالاسم، ان شاء الله تدريب شهر واحد معاه هيتظبط عندك كل حاجة
أبتسمت له بتكلف وأكملت أجراءات العقد معاه…
كان يجلس في السراية يكاد يجن عقله بعد مغادرتها، لكنه لم يتحمل الأنتظار قلبه يخبره بأن يذهب ويحضرها ولكن ما رأه في شخصيتها ينبأه بأنها قوية لن تقبل بترويضها كأسيرة في سراية ولكنه حقاً يريدها من الشوق لها وليس أسرها كجارية بل مُشتاق لها في تلك الأيام القليلة التي مرت عليها بعيداً عنه أما شراستها تنذره بأنه إذا ذهب يطالب بعودتها ستلتهمه وتقتله فهي لا تسمع لصوت عقلها وحدها ولا تقبل بالترويض والخضوع لأوامر، تتنهد بألم يخرج من بين صدره وهو جالساً على كرسيه في المكتب ثم ضرب مكتبه بقبضته بعجز من الذهاب لها أو الفصح لها بما يخبأه لها في قلبه وفور لمسه لمكتبه تذكر شركته وعي سبب قوي بأن يذهب هناك من أجل مباشرة عمله بأتقان وأتنفض من كرسيه يخبر عوض بأن يحجز له على طائرة ذاهبة للقاهرة اليوم…
عادت من العمل في ال 8 مساءً كعادتها فركضوا الأطفال لها بسعادة وهم يقولوا: –
– خالته خالته شوفتي مامي جابتلنا ايه
ومدوا يديهم لها بالألعاب والحلوي فأبتسمت لهم وهي تخلع حجابها ثم ذهبت ل قمر في المطبخ، ووجدها واقفة تضع بعض الجبن والعصائر في الثلاجة..
قالت بعفوية وهي تضع رأسها على كتف قمر : –
– أش اش ايه كل ده أنتي سرقتي بنك يابت.
– لا أشتغل في التسويق، وكمان قبضوني مقدم والمرتب مغري جدا واضح إن جوزك موصي عليا جداً، أنا فرحانة جدا هقدر أدخل البنات مدرسة خاصة وأجبلهم كل اللي نفسهم فيه وإن شاء الله احوش اي مبلغ عشان المستقبل واللزوم
قالتها بسعادة قصوي تغمرها بسبب توفير كل ما يحتاجه أطفالها بدون الشعور بيُتم الأب أو نقصهم عن غيرها بشي، فأربتت جالان على كتفها بحب وهي تري سعادتها ثم قالت بمرح: -.
– ياسلام ياست قمر قولتلك مليون مرة صقر خطيبي مش جوزي، أنا هغير هدومي عشان نتعشي بقي لاحسن أنا جعانة نوم
ضحكت عليها بسعادة وقالت بعفوية: –
– طيب روحي بسرعة عشان الأكل هيبرد أنا جبته معايا وأنا جاية
تركتها وخرجت تكمل ما تفعله وتغمرها سعادة من أطفالها…
فتح أيمن باب شقته فقابلت مربية طفله وهي ترحل فقالت: –
– يوسف أتعشِ ونام
– ماشي شكراً
قالها وهو يدلف للداخل مُتجه إلى غرفة طفله ورأه في سريره نائم ويحتضن دميته فجلس بجواره ووضع قلبة على كفه بحنان ثم دخل أسفل الغطاء بجواره وطوقه بذراعيه بين صدره فعانقه أيمن في حضنه، فهتف يوسف بهدوء وهو يتشبث بوالده: –
– بابي آنت جيت متأخر ليه
– أنت صاحي بقي، قولي نمت بدري ليه ومذاكرتش ها.
قالها وهو يحمله ويضعه فوقه مُبتسم، فقال له: –
– الميس أديتني تلوني وأنا مبحبش ألون
فضحك أيمن عليه…
وصل إلى الفندق في القاهرة مساءاً، كان يقف بغرفته حائراً بين ان يذهب لها آما يبقي هنا بعد أن جاء من أجل شوقه لها فأنتهي مطافه بالبقاء مكانه دون الذهاب لها.
مرت الأيام وعقله يخشي الذهاب له وحالها كحاله مُشتاقة له وتطمأن عليه كلاهما يقتله شوق للأخر ولكنهما يعتزا بكبرياءهم، كانا الأثنين يصارع مشاعرهما، هو يخشي الحب والمشاعر آما هي تخشي الدخول بعلاقة جديدة مع رجل ويخذلها كالسابق، فمرت الأيام وكلاهما يعدوها بأنتظار وشغف جنونه كسجين سينال حريته بعد أيام معدودة فيعدها بأنتظار أحر من الجمر الملتهب مُشع حرارة شوقه…
كان يقف في ساحة القاعة ينتظرها مع ضيوف الذين أنحصروه في مؤظفين شركته وأخته مع جده فقط فجميع النجع يعلم بأنها زوجته فلم الزفاف، فتح باب القاعة فوق بمكانه المخصص أمام السجادة الحمراء في نهاية القاعة، فدلفت بفستانها الأبيض وحجابها التي زادها جمالاً وعيناها الزرقاء تشبثت به وحده حين دلفت، عدل من هيئة وهو يغلق زر جاكيت بدلته السوداء فأقدمت نحوه وحدها تمسك بباقة ورد بيضاء ويركض أمامها أطفال قمر وحين وصلت أمامه أقترب هو الخطوة الأخيرة ومسك يدها فصارت القشعريرة تداعب جسدها بأكمله وهو ينظر لعيناها غير مصدقاً بأنه تزوج من أمراة طلبته هي للزواج ووقع في شباكها منذ النظرة الأولى التي ألتقي أعينهم بها…
– دي أخت صقر
قالها نبيل بذهول وهو ينظر عليها وهي تجلس على الترابيزة مع قمر وجدها، فأجابه أيمن ببرود: –
– ومالك منبهر كدة ليه، وبطل تبحلق كدة دول صعايدة وعندها اللي يبص لحريمها بيعموه ها ولا أنت مستغني عن عيناك الجميلة آم نضارة دي
فنظر نبيل له بهلع وقال بعدم تصديق: –
– يعموه ليه، ده ببص بصة بريئة وجميلة ومؤدبة
قال كلماته الأخير وهو ينظر نحوها مجدداً مُبتسم، فهز أيمن رأسه يمين ويسار بلا مبالاة…
كان يجلس الجميع بسعادة حتى سمعه صوته العالي من الخلف بغضب وهو يقول: –
– أتجوزت مراتي ياصقر، سرقتها
وقف من مكانه بغضب شديد بعد أن توقفت الموسيقي ووقف الجميع، وهو يقترب نحوهم، وقفت جالان معه بخوف ومسكت يده قبل أن يذهب له بخوف
– أطلع برا ياحسام ووريني عرض جفاك وأحمد ربك آنك هتطلع على رجلك المرة دي.
قالها صقر وهو يقف بجانبها ويربت على يدها يطمأنها بحنان ويقلل من خوفها، فصاح به حسام وهو يقف على قرب ليس بقليل منه: –
– أديني مراتي وأنا هطلع برا ومش هظهر في حياتك تاني
أشتاط غضباً منه وهو يكاد يذهب له وهي تمنعه فصرخ به بغضب تحت أنظار الجميع: –
– وهي فين مرتك دي مشان اديهالك، شاورلي عليها بس أوعي أجطعلك التانية لما تشاور
أقتربت فريدة منه بغيظ وأحراج من أنظار الجميع وقالت: -.
– حسام عيب اللي بتعمله ده، الخلق بتتفرج علينا، ممكن تهملنا وتمشي
فصرخ الجميع بهلع مع صرختها حين أخرج من جيبه سكين ووضعه على عنقها وبذراعه الآخر ذات الكف المقطوع يقبض عليها من خصرها أمامه ويصرخ به: –
– أديني مراتي وأنا أديلك أختك.
وضعت يديها على فمها بخوف من جنانه، كاد آن يقترب منه لكن أشار له أيمن و نبيل وهم يقتربوا من الخلف بأن يثبت مكانه ويكمل حديثهم، تمالك غضبه عليه وهو ينظر عليه وعليها بعد أن بدأت البكاء بخوف من ما يحدث وألم قلبها على من تعشقه، ثواني قليلة وصرخت بخوف حين مسك الأثنين يده وأبعده عنها فركضت نحو أخاها بهلع ونظرت عليه و نبيل ذات الغريب عنها يلكمه بقوة ثم أشار ل صقر بأن يكمل عرسه وأخذه خارجاً هو و أيمن بعد أن أبرحه ضرباً، أخبرته بأن يكتفوا بهذا القدر ويذهبوا قبل أن تحدث كارثة أخري…
دلف إلى غرفتهم بالفندق وهي مُرتبكة تستحوذ عليها توتر قوي، فأستدارت تنظر له وكادت آن تخبره بشئ وأذا به يبتر حديثها بقبلة على شفتيها طويلة يتعمق بها فذهلت من فعلته وأبعده عنه وهي تخرج نفسها من بين ذراعيه، فهتفت بخفوت وخجل بعد أن أحمرت وجنتيها قائلة: –
– صقر…
لمس وجنتيها بأنامله للمرة الأولى وكأنه سجين مال حريته أخيراً بعد أنتظار طويل وشغف لها ثم هتف بدفء ونبرة صوته تكاد تسمعها وخو يقترب منها أكثر ناظراً لعيناها: –
– كان نفسي أعمل أكدة من أول مرة شوفتك فيها آما دخلتي عليا
أزدردت لعوبها بصعوبة وهي تستدير تعطيه ظهرها بأحراج وخجل شديد، طوقها بذراعيه ووضع قبلة على كتفها فوق فستانها فأنتفضت من بين ذراعيه وهي تنظر للأرض خاجلة منه فهتفت بتلعثم قائلة: –
– مينفعش.
– هو إيه اللي مهينفعش
سألها بأستغراب فأستدارت له لتخفي عن نظرها فقالت بخفوت شديد: –
– اللي انت عايزه النهاردة مينفعش حرام
كانت كلمتها الأخيرة كصور وقعت على قلبه أعليه الإنتظار مجددًا، فتنحنح بغيظ وقال: –
– اااه جولتلي، طب تصبحي على خير انا داخل اتخمد مشان مضامنش…
نظرت له بحزن فأبتسم لها بخفوت وأخذها بيده لغرفة النوم وخو يقول: –
– تعالى مشان تنامي
فضحكت عليه ودلفت معه…
وصل صباحاً للسرايا بعد طلب جده له بأستعجال فدلف للداخل ووجدت علامات الصدمة على وجه أخته والغضب يمتلك جده، قبل أن يتحدث نزلت الحكيمة وفور رؤيته رسمت بسمة على وجهها ثم قالت: –
– مبروك ياصجر بيه المدام حبلة.
وقعت تلك الكلمات على أذنه كالحجر الناري وصدمة كهربائية أنعشت قلبه بعد أن توقف مع تلك الكلمات، نظر نحوها بذهول بعد أن أتسعت عيناه على مصراعيها من الصدمة، فنظرت له بصدمة لا تقل عن صدمته وكادت آن تفقد وعيها من الصدمة وتجمعت دمعة في جفنا عيناها الزرقاء من الصدمة التي ألجمتها وهكذا هو ألجمته وهو واقف لا يستطيع نطق حرف أو الحركة عن من تتحدث هذه المرأة عن أخته هي المرأة الوحيدة في السرايا آما عن زوجته التي لم تراها الحكيمة ولا تفحص وهو لم يلمسها وسرعان ما جاءه الجواب حينما هبطت تلك الحية من الأعلي خلف الحكيمة تمثل على وجهها الكسرة والحيرة، فور رؤيتها لتلك المرأة أخرجت يدها من قبضته بصدمة تلجمها حد الموت، فهتف مجدي بعد خروج الحكيمة بصراخ: -.
– حبله ياصجر بيه منيك وجنابك رايح تتجوز غيرها عشية مش اكدة
لم يستطيع فعل شئ بصدمته سوي النظر لتلك الحية التي تقف أمامه وشعوره بخذلان حبيبته التي مازالت لا تعلم شئ عن حبه لها لا بل عشقه لها وحدها، نظر لها فرمقته نظرة من فوق للأسفل بعين دامعة وقلب مُتألم وصعدت للأسفل تركته بعد خذلان جعل بداخلها كتلة سودة بعد تجربتين كسروه قلبها من الرجال تلعن جميع الرجال بحسرة قلب…
– حبلة من مين.
سأل وهو يستعيد رشده من أجل حبيبته فهتفت بخفوت شديد: –
– شوفت ياجدي جولتلك هينكر مشان أتجوز
– حبلة منيك ياصجر بيه، أنت لازم تتجوزها مشان العيل ده إحنا مهنرميش لحمنا ودمنا بسببك
قالها مجدي بحزم وصرام، فصرخ بهما بغضب قائلاً: –
– أتجوز مين، دي زبالة وبنت أنا جربت منيكي ولا لمستك أنا أصلا شوفتك اخر مرة ميتي مش من خمس شهور
صرخت رقة بخوف مصطنع منه وهو يقترب منها وأختبت خلف مجدي، فقال صجر : -.
– أنا هثبتلك آنك زبالة وجدام الكل، اسمع ياحاج انا هحلل للي فب بطنها بس لما أجي أجولك مش ابني يبجي متفجش في طريجي واللي هعمله، لان دموع مرتي ويوم صباحيتها مش ساهلة ياحاج
جذبها من يدها وذهبوا للمستشفي وعاد للسرايا تاركاً عوض ينتظر نتيجة التحليل معاها، صعدت لمحبوبته فوجدتها جالسة على الأريكة بدون قطرة دموع في جفنيها ببرود تام فجلس بجوارها وقال بتهكم: –
– أنا هثبتلك…
بتر حديثه حين وقفت ببرود يقتله وهي تتجاهله وتقول بشراسة وكبرياء: –
– دي حاجة تخصك، أنا فاكرة كويسة ان جوازنا عشان أربي حسام وأذل وإن آنا اللي فرضت نفسي عليك على رجل معرفش عنه حاجة فمش من حقي اقولك دي مين ولا بتقول آيه، ياريت تقفل الموضوع لانه ميخصنيش وأنا متعاودتش أدخل في اللي ميخصنيش.
تركته في صدمة لجمته بحديثها وهي تخبره بأنه لا شي بحياتها وقلبها وليس سوي وسيلة لتأديب زوجها السابق فقط، تخبره بانها لا تهتم به وهي غارق في بحور عشقها حتى قطعت أنفاسه فركد جسده أسفل قاع حبها دون نجاة
فوقف هو الأخر يقول بذهول وقلب دهسته بقدمها من خلال قسوة حديثها معاه: –
– يعني إيه، عملتيني لعبة عنديك، تلعبي بها كيف ما تحبي
– انا مكدبتش عليك ولا خدعتك أنا من أول لحظة صريحة وواضحة معاك، لكن أنت…
قالتها بكبرياء تخفي خلفه فيضان من الوجع والألم تنهش في قلبها ثم صمتت بغرور حتى لا تضعف أمامه وأستدارت تعطيه ظهرها غاضبة منه مُتألمة فهي تعشقه حد الجنون وتكاد تفقد عقلها بهذا الخبر الذي وصلها بعد يوم واحد على زواجهم
– ماشي بس أنا بجي يهمني أفضل راجل شريف جدام الكل وكلها ساعة وأثبت للكل آني مغضبتش ربنا ولا زنيت مع واحدة زبالة زي دي.
قالها بكبرياء ووقار كاتماً بداخل صدره رصاصة أصابته فزنف بغزارة حتى توفي صاحبه…
دلف عوض للصالون ناظراً للأسفل بخيبة أمل ويمسك بيديه الظرف، فوقف صقر بهلع مسرعاً نحوه ويأخذ الظرف منه بسرعة وينظر للجميع بأنتصار ونظرات غضب نحو رقة ونظراته تخبرها بأن الموت جاء لها وما أن فتح الظرف حتى لجمتها الاجابة حين كانت أيجابية تثبت بأن الطفل أبنه من صلبه بنسبة 99,6%…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صقر الصعيد)